" الفصل 12.." الجزء الثالث " تعثر قلبي في عشق فاطمة.."

1133 Words
تناول بعض من الماء البارد ثم نهض عن المقعد وهو يعصر جبينه بأنامله ويبدو عليه الإرهاق الشديد.. أطفأ المصباح الكبير وخرج مغلقًا الباب خلفه وأول شيء نظر إليه المكتب الخاص بفاطمة لكنه تفاجأ بعدم وجودها.. تقدم نحو المكتب ووقف أمامه ينظر إلى مقعدها الفارغ بندم واضح.. فقد قسى عليها اليوم بكلماته وحدته ويجب عليه الاعتذار.. لفت انتباهه هاتفها المحمول فأخذه وضغط على زر مجاور لتضيء شاشته ووجد صورتها الشخصية.. ابتسامة شفتيها وغمزتها الرائعة التي تروق له كثيرًا.. لكنه تسبب في حزنها اليوم وإخفاء تلك الغمزة.. جاءت ميار ووقفت تنتقل ببصرها بينه وبين الهاتف قائلة : -ده تلفون فاطمة مشيت وهي زعلانه ونساته أومأ بالإيجاب وقام بوضعه داخل جيب سرواله وقال بنبرة حزينة : -أنا عارف عنوان بيتها هروح بنفسي اديهولها عقب انتهاء كلماته اتجه إلى الخارج ووقف أمام المصعد الكهربائي.. التفتت لتنظر إليه وشعرت أن ثمة شيء حدث بينه وبين فاطمة ثانية.. استقل المصعد وضغط على زر الهبوط وانتظر حتى توقف وخرج متجهًا إلى الخارج.. وكعادته أعطى للبواب بعض النقود فدعى له من قلبه.. تفاجأ بوجود غادة في انتظاره وبمجرد أن رأته اتسعت ابتسامتها قائلة : -شوفت انا حافظة مواعيدك ضغط على جهاز تحكم السيارة لتنفتح ووقف يفتح الباب الأمامي متسائلًا : -خير يا غادة؟! رفعت حاجبيها بمرح واتجهت إلى الباب الثاني لتستقل السيارة.. جلس أمام المحرك وقبل أن يتحرك قالت بحماس : -ممكن نقعد في مكان نشرب حاجة استند بظهره إلى المقعد وتحدث بنبرة مهلكه : -انا تعبان من الشغل ولازم اروح علشان ارتاح.. قولي اللي عندك تن*دت بعمق وتحدثت بنبرة مغلفة بالسعادة : -بصراحه ماصدقتش نفسي لما حياة قالتلي انك هتاخد ميعاد من بابا نظر إليها وابتسم بمجاملة قائلًا : -أه بإذن الله ميعادنا بكرا -طيب خلينا في الجد بقى.. أنا شايفه ان بلاش شغل المكتب ده.. يعني شغل المحامين ده مالوش لازمة تطلع إليها في تعجب متسائلًا : -تقصدي ايه؟! -اقصد تسيب شغلك ده وتشتغل مع استاذ آدم في الشركة.. مش الشركة دي ليك النص فيها؟ تساءلت بلؤم وتود أن تعلم كل شيء عن حقه في الشركة وفي كل شيء.. ابتسم بخفه ونظر إلى الأمام متسائلًا : -وايه كمان يا أستاذة غادة؟ اتسعت ابتسامتها قائلة : -يبقى وافقت على شغل الشركة.. وياريت بقى نشتري فيلا في كم باوند معروف وفي مكان شيك تن*د بصوت مسموع وتحدث بجدية وحزم : -مش هقفل المكتب.. وبالنسبة للشركة فهي كلها من حق آدم لأنه هو اللي أسسها.. تحبي اوصلك ولا تاخدي تا**ي؟! اختفت ابتسامتها تدريجيًا وتنحنحت بإحراج متسائلة : -يعني ايه؟! -هتاخدي تا**ي؟! تلاشى سؤالها وكأنها لم تقل شيئًا فقد فهم لماذا هي تستعجل على الارتباط.. نظرت إلى الأمام ويبدو عليها الحزن الشديد طالبه منه أن يوصلها في طريقة.. شغل السيارة وغادر إلى وجهته *** لم تكف عن البكاء منذ تركها إلى المكتب وتضم قدميها إلى ص*رها بشدة.. مسحت دموعها بكلتا يديها ليهبط غيرها من عينيها بغزارة.. دخلت كارمن الغرفة لتندهش من هيئة ش*يقتها وشعرت بالقلق عليها.. تقدمت نحوها وجلست إلى جوارها لتضمها إلى ص*رها متسائلة : -ايه اللي حصل؟ تحدثت بنبرة بكاء مؤلمة : -قررت اسيب شغلي في المكتب ابتعدت عنها قليلًا وبدأت تمسح دموعها وهي تقول بهدوء : -اهدي وقوليلي ايه اللي حصل تناولت منديل لتمسح على أنفها وقصت عليها ما حدث بالتفصيل.. تن*دت الأخيرة بصوت مسموع وقالت بحزن : -خلاص يا حبيبتي ماتزعليش نفسك خير.. ثم أردفت بجدية : -ويا فاطمة ماينفعش تسألي الأسئلة الكتير دي أومأت بالنفي عدة مرات وتحدثت بصوت مبحوح : -ده كله كان بدافع الغيرة أنا حبيته بجد.. مش عارفه امتى وازاي لكن حبيته مسحت على ذراعها برفق وقبلتها على جانب رأسها وهمت أن تتحدث لكن صدح صوت الجرس بالمكان.. تركتها وخرجت متجه إلى الباب وفتحت لتتفاجأ بعمها وابن عمها لتعلم انهم لم يأتون للخير أبدًا.. تنحت جانبًا مرحبة بهم وأغلقت الباب بعد أن دخلوا.. -اعملك شاي يا عمو؟! -شكرًا.. جيت علشان اسمع القرار النهائي.. فاطمة هتتجوز رامز ولا تسيبوا الشقة شعرت بالغيظ الشديد واندفعت بحده : -يا عمو حرام عليك اللي بتعمله ده احنا بنات يعني يرضيك نقعد في الشارع تحدث بقسوة لم تراها من قبل : -أه يرضيني.. نادي فاطمة علشان اسمع رأيها -فاطمة مش موافقة ومستحيل توافق استمعت إلى حديثهم من خلف الباب ثم ارتدت اسدال الصلاة ولفت الحجاب على شعرها وهي تخرج مؤكدة على كلمات ش*يقتها بحسم : -اه مش موافقة ولو رامز آخر راجل في العالم برضه مش هتجوزه -انا وحش لدرجة دي؟ تحدثت بعدم قبول : -مش بقبلك.. كنت الأول زي أخويا لكن بعد اللي بتعملوا فينا ده مش عايزه اعرفكم تاني استطاعت أن تخرج الغضب الساكن داخل عمها واندفع بتحدي : -طيب ايه رأيك بقى انك هتتجوزيه وغصب عنك صدح صوت جرس الباب فاتجهت كارمن إليه لتفتح إياه في ذات اللحظة اندفعت الأخيرة من بين أسنانها : -الجواز مش بالعافية ومستحيل اتجوزه -غصب عنك هتتجوزيني نظر حازم إلى الداخل منتبهًا لحديثهما جيدًا في حين تساءلت كارمن : -حضرتك مين؟! رمقها بنظرة سريعة في ذات اللحظة قال عمها بنبرة تحدي : -أطلب المأذون يا رامز يجي بعد صلاة العشا تقدم حازم خطوتين ووقف بكل شموخ وهو يتحدث بثقة : -ماينفعش تتجوز وهي على ذمة راجل غيره نظروا إليه في دهشة فيما جحظت عيني فاطمة عندما استمعت إلى نبرة صوته والتفتت إليه بلهفة تحملق به بعدم استيعاب.. تساءل عمها في دهشة : -أنت بتقول ايه؟!.. أنت مين اصلا -أنا حازم السلحدار وكيل نيابة وفاطمة تبقى مراتي *** صف سيارته أمام ال*قار وترجل ووقف ينادي الحارس ويدق جرس غرفته.. توقف عن مناداته بعد لحظات عندما استمع إلى صوت فتح القفل الحديدي وهو يسأل عن من بالخارج.. وعندما علم بهويته فتح له الباب فورًا.. -أستاذ حازم نورت بيتك -تسلم ربنا يخليك.. فيه بنتين هيجوا يقعدوا هنا فترة وبعد اذنك من بكره الصبح حد يجي يروق الشقة أومأ بالإيجاب وتحدث بترحاب : -تحت أمرك ربت على كتفه بخفه ثم عاد إلى السيارة وقام بفتح حقيبة السيارة.. بعد ذلك بدأ بإنزال الحقائب ليأتي الحارس ويحمل اثنان منهما واتجه إلى الداخل.. في حين ترجل كلًا من فاطمة وكارمن التي ترمق ش*يقتها بنظرات نارية.. انتبهت الأخيرة إلى نظراتها جيدًا لكنها تلاشتها.. ترك اثنان من الحقائب داخل البوابة وعاد إليهما ووقف قائلًا : -الشقة في الدور الرابع.. كان بيتنا الأول.. هي هتعوز شوية ترتيب بكره الصبح هتيجي واحدة تظبطها كانت تنظر إليه بإعجاب واضح على ع** ش*يقتها فنظراتها مليئة بالغضب لأنه تسبب في طردهما من منزلهما.. ومع ذلك شكرته : -شكرًا يا أستاذ -عفوًا.. اتفضلوا هم الاثنان بالمغادرة لكنه تحدث على الفور : -فاطمة هتكلم معاكِ دقيقتين أومأت موافقة ونظرت إلى ش*يقتها التي ترميها بنظرات حنق واضحة ثم اتجهت إلى الداخل وسحبت أحد الحقائب في يدها وهي تدخل.. رأت الحارس يخرج من المصعد وطلب منها أن تنتظر حتى حمل الحقيبة الأخيرة وعاد إليها.. راقب حازم هذا وعندما استقلا المصعد أدار وجهه إلى فاطمة قائلًا بجدية : -زي ما سمعتي عمك طلب يشوف قسيمة الجواز وده حقه أومأت بتفهم وتحدثت بتلقائية : -لكن انت قولتله أن احنا اتجوزنا امبارح يعني لسه ماستلمتش القسيمة -وهو هيسكت؟!.. هيعدي أسبوع ويسأل عليها تاني زمت شفتيها بحزن ف*نهد بعمق وتحدث بهدوء : -الجواز لازم يبقى رسمي.. كلمي أخوكِ فهميه لو عمه كلمه وسأله اني طلبتك للجواز منه يقوله أه علشان يصدق كلامنا.. وكمان زي ما قولتله الفرح بكره وحياة هتجيلك علشان تشتروا فستان.. .....يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD