سام:
استقمت عن سريري البارد و سرت بخطوات هادئة حتى وقفت أمام الجدار الزجاجي و هاهي أضواء المدينة تهاجم ذكرياتي ، تهاجم تلامس كفينا و تهاجم تلك المرات القليلة التي تجرأت و اقتربت من أنفاسك أداعبها ببراءة عاشق
وقتها وعدتك أن أبقى ذلك العاشق البريء و ألا أطارحك الحب ، و لكن غيرك طارحتْ ، غيرك طارحت الرغبة و شهوات نفسي كوني رجل
من البداية لم أكن ذلك العاشق البريء ، لقد حاولت التمسك به و لكن أنا كأي انسان ، بل كأي رجل فجميع الرجال ي**نون ، و غيرك أنا وطأت إلا قلبي غيرك امرأة لم تطأه
وضعت كفي بجيوب بنطالي الأ**د الكلاسيكي و رفعت رأسي لأغمض عيني و أجوب دواخل روحك البعيدة عني و لكن عن عينيك أنا لست بعيد ، أيقظتني لمسة امرأة و هي تضمني من الخلف و كيفها تتجولان على ص*ري العاري و شعرت بقبلة على ظهري حطت كقطعة حديد ساخن يكويني بذنب أنا لن أتوب عنه
ابتعدت كفيها عن ص*ري ثم شعرت بأناملها تلمس طرف كتفي و تحدثت
" إنها حروف دونت "
لم أجبها و هي عادت تلمس المكان بكفها و نبست من جديد
" هل هو اسم امرأة ؟ "
أجل هو اسمها دونته ، وضعته هناك لتشهد علي كل ليالي مجوني أنني أخونها و، مرارا و تكرارا أعبث بأنوثة غيرها إلا هي ، إلا هي من كنت قد وعدتها ألا أطارحها الحب بعد ذلك اليوم
ضقت ذرعا بهذه الأنثى حولي فمهمتها انتهت عندما همدت رغباتي ، التفت لها و بعينين باردتين رمقتها و هي كانت ترتدي قميصي الأبيض ... لا تحاولي ففي لحظات كهذه لا يمكن لغيرها أن تغريني ، حتى و هي ترتدي معطفها الثقيل و وشاحها الأحمر المصنوع من الصوف
حاولت أن تعود و تتقرب مني و عندما رفعت كفها لتضعها على ص*ري أنا أمسكت بمعصمها و رسمت شبح ابتسامة باردة لأتحدث أخيرا
" انتهت مهمتك و يمكنك المغادرة "
و هي بكل جرأة رفعت كفها الثانية و تحدثت بينما تقربها مني
" و لكن الليل لا يزال طويلا "
" اياك أن تلمسيني "
قلتها عندما كادت كفها تحط على ص*ري و نفضت معصمها بقوة و قسوة حتى امتعضت ملامحها و أمسكت بكفها و أنا عدت لأنتهي من هذه الليلة
" الظرف على الطاولة خذيه و غادري "
من البداية أخبرتها أنها ليلة عابرة أو بالأحرى لحظات عابرة و هي لم تكن طاهرة ، أومأت و ابتسمت لتلتفت و تسير نحو السرير و على مقربة منه انحنت لتأخذ ثيابها الملقاة باهمال في لحظات مجون و أنا عدت لأحدق بأضواء المدينة و أراقبها من خلال انعكاسها على الزجاج ، استقامت بعد أن أخذتها ثم التفت لي قبل أن تدخل للحمام
" سوف آخذ القميص أيضا "
عندها التفت لها بجانبية فقط و أجبتها
" ارتدي ثيابك و ضعيه مكانه فلا مكان للذكريات بيننا "
" و ماذا ان خلقت ذكرى ؟ "
و بابتسامة واثقة أجبتها
" لا تحاولي ملاعبتي فأنا رجل حذر و آخذ كل احتياطاتي حتى لا أترك أي ذكرى "
و هكذا تكون قد خسرت آخر محولة لها ، عندما رافقتني إلى هنا كانت تعتقد أنها انتصرت و وصلت أخيرا إلى مبتغاها و لم تكن تعلم أنني أستمتع و أنا أرى ملامح الانتصار تمحى من على الوجوه ، خطواتي ثابتة ولا يمكن أن تخطئ أماكن وطأها
أقفل باب الحمام و أنا عدت لأحدق أمامي و أسندت كفي على الزجاج البارد أمامي و تن*دت بتعب و شقاء ، أجل بشقاء فمهما حاولت أنا لا أستطيع تجاوز امرأة لا تموت ...... امرأة وحدها من تجعلني ضعيفا و هي بين ذراعي حتى في أحلامي
كيم سارا ، فتاة بسيطة للغاية ، هادئة و عينيها حزينة رغم الابتسامة التي تستمر في رسمها على ملامحها الجميلة ، جمعت بيننا صداقة طفولة ثم حب مراهقة حينما كانت تأتي في العطل لمنزل جدي الكبير و تبقى هناك لتؤنس وحدة جدها ، الجد كيم الذي لم يكن سوى البستاني الخاص بقصر جدي
طوال الأيام كنت أحبس نفسي بغرفتي حتى مع محاولات عمتي و لكنني كنت أمارس طقوس حزني على خسارتي الفادحة لوالديّ بمفردي و جدي الذي عرف بقسوته و صرامته كان يحاول معي وبكل حنان و لكن وحدها من كانت تجعلني أخرج و أتخلص من حزني
ابتسمت و كم بدوت أ**قا عندما لمحت نفسي في الزجاج المظلم عندما هاجمتني ذكرى بريئة ، ذكرى أول قبلة لي معها ، بعدها فقط أنا استطعت أخذ أنفاسي
// ........ كنت أدرس في غرفتي فتلك السنة كانت الأخيرة حتى أستطيع الالتحاق بالجامعة و جدي لا يجب أن أخذله ، كنت معروف بتفوقي و هي بتوسطها لذا الجد كيم كان قد أخبرني قبل وقت أنها سوف تأتي لغرفتي من أجل أن أدرسها ، حسنا أنا وقفت كثيرا أمام خزانتي حتى أختار ثيابي و في النهاية ، ارتديت بنطال جينز و قميص أبيض رفعت كميه قليلا ثم سرحت شعري و ابتسمت لنفسي لأتذكر أن آخر لمسة تنقصني ...... أجل كان عطري
وضعته ثم تفقدت أشيائي و قربت مقعد آخر من طاولة مكتبي و في تلك الأثناء طرق باب الغرفة و أنا اتسعت ابتسامتي و سرت أسابق خطواتي لأفتح و لكن لم أقابلها هي بل قابلت عمتي التي كانت تبتسم بريبة
" هل تنتظر سارا ؟ "
نظفت صوتي و وضعت كفيّ بجيوب بنطالي لأجيبها
" أبدا "
رمقتني باستخفاف ثم ناولتني صينية عليها كوبين من العصير و بعض الكعك
" خذ أيها الكاذب المتظاهر "
و أنا بعد أن أخذتها منها رفعت حاجبي بتعجب لأتحدث
" منذ متى و أوه ماري تخدم حتى نفسها ؟ "
و لم أكد أنتهي حتى رفعت قدميها على أطراف أصابعها لتحاول الوصول لطولي و ضربت رأسي
" هل تسخر مني أيها الولد ؟ "
و أنا صرخت من أفعالها الصبيانية
" عمتي ..... "
و لم تكد تقول شيئا حتى لمحت سارا قادمة من خلفها ، ترتدي قميص أصفرا عليه بعض الكتابات باللغة الانجليزية و تنورة قصيرة ، تحتضن دفترها بين ذراعيها و شعرها سرحته بطريقة لطيفة لتجعلها غرتها و ابتسامة عينيها في غاية البراءة
وصلت بقربنا و وقفت لتقدم تحيتها لعمتي باحترام
" مرحبا آنسة ماري "
و عمتي بابتسامة متسعة أجابتها
" صباح الخير سارا .... هل ستجعلين ساميدرسك ؟ "
التفتت نحوي و أنا ارتسمت ابتسامتي بطريقة خرقاء
" أجل سوف أزعجه قليلا "
" يا ليت كل الازعاج الذي يتعرض له يكون كازعاجك سارا "
عندها أنا تحدثت بسرعة قبل أن تتمادى
" عمتي سوف تتأخرين على موعدك "
قلتها و بكف أنا سحبت سارا للداخل و أقفلت الباب ثم حدقت فيها لأبتسم
" تخلصنا من ازعاجها "
قهقهت ببراءة ترفع رأسها و أنا تابعت كل حركاتها لتتخلص أخيرا من آثار ضحكها ثم أجابتني
" لا تكن لئيما الآنسة ماري تحبك كثيرا "
" و مزعجة كثيرا "
" حسنا المنزل أصبح مليئا بالمزعجين "
قالتها تقصد نفسها و أنا وضعت الصينية على طاولة بقرب الأريكة ثم أمسكت بذراعها و سحبتها نحو المكتب لنجلس و هي وضعت دفترها عليه
" سوف أكون سعيدا و أنا أساهم في نجاحك كيم سارا فالجد كيم قال أنه يعتمد عليّ "
ترهلت ملامحها و نفت بطريقة جعلت قلبي يتحداني في اظهار نبضاته لها
" جدي يضع علي الكثير من الآمال و أنا لست سوى فاشلة "
عندها و باستخدام اصبعي أنا ضربت جبينها لتفركه هي بألم
" ساملقد آلمتني ..... "
" هذا حتى تعلمي أنك لست فاشلة يا فاشلة "
و تكشيرتها اللطيفة تحولت لضحكة رنانة صدحت في أرجاء الغرفة ، بدأنا في الدراسة و هي ليست غ*ية و لا فاشلة كما تدعي ، هي فقط لم تجد من يجعلها تستوعب الأمور ببساطة ، سلمتها مسألة أخرى بعد أن شرحت لها جيدا و هي أخذت القلم مني و بدأت تحل بكل جدية و هي تركز على ما بين يديها و أنا أركز عليها و هي ما بين ثنايا قلبي
ابتسمت ثم تركتها و استقمت لآخذ كوبي العصير و وضعتهما أمامنا على المكتب ثم صحن الكعك و عدت أقترب و هي فجأة رفعت رأسها و بملامح غ*ية ابتسمت
" ساملقد نسيت مرحلة و هذا جعل النتيجة خاطئة "
تن*دت باستسلام و عدت لأجلس بجانبها و تحدثت بعد أن أخذت منها القلم
" لا بأس سارا أنت هنا حتى أساعدك "
و هي تمسكت بذراعي و بحماس مفرط تحدثت
" و هذا ما يجعلني أحبك "
أجل أدري جيدا أن كلماتها كانت عفوية و غير مقصودة و لكن أنا قلبي متعطش لسماع و لو تلميح ، تصنمت في مكاني و ابتلعت خفقاتي و التفت لها هي من كانت لا تزال تتمسك بذراعي ، أنفاسها ، نظراتها و حتى ايمائتها تجذبني نحوها بقوة و أنا مراهق عاشق
فقدت السيطرة على نفسي و فرحي و تقربت منها هي من خفتت ابتسامتها و لكنها بقيت متمسكة بذراعي و أنا كلما اجتاحتني أنفاسها كلما تشتت داخلها أكثر و لغاية تلك اللحظة التي تلامست فيه شفتينا ببراءة أنا لم أستطع التحكم بسيل مشاعري ، أغمضت عينيها و لم تبادلني و أنا لم أجعل من قبلتي سوى قبلة بريئة و رقيقة
ابتعدت عنها و هي فتحت عينا واحدة فقط ثم بسرعة خبأت رأسها بذراعي و تحركت كالأطفال عندما يخجلون ، وضعت كفي على كفها و قهقهت على لطافتها و خجلها ..... على كل ميزاتها التي تجعلني أحلق ........ //
و بسبب سماعي صوت تلك المرأة أنا استيقظت من تلك الذكرى الغالية و مسحت ابتسامتي البريئة ، أنا لم أعد بنفس براءتي
" هاهو قميصك سيد أوه "
وضعته على السرير و خرجت و أنا عندما لمحت الباب يقفل التفت ، تقدمت بخطواتي الحافية و انتشلت القميص لأشد على امساكي به ، لقد تلوث بجسد غيرها لذا يجب أن يتحول لرماد
التفت و سرت نحو الطاولة التي بجانب السرير ، فتحت درجها و أخرجت قداحة ثم سرت نحو الحمام و هناك أنا أمسكت بالقميص و أشعلت القداحة لأقربها منه
تمكنت منه النيران و اشتعل بسرعة و أنا تركته يسقط في سلة المهملات الحديدية ثم تقدمت و وقفت أمام المرآة و أسندت نفسي على الحوض بكفيّ و حدقت بعيني لأنبس بصوت هادئ
" خائن ..... "
أجل أنا أخونها و أخون مشاعري و حبي لها ، أخون كل تلك الأيام و الوعود التي قطعتها ألا أجعل عينيها تبكي ، و لكنني دائما ما أتسبب في دموعها و آلامها .......... و لن أتوب ، أقسم أنني لن أتوب مادامت بعيدة المنال عني
ابتعدت و سرت لأقف تحت المرش حتى أبعد عني آثار الخيانة ، فتحت المياه الباردة و سارت المياه على جسدي ، كانت هكذا حياتي و كانت هكذا حياتها بعد أن علمت بكل تلك الحقائق المدفونة ........ حكمت عليها و كانت هي ضحيتي التي وضعت في سجني و أحكت عليها اقفاله
انتهيت من حمامي و لففت المنشفة حول خصري ثم سرت نحو المرآة و لكن وقفت بجانبية ألقي نظرة على كتفي و على حروف اسمها التي رفعت كفي و مررت أناملي عليها ...........
تن*دت ولا يجب أن أكون ضعيفا و لينا معها فهي كانت السبب ، كل شيء خدم انتقام والدها و أنا لا أفعل شيء سوى الانتقام منه
ارتديت ثيابي و قبل أن أرتدي قميصا جديدا أنا أخذته و أخذت أحمر شفاه و لطخت ياقته ثم وضعته و ارتديت القميص لأنتهي من تأنقي
حدقت بنفسي في المرآة و كآخر لمسة أنا رششت عطري القوي ثم حملت هاتفي و خرجت من جناحي الخاص في الفندق و الذي يوجد فيه حتى مكتبي و هو يقع في آخر طابق ، فأنا الآن أدير الفرع الرئيسي لسلسلة فنادق أوه الراقية ، جدي سلمني منصبه بعد أن أتممت شروط الرئاسة و أصبحت أنا المتحكم و المسير لكل ثلك الثروة الضخمة ، هو كان يجهزني لهذا و أنا لم أخيب ظنه بي
خرجت و سرت نحو المصعد ، دخلت و ضغط على الزر ليقفل أبوابه و مباشرة سار نحو الأسفل ، خرجت وسط جو مليئ بالاحترام من الموظفين و بقرب الباب كانت تنتظرني سيارتي ، تقدم أحد العمال الذين يقفون بقرب الباب و فتح لي الباب الخلفي لأصعد أنا و تم اقفال الباب
" إلى المنزل "
و السائق أجابني
" حسنا سيدي "
انطلق نحو المنزل و مرت مدة لنصل و عندما توقف لتفتح البوابة الحديدية أنا شعرت أنني سوف أخرج من السيارة لأسير نحو الجنة مشيا على الجمر
*
سارا :
وقفت بشرفة سجني و ضممت نفسي بينما أضع وشاحا صوفي أحمر على كتفيّ ، تن*دت بعمق و أغمضت عينيّ و مررت كفي على ذراعي في محاولة لمواساة نفسي و تدفئة مشاعري القارصة
هناك لقب وضع بجانب اسمي و لكنه يخنقني و يقيدني كأسيرة ، هناك حقوق أخذت مني بالقوة من طرف أكثر انسان أنا أحببته و هذا ما يجعلني تعيسة ........ تعيسة حد الكآبة و امرأة ميتة رغم أنها حية
طرق باب الغرفة و أنا التفت و بسرعة فتح الباب ليركض جون نحوي بسرعة و أنا سرت إليه ليعانق هو قدمي و أنا ابتسمت ثم انحنيت لمستواه و أمسكت بذراعيه لأحدق بملامحه البريئة .......... نحن كنا مثله في يوم من الأيام و لكن شوهتنا الحياة و شوهنا الحقد
ابتسمت له و هو بادلني ليضمني يعانق رقبتي بذراعيه الصغيرين و أنا حملته و استقمت ليتحدث
" اشتقت لك أمي "
قبلت جانب رأسه و أجبته
" و أنا اشتقت لك يا حبيب أمي "
ابتعد عني ليمسك بوجنتي و أنا تحدثت بلوم
" أين هي نظارتك ؟ "
نفخ بملل و تأفف
" أنا أكرهها لأنها تضايقني "
" و لكن عينيك ستتأذى بدونها "
" سوف أخبر أبي و هو سيبعد عني الأذى "
ابتسمت بخفوت ثم أنزلته لأمسك بكفه و سرنا نخرج من الغرفة ، اتجهنا نحو غرفته التي ليست بعيدة عن غرفتنا ليكون قريبا منا ، فتحت الباب و دخلت و هو خلفي ثم سرت نحو سريره ، جلست على طرفه و أخذت النظارة من على الطاولة التي بجانب رأسه و هو كان يقف مقابلا لي فقربته مني و وضعتها له ..... و يا قلبي الصغير كم بدى مغري
ضممته لقلبي أخبئه بداخلي ثم قبلت وجنتيه و هو قهقه بسعادة ، وحده من يهون عليّ العيش بهذا المنزل ، حملته و وضعته بحضني ليسند هو نفسه علي و أنا تحدثت
" أخبرني جوني كيف كان يومك في المدرسة ؟ "
" ممل قليلا "
" لا يجب أن تمل ... عليك أن تدرس جيدا حتى تتفوق و تسعدني "
ابتعد قليلا و حدق بعيني و بكفيه معا ضم وجنتي و اقترب ليقبل شفتي و أومأ
" حسنا أمي "
عندها طرق الباب الذي كان مفتوحا و جذب انتباهنا و لم تكن سوى عمتي ماري ، ابتسمت لها و هي تقدمت لتأخذ جوني عني ثم جلست و قبلته بطريقة قوية و لكنه يحبها و هاهو صوته يصدح بارتفاع يضحك
" يا شقي لما لم تأتي لي بعد عودتك من المدرسة ؟ "
و هو رفع كفه بقلة حيلة ليتحدث بينما يعد لها الأمور التي قام بها
" لقد ذهبت للتدريب أولا ثم حللت واجباتي و ذهبت لأمي "
" اذا أنت ذهبت لأمك قبلي ؟ أنا غاضبة منك جوني "
و هو أمسك بوجنتيها ليقبلها و هي كانت تطلب المزيد حتى ترضى و عندما ملّ من الوضع معها قفز من حضنها ليعدل ثيابه ثم نظاراته و تحدث
" سوف أذهب لجدي فعمتي تضايقني بقبلاتها "
و قبل أن تهاجم لطافته و لسانه السليط هو ركض بينما يقهقه ، كنت أرسم ابتسامة خافتة على شفتي عندما هي وضعت كفها على كفي بحضني
" سارا ...... "
أعدت نظراتي لها و أجبتها
" نعم عمتي "
" هل أنت بخير ؟ "
و بكذب أجبتها
" أجل عمتي "
" و ماذا عن علاقتك بسام؟ "
عندها ابتسمت بتوتر و أجبتها
" نحن نمتلك طفلا بالفعل و نعيش بهدوء "
و بسرعة حاولت الانسحاب و عندما وصلت قرب الباب هي تحدثت
" هدوؤكم مريب ........ إنه تماما كذلك الذي تخلفه عاصفة هوجاء ، إنه مليئ بالحطام سارا "
و أنا وضعت كفي على قلبي المحطم و بعد تن*د خافت للغاية أسمعه وحدي أجبتها
" كل ما يهم الآن هو جون ........ نحن سعيدين به "
و بسرعة هربت ، نحن لا نتحدث إلا أمام الجميع ، كل منا ينام و هو يولي ظهره للآخر و الحياة تموت بيننا عندما نقفل علينا الباب ...... كل الهمسات بدون قيمة
سرت أنزل الدرج و بعدها وصلت لغرفة المعيشة أين كان يجلس جون بحضن جدي و يسرد عليه كيف أمضى يومه و أنا ذهبت نحو المطبخ و أشرفت على تجهيز العشاء ثم على تجهيز الطاولة و عندما أصبح كل شيء جاهز أنا تقدمت نحو غرفة المعيشة أين كانت قد انضمت حتى عمتي ماري
" العشاء أصبح جاهزا "
قفز جون من حضن جدي و سار ليمسك بكفي و جدي استقام برفقة عمتي ماري ليتحدث
" ألن ننتظر سام؟ "
ابتسمت و أجبته
" تعلم أنه يتأخر كثيرا حتى يعود "
" جدي أنا جائع و أبي يتأخر "
و هو ضحك بصوت مرتفع ليربت على رأسه ثم سرنا جميعا تجاه الطاولة ، بدأنا بتناول طعامنا و بوقت غير متوقع و عندما أنا كنت أرسم ابتسامة مستجيبة لتصرفات صغيري الشقية هو فتح باب غرفة الطعام و وقف ليجذب جميع الأنظار إليه و أولهم نظري أنا فخفتت ابتسامتي تدريجيا و لم تخفت قسوة نظراته
قفز جون بسرعة ليركض نحوه و بصوت عالي هو صرخ بفرح
" أبي ......... "
حمله و قبل وجنتيه و الصغير ضمه بقوة ليتحدث
" أنا اشتقت لك كثيرا كثيرا كثيرا "
" و أنا أيضا جوني اشتقت لك حد الموت "
قالها بينما يحدق بعينيّ و أنا بحرقة تمالكت مشاعري و أشحت بنظراتي عنه و هو تقم ليجلس مكان جون و الذي هو بقربي تماما ، وضعه بحضنه و جدي تحدث
" لم نتوقع حضورك مبكرا ...حتى أن سارا قالت أنك سوف تتأخر "
ابتسم و رفع كفه ليضعها على كفي فكنت مضطرة لمسايرة الوضع و ابتسمت لجدي بجهد مضني و هو أخذ مهمة الاجابة عني
" أنا لم أخبرها أنني سوف أعود مبكرا .... لقد انتهيت من خططي باكرا و مواعيدي "
سحبت كفي من تحت كفه و عدت لأمسك شوكتي و نواصل عشاءنا و هو كان يطعم جوني الذي تعلق به و يأخذ معه القليل عندما يصرّ الصغير على اطعامه و جدي سأله
" كيف يسير العمل ؟ "
ابتسم و أجابه بثقة
" إنه يسير بسلاسة جدي كما أن الفرع الخاص بتايوان انتهينا من أعمال ابناء فيه و تم تسليمه لنا من قبل الشركة المنشئة "
" يجب أن تشرف على التجهيزات للافتتاح بنفسك "
" هذا شيء أكيد جدي .... "
" و أنا سوف أكلف جوني بافتتاحه بدلا عني "
قالها و جون ابتسم بينما يشير لنفسه
" أنا سوف أقص الشريط جدي ؟ "
" أجل يا حبيب جدك "
صرخ بمرح و سعادة و الجميع أصبح يضحك على حماسه و سامقربه منه ليقبله و في لحظة تقابلت نظراتنا معا فكنت أنا أول المنسحبين ......... هو تماما كذلك جندي الذي يضرب قلب زميله بخنجر مليئ بالسم بينما يحدق في عينيه و يبتسم
انتهينا من العشاء و هو أخذ جون لغرفته ، تبعتهما بخطوات ثقيلة و هناك أنا غيرت للصغير ثيابه و هو أبى تركه حتى حملت أنا القصة و بعدها قبله و دخل في مكانه
" كن مطيعا جوني ولا تتعب والدتك "
قبل رأسه و ابتعد ليتعلق جون بأنامله و حدق بوجهه ليتحدث
" هل تحب أمي ؟ "
حينها حطت كفه على رأسي ثم دنى يقبله و كم كانت ثقيلة تلك القبلة على قلبي و مشاعري ، كم كانت مهينة لمشاعري و لأنوثتي ، و أجابه
" بالتأكيد أنا أحبها جون "
" اذا أنا أريد أن تستمر بحبها "
وضعت أنا عليه الغطاء و تحدثت
" هيا نم جوني ولا تماطل أكثر "
أغمض عينيه و أنا اتخذت مكاني بجانبه بينما سامخرج بعد أن تجاهلت كل تلك المشاعر التي ظهرت في لحظة ، سردت قصة خيالية على جون حتى نام و أنا قبلت جبينه بهدوء ثم عدلت عليه الغطاء و تركت النور الخافت لأذهب نحو غرفتي ..... نحو معتقلي
فتحت الباب و قابلني قميصه على السرير ، أقفلت الباب و تن*دت ثم التفت و سرت و عندما حملته وجدت عليه آثار أحمر شفاه .... أغمضت عيني و خرجت تنهيدة مصاحبة لدمعة قهر ، إنه يفعلها و يخبرني بطرقه أنني لا شيء ، أنني امرأة ماتت و انتهت من حياته
فتحت عيني و مسحت دموعي ثم رتبت ثيابه في الخزانة ، فتح باب الحمام و أنا أقفلت الباب و لم أتزحزح من مكاني و هو مر من قربي بينما يسير حافي القدمي و يرتدي بنطالا و يجفف شعره ، التفت و من جانبه مررت لآخذ القميص الذي كان على السرير ثم اتجهت للحمام تحت أنظاره ، رميته وسط السلة هناك و معه نزلت دموعي لأجلس القرفصاء على الأرض و ضربت ص*ري بقوة حتى أهدئ من شدة الألم ، إنه يضع لي السم في النبيذ و يخبرني أن أتلذذ به
استقمت بضعف في مكاني وغيرت ثيابي ثم خرجت لأسير مباشرة نحو مكاني و هو كان يجلس على طرف السرير من جهته ، تمددت و وضعت علي الغطاء و مثل كل ليلة أوليته ظهري و هو أولاني ظهره
وضعت كفي على ثغري و منعت صوتي من الخروج و بكيت بقهر من أفعاله بي ، هناك نار تحرقني و تكويني لتجعل دموعي و مهما كانت هادئة و صامتة تلسعني ، دموع لن يعلم بوجودها سوى وسادتي التي تتبلل بها كل ليلة