-الجواز لازم يبقى رسمي.. كلمي أخوكِ فهميه لو عمه كلمه وسأله اني طلبتك للجواز منه يقوله أه علشان يصدق كلامنا.. وكمان زي ما قولتله الفرح بكره وحياة هتجيلك علشان تشتروا فستان..
قذف قلبها من بين ضلوعها تحملق به في صدمة غير مصدقة ما هتف به للتو.. حقًا سيتزوجها ام إن آذنيها توهميها ببعض الكلمات من كثرة لهفتها عليه.. تعجب من اتساع عينها و**تها وتساءل في دهشة :
-أنتِ معايا؟!.. سمعتِ قولت ايه؟!
فاقت على نفسها تومئ بلهفة وقالت في توتر :
-أه.. أه طبعًا.. اللي أنت شايفه صح نعمله
-فاطمة أنتِ زعلتي من اللي عملته؟!
لتجيب عليه بلهفة ودون تفكير :
-لاء طبعًا أنت عملت فيا جِميل مستحيل أنساه.. أنقذتني من مصيبة جوازي من ابن عمي
أخرج هاتفها من جيب سرواله ومد يده به قائلًا :
-تلفونك نستيه في المكتب
أخذت الهاتف ونظرت إليه بابتسامة بسيطة قائلة :
-جايب لي التلفون بنفسك؟.. شكرًا
-بعتذر عن اسلوبي معاكِ.. معلش أنا عصبي بس شويتين
رفعت حاجبيها وقالت مداعبه بعد أن لوت ثغرها :
-شويتين بس؟!.. طب مليون شوية
وجد نفسه يبتسم وداعب شعره من الخلف قائلًا :
-تصبحي على خير
-وانت من اهل الخير
اتجهت إلى البوابة وعند وصولها التفتت لتنظر إليه ثم تابعت السير.. ظل مكانه حتى جاء الحارس وتحدث معه للحظات ثم استقل سيارته وغادر إلى وجهته
***
أخذ ي**ر كل شيء أمامه ويجز على أسنانه بقوه حتى كادت أن تتهشم.. وقفت والدته التي تدعى " نظيمة.." أمام الباب تدق عليه وتترجى أن يفتح لكنه لم يستمع إليها.. فيما وقفت منال جانبًا تحاول أن تصل إلى والدها لكن الشبكة لم تكن في صالحها.. بعد دقائق قليلة دخل المنزل مغلقًا الباب خلفه فركضت ابنته إليه وهي تقول بنبرة خوف :
-رامز قافل على نفسه وبي**ر في كل حاجة.. خايفه يكون عمل في نفسه حاجة
ترك الأكياس أعلى الاريكة وركض إلى الغرفة يدق على الباب بلهفة قائلًا :
-رامز يا بني افتح.. افتح يا رامز
حاول فتح الباب بالمقبض بعنف لكن بلا جدوى.. أما بالداخل وقف ي**ر المرآة بيديه حتى جُرحت ونزفت الكثير من الدماء.. نظر إلى يديه يلهث بصوت مسموع واتجه إلى الباب ليفتح إياه واندفع في وجهه أبيه :
-أنت السبب في كل اللي حصل.. أنت السبب في دخول عمي السجن وقسيت على ولاده علشان كده كرهونا.. أنت وماما اللي غرزتوا جوانا الكره لولاد عمنا بدل ما نحبهم..
هبطت دموع حرقة الفراق على وجنتيه بغزارة وتابع بصوت مبحوح تأثيرًا من صراخه الذي استمر طويلًا :
-أنا عمري ما هسامحكم على اللي عملتوا فيا.. فاطمة حب طفولتي وحياتي اتجوزت غيري وده بسببكم
انتبهت منال من يديه لتفزع وركضت إليه لتمسك بيديه قائلة :
-رامز انت لازم تروح المستشفى
ركضت والدته إليه لتحتضنه وتبكي قهرًا على ما وصل إليه.. تراجع للخلف لم يهتم لذلك العناق وقال موجهًا حديثه إلى والده الذي تسبب في دماره :
-أنت ازاي تسيبهم يمشوا بسهولة كده.. أنت مش بني آدم
ركضت منال إلى الخارج في حين تحدث عماد بحزن محاولًا تبرير موقفه :
-يا بني الحمد لله انها اتجوزت غيرك.. دي واحده ابوها دخل السجن بسبب الهيروين
-أنت متأكد أن عمي مظلوم وشهدت عليه شهادة زور علشان خمسة مليون.. بعت أخوك وولادة
انتقلت نظيمة ببصرها بينهما بلؤم فهي تعلم كل شيء وأول من وافقت على هذا.. لكنها أنكرت ذلك أمام ابنها قائلة :
-لاء يا رامز على يدي عمك فعلًا كان بيتاجر في الم**رات
نظر إليهما باشمئزاز واضح فيما عادت منال ومعها حقيبة الإسعافات الأولية.. وضعتها على الفراش وقامت بفتحها لتأخذ المعقم وجاءت تضع على كفه أخذه منها بعنف وألقى به على الأرض واندفع بصوت عال :
-مش عايز أشوف وشكم تاني
اتجه إلى الخارج بخطوات واسعة فركضت والدته خلفه تناديه وتترجاه ألا يغادر.. ومع ذلك فتح الباب وخرج مغلقًا إياه خلفه بعنف.. وضعت يديها على فاها تبكي بحصره وقهر.. وقفت منال إلى جوارها تحتضن كتفها بذراعها وتهون عليها بهدوء :
-هيرجع يا ماما ماتخافيش
أبعدت ذراعها عنها والتفتت إلى زوجها لتقول بلوم :
-ابنك ماغلطش.. انت السبب في كل اللي بيحصل..
ثم أردفت بحده عالية :
-روح شوف ابنك ورجعه البيت
جلس على الاريكة واضعًا رأسه بين يديه يقلب حديث ابنه الذي هتف به داخل عقله.. طلبت منه أن يلحق بابنه لكنه لم يرد عليها.. ربتت منال على كتفها وأخذتها إلى حيث غرفتها وقالت بنبرة بكاء :
-ارتاحي يا ماما وأنا هرن عليه
سارت إلى جوارها مضطرة وهي تتحسبن على كلًا من زوجها وفاطمة بنبرة قهر.. دلفا إلى الغرفة وساعدتها تمدد على الفراش ووضعت الغطاء عليها وظلت بجانبها كي تطمئنها
***
انتهى الاثنان من ترتيب أحد الغرف ولم تتخلص فاطمة من توبيخ ش*يقتها الحاد.. عقب انتهاء مهمة التنظيف تركتها وخرجت إلى الصالة.. قامت بإزالة الملاءة البيضاء عن الاريكة وجلست عليها تنظر إلى الأمام بحزن واضح..
بعد لحظات خرجت كارمن وجلست إلى جوارها وقالت بهدوء كي تُصلح ما أفسدته :
-ماتزعليش مني يا فاطمة.. هو فعلا غلط مالوش حق يجي يقول انك مراته
فاطمة بحزن وموضحه :
-فهمتك وقولتلك أن ده ماحصلش.. هو كان غرضه يساعدني
-لكن هيحصل بكره يا فاطمة.. موافقة تتجوزي بالطريقة دي؟!
أدارت رأسها ناحيتها بعينين لامعتين من البكاء قائلة :
-موافقة بس اتخلص من سجن عمي
ابتسمت تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وقالت بتأكيد :
-لاء علشان بتحبي الأستاذ يا باش محامية
ابتسمت رغم ما تشعر به من حزن ورفعت كتفيها وقالت تأكيدًا على حديثها :
-فعلًا بحبه.. ومش مصدقه أن بكره هبقى مراته
-طيب خلينا في الجد.. أنتِ فكره ان رامز هيسكت؟!. ده مجنون وممكن يأذي حازم
فكرت في حديث ش*يقتها لتشعر بالقلق وتحدثت بلهفة :
-انا هأكد على حازم أن رامز مايحضرش
استمعت إلى صوت رنين هاتفها من الداخل فنهضت عن الاريكة ودلفت إلى الداخل.. من ثم دخلت الغرفة والتقطت الهاتف لتتفاجأ باتصال من ش*يقها.. استجمعت قوتها وأجابت بهدوء :
-عُدي اسفه لو كنت صحيتك
-أبدًا يا حبيبتي ماصحتش على اتصالك.. انا بقوم اصلي الفجر ولقيت مكالمة منك.. انتوا بخير؟!
شعرت بالتوتر قليلًا لكنها تن*دت بعمق وقالت باضطراب :
-بخير الحمد لله.. كنت عايزه اقولك حاجة بس أرجوك تفهمني يا عُدي
وقفت كارمن عند عتبة الباب عاقده ذراعيها أمام ص*رها.. رفعت الأخيرة عينيها إليها تخبرها بهما بأنها تشعر بالقلق والحيرة من ردة فعل ش*يقها الذي شعر بالقلق من نبرة صوتها و**تها :
-فاطمة ايه اللي حصل؟!
انزلت الهاتف عن آذنها وهمست بنبرة بكاء :
-مش هقدر اقوله.. ساعديني
تقدمت إليها وجلست إلى جوارها وهي تلتقط الهاتف من يدها.. تحدثت هي مع ش*يقها والذي يشعر بالقلق عليهما من نبرة صوتهن يود أن يعلم بكل شيء حدث في غيابه.. بدأت تقص عليه كل شيء سيء حدث من عمهم وأبنائه.. أصابته الصدمة والذهول معًا فكان دائمًا يدعو
لعمه وزوجته على وقفوهما مع أشقائه.. لكن كلمات ش*يقته حقًا قاسيه وجعلته للحظة يشعر بالعجز والندم بفضل بُعده عنهما..
انتظر حتى انتهت من حديثها وتحدث بصوت جهوري :
-ليه تخبوا عليا؟!.. كان المفروض اكون معاكم في الوقت ده
-أنا عارفه قد ايه أنت مشغول.. ورسالة دكتوراه الطب دي مش سهله
عُدي بحده :
-دي حجة.. أنا اسيب كل حاجة علشانكم..
شعر بالحيرة وتحدث بعدم تصديق :
-أنا بجد مصدوم في عمك.. ازاي جاله قلب يعاملكم كده.. كنت بقلق عليكم لكن برجع وأقول لاء طالما عمي موجود هما في أمان
نظرت إلى فاطمة بحزن واضح فقد تأثرت من حديث ش*يقها وندمت على أنها لم تخبره بكل شيء من البداية.. همست فاطمة طالبة منها أن تخبره بما فعله حازم.. أومأت بخفه وتحدثت بهدوء :
-هكمل اللي حصل بقى النهاردة.. عمك قرر يطردنا من البيت لو فاطمة ما تجوزتش رامز وفعلًا طلب المأذون يجي بعد صلاة العشاء.. النهاردة فاطمة نست تلفونها في المكتب والمتر حازم جه بنفسه يرجعه سمع الحوار.. وعلشان ينقذ فاطمة من الموقف قال إنها مراته
جزت فاطمة أسنانها بقلق من ردة فعل ش*يقها..
رفع هو حاجبيه في دهشة مندفعًا :
-مراته؟!..
قالت كي تفهمه ما حدث جيدًا :
-لاء مش مراته هو قال كده علشان ينقذها بس مش أكتر
-دي مصيبة.. شوفتي نتيجة إنك خبيتي عليا.. لو كنت اعرف كل حاجة ماكنش كل ده حصل وكنت اقدر احميكم..
مسح على وجهه وهو يزفر بقوه ثم تحدث من بين أسنانه :
-هقفل علشان الحق الفجر قبل ما يفوتني
أنهى المكالمة قبل أن تتحدث.. نظرت إلى الهاتف ثم وضعته أعلى المنضدة الصغيرة بعنف.. بدأت الأخيرة توبخها وتلومها :
-ياما قولتلك نقوله على كل اللي بيحصل وأنتِ رافضه
-فاطمة الكلام مش هيغير حاجة.. خلينا ننام أحسن من اللي احنا فيه
***
" القصر.."
اندهش الجميع بخبر زواجه اليوم وعندما طلب من حياة أن تذهب إلى العروس لشراء فستان الزفاف أصابتها الصدمة وجلست إلى جوار نجلاء تقول في حيرة :
-أنا مش فاهمة حاجة.. هو ايه اللي بيحصل
مسحت على رأس سليم الصغير النائم بين يديها وقالت في تعجب :
-مش فاهمة ازاي يقرر تاني يوم يتجوز؟!
خرج من غرفة المكتب متجه نحوهم وهو يسأل بجدية :
-ماروحتيش ليه يا حياة؟!
جلس على المقعد المجاور إلى الاريكة.. أدارت هي رأسها إليه وتساءلت بعدم فهم :
-ليه السرعة دي يا حازم؟!.. وليه اعتذرت عن مقابلتك مع والد غادة؟!
-لأن غادة دي طماعة.. من قبل ما اخطبها وبتشرط عليا اسيب المكتب واشتغل في الشركة مع آدم.. وبكل بجاحه عايزه تعرف ليا ايه في الشركة
حياة في دهشة :
-غادة؟!.. مش ممكن
-هو ده اللي حصل يا حياة
تساءلت والدته في شك :
-طب ليه قررت فجأة كده تتجوز فاطمة اللي بتشتغل عندك؟!
نظر إليها للحظات ثم ابتسم وقال مداعبًا :
-علشان خاطر عيونك يا قمر مش نفسك اتجوز
-اه طبعًا.. بس الجواز مش بالسرعة دي.. فين أهلها وطلبت ايديها امتى علشان تعمل فرح النهاردة
زفر بسأم من كثرة الأسئلة الذي لم يستطيع الفرار منها ونهض عن المقعد وهو يتحدث بحسم :
-امبارح طلبت ايديها من عمها وعرفتهم أن النهاردة بليل الفرح ومش عايز أسئلة تانيه
تركهم واتجه إلى الدرج ليصعد إلى الطابق العلوي.. تن*دت والدته بصوت مسموع تحرك رأسها في كلا الاتجاهين ثم نظرت إلى حياة وقالت مضطرة :
-قومي يا بنتي روحي لفاطمة علشان تجيبوا الفستان
أومأت بالإيجاب وطبعت قبلة على رأس طفلها ثم نهضت مستعده للمغادرة.. لكنها توقفت على نداء زهره التي تركض إليها ووقفت أمامها تقول بابتسامة واسعة :
-فـ في عَدنا فـ فرح " في عندنا فرح.."
ابتسمت وانحنت كي تقبلها على وجنتها وقالت :
-أه يا حبيبتي فرح أبيه حازم
-أيزه فُـ فتان " عايزه فستان.."
-احلى فستان.. هجبلك معايا
قبلتها الصغيرة على وجنتها فابتسمت إليها ورفعت جذعها بعد ذلك غادرت.. ركضت زهره إلى الحديقة ووقفت تتابع تجهيزات الفرح بابتسامة عريضة.. بالداخل وصل آدم بعد دقائق ودخل مغلقًا الباب خلفه.. التفتت والدته برأسها وقالت في حيره :
-كويس انك جيت لاني احترت بجد مع أخوك..
جلس إلى جوارها ومسك بيد طفلة الصغيرة يقبلها فيما تساءلت والدته بالهمس :
-هو اتكلم معاك في موضوع الفرح اللي على غفلة ده؟!
رفع رأسه إليها يفكر في شيء يخبرها به.. فهو يعلم كل شيء من حازم.. كررت سؤالها ثانية باختصار فابتسم بهدوء قائلًا :
-اطمني حازم عارف هو بيعمل ايه
نظرت إلى الأمام في حزن متمتمه بسأم :
-أنت كمان هتكلمني بالألغاز..
ثم أردفت :
-كلمت ولاد عمك عزمتهم
-اه يا حبيبتي كلمتهم كلهم.. هقوم بقى اغير علشان اروح المطار استقبل مرام
تن*دت بعمق وتحدثت بنبرة اشتياق :
-ربنا يوصلها بالف سلامة.. وحشتني أوي
قال بعد أن قبلها على رأسها بحنان :
-يا رب ويخليكِ لينا يا حبيبتي
***
وقفت أمام المرآة تضبط حجابها في حين جلست فاطمة على حافة الفراش ترتدي حذائها الرياضي الأبيض.. صدح صوت الباب فنهضت متجه إلى الخارج ووقفت خلف الباب لتفتح إياه لتجد حياة.. تبادل الاثنان بالابتسامة وقالت الأخيرة :
-جاهزة يا عروسة؟
شعرت بالخجل كثيرًا وأطرقت رأسها تومئ بالإيجاب.. لاحظت حياة خجلها لتختفي ابتسامتها فورًا ومسحت على ذراعها بلطف وهي تقول بود :
-حبيبتي هستناكِ في العربية
-طيب اتفضلي اقعدي جوه
-مفيش داعي علشان متأخرين
اتجهت إلى المصعد الكهربائي واستقلت إياه.. تن*دت فاطمة بحزن وأخذت تفرك في أصابع يديها بتوتر شديد للغاية حتى شعرت بالغثيان واضطرابات بالمعدة.. أما في الداخل صدح صوت هاتف كارمن فأخرجته من حقيبة يدها لتتفاجأ باتصال من كابتن " محمد.." بدأت تحرك يدها بالهاتف وتزفر ثم أغلقت باب الغرفة وأجابت عليه بصوت مبحوح تخرجه من حنجرتها بصعوبة ومجهود واضح :
-اسف يا كابتن النهاردة فرح أختي ومقدرتش اجي
-أه الف مب**ك يا كابتن.. انا حبيت بس اعرف ايه اللي مأخرك لتاني مرة عن التدريب
زمت شفتيها بحزن وعيناها على باب الغرفة وهي تقول في توتر :
-آخر مرة بإذن الله يا كابتن
فتحت فاطمة الباب قائلة :
-يلا يا كارمن
جحظت عيناها وبطريقة لا إرادية وضعت الهاتف خلف ظهرها..
....... يتبع