كانت بويونج جالسة بالمطعم الذى اخبرها به كيوهيون ، ظلت تنظر حولها وتتأفف فهو لم يظهر حتى الان لقد احضرها الى هنا ولكنه لم يأتى بعد كادت تذهب حتى وجدته اتى وابتسامة واسعة تزين وجهه " مرحبا بويونج " ردد بابتسامة وجلس امامها فجلست هى الاخري مقا**ه " مرحبا ؛ ماذا تريد ان تتناول ؟ " سألت بويونج سريعا ثم نظرت الى ساعتها هى لا تريد تضييع المزيد من الوقت " اريد تناول الدجاج والارز " اجاب كيوهيون فور " ولكنك هكذا ستصاب بعسر هضم " حذرته بويونج سريعا فالوقت متأخر على تناول وجبة دسمة كتلك " ولكننى جائع للغاية " قال وهو ينظر نحوها بنظرات حزينة يستعطفها ، هو كان يريد قضاء المزيد من الوقت معها ولم يكن لديه حل اخر سوى ان يتظاهر بأكل وجبة كبيرة حتر يبقي معها لاطول وقت ممكن " لقد تأخر الوقت للغاية ؛ لما لا تذهب وتتناول الطعام مع احد والداك ؟ " رددت بويونج وهى تعقد ذراعيها امام ص*رها بينما هو قد ظهرت على وجهه علامات الجدية والحزن " انا يتيم " ردد كيوهيون لتشعر هى بوغزة داخل قلبها ثم لعنت نفسها داخليا لما ذكرت شيئا كهذا امامه ؟ " اسفة " رددت بندم ثم ابتسمت له وطلبت من صاحب المتجر ان يحضر الدجاج و الارز لكيوهيون وطلبت لنفسها العصير فقط ، لم يمر وقتا طويلا حتى عاد الرجل الى الطاولة محضرا الطعام
" ألن تتناولى الطعام معى ؟ " تسائل كيوهيون فنفت بويونج برأسها سريعا " لا فهذا سيصيبنى بآلام فى المعدة " اجابت سريعا وبدأت بتناول كأس العصير الذى وضع امامها " لهذا جسدك ضعيف هكذا " ردد كيوهيون ثم امسك قطعة من الدجاج وقربها من فمها
" ماذا تفعل ؟ " سألت وهى تنظر نحوه باستغراب " لا بأس قطعة واحدة لن تؤثر " قال وهو يبتسم بلطف مما جعلها غير قادرة على الرفض اكثر من ذلك تناولتها بويونج وبدأ كيوهيون يأكل طعامه ولكنه لطخ فمه
" انت تأكل مثل الاطفال " رددت بويونج بسخرية وهى تحدق به واشارت على فمه وحاول هو ان يمسح فمه ولكنه لم يستطع الوصول للمكان الملطخ اخرجت بويونج منديل من حقيبتها واقتربت من كيوهيون له فمه بينما كان قلب كيوهيون يخفق بشدة فى ض*بات متلاحقة ، لم يستطع ان يوقفها وبدأ ييأكل مرة اخرى ولكنه كان يأكل ببطء فى محاولة منه ان ينهى هذه الليلة وبينما وهو يأكل اسندت بويونج رأسها على الطاولة وغفت من كثرة التعب بعد يوم شاق من العمل
...
عند شيون وهينا " اسف لاننى تأخرت كان لدى شيئا على الاهتمام به " ردد شيون وهو يقف امامها محدقا بها " لا بأس دعنا نذهب الان " قالت هينا بابتسامة هى تتفهم كونه مشغولا طوال الوقت ورغم ذلك هو يهتم بها ويعيدها للمنزل حتى لا تعود فى وقت متأخر
وبدءا يتمشيان فى طريقهما للوصول الى منزل هينا ليقطع شيون حاجز ال**ت بينهما مجددا " غدا ذكرى وفاة اسرتى " ردد شيون بنبرة حزينة انتبهت لها هينا
" اعرف ذلك " قالت وهى تربت على كتفه " انتى دائما ما تتذكرين الامر " ابتسم وردد تلك الجملة بنبرة مهزوزة " سوف اتى معك غدا " قالت بابتسامة
" هل نجلس قليلا عند هذه الحديقة ؟ " سألها شيون فأومأت وجلسا على ذاك المقعد الخشبى بنهاية الحديقة وبدأ بتذكر كل ما حدث معه بالماضى
تذكر كل شئ ؛ تذكر انه كان يعيش فى قرية صغيرة فى الجنوب منذ خمس سنوات كان يعيش مع والدته ووالده واخته الصغرى فى سعادة حين جاءت هينا وعاشت مع عمتها بجوارهم بعدما توفى والدها ؛ كانوا يعيشون فى سعادة مطلقة حتى تمكنت هينا من نسيان ماضيها معهم ؛ حتى بينه وبين نفسه لا ينكر انه فى لحظات كثيرة كان منجذبا لهينا معجبا ب**ودها وحلمها الذى لم تتخلى عنه حتى بعد مامرت به من ظروف كانت كافية لهدم احلام اى شخص اخر ولكنه بعد ذلك اليوم المشؤوم بعد دخول اليابانيون الى هذه القرية قاصدين الاستيلاء عليها كما فعلوا مع غيرها من قرى كوريا بدأ يدوى فى اذنه صوت المدافع والرصاص وصراخ الاهالى وخطوات العدو على ارض قريته ومع علم القوات المسلحة الكورية بذلك الا انهم فضلوا ان يخسروا القرية واهلها على خسارة ارواحهم تذكر صراخ والدته واخته من النيران المشتعلة فى منزله تذكر الرصاصة التى رآها وهى تخترق قلب والده ... تذكر كل شئ لم يكن يريد تذكره الا انه يذكره كل عام فى ذلك اليوم اللعين وبعدها توفت اسرته جميعها وعمة هينا غادرت الى قرية اخرى ولكن هينا رفضت الذهاب معها والتخلى عن احلامها ووقفت بجانب شيون دائما وكانت تساعده كما كان يفعل هو بالضبط ولكنه بعد هذه الحادثة ماتت مشاعره بل ودفنت بداخله كما دفن كل شئ يذكره بالماضى كان يعيش فقط كجسد بدون قلب او حتى روح كل ما كان ينقصه هو دفن هذا الجسد الذى يمتلكه ولكنه فضل العيش كجثة هامدة حتى ينتقم من اليابانيون والشماليون الذين ابوا ان يدافعوا عن ارضهم رغم ما يمتلكونه من اسلحة ليستيقظ من عالم الماضى الذى كان يسبح به على صوت هينا " شيون ، شيون لقد تأخر الوقت هيا لنذهب الان " قالت هينا بهدوء ثم اومأ لها شيون ونهضان سويا
...
فى صباح اليوم التالى
فى منزل الفتيات بعدما استيقظت هينا ونارا
" ألم تستيقظ بويونج بعد ؟ " سألت هينا وهى تقف امام باب غرفتها " لا اعرف ، لنذهب ونوقظها " اجابت نارا ثم دخلن الى غرفة بويونج ولكنهم لم يجدوها بالداخل "'اين قد تكون ذهبت ؟ أم انها لم تعود منذ البارحة " تسائلت هينا بقلق " ربما ذهبت لرؤية والداها" بررت نارا وهى تحاول طمئنة هينا التى امسكت بهاتفها واتصلت على بويونج ولكن لا احد يجيب " بدأت اقلق " رددت نارا بتوتر وبعد فترة قليلة تسمع هينا صوت رسالة الى هاتفها فتفتحها وتكون من بويونج " لا تقلقكى هينا لدي شئ مهم سوف انهيه وآتى بسرعة " قرأ الاثنان الرسالة وعندها شعروا بالامان كونها بخير ولم تتأذى " حمدا لله انها بخير " زفرت نارا براحة " صحيح نارا سوف تأتى فتاة جديدة لتعيش معنا لقد اخبرنى صاحب المنزل انها ستأتى الليلة " قالت هينا بابتسامة وعندها ازداد حماس نارا " حقا ..هذا جيد سوف نحظى بصديقة جديدة " رددت نارا بحماس
...
فى منزل كيوهيون استيقظ بويونج ونظرت حولها ولكنها وجدت كل شئ غريبا هذه ليست غرفتها نظرت حولها مرة اخرى فوجدت كيوهيون نائما على الاريكة
" يااه ، اين انا الان ؟ " صرخت بخوف وعندها استيقظ كيوهيون فزعا على صوتها ولكنه اجاب ببرود " فى منزلى " " ومن الذى اتى بى الى منزلك ؟ " صرخت به مجددا " انا " اجاب ببرود مجددا وهو يفرك عيناه الناعسة " ماذا فعلت ايها الا**ق ؟ ؛ كيف تحضرنى لهنا ؟ " صرخت به وهى تنهض من مكانها
" كنت نائمة " اجاب كيوهيون ببساطة وكأنه لم يفعل شيئا " ولما لم توقظنى ؟ " سألته بويونج بعصبية
"لقد حاولت ان اوقظكى ولكنكى كنتى متعبة فنمتى دون ان تشعرى بشئ ولم اكن اعرف منزلك لذا احضرتك الى هنا " اجاب ببرود وكأنه لم يفعل اى شئ على الاطلاق " اذن انت تقول ان هذا كله خطأى " صرخت به مجددا " انا لم اقل ذلك ولكن هل كان يجب ان اترككى تنامين فى الشارع ؟ " اجاب ببساطة واعتلت ابتسامة وجهه " لا اصدق اننى نمت هنا طوال الليل " قالت بويونج بحزن وهى تمسك رأسها " بلى هذا ما حدث " اجاب ببساطة مما جعلها تستشيط غضبا " اين هاتفى انا لا اجده ؟ " تسايلت وهى تبجث حولها بعيناها ، فاخرجه كيوهيون من جيب بنطاله ومد يده به " بأى حق تفتح هاتفى هكذا او تأخذه " صرخت به مجددا لقد افقدها كامل صوابها "'لقد كان يرن وانا اردت النوم فأنتى لم تجعليننى انام طوال الليل " ردد كيوهيون وهو يبتسم بخبث فتوترت بويونج اكثر وشعرت ان هناك ما حدث بينهما بالامس وبدأ قلبها يخفق بسرعة اكبر بسبب توترها
" ما... ماذا تقصد ؟ " سألت بتعلثم " اقصد اننى لا استطيع النوم الا على سريرى وانتى اخذتيه منى البارحة .. ولكن ان كنتى تظنين شيئا اخر فلا مانع لدى ايضا " قال وابتسم بخبث وبدأ يقترب منها حتى اسندها الى الحائط حتى ابعدته بقوة وض*بت بويونج قدمه مماجعله يبتعد بتألم " ااه ، اااه لم اكن اعرف انكى تتقنين الدفاع عن النفس " صرخ بتألم " والان بعد ان عرفت احذر فى التعامل معى بعد الان ؛ انا سوف اغادر الان " قالت ثم تزجهت نحو الباب وفتحته ثم خرجت من المنزل بينما كيوهيون يصرخ خلفها " انتظرى سوف اوصلكى ربما لا تعرفين الطريق"
...
عند سومين بعدما وصلت الى سيول وكانت تحمل خريطة لتبحث عن الطريق المؤدى الى المنزل الذى ستسكن به ولكنها شعرت بشخص يتبعها
سومينpov
هل يمكن ان ابى عرف مكانى وارسل شخصا يتبعنى واكملت فى طريقها ولكنها شعرت به مازال يتبعها توقفت لحظة حتى تأكدت انه خلفها تماما و اخرجت من جيبها منديلا به م**ر ما ووضعته على فمه وبالطبع بعدما شمه فقد وعيه تماما و تأخذه سومين وهى تعانى فى حمله الى ذلك المبنى المهجور الذى كان فى نفس المنطقة التى كانت بها كل ذلك عرفته عن طريق الخريطة اسندته الى عمود ما داخل المبنى وربطته به بالحبل الذى كان بحقيبتها فهى تحمل ادواتها الخاصة معها دائما خوفا من رجال ابيها ومطاردتهم الدائمة لها وبعد فترة قليلة يستيقظ الشاب ، لما هو وسيم هكذا ؟ متى اصبح ابى يوظف شباب مثله ؟
" اين انا ؟ من انتى ؟ " ردد الشاب وبدأ يستعيد وعيه ببطء " انا من يجب ان اسأل هذا السؤال ؟ من انت ؟ " سألت سومين بحدة وهى تضع يدها بخصرها " هااى يا انتى ما الذى فعلته بى ؟ فكي قيدى الان " صرخ بها بكل طاقته "'من انت ؟ ومن ارسلك لتتبعى ؟ " صرخت به بالمقابل "'انا اسمى دونغهى ؛ و اتتبعك هل انتى رئيس الوزراء ام جاسوس لليابان لأتتبعكى ؟ ؛ كيف تجرؤين و تفعلين هذا بى ؟ " اجاب بكل ثقة
" ألست من رجال والدى ألم يرسلك لتتبعى ؟ " سألت سومين بتوتر عندما بدأت تستوعب انه لم يكن يراقبهت وانها قيدت الشخص الخطأ
فى هذه الاثناء ضغط دونغهى على زر فى ساعته فأخرجت الساعة سكين صغير بدأ يقطع به الحبل الذى كانت سومين تربطه به دون ان تشعر سومين
وبعد ان قطعه انتظر اللحظة حتى تقترب سومين قليلا ثم امسكها من يدها ووضعها خلف ظهرها ومسك بها جيدا "ماذا تقصدين ؟ رجال والدكى ! من يكون والدكى هذا ؟ " سأل بنظرة حادة وبدأ بحلل جملتها الاخيرة " أحقا ليس لك دخل بالامر ؟ ؛ ابى انه وزير .. " تذكرت سومين انها فى مهمة سرية ولا يجب ان تفصح عن هويتها فأدخل دونغهى يده فى جيبها واخرج بطاقة هويتها وقرأ " الاسم سومين المولد كوريا المسكن سيول جنوب كوريا اذن انتى من الجنوب ما خطب والدى وزير هذه هل تعانين من مرض نفسى ؟ او هل يمكن ان تكون هاربة من مشفى المجانين ؟ " سأل بحدة ونظر لها من اعلى لاسفل يتفحصها لا تبدو كأبنة وزير ابدا " يااا انت من التى تدعوها بالمجنونة هذا خطأ شائع يحدث دائما ؛ انا اسفة " رددت بندم " حقا يحدث دائما انها المرة الاولى التى اخ*ف فيها وتقولين انه يحدث دائما " سخر منها ببرود " قلت لك ظننت انك شخصا آخر لذا انا اسفة " اجابت بحدة
يتبع ...