احنا كل يوم بنقابل ناس بنحبهم وبيحبونا ونفارق ناس ويفرقونا ،
بس عمرك حسيت وانت بتفارق شخص بعينه انك فارقت روحك معاه ، وانك بعده مبقاش ليك وجود ، كتير بنتوجع ، بس ربنا خلق لينا اكبر نعمه في الدنيا وهي نعمة النسيان ،
صحيت على خبطة الباب اكيد امي كالعادة جاية تصحيني ،
ولسة بقولها اتفضلي ياست الكل بس تفاجأت اني شفت شخص غريب دخل عليا في اوضة نومي ،
صرخت بخوف وانا بغطي جسمي وقلت له انت مين يا جدع انت ، وعايز مني ايه و دخلت اوضة نومي ازاي ،
وفضلت اصرخ وانا بنادي برعب علي ماما و بابا ،
كنت عايزة اخرج من الاوضة باي طريقة ،
مسكني من ايدي وانا كنت بموت من الخوف والرعب ،
انا مي سنى 25 سنة خريجة كلية تجارة ، وحيدة بابا وماما ،
ماليش اصحاب غير سالي صديقة عمري واختي وهي ليا كل حاجة ، حكايتي بدأت من 5 سنين تقريبا ،
لما كنت قاعدة مع سالي صديقتي في كافتيريا الجامعة كنت بشرب الكابتشينو بتاعي وماسكة دماغي من الصداع ،
وبقولها يااااه اليوم كان صعب جدا ، طول اليوم محاضرات ورغي وصدع حاسة اني خلاص مش قادرة ،
قالتلي خلاص بلاش نحضر المحاضرة الأخيرة ،
حتى بيقولوا ان بعد سفر الدكتور مازن ،
جه بداله دكتور اتم وسمج اوي ، قولتلها اااه سمعت ومتشوقة اشوفه ده بيحكوا عنه حكايات بيقولوا عليه دكتور انتيكا ،
حاجة كده من زمن الفن الاصيل ،
ده واخد اعلى نسبة اهتمام ده بقي حديث الصباح والمساء ،
متشوقه اشوفه يمكن نضحكلنا شوية
كان في شاب قاعد قدمنا بيشرب قهوة وشكله مركز معانا اوي ،
معرفش ليه اول ما عيني جت في عنيه ،
لقتني سرحت شوية في اللحظة ده كنت حاسة اني عشت الموقف ده قبل كده ،
وقلت نفس الكلام ده
ديما بيحصل معايا كدا ،
بس لما سالت وبحثت عرفت انها ظاهرة متعارف عليه في علم النفس اسمها (وهم سبق الرؤية)
أو ديجا فو (Déjà vu)
وعرفت كمان انه بيلازم الظاهرة ده شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ"الرهبة" و"الغرابة" أو ما سماه عالم النفس فرويد بـ"الأمر الخارق للطبيعة".
بس هي ظاهرة لحظية مش بتاخد اكتر من لحظات ،
سالي خبطتني بايدها وقالتلي اية يا حاجة روحت مني فين كدا ،
قولتلها ها لا ابدا هروح فين يعني يلا بينا نلحق المحاضرة ،
وفعلا طلعنا المحاضرة وقعدنا في انتظار الدكتور اللي بيقولوا عليه ، ومافيش لحظات الا ودخل شاب غريب لابس نضارة سودا وبدلة وكرفت غامقة ووقف يقدم لنا نفسه في وسط انبهارمن البعض وإعجاب من البعض الآخر ،
اصله حاجه كده مبتتكررش انك تلاقي شخص عنده حضور وثبات انفعالي وثقة محصلتش ، اما انا
بالاخص كانت حالتي حالة
ومكنتش عارفة اعمل اية
شال نظارته وبدأ بتكلم ويعرفنا بنفسه ، انا دكتور هاني وهكون معاكم السنة ديه مكان الزميل الدكتور مازن ،
انا كنت عايش في إنجلترا بقالي عشر سنين ولسه راجع من شهر واحد ،
وحابب محاضرة النهاردة تكون محاضرة مفتوحة للتعارف وعشان نتقرب من بعض
ايه رايكم ،
الكل وافق واعجب جدا بالفكرة ،
الا انا كنت عايزة اخرج بفارغ الصبر لان ببساطة ان الدكتور هاني كان هو الشاب اللي كان قاعد في الكافتيريا في وسمع كل كلامنا انا وسالي وتريقتنا عليه عشان كدا كان مركز اوي معانا ،
كنت بقول ياارض انشقي وابلعيني ،
كنت حاسة انه بيتعمد يبصلي وهو بيتكلم كأنه عايز ينقض علي ويقتلني بس هو زي ما قولتلكم بيتمتع بثبات انفعالي قوي ،
لحد مالقيته بيوجه ليا سؤال ،
قالي انتي يا انسه ممكن تعرفينا بنفسك ، بصيت باندهاش واتلفت حوليا ، وقولته انا ،
شاور برأسه وقال أاااه
ايه انتي مش معانا ولا ايه ،
ردت بارتباك وقمت وقفت وقولتله لا ابدا وعرفته بنفسي ولقيته رد بابتسامة جميلة غيرت معالم وشه للاجمل ،
وقالي انت بنت الموسيقار الكبير بكري الصايغ ،
هزيت راسي بايوة ،
وقالي ومالك مرتبكة كدا ليه ، مع اني اعرف عنك ان مافيش اطول من ل**نك
، ولا دلوقتي أكلته القطة
رديت بغيظ وتحدي وقولتله لا موجود بس بيظهر ساعة اللزوم ،
ضحك لتاني مرة وقالي وهو معدي من جنبي بشويش اقعدي بس ياريت بعد كدا تبقي تتكلمي بطريقة احسن ،
كنت هفرقع منه . صحيح صدق اللي قال عليه أتم وسمج ،
بصيت لقيته قرب مني وقالي عيب تغلطي في الدكتور بتاعك ،
وراح استأذن وقال انا اتشرفت بيكم ، وان شاء الله تكون سنة سعيدة علينا ، سلام
وخرج واول ما خرج قولت الحمد لله واخيرا اتنفست ، بس جالي احساس اني شوفته او اني اعرفه قبل كده ،
بس تجاهلت الاحساس ده
وروحت البيت وانا هلكانة كان نفسي اخد شور وانام ، من تعب اليوم بس للاسف سمعت نفس الاسطوانة كانت بين بابا وماما ،
علي طول في خلاف بسبب غيرت ماما الزائدة عليه ، لان بابا له معجبين كتير بسبب شهرته في مجال الفن ، لكن ماما برغم السنين ده كلها الا ولسة بتحبه وتغير عليه ،
سمعت ماما بتقوله اسمع
يا بكري انا مش هتستحمل الحركات البيخة اللي بيحصل ده ، انت فاكر نفسك لسة صغير ولا اية ، انت شعرك شاب يا فنان وعندك بنت علي وش جواز فوق من شغل المراهقين اللي بتعمله ده ،
رد بابا عليها بابتسامة حب وهو يدندن على العود وبيقولها
عيش اليوم في حيرة
ابيك تجرب الغيرة
ابيك تصرخ و تتالم
ابيك تحس و تتعلم
ابيك تشوف هالدنيا
في عينك صارت صغيره
ضحكت وسبتهم ودخلت اوضتي وبعدها سمعت ضحكاتهم اللي مالت البيت
***ة وحب ودفء
واخيرا روحت في النوم ،
حلمت بنفس الحلم اليومي ،
موسيقي و شاب لبس بدلة سوداء ونظارة سودا
مخبي بيها وشه يمد لي يده ويطلب يرقص معايا في حفلة كبيرة بيحضرها بابا وماما ،
كان عندي فضول اشيل نضارته عايزه اشوفه ، بس مكنتش بقدر
كان بيفكرني بالافلام الابيض واسود
لكن للأسف ينتهي الحلم ، بشخص شكله مخيف بيحاول بأذني ،
بس الفارس المجهول هو اللي بيقف لشيطان ده ويخلصني منه
وكأنه فعلا فارس في زمن انتهت فيه الفرسان ،
صحيت من نومي وانا مرتاحة بس مقبوضة في نفس الوقت ،
بصيت علي موبايلي لاقيت عليه رسالة
من مجهول بتقولي يا صباح الهنا على موجودين هنا ،
استغربت قولت مين ،
بعتلي ضحكة وقالي انا القسمة والنصيب ،
وبعتلي قلب احمر بيضحك
هزيت دماغي بلا مبالاة وقفلت التلفون وقمت البس عشان اروح كليتي ،
واتصلت علي سالي ،
وقبلتني كالعادة
ورحت الكليه ، لسه داخلة من البوابة
قلت يا دي الق*ف ،
شوفت رامز الانسان ده حاجة بجد مستفز
انسان ملوش حل كتلة من البرود
والرخامة والغرور ، .
شخص فاشل بكل ماتحمله الكلمة من معنى ،
بياخد السنة باثنين وعشان نفوذ باباه اللي في مركز و سلطة فاكر ان الكل لازم يكون تحت أمره وهو يأمر يطاع والبنات الهايفة للاسف كتير الي بغيرها المال والنفوذ والاشكال ده ، اما انا لا انا اتربيت مع بابا وماما ، فى جوا من الحب، والهدوء النفسي وحياة والرومانسية اللي بينهم نفسي اعيشها في بيتي ،
مش عايزة اعيش اقل من الحياة ده ، عشان كدا الشخصية اللي زي رامز ده بتكون ناكرا بالنسبة ليا ،
بس رامز كرامته وجعاه اوي اني رفضاه مش بجري عليه زي باقي البنات ،
فكل يوم يعترض طريقي
ولازم ياخد مني الدوش المظبوط ،
والنهاردة تحديدا كان مزود في الرخامة لدرجة أنه حاول يمسك ايدي واللي كان نتيجته اني ض*بته بالقلم ،ولميت أمن الجامعة عليه بعد ما الكل شافوه وهي ايدي بتسلم علي وشه
بس رامز كان عايز يردلي القلم ، بس انا لويت دراعه و**رته ،
كان بيصرخ ويسبني ،
، واتجمعنا كلنا في مكتب عميد الكلي وطبعا لنفوز رامز محدش قدر يقف في وشه ، ولا يغلطه الاستاذ ،
وطلعت انا في الاخر اللي غلطانة ،
لاني ض*بته بالقلم و**رت دراعه، بس سمعت الدكتور هاني اللي دخل فجأة وقال للمعيد الحقيقة ،
أن رامز هو اللي اتحرش بيها الاول بالكلمات واتجرأ ومسك ايدها ، وكان عايز يض*بها كمان
ده اقل واجب وطبيعي كمان عشان يكون عبرة لأي شاب مستهتر زيه ،
وبرغم اني كنت متغاظة منه ، بس حسيته جدع وشهم وشجاع ،
وبرغم أن اهاني شهد في حقي ،.
الا اني اتظلمت و اتعرضت للجزاء
رامز وقتها كان متغاظ من هاني و حلف انه لازم ينتقم مني وهدد الدكتور هاني قدام العميد ،
بس هاني زعق وقاله انت متحضرتش ليا ولا محاضرة من النهاردة مشوفش وشك في اي مكان اكون فيه انت فاهم ، حسبت رامز اتوتر وخرج بسرعة ، خرجت وانا مخنوقة ورحت بيتي ومروحتش الكلية تاني لمده شهر ، كنت بكتفي اني باخد المحاضرات من جروب الدفعة
مكنش حد يونسني غير سالي كانت معايا يوميا بتطمن عليا ،
والمجهول والحلم الجميل ، بتاع كل يوم ، و الرسائل الصباحية والمسائية
وتفكيري في الدكتور هاني معرفش ليه كنت بربط بين الشخص اللي في الحلم وبين هاني ،
سالي بلغتني بموعد امتحان الترم ، وكنت لازم انزل الجامعة ،
وجهزت ولسة نازلة وصلت رساله النهاردة اللي كانت مختلفة المرة ده ،
كانت بتقول صباح الخير وحشتيني جدا ونفسي اشوفك ،
ابتسمت كالعادة
ودخلت الجامعة لاقيت الكل بيبصلي نظرة غريبة ويرجعوا يتكلموا مع بعض ،
سالت سالي باستغراب هو في ايه هما بيبصولي كدا ليه ،
قالتلي كبري متساليش فيهم ما انتي عارفة كلهم اصحاب رامز متعرفيش حد فيهم ،
دخلت الامتحان وسمعتهم بيتكلموا ويقولوا عالم بجحة صحيح ،
يا ما تحت السواهي دواهي ،
واللي يشوف البراءة المرسومة والحجاب ميقولش أن ده مجرد القناع واللي وراه شيطان ،
مكنتش اعرف هما يقصدوا مين ولا يقصدوا ايه ،
لحد ما خلصت الامتحان وخرجت ،
لاقيت رامز قاطع طريقي ،
نفخت اول ما شفته واقف قدامي
ولقيته بيقولي انت لسه ليكي عين تيجي الكلية ده تاني ،
رفعت عيني في عينه بتحدي وقوة ، قولت وايه اللي يخليني مجيش ان شاء الله
كنت كاسر عيني لا قدر الله ،
ولا انت اساسا ليك عندي حاجة،
انت مجرد عيل فاشل ،
ماشي وراه ماما وبابا عشان يحموه بنفذهم ،
بس اعرف انك يوم ما تتجاوز حدودك معايا ،
اديتك تمامك ،ولا بيهمني انت مين ولا ابن مين ، واحسن ليك كدا عشان كرامتك مش تتمرمط تاني تبعد عن طريقي ،
و اجيش ما جيش ،ده حاجة انت مالكش فيها من الأساس ،
وأخفي يلا من وشي خالص
رد بعصبية وقال انت مالك يابت رافعة متاخير في السما ولا حد قادر عليكي ليه بأمارة ايه
انا بقي هوريكي انك انتي مالكيش لازمة وان اللي انتي فيه ده مجرد هراء