bc

مدللة في ثوب الحرب

book_age16+
9
FOLLOW
1K
READ
drama
comedy
sweet
like
intro-logo
Blurb

القصة تدور حول أميرة مدللة تنعم بحياة القصور ولا تلتفت لأى من أمور الحكم أو الاهتمام بالرعية، تشتعل الحرب في البلاد يتم اختـطافها بواسطة غول ولكنها تتمكن من الهرب وبمساعدة حطاب فى الغابة يساعدها على العودة إلى قصرها مرة أخرى بعد رحلة طويلة تواجه فيها المخاطر بصحبة الحطاب لتعود بعدها إلى القصر وقد نضجت وتحولت لأميرة حقيقية تهتم بالبلاد وبالرعية

chap-preview
Free preview
المقدمة
المقدمة تدور حول نفسها برشاقة فراشة زاهية الألوان بردائها المخملى متعدد الطبقات بلون أصفر ناعم، معصوبة العينين، فاردة ذراعيها أمامها في الهواء وهى تطلق ضحكاتها الرقيقة المرحة فى أرجاء الحديقة الغناء وارفة الأشجار تحاول الإمساك بالجوارى المتحلقات حولها واللاتى لا يجرأن على الابتعاد كثيراً عن مرمى ذراعيها فيجب أن تقع إحداهن في قبضة الأميرة حتى تستمتع باللعبة، فغرضهن الأول والأخير هو إسعاد الأميرة الصغيرة المدللة تقدمت الأميرة بضع خطوات بحذر على العشب تحرك ذراعيها في الهواء في محاولة للإمساك بإحداهن ... هاتفه بوعيد "سوف أقبض على إحداكن الآن ... فحذارى أن تبتعدن عن مجال ذراعى" تضاحكت الجوارى من حولها وبدأن في التدافع بشقاوة لتقع إحداهن فى يد الأميرة التى لمست إحداهن بالفعل ورفعت العصابة عن مقلتيها الفضية التي تلألأت تحت أشعة الشمس تستمد منها بريقهما كما يستمد القمر ضوءه الفضى قذفت بالعصابة إلى السماء بمرح وقهقهت عالياً وهى تتحرك برشاقة لتلقى بجسدها على متكئ مريح تحت مظلة كبيرة بيضاء وحين هدأت ضحكاتها دارت بمقلتيها فى الحديقة للحظات بملل ثم هتفت بتدلل لقد سئمت من هذه اللعبة ... تفكرن في شئ جديد يسلينى"" اقتربت وصيفتها الأولى المقربة منها بشرى مُنحـنية الرأس وبابتسامة هادئة أشارت للأميرة قائلة بتأدب "فلتستريح مولاتى بجانب النافورة قليلاً و تستمتع بالموسيقى والغناء" أومأت الأميرة رواء بقبول وتحركت بكبرياء نحو النافورة وجلست على طرف حوض النافورة الضخمة ذات النقوش الدقيقة تُطعم الأسماك الملونة السابحة داخلها بينما بدأت موسيقى هادئة تتسلل لأذنيها مع صوت رقيق يترنم بكلمات أغنية عن العشق والغرام وقفت وصيفتها بشرى خلفها ببضع خطوات فى انتظار أى أمر جديد منها فطلبات الأميرة دائماً مجابة تن*دت الأميرة رواء بخفة، تستمتع بألحان الموسيقى والغناء ثم حركت رأسها تتأمل القصر الفَخـم، ضخم البنيان القابع خلفها، قصر والدها الملك راكان حاكم مملكة (أمنار) **************** منذ سنوات بعيدة كانت هناك مملكة جميلة، عظيمة مترامية الأطراف، حيث تمتد بأرضها السهول والوديان والأنهار وتمتد أراضيها لتشمل الجبال والبحيرات والصحارى على مدى اتساع رقعتها تُدعى مملكة (أمنار) يعيش أهلها فى سلام ورخاء، يملكها ملك حكيم عادل يحب شعبه كما أحبوه، لديه ولدان شجعان أثبتا قوتهما ورجاحة عقلهما أستقر الابن الأصغر الأمير (غيان) فى غرب المملكة بمنطقة (أيونار) حيث الجبال الوعرة والصـحراء الشاسعة، يحمي البلاد من جهة الغرب بجيش من الرجال الأشداء والتحصينات العتيدة عاش بتواضع بين جموع الشعب وأختار من أبناء المنطقة الغربية ابنة حاكم المنطقة لتصبح زوجة له وملكة بجواره فوق العرش وقد رزق منها بصبى وفتاة أما الابن الأكبر الملك راكان فعاش بجوار والده فى القصر العالى المهيب فى قلب مملكة (أمنار) الشاسعة حيث مظاهر الرخاء والبذخ فى منأى عن الحروب والمناوشات على الحدود مع القبائل البربرية وأعداء البلاد المتربصين التى يتصدى لهم شقيقه الأصغر، تزوج الملك راكان من ابنة عمه ورزق منها بولدين وفتاة تعلم الملك راكان من والده الحكم بالعدل بين الناس وإرساء قواعد النظام والمساواة وتحقيق سبل الحياة الكريمة لأفراد شعبه وحين أصبح الملك الأب على فراش الموت أوصى لولديه بالحكم كلاً فى موقعه الذى أختاره لنفسه وبهذا انقسمت المملكة إلى مملكتين متجاورتين مملكة (أمنار) الشرقية ويحكمها الابن الأكبر ( الملك راكان) ومملكة (أيونار) الغربية ويحكمها الابن الأصغر (الملك غيان) ************** البداية (حياة القصر) ******** مرت السنون وتباعدت المسافات ومات الشقيق الأصغر (الملك غيان) تاركاً الحكم لأبـنه الوحيد الذي انصهر بين شعبه الذي أحبه واحترمه خاصة أن والدته من بنات هذا الشعب كما أن الملك الشاب تخلي عن كل مظاهر البذخ ورغد الحياة وفتح قصره الجبلى المشيد فوق تلة جبلية تطل على المدينة للمحتاجين والمعدمين من أبناء شعبه أحب الشعب تواضع الملك وشجاعته فأخلصوا له والتفوا حوله ليصنع جيش جبار ذاع صيته بين البلدان ووفر الحماية لمملكته من هجمات البربر الطامعين فى خيرات البلاد فازدهرت في عهده مملكة (أيونار) رغم طبيعتها الجبلية الصعبة فأطلق شعبه عليه اسم (الملك الكاسر) تشبيهاً بطائر (العقاب) ملك الطيور، إشارة إلى قوته وقدرته المهيبة فى الانقضاض على العدو ودحرهم إلى جحورهم ليخضعوا لسلطانه أما فى مملكة (أمنار) الشرقية عاش الملك راكان في أمان ورخاء داخل قصره فخم البنيان، شاسع المساحة ينعم بالحياة مع زوجته وولديه اللذين سارا فارسين عظيمين وتولى أمر الجيش وبعض شئون الدولة أما الأميرة الصغيرة رواء فقد نشأت فى كنف والدين محبين يغدقان عليها أثمن الهدايا ومحاطة بكل أسباب الحب والحماية والدلال فنشأت الأميرة (رواء) الجميلة ذات الثامنة عشرة ربيعاً فى عالم خيالى، مخملى تنعم فيه بكل مباهج الحياة، يصاحبها جيش من الوصيفات والجوارى رهن إشارتها، يوفرن لها كل وسائل الراحة والترفيه والدلال تقضي أوقاتها في الضحك واللعب، سماع الموسيقى والغناء وقراءة كتب الأساطير وقصص العشق القديمة فى معزل عما تعيشه البلاد وما يعـانيه العباد من نقص فى الموارد والأرزاق ************** ببطء وحذر فتحت بشرى باب جناح الأميرة السابح فى الهدوء فى هذا الوقت من الصباح المشرق وتحركت على أطراف أصابع قدميها الحافيتين حتى لا تص*ر أدنى صوت قد يؤرق نوم الأميرة المدللة أو يسبب استيقاظها بانزعاج فهى كالنسمة الرقيقة لا تلتقى أبداً مع الرياح الهوجاء وقفت الوصيفة بجوار الفراش الضخم المحاط بستائر مخملية منسدلة بنعومة على أركانه الأربعة والذى يتوسط الجناح الرحيب ذات الجدران المزخرفة بأدق الرسومات والمنمنمات الفنية إلى جانب بلاطات القيشانى ذات الألوان البهيجة التي تزين نصف الجدران لإضفاء بهجة ورونق لجناح الأميرة الصغيرة المفضلة لوالديها أزاحت بشرى طرف الستار والتقطت ريشة طويلة من ريش النعام الأبيض تمررها برقة على وجه الأميرة النائمة، تدغدغ بشرتها برفق عدة مرات حتى تفيق من نومها بروية وهدوء تململت الأميرة في رقادها بغنج وبدأت فى فتح جفونها بتكاسل، فبدأت الوصيفة فى إزاحة جميع الستائر من حول الفراش واحدة تلو الأخرى بحركة روتينية اعتادت عليها يومياً بعد عدة دقائق كانت رواء جالسة في منتصف الفراش تتمطى بغنج، ألقت بشرى تحية الصباح عليها ثم تحركت نحو الشرفة الكبيرة التى تحتل جانب كامل من الجناح وأزاحت ستائرها بالمثل لتسمح لنور الشمس بالتسلل إلى الداخل لينير الجناح بأشعته ودفئه وفى هذا الوقت دلفت جاريتان تحملان صينية ضخمة من الفضة تضم كل ما تشتهيه الأنفس من ألوان الطعام المختلفة والفاكهة، تتبعهما جارية سمراء تحمل إبريق وطبق من النحاس لتغتسل الأميرة وتستقبل الصباح بانتعاش *********** فى قاعة القصر الرئيسية عالية الجدران ذات الزخارف المنمقة الرقيقة ذات النقوش النباتية من الجص الملون الذي ي**و الجزء العلوى منها، أما الجزء السفلى من الجدران فَزُيْن ببلاطات القيشاني الملونة في تنظيمات هندسية بديعة الألوان وفى منتصف القاعة نصبت طاولة كبيرة يُعرض عليها خرائط لمملكة أمنار والمناطق المحيطة بها، تحلق حول الطاولة الملك راكان وأبنائه الأمير (ألمير) الابن الأكبر الذي أرتدى ملابس الحرب وبجانبه الابن الأصغر (أميد) يطالعون الخرائط بتركيز شديد و يتباحثون في أمر الهجمات العنيفة التي تض*ب بحدود المملكة من جهة الجنوب من قبل القبائل البربرية الجنوبية المجاورة لهم وقد سقطت في أيديهم بالفعل بعض المدن الحدودية التابعة لمملكة أمنار انف*جت الأبواب الضخمة للقاعة لتظهر الأميرة (رواء) بثوب رقيق قرمزى اللون مطرز بخيوط الذهب، يعلو رأسها تاج صغير من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة يزين جبينها الناصع مثبت به وشاح يتدلى على طول ظهرها بنعومة تحركت بخطوات متمهلة مدروسة تليق بأميرة جميلة نشأت على آداب وأصول حياة القصور حتى اقتربت من والدها فتوقفت على بعد خطوات منه ثم ثنت ركبتها قليلاً و أحنت رأسها بتحية ملكية لوالدها الملك المعظم ثم استقامت لتقول بصوتها الهادئ الذي لا يخلو من الدلال على والدها "كيف حالك اليوم مولاى الملك … أفتقد الحديث معك كثيراً فلم أحظى برؤية جلالتك طوال اليومين الماضيين" قطب شقيقها الأكبر ألمير حاجبيه عابساً، يتميز غضباً من دلالها المبالغ فيه وقال بانفعال واضح ونظره مستهجنة "ألا تعلمين أيتها الأميرة المدللة أن البلاد فى حالة حرب ... وإنك باقتحامك القاعة بهذا الشكل تقاطعين مجلس حرب" تراجعت رواء خطوة إلى الخلف ذاهلة العينين وقد تملكها الحرج فطالما عاملها ألمير بحدة وقسوة، ولكنها حقاً لا تهتم بمتابعة ما يدور داخل المملكة من أحداث فهذا من اختصاص والدها وأشقائها الكبار، بللت شفتيها بحرج ثم أحنت رأسها عدة سنتيمترات مرددة بلهجة اعتذار "أعتذر عن اقتحام القاعة بهذا الشكل مولاى فلم أكن أعلم أن .. " قاطعها صوت ألمير الحانق بانفعال "بالطبع لا تعلمين ما يدور خارج هذه الأسوار ... فأنتِ تعيشين فى برجك العاجى بعيداً عن معاناة الشعب وعما يدور فى البلاد من حروب" أشفق أميد الشقيق الأوسط على شقيقته الصغيرة من هجوم ألمير عليها وقال بهدوء رأفة بها "لا بأس يا ألمير" التفت بتعاطف نحو شقيقته التى ارتسم الحرج جلياً على ملامح وجهها وترقرقت الدموع بعينيها ثم أردف بروية موضحاً لشقيقته الوضع القائم فى البلاد "لقد غارت قبائل الرعاة البرابرة على جنوب المملكة وسقطت بعض المدن الحدودية في أيديهم وعلينا سرعة التصرف ومواجهتهم قبل أن يتوغلون أكثر في البلاد ويهددوا استقرارنا" أشار إلى ملابس شقيقه الحربية مستطرداً "كما ترين يستعد الأمير ألمير للرحيل مع الجيش وسأقوم بتجهيز فيلق أخر وألحق به خلال أيام ... لذا عذراً لا نملك أى وقت نضيعه أيتها الأميرة رواء" تابع الملك راكان الحديث ب**ت مبهم وجال ببصره في وجوه أبناءه الثلاثة بشرود يعاتب نفسه على الفجوة الناشئة بينهم، يخشى على ابنته الصغيرة من قسوة شقيقها الأكبر، ربما الخطأ خطأه هو لأنه ترك زوجته الراحلة تُسرف فى دلال الفتاة حتى انعزلت عن حياة الشعب وأمور الحكم وعاشت تنعم في عالمها المخملى الخاص بها والذي لا ينعم سواها به على أرض البلاد تن*د الملك بشجن ثم تدخل بصوته الرخيم معاتباً ولي عهده الأمير ألمير "رفقاً بشقيقتك الصغرى ألمير ... الفتاة لا تفقه شيئاً في أمور الحرب" ردد ألمير مكفهر الملامح وهو يحدق في وجه رواء المشرب بحمرة الخجل من هذا الموقف المحرج الذي وقعت فيه وقال باستعلاء ونفور " بل لا تفقه فى أى منحى من مناحى الحياة يا أبى" عبس وجه رواء عبوس طفلة تم توبيخها أمام الأغراب وقبضت على جانبى ردائها المنفوش ثم استأذنت بالرحيل من والداها الملك وغادرت القاعة بخطوات مسرعة غاضبة، ساخطة فالأمير ألمير دائم التوبيخ والتقريع لها فى كل مناسبة حتى إنها أصبحت تكره رؤيته وتبغض وجوده حولها ***************** خلال شهور طوال دارت رحى الحرب، ضعفت خلالها البلاد وساءت أحوال العباد وأظلمت أضواء القصر بموت أمير تلو الآخر تاركين الملك راكان يتجرع مُر الهزائم ويتألم من فقد الأبناء فى قاعة العرش المظلمة سوى من بعض الأضواء الخافتة الصادرة من شمعدان ضخم كان الملك يجلس على العرش بوضع مائل يتكأ بمرفقه على مسند كرسى العرش، يخفى وجهه حزين الملامح داخل كفه المتغضن، يتفكر فيما آلت إليه البلاد من هزائم ويبحث عن السبيل للنجاة من هزيمة محققة وخراب ودمار للبلاد دلف وزيره وصديقه الصدوق (همام) يقترب منه بتؤدة، يتأمل الحال الذى وصل إليه الملك العجوز من الحزن والهم، أحنى رأسه يقول بتحرج نابع من تعاطفه مع مشاعر الملك الحزينة "مولاى الملك راكان ... أعلم ما تعانيه من فقد الأبناء لكن المملكة بالكامل على وشك السقوط فى أيدى الأعداء ويجب أن نتصرف بشكل عاجل يا مولاى" رفع الملك الحزين وجهه بملامح حائرة يطالع وزيرة قائلاً بتيه "لا أدرى ماذا يجب علي فعله!!... لم أتهاون فى تجهيز الجيش على أعلى مستوى بكل المعدات الحربية اللازمة وضحيت بأبنائى واحد تلو الآخر من أجل الحفاظ على أمان وسلام المملكة وعانيت كما عانى شعبى ألم فقد الأبناء والأحباب" حرك رأسه نحو وزيره المخلص يطلب منه المشورة بقلة حيلة وعقل تائه فى غياهب الحزن والهزيمة "ماذا على أن أفعل الأن يا صديقى ... لقد ضعف الجيش واختلت أركانه بموت ألمير وأميد" ظهرت علامات التعاطف على وجه الوزير فى حين نهض الملك من مكانه وهبط عدة درجات قليلة ترفعه فوق العرش ووقف أمام الوزير لبرهة يتفكر فى قراره الأخير ثم زفر مضيفاً بنبرة مرهقة محملة بالأسى "نادى فى الجيش بأني سأتولى القيادة بنفسى ... وقم بتجهيز فيلق جديد بكل ما نملك من موارد و.." قاطعه الوزير مطأطأ الرأس ناصحاً بتأدب "مولاى الملك راكان ... أنت رمز للمملكة وأمل فى استمرارها ويجب الحفاظ على حياتك" ناظره الملك بحيرة والوزير يواصل حديثه بتعقل "لقد تكبدت المملكة خسائر جسيمة فى الأموال والأرواح ومهما حاولنا لن نستطيع إعادة تعبئة الجيش بما يكفى من أسلحة ومعدات ... فإذا سمحت لى يامولاى أنا أقترح بطلب العون من ابن أخيك الملك الكاسر" تحرك الملك راكان خطوتين يقترب أكثر من ضوء الشموع وعقله يشرد فى شقيقه الراحل وولده الذي تولى الحكم من بعده فى مملكة (أيونار الغربية) وكيف استطاع حماية بلاده وتوفير الرخاء والاستقرار لشعبه رغم تعدد الهجمات المعتدية من الممالك المجاورة طمعاً فى خيرات بلاده حتى أكتسب لقب (الملك الكاسر) أى الغالب، المنتصر، الذى ي**ر ويحطم أعداءه ويهزمهم شر هزيمة وهذه الانتصارات وقوة مملكة (أيونار) مازالت تحمى بشكل غير مباشر الجهة الغربية لمملكة (أمنار) الشرقية بحكم الجوار ورغم تباعد العلاقات أو انتهائها بموت شقيقه الأصغر (الملك غيان) إلا أن ابنه الملك الكاسر لن يرفض مد يد المساعدة إلى مملكة عمه بعد لحظات طويلة من التفكير التزم خلالها الوزير همام ال**ت احتراماً ل**ت وتفكير الملك، التفت بعدها الملك راكان بأمل بدأ يتجدد فى روحه هاتفاً بحماس بعد أن استحسن اقتراح الوزير "أبعث برسالة لابن أخى الملك الكاسر وأطلب منه العون ... و جهز العدة لخروجى إلى ساحة الحرب خلال أيام" زفر الملك بقوة مردفاً بعزم "لن أجلس بلا حول ولا قوة أشاهد ضياع ممكلتى وأنا مكتوف الأيدى ... مكانى هناك فى ساحة المعركة وسط الجنود شاهراً سيفى قبل سيوفهم في وجه العدو" أومأ الوزير طاعة وردد مؤكداً "أمرك نافذ مولاى الملك" ثم غادر بخطى سريعة لتنفيذ ما أمر به ********************** بعد أيام قلائل فى حديقة القصر حيث تسترخى الأميرة رواء تحت خيوط الشمس الذهبية فى مكانها المفضل بالقرب من النافورة الضخمة، تحيط بها الوصيفات والجوارى اللاتى تعزف بعضهن موسيقى هادئة وتغنى أخريات بصوت عذب أما الأميرة رواء فكانت سابحة فى أفكارها الخاصة فوق أريكة واسعة من ريش النعام تميل بجذعها لجانبها، تتلاعب بشرود بخصلات شعرها الليلى الطويل المنسدل بنعومة على كتفها وتحت قدميها تجلس إحدى الجواري التي اقترحت بتأدب وصوت خفيض "هل ترغب مولاتى أن أقص عليها أحد القصص المفضلة لديها" هزت رواء رأسها ببطء رافضة وقالت بنبرة خافتة محبطة "لا .. لا أرغب فى شيء أنا حزينة على فقد أشقائي ... حتى ألمير أشعر بالحزن من أجله كان لا يزال شاباً يافعاً في مقتبل العمر .. أنا حزينة جداً لحزن والدى على أشقائى" تن*دت بكآبة وملامح مغلفة بالحزن، تدخلت وصيفتها الأولى بشري قائلة بتعاطف هادئ "هذه هى حال الحروب يا مولاتى ... الفقد والخسارة للأحباب" نهضت رواء تتحرك بخيلاء يليق بها تتأمل الزهور المتفتحة زاهية الألوان، مختلفة الأشكال والأشجار المثمرة من حولها وصوت الموسيقى الهادئة يتسلل إلى أذنيها بنعومة ثم تساءلت حائرة "إذن لماذا تنتهي القصص والأساطير بانتصار الفارس واقترانه بمعشوقته!! ... لماذا لم يعود أميد وألمير منتصرين من الحرب لينعموا بالحياة؟" ابتسمت كبيرة الوصيفات والتى كانت الوصيفة الخاصة للملكة الأم قبل وفاتها واقتربت من رواء توضح بحنان أموى "إن هذه مجرد قصص وأساطير السابقين وخيال الأدباء يا ابنتى ... إنما الحياة أمر أخر" التفتت رواء نحوها تناظرها باندهاش ظهر جلى فى صوتها "ما بها الحياة!! ... الحياة جميلة وممتعة" فتحت ذراعيها تشير إلى الحديقة الغناء المبهجة من حولها وكل مظاهر الترف الذي يحيط بها قائلة باقتناع "انظري ... ها هى الحياة لا يشوبها شائبة" حركت الوصيفة رأسها باعتراض وقالت توضح الجانب الآخر للحياة بنبرة هادئة "وماذا عن الحروب والموت ومعاناة الشعوب من الجوع والمرض والفقر" عادت رواء إلى مجلسها تتكأ عليه بارتياح مرددة ببساطة "إنها أمور عرضية لن تلبث أن تزول" التزمت الوصيفة بال**ت فهى أعلم بتفكير الأميرة المدللة التى ترى الترف والراحة فى كل سبل الحياة التي تحيط بها ولم تختبر الجانب الحقيقي (الأصعب) من الحياة تقدمت إحدى الجواري ركضاً من داخل القصر نحو رواء هاتفه بلهفة "مولاتى الأميرة الملك راكان يستعد للخروج إلى الحرب ... ويطلبك فى جناحه على وجه السرعة" ********************** كان الملك راكان يرتدى ملابس الحرب استعداد للخروج مع فرقة تم تجهيزها للانضمام إلى الجيش الرابض على أطراف المملكة، دلفت رواء جناح الملك تجر ذ*ل ثوبها الطويل خلفها وألقت بنفسها فى أحضان والدها مرددة برفض "لا تذهب يا والدى ... أستحلفك بالله ألا تخرج للحرب لا أرغب أن أفقدك أنت أيضاً" أبعدها الملك عن أحضانه واحتوى وجهها رقيق الملامح بين كفيه، يتأملها بحب أب قد لا يطالع وجه ابنته مرة أخرى ولكن الواجب يناديه وعليه تلبية النداء ... لذا قال بهدوء ورزانة "يجب أن أخرج للدفاع عن مملكتى يا ابنتي ... هذا هو واجب الملوك نحو أوطانهم" رفعت مقلتيها الدامعتين تواجه ملامحه الحبيبة وتهز رأسها باعتراض هاتفة بصوت يهاجمه البكاء "لا .. لا يجب عليك شئ ... نستطيع أن نخرج من البلاد ونلجأ إلى مكان أخر ونعيش بسلام بعيداً عن ويلات الحروب والموت" تفحص والدها وجهها ذاهلاً، يلوم نفسه على الإسراف فى تدليلها حتى صارت لا تفكر سوى بمصلحتها ورغباتها فقط ونسى أن يُعلمها أن على الأمراء والملوك واجبات تجاه شعوبهم وأوطانهم كان عليه أن يُعلمها الولاء للوطن والانتماء للأرض التي تنعم بخيراتها كان ألمير محقاً حين قالها " لقد أفسدها الدلال يا أبى" أبعدها والدها برفق عنه والتقط حزامه الجلدي العريض يلفه حول خصره، يتدلى من جانبه سيفه البتار فى غ*ده الجلدى وقال بجدية حازمة "واجبِ الملكِ يحتم علي أن أكون وسط المعركة بجانب جنودى ... ولائى للمملكة يحتم علي أن أدافع عن وطنى وشعبى بكل ما أملك حتى لو ضحيت بكل أبنائى وبنفسى .. فالرجال تفنى وتبقى الأمم" صرخت رواء بجزع وتشبثت بجذع والدها تستدر عطفه بدموع عينيها أن يبقى بجوارها وصوتها الملتاع يرجوه "لم يبقى لى سواك يا أبى ... كيف تهجرني و تتخلى عني" وضع الملك كفيه فوق كتفى ابنته يتأمل دموعها المنسابة وقال بحزم مطعم بالحنان "يبدو أن عليكِ أن تتعلمى الكثير يا رواء ... وأول ما يجب عليكِ أن تتعلميه الانتماء لهذه الأرض ولهذا الشعب الذي يعاني من الويلات ونقص الموارد بسبب الحرب" أقتحم الجناح الملكى الوزير همام هاتفاً بغبطة وهو يقف محني الرأس نصف انحناءة أمام الملك "مولاى الملك راكان ... لقد وصل الملك الكاسر على حدود البلاد وقبل أن يحط رحالة ... هاجم بطلائع جيشه مؤخرة جيش العدو على حين غرة وألحق بهم خسائر فادحة" تهللت أسارير الملك العجوز وتجدد الأمل فى دمائه الملكية فأسرع بالتقاط خوذته الحربية وهتف آمراً وزيره "إذن يجب أن أسرع بالانضمام إليه ... يجب أن تتحد الجيوش و نوجه ض*بة سريعة وقا**ة للأعداء على الفور قبل أن يجمعوا شتاتهم مرة أخرى" تحرك الملك راكان مسرع الخطى وخلفه وزيره الأمين تاركين رواء خلفهم تودع والدها بماء العين خوفاً من فقده والوقوع فى مصير مجهول ******************* مرت أسابيع عصيبة خاضت خلالها البلاد حرب ضروس بقيادة الملك الكاسر جنباً إلى جنب مع الملك راكان حتى استطاعا استعادة المدن الحدودية للمملكة ودحر الأعداء وطردهم خارج حدود المملكة وقف الملك راكان بمنتصف ساحة المعركة يتجول بنظره فى الأنحاء، منذ شهور قليلة كانت هذه الأرض تحت وطأة احتلال العدو، منذ شهور ارتوت هذه الأرض بدماء أبناءه الغالى والأن أصبحت نظيفة خالية من العدو، فليرقد أبناءه فى سلام بعد أن أخذ بالثأر لهم ولكل شهيد وقع فداء للوطن والحرية تنفس الملك راكان بقوة يدعو لأبنائه بالرحمة ويفكر فى أميرته المدللة، هذه الفتاة تحتاج لملك قوى يحميها ويحمي البلاد من بعده ومن أفضل من ابن عمها الملك الكاسر زوجاً وملكاً لها حرك مقلتيه نحو الملك الشاب الذى يقف شامخ القامة، عريض المنكبين بهامة مرفوعة بين قواته المنتصرة يتابع بمقلتيه الثاقبتين كل ما يدور في الساحة من أعمال سواء نقل وتضميد المصابين أو إعادة بناء أسوار المدينة المتهدمة ورفع أثار الدمار المنتشرة في المكان شاب قوى فى العقد الثالث من العمر يحمل نفس الدماء الملكية التي تجري في عروقه، من أفضل منه يستطيع حماية الأميرة الصغيرة والحفاظ عليها وحفظ الأمن والسلام لسائر البلاد بجيشه المغوار القوي المخضرم فى خوض الحروب حتى أن مُجرد ذكر اسمه يقذف الرعب فى قلوب الأعداء وبهذا الرباط المقدس تتوحد المملكتين وتلتحم فى مملكة واحدة من جديد تحت قيادة ملك واحد منتصر ابتسم الملك راكان لهذه الخاطرة التى استحسنها وقرر تنفيذها حفاظاً على أرث آبائه وملكهم *****************

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

وردتي الخرساء (غصن بين الصخور)

read
5.6K
bc

خبايا القدر

read
1K
bc

الدهاشنه لملكة الابداع اية محمد رفعت

read
1K
bc

العنيده والامبراطور(وعشقها الامبراطور 2.) لملكه الإبداع"ايه محمد"

read
1K
bc

روح ملاكي

read
1K
bc

The last siren(السيرين الاخيرة)

read
4.3K
bc

عشقت سجينتى البريئة

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook