" الفصل الثالث.." الجزء الثالث " تعثر قلبي في عشق فاطمة.."

1181 Words
عند وصوله صف السيارة جانبًا وترجل متجهًا إلى الداخل بخطوات واسعة.. عند باب الدخول أوقفه الأمن وبمجرد أن علموا بهويته سمحوا له بالدخول.. وقف ينظر حوله وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله ثم نظر إليه واتصل على رقم " فاطمة.." صدح صوت الهاتف داخل حقيبتها فنظر الضابط إليها وتحدث بعنف : -مش امرت بقفل التلفون ولا أخده منك قالت وهي تخرجه من الحقيبة : -أكيد ده أستاذ حازم ابتسم بخفة وقال ساخرًا : -تمام خلينا نشوف أستاذ حازم اللي طالعة بيه السما ده جزت أسنانها بغيظ وهي تُجيب عليه ثم مدت يدها بالهاتف إلى الضابط.. تحدث معه باستهتار واضح : -افندم عايز ايه؟ تعجب الأخير من طريقة حديثه وتساءل بصوت خشن عن رقم غرفة التحقيق ليخبره بمكانها.. فصل المكالمة لينظر الضابط إلى الشاشة ومد يده بالهاتف فأخذته بعنف وهي تقول بثقة : -أستاذ حازم ده يقومك من على مكتبك استطاعت أن تغضبه حقًا ونهض عن المقعد وهو يلقبها بأفظع الألقاب لكونها كانت تعمل بمكان مشبوه.. جحظت عينيها ولم تتحمل سماع إهانته لها وصرخت في وجهه بحده : -أنت وقح وقليل الأدب وخسارة انك تبقى ظابط اتجه نحوها كالبركان الغاضب وقبض على ذراعها عنوة فعقدت بين حاجبيها متأوه.. وهو يقول بحده : -مش هخليكي تشوفي الشارع تاني فتح العسكري الباب إليه بمجرد أن علم بهويته.. ووقف إلى جوارها وتساءل وهو يقبض على مع** يده ويسحبها عن ذراعها بهدوء : -مين دي اللي مش هتشوف الشارع تاني؟! -أنت مين وازاي تدخل بدون آذن؟! جعلها تقف خلفه فابتسمت ناظره إليه في حين مد يده بـ بطاقة العمل.. أخذها لينظر إليها ثم رفع عيناه إليه بذهول قائلًا : -حازم بيه اتفضل اقعد أخذ البطاقة من يده ليضعها داخل محفظته وقال بحنق : -أنت هتتحاسب على كل كلمة غلط قولتها للأستاذة -ماعرفش انها تبع حضرتك -مش علشان تبعي يا محترم.. ميز ولاد الناس أومأ بتفهم فأشار حازم إليه أن يجلس مكانه فهم أن يعترض قالت فاطمة بحنق : -لاء ده قل منك وشتمك وشتمني -فاطمة نداها بحده لت**ت.. حملقت به ووجدت نفسها ترفع يدها لتتشبث بمرفقه.. رمق يدها المتشبثة به بنظرة طويلة ثم عاد بالنظر إلى الضابط يتطلع إليه بملامح جامدة وتحدث ببحة صوتيه حاده : -أقعد شوف شغلك وبعدين نعمل محضر على الألفاظ اللي قولتها تن*د وجلس على المقعد الخاص به وهو يعزم عليه بالجلوس لكنه رفض حتى لتظل متشبثة به.. قص عليه كل شيء واستمع إلى حديث الجميع.. وغير المسؤول أقواله خوفًا على نفسه من وكيل النيابة التي تحتمى به.. أمر المحقق بالإفراج عنها فاتسعت ابتسامتها متمتمه بالشكر إلى ربها *** " بعد مدة من الزمن.." خرج من القسم برفقتها وفتح لها باب السيارة الأمامي وأشار لها أن تدخل.. أومأت بالنفي وهي تقول بنبرة خجل : -شكرًا.. اتفضل أنت -اركبي يا فاطمة استقلت السيارة وعندما أغلق الباب تن*دت بعمق كي تستنشق رائحة عطرة التي أصبحت جزء من السيارة.. كما أن بنيتها تطلع إلى كل شيء يخصه بلهفة.. جلس أمام المقود يحرك أنامله على المُحرك ثم أدار رأسه ناحيتها يتطلع إليها في شك شعرت هي بالتوتر عندما تقابلت عيناهم وتماسكت بصعوبة كي تتأمل عيناه أكثر فيما هو تساءل : -قولتي ايه للضابط علشان يتعصب عليكِ؟! تحدثت بغضب واضح : -ده وقح.. قل منك فقولتله أنت وقح وقليل الأدب وأستاذ حازم يقومك من على مكتبك اللي.. بجد مسكت ل**ني عليه بالعافية وجد نفسه يضحك قائلًا : -أنتِ كده مسكتي ل**نك؟!.. آمال لو كنتِ سبتيه ينطلق كنتِ قولتي ايه؟!.. ابتسمت تومئ على أنها لم تعلم فقام هو بتشغيل السيارة وغادر إلى وجهته قائلًا : -حد عاقل يقول لضابط ده يقومك من على مكتبك؟.. عصبتيه -يستاهل.. المهم أنت تعرف عنواني؟! -لاء هعرفه منين؟.. مش هوصلك دلوقت تطلعت إلى الشوارع بواسطة النافذة الأمامية متسائلة : -آمال رايحين فين؟! -هتعرفي لما نوصل ومش عايز اسمع صوتك لحد ما نوصل أومأت بالإيجاب ثم نظرت إلى الأمام بابتسامة واسعة تُزين ثغرها.. عند وصوله صف السيارة أمام أحد المطاعم المعروفة وترجل متجهًا إلى الداخل.. نظرت إليه حتى دلف إلى الداخل ثم وضعت راحتها على مُحرك السيارة مكان كفيه.. بعدها اغمضت عينيها تستنشق عطرة بعمق كي يخترق ص*رها لتشعر بالهدوء.. بعد دقائق خرج من المطعم حاملًا اثنان من أكواب العصير المعلبة.. وقف يمد يده بالكوب المعلب من نافذة السيارة.. نظرت إليه للحظات ثم تحدثت بشغف : -لاء مش عايزه عصير انا عايزه اكل الأول.. جعانه نظر إليها للحظات قاطب جبينه ثم لاحت ابتسامة جانبية على شفتيه هامسًا : -حاضر يا أستاذه أخذت العصير متمتمه بالشكر فعاد هو إلي المطعم وعاد بعد ربع ساعة تقريبًا حاملًا حقيبة الطعام.. جلس أمام المقعد وأخرج سندوتش " برجر.." وأعطى إليها فأخذته وتناولت الطعام بلهفة جوع.. تناول هو ايضًا السندوتش الخاص به وتساءل بفضول : -ايه علاقتك بالشغل المشبوه؟! حملقت به وهي تبتلع طعامها ثم تحدثت بنبرة توتر : -ولا حاجة.. الحكاية يعني اني كنت محتاجة شغل مالقتش غير الشغل ده حازم بجدية : -مش كنتِ تسألي الناس اللي حواليه الأول؟.. عرفت ان اللي بلغ عنهم أصحاب المحلات اللي حواليه بللت شفتيها بل**نها وهي تنظر إلى الأمام في حزن واضح.. أخذتها رأسها في تفكير أن عمها هو السبب في ذلك لأنه قسى عليها ولم يعد يصرف عليها.. تأملها حازم للحظات لتقرأ مقلتيه الخضراء حزنها الواضح على كل خلجة من خلجات وجهها وأصبح عنده فضول ليعلم عنها كل شيء.. أخذه الفضول أكثر وتساءل : -هو مش والدك مسافر؟! رمقته بنظرة سريعة وتحدث معه لكونها شعرت معه بالأمان وتود أن تفضفض عن ما تحمله في قلبها معه : -أه لكن ظروفه وحشه يدوب بيصرف على نفسه هناك.. من يومين عمي اتخانق معايا ومنع عني المصروف اللي هو بيدهولي.. كان لازم اشتغل لأن مرتب اختي يدوب بتصرفه عليها وعلى البيت.. كمان اخويا بيحضر دكتوراه في الطب ومصاريفه يدوب بتكفيه شعر بالحزن من أجلها لم يعلم لماذا لكن قلبه ينبض بألم يذ*ح ص*ره وقال بهدوء : -كنتِ اطلبي مني اشوفلك شغل -ان**فت بصراحة وجد نفسه يبتسم وقطب جبينه قائلًا : -ان**فتي تطلبي مني شغل وما ن**فتيش تكلميني اخرجك من السجن -قولت مفيش غيرك هتخرجني -حصل خير.. كملي اكلك ومن بكره تستلمي شغلك مع ميار نظرت إليه بلهفة متسائلة : -حقيقي يا استاذ؟! أومأ بالإيجاب قائلًا بهدوء : -أه طبعًا.. قوليلي ساكنه فين اوصلك -حضرتك بس وصلني لحد اول الشارع أومأ بالإيجاب فابتسمت إليه لترى عيناه تلك الغمزة العميقة التي راقت لقلبه كثيرًا.. ثم نظر إلى الأمام وشغل السيارة ليتحرك إلى وجهته *** انتظرت حتى غابت السيارة عن عيناها ثم دخلت الحارة متجه إلى العمارة التي تقطن داخلها.. كان رامز يجلس أمام قهوة الحارة ورآها تمضي من أمامه.. نفث دخان السيجارة بالهواء ونظر إلى ساعة يده التي تدق الثامنة والنصف مساءً.. نهض عن المقعد وألقى بالسيجارة على الأرض ولحق بها.. دلفت إلى الداخل وصعدت الدرج الصغير وهي تخرج المفتاح من حقيبة يدها.. كادت أن تفتح الباب لكنها تفاجأت بنداء رامز الحاد فالتفتت إليه تزفر بسأم.. صعد الدرج وهو يسأل بحده : -كنتِ فين لحد دلوقت؟! -أنت مالك؟ جز أضراسه وقد نفذ صبره من تلك الفتاة الع**دة وتحدث من بين أسنانه : -جاوبي على سؤالي يا فاطمة -كنت في الشغل ومش هسمحلك تعرف حاجة اكتر من كده سدد لها ض*به قوية أسفل عينها جعلتها تصرخ بألم ووضعت كفها على عيناها اليسار تحدق به في دهشة.. دفعها للخلف بقوة فاصطدم ظهرها بالباب متأوه في حين اندفع بنبرة متوعدة : -ده هيبقى ردي عليكِ في كل مرة تطاولي معايا في الكلام ثم تركها وصعد إلى الطابق العلوي.. هبطت دموعها على وجنتيها بغزارة ثم دخلت مغلقة الباب بظهرها وجلست على الأرض تضم قدميها إلى ص*رها.. استسلمت إلى البكاء حتي بدأت تفلت الشهقات المؤلمة من بين شفتيها ..... يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD