اغمضت عينيها وتذكرت كلماته بصوته المبحوح المميز " يبقى بتحبي.." لتجد نفسها تهمس :
-بحبك أنت
ثم فتحت عينيها وشعرت بالحزن المفاجئ لكونه لم يحبها مثلما تحبه وأيضًا لا يفكر بها.. طردت تلك الأفكار من رأسها تتن*د بعمق وخرجت مغلقة الباب خلفها بهدوء من ثم اتجهت إلى المكتب.. جلست على المقعد الخاص بها مشبكه يديها في بعضها البعض تحملق في الفراغ حتى جاءت فكرة في رأسها..
تناولت هاتفها وقامت بفتح النت الهوائي الخاص بالمكتب.. بعدها فتحت متصفح وكتبت في قائمة البحث " كيف اجعله يقع في غرامي.." ظهر أمامها الكثير من المقالات ووقع اختيارها على مقال واحد.. بعد تحميل الصفحة بدأت تقرأ بالهمس :
-مرحبًا عزيزتي إليكِ بعض المراحل.. الأولى مرحلة الاغواء هي أول مرحلة لوقوع رجل أحلامك في غرامك.. من الضروري أن تتحلي بثقة عالية بنفسك.. أخرجي الفتاة الفاتنة التي داخلك.. لا تترددي في وضع القليل من مساحيق التجميل وبعض القليل من عطرك المفضل.. لكن لا تسمحي للزينة أن تخفي ملامحك الحقيقية
رفعت رأسها عن الهاتف تهمس بعدم قبول لتلك الفكرة :
-مكياج وعطر ايه.. لأ طبعا مابحبش الحاجات دي على طبيعتي احسن.. أنا واثقه في نفسي وفي جمالي
بدأت تقلب صفحات ذلك المقال وأكملت قراءة بصوتها المنخفض :
-إذا لم تنجح هذه المرحلة غيري التكتيك والعبي دور المرأة صعبة المنال.. فمن طبيعة البشر أنهم يريدون الحصول عم لا يملكون.. ان اخترت هذا التكتيك لا تتحولي لشخص ع**د لا يطاق.. حينها ستكون خطة محكوم عليها بالفشل.. ابقي غامضة حتى وإن كنتِ متيمة به.. حيطي لنفسك بعض الغموض لكي تغرزي فيه غريزة الفضول..
زفرت بسأم وهي تخرج من المقالات وتركت الهاتف وهي تقول :
-ايه الجنان ده لاء.. لازم اخرج الفكرة دي من أفكاري.. فكرة وقحة
وقفت ميار أمام المكتب وقالت مبتسمة :
-بتكلمي نفسك
-لاء ابدًا انا بس براجع شوية حاجات في راسي
أومأت بتفهم ثم وضعت أمامها ملف قائلة :
-ده ملف قضية خلصت النهاردة.. فيه نسخة من المحضر والتحقيقات اللي تمت وكمان حكم المحكمة.. القضية كانت مع استاذ عمرو ابقي سلميه لأستاذ حازم
وضعت الملف جانبًا وهي تقول بهدوء :
-اوكي حاضر
تركتها واتجهت إلى الشقة الثانية وبعد لحظات خرجت شهد من غرفة المكتب متجه إلى الخارج.. نظرت فاطمة إليها حتى خرجت فتركت مقعدها على الفور تناديها بلهفة :
-شهد.. شهد استني
وقفت أمام المصعد الكهربائي والتفتت إليها وقفت هي أمامها تتن*د بصوت مسموع وقالت بهدوء :
-عايزه اتكلم معاكِ.. لازم تفضفضي.. وبعدين استني نمشي سوا
-لا همشي دلوقت انا أصلًا كنت واخده اجازه لكن حسيت ان قعدة البيت وحشه
مسحت على ذراعها بلطف وهي تقول بحزن :
-شهد أنتِ الف واحد يتمناكِ حياتك مش هتوقف على شادي ده
سمحت لدموعها الساخنة تهبط على وجنتيها وتحدثت بنبرة ضيق :
-لا هتوقف عليه يا فاطمة.. أنتِ مش فاهمة حاجة
تعجبت من كلماتها وتساءلت في شك :
-تقصدي ايه
شهقت من كثرة البكاء وتحدثت بنبرة ميته لا روح فيها :
-اقصد اني مش هينفع اتجوز حد غيره.. الإنسان الحقير ده ضحك عليا وهمني أن والدته تعبانة وروحت معاه أشوفها مالقتهاش في البيت وقالي انها بتكشف وجايه.. قدم لي عصير نمت وفوقت لقيته عامل مصيبته
جحظت عيناها في دهشة وشهقت واضعة يدها على فاها في حين تابعت الأخيرة :
-اللي حصل ده بعد خطوبتنا بحوالي أربع شهور.. بعدها قالي مش هسيبك وطلع بيكذب وعمل شغلي حجة
لم تفوق من صدمتها بعد وكل ما فعلته انها احتضنتها بشدة واغمضت عينيها لتهبط دموعها على وجنتيها.. فهي حزينة عليها بشدة وتشعر بألمها ووجعها وكأنها هي من وقعت في ذلك الحادث
***
جلست على فراشها تضم قدميها إلى ص*رها تفكر كيف تساعد زميلتها.. وكلما تذكرت كلماتها عن والديها ومن الممكن أن يحدث لهما شيئًا إذا علموا يؤلمها قلبها كثيرًا عليها.. هي مثلها تمامًا ليس لديها أحد ليقف جانبها في محنتها..
أما كارمن فدثرت نفسها بالفراش واخذت تقلب في صفحة كابتن محمد.. وجدت نفسها تحفظ له بعض الصور الخاصة به على هاتفها.. بعد ذلك بدأت تشاهد فيديوهات له وهو داخل الجيم يلعب الأل**ب الرياضية بمهارة..
وضعت الأخيرة رأسها بين كفيها تضغط عليها بشدة لتخرج الأفكار من رأسها.. ثم نظرت إلى ش*يقتها وقررت أن تتناقش معها في أمر شهد وتأخذ برأيها.. تساءلت أولًا :
-كارمن بتعملي ايه؟!
التفتت إليها بكلتها وقالت بعد أن أغلقت الهاتف :
-بقلب في الفيس شوية
-جايبه نت منين؟!
ضحكت ضحكة خفيفة قائلة :
-شحنت باقة وأمري لله
أومأت بالإيجاب ثم عقدت قدميها وهي تقول بحزن :
-عايزه أخد رأيك في حاجة..
رفعت رأسها عن الوسادة وجلست عاقدة قدميها تطلع إليها باهتمام.. بدأت تقص عليها ما حدث مع زميلتها بالتفصيل لتتعجب كارمن من ذلك الحدث وقالت بغيظ :
-لازم تقول لباباها وهو يتصرف مع الكائن الب*ع ده
-قولتلها كده قالتلي انه ممكن يروح فيها لو عرف حاجة زي كده
ض*بت كف على كف وهي تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وتحدثت بحده :
-بجد الدنيا مافيهاش أمان.. وبعدين هي غلطانه ازاي تروح معاه لوحدها.. وممكن كمان متفق مع والدته
-الله أعلم.. عايزه حل اقولها عليه
بدأت تفكر للحظات حتى وجدت فكرة وقالت على وجه السرعة :
-أستاذ حازم هو الحل.. ده محامي ويقدر يوقع الب*ع ده في شر أعماله
ابتسمت قائلة :
-أنتِ صح مفيش غيره.. لكن هاخد رأيها الأول..
بعدها اختفت ابتسامتها عندما تذكرت مشكلتها مع ابن عمها وقالت :
-عرفتي عُدي باللي حصل
تن*دت بصوت مسموع تحرك رأسها في كلا الاتجاهين وتحدثت محاوله إقناعها :
-فاطمة لو عُدي جه دلوقت خطتي هتفشل.. ممكن نصبر شوية ونلاقي حل
شعرت بالغيظ من ش*يقتها واندفعت بحده :
-انتِ مش بتفكري غير في نفسك.. يا رتني كنت قولتله أنا وهو بيكلمني
تركت فراشها وجلست إلى جوار ش*يقتها تحتضن كتفها بذراعها وقالت بهدوء :
-أنا مش هسمح إن الجوازه دي تتم.. اطمني
-الأسبوع قرب يخلص وأنا خايفه
ضمتها إلى ص*رها بحنان وتحدثت بحزن :
-خير بإذن الله ماتخافيش
***
" بعد مضي ثلاثة أيام.."
بدأت تشخبط على الورق بغيظ شديد.. وكلما تذكرت تلك الفتاة التي تدعى " غادة.." تأتي إليه وتجلس معه لنصف ساعة وأكثر تستشيط من الغيظ.. الفضول سيقتلها وتعلم لماذا تأتي إليه وعن ماذا يتحدثون.. وكانت الضاربة القاضية لها عندما استقلت معه السيارة البارحة..
وقفت فتاة منتقبه أمام المكتب وتحدثت بهدوء :
-من فضلك حازم موجود
رفعت رأسها إليها وتناولت ملف قائلة :
-أه موجود.. ممكن تقوليلي بياناتك
-موضوع شخصي من فضلك
حملقت بها ووجدت نفسها تتحدث بحنق شديد :
-هي المواضيع الشخصية دي مش بتخلص ليه
-نعم؟!.. شوفي قولي له ثراء
جزت أسنانها وتركت المقعد متجه إلى غرفة المكتب وهي تزفر ودخلت بعد أن دقت الباب وقالت بنفاذ صبر :
-واحده اسمها ثراء عايزه حضرتك في موضوع شخصي
-خليها تتفضل طبعًا
تن*دت بحده وسمحت لها بالدخول وهي تقف عند عتبة الباب.. دلفت إلى الداخل وهي تلقي تحية السلام ليبادلها بالسلام وعزم عليها بالجلوس فجلست وهو يتساءل :
-تشربي ايه؟!
-لا أريد شيء
نظر إلى فاطمة وطلب منها أن تغادر.. خرجت مغلقة الباب خلفها بعنف وبدأت تزفر بغيظ وعادت إلى مقعدها وجلست تشخبط على الورق بعنف..
اما في الداخل تحدثت ثراء بنبرة قلق واضحة :
-هموت من القلق على يونس.. طلع مأمورية من امبارح الفجر و حتى الان ما اتصل وبرن تلفونه مقفول.. أرجوك يا حازم تكلم حد من معارفك
تناول هاتفه وبدأ يبحث عن رقم أحدهم وهو يسأل :
-كلمتي صاحبة معتز؟
-هو ماكنش معاه وكلمته قالي هبقى اطمنك وماكلمنيش تاني
-طيب اهدي خير بإذن الله
أتصل حازم ووضع الهاتف على آذنه وأجاب الطرف الآخر بعد لحظات.. بعد تبادل السلام بينهم تساءل عن ابن عمه وهو أيضًا يشعر بالقلق عليه لكنه لا يريد أن يوضح لها ذلك.. وصله بالمسؤول عن طلوع المأمورية وقال ليطمئنه :
-سيادة ال*قيد يونس اتصاب في كتفه لكن هو الحمد لله بخير دلوقت والإصابة سطحية
-ممكن اكلمه اطمن عليه
وضعت الأخيرة يدها أعلى ص*رها تطلع إليه بقلق سيقتل قلبها.. في حين أعطى الأخير رقم الضابط الذي معه في المستشفى وأنهى معه المكالمة.. اتصل على الرقم الثاني فورًا فتساءلت بلهفة خوف :
-طمني يا حازم
-ماتقلقيش هو بخير
أجاب الضابط وطلب حازم أن يتحدث مع ابن عمه.. دخل الغرفة وأعطى الهاتف إلى يونس وهو يخبره بمن يود الاطمئنان عليه.. أخذ الهاتف وتحدث معه فقال حازم بحده :
-مش تكلم مراتك وتطمنها عليك
-مش عايز اقلقها وساعتين وهكون في البيت
-يا باشا انت كده بتقلقها اكتر.. على العموم حمد الله على سلامتك وهي عايزه تكلمك
مد يده بالهاتف فأخذته بلهفة وسمحت لدموعها الساخنة تهبط على وجنتيها قائلة :
-يونس أنت كويس.. حرام عليك اللي بتعمله فيا
- أنا بخير يا حبيبي الحمد لله ماتقلقيش.. ساعتين وهكون في البيت
تحدثت معه لدقائق قليلة حتى اطمأنت عليه بعدها أعطت الهاتف إلى حازم ليفصل معه المكالمة.. ثم وضع الهاتف جانبًا فنظرت إليه لتشكره بامتنان :
-شكرًا يا حازم أنا قولت أنت الوحيد اللي هتساعدني
..... يتبع
الجزء الأول " الشرقية الفاتنة.."
الجزء الثاني " الغراب والمش*هة.."
الجزء الثالث " تعثر قلبي في عشق فاطمة.."
من سلسلة انتقام امرأة مع وقف التنفيذ..