-الست اللي واقفة هناك دي عنيها مانزلتش من علينا
تحرك من مكانه ليقف إلى جوار فاطمة ونظر أمامه ليرى تلك السيدة تنظر إليهما.. لكن عندما جاءت عينه في عينيها التفتت قاصده المغادرة مهرولة فقال ببساطة :
-عادي يمكن بتشبه
أومأت برأسها ثم اخرجتها من رأسها ونظرت إليه بابتسامة واسعة وعينين لامعتين بالحب والفخر قائلة :
-أنا فخورة بيك جدًا علشان اللي عملته مع البنات المسكينة دي
-الفضل يرجع ليكِ يا روحي لأنك نصحتي زميلتك تتكلم معايا وترفع قضية
مسك بكفها ورفعه إلى حيث شفتيه ليطبع عليه قبلة رقيقة فحدقت به في دهشة وسحبت كفها وهي تقول بنبرة خجل :
-حازم احنا في الشارع الله
-وايه يعني يا روحي أنا ممكن ابوسك دلوقت ولا يفرق معايا
-وقح بس بحبك
رفع حاجبيه بمرح وهو يتفحص ملامحها بدقة قائلًا :
-بعشق تفاصيلك
***
فتح باب الشقة وحمل ش*يقته على ذراعيه ودلف إلى الداخل متجهًا إلى أقرب اريكة.. دخل كابتن محمد مغلقًا الباب خلفه فيما وضع الأخير ش*يقته على الاريكة برفق قائلًا :
-حمد الله على سلامتك يا حبيبتي
-الله يسلمك
ترك حقيبة الأدوية أعلى المنضدة واستأذن ليغادر لكن منعه عُدي قائلا :
-لاء اتفقنا نتغدى كلنا مع بعض وفاطمة وحازم زمانهم على وصول.. اقعد يا كابتن
جلس على المقعد المجاور إلى الاريكة فيما اتصل الأخير على المساعدة لتجيب عليه بعد لحظات وتحدث وهو يتجه إلى الشرفة :
-كتبتِ أن النهاردة اجازة من السيكشن؟!
خرج يتحدث معها بالخارج فنظرت كارمن إليه وقالت مبتسمة :
-شكرًا على اللي عملته معايا يا كابتن
-أنا لسه ماعملتش حاجة.. بإذن الله بعد فك الجبس فيه تمارين معينة لازم تعمليها وواحده واحده هترجعي تلعبي تاني
أومأت بتفهم وتساءلت بفضول :
-لو ماكنتش عملت حادث كنت هتسامحني؟!
أجاب بجدية :
-بصراحة لاء.. أصل الفكرة مش مقبولة ده غير ان عرفت من حد غيرك
نظرت إلى الأمام تحرك رأسها في كلا الاتجاهين قائلة :
-على كده بقى لازم اشكر اللي خبطني
تعجب من كلماتها في ذات اللحظة صدح صوت الجرس.. نهض عن المقعد متجهًا إليه وفتح إياه ليجد كلًا من حازم وفاطمة وبعد تبادل السلام بينهم ركضت هي إلى ش*يقتها لتجلس إلى جوارها وتحتضنها.. فيما صافحه حازم ثم أغلق الأخير الباب ودلفا إلى الداخل.. جلس الاثنان على المقعدين المجاورين إلى الاريكة وقال حازم مبتسمًا :
-حمد الله على سلامتك يا كارمن
-الله يسلمك يا متر
دخل عُدي عقب انتهاء مكالمته ورحب بش*يقته وزوجها وجلس إلى جوار ش*يقته من الجانب الآخر فتحدث حازم بجدية :
-وصلوا أخيرًا للعربية اللي خبطتك وتم القبض على صاحبها واعترف أن اللي قاله يض*بك بنت اسمها سمية لاعبة كورة في النادي اللي بتلعبي فيه بمقابل مادي طبعًا
حدقت به في دهشة ولم تصدق أن الكره والحقد يصل إلى القتل قائلة :
-سمية؟!.. معقول بتكرهني لدرجة أنها تقتلني
-هي اعترفت أن ماكنش قصدها تقتلك هي بس قصدها انك ما تلعبيش كورة تاني
ابتسمت ساخرة وهي تقول :
-امال لو كان قصدها تقتلني كانت عملت ايه
قبلتها فاطمة على جانب رأسها وقالت بحزن :
-الحمد لله جت سليمة وبإذن الله تاخد جزأها
-الحمد لله
بعد لحظات تبدل الحوار وأخذ حازم يتناقش مع كابتن محمد عن الكورة والتدريبات وكارمن مهتمة بحديثهما.. فيما بدأ عدي يقلب بالهاتف الخاص به وفتح تطبيق " واتس أب.." ودخل على قائمة الحالات ليجد حالة " لينا.." قام بفتحها ليرى صورتها وهي تقف أمام شاطئ ترتدي سروال قصير يصل إلى قبل ركبتيها بقليل وستره ذات حملات عريضة.. أخذه الفضول أن يرى الحالة الثانية ليجد محادثة بينها وبين شخص مجهول وقرأ المحادثة بعينين حادتين" أنتِ قمر أوي يا لينا.. تسلملي.." وجوار ردها قلب باللون الأحمر..
أغلق الهاتف ونظر إلى الأمام بجمود وحده عاصرًا الهاتف بقبضة يده القوية.. لم يعلم أنها تفعل هذا لمضايقته وأن توصل لهدف معين ويبدو أنها ستصل إلى ذلك الهدف قريبًا
***
" مساء يوم جديد.."
صف سيارته أمام الباب الرئيسي والتفت لينظر إلى والدته التي تجلس بالمقعد الخلفي وقال مداعبًا :
-ابتسمي يا ماما ابنك بيتجوز
رمقته بحده ولوت ثغرها بضجر فنظر إلى عمه الذي يجلس إلى جواره ليبادله بنظرة اطمئنان وقال دون مقدمات :
-الدنيا غدارة يا جميلة.. ومين عالم مش يمكن بنتك بعيد الشر تطلق
اندفعت بحده :
-بعيد الشر عليها.. حرام عليك ماتقولش كده
-خلاص اعتبريها زي بنتك وكفاية ابنك بيحبها ومتمسك بيها.. يلا يا مروان
ترجل من السيارة فنظر إلى والدته وأرسل لها قبلة عبر الهواء ثم ترجل.. زفرت الأخيرة بهدوء وخرجت من السيارة تنظر حولها وأخذت تتن*د نسمة الهواء الخفيفة وأخذت تتمتم :
-بسم الله ما شاء الله
وقف يدق جرس الباب وانتظر للحظات وفتح آدم.. ابتسم مروان وصافحة بحرارة ثم رحب بهما ودلفا إلى الداخل وقابلتهم جيهان بترحاب شديد.. كانت تقف مرام خلف باب المطبخ تستمع إلى حديثهما بالخارج.. مرتديه سروال باللون الوردي وستره بيضاء ذات اكمام فضفاضه من الشيفون.. وأصبحت أكثر جمالًا بمساحيق التجميل الخفيفة تاركة شعرها البني مفرودًا على ظهرها..
بدأت حياة تضع الحلوى والعصير أعلى الصينية بمساعدة فاطمة والتي تحدثت بمرح :
-يلا علشان تقدمي العصير
مرام في توتر :
-لاء طبعًا مش هقدم حاجة.. أنا م**وفة جدًا
قالت حياة مبتسمة :
-أجمدي يا عروسة
بدأت تفرك في أصابع يديها فيما جاء حازم ووقف عند عتبة الباب وقال بعد أن طبع قبلة على جانب رأس سليم :
-يلا يا مرام تعالي
-مرام م**وفة
قالت فاطمة كلماتها بنبرة مرحة لتأكد صاحبة الشأن على حديثها.. فدخل حازم ووقف إلى جوارها وقال ليشجعها :
-تشجعي يا قمري وأنا هدخل معاكِ
أومأت بالنفي فأعطى الصغير إلى حياة ومسك بكف ش*يقته وأخذها واتجها إلى الخارج.. قبل وصولهم إلى غرفة الصالون بخطوتين حاولت سحب كفها من يده لكنه ضغط على كفها ودلفا إلى الداخل قائلًا :
-أستاذة مرام سلحدار
اتسعت ابتسامة مروان مجرد أن رآها ونهض عن المقعد.. فيما هي صافحة عمه ووقفت جميلة لتضمها إليها بحنان وقالت مبتسمة :
-بسم الله ما شاء الله زي القمر
رفعت حاجبيها وتحدثت بصوت منخفض :
-شكرًا يا طنط
ثم صافحت مروان على وجه السرعة وجلست على المقعد المجاور إلى مقعد آدم.. جلس حازم على المقعد المجاور إلى والدته وبعد لحظات دخلت فاطمة حاملة صينية العصير والحلوى فنهض حازم وقا**ها ليأخذها منها ووضعها أعلى المنضدة فقالت جيهان :
-فاطمة مرات حازم ابني
-زي القمر ربنا يبارك فيها
-شكرًا يا طنط.. عن اذنكم
عاد حازم إلى مكانه في حين خرجت فاطمة لتجلس مع حياة بالخارج.. بعد تبادل الحوار بينهم اتفقا على يوم الخطوبة وستكون في ذلك المنزل..
"بعد مدة من الزمن.."
بعد الاتفاق على كل شيء غادروا المنزل ووقفت مرام أمام الباب من الداخل تنظر إلى سيارته حتى غابت عن عيناها.. جاءت والدتها ووقفت أمامها وقالت في تذمر :
-شبكة بميت الف يا مرام؟! مش عارفه ازاي اخواتك يوافقوا على حاجة زي دي.. ده من أربع سنين مالك كان جايب لك شبكة بحوالي نص مليون
نفذ صبرها من كثرة حديث والدتها عن مالك ووجدت نفسها تندفع بحزن :
-يا ماما حرام عليكِ كل مرة تفكريني بمالك.. وأنا اصلا مش محتاجة لدهب ولا حتى الماظ
-وطي صوتك وأنتِ بتتكلمي معايا عيب كده
***يتبع