" تعثر قلبي في عشق فاطمة.." الجزء الثالث من سلسلة " انتقام امرأة مع وقف التنفيذ.."

" الفصل السادس.." الجزء الثالث " تعثر قلبي في عشق فاطمة.."

" مكتب المحاماة.."

جلست أمام المكتب ووضعت كوب " الشاي.." جانبًا وبدأت تتناول البسكويت مع المشروب.. كان المكتب ممتلئ بالأشخاص اليوم وكلًا منهم معه قضية مختلفة.. دخلت فتاة ووقفت امامها وبعد تبادل السلام بينهم طلبت مقابلة أستاذ حازم..

قامت بفتح ملف وسجلت بياناتها بالكامل والقضية التي جاءت من أجلها وتاريخ اليوم.. ثم أشارت لها أن تجلس حتى تنتهي مقابلته فجلست على مقعد فارغ.. رتبت الملفات بالترتيب فيما جاءت ميار ووقفت أمامها طالبه منها الملفات الخاصة بالمتر " هاني.." أعطتهم إياها وبدأت تتناول فطارها البسيط..

اما بالداخل كان حازم يوبخ صديقة بحده على تصرفاته الدنيئة.. ابتسم بخفة وتحدث بلؤم :

-الستات دي يا حازم زيهم زي

-لكن الستات دي لهم قضايا هنا.. علاقاتك دي برا الشغل نهائي..

تن*د وهو يلوي شفتيه في ضجر واضح والأخير يتطلع إليه بنظرات ناريه من الجحيم.. فقد صبر على صديقة أكثر من طاقته وجاء الوقت ليوقفه عند حده ثم تابع حديثه بجدية :

-والأستاذة فاطمة تبعي أنا وميار المسؤولة عن مكتبك دلوقت

جز أسنانه بغيظ ونهض عن المقعد وهو يقول بمزاح مصطنع :

-طيب كنت سبلي فاطمة أختبر أخلاقها الأول

حملق به بعينين لامعتين من شرارات الجحيم وتحدث بصوت جمهوري محذر :

-أنت هنا محامي مش دكتور لاختبار الأخلاق.. وشكوى كمان وتشوف مكتب تاني

شعر بالمصداقية في كلماته وعلى الفور ابتسم وقال كي يلطف الجو بينهم :

-بهزر يا حضرة وكيل النيابة ما أنت عارف صاحبك وهزاره.. يلا سلام هروح اشوف شغلي

مجرد أن التفت اختفت ابتسامته وشعر بالغيظ من تهديده.. اتجه إلى الباب وقبض على المقبض بعنف ليفتحه وخرج مغلقًا إياه خلفه.. نظرت فاطمة إليه وتناولت الملف الخاص بالسيدة وانتظرت حتى اتجه إلى الشقة الثانية.. وتقدمت نحو غرفة المكتب ووقفت تدق الباب ثم دخلت بابتسامة بشوشه قائلة :

-صباح الخير.. فيه سيدة جايه تقابل حضرتك

حافظ على عدم النظر إليها وتحدث برسمية :

-سيبي الملف وخليها تدخل

اختفت ابتسامتها تدريجيًا وتركت الملف أعلى المكتب فأخذه وبدأ يتفقد أوراقه.. نظرت إليه في تساؤل فيبدو أنه متغير معها قليلًا اليوم حتى لم يبادلها بالصباح.. انسحبت بهدوء وخرجت فرفع راسه لينظر إلى المكان التي كانت تحتله منذ لحظات.. ثم أغلق الملف ووضعه على سطح المكتب وهو يزفر.. دخلت السيدة مغلقه الباب خلفها وجلست على المقعد المجاور إلى المكتب لتتحدث معه عن القضية

***

" بعد مدة من الزمن.."

استندت بظهرها إلى المقعد تتأمل صورته عن قرب بواسطة الهاتف وتلتقط أنفاسها بأريحية.. دخلت فتاة ترتدي سروال وردي وستره بيضاء بنصف كم تتميز بوردة بلون السروال على ص*رها تاركة شعرها الأ**د منسدل على ظهرها.. وقفت أمام المكتب تتأمل فاطمة بمقلتيها العسلي وبابتسامة صغيرة.. رفعت رأسها عن الهاتف لتنظر إليها وتساءلت :

-حضرتك عايزه حاجة؟!

تحدثت بنعومة :

-أه عايزه اقابل استاذ حازم

أغلقت الهاتف وضعته جانبًا وبدأت بفتح ملف جديد متسائلة :

-اسمك والقضية اللي جايه علشانها

-مفيش قضية ده موضوع شخصي

تأملتها في تعجب واضح وتساءلت بعدم قبول واضح :

-اقوله مين؟!

تن*دت بعمق ونطقت أسمها ببطء :

-غادة

تركتها واتجهت إلى غرفة المكتب ودخلت بعد أن دقت الباب وقالت بحنق :

-فيه واحده اسمها غاده عايزه حضرتك وبتقول موضوع شخصي.. ممكن امشيها واقولها حضرتك مش فاضي

رفع عيناه إليها أخيرًا وكلما رآها كلما تذكر والدها وعمته.. أشاح بوجهه بعيدًا عنها قائلًا :

-أنا فاضي خليها تتفضل

تن*دت بحزن ووقفت للحظات على أمل أن يمنع دخولها لكن خاب أملها.. وقفت عند عتبة الباب ورحبت بها وهي تشعر بغصة في قلبها.. شعور مؤلم جعل من ص*رها يضيق وللمرة الأولى تجرب ذلك الشعور المؤلم.. شعور قاتل بفضل الغيرة بل شعور يُذ*ح قلبها..

دلفت إلى الداخل بابتسامة واسعة ووقفت أمام المكتب تمد كفها إليه وهي تعرفه على نفسها.. علم انها هي الفتاة صديقة حياة والتي جاءت إلى منزلهم من قبل.. نهض عن مقعده وتنحنح بخفه وأشار إلى المقعد أن تجلس دون أن يصافحها.. ابتسمت فاطمة بطريقة لا إرادية لكونه لم يبادلها بالسلام.. وهي شعرت بالإحراج قليلًا وجلست على المقعد المجاور إلى المكتب..

جلس هو أيضًا متسائلًا :

-تشربي ايه؟!

-نسكافيه طبعًا

طلب من فاطمة طلبها فأغلقت باب المكتب قائلة :

-عمو طه مش هنا هعمل أنا النسكافيه

رفع حاجبيه في تعجب فيما هي اتجهت إلى غرفة الاجتماعات ودلفت إلى الداخل تاركة الباب مفتوح.. وقفت تلهث بصوت مسموع وحاولت سماع حديثهم بإنصات وهي تضع الماء داخل جهاز تسخين الماء..

-لما كنت عندكم في البيت ماعرفتش اتكلم معاك.. دخلت وخرجت في أقل من دقيقة..

ثم اتسعت ابتسامتها وتن*دت قائلة :

-علشان كده بقى طلبت عنوان شغلك من حياة و قولت اجي اتكلم..

قطعت فاطمه حبل كلماتها بخروجها عن قصد متسائلة :

-هو السكر فين؟!

رمقتها غادة بنظرة غيظ فيما رفع الأخير عيناه إليها وقال بجمود :

-في مكانه يا أستاذة

أومأت بالإيجاب ودلفت إلى الداخل ثانية وهي تجز أسنانها ووقفت تضع السكر داخل الكوب بعنف وقامت بوضع سبعة من حبات السكر المكعبة عن قصد.. أما حازم فقال بهدوء :

-كملي كلامك

-جيت علشان اتعرف عليك اكتر و..

جاءت فاطمة ثانية وتساءلت قاصده مقاطعة حديثهم :

-الشاي فين يا أستاذ؟

بدأت غادة تُحرك اناملها على سطح المكتب وهي تستشيط من الغيظ.. شبك الأخير يديه في بعضها البعض يتطلع إليها بجمود كما يرميها بنظرات يخبرها بها انه فهم ما تفعله جيدًا وتحدث بحده غير واضحة :

-هي طلبت نسكافيه

-عارفه انا عايزه اشرب شاي

-فاطمة شوفي عم طه فين يعمل طلب الآنسة وأنتِ على شغلك حالًا

قال كلماته بحسم حاد فشعرت بالإحراج وتحدثت بصوت مبحوح :

-طلبها جاهز.. لحظة بس واجيبه

عادت إلى الداخل واضعه كفها أعلى ص*رها تتن*د بهدوء.. ثم رفعت المسخن ووضعت الماء المغلي داخل الكوب.. بعد ذلك قامت بتقليبه جيدًا من ثم وضعته أعلى صينية صغيرة وحملتها لتخرج بها.. وضعتها أمامها ثم استأذنت وخرجت وهي تشعر بالحزن الواضح على ملامحها..

بالداخل تابعت حديثها معه بأريحية وتناولت رشفه من المشروب لتشمئز من كثرة السكر وابتلعته مضطرة.. لاحظ بأن المشروب به شيئًا مما ازداد غضبه من فاطمة.. بللت شفتيها بل**نها ومدت يدها بهاتفها قائله :

-ممكن رقم حضرتك الشخصي

تناول الهاتف بترحاب وكتب الرقم ثم أعطى إليها الهاتف.. اتصلت على الرقم وعندما صدح صوت الهاتف فصلت المكالمة ونهضت قائلة :

-هبقى اكلم حضرتك ونتكلم في التلفون أفضل.. أو لو مفيش مانع نتقابل بره

-بإذن الله

استأذنت وغادرت المكتب انتظر هو للحظات ثم ضغط على زر نداء مديرة مكتبه.. لتأتي على الفور مغلقة الباب خلفها ووقفت أمامه مبتسمه.. أشار إلى الكوب وتساءل بحنق :

-حطيتي ايه في النسكافيه؟!

-ولا حاجة يا أستاذ

أجابت في تردد وكذبها جعله يغضب ويثور :

-مابحبش الكذب أنتِ فاهمة

انتفض بدنها وأخذت تفرك في أصابع يديها وتحدثت بحزن :

-حطيت سكر كتير بس مش أكتر.. والله ده اللي حطيته

-فاطمة انا مابحبش المشاكل والفيلم اللي عملتيه من شوية.. ده آخر إنذار ليكي.. اتفضلي

تمالكت ومنعت دموعها من الهبوط ثم خرجت وجلست أمام المكتب تحملق في الفراغ بعينين لامعتين من الدموع.. بعد لحظات وضعت رأسها على سطح المكتب ووضعت مستند فوق رأسها هامسة بنبرة حزينة :

-بغير عليك

.... يتبع