الفصل التاسع عشر

1515 Words
حسناء اقترب من المهدي عده خطوات وهي غاضبا وقالت _أي هتكدب عليا زي كل مره وتقولي كلامي فاضي المهدي ترك جاكت البجامه على السرير ونظر إلى امه بعين الصدق وقال _لا ياماما انا هقولك على كل حاجه ومازلت حسناء غاضبا وفقالت له _ياتري هتكدب عليا وهتقول أي المرادي _لا المرادي مش هكدب وهقولك على كل حاجه عاوزها تعرفيها ومش عاوز تعرفيها _ها قول انطق _حاضر، كل الحكايه أني في مره من المرات وأنا رايح الامتحان وملحقتش اقطع تذكره من شباك التذاكر وركبت القطر وبعد ما كان هيفوتني وهيضيع عليا الامتحان واتحطيط في ورطه مع المفتش ومكنش معايه فلوس تخليني اقطع تذكره في القطر واعرف ارجع، فا اللي حصل كالاتي، بنت زميله ليا في الجامعه وكنت اول مره اشوفها صدفه في القطر هي اللي دفعتلي تمن التذكره حسناء ردت عليه بسخريه وهي غير مصدقه بحديثه فقالت _اه يعني كل اللي انت فيه ده بسبب أن البنت دفعتلك تمن التذكره _ياماما ارجوكي صدقيني انا بقول الحقيقه _انت عاوزني اصدق الكلام اللي بتقوله ده انت بتلعب بدماغي ياولد _لا مش بلعب بدماغك لكن مش دي كل الحكايه ولا حتى جزء منها _اومال أي _الحكايه ابتدت من هنا وظل المهدي يحكي لحسناء كل تفصيله وتفصيله وكل كبيره وصغيره وكل موقف اسعده وكل موقف احزنه والي أن اخذه الحديث معها لاكثر من ساعه ونص وحسناء قد بدات أن تقتنع بصدق حديثه كما اخبرها المهدي بكل شيئ عن چومانا وانها تركت بيت اهلها وذهبت إلى القاهره بمفردها ولكن حسناء احست عدم الارتياح تجاه چومانا ولكنها لم تبدي ذلك إلى المهدي وفي نهايه الحديث قالت _طيب انا عاوزها اشوفها البنت دي تعجب المهدي وابتسم واحس بقليله من الفرح وقال _اشمعنا _كده انا محتاجه اشوفها _مش عارف هينفع ولا لا لكن هقولها _قولها ماما عاوزه تشوفك شوفها هتقول أي _حاضر _يله بقي نفطر سوا المهدي قوم قبل يد حسناء وقال _حاضر يااغلي ام في الدنيا، هغير هدومي وهحصلك وخرجت حسناء من الغرفه والمهدي شعر برحبه في قلبه وانشرح ص*ره وذهب ليفطر مع حسناء ثم عاد إلى سريره استلقي عليه وكان قد اظلم الغرفه وظل يفكر قبل أن ينام لمده ساعه تقريبا حتى ذهبا في النوم وهو سعيد وظل المهدي طيله المده التي تتراوح مابين اليوم الذي ترك فيه چومانا وهي ذاهبه إلى القاهره وبين اليوم الذي سيلتقياه فيه في محطه القاهره، ظل سعيده جدا ويفكر فيها كثيرا وتأمل كثيرا وابتسم ونظر إلى السماء وكلم النجوم ليلا إلى أن اتي موعده ذهب إلى محطه القطر وقد قطع تذكره إلى محطه باب الحديد بالقاهره وركب القطار وتحرك به نحو القاهره والي أن اتت محطه باب الحديد في رمسيس من محافظه القاهره ونزل من القطر ووجد چومانا في استقباله مبتسما وقد اقبل عليها وسلم عليها بيديه وقال له _ازيك ياروح _ازيك ياحليم _عامله أي في القاهره وزحمه القاهره _القاهره جميله جدا انا بعشقها جدا _صحيح دانا كمان حلم حياتي أني الاقي وظيفه هنا واعيش هنا _بجد انا اول مره اعرف ثم تفقدت انهما واقفين بين زحام الناس واذ بها قالت _طيب مش يله بينا نعد في أي حته _يله وخرجوا من المحطه والمهدي راه الزحام خارج محطه باب الحديد في شارع رمسيس وهو مندهش من الزحمه وقد اخذه حنتور إلى حيث كورنيش النيل وبعد انا نزلوا من الحنتور واتجوا نحو سور الكورنيش وهم واقفين امام البحر والمهدي تأمل وقال _ياااه على جمال القاهره انا بعشقها اكتر من روحي ابتسمت چومانا والمهدي اكمل وحديثه _كان حلم عندي أني اجيها واتفسح فيها بعد التخرج لكن يظهر كده أني حققت حلمي وأنا مش واخد بالي ابتسمت چومانا وضحكت فقالت _مبسوطه جدا علشان خليتك مبسوط وحققت حاجه كان نفسك تحققها _انا اللي بشكرك اوي وعلي فكره أنتِ وحشتني چومانا نظرت تحت قدميها واحمر وجها من ال**وف ولم تتحدث والمهدي قد شعر بال**وف أيضًا ونظر إلى البحر وحاول أن يخرج نفسه من تلك الورطه فقال _جميل اوي البحر چومانا رفعت راسها وقالت _جدا _بقي ده معقوله نهر النيل اللي احنا بنشرب منه _ايوه هو المهدي نظر اليها وقال _صحيح طمنيني على حالك عامله أي _تمام افضل بكتير من ما كنت عايشه معاهم _لكن انا عاوز اعرف تفاصيل اكتر عنك أنتِ باباكي كان بيشتغل أي وانتو اصلا منين وكده _بابا كان مشارك عمي في مصنع جلود وبابا اللي كان مأسس المصنع ده ودخل عمي معاه شريك ولما الموضوع بقي يجيب ارباح كويسه عمي اتنقل نقله تاني خالص وبابا قبل ما يموت وصي عمي عليا وقله خلي بالك منها ومن قبلها زي اولتلك كانو متفقين أني انا وابن عمي نتجوز علشان الفلوس متخرجش بره، واحنا اصلا بلدنا دمياط ودي كل الحكايه ولكن بابا قبل مايموت قلي لو مش عاوزه الخطوبه دي ارفضي ومتعمليش حاجه أنتِ مش عايزها وقلي أنه قال لعمي كده لو البنت موقفتش الخطوبه تعتبر ملغيه رد المهدي وقال لها _يعني عمك عاوز حجر عليكي ويغصبك على الجوازه علشان يضمن نصيبك من ميراث والدك في المصنع _بظبط، لكن انا بايعه كل حاجه ومش عايزه نصيبني المهدي سيتعجب ويقول _لا مش ممكن تسيبي حقك أنتِ لازم تقفي ادامهم ومتسيبش حقك _مش هقدر إذا كان انا مقدرتش اقف ادامهم ونفدت بنفسي بالعافيه معقولا هعرف اخود منهم حاجه _دول ناس ظالمه وضلاليه وانت مش لازم تسكتي على حقك أبدًا _انا رميت كل ده ورا دهري ومتنازله عن كل حاجه _لكن قوليلي أنتِ بتصرفي منين كده _بابا وهو مريض كان حاسس أنه هيموت حطلي وديعه في البنك بمبلغ25الف جنيه المهدي تعجب من كبر حجم المبلغ ولكنه لم يبدي ذلك ولكنه قوله كان _اسمعي أنتِ مش لازم تقولي الكلام ده لاي حد خصوصا انك اعد لوحدك علشان محدش يطمع فيكي _متقلقش انا اول مره اقول السر ده لحد و انا مقولتهوش ليك الا وعارفه انت أي _طيب اسمعي انا في كلام كتير عاوز اقولهولك لكن الكلام اللي أنتِ اولتي ده خلاني افكر كويس قبل مااقولهولك _كلام أي وكنت هتقول أي _يعني بعد ما اولتي انك عندك وديعه في البنك ب25الف جنيه أي كلام هيتقال ممكن تفتكري أني طمعان فيكي _اخس عليك اوعي تقول كده ولو مقولتش انت كنت هتقول أي انا هزعل منك وعمري ماهكلمك تاني مدي الحياه ابتسم المهدي وقال _اهون عليكي ؟ ابتسمت چومانا وقالت _بصراحه مقدرش _وهو ده الموضوع اللي كنت عاوز افتحك فيه أو بمعني اصح فتحتك فيه في اخر لحظه ودعنا بعض فيها اخر مره _وأنا كمان _أنتِ كمان أي _بحبك وابتسم المهدي وشعر بفرح وسرور نابع من اعماق قلبه ثم تلجم لسانه عن الحديث وروح احمر وجها من السعاده وحاولت أن تهرب بنظراتها إلى البحر وبعد مرور وقت قليل من الصمت المهدي نظر اليها وقال _انا كلمت ماما في الموضوع چومانا شعرت بالسعاده وقالت له _بجد _ايوه بجد _وقالتلك أي _قالت أنها عايزه تشوفك ومعتقدش أنها معترضه _لكن انا مقدرش المهدي كان يقاطعها بقوله _لا هزعل منك _طيب هشوفها ازاي _تيجي عندنا زياره يوم _لكن صدقني مش هقدر وبعد مرور نص ساعه من محاولات لاقنعها وافقت بعد شقاء والمهدي قد حدد معها موعد القاء بيها في محطه الباجورفي المنوفيه غدا وبعدها ذهبت معه إلى حيث محطه القطار ثم غادرت المحطه والمهدي ظل جالس في القطار مبتسما طيله الطريق إلى أن أتت محطه الباجور ونزل من القطار ورجع البيت وفي اليوم التالي ذهب عمدا إلى المحطه في تمام الساعه الثامنه وخمسه واربعون دقيقه كان في انتظار قطار القاهره الذي سياتي إلى محطه الباجور الساعه التاسعه وبالفعل اتي القطار ونزلت منه چومانا وقد كان المهدي في غايه السعاده ثم ذهباه إلى منزله وبعد أن دخلوا المنزل وحسناء قد رحبت بروح وقد احسنت ضيافتها وقد سئلتها بعض الاسئله وبعد الغداء حسناء طلبت من چومانا بان تنفرض بيها في غرفه المهدي لبضع دقائق وبالفعل دخلوا الغرفه والمهدي ظل جالسا في الصاله ولم يولي وجه بعيدا عن الباب الغرفه وتمر دقيقه تلو الاخري والمهدي جالسا وكانه جالس على جمره من النار ويعد الدقائق وتزايدت ضربات قلبه ومرت ساعه تقريبا ولم يخرجه بعد ولكن المهدي قد اخذ عده خطوات نحو الباب وقد وضع اذنيه على الباب ولكنه لم يسمع شيئا واخذته الحيره وظل يمشي امام الغرفه ذهابا وعوده إلى مده تصل لحولي ربع ساعه ولكن في لحظه خرجت چومانا من باب الغرفه والحزن يملئ وجهها وعمدت إلى باب المنزل وكانت تريد أن تخرج والمهدي قد شاهد ما حدث ونظر وتعجب ثم قال لها _چومانا مالك في أي ثم خرجت حسناء من بعدها والغضب يملئ وجها ونظرت إلى المهدي وقالت _سيبها علشان اتاخرت ولازم ترجع مصر حالا المهدي نظر إلى حسناء وهو لم يفهم شيئا وقال _ماما هو أي اللي حصل چومانا بعد أن فتحت الباب وخرجت من المنزل والمهدي واقف وهو في حاله من الشتات ونظر إلى حسناء وقال _ماما ردي عليا _مافيش حاجه حصلت المهدي نزل وراء چومانا مسرعا وقد لاحقها وقد كانت بجوار المنزل ماشيا وظهر عليها الحزن الشديد والمهدي قد سئلها عن ماحدث ولكنها لم تنظق وظل طول الطريق إلى أن وصلوا المحطه وهو كان يتحدث معه ولكن چومانا كانت لا تنظر إليه، وبعد مرور ساعه وهم جالسين على المحطه منتظرين قطر الساعه 1ظهرا وقد بقيه على القطار ربع ساعه المهدي نظر إلى چومانا وهو يأسا وبقوله _چومانا مش هتردي عليا برضو، وتقوليلي أي اللي حصل _مافيش حاجه اسمع كلام مامتك في اللي هتقولهولك ومافيش داعي تضيع وقتك معايه اكتر من كده _أي الكلام ده فهميني أي اللي حصل _اسئل مامتك _لكن انا مستحيل اعمل اللي أنتِ بتقوليه عليه ده _مستحيل ليه _لاني بحبك ومستحيل هفرط فيكي چومانا قد ذهب عنها الحزن قليلا ولكن ظلت غير مبتسما واذ بها قالت _حليم انا مش عايزه اخليك تخصر حد علشاني انا ممكن اتعوض لكن المهدي قد قاطعها فقال _مستحيل، أنتِ مستحيل تتعوضي _طيب انت عاوزني اعمل أي دلوقتي _عاوزك تحبيني زي مابحبك وايدي في ايدك هنقدر نعمل المستحيل _حليم ممكن طلب؟ _اعتبريه حصل _تتجوزني ؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD