" الفصل 18.." الجزء الثالث " تعثر قلبي في عشق فاطمة.."

3478 Words
" لا تريد من العالم غير الحبيب.. لديها رغبه في الهروب معه إلى مكان بعيد خالي من عقول البشر المريضة.. خالي من أحاديثهم التي تقذفها ألسنتهم السامة.. تتمن أن تنعم بحياة هادئة وتظل إلى جوار من عشقه قلبها إلى الأبد.." " القصر.." في تمام الساعة التاسعة مساءً صف سيارته أمام الباب الرئيسي والتقط أغراضه الشخصية من ثم ترجل ووقف يدق جرس الباب قبل أن يدخل كعادته.. ثم فتح الباب وعندما سمحت له والدته بالدخول دخل مغلقًا الباب خلفه.. كانت حياة في ذات الوقت وضعت حجابها على رأسها.. تفاجأ بعدم وجود فاطمة ووقف يسأل بلهفة قلق : -فاطمة طلعت من امتى؟! ردت حياة بهدوء : -على ما طلعت انيم سليم ونزلت لقيتها طلعت.. في ميعاد الغدا لقيتها نايمه علم أنها أخذت مهدئ للمرة الثانية وتذكر انه حاول أن يتحدث معها كثيرًا لكنها لم ترد.. تركهم واتجه إلى الدرج بخطوات واسعة وصعد إلى الطابق العلوي من ثم دلف إلى الجناح الخاص به.. قذف بأغراضه على الاريكة وهو يتجه إلى الغرفة ودخل ليراها نائمة.. جلس على حافة الفراش والتقط شريط المهدئ من أعلى المنضدة وشعر بالغضب منها.. ثم بدأ في إيقاظها بلطف حتى استيقظت بعد لحظات ورفعت رأسها عن الوسادة بلهفة ثم رفعت جذعها تمسح العرق عن جبهتها.. وبخها بنظراته الحاده لكن في ذات الوقت لا يفضل أن يقسوا عليها وتساءل بهدوء مصطنع : -أخدتي مهدئ تاني ليه؟! ردت بصوت مبحوح : -المهدئ بيمنع عني أي وجع -مالك حاسة بأية؟! تأملته للحظات لتجد الأمان داخل عيناه التي تشبه لون أوراق الشجر المهدئة للقلب قبل النظر.. وتتمن لو تستطيع أن تحتضنه الآن فهي بحاجة إلى عناقه بشدة.. ثم نظرت إلى الأمام وتحدثت بحزن : -المهدئ ده معايا من سنين.. ده صديقي المجهول اللي محدش يعرف عنه حاجة.. ده اللي بيهون عليا حزني ووجعي -طيب ما تجربي تحكيلي يمكن اقدر أهون عليكِ -أنت فعلًا تقدر تهون عليا.. لكن انا مش عايزه احملك حزني ووجعِـ.. قطع حبل كلماتها بوضع يده على فاها ثم اقترب منها أكثر وضمها إليه بلطف.. بادلته بالعناق دون تفكير تاركة دموعها تهبط على كتفيه.. فالأن كتفه يشهد علي ألمها للمرة الثانية.. مسح على شعرها بلطف وحرك شفتيه دون صوت : -بحبك.. أغمض عيناه بقوة فلم يستطيع الآن أن يخبرها بحقيقة مشاعرة ناحيتها وهذا صعب على قلبه.. ابتعد عنها قليلًا ليحتضن وجنتيها براحتي يديه ومسح دموعها بإبهاميه وقال مبتسمًا : -قولي ايه اللي وجعك -مش عايزه اقعد في البيت هنا أرجوك -حد قالك حاجة ضايقتك؟! تساءل في شك فنظرت إليه ببنيتها الباكية عله يفهم بمفردة دون أن تتحدث لكنها أصرت أن تعطي له إشارة دون أن توضح لكونها تشعر بالخجل : -والدتك صارحتني باللي صارحتك بيه.. فهم ما ترمي إليه دون أن توضح وفي لحظة أصبحت عيناه الخضراء ممزوجة بحمرة الغضب الشديد.. تاركًا وجنتيها ليمسك بكفها وانحنى برأسه ليطبع قبلة هادئة عليه ليخ*ف روحها برقته الشديدة معها.. بعد ذلك هم أن ينهض لكنها تشبثت في مرفقه لينظر إلى يديها وهي تقول بنبرة ترجي : -بلاش تتكلم معاها أرجوك.. انا مابحبش اتسبب في المشاكل.. لو بإمكانك نقعد في بيت تاني ياريت تحدث بصوت غاضب للغاية : -لاء مش هنمشي وهنفضل قاعدين هنا.. ثم أردف بهدوء : -لكن هننعزل أسبوع عن العالم.. جهزي بس شنطتك علشان هنمشي الفجر -رايحين فين؟! -هنسافر جزر المالديف.. معاكِ باسبور؟! تذكرت جواز السفر التي أخرجته من أجل السفر إلى الخارج لسبب ما لكن لم يحالفها الحظ.. ثم أومأت بالإيجاب فقال : -تمام.. خلينا في المهم.. نظرت إليه في تساؤل وهو يخرج شيئًا من جيب سرواله لتجد علبة زرقاء قطيفة.. قام بفتحها أمامها لتنظر إلى الخاتم في دهشة حتى زاغت عيناها من لامعته الساحرة قائلة : -جميل جدًا.. شكله يجنن أخذ الخاتم ووضعه في أصبع يدها اليمين قائلًا : -ده خاتم سولتير شبكتك حملقت به في دهشة : -شبكتي؟! -أه طبعًا.. احنا اتجوزنا بسرعة ومالحقتش اجيبه -بس انت جبت لي دبله وضع كفها بين راحتي يديه وتحدث بمرح لكن بصوت منخفض : -زيادة الخير خيرين.. مب**ك عليكِ اتسعت ابتسامتها لتظهر تلك الغمزة التي أوقعته بعشقها ووجد نفسه يقترب كي يطبق شفتيه عليها برقه.. اختفت ابتسامتها فجأة وشعرت بحرارة وجنتيها المرتفعة بفضل الخجل وتحدثت في توتر واضح : -أنا جعانة يلا ناكل بقى ابتعد عنها ينظر إليها بابتسامة قاطبًا جبينه لتزداد وسامته وأصبح أكثر جاذبيه بالنسبة لها ثم تحدث بهدوء : -يلا هناكل سوى *** استيقظت قبل آذان الفجر على كابوس سرق النوم من عينيها.. رفعت جذعها عن الفراش بلهفة واضعه يدها على ص*رها تلهث بصوت مسموع.. ونظرت إلى جوارها لم تجده وبلهفة نظرت إلى الستارة التي تتحرك بفضل الرياح الخفيفة.. شعرت بالخوف الشديد وبدأت تمسح حبات العرق الباردة عن جبهتها.. ثم نهضت عن الفراش تركض إلى الخارج وكأن أحد يركض خلفها.. تركت الجناح ووقفت عند مقدمة الدرج تلهث بصوت مسموع ونظرت إلى الأسفل لترى ضوء خارج من أحد الغرف بالأسفل وسط الظلام الدامس.. هبطت الدرج بحرص وهي تنادي بصوت منخفض : -حازم.. حازم لم تستقبل رد بفضل انخفاض صوتها.. لكن عندما هبطت إلى الطابق السفلي واقتربت من الغرفة تعال نداءها.. ليستمع إلى نداءها وهو بالداخل.. فترك الأوراق التي بين يديه تاركًا مقعده متجه إلى الخارج.. عند خروجه رآها واقفه والخوف واضح على كل خلجة من خلجات وجهها.. اقترب منها على وجه السرعة قائلًا : -فاطمة ايه اللي نزلك؟ تحدثت بنبرة توجس وهي تتشبث في ذراعيه : -صحيت على كابوس وانت ماكنتش جمبي بحركة واحده أحاط كتفها بذراعه جاعلًا إياها تقف إلى جواره وقال بهدوء : -كنت برتب أوراق تخص الشغل قبل السفر اصطحابها إلى غرفة المكتب وجعلها تجلس على المقعد المجاور إلى المكتب ووقف يرتب الأوراق فتساءلت : -أنت اللي فتحت البلكونة؟! -أه كنت قعدت بره شوية أومأت برأسها وقد شعرت بالاطمئنان ويكاد عقلها يجن من كثرة تفكيرها عن تلك الكوابيس التي تراودها في هذه الفترة الصعبة.. بينما انتهى حازم من عمله وتمم على كل شيء ثم أخذها إلى حيث الجناح الخاص بهم.. وبعد لحظات تعال صوت آذان الفجر بواسطة الهاتف الخاص به.. دلفت إلى المرحاض وتوضأت فيما هو قام بترتيب الفراش حتى خرجت.. دخل هو كي يتوضأ هو الأخير وعقب انتهائه فرد سجادة أخرى إلى جوارها ووقف يصلي الفرض.. عقب انتهائها ظلت جالسه تساءل الله من أعماق قلبها أن يبعد عنها الكوابيس والأحلام الشيطانية حتى هبطت دمعه خائنة على وجنتها.. شعرت بها لتقم بمسحها على الفور حتى لا يشعر حازم بشيء.. ثم نهضت ودلفت إلى الخزانة الصغيرة وبدلت ثيابها وثبتت حجابها جيدًا.. وبعدها جهز حازم أيضًا واستعد الاثنان إلى السفر.. غادروا المنزل دون أن يشعر بهم أحد في طريقة إلى المطار.. وصل بعد ساعة إلا دقائق تقريبًا وصف السيارة بالمكان المخصص لها.. ثم دلف إلى الداخل ساحبًا الحقائب خلفه.. شعرت برهبه وخوف بمجرد أن دلفت إلى الداخل وذلك الكابوس الذي يراودها تذكرته.. " دخلت المطار برفقة والدها بابتسامة واسعه تُزين ثغرها وكأنها طفله مدلـله.. وعند فحص جوازات السفر تم القبض عليه ومنعه من السفر.. لتصرخ بأعلى طبقات صوتها على والدها وهي متشبثة في ذراعه بقوه لكن ضباط الشرطة سحبوا ذراعه من يدها.. وعادت إلى المنزل بمفردها لتنصدم والدتها بهذا الخبر الشنيع وعندما حُكم عليه بالسجن خمسة وعشرون عامًا فقدت وعيها لتمكث في المشفى لعدة أيام وبعدها صعدت روحها إلى الأعلى.. " فاقت من ذكرياتها المؤلمة على صوت حازم الذي يطمئنها دائمًا : -فاطمة واقفه ليه؟! نظرت إليه وابتسمت حتى لا يشعر بشيء وقالت : -حاسه بخوف من الطيارة ابتسم ومسك بكفها عنوة ودلفوا إلى الداخل وعند فحص جوازات السفر تشبثت في ذراعه بقوة لكونها تشعر بالخوف الشديد لكونها خائفة من أن أحد من رجال الشرطة يأتي ويأخذه منها.. نظر إلى يدها ليعود بالنظر إليها في غرابه ثم أخذ جوازات السفر وجلسوا على احد المقاعد حتى أعلنوا عن الطائرة.. صعدوا إلى متن الطائرة وبمجرد أن جلست على المقعد قامت بربط حزام المقعد ثم استندت بظهرها إليه مغمضة العينين.. ضحك ضحكة خفيفة فنظرت إليه بنصف عين قائلة بنبرة قلق : -بطل ضحك انا بخاف بجد مسك بيدها وتحدث بصوت منخفض : -ماتخافيش انا معاكِ وكأن حروف تلك الكلمات البسيطة كانت كفيلة بأن تهدأ من روعها.. ولمسة يده ليدها خ*فت روحها من بدنها تاركه خوفها يرفرف بعيدًا عن قلبها.. اتسعت ابتسامتها إليه ونظرت إلى الأمام تتن*د بهدوء *** " الجامعة.." كان يتحدث معهم وكأنه صديق للجميع وليس دكتور بالجامعة.. ولم يبخل عليهما بإجابة على أي سؤال.. كما أن يضحك معهما ويمزح كي يرفه عنهما.. مما لفت انتباه الكثير بالتحديد لينا.. والتي للمرة الأولى لم تنتبه من مراجعة المحاضرات وشردت به.. وقبل انتهاء الوقت المحدد طلب منهم بحث صغير من ثلاثة ورقات.. وأخرج كتاب من حقيبة الظهر خاصته رفعه أمامهم طالبًا منهم أن يكتبون البحث من ذلك الكتاب.. وهو كتاب يتحدث عن الطب كتبه طبيب أجنبي معروف كما أخبرهم بأن الكثير من النسخ توجد بالمكتبة الجامعية والانترنت.. بعد ذلك أنهى المحاضرة بابتسامة بشوشة جعلته جذابًا أكثر وقال : -إلى اللقاء يا شباب.. موفقين بدأ الجميع بالمغادرة بينما هو ارتدى حقيبة الظهر وألقى نظرة على المدرج ليجد لينا وتقابلت عيناهم لكونها تنظر إليه.. لكنها أشاحت بوجهها بعيدًا على الفور وحكت جبينها بطريقة لا إرادية لكونها شعرت بالخجل الشديد.. انتظر هو مكانه حتى نهضت من مكانها واتجهت إلى الباب لكنها توقفت على نداءه : -دكتورة لحظة من فضلك التفتت تنظر إليه وأخذ ص*رها يعلوا ويهبط في توتر متسائلة : -حضرتك تقصدني أنا؟! تقدم نحوها ووقف أمامها قائلًا : -أه طبعًا.. الأول عاملة ايه؟! والشرح كان صعب ولا سهل؟! اتسعت ابتسامتها الرقيقة وتحدثت بشغف : -مفيش أسهل من كده يا دكتور.. ثم أردفت بنبرة خجل : -بس الحقيقة ما ركزتش النهاردة في السيكشن -ولا يهمك انا تحت امرك لو عوزتي تفهمي اي حاجة.. أومأت بالإيجاب ف*نهد بصوت مسموع واضعًا يديه في جيبي سرواله متسائلًا : -بتشوفي فاطمة أختي؟! -لاء انا ماروحتش هناك من يوم الفرح.. ليه حضرتك مش بتكلمها؟! ارتبك من سؤالها فماذا يقول لها؟!.. يخبرها بأنه غاضب عليها ولا يتحدث معها منذ جوازها ام يكذب عليها؟!.. لكنه فكر أن يصارحها بنصف الحقيقة : -أه انا وهي زعلانين مع بعض شوية.. وبعدين عرفت من كارمن الصبح انها سافرت فكنت عايز اطمن عليها -ربنا يصلح بينكم.. انا ممكن اكلم حازم واسأله -ده لو مش هتعبك أومأت بالنفي وتحدثت بهدوء : -أبدًا مفيش تعب -شكرا يا دكتورة.. اتفضلي نقعد في الكافية سارت إلى جواره وتن*دت بعمق ليخترق رائحة عطرة الساحر أنفها.. فنظرت إليه بلهفة معجبة بعطره كثيرًا وتمنت لو بإمكانها أن تسأل عن اسمه لكنها تخجل.. عقب وصولهم سحب لها مقعدًا وجلست عليه ثم جلس على المقعد المقابل لها وأشار إلى النادل ليأتي فقال : -شوف الآنسة تشرب ايه -لاء شكرًا مش عايزه تساءل بحسم : -بتحبي عصير ايه؟! رفعت عينيها إليه للحظة وقالت بصوت منخفض : -الليمون طلب لها مشروب الليمون.. فتحت الهاتف الخاص بها واتصلت على ابن عمها لكن الشبكة لم تجمع معها.. فقامت بفتح شبكة الإنترنت وأرسلت له رسالة عبر تطبيق " الواتس اب.." لكن لم تصل الرسالة إليه بفضل إغلاق الإنترنت بهاتفه فتساءلت : -هما مسافرين فين؟! -جزر المالديف -من مصر لجزر المالديف تقريبا تسع أو عشر ساعات يعني ممكن لسه في الطيارة أومأ بالإيجاب واستند بظهره إلى المقعد قائلًا : -شكراً يا دكتور تعبتك معايا.. أكيد كارمن هتبقى تكلمها جاء النادل وضع أمامها مشروب الليمون وغادر فتساءلت بفضول : -ليه ماطلبتش حاجة تشربها؟ -عادي ماليش نفس تناولت رشفه من العصير ورفعت عيناها إليه وتحدثت بهدوء : -اسفه لو كنت بدخل لكن انتوا اخوات وماينفعش الخلاف بينكم يطول.. من رأي حضرتك تكلمها وتطمن عليها بنفسك **ت للحظات قاطبًا جبينه وهو لا يحب أن أحد يتدخل في حياته فهو فقط طلب منها أن تطمئنه على ش*يقته.. لكنه شعر بالارتياح في كلماتها ووجد نفسه يتحدث معها كأنه يعرفها منذ سنوات : -أحيانًا في حاجات بتحصل من اقرب الناس ليكِ صعب تنسيها بسرعة.. لما تحسي انك بالنسبة لهم ولا كأنك موجودة.. تعجبت من كلماته ونظراتها بها الكثير من الأسئلة مما انتبه إلى ذلك وتابع ليوضح لها أكثر : -مشاكل كتير حصلت مع فاطمة وكارمن ولا اعرف بيها كانوا مخبين عليا كأني مش موجود فهمت مقصدة وقالت بهدوء علها تهون عليه : -يمكن كانوا مش عايزين يزعلوك أو تقلق عليهم -وينفع يتسندوا على الغريب؟! تساءل بحده ف*نهدت بحزن وردت بتأكيد : -طبعًا تقصد بالغريب حازم.. نظر إليها بجمود دون أن يعطي لها أي إشارة فتابعت مبتسمة : -على العموم هو مابقاش غريب هو جوز اختك أومأ برأسه وقال كي ينهي ذلك الحوار : -ممكن تاخدي رقمي وأول ما تكلميهم تطمنني عليها وافقت وفتحت الهاتف لتعطي إياه وقام بكتب الرقم الخاص به وأعطى لها الهاتف ثانية.. اتصلت عليه ليظهر رقمها على هاتفه فأخرجه من جيب سرواله وسجل الرقم ثم شكرها بامتنان : -شكرًا يا دكتورة *** " بالشركة.." خرجت من المصعد الكهربائي متجه إلى غرفة المكتب وتطلع حولها شوقًا للمكان.. وعند وصولها فتحت الباب لتستقبل صوت فرقعه عالية بواسطة أمبوب يخرج منه الكثير من انواع الزينة بألوانها المختلفة.. فلتت صرخة من بين شفتيها ونظرت حولها لتجد زملائها يرحبون بها من جديد.. احتضنت الفتيات وصافحة الشباب ثم صافحة مروان بابتسامة واسعة فقالت أحدهم : -أستاذ مروان اللي رتب كل حاجة وجبلك التورته كمان -شكرًا يا مروان كلك ذوق -مب**ك رجوعك لينا ابتسمت إليه ونظرت حولها بابتسامة واسعة وما هي إلا لحظات ودخل آدم برفقة ليث.. احتضنها ش*يقها عنوة وقبلها هو على جانب رأسها يُرحب بها من جديد.. ثم ابتعدت عنه واحتضنت اخوها ليث وبعد أن ابتعدت سلم لها باقة ورد حمراء اشتراها من أجلها.. بعد ذلك قطعت هي أول قطعة من الحلوى الكبيرة وأكلت منها أولا ثم بدأ الجميع بأخذ نصيبهم منها.. غادر آدم إلى عمله وبعد دقائق غادر الجميع.. ودعها ليث بقبله على وجنتها ثم ودع مروان وغادر فجلست على المقعد المجاور إلى المكتب عازمه عليه بالجلوس ليجلس على المقعد المقابل لها.. اتسعت ابتسامتها وشكرته بامتنان : -شكرًا يا مروان على الاستقبال الرائع ده -دي أقل حاجة اقدر اقدمها لك.. شعرت بالخجل وبدأت تضع خصل شعرها خلف آذنها ف*نحنح بخفيه لتنظر إليه وتساءل باهتمام : -فطرتي؟ تحدثت بتلقائية : -الحقيقة لاء.. صحينا لقينا حازم ساب البيت هو ومراته ولا نعرف راحوا فين ولا حد فينا جالوا نفس للفطار -ربنا يطمنكم عليهم بإذن الله.. ثم تحدث وهو يتمن أن توافق على طلبه : -ممكن اعزمك على الفطار -ممكن طبعًا.. هنفطر فين؟! بطريقة لا إرادية اتسعت ابتسامته وقال بشغف : -في المكان اللي تختريه بدأت تفكر وتحرك عينيها هنا وهناك حتى تذكرت شيئًا وثبتت عيناها إليه قائلة : -هتوافق بجد على أي مكان اختاره -طبعًا رد بتأكيد وحسم فتحدثت بحماس : -عايزه افطر على عربية فول عقد بين حاجبيه في تعجب بعدها ضحك ضحكة خفيفة وتحدث بنبرة غزل : -معقول فيه بنوته قمر وكيوت زيك توقف تفطر على عربية فول -أه عادي نفسي بجد في الفطار ده -أنا موافق طالما دي حاجة نفسك فيها.. يلا بينا نهض عن المقعد فحملقت به وهي تنهض عن المقعد وتساءلت كي تتيقن بأنه وافق : -بجد انت موافق على طلبي تأمل عيناها بنظرات من الحب حتى لمعت عيناه لها فقط وقال بتأكيد : -طبعًا يا مرام.. أي حاجة نفسك فيها تتنفذ اتسعت ابتسامتها وغادرت الشركة برفقته.. عقب خروجهم استقلت سيارته المتواضعة وتجول في الشوارع بحثًا عن عربة الإفطار.. كما أنه يسأل المارة حتى حالفهم الحظ وأرشدهم أحدهم بمكان العربة.. أسرع إلى المكان المنشود وعند وصوله صف السيارة جانبًا وترجل الاثنان ثم مسك بيدها وأوقفها جانب العربة وطلب لهما فطار.. نظرت إليه بابتسامة واسعة جعلتها فتاة جميلة سعيدة وهو من تسبب في سعادتها اليوم رغم بساطة طلبها *** بعد عشر ساعات سفر وصلوا إلى الفندق.. وعندما دخلت الجناح الخاص بهم تفاجأت بأنه أمام البحر مباشرةً.. حتى تصعد المياه إلى الشرفة.. اقتربت نحو الباب وفتحت إياه وخرجت وهي مهوسة بالطبيعة وشفتيها تتحرك : -سبحان الله العظيم.. سبحان الخالق المبدع أخذت تردد تلك الكلمات مرارًا وتكرارًا حتى خرج حازم ووقف مبتسمًا : -ايه رأيك في المكان؟! التفتت إليه بلهفة ثم ابتسمت وتحدثت بجدية : -مفيش أجمل من كده هدوء وراحة بال.. ياريت أقعد هنا طول عمري اقترب منها ووقف أمامها مباشرة يمسح على كتفيها بلطف قائلًا : -اوعدك كل فترة نيجي هنا نقعد أسبوع لكن بشرط م***ع مهدئات تاني.. وعد نظرت إليه بحزن واضح وتحدثت بضيق : -مدة جوازنا فيها كام فترة -مدة؟!.. بإذن الله جوازنا مستمر أنتِ خلاص دخلتي قفص الأسد.. تطلعت إليه في تساؤل لكونها لم تفهم قصده وكادت أن تتحدث ألا انه تحدث هو : -عاملك مفاجأة اتمنى تعجبك.. يلا غيري وارتحي وأنا هنزل أوصي على الاكل ثم فاجئها بقبلة حانيه على وجنتها وغادر.. وضعت اناملها على خدها مبتسمة.. ثم نظرت إلى الأمام تلتقط أنفاسها الممزوجة بهواء البحر بعمق لتشعر بال ***ة داخل قلبها وص*رها.. ثم دلفت إلى الداخل وقامت بفتح الحقيبة وبدلت ثيابها ببجامة بيتي مريحة ورفعت شعرها كذ*ل حصان.. بعد ذلك تناولت الهاتف وقامت بفتحه لتجد شبكة انترنت متوفرة قامت بفتحها واتصلت على ش*يقتها.. أجابت بعد لحظات وبعد تبادل السلام بينهم طمأنتها فاطمة على وصولها فقالت بود : -حمد الله على سلامتك يا حبيبتي.. رحلة سعيدة يا رب -يا رب.. عُدي عامل ايه لسه مش عايز يكلمني؟! تساءلت بحزن واضح بنبرة صوتها مما شعرت ش*يقتها بها لتشعر الأخيرة بالحزن قائلة : -أنتِ عارفه قد ايه هو حنين وأكيد هيكلمك.. المهم دلوقت استمتعي بوقتك -حاضر لكن وصيه عليا.. المهم عملتي ايه مع كابتن محمد؟! تساءلت باهتمام فابتسمت الأخيرة وتحدثت بحماس : -حلمي قرب يتحقق يا توتا.. الماتش الجاي ده كابتن محمد وعدني يبقى فيه صحافيين وإعلاميين.. ادعيلي -مب**ك مقدمًا يا كارمن بإذن الله ربنا يوفقك ويحقق كل أحلامك ثم تحدثت معها لدقائق وأنهت معها المكالمة.. في ذات الوقت دخل حازم ووضع جراب فستان على الفراش مما انتبه إلى إغلاقها للهاتف فتساءل : -كنتِ بتكلمي مين؟! أجابت وبنيتها تنتقل بين جراب الفستان وبينه : -كارمن كنت بطمنها اني وصلت -مش قولنا نقفل تلفوناتنا الأسبوع ده نهضت عن الفراش متجه نحوه ووقفت أمامه قائلة بجدية : -ماينفعش اهلنا من حقهم يطمنوا علينا.. انا كمان عايزاك تفتح تلفونك وتطمن والدتك ابتسم ومسح على ذراعيها بلطف قائلًا : -حاضر.. أنتِ عندك حق.. ثم قام بفتح سحابة الفستان وأخرجة من الجراب ليرفع إياه أمامها متابعا : -ايه رايك في الفستان ده؟! تأملت ذلك الفستان القصير والذي لونه بلون شروق الشمس وعلى الجنب اليمين مزخرف برسم نوع لمانديلا باللون الأسود.. أُعجبت به كثيرًا ووضحت له ذلك بتعبيرات وجهها وحديثها : -حلو اوي بجد -ده علشانك.. اللبسي دلوقت اختفت ابتسامتها تدريجيًا تحملق به قائلة : -اللبسة؟!.. لكن ده قصير جدًا حازم ببساطة : -وايه يعني.. أنتِ مش هتخرجي بيه -ولا ينفع اخرج بيه ولا اللبسة هنا تحدثت بحنق وبنبرة حاسمه فحسب انها تخجل منه ليقول بنبرة مرحه : -أنا جوزك مش واحد من الشارع يعني بلاش خجل -اه جوزي لكن جوازنا على الورق وضع الفستان على الفراش ونظر إليها بجمود فلاحظ حدتها وجديتها بنبرة صوتها وأن لا داعي للمزح الآن.. وتحدثت بجدية واضحة : -كان الأول بالنسبة ليا على الورق.. لكن دلوقت لازم يبقى رسمي -يعني ايه؟!.. أنت مش مجبر على كده.. حضرتك وقفت جنبي وانقذتني من ابن عمي وتشكر على كده -فاطمة انا بحبك.. قالها دون تردد أو التفكير.. وأخيرًا قذف تلك الكلمة من بين شفتيه فكانت عالقة بقلبه وتؤلمه كثيرًا.. لكنه كان متردد في قولها والآن لا داعي للتأخير عن الاعتراف أكثر من ذلك.. هو حقا يعشقها قلبه وتعثر بها وانتهى الأمر.. أما هي فاتسع بؤبؤ عينيها في دهشة كبيرة بل صدمة وقلبها يدق برهبه حتى استمعت إلى دقاته في آذنيها.. لمعت عيناها بالدموع لم تعلم دموع فرحه ام دموع حزن وألم؟!.. فاقت على نفسها عندما تابع حديثه : -أنتِ كمان بتحبيني وأنا بحبك وضحت علامات التوتر والخجل على كل خلجة من خلجات وجهها.. فأطرقت عينيها وبنبرة ضيق تُذ*ح قلبها قالت : -لاء جوازنا هيفضل على الورق وربنا يقدرني وارد لك الجميل ده -فاطمة بقولك بحبك يعني عايز اكمل اللي باقي من عمري معاكِ.. ظلت صامته وتفرك بأصابع يديها في توتر شديد.. انتظر أن تتحدث لكن طال **تها مما شعر بالقلق وتساءل بصوت مبحوح : -بتحبيني ولا لاء؟! وجدت نفسها ترفع عيناها الحزينة إليه وتحدثت بنبرة مرتعشة : -أرجوك سبني دلوقت قبض على ذراعيها عنوة لتفلت عدة تأوهات من بين شفتيها وهو يتحدث من بين أسنانه بحده : -مش هسيبك غير لما تردي على سؤالي.. بتحبيني ولا لاء؟! بدون تفكير ردت مندفعة : -لاء مش بحبك ولا بكرهك.. يعني حب أخوي حملق بها في دهشة تاركًا ذراعيها ببطء شديد وشعر وكأن جبل ثلجي انزلق فوق قلبه جعله مجمد لا يشعر بشيء.. ثم تركها وخرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه عنوة بل خرج من الجناح بالكامل.. سمحت هي بدموعها تهبط على وجنتيها بغزارة وفلتت عدة شهقات متقاطعة تقطع ص*رها إلى أشلاء.. بعد لحظات من البكاء المدمر للبدن والأعصاب سقطت على الأرض وضمت قدميها إلى ص*رها وحدثت نفسها : -مشـ مش فا فاهم حاجة *** صدح صوت هاتفها في ذات الوقت وصل عُدي ودخل مغلقًا الباب خلفه.. اتجه إلى صوت رنين هاتف ش*يقته ليجده أعلى الاريكة فرفع إياه ليرى شاشته تضئ باسم " كابتن محمد.." أخذ ينادي ش*يقته لكنها لم تجيب عليه فأجاب هو عليه : -السلام عليكم -وعليكم السلام يا كابتن عُدي.. عقد بين حاجبيه في تعجب لكونه يعرفه وكاد أن يسأله لكنه تابع حديثه : -تذكرة الماتش بتاعتك مع أمن النادي.. كنت حابب اسلمها لك بنفسي لكن انت ماجتش النهاردة لعل المانع خير.. جاءت كارمن وتقدمت إليه حتى وقفت أمامه فنظر ش*يقها إليها في دهشة وبكل هدوء مد الهاتف إليها وصوت الكابتن واضح من سماعة الهاتف : -كابتن عُدي حضرتك سامعني أخذت الهاتف وهي تبتلع ل**بها وقامت بإنهاء المكالمة دون أن تجيب عليه.. وهذا التصرف جعل ش*يقها يفهم كل شيء دون أن تتحدث وقال ساخرًا : -ما ترد يا كابتن عُدي عقدت بين حاجبيها بحزن وتحدثت بنبرة خجل واضحة : -صدقني أنا.. قال مقاطعًا إياها بعنف : -اصدقك؟!.. أصدق ايه ولا ايه.. ليه تعملي كده مش عارفه ان التصرف ده يودي في داهيه -أنا اسفه ماكنتش بفكر غير في مصلحتي وبس.. وازاي اثبت ان البنات بتعلب كورة كويس -أنتِ استخدمتي أسهل طريقة وخلاص.. كنتِ استخدمي عقلك وفكري أكيد كنتِ هتوصلي لفكرة أفضل.. شعر بالغيظ الشديد منها وتساءل مندفعًا : -مخبيه ايه تاني عليا؟! -مش مخبيه حاجة -كدابه.. أكيد كدابه يا كارمن.. قذف تلك الكلمات من فمه بعصبيه وبصوت عال جعل من بدنها يهتز.. ثم تركها ودلف إلى الداخل وهو يتحدث بذات العنف : -جهزي حاجتك علشان هنمشي من البيت ده النهاردة جلست على الاريكة تنظر إلى الأرض وتبكي بصوت منخفض وهمست بنبرة مؤلمه : -لازم أصلح الغلط ده ***يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD