الفصل الثاني من « وقعت فى عرينه »
لم يكن ما حدث يخرج من إطار تفكيرها و كان يبدو آثاره على خطواتها الشديدة و عدم ردها على التحيات التى أُلقت لها فى الطريق توجهت نحو مكتبها او بالأصح مكتبهن
تشاركه مع صديقات عزيزات عليها و هن رحمة ، رهف ، ضحى و لكن اليوم حتى العزيز لابد أن يناله قسط من غضبها
دخلت دون أن تلقى السلام دافعة الباب بقوة شهقت على اثرها رهف و فزعت رحمة و ضحى
جلست على مكتبها و هن يلاحظن غضبها هذا
رحمة : صبحنا مالك متنرفزة على الصبح ليه
ضحكت رهف و هى تنظر من النافذة و قالت : أنا شايفة طقم حراسة جديد لاء و مشدد كمان
رحمة : اه قولتيلى
أسيل : ياريت اسكتوا أنا مش طايقة أسمع حد
ضحى : خلاص بقى سيبوها فى حالها
رهف : لاء طبعا فى ايه يا أسيل ما أنتى اتعودتى خلاص على الغفر دول
اسيل : ياريتها الغفر دول و بس
رحمة بجدية : خير يا أسيل ايه اللى حصل
أسيل بغضب شديد : واحد حيوان متخلف شايف نفسه
اقتربت رهف بكرسيها من أسيل و قالت : واحد .. لاء ده أنتى تحكيلى بقى و بتفاصيل التفاصيل يا أسيل
أسيل : تفاصيل ايه أنتى كمان أنا خبط فيه بالغلط و انا بحاول أهرب من العفاريت اللى تحت دول مدنيش فرصة اصلا علشان اتكلم و اعتذر له حتى لاء عينه بقت حمرا و وشه اتخشب و اقعد يشتمنى
ضحكن جميعا فلم يتمالكن أكثر و لكن الأمر على النقيض لم يكن مضحك ابدا بالنسبة لها و التى قالت : خلاص ضحكتوا
رحمة : طب ممكن تهدى عادى دى حاجات بتحصل
ضحى : بس دى أول مرة تحصل مع أسيل مهران الزاهر
مهران الزاهر انتى متخيلة الوزير
رهف : فعلا بس هو أكيد مكتش يعرف
هزت رحمة رأسها باستسلام لافكارهما التى لا تعجبها أبدا و قالت : أسيل عايزة رأيى بصراحة فأنتى بتحاولى تهربى من سجن أبوك الوزير بس لازم الاول تهربى من سجن أفكارك
أسيل : أزاى
رحمة : انتى مبتنسيش انك بنت الوزير و عليه عايزة معاملة زى دى و ده سجنك أنتى ازاى عايزة تخرجى من سجن منصب ابوكى و أنتى السجان اصلا
رهف : بس يا اخت الفيلسوفة انتى
ثم نظرت لاسيل و قالت : و انتى متسمعيش كلامها يا بنتى دى احسن حاجة و أهم حاجة أنا عن نفسى لو السجن كدة فياريت ابقى مسجونة طول عمرى
ضحى : خلاص سيبكم من ده كله و خليكوا في الشغل
رهف : قبل الشغل الرحلة الأول و لا غيرتى رأيك يا أسيل
أسيل : غيرت رأيى مستحيل ده انا مستنيها بفارغ الصبر
متخيلة أسبوع بره قصر الوزير
رحمة : ربنا معاكم
ضحكت ضحى و قالت : لاء يا ماما كلنا هنروح
رحمة : أنا مش هينفع
أسيل : ايه اللى يحصل يعنى
رحمة : مبحبش الرحلات دى
رهف : أبوس إيدك اخرجى من دور أمينة رزق اللى انتى فيه ده
رحمة : ولله امينة رزق
أسيل : استنوا كدة انتوا كلكم هتيجوا بلا استثناء و ده قرارى
رحمة : و بالنسبة للرفض
أسيل بتفكير : ساعتها هضطر لأول مرة استغل منصب والدى بمزاجى
ضحكن جميعا و اكملت أسيل : صحيح مستنسوش النهاردة عندى
ثم أشارت نحو رحمة و قالت : كلكم
زفرت رحمة باستسلام فقالت رهف : يعيش الوزير
فضحكن مجددا و اكملت رهف و هى تحضن أسيل : و بنت الوزير
..................
بعد انتهاء الدوام خرجن سويا و لكن أسيل لا لم تخرج لقد ذهبت من الباب الخلفى مستغلة أنها حراسة جديدة و لا يعرفوا بشأن هذا المخرج
تلك خدمتها الاولى دائما فى هؤلاء الغفر الذى يحضرهم والدها رغم ما حدث إلا أنها لن تتغير و لن تكف عن العناد تلك الرغبة المجنونة بالحرية المطلقة ستقتلها يوما
........
فى فيلا مهران
وصلت أسيل و إبتسامة كبيرة على شفتيها لقد خدعتهم كالعادة و أيضا كالعادة ستتلقى التوبيخ من والدها و لكن الأمر ممتع
كانت تدندن من السعادة أثناء صعودها على السلالم عندما اعترضها أحمد قائلا : صباح الخير
زالت ابتسامتها و توقفت الدندنة و نظرت لساعتها بتعجب فالساعة الآن الثانية بعد الظهر فأى صباح هذا !
و لكنها نظرت له قائلة : بابا مش هنا
أحمد : لاء مبيجيش دلوقتى اصلا
أسيل : و لا أمجد
أحمد و هو يقترب منها : و لا أمجد
لاحظت قربه فابتسمت إبتسامة مزيفة و ذهبت و لكنه أمسك بيدها قائلا : مقولتليش ايه سر السعادة دى
سحبت يدها سريعا و هى تنظر له بغضب و قالت : ما هى خلاص راحت
ثم ذهبت إلى غرفتها أما هو فألقى فنجان القهوة الذى كان فى يده على الأرض و قال بغضب : الوضع ده مش هيستمر صدقينى
......
دخلت غرفتها و هى تزفر بقوة أخذت تنظم أنفاسها التى بعثرها ذلك الأحمد
هدأت قليلا و قررت أن تذهب إلى جدتها و بالفعل هذا ما حدث
اذنت لها جدتها بالدخول فدخلت لتبتسم الجدة بسعادة قائلة : العفريتة الصغيرة
اقتربت منها أسيل و احتضنتها قائلة : لاء ما هى كبرت خلاص
الجدة : بالنسبالى لسه برضو صغيرة
اسيل : طب يا تيتة يا قمر أنتى إيه أخبار الأكل عندنا ضيوف زى ما قولتلك
الجدة : كل حاجة تمام زى ما انتى طلبتى بالضبط احنا منقدرش نزعل ضيوفك ابدا
أسيل : تمام يا تيتة الأكل هيبقى فى اوضتى
نظرت لها جدتها بتعجب و قالت : أوضتك هو.....
أسيل مسرعة : لاء يا تيتة بس دول صحابى يعنى و عايزين نبقى براحتنا
ابتسمت الجدة قائلة : ماشى يا بنت مهران
أسيل : الوزير لو سمحتى
ضحكت الجدة فاحتضنتها أسيل مجددا بسعادة
و كيف لا تأتى السعادة و هى تجدها دائما لدى جدتها تجد تلك السعادة التى يسلبها الآخرين منها أو أنه بالأصح لم يسبق و أن سُلبت منها و لكن من يدرى ربما
............
من ناحيه اخرى في الشركه وتحديدا مكتب امجد
أمجد لبعض العاملين امامه وشخص بجواره يبدو انه مقرب منه : يعني الصفقه تمت مفيش اي مشاكل
أحد الرجال : لاء يا امجد بيه احنا اتفقنا علي المحاصيل اللي هناخدها ومضينا العود زي ما حضرتك قلت طبعا
أمجد : تمام اتفضلوا
ذهبوا جميعا و بقى الرجل بجواره
نظر الرجل لأمجد و قال : مش عارف ليه الناس دول يعني دول مش كبار ولا حاجه كان ممكن تشتري المحاصيل دي من ناس تانيه السوق فيه الكثير ومستويات معروفه
أمجد : يمكن هما مش اكبر حاجه في السوق وشركتهم لسه صغيره بس حاجتهم انضف حاجه بتيجي من الفلاحين من غير مواد عليها هو ده المهم عندي يا صالح
صالح : اللى أنت شايفه
أمجد : أحمد مجاش
صالح : جه شوية و مشى
أبتسم أمجد قائلا : المتوقع
صالح : احمد لسه صغير يا امجد وده مش الشباب بس اكيد هيجي يوم وهتعرف انه يقدر يتحمل المسؤولية
أمجد : ياريت يا صالح
..............
مساءً عاد امجد ولم تمر دقائق حتى دخل بعده عمه و الذى بدا عليه الغضب و كان متجها إلى أعلى فأوقفه أمجد قائلا : خير يا عمى فى ايه
نظر له عمه و هو يكور قبضته بغضب و قال: قولى أعمل ايه فيها
ثم اكمل صعوده إلى أعلى فتبعه أمجد
كانت أسيل تتحدث فى هاتفها عندما فُتِح الباب و دخل والدها و خلفه أمجد فقالت أسيل : ماشى متتأخروش بقى
ثم أغلقت المكالمة كانت تتصرف بعادية رهيبة رغم نظرات والدها المنزعج فقالت بشبه ابتسامة : ازيك يا بابا
ضغط على يده بقوة و قال : مفيش فايدة
أسيل ببراءة : و أنا ذنبى إيه أن كانوا اغ*ية
مهران : تصدقى فعلا ماشى يا أسيل
جز على أسنانه و خرج بينما بقى أمجد ينظر لها و يبدو أنه خمن ما حدث فهذا ليس بجديد حدوثه
أمجد : اكبرى
أسيل : ما هو انا بعمل كدة علشان انا كبيرة و بعدين انا قولتلكم من الاول
ضحك أمجد و قال : أنا هنزل أشوف عمى
أسيل : ماشى
خرج أمجد و بينما هو على السلم وجد عمه مازال على السلم يتحدث مع أحد الخدم الذين يحملون كم هائل من الأطعمة إلى أعلى
مهران بتعجب : أسيل
الخادم : ايوة
مهران : بنتى هتاكل كل ده
هنا جاءه صوت والدته يقول : فى ضيوف يا ابنى
ثم أشارت للخدم بالاستمرار و بالفعل صعدوا بينما نزل مهران إلى والدته
مهران : ضيوف ايه يا أمى
والدته : صحاب أسيل
مهران : طب الأكل طالع فوق ليه
والدته : طلب أسيل علشان يبقوا براحتهم
مهران : ماشى
ثم توجه إلى مكتبه و بينما أمجد يذهب خلفه أمسكت جدته بيده قائلة : هو ايه اللى حصل
أبتسم أمجد و قال : أسيل كالعادة هربت من الحراس
أبتسمت الجدة و قالت : عمك مش عايز يصدقنى لما بقوله البت دى متخافش عليها دى تجنن بلد
ضحك أمجد و قال : أسيل دى حكاية بس برضو مكانته تخلى اى حد مننا معرض للخطر الأعداء عند عمى كتير و أسيل واحدة
الجدة : فعلا يا بنى
أمجد : طب أنا هروح اهديه شوية
الجدة : ربنا يوفقك في المهمة دى
ضحك أمجد و قبل يدها ثم ذهب
......
رن جرس الباب لتفتح الخادمه لصديقات اسيل
دخلن و رحبت بيهن جده اسيل ونزلت اسيل ترشدهن الى غرفتها كان المنظر ساحر ومبهر لهن وخاصه رهف
أمسكت ضحى بيد أسيل و صعدا و خلفهما رحمة و رهف التى كانت تتأمل الفيلا بذهول
رهف : ده و لا الأفلام فعلا شايفة الفيلا
رحمة : رهف اطلعى و انتى ساكتة
أما أمجد فخرج بعد قليل إلى الحديقة
............
فى غرفة أسيل
رهف : بجد ايه الروعة دى بجد اوضتك اكتر من جميلة
ابتسمت أسيل قائلة : ممكن
جلسن و بعد تقديم العصير لهن و تناول الطعام
أسيل : ها رايحين الرحلة طبعا
رهف : طبعا انا معنديش اى مشكلة
ضحى : و لا أنا
هنا نظرن جميعا لرحمة فقالت : بجد يا أسيل مش هينفع أنا لازم أفضل علشان الشغل
أسيل : شغل ايه ما أحنا هناخد اجازة
ضحى : لاء قصدها الشركة بتاعة والدها الله يرحمه
رهف : اصلا بصراحة يا رحمة والدك ده غريب
ضحى : ليه كدة
رهف : فى حد يحط وصية زى دى
أسيل : وصية ايه
رهف : تعرفى أن ست رحمة عندها ملايين الملايين بس متقدرش تتصرف غير فى شوية ألوف بس
أسيل : ازاى ده
رهف : والدها عمل شرط فى الوصية و هو انها متقدرش تستمتع بالثروة دى كلها إلا لما تتجوز
أسيل بتعجب : ايه ازاى ده
رهف : اهو
أسيل : و ايه السبب
رحمة : معرفش حتى ماما اتفاجئت بالموضوع ده
رهف : بس استنى استنى انتى شايلة الهم ليه تعالى معنا و ابن عمتك يخد باله من كل حاجة اصلا هو اللى بيدير الموضوع
ضحى : فعلا يا رحمة حسن يتولى الموضوع ده فى الاسبوعين اللى هتغيبى فيهم
أصبحت رحمة فى حيرة فقالت اسيل : خلاص حسم الأمر
..................
مرت الساعات و حان وقت الرحيل
خرجن جميعا و هن يودعن أسيل
كانت أسيل تتحدث مع رحمة فى محاولة لاقناعها بينما تقدمت رهف و ضحى حتى وصلتا إلى السيارة و رحمة مازالت تتحدث مع أسيل
اسيل : هتجى
رحمة : إن شاء الله
ودعتها رحمة و خرجت مسرعة فى نفس الوقت الذى كان أمجد على وشك الدخول ليظهر امامها فجأة و يتلقا وجههما دون اصطدام
فزعت رحمة فقال أمجد : أسف أنا كنت داخل و مكنتش واخد بالى أن فى حد طالع
رحمة بابتسامة و قد تحول وجهها للون الأحمر : محصلش حاجة
افسح لها الطريق لتعبر فذهبت هى و تبعها هو بعينيه
حتى شعر بيد موضوعة على كتفه فاستدار ليسمع أحمد يقول : مش حلوة
أمجد و قد رسم الجد على ملامحه : هى ايه دى
أحمد بابتسامة و هو يتلمس بدلة أمجد : البدلة دى مش حلوة اكيد فى غيرها احلى
أمجد : أنا من رأيي تركز فى شغلك زى ما بتركز فى بدلى كدة
ثم أمسك بخده قائلا : يا كيوت
ثم ذهب يبتسم أحمد بضيق
...............
فى اليوم التالى فى الشركة
كانت أسيل تحمل بعض الأوراق لمكتب المدير و فى طريقها أمسكت هاتفها لتنظر له بصدمة قائلة : دى كلها رسايل
فى نفس اللحظة التي خرج فيها ذلك الشاب من غرفة المدير التى كانت هى على وشك الدخول اليها و هى شاردة فى هاتفها
لتصطدم به مجددا نعم هو نفسه ذلك الشاب و لكن يبدو أنه كان على عجلة من أمره
كانت على وشك الاعتذار و لكن الكلمات وقفت في حلقها عندما رفعت رأسها و رأته شعرت برغبة الإنتقام فقالت : حضرتك حمار مبتشوفش ياريت تلبس نضارة بعد كدة
كان ينظر لها ببرود غير مبالى ثم أمسك بيدها و دفعها تجاه وقبل أن تصطدم به ترك يدها و ذهب لتصطدم بأحد الكراسى بجوار باب المكتب و التى كانت موجودة لحسن حظها و إلا لكانت أسيل الآن واقعة على الأرض
جزت على أسنانها بغيظ شديد و ألم أشد على أثر تلك الوقعة و غضب عارم من ذلك الوقح
...................
رأيكم يهمنى فعلا ??
شكرا لكم كومناتكم و ناس الحلوة اللى شجعتنى ?
دمتم سالمين ❤❤
#إيمان_أحمد