" الفصل 24.." الجزء الثالث " تعثر قلبي في عشق فاطمة.."

1478 Words
" المستشفى.." وقف إلى جوار غرفة العمليات عاقدًا ذراعيه أمام ص*ره وكلماتها الأخيرة له تتردد في آذنيه " همشي واوعدك مش هتشوف وشي تاني.." اغمض عيناه عنوة ويسأل الله أن تخرج تلك الكلمات من رأسه.. ثم نظر إلى الأمام بعينين لامعتين من الدموع.. تعجب نفسه فللمرة الأولى يبكي من أجل فتاة وقلبه يؤلمه من أجلها.. بعد ساعة داخل غرفة العمليات خرجت الممرضة فنظر إليها بلهفة وكاد أن يتحدث لكنها قالت : -محتاجين دم ضروري -أنا ممكن اتبرع بالدم فصيلتي أوه موجب -للأسف هي أوه سالب.. ممكن تشتري لها كيس دم من المركز اللي جمبنا أومأ بالإيجاب وغادر على وجه السرعة.. دلفت هي إلى الداخل تخبر الطبيب.. وبعد نصف ساعة عاد ومعه المطلوب من الدماء.. أعطى إياهم إلى أحد الممرضات ودلفت إلى الداخل.. أخذ المكان ذهابًا وإيابًا في توتر وبعد لحظات صدح صوت الهاتف الخاص بها داخل جيب سرواله لينظر إلى شاشته التي تضيء باسم " عُدي.." أجاب عليه ووضع الهاتف على آذنه ليستمع إلى كلماته : -كارمن أنتِ فين؟!.. زم شفتيه وأخذ يفكر كيف يخبره بما حدث مع ش*يقته.. طال ال**ت فشعر بالقلق قائلًا : -كارمن سمعاني؟ -الحقيقة يا دكتور.. توقف عن إكمال كلماته فنهض الأخير عن المقعد وتساءل في توجس : -أنت مين وكارمن فين؟! -كارمن عملت حادث وهي دلوقت في المستشفى فزع قلبه وبدأ يمسح على شعره من الأمام إلى الخلف وهو يسأل عن العنوان ليخبره بالمكان بالتحديد وأنهى معه المكالمة ثم جلس على المقعد وهو يلوم نفسه على ما حدث لها.. وصل عُدي بعد نصف ساعة تقريبًا ووقف يسأل عن مكانها لترشده موظفة الاستقبال.. فصعد إلى الطابق المنشود بواسطة الدرج وركض إلى غرفة العمليات.. عند وصوله وقف أمامها يلهث بصوت مسموع وص*ره يعلو ويهبط.. نهض كابتن محمد عن المقعد ينظر إليه ومسح أسفل عيناه قائلًا : -بإذن الله هتبقى بخير نظر إليه نظرة طويلة ثم تساءل وهو يلهث : -بقالها قد ايه جوه؟! نظر إلى ساعة يده ثم عاد بالنظر إليه وهو يقول بنبرة قلق : -من حوالي ساعة ونص ض*ب على الباب بقبضة يده بعنف ثم دلف إلى الداخل مغلقًا الباب خلفه.. فنظرت الممرضة إليه في دهشة قائلة : -لو سمحت يا أستاذ م***ع الدخول هنا أخرج محفظته من جيب سرواله وأخرج بطاقة مهنته وهو يقول : -أنا دكتور وعارف أنا بعمل ايه.. بعد اذنك هدخل اطمن على أختي نظرت إليه للحظات ثم أومأت موافقة.. فارتدي الثياب الخاصة بالغرفة وعقم يديه و دلف إلى الغرفة متجهًا إلى ش*يقته ليقف إلى جوارها ينظر إليها بالكثير من المشاعر المختلطة.. قلق رهبة خوف من فقدانها ولعن كل لحظة قسى عليها بها ولم يتحدث معها.. نظر الطبيب إليه وهو يثبت الشاش حول جبينها متسائلًا : -مين سمح لك بالدخول؟! رمقه بنظرة سريعة ولم يجيب عليه وأطمئن على نسبة الأ**جين بالجسم وايضًا الضغط.. ليرى أن كل شيء على ما يرام وخرج من الغرفة وهو يسحب القفازات الطبية من يديه وضعهما داخل القمامة.. خرج الطبيب بعد لحظات ووقف يغسل يداه فنظر عُدي إليه وعرفه بنفسه.. اعتدل الطبيب في وقفته ورحب به قائلًا : -اهلا وسهلا يا دكتور.. أكيد حضرتك عارف النظام -طبعًا لكن كان لازم ادخل اطمن عليها بنفسي -الحمد لله وقفنا النزيف ونقلت لها دم.. لازم تفضل في العناية المركزة لحد ما تعمل إشاعة على رجليها وبإذن الله خير -يا رب.. شكرًا يا دكتور خرج بعد لحظات ليجد المحقق يتحدث مع كابتن محمد والذي يخبره بكل شيء : -للأسف العربية خبطتها ومشيت.. وأمن النادي اللي شاف الحادث من أوله وقف عُدي بينهم فنظر الضابط إليه متسائلًا : -حضرتك الدكتور؟! -لاء أنا أخوها يا فندم -أهلا بحضرتك.. احنا بنحقق وبإذن الله نوصل للفاعل شكره بامتنان : -شكرًا يا فندم *** استيقظ في تمام الساعة الثامنة صباحًا ونظر إلى جواره ليراها مازالت نائمة.. اقترب منها بحرص وأطبق شفتيه على انفها برقه.. ثم نهض عن الفراش بهدوء ودلف إلى المرحاض ووضع بدنه أسفل الماء البارد.. وخرج بعد نصف ساعة متجهًا إلى الخزانة ودخل كي يبدل ثيابه على وجه السرعة وصلى فرض الصبح.. وعقب انتهائه اقترب من حبيبته النائمة بهدوء وقبلها على جانب رأسها وأرسل لها رسالة عبر الهاتف وقبل أن يغادر وضع بعض من الأعشاب داخل الشرفة من أجل العصافير.. دخل غرفة المكتب وأخذ ما سيحتاج إليه واتجه إلى الباب لكنه توقف على نداء والدته والتفت إليها فقالت : -صباح الخير يا حبيبي.. مش هتفطر -هفطر في الشغل بإذن الله.. مع السلامة -مع السلامة تابع السير إلى الباب وخرج متجهًا إلى سيارته واستقل إياها وغادر إلى وجهته.. صدح صوت رنين الهاتف فقام بوضع سماعة البلوتوث وأجاب على عمرو : -صباح الخير يا متر -يسعد صباحك أستاذي.. أحنا في انتظار حضرتك -نص ساعة وهكون عندك بإذن الله ثم أنهى معه المكالمة وأسرع بالقيادة كي يصل في ميعادة.. وفي خلال نصف ساعة كان يصف سيارته أمام المبنى.. أخذ أغراضه الشخصية وترجل متوجهًا إلى الداخل.. عقب دخوله رآهم في انتظاره ونهض عمرو عن مقعده ينظر إليه رمقه حازم بنظرة سريعة واتجه إلى غرفة مكتبه مباشرةً.. دخل مغلقًا الباب خلفه وصافح الكاتب الخاص به وجلس أمام المكتب متسائلًا : -جاهز يا توفيق؟! -جاهز يا فندم بدأ بفتح شاشة الحاسوب وفتح ملف القضية فيما ضغط حازم على زر الجرس ليدخل العسكري فطلب منه أن يسمح لكلا من المحامي عمرو وأستاذة شهد بالدخول.. أعطى له التحية وخرج ليدخل عمرو برفقة شهد فرحب بهما وعزم عليهما بالجلوس.. جلس كلا منهم على المقعدين المجاورين إلى المكتب.. سجل توفيق بياناتهم داخل ملف بعد ذلك نظر حازم إلى شهد قائلاً : -سبق طبعًا واعترفتي باللي حصل.. بطلب منك تعيدي كلامك تاني كي يقوم أستاذ توفيق بمراجعته أومأت موافقة وبدأت تقص عليه كل شيء من جديد وتوفيق يراجع كلماتها بواسطة الملف الذي أمامه.. عقب انتهائها طلب منهما أن يجلسوا على الاريكة.. فنهض عمرو وأشار إلى الاريكة المقابلة إلى المكتب عازمًا عليها بالجلوس.. تركت مقعدها متجه إليها وجلست فجلس عمرو إلى جوارها.. استدعى حازم واحده من البنات فدخلت فتاة يبدو عليها في بداية العشرينات وتشعر بالخوف الشديد.. وقفت أمام المكتب تنظر إلى وكيل النيابة برهبة وخوف فقال بهدوء : -اتفضلي اقعدي.. جلست على المقعد تنظر إلى الأمام في رهبة واضحة فتحدث كي يطمئنا : -ماتقلقيش خالص أنتِ هنا علشان نسألك أسئلة بسيطة ثم أشار إلى توفيق أن يبدأ بالكتابة وسألها عن خطيبها السابق الذي يُدعى شادي وما سبب انفصالها عنه.. ابتلعت ل**بها بصوت مسموع وتحدثت في توتر : -أنا اللي سبته لأنه طلع إنسان مش محترم -ليه؟! ياريت تحكي على كل حاجة حصلت في الفترة قبل انفصالكم أومأت موافقة وتحدثت بوضوح : -قبل فسخ الخطوبة بأسبوع كنا كويسين جدا لحد في يوم طلب مني اجي اشوف والدته لأنها مريضة.. رفضت وقولت له هبقى اكلمها لأن والدي رافض اني اروح هناك قبل الزواج.. المهم هو زعل فقولت لوالدتي تيجي معايا وطبعًا بعد ما أقنعت بابا أنه من الأصول نروح نشوفها.. روحنا فعلًا لكن والدته ماكنتش في البيت فقال انها عند الدكتور وزمانها جايه وقدم لنا عصير.. ماما شربت الأول وبعد شوية لقيتها داخت فصرخت طبعًا من خوفي عليها.. اخدناها المستشفى والدكتور قال إنه منوم.. بعدها عرفت ان نيته كان يخدرنا احنا الاتنين ويعمل عملته ولما كلمت والدته عرفت منها أنها كل خميس وجمعة بتروح تقعد عند أختها.. علشان والدته طيبة رفضت أقولها وانفصلنا بهدوء أومأ بالإيجاب واخبرها بما حدث مع شهد لتنظر إليها بحزن وشفقت عليها ثم أنهى حديثه بقوله : -هنحتاج شهادتك دي طبعًا قدام المحكمة -أكيد يا فندم سمح لها بالخروج وآذن بدخول الفتاة الأخرى.. دخلت بكل ثقه ووقفت أمام المكتب فآذن لها بالجلوس وبعد أن جلست طرح عليها ذات الأسئلة لتخبره بكل شيء لكن قصتها مختلفة قليلًا : -طبعًا رفضت اقعد انا وهو لوحدنا وقولت له هاجي يوم تاني تبقى موجودة.. قالي على ما تشربي العصير هتكون جت رفضت وجيت أخرج مسكني من أيدي جامد واتعصب عليا وم**م اشرب العصير.. حسيت بشيء غريب في تصرفاته وبهدود وافقت ودخل المطبخ علشان يحضر العصير جريت على الباب وخرجت وبعدها كلمت والدته لقيتها في اليوم ده عند اختها وأنها كويسه ولما واجهته قالي على كل حاجة وطبعًا فسخت خطوبتى عقب انتهاء حديثها أخبرها لِمَ هي هنا وطلب شهادتها بالمحكمة فنهضت عن المقعد وهي تقول بجدية : -طبعًا يا فندم اللي زي ده لازم ياخد جزاؤه.. آذن لها بالخروج فالتفتت ناظرة إلى شهد قائلة : -بحيكِ على شجاعتك أومأت برأسها فيما خرجت الفتاة ودخلت الأخيرة وهي تفرك في أصابع يديها وهي تقول بنبرة خوف واضحة : -أنا ماعملتش حاجة والله -اهدي بس واتفضلي اقعدي جلست على المقعد تنظر إلى الأمام وتلهث بصوت مسموع من كثرة ما تشعر به من توتر حاد.. بدأ يطرح عليها الأسئلة وصعقت عندما سمعت اسم " شادي.." فنهضت عن المقعد وهي تومئ بالنفي عدة مرات في رهبة قائلة : -لاء ماعرفوش لاء.. أرجوك لازم امشي تعجبت شهد من ردة فعلها مثلهم جميعًا.. نهض حازم عن مقعده وحاول تهدئتها قائلًا : -أهدي يا أستاذة احنا بس عايزين نعرف سبب الانفصال.. ضمت يديها إلى ص*رها عنوة وتبكي بحرقة.. اتجه إلى ثلاجة صغيرة تقع في ركن الغرفة وفتح إياها ليأخذ زجاجة مياة معدنية ووقف أمام الفتاة قائلًا : -اشربي .. أخذت الزجاجة بيد ترتعش وتناولت رشفة من المياه ثم اغلقتها.. أشار إلى المقعد عازمًا عليها بالجلوس فجلست ثانية وهي تمسح دموعها.. عاد إلى مقعده وجلس عليه وقص عليها ما حدث مع شهد.. نظرت إليها في دهشة لتعود بالنظر إلى حازم وتحدثت بحرقة البكاء : -حصلي زي اللي حصل معاها.. ولما طلبت منه يتجوزني بهدلني وض*بني ومقدرتش اخد حقي ولا أقول لأهلي.. ده أنا حتى فكرت انتحر علشان ارتاح -ممكن تحكي اللي حصل معاكِ بالتفصيل ***يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD