جيداء بدهشة وذهول:
انت !!
رفع مروان رأسه عن الأوراق امامه وهتف بأبتسامة مهذبة:
انسة جيداء اتفضلي بابا بلغني بوجودك
تقدمت جيداء بِخُطى مرتبكة وهي مازالت تتطلع له بتعجب واندهاش عندما تذكرته اليس هذا الشاب ابن صديق والدها الذي تقدم لخطبة شقيقتها
جلست علي مقعد امام المكتب متحمحمة محاولة اجلاء حنجرتها لتتكلم:
انا جاية علي اساس انكل ابراهيم هو اللي هيعمل معايا الانترفيو
ابتسم مروان بلطف متحدثاً بمرح كي يبعد عنها ذلك التوتر الظاهر عليها:
اولا انتِ مش جاية تعملي انترفيو انتِ جاية بواسطة يعني اشتغلتي خلاص
احمرت وجنتي جيداء قبل ان تخفض راسها حرجًا فتحدث مروان بمرح مرة اخري عندما لاحظ احراجها:
وحد يطول سالم بيه الجمال يتوسطله يا ستي ارفعي راسك كده
ابتسمت له بخجل فأكمل هو:
وثانيًا انا اللي بدير الشركة هنا مش بابا ف انا اللي هعمل معاكي الانترفيو
رمقته ببتعجب قبل ان تتخلي عن خجلها قليلاً قائلة:
ازاي بتدير الشركة لسه ماسكها جديد يعني؟
حرك رأسه علامة النفي قائلاً بمرح:
لا جديد ايه ده انا اروح فيكوا في داهية ده شقي عمري ده
ثم اكمل بغرور مصتنع:
ده انا ماسك الشركة دي من وانا ٢٢ سنة
لم تستمع لبقية حديثة من الصدمة كيف ومراد قال انه شاب مستهتر وفاشل ولا يستطيع تحمل المسئولية ما مصلحة مراد في ان يكذب كذبة غريبة كتلك!!!!
اخرجها من تفكيرها صوت مروان وهو يقول بجدية:
انتي دارسة ت**يم فين؟
اجابت ومازال عقلها مشغول بردة فعل مراد وكلامه عن مروان:
انا مش دارسة ت**يم انا بحب الرسم بشكل عام بس اخدت كذا دورة ت**يم عشان بحب المجال ده
اومأ برأسه متحدثًا بهدؤ:
تمام جدًا كده هنطر نحطك تحت التدريب فترة بسيطة كتحسين مهارات
اماءت هي الأخري وعقلها يدور ذهابًا وايابًا في نفس الموضوع
*****************
بعد اسبوع في قصر الحسيني
في المساء جلس كلاً من مراد ورؤي ومني يشاهدون احد الأفلام بأندماج كان مراد يجلس بالوسط وعلي يمينه رؤي وعلي شماله مني
صرخت رؤي ومني برعب في نفس اللحظة عند مشاهدتهم لأحد المشاهد المرعبة في الفيلم فتمسكت كلا منهما بمراد الذي ضحك بصوت عالي علي خوفهم معلقًا:
اما انتوا جبنا اوي كده جايبين فيلم رعب ليه!!
دفنت رؤي وجهها اكثر بكتفه والمشهد المرعب يعاد مرارا وتكرارا في عقلها فأبتسم هو بحنو وجذب والدته ورؤي علي ص*ره ضامًا اياهم وهو يقول بصوت هادئ محاولا تهدائة رعبهما:
خلاص بقي بطلوا خوف هنغير الفيلم
صاحوا بصوت واحد:
لا لا متغيرش
-تصدقوا انكوا مجانين يعني بتصوتوا من الخوف وعايزين الفيلم بردوا !
لكذته والدته بعنف في كتفه هاتفة به بحنق:
تصدق ان انت متربتش ولا شوفت تربية بتقول علي مين مجنونة يا ولد يا قليل الأدب
رفع كلتا حاجبيه وهو يمسك كلتا يديها محاولاً ابعادها عنه وهو يقول:
اهدي ياست الكل انا اقصد رؤي اهدا ياعم العاقل في ايه
وضعت رؤي يدها علي خصرها بأحتجاج:
بتقول لرؤي بردوا !!..ده انت جبان
التفت لها مفلتًا يد والدته قائلاً بسخرية وهو يستعرض عضلاته الضخمة:
اه جبان اوي
فضيقت رؤي عينيها قبل ان تنظر لعمتها خلسه وتنقض عليه غارزة اسنانها في كتفه بينما امسكت به مني من كتفه الأخر معيقة حركته فأبعد هو رؤي بسهولة قائلاً بحنق وهو يحاول النظر لأثر عضتها:
يا بنت الجزمة
فشهقت الأخر وهي تحاول معاودة الكرة فأمسك هو بها بسهولة رافعًا اياها علي احد كتفيه فتعلقت به مني تض*به عدة ض*بات خفيفة لتجعله يُنزل رؤي فضحك مراد وحملها هي الأخري وهو يقول لهم بعنجهية رافعًا كلتا حاجبية:
مين الجبان دلوقتي بدل ما ارميكم انتوا الأتنين
ضحكت رؤي بمرح متمسكة به لكي لا يُفلتها فتبعت ضحكتها ضحكات مراد ووالدته المرحة ناشرة جو من السعادة ..
******************
في اليوم التالي في شركة الجمال كانت رؤي بمكتبها عندما سمعت طرق الباب ووالدها يطل عليها بجبين مقطب وملامح واجمة فأبتسمت خفية عليه وهي شبه تعلم مما هو مُستاء
وقف سالم قبالة مكتبها قائلاً بنبرة جامدة ظاهريًا:
فيه شاب جاي انهاردة قريب سعيد شريكي عايز يشتغل في شركتنا وانا عايزه اول شهر يكون تحت تدريبك انتِ
وقفت رؤي وهي تحاول كتم ضحكتها علي تعبيرات وجهه التي تشبه الأطفال تعلقت بعنقه وهي تبتسم فأشاح هو بوجهه بتذمر وكأنه طفل صغير:
وبعدين بقي في روح قلب رؤي اللي زعلان منها ده
قال بتذمر وهو يرمُقها بحنق:
وانا ازعل منك ليه اصلاً وبعدين انتِ يهمك في ايه خليكي عند عمتك ومراد اللي خلوكي تنسيني خالص يبقي ينفعوكي بقى
رفعت كلتا حاجبيها وهي تضحك بصوت صاخب بسبب نبرته الطفولية
فقال وهو يزيح يديها المتعلقة بعنقة:
اضحكي كويس انا ماشي
تمسكت به اكثر ودخلت بأحضانه ثم قالت بحنو وهي تبتسم:
محدش في الدنيا يقدر يخليني انساك انت رقم واحد في قلبي يا روحي ان
لم يقد علي تجاهل نبرتها فهي غاليته ومدللته فشدد علي احتضانها قائلاً:
مش باين يا ست رؤي
-يابابي هي فترة صغننة هغير جو وهرجع البيت صدقني لسه مش متقبلة غياب جيدا عن البيت
تن*د بحزن رادًا عليها بنبرة يشوبها القلق:
اول مرة تبعد عننا كده واول مرة احس ان انا مقصر من ناحيتها بالشكل ده ....رؤي هو انا وحش اوي كده؟
رفعت رأسها له تقول بلهفة:
ده انت احسن اب واحن راجل في الدنيا ليه بتقول كده يا بابا
ابتسم بحنين وهو يقول بأعين لامعة:
حنان كانت دايمًا تقولي كده كانت هي الوحيدة اللي بتشوف وشي التاني
قالت بأبتسامة حزينة عند تزكر والدتها:
ربنا يرحمها يارب
حاول الخروج من هذة الحالة فقال وهو يبتعد خارجًا:
رؤي هبعتلك انس اللي هيشتغل هنا في المكتب
ادركت انه يتهرب من الحديث عن والدتها لكي لا يبكي امامها ف*نهدت بحزن مجيبة اياه:
حاضر يا بابا مستنياه
***
بعد عدة دقائق سمعت صوت رجولي يستأذن بالدخول فقالت بصوت جدي:
اتفضل
دلف انس من باب المكتب وقلبه متلهف لرؤيتها لا يصدق انه سيراها بعد كل تلك الايام ولا يصدق ايضًا ان فتاة تجعله يشعر بكل تلك الأحاسيس الغريبة عليه لدرجة ان يفتعل الاعيب ملتوية لكي يصل اليها ويقضي اكبر فترة ممكنة معها حتي ولو كان سيُطر للعمل الذي لا يبغض شيء بمقداره
رفع رأسه بلهفة لتقع عيناه عليها وهي تولي كامل اهتمامها للأوراق امامها ناظرة لها بكل اهتمام وكم اسر قلبه مظهرها الجدي ذاك وخ*ف انفاسه
تحدث بصوت هادئ غريب علي نبرته تمامًا:
احم ازيك يا انسة رؤي
رفعت رؤي رأسها لتُرحب بالزائر فأنعقد حاجبيها بتعجب عندما تذكرت وجه ذلك الشاب الذي انقذها سابقًا فقالت بنبرة جدية هادئة:
اتفضل حضرتك
ابتسم انس عند سماع صوتها فرد عليها بصوت حاني:
انتِ مش فكراني؟
ابتسمت له مرحبة:
طبعًا فاكرة حضرتك وبجد شكرًا مرة تانية انا ممتنة ليه جدًا
ابتسم بأرتياح علي تذكرها له وقال بمرح وغرور مصتنع:
ابقي خدي بالك بقي المرة الجاية مفيش انس كل يوم عشان يلحقك قبل ما تقعي
ضحكت ضحكة قصيرة بسبب مزحته قبل ان تقول رافعة احد حاجبيها بنعومة لا تتعمدها:
لا مب**ك عملت انجاز خارق الصراحة
فُتن بحركة حاجبها وبضحكتها تلك فتحمحم قائلاً بصوت مبحوح وهو يتأمل عينيها الفاتنتين:
كفاية اني انقذتك انتِ ده اكبر انجاز
مُحت بسمتها عندما لاحظت نبرة صوته ونظرته تلك ثم قالت بصرامة:
نشوف شغلنا؟
شعر بأستيائها فشتم نفسه سرًا هل كان يجب علي ل**نه الغ*ي النطق بتلك التراهات ليغضبها
مر بعض الوقت ورؤي تشرح لأنس بعض الأعمال الموكل بتائديتها وشرح بعض التفاصيل عن اسلوب الشركة في التعامل مع العملاء ونظام عملهم الي ان انتهت وانس يتظاهر بالغباء لكي تُعيد عليه الشرح مرة ومرتين لكي يحظي بأكبر وقت ممكن في تأملها
تكلمت رؤي بعد فترة بصوت منهك بعض الشيء:
ها كده تمام
اماء برأسه وهو يقول بصوت خافت:
تمام جدًا
فأشارت رؤي بيدها لباب المكتب وهي تقول:
كويس..ممكن تتفضل دلوقتي
شعر ببعض الأحراج ولكنه قال سريعًا قبل ان تكمل هي كلامها:
احم رؤي اقصد انسة رؤي انا اسف علي طريقتي معاكي مش قصدي والله ابان قليل الذوق مكنتش اقصد بكلامي حاجة ومش عايز المعاملة بينا تبدأ بمشاحنه
ابتسمت بمجامله وهي تتطلع لحاسوبها الشخصي:
ولا يهمك يا استاذ انس انا مازعلتش
ابتسم وهو يمد يده اليها:
يعني صحاب
نظرت له بدون ان تمد يدها قائلة:
معلش وانت طالع يبقي قول للسكرتيرة تجهز للميتنج
انزل يده قبل ان يقول بنبرة غير راضية مخفيًا غيظه منها تلك المغرورة :
علي فكرة انا مدتلك ايدي من الذوق لما حد يمدلك ايده للسلام تسلمي
رفعت عينيها من علي الحاسوب الخاص بها وقد احتدت نظراتها ولكنها كانت اكثرَ ف*نة:
ومن الذوق بردوا ماتمدش ايدك لبنت وانا ماتعودتش احط ايدي في ايد حد
ذُهِلَت ملامِحهُ مِن ردها قبل ي**ُتَ مُفكِرًا إِنها صعبة المنال مُعقدة الحل كميكانيكا الكم تحتاج للتعمُق والفهم وان تغوص داخلها وإِلا فلن تحصُل علي النتيجة الصحيحة هي كشاطئ البحر لا تعلم متي تثور او متي تكون هادِئة تُصيبُك بالحيرة ايجب عليك الغرق في تفاصيلها ام يجب عليك الهرب من سحرها كي لا تُصيبك لعنة النداهة لتأخُذك لأعماق اعماق البحر وتودي بِك صريعًا غارقًا بمحض إِرادتك مُبتسمًا مُعطيًا لها عقلق لتتحكم بِه كُليًا..
ارغم نفسه علي الخروج من سحر حضورها واتجه بخطوات واثقة صوب باب المكتب قاصدًا الخروج وترتسم علي شفتيه ابتسامة تدل علي زيادة اصراره للحصول علي تلك الفاتنة..
******************
في فيلا سعيد
وضعت يدها علي شفتيها شاهقة بعنف شاعرة بلهيب حارق داخلها وقد نشبت نيران الحزن والحسرة بقلبها عندما فتحت حالة الواتس اب الخاصة بانس وقرأت كلماته وغزلة بلون العيون الفيروزي والتي هي متأكدة بأنه يقصد رؤي بكل كلمة قد كتبها... لعنت رؤي ولعنت انس انها تكرههم.. انخرطت في نوبة بكاء عنيفة وهي تض*ب علي قلبها بعنف متمنية توقف دقاته..
في الأسفل جلست كلاً من عايدة وسعيد وعدي في بهو الفيلا يتجازبون اطراف الحديث
قال سعيد بصوت صارم بدون ان يكلف نفسه عناء النظر الي عدي وهو يُمسك بالجريدة في يده:
انت يا ولد يا عديم الفايدة يا مستهتر ماروحتش الشركة انهاردة لييه؟!!
تحدث عدي بتأفأف غير ظاهر:
وماله لما اخد يوم اجازة يا بابا اجرمت يعني
رمقه بأمتعاض قبل ان يقول بنبرة ساخرة:
ومالة يا حبيبي ما انت ماشاء الله عليك مقطع نفسك في الشغل يا نن عين امك
زفر بصجر من والده ومن كلماته تلك قبل ان يولي كل اهتمامه لوالدته التي تُريه صورة فتاة علي هاتفها قائلة:
بصي يا دودو يا حبيب ماما البنت القمر دي ايه رأيك فيها
نظر لصورة الفتاة بعبث وهو يقول:
حلو اوي يا ماما دي مرتبطة دي؟
نفت برأسها بحماس متحدثة:
لأ مش مرتبطة ايه رأيك نخطبهالك
اومأ عدي سريعًا رادًا عليها بنفس الحماس:
يا فاهمني انت
ثم تمعن في النظر للصورة وقال:
اسمها ايه المهلبية ؟
-اسمها شروق بنت طنطك درية
ص*رت منه صافرة اعجاب وهو يتحدث بحالمية:
ما هي اكيد طالعة صاروخ كده للست الوالدة
ثم نظر لوالدته بجدية وهو يقول:
بس مش عشان بنت صاحبتك بقي وكده هتعترضي لو جيت اتجوزت عليها هروح مطلقهالك وانتِ حرة انا ناوي اتجوز اكتر من واحدة
ربتت علي كتفه وهي تُلقي الهاتف بجانبها:
وماله يا روح ماما انت الف مين تتمناك الشرع محللك طالما انت حابب كده
-اصل بنات اليومين دول بقت طقة منهم بقي والغرور راكبهم وتيجي بقي تعترض ان يبقالها ضُرة وتعمل شوية دراما مالهمش لازمة انا الشرع اباحلي كده ايه هنكفر
تكلم سعيد وهو مازال يضع قدم علي الأخري ويمسك الجريدة اليومية في يديه يقراءها بتمعن:
الا قولي يا عدي انت صليت امبارح كام فرض؟
تطلع اليه عدي بخجل قبل ان يتحدث بأرتباك:
ان شاء الله يا بابا من بكرة هبدأ اصلي انا نويت خلاص
التوت جانب شفتيه بأبتسامة ساخرة وهو مازال يُمعن النظر للجريدة في يده:
طيب يا حبيبي التزم بفروض دينك الأول وبعدين نبقي ندور انا وانت وماما علي الحاجات اللي الدين ابحهالك
هتفت عايدة بأستنكار موجهة حديثها لسعيد:
انت قصدك ت**ف الولد صح وفيها ايه يعني ابني مال ووسامة والله اكبر عليه طول بعرض مش ناقصه حاجة لما يتجوز مرة واتنين وتلاته كمان هما يطولو
ثم حركت كتفيها قائلة بتأكيد:
وبعدين اكيد هيبدأ صلاة من بكرة زي ما قال ربنا غفور رحيم
رفع رأسه عن الجريده ناظرًا لها بتأمل قبل ان يقول وهو يعتدل في جلسته:
يعني انتِ متقبلة فكرة التعدد يا حبيبتي
اومأت برأسها قائلة:
مثني وثلاث ورباع مش حرام
ابتسم قائلاً:
طب كويس والله وفرتي عليا مقدمات كتير جدا طلعتي ست جميلة ومتفهمة
توجست ملامحها
فأكمل هو ببساطة:
انا ان شاء الله ناويت اتجوز عليكِ
شهقت عايدة مستنكرة قبل ان تهب واقفة قائلة بغضب وقد اشتعلت حدقتيها:
انت اتجننت يا سعيد عايز تتجوز عليا انا!!
حرك شفتيه قائلاً ببساطة شديدة:
وفيها ايه يا حبيبتي مثني وثلاث ورباع
******************
في المساء بقصر الحُسيني
بعد العشاء كانوا يجلسون في حديقة القصر ومُراد يُرسل لرؤي نظرات متأملة وهي تتحاشي النظر له وقد غذت الحمرة وجنتيها بشدة فقال مُراد موجهًا كلامه لوالدته وهو مازال ينظر لرؤي:
ماما هي الفراولة حلوة كده ليه انهاردة
رفت مني عينيها من هاتفها محولة انظارها اليه وهي تعقد ما بين حاجبيها قائلة:
فراولة ايه دي انت اصلاً مابتحبش الفراولة!!
بينما فهتم رؤي مقصده وازداد احمرار وجنتيها وهي تحاول تصنع الأنشغال بأي شيء فهتف مراد بنبرة هائمة:
ومين مايحبش الفراولة ده يبقي متخلف
حركت مُني عينيها بينه وبين رؤي التي تتململ في جلستها ويظهر عليها الخجل الشديد فقالت بخبث وقد ادركت مقصده:
اه يا لئيم
قهقه مراد بصوت رجولي وهو مازال يتأمل رؤي ثم تن*د بعشق قبل ان يقطع وصلة تأمله صوت رنين هاتفه فأجاب المتصل سريعًا فور ما علم هويته :
ايوه يا عبيد الأمور تمام؟
**ت قليلاً يستمع الطرف الأخر ثم صاح بحدة وغضب للمتحدث:
ازاي يعني وانتوا كنتوا فين يا روح امك انت وهو ولا انا مشغلكوا د*كور
تحدث المدعو عبيد بصوت مرتبك:
انا اسف يا مراد بيه بس..
قاطعه مراد بصرامة:
انت تخرس خالص وماتبررش اهمالك يا استاذ اقفل وانا هتصرف
ما ان انهي مراد مكالمته حتي قالت مني بقلق:
في ايه يا مراد قلقتني
وضع الهاتف في جيب بنطاله والتفت لها قائلاً بهدؤ كي لا يخيفها:
لا مفيش حاجة يا ماما ماتقلقيش دي مشكلة بسيطة في المزارعة في الصعيد
مُني بجبين مقطب:
وانت كده هتطر تروح الصعيد ولا هتبعت حد يحل المشكلة؟
حرك مراد رأسه وهو يولي اهتمامه علي الطعام امامه:
لا انتِ عارفة المزرعة دي غالية عندي قد ايه مش هطمن الا لما اشوف المشكلة بنفسي
لمعت عيني رؤي بحماس هاتفة:
مراد وحياتي عندك نروح انا وانت وعمتو انا نفسي اروح الصعيد جدا بلييذ
كاد ان يرفض رفضًا قاطعًا ولكن رؤية تلك اللمعة السعيدة في عينيها ورؤية حماسها الطفولي الذي اعتاده مؤخرًا والذي يجعل قلبه يدق بسعادة و
***ة جعله يقول بعد لحظات من **ته وهو يتأمل ملامح وجهها بشغف:
موافق يا ست رؤي بس نسمع الكلام هناك بلاش عند
اتسعت ابتسامة رؤي لتظهر اسنانها اللؤلؤية ثم رفعت له اصبعيها السبابة والأبهامة علامة الوعد قائلة بحماس:
حاضر اوعدك
ابتسم لا اراديًا علي فعلتها شاعرًا انها طفلته الصغيره لا حبيبته التي يتمني وصلها اليوم قبل الغد
بادلته الأبتسامة قبل ان تنظر لهاتفها بسبب رنينه وهي تزفر بضجر بسبب هذا الرقم المجهول الذي يهاتفها منذ الصباح فوقفت تبتعد عنهم بحنق بسبب هذا الشخص المجهول ثقيل الدم :
عن اذنكوا
بينما تأمل مراد ابتعادها بريبة بسبب ملامح وجهها الحانقة
*************
اجابت بصوت حاولت جعله صارمًا:
الو مين معايا
اتاها رد الطرف الأخر سريعًا والذي ما كان سوي انس:
انسة رؤي ازيك عاملة ايه انا رنيت عشا..
تحدثت بضجر مقاطعة ايه:
انت جبت الرقم منين؟
وصلها صوته وهو يقول:
اخدته من انكل سالم مكنتش اعرف ان ده هيضايقك انا بس حابب اسألك عن شوية حاجات في الشغل
-والحاجات دي متتأجلش لبكرة؟
-احم تتأجل اكيد بس حبيت اعرفك رقمي عشان الشغل وكده ابقي سجليه بقي
-تمام هسجل الرقم حاجة تانية يا انس
-لا تمام اسف جدا علي ازعاجك
قالت بلطف مجيبة اياه عندما احست بفظاظتها السابقه معه:
ولا ازعاج ولا حاجة يا انس ولا يهمك مع السلامة
لم تكد تغلق الهاتف عندما اتاها صوت مراد الغاضب من خلفها:
مين انس ده؟!!!
التفتت له وقد اجفلتها نبرته وارعبتها فقالت بأرتباك بعض الشيء:
ده واحد شغال جديد معانا في الشركة
صاح بها بحدة:
وهو اي حد معاكِ في الشغل بياخد رقمك عادي
عقد حاجبيها من سؤالة فأجابت ببساطة:
اه وفيها ايه؟!
امسكها مُراد بعنف معتصرًا ذراعيها وهو يهدر بها:
اه سهلة خالص وفيها ايه يا محترمة انتِ اتجننتي ولا اتهبلتي في عقلك!!!
توسعت حدقتيها من الذهول قبل ان تشل اطرافها من فرط الصدمة عندما اكمل بصياح:
ممنوع حد غيري يكلمك انا بس انا بس يا رؤي اللي اسمع صوتك انتِ كلك علي بعضك ملكي انا بس بتااعتي اناا فاااهمة ولا لأ
تعالت دقات قلبها بشكل عنيف وقد زادت وتيرة تنفسها وزاغت عينيها من نظراته المُربكة فقالت بصوت خافت:
انت مجنون؟
شدد يديه علي ذراعيها بقوة المتها وهو يصرخ بها:
ايوه مجنون مجننون اتجننت من يوم ما حبيتك...
يتبع❤