حسناء اقترب من المهدي عده خطوات وهي غاضبا وقالت
_أي هتكدب عليا زي كل مره وتقولي كلامي فاضي
المهدي ترك جاكت البجامه على السرير ونظر إلى امه بعين الصدق وقال
_لا ياماما انا هقولك على كل حاجه
ومازلت حسناء غاضبا وفقالت له
_ياتري هتكدب عليا وهتقول أي المرادي
_لا المرادي مش هكدب وهقولك على كل حاجه عاوزها تعرفيها ومش عاوز تعرفيها
_ها قول انطق
_حاضر، كل الحكايه أني في مره من المرات وأنا رايح الامتحان وملحقتش اقطع تذكره من شباك التذاكر وركبت القطر وبعد ما كان هيفوتني وهيضيع عليا الامتحان واتحطيط في ورطه مع المفتش ومكنش معايه فلوس تخليني اقطع تذكره في القطر واعرف ارجع، فا اللي حصل كالاتي، بنت زميله ليا في الجامعه وكنت اول مره اشوفها صدفه في القطر هي اللي دفعتلي تمن التذكره
حسناء ردت عليه بسخريه وهي غير مصدقه بحديثه فقالت
_اه يعني كل اللي انت فيه ده بسبب أن البنت دفعتلك تمن التذكره
_ياماما ارجوكي صدقيني انا بقول الحقيقه
_انت عاوزني اصدق الكلام اللي بتقوله ده انت بتلعب بدماغي ياولد
_لا مش بلعب بدماغك لكن مش دي كل الحكايه ولا حتى جزء منها
_اومال أي
_الحكايه ابتدت من هنا
وظل المهدي يحكي لحسناء كل تفصيله وتفصيله وكل كبيره وصغيره وكل موقف اسعده وكل موقف احزنه والي أن اخذه الحديث معها لاكثر من ساعه ونص وحسناء قد بدات أن تقتنع بصدق حديثه كما اخبرها
المهدي بكل شيئ عن چومانا وانها تركت بيت اهلها وذهبت إلى القاهره بمفردها ولكن حسناء احست عدم الارتياح تجاه چومانا ولكنها لم تبدي ذلك إلى المهدي وفي نهايه الحديث قالت
_طيب انا عاوزها اشوفها البنت دي
تعجب المهدي وابتسم واحس بقليله من الفرح وقال
_اشمعنا
_كده انا محتاجه اشوفها
_مش عارف هينفع ولا لا لكن هقولها
_قولها ماما عاوزه تشوفك شوفها هتقول أي
_حاضر
_يله بقي نفطر سوا
المهدي قوم قبل يد حسناء وقال
_حاضر يااغلي ام في الدنيا، هغير هدومي وهحصلك
وخرجت حسناء من الغرفه والمهدي شعر برحبه في قلبه وانشرح ص*ره وذهب ليفطر مع حسناء ثم عاد إلى سريره استلقي عليه وكان قد اظلم الغرفه وظل يفكر قبل أن ينام لمده ساعه تقريبا حتى ذهبا في النوم وهو سعيد وظل المهدي طيله المده التي تتراوح مابين اليوم الذي ترك فيه چومانا وهي ذاهبه إلى القاهره وبين اليوم الذي سيلتقياه فيه في محطه القاهره، ظل سعيده جدا ويفكر فيها كثيرا وتأمل كثيرا وابتسم ونظر إلى السماء وكلم النجوم ليلا إلى أن اتي موعده ذهب إلى محطه القطر وقد قطع تذكره إلى محطه باب الحديد بالقاهره وركب القطار وتحرك به نحو القاهره والي أن اتت محطه باب الحديد في رمسيس من محافظه القاهره ونزل من القطر ووجد چومانا في استقباله مبتسما وقد اقبل عليها وسلم عليها
بيديه وقال له
_ازيك ياروح
_ازيك ياحليم
_عامله أي في القاهره وزحمه القاهره
_القاهره جميله جدا انا بعشقها جدا
_صحيح دانا كمان حلم حياتي أني الاقي وظيفه هنا واعيش هنا
_بجد انا اول مره اعرف
ثم تفقدت انهما واقفين بين زحام الناس واذ بها قالت
_طيب مش يله بينا نعد في أي حته
_يله
وخرجوا من المحطه والمهدي راه الزحام خارج محطه باب الحديد في شارع رمسيس وهو مندهش من الزحمه وقد اخذه حنتور إلى حيث كورنيش النيل وبعد انا نزلوا من الحنتور واتجوا نحو سور الكورنيش وهم واقفين امام البحر والمهدي تأمل وقال
_ياااه على جمال القاهره انا بعشقها اكتر من روحي
ابتسمت چومانا والمهدي اكمل وحديثه
_كان حلم عندي أني اجيها واتفسح فيها بعد التخرج لكن يظهر كده أني حققت حلمي وأنا مش واخد بالي
ابتسمت چومانا وضحكت فقالت
_مبسوطه جدا علشان خليتك مبسوط وحققت حاجه كان نفسك تحققها
_انا اللي بشكرك اوي وعلي فكره أنتِ وحشتني
چومانا نظرت تحت قدميها واحمر وجها من ال**وف ولم تتحدث والمهدي قد شعر بال**وف أيضًا ونظر إلى البحر وحاول أن يخرج نفسه من تلك الورطه فقال
_جميل اوي البحر
چومانا رفعت راسها وقالت
_جدا
_بقي ده معقوله نهر النيل اللي احنا بنشرب منه
_ايوه هو
المهدي نظر اليها وقال
_صحيح طمنيني على حالك عامله أي
_تمام افضل بكتير من ما كنت عايشه معاهم
_لكن انا عاوز اعرف تفاصيل اكتر عنك أنتِ باباكي كان بيشتغل أي وانتو اصلا منين وكده
_بابا كان مشارك عمي في مصنع جلود وبابا اللي كان مأسس المصنع ده ودخل عمي معاه شريك ولما الموضوع بقي يجيب ارباح كويسه عمي اتنقل نقله تاني خالص وبابا قبل ما يموت وصي عمي عليا وقله خلي بالك منها ومن قبلها زي اولتلك كانو متفقين أني انا وابن عمي نتجوز علشان الفلوس متخرجش بره، واحنا اصلا بلدنا دمياط ودي كل الحكايه ولكن بابا قبل مايموت قلي لو مش عاوزه الخطوبه دي ارفضي ومتعمليش حاجه أنتِ مش عايزها وقلي أنه قال لعمي كده لو البنت موقفتش الخطوبه تعتبر ملغيه
رد المهدي وقال لها
_يعني عمك عاوز حجر عليكي ويغصبك على الجوازه علشان يضمن نصيبك من ميراث والدك في المصنع
_بظبط، لكن انا بايعه كل حاجه ومش عايزه نصيبني
المهدي سيتعجب ويقول
_لا مش ممكن تسيبي حقك أنتِ لازم تقفي ادامهم ومتسيبش حقك
_مش هقدر إذا كان انا مقدرتش اقف ادامهم ونفدت بنفسي بالعافيه معقولا هعرف اخود منهم حاجه
_دول ناس ظالمه وضلاليه وانت مش لازم تسكتي على حقك أبدًا
_انا رميت كل ده ورا دهري ومتنازله عن كل حاجه
_لكن قوليلي أنتِ بتصرفي منين كده
_بابا وهو مريض كان حاسس أنه هيموت حطلي وديعه في البنك بمبلغ25الف جنيه
المهدي تعجب من كبر حجم المبلغ ولكنه لم يبدي ذلك ولكنه قوله كان
_اسمعي أنتِ مش لازم تقولي الكلام ده لاي حد خصوصا انك اعد لوحدك علشان محدش يطمع فيكي
_متقلقش انا اول مره اقول السر ده لحد و انا مقولتهوش ليك الا وعارفه انت أي
_طيب اسمعي انا في كلام كتير عاوز اقولهولك لكن الكلام اللي أنتِ اولتي ده خلاني افكر كويس قبل مااقولهولك
_كلام أي وكنت هتقول أي
_يعني بعد ما اولتي انك عندك وديعه في البنك ب25الف جنيه أي كلام هيتقال ممكن تفتكري أني طمعان فيكي
_اخس عليك اوعي تقول كده ولو مقولتش انت كنت هتقول أي انا هزعل منك وعمري ماهكلمك تاني مدي الحياه
ابتسم المهدي وقال
_اهون عليكي ؟
ابتسمت چومانا وقالت
_بصراحه مقدرش
_وهو ده الموضوع اللي كنت عاوز افتحك فيه أو بمعني اصح فتحتك فيه في اخر لحظه ودعنا بعض فيها اخر مره
_وأنا كمان
_أنتِ كمان أي
_بحبك
وابتسم المهدي وشعر بفرح وسرور نابع من اعماق قلبه ثم تلجم لسانه عن الحديث وروح احمر وجها من السعاده وحاولت أن تهرب بنظراتها إلى البحر وبعد مرور وقت قليل من الصمت المهدي نظر اليها وقال
_انا كلمت ماما في الموضوع
چومانا شعرت بالسعاده وقالت له
_بجد
_ايوه بجد
_وقالتلك أي
_قالت أنها عايزه تشوفك ومعتقدش أنها معترضه
_لكن انا مقدرش
المهدي كان يقاطعها بقوله
_لا هزعل منك
_طيب هشوفها ازاي
_تيجي عندنا زياره يوم
_لكن صدقني مش هقدر
وبعد مرور نص ساعه من محاولات لاقنعها وافقت بعد شقاء والمهدي قد حدد معها موعد القاء بيها في محطه الباجورفي المنوفيه غدا وبعدها ذهبت معه إلى حيث محطه القطار ثم غادرت المحطه والمهدي ظل جالس في القطار مبتسما طيله الطريق إلى أن أتت محطه الباجور ونزل من القطار ورجع البيت وفي اليوم التالي ذهب عمدا إلى المحطه في تمام الساعه الثامنه وخمسه واربعون دقيقه كان في انتظار قطار القاهره الذي سياتي إلى محطه الباجور الساعه التاسعه وبالفعل اتي القطار ونزلت منه چومانا وقد كان المهدي في غايه السعاده ثم ذهباه إلى منزله وبعد أن دخلوا المنزل وحسناء قد رحبت بروح وقد احسنت ضيافتها وقد سئلتها بعض الاسئله وبعد الغداء حسناء طلبت من چومانا بان تنفرض بيها في غرفه المهدي لبضع دقائق وبالفعل دخلوا الغرفه والمهدي ظل جالسا في الصاله ولم يولي وجه بعيدا عن الباب الغرفه وتمر دقيقه تلو الاخري والمهدي جالسا وكانه جالس على جمره من النار ويعد الدقائق وتزايدت ضربات قلبه ومرت ساعه تقريبا ولم يخرجه بعد ولكن المهدي قد اخذ عده خطوات نحو الباب وقد وضع اذنيه على الباب ولكنه لم يسمع شيئا واخذته الحيره وظل يمشي امام الغرفه ذهابا وعوده إلى مده تصل لحولي ربع ساعه ولكن في لحظه خرجت چومانا من باب الغرفه والحزن يملئ وجهها وعمدت إلى باب المنزل وكانت تريد أن تخرج والمهدي قد
شاهد ما حدث ونظر وتعجب ثم قال لها
_چومانا مالك في أي
ثم خرجت حسناء من بعدها والغضب يملئ وجها ونظرت إلى المهدي وقالت
_سيبها علشان اتاخرت ولازم ترجع مصر حالا
المهدي نظر إلى حسناء وهو لم يفهم شيئا وقال
_ماما هو أي اللي حصل
چومانا بعد أن فتحت الباب وخرجت من المنزل والمهدي واقف وهو في حاله من الشتات ونظر إلى حسناء وقال
_ماما ردي عليا
_مافيش حاجه حصلت
المهدي نزل وراء چومانا مسرعا وقد لاحقها وقد كانت بجوار المنزل ماشيا وظهر عليها الحزن الشديد والمهدي قد سئلها عن ماحدث ولكنها لم تنظق وظل طول الطريق إلى أن وصلوا المحطه وهو كان يتحدث معه ولكن چومانا كانت لا تنظر إليه، وبعد مرور ساعه وهم جالسين على المحطه منتظرين قطر الساعه 1ظهرا وقد بقيه على القطار ربع ساعه المهدي نظر إلى چومانا وهو يأسا وبقوله
_چومانا مش هتردي عليا برضو، وتقوليلي أي اللي حصل
_مافيش حاجه اسمع كلام مامتك في اللي هتقولهولك ومافيش داعي تضيع وقتك معايه اكتر من كده
_أي الكلام ده فهميني أي اللي حصل
_اسئل مامتك
_لكن انا مستحيل اعمل اللي أنتِ بتقوليه عليه ده
_مستحيل ليه
_لاني بحبك ومستحيل هفرط فيكي
چومانا قد ذهب عنها الحزن قليلا ولكن ظلت غير مبتسما واذ بها قالت
_حليم انا مش عايزه اخليك تخصر حد علشاني انا ممكن اتعوض لكن
المهدي قد قاطعها فقال
_مستحيل، أنتِ مستحيل تتعوضي
_طيب انت عاوزني اعمل أي دلوقتي
_عاوزك تحبيني زي مابحبك وايدي في ايدك هنقدر نعمل المستحيل
_حليم ممكن طلب؟
_اعتبريه حصل
_تتجوزني ؟