المقدمة
السنوات تمر ........
تمر سريعًا تمر بطيئًا و لكنها تمر
تمر مع إختلاف الزمن و لا أحد منا يعلم متى تأتى اللحظة التى عليها ستُبِنى حياة جديدة و منها تبدأ الرواية
كلا منا ينتظر روايته الخاصة و ينسى أن الرواية تبدأ من موقفه يرسمه القدر و لكنها تستمر على أساس ردة فعله نحو ذاك الموقف
لذا هى ستبدأ أما مسألة متى سنلاحظها فهى تعود لك و لا أحد سواك عندما تعلم خطورة التفاصيل ستدرك مؤخرا أنك عشت الكثير من الروايات فى إنتظار رواية واحدة و التى هى فى طريقها للنهاية
..................................
الفصل الأول
فى ذلك المكان المظلم أو هكذا بدا فى عينيها و هى تنظر لتلك الجثة و بجوارها من يده على كتفها يخبرها ان كل شئ بخير و لا داعى لك هذا الزعر هو سينهى الأمر و لن يدع أحد يمسها بسوء لا يبدو الأمر مقنع أقتل إنسان لا يدعو الزعر ؟
و لكن هذا ممكن بل أكيد من رؤية تلك اليد و التى تخبرك أن الأمر سيمر فكيف تقلق و هى إبنة الوزير ، الأمر يحتاج مجلدات من التفكير
كانت دموعها كثيرة و عينيها مصوبة نحو جثة الرجل و رجال كثر يتحركون حولها و هى تبكى بشهيق عالى قائلة : أمجد أنا قتلته انا مكنش قصدى كنت بسوق و هو فجأة ظهر .. أمجد أنا اقتلت إنسان
أمسك أمجد بيديها فى محاولة لتهدئتها قائلا : أسيل اهدى محصلش حاجة هتصرف ولله محدش يقدر يقربلك و لا حتى يأذيكِ و أنا هنا
ثم أكمل قائلا : محدش شاف اللى حصل
نظرت إلى سيارتها و قالت : لاء بس يا أمجد
قاطعها قائلا : طب يلا قومى أن هتصرف فى كل حاجة
كان يلاحظ نظراتها للجثة و قدميها التى لا تقوى على الحراك لذا أخذ يجذبها برفق إلى سيارته و لكنه لم يستطع الذهاب معها فأمر السائق بايصالها إلى المنزل و حراسة شديدة خلفها
بينما بقى هو ليُنهى ذلك الأمر
............
كان الوزير فى إجتماع هام لذا تولى أمجد الأمر و قد كان يعلم ضرورة إخباره بذلك لذا فور انتهاء الاجتماع وردته رسالة من أمجد بما حدث لتزداد نبضات قلبه و هو لا يصدق ما يقرأ فاتصل بأمجد يستفهم عن حال ابنته الآن فطمئنه أمجد أن كل شئ بخير و هو تولى ذلك الأمر ليقول الوزير : خلص اللى بتعمله و تعال على الفيلا فورا
أما الوزير فقد كانت السيارة تطير مع صراخه بالإسراع إلى المنزل أو بالأصح إلى فيلته الباهرة
فور وصوله دخل مسرعا بخوف و رعب قائلا بصوت ابوى خائف : أسيل
أقف الخادمة قائلا : أسيل فين
كان مظهره مبعثر يدعو للخوف و التلعثم لذا قالت : ف..فى اوضتها نامت من ش..وية
أشار لها بالذهاب كأنه يف*ج عنها ذهبت تلتقط أنفاسها التى حُبِست عند رؤيته
اما هو فأتاه صوت نسائى ضعيف قائلا : مهران
استدار و هو يعلم من هى صاحبة الصوت و بالفعل كانت سيدة عجوز مهندمة المظهر فقال : أمى أسيل كويسة
والدته: أهدى يا بنى جت و كانت حالة مش كويسة و دلوقتي نامت سيبها ترتاح شوية اللى حصل مكنش سهل عليها
مهران : امى بس انا عايز اطمن عليها
والدته : حاسة بيك و فاهمة حالتك بس بلاش دلوقتى سيبها ترتاح
هنا جاء صوت نسائى آخر و لكنه صوت رقيق يُظهر الكثير من الدلع يقول بلهفة مزيفة : هو صحيح اللى حصل
استدار لصاحبة الصوت و لكنها لم تلق سوى تلك النظرة الحادة من والدته كان يعلم أن حرب ما على وشك الاندلاع و الوقت لا يناسب ذلك إطلاقا و هو ليس فى حالة تسمح له بجدالهما لذلك قرر انهائها قائلا لتلك السيدة التى تبدو في الاربعينات من عمرها على الرغم من أن ملابسها تنافى ذلك : مش عايز أسمع حد بيتكلم في الموضوع ده شيرين اطلعى فوق دلوقتي و أنتى يا أمى روحى ارتاحى أنا مش عايز حد معايا عايز ابقى لوحدى ممكن
لقد كان أمره صارم و لا مفر من تنفيذه لذا نفذت شيرين ما قال و كذلك والدته
منذ وفاة والدة أسيل و الدنيا تزداد قسوة
لم تمر دقائق على ذهابهما حتى جاء أمجد فأسرع إليه مهران بلهفة قائلا : عملت ايه
أمجد : متقلقش يا عمى أنا خلصت الموضوع ده
مهران : يعنى مفيش اى مشاكل
أمجد : لاء يا عمى اطمن
توجه مهران نحو غرفة المكتب و جلس على مكتبه يحدث أمجد الذى تبعه قائلا : نادلى شوية البهايم اللى عينتهم علشان يخلوا بالهم منها و السواق الزفت ده كمان
استجاب لطلب عمه الذى أخذ يريح ظهر الذى يحمل الكثير من الهموم
دخل أمجد و خلفه بعض الرجال منفوخى العضلات و رجل ضعيف و من ملابسه بدا أنه السائق
تلونت عينيه باللون الأحمر و هو يصرخ قائلا : أقدر أعرف كنتوا فين و ده كله بيحصل معين عندى بغال منفوخة على الفاضى
كان لابد أن يجيبه أحد رغم أجسادهم المرتعشة فتمالك أحدهم قائلا : الست هانم هى اللى طلعت من غير منشوفها او تقولنا
ضحك مهران بسخرية قائلا : تقولكم و هى المفروض تقولكم يا بهايم و مشوفتهاش ازاى امال العيون دى بتعمل ايه
فلم يجدوا جواب فصرخ قائلا : اطلعوا بره
و نظر لأمجد قائلا : عايز حراس تانين يكونوا بيشفوا كويسة و مش مستنين حد يقولهم
اومأ أمجد بالموافقة و انصرفوا هم ما عدا السائق العجوز الذى كان يعلم أن دوره قادم
نظر له مهران و لكن الأمر اختلف و اختلفت معه نبره صوته و هو يقول بهدوء يتنافى مع ما كان يحدث منذ قليل : و أنت يا عم حسن مش قايلك قبل كدة متخليهاش تسوق لوحدها و خاصة باليل
عم حسن : ولله يا معالى الوزير ما كنش بايدى حاجة الهانم الصغيرة ش*ية شوية
و...
قاطعه مهران قائلا : فاهم يا عم حسن اتفضل أنت
خرج الرجل بطريقة فيها الكثير من الاحترام لا تشبه الطريقة التي خرج بها الآخرون
وضع مهران يده على رأسه و هو يفكر فيما يمكن أن يفعله مع تلك الفتاة الع**دة فهى لا تنصت ابدا و لكنه عند كلمة ع**دة يبتسم بهدوء و كأنه يجيب على نفسه : شبهى
أقترب أمجد و جلس على الكرسى أمامه قائلا : عمى الموضوع عدى خلاص و أسيل حالتها وحشة وياريت متحاسبهاش على اللى حصل
رفع مهران رأسه إليه و قال : أنت شايف ان قتل إنسان ميستحقش الحساب عليه
أمجد : ده كان غصب عنها و هى خايفة من ساعة إللى حصل و عايزة حد يطمنها و بس
ابتسم له مهران و هو يمئ بالموافقة قائلا : لو كان عندى إبن مكنش هيبقى أحسن منك
أمجد : ايه يا عمى ما أنا ابنك برضو و انت اللى مربينى
أبتسم مهران قائلا : و عمرى ما ندمت على التربية دى أبدا
.................................
فى غرفة أمجد
كان أمجد يبدل ملابسه بارهاق فهو ينتظر الليل دائما ليرتاح و لكن تلك الليلة كانت صعبة
فجأة دخلت شيرين فلم يحتج أن يستدر ليعلم أن والدته هى من دخلت فلا أحد سواها يدخل دون أن يطرق الباب
نظر لها بتفرس فعلم أنها قصة كل ليلة و تذمرها المعتاد
شيرين : هو صحيح إللى حصل ده
أمجد : مش عمى قال محدش يتكلم في الموضوع ده
بدا الغضب على وجهها و هى تقول : عمك عمك مفيش أمك ابدا
أمجد : مالها أمى
شيرين : مبتسمعش كلامها ليه
أمجد و هو يستلقى على سريره قائلا : و لله يا ماما تعبان و مفياش حيل للكلام حتى
شيرين : ما هو كله بسبب أعمال عمك و فى الآخر ايه اللى حصل كتب كل الشركات بإسم بنته حتى الفيلا من ساعة ما بقى وزير
أمجد : دى فلوسه و هو حر فيها يعمل اللى هو عايزه
شيرين : طب و فلوس أبوك
أمجد : ماما بابا مات و شركته مديونه و هو ذات نفسه مديون و لا نسيتى كان ايه سبب تعبه و موته و عمى وقتها اللى وقف جمبنا و ربنا و فضل يساعدنا و عملنا جزء من حياته و سدد ديون الشركة و فضل يديرها و كبرها لحد ما كبرت أنا وقتها رجعلى شركتى و خلنى شريك معها فى شغله كمان و بعد ما اتعين وزير خلانى مدير لكل شركاته و امنى على كل حاجة من غيره كان زمانا في شارع دلوقتى
نفخت والدته بضيق لفكرة انه محق في كل هذا و لكنها قالت : يا ربى ماليش بخت فى عيالى واحد و طلع نسخة من عمه و التانى و بيتسرمح
أمجد : و هو اللى بيتسرمح ده مين اللى بيدله الفلوس اللى بيتسرمح بيها
توقفت الكلمات فى حلقها و اشاحت بوجهها فهى من تعطيه الأموال و هى من تدلعه
شيرين : طب اتصل بأحمد اخوك شوفه فين
نهض أمجد و احضر هاتفه و اتصل به و لكن لا أحد يجيب حاول مررا و النتيجة كما هى
أمجد لوالدته : البيه مبيردش
شيرين : يكون جراله حاجة
أمجد : او يكون فى الكازينوهات زى عوايده
و بالفعل كان هذا ما يحدث
كان أحمد يبالغ في الشرب و الرقص و بجواره اصدقائه
شادى : أحمد تيلفونك بيرن
أحمد بسُكر : سيبه يرن
شادى : بس ده أمجد
انتفض جسد أحمد عند سماع إسم أمجد و قال : هى الساعة كام دلوقتى
شادى : 2
أحمد بفزع : يا نهار اسود أنا لازم أروح
وائل :طب استنى هوصلك
خرج أحمد بسرعة و خلفه وائل
بينما جاءت إحدى فتيات الكازينو تقول بمياعة و ضحكة خليعة : اومال إبن اخو الوزير راح فين
شادى : و هو لازم ابن اخو الوزير مينفعش حد تانى
نظرت له بتأمل من قدمه حتى رأسه و قالت بمياعة : ينفع مينفعش ليه
....................
فى الصباح
فى غرفة أسيل كان مهران يجلس على كرسى بجوار سريرها ينظر إليها و إلى أثار الدموع على خديها
دخلت والدته و التى وضعت يدها على كتفه قائلة : متخافش عليها
مهران : اومال أخاف على مين
كان الصوت فى الأسفل مرتفع مما دفع مهران و والدته إلى النزول
و فى الأسفل
كان أمجد يوبخ أحمد قائلا : و الباشا كان سهران فى انهى زفت إمبارح
أحمد : أنا مش عارف انت ليه مش عايز تصدق إنى كنت مع صحابى
أمجد : لاء ما انا عارف و متأكد كمان بس كنتوا فين بقى
أحمد : يووه بقى ده بقى ق*ف أنا مش صغير على فكرة انا اتخرجت من سنتين
أمجد : كويس أنك واخد بالك من الموضوع ده و ياريت تاخد بالك من شغلك كمان
أحمد : أنا مش عارف انت....
هنا جاءه صوت قوى حازم بطبعه و هو صوت مهران يقول : أحمد
تجمد أحمد فى مكانه فمهران هو أكثر شخص يخافه بعد أمجد
أكمل مهران و هو يتقدم نحوهما : جميل اوى بيتى بقى سوق و الناس بتعلى صوتها فيه
نظر أمجد الى الأرض قائلا : أسف يا عمى ده مش هيتكرر تانى
ربت على كتف أمجد و كأنه يثتسنيه مما قاله ثم تقدم نحو أحمد الذى كان يرتجف و قال : و أنت كنت فين امبارح
أحمد بخوف : كنت مع صحابى
مهران : لازم تفهم أنك دلوقتى ابن اخو وزير و ان اللى حضرتك بتعمله بينتشر بسرعة و الصحافة بتحبه اوى و اكيد هيخدوا بالهم من الموضوع ده و تبدتى الناس تتكلم عنى لمجرد عيل فاشل زيك بس صدقنى لو ده حصل لأكون معلقك على بوابة الفيلا و اسيبك كدة لحد ما تموت
ثم نظر لأمجد مكملا : تعالى ورايا يا أمجد
تحرك أمجد مجيبا له و ذهب أحمد و هو يتمتم بغضب بينما الغل و الحقد يزداد فى قلب شيرين و خاصة و هى تحاول أن تجعله يقع في شباكها و لكنه أقوى مما تظن لم تنجح في الماضى و لكنها لن تقبل بالفشل الآن
استدارت لتجد والدته أمامها مباشرة فصرخت بفزع و قالت : حرام عليكِ هتموتينى فى يوم من الأيام
والدة مهران : ده أنا متأكدة منه زى ما انا متاكدة ان اللى بتخططيله مش هيحصل ابدا
ثم تركتها و ذهبت بعدما شيعتها بنظرة استحقار فقالت شيرين : و القرشانة دى كمان الناس بتموت و ناس بتتولد و هى لسه عايشة
صعدت إلى غرفة أحمد و دخلت لتجده غاضب يدخن فأخذت السيجارة من يده و ألقت بها من النافذة قائلة : افرض عمك شافك دلوقتى و لا اخوك ايه اللى هيحصل
أحمد بغضب : يحصل اللى يحصل بقى
شيرين : أنا مش عارفة ايه الغباء اللى عندك ده خلى فى شوية ذكاء و قرب من عمك
أحمد بتهكم : ما البيه الكبير ابنك قرب كان ايه اللى حصل يعنى
شيرين : سيبك منه لو تسمع كلامى كل حاجة هتبقى فى ايدينا
أحمد : ما قولتلك أنها مش بتفكر فيا و مش مديانى فرصة اصلا
شيرين : ما هو ده من خيبتك خليك ذكى شوية و صدقنى لو أسيل حبتك و اتجوزتوا كل حاجة هتبقى فى ايدينا
أحمد : و تفتكرى عمى هيرضى يجوزنى بنته
شيرين : ما هو لو اتعدلت و ضبط نفسك فى الشغل و كمان لو هى حبتك هو مش هيقدر يقول لاء
أحمد : أنتى صح يا ماما يا احلى ماما
...................
كانت أسيل قد استيقظت على صوتهم بالأسفل و لكنها لم تنزل و ظلت فى غرفتها على سريرها و أخذت تتذكر ما حدث بالأمس ليرتجف جسدها و تبكى لا تصدق إلى الآن أنها قتلت إنسان
سمعت صوت طرق على الباب ثم دخل أمجد بابتسامته المعهودة ليراها هكذا أقترب منها و أمسك بيدها قائلا : اسيل خلاص ما حصلش حاجة
أسيل ببكاء : ازاى يعنى يا أمجد أنا قتلته
أمجد : ده قضاء ربنا و انتى متعمدتيش القتل
أسيل : أنا هتسجن
أمجد : محدش يقدر يعمل حاجة زى دى أنا هنا و عمى كمان
اسيل و هى تمسح دموعها : انتوا عملتوا ايه
أمجد : اللى عملناه عملناه المهم دلوقتى أنك تنسى الليلة دى خالص و متفكريش فى الموضوع اصلا و من بكره ترجعى على شغلك
ابتسمت اسيل و قالت : مش كنت معارض الشغل ده
أمجد : و لسه برضو معارض ايه اللى يخليكى تشتغلى فى شركة عادية زى دى
اسيل :أنت عارف انى حابة الشغل و كمان تسليه
أمجد : أنا مقولتش حاجة تقدرى تشتغلى فى أى شركة من شركاتنا
أسيل : اه شركاتنا و تفتكر ده شغل هبقى زى الهانم و الكل بيخدمنى
أمجد : قال يعنى فى الشركة اللى بتشتغلى فيها مش عارفين انتى بنت مين
أسيل : بس برضو هيختلف الوضع شوية
أمجد : اللى تشوفيه و يلا بقى متخضيناش عليكى
أسيل : بابا عمل ايه
أمجد : قلقان عليكى جدا و غير طقم الحراسة
اسيل بضجر : يوووه بقى ارحمونى أنا مقدرش أتحرك بحرية خالص
أمجد : معلش استحملى لازم تقدرى خوفه عليكى و تقدرى ان بعد اللى حصل ده الحراسة هتزيد علشان تبقى تعاندى كويس
أسيل : هو فى ايه هو انا طفلة
هنا جاءها صوت والدها يقول : الطفلة مش هتعمل اللى بتعمليه
**ت أمجد و نهض ليجلس والدها مكانه
هى تعلم كم يحبها و أنه يفعل كل هذا لصالحها و خوفا عليها و لكنها لا تحب ذلك الشعور بالمراقبة و تلك القيود التى تحيط بها تريد أن تفعل كل ما تشاء دون سماع تلك الكلمة المعتادة " دواعى أمنية " رغم أنها مازالت تتذكر ما حدث أمس و قلبها مازال يرتجف إلا أنها ستذهب الى عملها هذا المكان الذى تشعر فيه ببعض الحرية و صديقاتها التى تعرفت عليهن فى العمل و اصبحن شئ مهم فى حياتها
أسيل : بابا أنا هروح الشغل
كأنه يعلم أنها ستقول ذلك أما أمجد فإبتسم و هو يعرف إبنة عمه جيدا
مهران : و أنتى فى الحالة دى
أسيل : مالها حالتى يا بابا ما انا كويسة اهو
أدار رأسه و نظر لأمجد قائلا : أمجد تأكد من الحراس تحت
لم يلتفت و لكنه سمع تأفأفها فأكمل : و تأكد أنها مضاعفة و ياريت نعرف إن و احنا سايقين مينفعش نتكلم فى الموبايل لأن لو ده حصل تانى مش هيبقى في موبايل اصلا
نهض و أمجد يتبعه بين غضب اسيل و ضيقها و قبل خروج أمجد نظر نحوها و أشار لها بأن تهدأ
فى الأسفل كان الوزير أمام سيارته ليذهب و حراسة كبيرة خلفه و لكن قبل ذهابه قال لأمجد : خلى بالك منها
اومأ له أمجد و ذهبت السيارة وخلفها سيارات الحراسة
دخل أمجد إلى الفيلا ليأخذ بعض الأوراق ليذهب إلى الشركة عندما رأى أحمد و والدته فى طريقهما للخروج
أمجد : رايح فين
أحمد : الشغل و هوصل ماما فى طريقى للنادى
أمجد بسخرية : شغل .. ده من امتى
أحمد : أنت عايز ايه اروح الشغل مش عاجب اقعد مش عاجب
شيرين : خلاص فى ايه يا أمجد
أمجد : و لله أنا اللى المفروض اسأل فى ايه
شيرين : أنا رايحة النادى و هو رايح الشغل خلاص الموضوع خلص مش محتاج التحقيق ده كله
ثم أمسكت بيد أحمد و ذهبت و كان أمجد ينظر لهما بريب فهذا التغير المفاجئ وراءه شئ بالطبع و تلك الصحبة لن تخلو من خطة لشئ ما
......................
بجوار الشركة التى تعمل بها أسيل
أسيل لضابط الحراسة : ممكن تركنوا العربيات بتاعتكم دى بعيد أنا مش هتطير يعنى و فى ناس هنا لازم تراعوا ده
لم يجد مفر من الموافقة على ما قالت
اما هى تحركت بسيارتها إلى الأمام
و أمام الشركة تماما كان يتحدث شاب طويل القامة مفتول العضلات وسيم الملامح يرتدى زى عسكرى مع شعره الاسود الذى تتداعبه نسمات الهواء فتبدو عليه هيبه كبيرة رغم سنه الصغير
كان يتحدث فى الهاتف ممسكا فلاشة فى يده و يقول : متأكد أن كل المعلومات هنا
الشخص الآخر على الهاتف : ايوة و ياريت تخلى بالك منها بقى عشان تعبت عما عملت الحكاية دى و ضبط الموضوع و ابقى اقلع بقى الزى العسكرى علشان لو اتقفشت بيه هتروح فى داهية و أفتكر أنت فين دلوقتى
الشاب : ماشى و متنساش الحاجات التانية
أغلق الهاتف و نظر للفلاشة و كأنه يتذكر شئ ما
و هنا عندما اصطدم بيه شخص فوقعت الفلاشة
استدار بغضب ليرى تلك الفتاة خلفه و التى كانت أسيل
نظر للفلاشة و هو يتذكر كلمات صديقه عن الحرص فى التعامل مع الفلاشة
أخذها مسرعا بين محاولات أسيل للاعتذار و لكنه لم ينتظر ليسمع شئ بل صاح فيها بغضب : أنتى حمارة مبتشوفيش ابقى البسى نضارة بعد كدة
ثم ذهب و هو مازال يسبها بغضب
ذهب بين ذهول أسيل فلم يتحدث أحد معها هكذا من قبل
جاء ضابط الحراسة بعد مراوغتها له قائلا : فى حاجة يا آنسة أسيل
صرخت فيه بغضب قائلة : مفيش حاجة
ثم ذهبت بينما هو لم يرى ما حدث بينها و بين الشاب
.......................
رأيكم في أول فصل بقى
توقعاتكم للى هيحصل بعد كدة تهمنى ❤
دمتم سالمين ?
#إيمان_أحمد