" الفصل 17.." الجزء الثالث " تعثر قلبي في عشق فاطمة.."

4046 Words
" قلبه أصبح بين يديها.. دماءه أصبحت تركض داخل أوردتها.. هي بستان ممتلئ بالورود والأشجار يستخرج الأ**جين الخاص به منها.. فلن يستطيع العيش بدونها.." ظل جالسًا على حافة الفراش ومقلتيه الخضراء تطلع إليها بتمعن شديد.. وإذا كانت مستيقظة لرأت انعكاسها داخل تلك العيون النقية.. مسك بكفها ورفعه إلى حيث شفتيه يطبع عليه عدة قبلات رقيقه للغاية.. ثم نظر إليها عاقدًا بين حاجبيه بحزن واضح.. وكل ما يتمنى الآن هي أن تكون بخير.. وضع يدها إلى جوارها ونظر إلى ساعة يده التي تدق الحاديه عشر ودقائق.. بعد لحظات استمع إلى صوت جرس الباب فنهض على الفور متجهًا إلى الخارج.. وعندما خرج اتجه إلى الدرج ليتقابل مع والدته التي خرجت من غرفتها ووقفت تنظر إليه متسائلة : -مين جايلنا دلوقت؟! تلاشى سؤالها كما تلاشها لكونه مازال غاضبًا عليها وهبط إلى الطابق السفلي راكضًا إلى الباب.. فتح إياه ليجد ابن عمه ورحب به.. تعجبت جيهان من وجوده في ذلك الوقت وكادت أن تتحدث ألا انه تحدث هو أولاً : -مساء الفل على عيونك صافحته عندما صعد الدرج ووقف امامها وابتسمت قائلة : -يسعد مساك يا حبيبي قذفها حازم بنظرة ناريه قبل أن يتجه إلى الجناح فاستأذن الأخير ولحق بابن عمه.. وقفت تحملق بهما في دهشة ثم لحقت بهما كي تعلم بالأمر.. دخل الغرفة وجلس على حافة الفراش أمامها وأخرج من حقيبة الظهر قياس الضغط كي يطمئن على ضغطها أولاً ليقول عقب انتهاءه : -ضغطها واطي جدا وقفت عند عتبة الباب تتابع ما يحدث بينما تحدث حازم بنبرة قلق واضحة : -ننقلها المستشفى قال بجدية وهو يقيس درجة الأ**جين : -لاء انا عامل حسابي ومعايا محلول.. والحمد لله مفيش نقص في الأ**جين تقدمت نحو الفراش ووقفت أمامه تنظر إلى فاطمة في تعجب متسائلة : -فاطمة مالها يا حازم؟! اكتفى بنظرة عتاب طويلة ولم يُجيب عليها.. مما لاحظت عدم اكتراثه لها وتعلم سبب هذا جيدًا.. في ذات الوقت وضع الأخير حقنه داخل وريد ظهر كف يدها باحترافية من ثم بدأ بوضع المحلول قائلًا : -عايز حاجة اعلقه عليها نظر حوله بلهفة ثم نظر للأعلى وقام بحمل لوحة عن الحائط ليُعلق المحلول على المسمار.. تركت جيهان الغرفة وجلست بالخارج في انتظار انتهاء آسر من تفقد حالتها كي تسأله عنها.. في حين تساءل حازم في توجس : -الإغماء ده نتيجة ايه؟! نهض عن الفراش عقب انتهاءه ورد عليه بسؤال : -فيه حد ضايقها أو زعلها فكر للحظات ثم أومأ بالنفي قائلًا : -مش عارف.. أنا خرجت الصبح ورجعت عشرة ونص -يمكن زعلت لما خرجت تاني يوم الفرح تن*د يومئ بالنفي قائلًا بتأكيد : -لاء فاطمة عارفه ظروف شغلي -على العموم ده مش إغماء هي نايمه -لو كانت نايمه كانت صحيت.. أنا عملت المستحيل علشان تصحى أومأ برأسه ثم جلس على حافة الفراش ثانية وأوقف المحلول.. بعد ذلك أخرج من الحقيبة حقنتين وسحب داخل كلا منهما بعض من دماءها قائلًا : -ممكن تكون اخدت منوم.. التحاليل هتبين كل حاجة كمان هنشوف نسبة الأنيميا عندها.. وضعهما داخل الحقيبة وبعد غلقها حملها على كتفه وقام بتشغيل المحلول ثانية.. ثم نظر إليه وربت على ذراعه قائلًا : -خير اطمن.. نص ساعة والمحلول يخلص وهستنى بره أومأ بالإيجاب فخرج الأخير من الغرفة وجلس حازم على حافة الفراش ينظر إليها في حيرة شديدة هامسًا : -يا ترى فعلًا اخدتي منوم.. ولو صح اخدتي ليه؟! بالخارج جلس إلى جوار زوجة عمه على الاريكة وأخذت تسأل عن وضع فاطمة ليخيرها بأنها بخير والمحلول سيضبط ضغطها بالتأكيد.. فقالت بتأكيد : -طبعًا اكيد وطي من قلة الأكل.. الأكل زي ما هو القى نظرة على الطعام ثم عاد بالنظر إليها وقال بجدية : -مش شرط يمكن حد زعلها أو ضغط عليها في حاجة -والله يا بني أنا ما شوفتهاش النهاردة.. حياة خبطت عليها كتير علشان الأكل ماردتش فاضطرت لفتح الباب وحطت الأكل مكانه ونادت عليها ولما ماردتش دخلت تشوفها لقتها نايمه أومأ بتفهم وتساءل وهو شارد في شيء ما : -كانت الساعة كام؟! -تقريبًا بعد العصر تيقن الآن بأنها أخذت منوم وهذا ما جعلها تنم لساعات طويلة.. انتظر حتى مضى الوقت وقام بإغلاق المحلول وسحب إياه من الحقنه برفق شديد.. وقام بقياس ضغطها ثانية ليطمئن حازم بأنه مستقر.. استعد للمغادرة وذهب حازم برفقته إلى الخارج ووقفا عند السيارة ليقول آسر : -بإذن الله بكرا الصبح هكون عندك.. اطمن خير بإذن الله بكرا هتبقى كويس -بإذن الله.. تعبتك معايا -حبيبي ماتقولش كده احنا أخوات.. لو عوزت اي حاجة كلمني ربت على ذراعه برفق قائلًا : -بإذن الله.. خد بالك من نفسك استقل سيارته وظل الأخير مكانه حتى غابت السيارة عن عيناه ثم دلف إلى الداخل مغلقًا الباب خلفه.. وصعد إلى الطابق العلوي مباشرةً متوجهًا إلى الجناح الخاص به.. عند وصوله دلف إلى الداخل ووقف يتطلع إلى والدته بحده واضحة متسائلًا في شك : -اتكلمتي مع فاطمة في حاجة؟! -أبدًا انا ماشوفتهاش النهاردة.. هي فيها ايه -ضغطها واطي أومأت برأسها ونهضت عن الاريكة قائلة بهدوء : -الف سلامة عليها.. بإذن الله بكرا هتبقى بخير تن*د بصوت مسموع فاتجهت إلى الخارج وهي تتمنى له ليلة طيبة ثم خرجت مغلقه الباب خلفها.. أوصد الباب بعد ذلك دخل الغرفة مغلقًا بابها خلفه.. وبعد تبديل ثيابه مدد إلى جوارها متكأً بمرفقه اليسار إلى الوسادة وباليد الاُخرى يمسح بها على شعرها برفق.. وجد نفسه يهبط بيده إلى وجنتها وقبلها برقه أعلى جبينها.. ثم نظر إليها يملي عينه من تفاصيل ملامحها الصغيرة عن قرب *** " الجامعة تحديدًا كلية الطب.." في منتصف المحاضرة رحب الدكتور الذي يُدعى " مراد.." بالدكتور الشاب عُدى من أفضل تلاميذه.. كما أنه فخور به كثيرًا ودائمًا ما يتحدث عنه بفخر كأنه أحد من أبنائه.. كان يجلس بالصف الأول من المدرج وعندما طلب منه الدكتور أن يأتي نهض عن مقعده متجه نحوه ووقف إلى جواره.. ربت على كتفه من الخلف ثم نظر إلى الطلاب وتحدث بنبرة فخر واضحة : -صديقي وابني وتلميذي المجتهد اللي دايمًا أتكلم عنه -شهادة حضرتك اعتز بيها جدًا -حبيبي تستحق اكتر من كده.. ثم وجه حديثه إلى الطلبة : -اتنقل هنا والوحيد اللي مش هيبخل عليكم بمعلومة.. وبإذن الله الكورس بتاعه هيبدأ من النهاردة مسح على ذراعه بلطف وتركه بمفردة مع الطلبة كي يتحدث لإعطائهما بعض النصائح.. وقف ينظر إليهما بابتسامة ثابته بشوشه وبدأ يتحدث معهما بأريحية وكأنه يعرفهم منذ سنوات.. مما جعلهم ينجذبون إليه وانصاغ الجميع إلى حديثه.. فيما ابتسمت لينا بمجرد أن رأته وانتبهت إلى حديثه.. كما ازداد إعجابها به واستندت بوجنتها على قبضة يدها.. أما عن صديقتها لميس فتشعر بالإرهاق والتعب المفاجئ لكونها في الشهر التاسع من حملها.. جزت على شفاها السفلية واقتربت من لينا هامسة : -لينا باين هولد دلوقت لتهمس الأخيرة بعدم اكتراث لكونها اعتادت على هذا : -كل يوم تقولي كده ولا بيحصل حاجة -المرة دي شكلها بجد.. انا غلطانه علشان سمعت كلامك وجيت النهاردة نظرت إليها وهمست بهدوء كي تطمئنها : -اهدي يا حبيبتي فاضل نص ساعة والمحاضرة تخلص ونمشي بينما عادت لينا بالنظر إلى ذلك الطبيب الراقي بدأت صديقتها تزفر وتجز على أسنانها.. تحملت النصف ساعة بصعوبة بالغة حتى انتهى من حديثه ونظر إلى ساعة يده التي تدق العاشرة صباحًا وقال مبتسمًا : -نكمل كلامنا في الكورس ونتعرف على بعض اكتر بإذن الله عقب انتهاء كلماته غادر المدرج وبدأ البعض في المغادرة أيضًا.. تن*دت لينا بعمق واتسعت ابتسامتها الرقيقة ونبرة صوته وكلماته عالقة برأسها كأنه مازال يتحدث.. نهضت لميس واضعه يدها على بطنها المنتفخة طالبه من لينا أن تنهض ايضًا.. فاقت من شرودها وارتدت حقيبة الظهر خاصتها ثم مسكت بيد صديقتها وغادرت برفقتها.. ومن حين لآخر كانت تتأوه بشدة واستقلا المصعد إلى الطابق السفلي ولينا تهون عليها.. عند وقوفه خرج الاثنان وبعد خطوتين توقفت لميس عن السير تُحرك رأسها في كلا الاتجاهين وهي تقول بنبرة مؤلمة : -خلاص يا لينا مش قادره بدأت تتأوه بنبرة عالية قليلًا فنظرت لينا حولها في دهشة وتحدثت بهدوء : -اهدي يا لميس وحاولي تتحركي لحد العربية هبطت دموعها على وجنتيها واضعه كفها أسفل بطنها قائلة : -تعبانه مش قادرة امشي تحركت لينا ببطء من أجلها فتحركت الأخيرة بذات البطء لكن فجأة فلتت صرخة من بين شفتيها رغمًا عنها.. لينظر بعض المارة إليها وفي ذات الوقت خرج عُدي من المصعد الكهربائي.. وهو يمضي من جوارهن صرخت ثانية فوجد نفسه يلتفت برأسه لينظر اتجاه الصوت.. وعندما رأى لينا شبه عليها وتذكرها ليتوقف عن السير والتفت متوجهًا إليهما ووقف يتساءل باهتمام : -محتاجة مساعدة يا دكتورة؟ نظرت إليه بلهفة وحملقت به لتشعر بالاضطراب المفاجئ ثم تحدثت في توتر : -شكرًا يا دكتور.. هي شكلها هتولد -اه.. بإذن الله خير.. تعالوا أوصلكم لأقرب مستشفى لينا بنبرة إعجاب لوقوفه معها : -مش عايزه اتعب حضرتك لتتحدث لميس بضيق شديد : -انتِ هتتناقشي.. الحقيني هموت نظرت إليها بلهفة ثم تحركت ببطء وهي تشجها على التحرك.. تحركت معها بهدوء وهي تقاوم الألم بشق الأنفس.. مضى عُدى أمامها واخبرهم بأنه سيطلب سيارة أجرة.. لكن أخبرته لينا بأنها تمتلك سيارة وعند وصولهما إليها قامت بفتحها وساعدت صديقتها على الجلوس بالمقعد الخلفي وأعطت المفتاح إليه ثم جلست إلى جوارها.. جلس أمام المحرك وغادر إلى وجهته *** " القصر.." استيقظ بوجه عابس على صوت دقات الباب.. ازاح الغطاء عنه وترك الفراش متوجهًا إلى الخارج وقام بفتح الباب ليجد حياة فقالت بهدوء : -صباح الخير.. ماما قالتلي أن فاطمة كانت تعبانه امبارح هي عاملة ايه؟! مسح على شعره من الإمام إلى الخلف وهو يقول بنبرة نعاس : -الحمد لله بخير -اسفه كنت فكراك صاحي -ولا يهمك يا حياة مدت يدها بالبطاقة الشخصية لفاطمة قائلة : -بطاقة فاطمة كارمن نساتها.. أخذها منها متمتمًا بالشكر فقالت : -عشر دقايق واجبلكم الفطار غادرت عقب انتهاء كلماتها فأغلق الباب وعاد إلى الداخل.. تفاجأ باستيقاظ فاطمة جالسه على حافة الفراش.. تقدم نحوها بلهفة وجلس إلى جوارها يسأل في توجس : -فاطمة أنتِ بخير؟! ردت بصوت مبحوح : -أه الحمد لله بخير.. ثم رفعت يدها التي تحمل الحقنه متسائلة : -ليه الحقنه دي؟! -قلقت عليكِ امبارح بحاول اصحيكِ مفيش فايدة فطلبت دكتور آسر ابن عمي وجه.. ضغطك كان واطي فعلق لك محلول انتبهت إلى أول كلمة نطق بها وحقًا لم تُصدق آذنيها وأنه حقًا قلق عليها.. أدارت رأسها ناحيته لتتأمل نقاء مقلتيه الخضراء بتمعن لتجد حقًا لهفة الخوف والقلق داخلهما.. تعجب من نظراتها له ليجد نفسه يرفع يده ومسح على جانب شعرها وهبط بكفه إلى آذنها ليضع بعض الخصل خلفها متسائلًا بهدوء : -بتبصيلي كده ليه؟! فاقت على نفسها فشعرت بالخجل لتنظر إلى الأمام ثانية بلهفة وقالت في توتر : -لا لا أبدًا.. عادي يعني صدح صوت الهاتف الخاص به أعلى المنضدة الصغيرة التي تقع على الجانب الأخر من الفراش.. نهض متجهًا إليه ووقف ينظر إلى شاشته التي تُضئ باسم ابن عمه.. أجاب على الفور وبعد تبادل السلام والصباح بينهم تساءل باهتمام : -المدام أخبارها ايه؟! نظر إليها بابتسامة بسيطة وقال قاصدًا أن تسمع كلماته : -المدام بخير الحمد لله.. طمني بقى على تحاليل المدام جحظت عيناها في دهشة هامسة : -المدام؟! فيما استمع الأخير إلى حديث ابنه عمه بتمعن الذي يتطلع إلى نتيجة التحاليل التي أمامه : -هي اخدت منوم زي ما توقعت وكمان مهدئ.. ودي طبعًا مش اول مرة والأفضل انها تبعد عن الحاجات دي.. ثم ازاح تلك الورقة وضعها جانبًا وتطلع إلى الأخُرى متابعًا : -بقيت التحاليل كلها تمام الحمد لله والانيميا حداشر.. نوعًا ما كويسه لكن من الأفضل تاخد مقويات هكتب لها عليها عيناه تنظر إليها بنظرات من العتاب الشديد وهو يشكر ابن عمه بامتنان : -شكرًا يا دكتور تعبتك معايا ثم أنهى المكالمة وترك كلًا من الهاتف والبطاقة اعلى المنضدة.. ثم اتجه نحوها ووقف أمامها عاقدًا ذراعيه أمام ص*ره متسائلًا بحده : -بتاخدي منوم ليه؟! رفعت رأسها إليه في دهشة ونهضت لتقف في مواجهته ترد عليه بسؤال : -مين قالك اني اخدت منوم؟ -ردي علي سؤالي يا فاطمة.. وايه السبب اللي يخليكِ تاخدي مهدئ كمان بدأت تفرك في أصابع يديها تُحرك بنيتها في كلا الاتجاهين دون أن تتفوه بكلمة.. نفذ صبره من **تها وكرر سؤاله مجددًا مؤكدًا عليها بأنه لابد أن يعلم.. مسحت على وجنتها ناظرة إليه بعينين لامعتين بالدموع وهي تقول بضيق : -اخدت منوم علشان أنام واليوم يعدي بسرعة والمهدئ علشان أهدى حازم في حيرة واضحة : -ايه الألغاز دي.. فهميني عايزه اليوم يعدي ليه وتهدي من ايه شعرت بالضغط الكبير عليها لتسمح بدموعها الساخنة تهبط على وجنتيها بغزارة وتعالت شهقاتها قائلة : -تعبانه ومضغوطة مش قادرة اتكلم احتضن وجنتيها براحتي يديها وبدأ يمسح دموعها بإبهاميه.. بعد ذلك احتضنها وأحاط خصرها بذراعيه يضمها إليها بقوة حتى شعرت با****ف روحها من بدنها.. تفاجأت بذلك العناق وجحظت عيناها لكنها بالحاجة إلى عناق مثل هذا يهون عليها وبالفعل بادلته بالعناق مغمضة عينيها لتهبط دموعها على كتفه *** مضت ساعة ومازالت تُدرب الشباب.. وفي ذات الوقت تود التدريب ينتهي كي تلحق بتدريبات الفتيات.. فقد تحدثت مع المسؤول ووافق على انضمامها لفريق النادي ثانية.. عقب انتهائها مباشرةً استأذنت وركضت إلى الحقيبة كي تحملها بيدها وتابعت الركض إلى الخارج.. عند خروجها رأت صديقتها في انتظارها داخل السيارة.. أسرعت إليها وجلست على المقعد الخلفي فتساءلت وهي تتحرك بالسيارة : -ليه التأخير ده كله؟! ردت وهي تُزيل الشارب واللحية عن وجهها برفق : -مشكلة يا مروة زودوا وقت التدريبات ساعة كمان مش عارفه ليه -أعتذري بقى عن شغلك ده.. لأن اللي أنتِ عايزاه خلاص حصل قامت بسحب الب**ك وبدأت تخبأ شعرها بالحجاب قائلة : -مش هعتذر غير لما فعلاً أوصل لهدفي ويعتبر قربت -الحقيقة كل ما بتقربي بخاف -خير بإذن الله تفائلي سحبت العدسات اللاصقة برفق ووضعت كل شيء بانتظام داخل حقيبة خاصه.. ثم انتقلت من مكانها إلى المقعد الأمامي وأخرجت من أسفل المقعد حقيبة باللون الفيروزي تليق بها كفتاة على ع** الحقيبة الأخرى.. عند وصولها صفت السيارة جانبًا.. ودعتها بقبلة على وجنتها وترجلت راكضة إلى الداخل بخطوات واسعة.. عند دخولها أسرعت إلى المرحاض الخاص بالفتيات لتقوم بتبديل الثياب الشبابي بثياب بناتي خاصة بالتدريبات.. ووضعت الحقيبة داخل خزانة وأغلقت القفل جيداً ثم خرجت في طريقها إلى الملعب.. وقفت إلى جوار الفتيات فرحبت كابتن الفريق بها وبدأت في تدريبهم.. انتهى التدريب بعد نصف ساعة تقريبًا فجلست على الأرض تلهث بقوة.. فهي متعبة للغاية لم ترتاح اليوم من الصباح.. جاءت سمية وجلست إلى جوارها قائلة دون مقدمات : -سمعتك بتقلدي صوت راجل استقبلت كلماتها ببرود ناظرة إليها بذات البرود متسائلة : -وايه المطلوب؟! تحدثت بلؤم : -أبدًا أنا بس بعرفك وقولت لبعض البنات هنا -برافو عليكِ.. وعايزاكِ تعرفي اني واثقه في نفسي ومش بعمل حاجة غلط ثم نهضت عن الأرض وابتعدت عن أنظارها الغاضبة منها.. وهمت أن تخرج من بوابة الملعب استمعت إلى نداءه فالتفتت إليه بلهفة وابتسمت متسائلة : -حضرتك شوفت التدريب؟! وقف أمامها وتحدث مبتسمًا : -أه طبعًا.. ممكن نقعد نتكلم أومأت بالإيجاب واتجها إلى كافية النادي.. سحب لها مقعدًا لتجلس وجلس على المقعد المقابل لها.. جاء النادل وقام بتدوين مشروباتهم وغادر.. نظرت إليه باهتمام شديد فتحدث بجدية : -النادي ده مش معروف اوي زي باقي النوادي.. بمعنى أن مجهودكم على الفاضي.. الإعلاميين عمرهم ما هيجوا نادي زي ده شعرت بالحزن من كلماته وتحدثت بحنق : -وضح كلامك اكتر من فضلك -اقصد يا أستاذة انكم تسيبوا النادي هنا وتقدموا في نادي كبير معروف.. زي مثلا الجزيرة أو الأهلي أو الزمالك.. طبعًا عارفه انا تبع نادي الزمالك وممكن اتكلم مع المسؤول على فرقتكم جاء النادل ووضع أمامهم أكواب العصير وغادر.. تناولت رشفه صغيرة ثم ابتسمت بحزن قائلة : -للأسف يا كابتن حتى البنات اللي بتلعب في النوادي الكبيرة اللي حضرتك قولت عليها مفيش حد بيسمع عنهم.. العيب مش في أن النادي معروف أو لاء العيب في المجتمع راجع حديثها داخل رأسه ليومئ بالإيجاب وتحدث محاولًا إقناعها : -عندك حق.. لكن من رأى تقدمي أنتِ وفريقك في نادي الزمالك وبنفسي هوصي عليكم ابتسمت تومئ بالنفي عدة مرات قائلة : -اسفه يا كابتن أنا بنتمي للنادي بتاعي.. ولو في أمل أن انا وفريقي نتعرف فالنادي يتعرف هو كمان ولينا الشرف نقول اسمه في كل مكان رفع حاجبيه ناظرًا إليها بإعجاب واضح قائلًا : -عندك حق.. وبإذن الله تبقي أشهر لاعبة كورة قدم -شكرًا يا كابتن *** " القصر.." جلست على الاريكة مستنده بظهرها إلى يدها وتضم قدميها إلى ص*رها.. كلمات والدة حازم تتردد في آذنيها كأنها مازالت تتحدث.. تود أن تخبرها بالحقيقة لكنها ترددت.. وبعد ما سمعته آذنيها شعرت بالخجل من جميع ما في البيت لأنهم أخذوا فكرة ب*عه عنها.. وضعت رأسها بين يديها تحركها في كلا الاتجاهين عل الأفكار تدعها وشأنها.. دق الباب فنظرت إليه بلهفة لترى حازم يفتح إياه ونظر إليها مبتسمًا ثم دخل متجهًا إليها.. تناولت حجابها في توتر واضح وضعته أعلى شعرها.. فيما جلس هو على الاريكة ومسك بطرف الحجاب ليسحب إياه عن شعرها.. ثم وضعه أعلى المنضدة ونظر إليها قائلًا بجدية : -كده أحسن تحسست شعرها من الامام في خجل قائلة : -أصل شعري مش حلو وكنت بفكر اعمل بروتين -مين قال إنه مش حلو.. ثم اقترب منها أكثر وقام بسحب بنس الشعر وفرده على كتفيها.. ثم وضع البنس أعلى الطاولة ووضع كفه على جانب شعرها يمسح عليه برفق وهبط بكفه ليضع بعض الخُصل خلف آذنيها قائلًا بصوت منخفض : -مش عايز اشوف الحجاب عليكِ تاني غير وأنتِ خارجة ابتسمت في خجل تومئ بالإيجاب.. فنهض ماسكًا بيدها وانهضها معه.. من ثم خرجوا من الغرفة وجلسوا بالخارج على الاريكة وتناول الاثنان طعام الغداء.. بعد ربع ساعة دق الباب فتساءل عن الطارق ليجيب آدم.. نهضت ودلفت إلى الداخل في حين نهض الأخير متجهًا إلى الباب وفتح إياه مرحب بأخيه.. دخل وبمجرد أن رأى الطعام توقف عن السير متسائلًا : -انتوا بتتغدوا؟ -لاء أكلنا الحمد لله.. ادخل أغلق الباب وعاد إلى ش*يقه ليجلس إلى جواره على الاريكة فقال ش*يقه باهتمام : -فاطمة عاملة ايه؟!.. حياة قالتلي انها كانت تعبانه -أحسن الحمد لله.. الدكتور بتاعنا أنقذ الموقف خرجت فاطمه بعد أن ثبتت حجابها على العباءة الفضفاضة ووقفت خلف المقعد المجاور إلى الاريكة قائلة : -أهلا بيك أستاذ آدم التفت إليها وقال بود : -أهلا بيكِ والف سلامة -الله يسلمك طلب حازم منها أن تضع صينية الطعام إلى الداخل وبالفعل نفذت رغبته وهي تتجه إلى الغرفة استمعت إلى حديث آدم الموجه إلى ش*يقة : -عايز اتكلم معاك في موضوع مهم دلفت إلى الداخل وقلبها يدق داخل ص*رها بشدة.. فأول ما جاء برأسها انه فكر مثلما فكرت والدته أو هي أخبرته بذلك الشيء البشع.. وضعت الصينية أعلى المنضدة وعادت إلى الباب كي تُغلق إياه وجلست عند مقدمة الفراش.. اما آدم فأخبر ش*يقة أن كاميليا رأت بطاقة فاطمه وعلمت بكل شيء.. وطلب منه أن يذهب إليها ويراضيها وأيضًا يعترف لها بحقيقة زواجه.. أومأ بالإيجاب وتحدث بجدية : -هروح أشوفها بإذن الله.. المهم أمي شاكة اني كنت على علاقة بفاطمة قبل الجواز ووجهتني بالحقيقة -مش معقول.. ازاي تفكر في كده قذف كلماته في دهشة من أفكار والدته المتهورة ليقول الأخير بحده : -قلقان تواجه فاطمة بالموضوع ده وهي أكيد مش هتتحمل حاجة زي كده -من رأي تقولها الحقيقة.. مش عارف ليه خبيت عليها من الأول حازم بتأكيد شديد : -لأنها هترفض أنا عارف أمي كويس.. هتقولي أنت مالك ابعد عنها.. تتجوز بالطريقة دي ليه من قلة البنات يعني.. وكلام من ده كتير -على العموم في أقرب فرصة لازم تقولها -هقولها لكن بعد ما تعرف انها غلطانه في اللي قالته *** "المستشفى.." أخذت الردهة ذهابًا وإيابًا وهي تدعي لصديقتها من قلبها.. فيما يجلس عُدي على أحد المقاعد ينظر إلى شاشة هاتفه ووجد مكالمات فائتة من ش*يقته فاطمه ورسالة بعد المكالمات تحمل " انا اسفه ده كان الحل الوحيد علشان اتخلص من رامز.. ارجوك سامحني انا ماليش غيرك.." خرج من الرسالة دون أن يرد عليها وبدأ يقلب في الهاتف متصنعًا عدم الاهتمام برسالة ش*يقته لكن عقله منشغل بها.. توقفت الأخيرة ونظرت إلى ساعة يدها التي تدق الرابعة والنصف مساءً لتقول بنبرة قلق : -اتاخرت جدًا استمع إلى حديثها ونهض عن المقعد قائلًا : -ابدا دي داخله بقالها ساعة إلا ربع تقدمت نحوه ووقفت أمامه متسائلة : -أنت تخصص ايه؟! -أنا جراحه -بإذن الله تبقى جراح معروف.. من قرأتي لكتابك عن الطب عرفت قد ايه انت مكافح ومش بتوقف عند نقطة معينه ابتسم ابتسامة خفيفة متسائلًا : -يعني ايه نقطة معينة؟! ابتسمت وأجابت بحماس واضح : -يعني ماقولتش خلاص تخرجت من الطب وابدأ اشتغل بشهادتي.. لاء بدأت تحضر الماجستير والدكتوراه.. ثم أردفت لكونها لديها فضول أن تعرفه أكثر : -ويا عالم بتفكر تعمل ايه بعد كده لكنه قال ببساطة : -فعلا ربنا العالم باللي جاي اختفت ابتسامتها تدريجيًا تومئ بالإيجاب قائلة : -ربنا يوفقك ثم جلست على المقعد وما هي إلا دقائق وخرجت الممرضة من غرفة العمليات تحمل الصغيرة بين يديها قائلة : -الف مب**ك تتربى في عزكم يا رب.. والأم بخير الحمد لله نهضت عن المقعد بلهفة وحملت الطفلة بين يديها تنظر إليها عاقدة بين حاجبيها بتأثر من كثرة فرحتها : -يا روحي حمد الله على سلامتك وقف عُدي إلى جوارها ينظر إلى الطفلة فانتقلت الممرضة بعينيها بينهم وقالت مبتسمة : -عقبالكم نظرت لينا إليه في دهشة وبذات الدهشة نظرت إلى الممرضة في حين تلاشى الأخير كلمتها.. توترت لينا قائلة : -لاء.. اقصد انه توقفت عن الحديث وابتلعت ل**بها بصوت مسموع فلم تهتم الممرضة وعادت إلى غرفة العمليات.. تحدث برسمية : -الف مب**ك وحمد الله على سلامتها -شكرًا يا دكتور تعبت حضرتك معانا جاء معتز برفقة والدة لميس والتي وقفت أمام لينا توبخها : -مش تتصلي بيا تعرفيني يا لينا فيما اخذ معتز طفلته من بين يديها يتطلع إليها بلهفة اشتياق قالت لينا بحزن : -اسفه يا طنط الكابتن بقى قالي بلاش تقلقيها وانا هخلص المأمورية واجي -طيب انتِ جبتي هدوم للبيبي ولبس لميس -اه طبعا بعد ما وصلتها المستشفى روحت بيتها جبت كل حاجة.. ثم نظرت إلى عُدي بنظرة إعجاب قائلة : -الدكتور فضل معانا من الصبح لحد دلوقت شكرته والدة لميس بامتنان ثم تساءلت عن حالة ابنتها لتطمئنها عليها.. في حين صافح معتز الدكتور وشكره فقالت لينا كي تعرفهم على بعض : -دكتور عُدي أخو فاطمه مرات حازم ابن عمي.. سيادة الرائد معتز صديق اخويا يونس وبيشتغلوا مع بعض رحب عُدي به كما رحب الأخير به ايضًا وبعد لحظات خرج الممرضين ساحبين فراش لميس إلى غرفة خاصة.. فمضوا إلى جوار الفراش لكن لينا توقفت عندما تحدث : -هستأذن انا بقى يا دكتورة -شكرًا جدا يا دكتور مش عارفه من غيرك كما عملنا ايه تحدث بجدية : -على ايه أنا ماعملتش غير الواجب.. فرصة سعيدة -أنا أسعد استأذن وغادر فوقفت تنظر إليه بشغف حتى ابتعد عن عيناها.. وجدت نفسها تتن*د بعمق واضعه كفيها أعلى ص*رها.. وللمرة الأولى تشعر بذلك الشعور الغريب ولم تجد أي تفسير لتلك الحالة التي هي بها الآن *** " القصر.." صدح صوت الهاتف الخاص بها فنهضت عن الاريكة متجه إلى الفراش وجلست على حافته بعد أن التقطت الهاتف من أعلى المنضدة المجاورة وأجابت : -ميار وحشتيني جدًا -أنت اكتر يا عروسة.. بقى كنتوا بتحبوا بعض بقى ومش موضحين.. ايه خايفين من الحسد فاطمة بنبرة خجل : -أبدًا اصل كل حاجة جت بسرعة -على العموم ربنا يوفقكم يا حبيبتي.. ثم أردفت بحزن : -ممكن بقى تكلمي شهد وتحاولي تخرجيها من مود الاكتئاب.. بجد قلقانه تعمل في نفسها حاجة تساءلت باهتمام : -هي مش بتروح المكتب -بقالها يومين واخر مرة قفلت المكالمة معايا وهي في حالة صعبة -طيب أنا هتكلم معاها وبإذن الله نلاقي حل أنهت معها المكالمة وبعد لحظات دخل حازم الغرفة فنهضت عن الفراش عندما وقف أمامها.. وبرفق وضع يديه على ذراعيها قائلًا : -جالي مشوار مهم ولازم اخرج.. وأنا مش عايزك تقعدي لوحدك -ماتقلقش مش هاخد مهدئ ولا منوم تاني -بردو مش هسمح تقعدي لوحدك.. يلا علشان هتنزلي معايا قال كلماته بحسم وإصرار فالتقطت حجابها ثبتته على شعرها واستعدت لمغادرة الغرفة.. مسك بكفها واتجها إلى الخارج وخرجوا من الجناح الخاص بهم من ثم هبطوا إلى الطابق السفلي.. رحبت حياة بها بسعادة فقال حازم مبتسمًا : -مش هوصيكِ عليها -طبعًا دي اختي ماتقلقش نظر إليها مبتسمًا ليراها تنظر إليه ايضًا بابتسامة بسيطة.. ثم ودعها وغادر فجلست على الاريكة وجلست حياة إلى جوارها تتحدث معها بحماس وقالت بمرح وهي تخلع حجابها : -اخلعي الحجاب احنا بنات زي بعض.. وآدم لازم بيرن الجرس قبل ما يدخل زي حازم أومأت بالإيجاب وخلعت حجابها وضعته حول عنقها.. ورأت شعر حياة الرائع ومنسدل على ظهرها كما أن هواء المروحة الخفيفة يُحرك بعض خصله بشكل رائع فتمتمت : -ما شاء الله بعد دقائق دخلت جيهان تحمل الطفل وهو يبكي.. لتنظر حياة إليهما ثم نهضت لتأخذه منها واستأذنت لتُطعمه وستعود ثانية.. فيما نظرت فاطمه إليها بنظرات عتاب واضحة ثم نظرت إلى الأمام في **ت.. جلست إلى جوارها وقالت مبتسمة : -منورة البيت يا فاطمه -منور بوجود حضرتك طال ال**ت بينهم بعد ذلك وفاطمه تُفكر أن تصعد إلى الغرفة والأخيرة تُفكر أن تواجهها.. حتى حسمت قرارها ونظرت إليها تسأل دون تردد : -أنتِ حامل يا فاطمه ؟! شعرت بالدوران وكأن لوح ثلج انزلق فوق رأسها ثلج بدنها بالكامل.. وتصنعت بأنها لم تفهم ما ترمي إليه وقالت بصوت مبحوح : -حامل ازاي يا طنط وأنا ماكملتش أسبوع جواز جيهان بلؤم : -يمكن حامل من قبل الجواز صعقت من صراحتها كما شعرت بدقات قلبها تدق في ص*رها عنوة كأنه سيتوقف عن النبض.. وفي لحظة تحركت دموعًا ساخنه حول بنيتها وردت عليها بسؤال : -ترضي حماة بنتك تسألها سؤال زي ده؟! تعجبت من سؤالها وانتفض قلبها على ابنتها لترد بلهفة : -لاء طبعًا.. وأنا بسأل لأن ده هو اللي يجبركم على الجواز بالسرعة دي -طالما حضرتك فكرتي في حاجة زي دي يبقى ماتعرفيش الحقيقة.. عن اذنك نهضت عن الاريكة وكادت أن تغادر لكنها تساءلت بفضول : -طيب إيه هي حقيقة جوازكم؟! -أسالي حازم.. عن اذنك تابعت السير إلى حيث الدرج وسمحت للدموع المؤلمة بالهبوط على وجنتيها.. وبعد أن انتهت من صعود الدرج أسرعت بخطواتها إلى الجناح وبمجرد أن دلفت إلى الداخل فلتت عدة شهقات من بين شفتيها.. كما بدأ ص*رها يعلوا ويهبط باضطراب.. لكن كي تتخلص من ذاك الألم البشع.. ركضت إلى الغرفة وتناولت حبة من المهدئ.. وبعد لحظات تناولت واحده أُخرى.. ثم جلست على حافة الفراش تلتقط أنفاسها بهدوء.. لكنها تنزعج فحتى أنفاسها تؤلمها.. ألقت بالحجاب على الأرض ودثرت نفسها بالفراش لتخلد إلى النوم.. لكن الكثير من الكوابيس تراودها وايضًا ما يسمى بالجاثوم.. بعد نصف ساعة مضت على ذهابها إلى النوم ***يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD