الفصل السادي

3216 Words
الم يُخبركِ إِرتِجافَ كفي؟! ألم تُخبركِ دقاتُ قلبي؟! ألم تُخبركِ عيناي الهائمتين بكِ؟! ..بأني عااشق *************** بعشقك يا رؤي بعشقك بحب كل حاجة فيكِ نطق مُراد بهذا الكلام وهو ينظُر في عينيها بوله بادلتهُ اياه وهي تُخلل اناملها الناعمة في شعيرات ذقنه القصيرة قالت بهمس اظهر بحة صوتها المُغرية: وانا بعشقك يا مُراد بموت فيك يا عيون رؤي وروح رؤي تن*د بحرارة من كلِماتها التي تخللت في ثنايا روحة لتُحييها ثم ابتسم بعشق وهو يشعُر بشفتيها تلثم ذقنه الشائكة بنعومة قاتلة وتُمرر اناملها علي ملامح وجهه بِبُطئ سمع صوتها المُدلل مرة اُخري يقول برقة بالغة: مُراد مرر عيناه علي ملامحها بشغف قائلاً بخفوت من اثر المشاعر المُسيطرة عليه: نعم يا اغلي ما في حياة مُراد ابتسمت له ابتسامة غريبة قبل ان يظهر وميض قوي في عينيها وهي تقول : تعرف اني مابكرهش حد قد ما بكرهك مُحت ابتسامته و ينظُر لها بعدم تصديق وذهول فص*ر منها ضحكة عالية قبل ان تلف يدها حول عُنقه قائلة بصوت كالفحيح: بكرهك وبتمني موتك انهاردة قبل بكرة وهخلص عليك وانت مش هتقدر تمنعني ثم اقتربت من وجهه بشدة وعينيها تُحدق في عينيه بشر قائلة ببغض وهي تُمرر يدها بنعومة علي احدي وجنتيه: عارف ليه مش هاتقدر تمنعني؟! عشان بتحبني وحبي ده هيموتك هيقضي عيك نظر اليها بصدمة وقد شُل ل**نه قبل ان يشعُر برؤي تبتعد عنه وتهرُب بخطوات سريعة فمد يدهُ ليُمسكها ولكنها قد ذهبت وتركتهُ حاول تحريك جسده للنهوض خلفها ولكنهُ كان كالمُكبل بسلاسل حديدية صرخ بصوت جوهري: ررررؤي ماتسبنيش يارؤييي انتِ فييين رررؤؤي انتفض من منامه فزعًا وجسده يتصبب عرقًا وص*ره يتحرك بطريقة عنيفه من اثر تنفسه المضطرب حرك يده بقوة علي وجهه وهو يستعيذُ بالله بسبب هذا الكابوس السيء بل شديد السؤ يا الله امسك كأس ماء من علي الكومود بجانب فراشه يرتشف منه بأنهاك يبدوا ان حالة رؤي التي كانت بها بالأمس قد اثرت عليه بشدة انها المرة الأولي التي يراها منهارة وضعيفة لهذة الدرجة وكم انفطر قلبه عليها... مرر يده علي جبينه بحزن وهو يتذكر احداث امس فلاش باك قال بذهول وعدم تصديق: انتي بتقولي ايه يا رؤي انا وجيداء عمر ما كان فيه بينا حاجة طول عمري بعتبرها زي اختي رمشت بعيناها بعدم تصديق ودموعها مازالت عالقة بأهدابها ابتلعت ل**بها بتوتر قبل ان تقول: ازاي يعني انت انت وجيدا مش بتحبوا بعض!!! نفي برأسه بقوة وهو يمسك كتفيها بثبات قائلاً: انا وجيدا كل اللي بينا صداقة واخوة مش اكتر انتِ جبتي الكلام ده منين اصلا يعلمُ انهُ انهُ اناني بل شديد الأنانية ولكنهُ في سبيل حُبه لرؤي قد يفعل اي شيء حتي لو علي حساب جيداء تلك الفتاة الرقيقة التي لَطالما اعتبرها شقيقة له لكن مشاعرها هي كانت مختلفة لم يكن يري مشاعرها او كان يقنع حاله بأنها ليست حقيقية وليس من الممكن ان تكن له مشاعر من هذا النوع كيف لها ان تفعل وهو يعشق شقيقتها تلك الواقفة امامه عشق كالمرض الخبيث يسكن كل خلية من خلاليا جسده حاولت السيطرة علي مشاعرها ودقات قلبها العالية ثم اخذت زفيرًا قويًا قبل ان تقول برجاء محاول اسناء مشاعرها اتجاهه جانبًا الأن من اجل ابقاء شقيقتها امسكت بقميصة ناظرة له بتوسل وهي تقول بصوت مُرتجف: حتي لو مفيش بينكوا حب بس هي بتعزك وبتسمع كلامك يا مراد ارجوك ماتخليهاش تمشي وتسيبنا انا عمري ما قولتلها كده بس انا بحبها اوي مش هقدر اعيش من غيرها ارجوك قالت اخره كلماتها واجهشت في بكاء مرير وهي مازالت تتمسك بِه بقوة ، بينما مراد لم يحتمل انهيارها فحاوطها بين زراعيه عاصرًا اياها في احضانه بقوة وهو يقول بنبرة حانية: هكلمها يا رؤي هكلمها وافهم في ايه بس ارجوكِ انتِ ماتعيطيش مش متعود اشوفك كده ياحبيبتي اهدي شدد علي عناقها اكثر بمؤازرة مُربتًا علي ظهرها برقة وحنان بينما بكائها يزداد وهي تدفع نفسها اليه وكأنها تُريد منه امتصاص المها كانت تبكِ بأنهيار لدرجة انها غفلت عن تلك الكلمة التي تفوه بها مراد "حبيبتي" في اي وقت اخر كان من الممكن ان تقفز فرحًا اما الأن فهي مُغيبة عن العالم وعنه ايضًا فقط تُريد دعمه الا يقولون ان الدعم والمواساه عندما تأتي من اُناس نحبهم تكون اكثر فاعلية استمعت لصوت عمتها الحاني اتٍ من خلفها: اهدي يا رؤي يا حبيبتي اكيد سالم مش هيسمحلها تمشي ولا احنا هنسمح بكده بطلي عياط ثم التفتت لمراد بجدية: انا هطلع البس بسرعة جهز انت العربية وحاول تهدي رؤي ****************** امسك سالم كف يدِ جيداء بصرامة وهو يصيح بها محاولاً جذب حقيبة سفرها: انتِ رايحة فين انتِ اتجننتي ولا كأني ابوكِ طالعه كده عادي اصلها سايبة صرخت به بقهر وهي تسحب يدها من يده بِعُنف ودموعها تهطل بغزارة: ابويااا!!!!!! ابويا ازااي تعرف ايييه عني تعرف ايه انت مايهمكش في الدنيا دي غير رؤي وكأني مش بنتك امتي خدتني في حضنك زي مابتعمل معاها ولا امتي جيت قولتلي احكيلي عن يومك وعملتي ايه في المدرسة عمرك جيت قولتلي زعلانة ليه ولا عمرك حتي فتحت عليا باب اوضتي بليل شوف*ني ان كنت بردانة بموت فيا حاجة عمرك ما كنت في حياتي حاجة اساسا انت كل اللي يهمك رؤي وبس وانا جايبني من الملجأ انا انا بمووووت يا بابا انا خلاص مابقتش عاايزة اعيش تعرف كام مرة وانا صغيرة فكرت في الأنتحار تعرف كام مرة بكييت في اوضتي بليل عشان مليش حد وحاسة ان الكل نابذني ومش عايزني قالت هذا الكلام وانهارت تبكي بقهر وهو ينظر لها بذهول وصدمة -جيداء فيكِ ايه مالك صرخت في وجهه بقوة: جاي دلوقتي تقولي فيكِ ايه خمسة وعشرين سنة بتتجاهلني ومأهملني كأني مش بنتك وجاي دلوقتي بتسأل **ت بصدمة وكلام جيداء يخترق قلبه كالسهام هل اهمل ابنته لتلك الدرجة لتنهار بهذة الطريقة ؟!! -جيداء اهدي انا اسف بس اهدي مين اللي زعلك في اييه فهميني حركت رأسها بعنف قبل ان تقول بصوت حاد مبحوح من اثر البكاء: انا عايزة اسافر ارجوك يا بابا سيبني اسافر مش عايزة اقعد هنا تن*د سالم بنفاز صبر وقد اصابه الأنهاك من فرط التفكير في سبب سفرها وفي تلك اللحظة كان كُلاً من رؤي ومراد ومني يدلفون من باب الفيلا فأغمض سالم عينيه بحزن بينما اقتربت مني من جيداء بخطوات سريعة قائلة بلهفة وهي تنحني اليها في موضع جلوسها: جيداء انتِ قاعدة كده ليه!! بكت جيداء بشكل اعنف وهي تُمس كف يدها قائلة برجاء: بالله عليكِ يا عمتو خليه يسبني اسافر انا مش عايزة اقعد هنا شهقت مني بقوة قائلة بأستنكار: يسيبك تسافري فين يا بنتي استهدي بالله كده احتضنت رؤي والدها وهي تبكِ بينما وقف مُراد لاعنًا نفسه لأنه من تسبب لها في تلك الحالة التي هي عليها قبل ان يقول بت**يم موجهًا حديثه لخاله: خالي لو سمحت عايز اتكلم معاك في اوضة المكتب كاد سالم ان يرفض ولكن مراد اصر وهو يقول مرة اخري بت**يم: لو سمحت يا خالي زفر سالم بقلة حيلة وهو يبعد رؤي عن احضانه برفق متجهًا خلف مُراد ب**ت ***************** في غرفة المكتب جلس مراد امام سالم متحدثً معه بروية: سيبها تسافر يا خالي جيداء محتاجة تتبني من جديد وتتعرف علي الناس اكتر وده مش هيحصل الا لو خرجت من القوقعة الوهمية اللي هي محاوطة نفسها بيها رفع سالم رأسه بتعجب فمراد ليس بالشخص المتفتح البتة فكيف يقول هذا الكلام : انت يا مراد بتقول كده ازاي اسيبها يا ابني في وسط ناس معرفهمش ازاي اقبل انها تبعد لوحدها دي بنت!! -انا واثق في جيداء وواثق انها محترمة وعمرها ماتعمل حاجة غلط وصدقني تحت اي ظروف تانية انا كنت همنعها بس جيداء محتاجة تعتمد علي نفسها وتواجه الحياة لوحدها وفي نفس الوقت تبقي تحت عنيك قال سالم بعدم فهم: ازاي مش فاهمك!! قال مراد بجدية : اقصد ان جيداء معاها كورسات كتير في ت**يم الأزياء وموهوبة في المجال ده وصاحب شركة الدميري للأزياء صاحبك الروح بالروح كلمه وخليها تشتغل هناك وانا هدورلها علي بيت تقيم فيه الفترة دي وهخلي معاها مرافقة وكده تبقي تحت عنينا احسن ما تنشف دماغها وتسافر من وراك وجيداء مش قاصر يعني ممكن تعمل كده وضع سالم رأس بين راحتيه متن*دًا بأستسلام وقد اقنعه كلام مراد بينما حجز مراد لها تذكرة طيران علي اول رحلة متوجهها الي فرنسا والتي كانت علي بعد ساعات قليلة واوصلوها للمطار تحت بكاء رؤي وتجاهل جيداء لها واصرار والدته علي اخذ رؤي فترة لتقيم معهم الي ان تتحسن نفسيتها.. باك ***************** في صباح اليوم التالي نزل مُراد الدرج بثبات وهيبة ظاهريًا بينما بداخله لهفة كبيرة لرؤيتها وجدها تجلس مع والدته مُرتدية ملابس بيتية فتوجه اليهم مُترئسًا طاولة الطعام مُلقيًا عليهم تحية الصباح بينما يختلس نظرات الحب لرؤي الشاردة اما هي فما ان شعرت بوجوده وتخللت رائحة عطره حواسها حتي ارتبكت ولم ترفع عيناها عن صحنها بسبب التوتر الذي داهمها وتلك الرجفة المحببة الغير ظاهرة للعيان حاولت ان تتماسك و مازالت صافنة في طعامها الي ان صدح صوت هاتفها فردت عليه بلهفة وكأنها نجدة من السماء بينما انتبهت كل حواس مراد بفضول لمعرفة هوية المتصل تكلمت رؤي بعدم اهتمام: الو يا ريناد **تط قليلاً تستمع للطرف الأخر ثم ردت بضجر: مش قادرة اخرج انهاردة روحوا انتوا تحدثت معها للثوانِ قليلة ثم اغلقت الهاتف واضعة يدها علي ظهر رقبتها تُدلكها بأنهاك بسبب بكائها ليلة امس ونومها بغير فراشها فقال مُراد بهدؤ موجهًا اليها كلامه وهو يأكُل: رؤي انا مش عايزك تكلمي البنت دي تاني عشان مش كويسة قطبت ما بين حاجبيها بأستنكار قائلة: ازاي تقول عليها مش كويسة مش من حقك تتكلم عنها كده في غيابها ترك شوكة الطعام من يده والتفت لها : انتِ مشوفتيهاش اليوم اللي اخدتك فيه من عيد ميلاد صاحبتك كانت بتتصرف ازاي بكل بجاحة وقلة ادب ردت بصوت مُستهزء: شوفتها وشوفت كمان انك شاركتها نفس البجاحة وقلة الادب ماكنتش لوحدها معني كده ان انت كمان مش كويس -البنت المفروض تكون خجولة ومحترمة انما انا راجل اعمل اللي انا عايزه محدش هايقولي انت بتعمل ايه -وهو الأحترام بقي حكر علي البنات بس وانا معرفش !! قلب عيناه بملل وهو يقول: رؤي بطلي مناهدة ولماضة وخلاص فكري بعقل شوية وبلاش شغل حقوق المرأة ده انتِ في مجتمع شرقي فيه الراجل راجل والست ست قالت بأنفعال ونفاذ صبر: يعني ايه الراجل راجل والست ست وليه دايما لما حد حد يكلم اي راجل عن الاحترام يدخلولنا بحتة اننا بندافع عن حقوق المرأة اللي هي اصلا مش موجودة تحسوا بندوسلكوا علي الزرار لما بنعيب في اخلاقكوا وضع مُراد يده علي وجهه وهو يقول بنفاز صبر: ياستي اخلاقنا زفت بس في الأخر اي راجل لما ييجي يتجوز هايتجوز البنت المحترمة اللي محافظة علي قلبها ولو كان مصاحب نص بنات الأرض رفعت طرف شفتيها بسخرية وقد اجتاحت اوصالها حالة من الكره لكل الرجال بسبب كلامه المستفز: سبحان الله يا اخي الواحد منكوا يبقي بتاع بنات ومدورها ومتاح لأي ست عادي يشوف الشقرا والسمرا ويصاحب دي ودي ويبص لأي شيء مؤنث يعدي من قدامك ، انما اللي هايتجوزها لازما تكون بكارتونتها قطة مغمضة بنت عفيفة وشريفة محدش لفت نظرها قبلك تكون شيفاك الراجل الوحيد في العالم ودنيتها وحياتها دايرة حوالين شمسك ! ومين قالك بقي انها بعد ما حافظت علي قلبها ونفسها للي يستاهل هيكون انتَ اللي يستاهل وانتَ كنت حافظت علي نفسك وقلبك ليها زي ما هي عملت عشان تختارك!!! قال بصوت بربري رادًا عليها: انا راجل والراجل مايعيبوش حاجة انما البنت لازما تكون محافظة علي نفسها وتبقي عفيفة عشان جوزها واللي تعمل غير كده تبقي ماتربتش ولا خرجت من بيت راجل رفعت سبابتها في وجهه قائلة بحدة: اولا الواحدة مطلوب منها تحافظ علي نفسها عشان ماتغضبش ربنا مش عشان بني ادم وثانيا بقي انتوا ليه بتربطوا العفة بالبنت!!؟ العفة للراجل وللست اللي عف نفسه عن حاجة مش بتاعته وماتحللوش ،المبادئ والقيم مش علي مزاجك يا استاذ مراد وما بتتجزئش وزي ما انتوا بتقولوا علي البنت اللي عرفت رجالة كتير مش محترمة فالراجل اللي عرف ستات كتير من وجهة نظري الشخصية بيبقي رخيص لأن الحاجة المتاحة لكل الناس بتبقي من غير سعر وحضرتك ماشاء الله كنت متاح لكوكب زُمردة كله لاحظ مُراد تنفسها العالي ووجها الذي غزته الحُمرة من فرط الإنفعال فقال بصوت ذاهل: انا ليه حاسك خرجتي من الموضوع وبقيتي بتهاجميني انا!! كتفت ساعديها وهي تقول بسخرية: والله اللي علي راسه بطحة وبعدين يعني ليه نحكم عليهم بكده ما يمكن طريقة تربيتهم واهاليهم والبيئة اللي نشأو فيها هي اللي غلط اشار لها بالرفض: مش شرط علي فكرة عندك انتِ مثلا ابوكِ مدلعك دلع مبالغ فيه وسايبلك الحبل علي الأخر وطلعتي محترمة من نفسك هل عمرك اتجرأتي مثلا وكلمتي ولد ولو عن طريق الصدفة حتي عشان كان زماني قاتلك ودافنك دلوقتي لم تعقب علي جملته الأخيرة التي قالها بشراسة وكأنها فعلت هذا بالفعل: بردوا حتي لو هما مش محترمين ومالهمش مبرر فالاحترام مش بيتجزء ومبادئنا مش هتتغير لمجرد ان اللي عمل الحاجة دي راجل او ست ثم التفتت لمُني التي تُراقبهم بأستمتاع فرؤي الوحيدة التي يمكنها مجابهة ولدها الوقح والمُتبجح ذو الرأس اليابس: ولا انتِ ايه رأيك يا عمتو ابتسمت مُني مُشجعة اياها وهي تقول: والله يا قلب عمتو معاكِ حق الأحترام مالوش علاقة ببنت او ولد البني ادم المحترم محترم وسواء بقي بنت او ولد فالشخص اللي عنده علاقات كتير ده مش بيحافظ علي نفسه وبيخلي نفسه متاح والحاجة المتاحة للكل عند الناس المحترمة اللي بتقدر قيمة نفسها مش بتبقي مرغوبة فهم مُراد مقصدها فرد بعنجهية وثقة: والله انا عمري ما بدأت كلام مع بنت هما اللي بييجوا يجروا ناعم ومحدش يقول للناعم لا ثم غمز بعينيه لها ونهض ببرود وابتسامة مستفزة ترتسم علي شفتيه بينما اصتكت اسنانها بغيرة من كلامه فقالت بأنفعال لعمتها: ابنك ده جبله ولا كأننا عطيناه محاضرة اخلاقية دلوقتي اشاحت مني بيدها: لو قعدتي من هنا للسنة الجاية ده دماغه ناشفة عقلية صعيدي زي ابوه كان مقفل زيه كده الله يرحمه زفرت بحنق: والمشكلة ان اللي يشوفه في المؤتمرات والندوات وهو بيتكلم يقول قد ايه جانتي ومتحضر استنكرت مُني حديثها قائلة: مراد ابني متحضر وجانتي! اتقي الله ده لو عليه كان لغي تعليم المرأة من زمان ربنا يعين بناته في المستقبل ********************** دخل مكتبه المشترك بينه وبين نهي وهو يُنادي عليها باحثًا عنها بعينيه زفرت بضجر وهي تقول: عايز ايه اقترب من مكتبها وانحني امامها مُرتكزًا بيديه عليه والفضول يلتمع في عينيه قائلاً: متعرفيش شرشبيل الشرير جاي قالب خلقته ليه انهاردة يابت يا نهي اشتعلت عينيها وهي تقول بحدة: متقوليش يابت واحترم نفسك ضيق عينيه رامقًا اياها بأشمأزاز وقد انتصب واقفًا: تصدقي ان انتِ مالكيش الا التهزيق ومش نافع معاكِ المعملة الحلوة وماله اسم جعفر ما هو كان لايق عليكِ لازمًا اعمل فيها ذوق واندهلك يابت ده انتِ حتي عار علي البنات الا ما فيه مرة جيتي ف*نتي علي حد ولا مسكتي في سيرة حد وكبيتي كل اللي عندك زي بقية البنات عيلة خبيثة ومش سالكة وقفت تشير علي نفسها بذهول: بقي انا اللي مش سالكة بردوا!! اومأ بتأكيد قبل ان يقول: طب اثبتيلي انك سالكة دلوقتي وقوليلي ليه استاذ ونوس الشيطان جاي ضارب مية وحداشر علي الصبح كده وبنته رؤي المزة كمان ماجتش الشغل ليه!!؟ رمقته بأزدراء وهي تقول بسخرية: سبتلك القيل والقال انا جاية هنا اشتغل مش جاية العب زي سعادتك حدجها بغيظ وكره قبل ان يخرج لاعنًا اياها في سره : بس بردوا لازمًا اعرف مين اللي قدر علي ابو لهب وزعله كده وقبل ان يخرج نهائيًا من باب المكتب التفت لها قائلاً بتحزير وذعر: اياكِ مراد يعرف اني قولت علي رؤي مزة هقطع خبرك يا نهي ********************** في وقت ما بعد العصر بقصر الحُسيني جاء من عمله مُبكرًا كي يراها وقد راقته فكرة انها معه في نفس المنزل ليراها ويُشبع عينيه منها متي اراد وجدها تجلس علي الأرجوحة التي تشبه المقعد متوسط الحجم في الحديقة فتوجه لها بشوق وضع يده علي عينيها من الخلف قائلاً بسماجة: انا مين ابعدت يده عن عينيها بقوة وفظاظة رغم دقات قلبها المتعالية فلم يهتم هو وجلس بجانبها ملتصقًا بها علي الأرجوحة فكادت ان تقف فأمسك يدها قائلاً بجدية وقد نفذ صبره منها: انتِ ليه بعدتي عني يا رؤي مش احنا كنا صحاب وكنتي بتحكيلي كل حاجة ليه فجأة حسيتك بعدتي عني وكأنك مابقتيش طيقاني؟! تن*دت بحزن قبل ان تخفض رأسها وقد انسدلت خصلات شعرها محاوطة وجنتيها: مراد انت كل مادة مش بتبقي مراد صاحبي اللي اتعودت اتكلم معاه ده غير كلامك مع البنات وعلقاتك الكتير انا عمري ما كنت بحب الشخصيات دي لا في الستات ولا في الرجالة امسك يدها وعيناه تتواصل مع عيناها وكانه يترجاها قائلاً بخفوت: بيضايقك كلامي او خروجي معاهم يا رؤي؟ اشتعلت وجنتاها خجلاً ونظرت للجانب الأخر مُرتبكة فوضع انامله تحت ذقنها حاسًا اياها علي النظر اليه فقال مرة اخري وبصوت اكثر خفوتًا واكثر الحاحًا: بيضايقك كلامي مع البنات يا رؤي؟؟ لم تشعُر بنفسها وهي تومِأ برأسها كطفلة صغيرة بحزن دليل علي صدق حديثه ابتسم بأتساع وقد اجتاحت اوصاله موجة عاتيه من المشاعر المتخبطة شعر بأنه اسعد رجل في العالم ب*عوره انها تغارُ عليه وشعر بتمزق نياط قلبه بسبب ذلك الحُزن في عينيها دني منها وهو يُمسك ظهر رقبتها لاثمًا جبينها بعشق وقد اغمض عينيه برضا وسعادة مهما تغنوا بمقدار قوته ومعرفته بالنساء الا انه يصبح امامها طفل صغير تؤثر به اقل التصرفات البسيطة منها فهاهو الأن يكاد يقفز فرحًا وينسي هيبته وقوته امامها فقط لمعرفته بأنها تتضايق من علقاته النسائية حتي وان لم تنطقها صريحة قال بصوت مبحوح من اثر المشاعر التي اجتاحته من قُربها: وعد مش هكلم بنات تاني لأني مابستحملش اشوفك مضايقة ابدًا ثم تن*د بحب وقال: تعرفي اني عمرى ما قولت لبنت بحبك نظرت له بدهشه فاستطرد هو بضحك: ليه اتفاجأتي كده!! ثم نظر لها بطريقة اربكتها وهو يُكمل: كلمة بحبك دي مش هتطلع الا لمراتي بس تعالت ض*بات قلبها بقوة بسبب كلماته ولكنها اسنت تلك المشاعر المضطربة جانبًا وهي تتساءل بروية: منين بتتكلم كدة ومنين شخصيتك مستبدة اللي يشوفك يقول انك هتعامل مراتك اسؤ معاملة ظهر وميض قوي في عينيها وقد تجاهل عقله كل حديثها وهو يُفكيرة فقط بمن تجلس امامه كم يُريد اخذها الأن لأقرب مأذون واجبارها علي الزواج منه قال بعد لحظات من ال**ت وهو ينظر مباشرتًا في عينيها مُرسلاً اليها زبزبات خفيفة: مراتي هاتكون اميرة علي الكل وملكة قلبي انا ماليش دعوة لا بحقوق الستات ولا شعار المجتمع الذكوري اللي شايلينه والرغي ده بس انا ليا علاقة باللي يخصني وانا اللي يخصني غالي اوي رمشت بعينيها بعدم فهم بسبب نظراته الغريبة التي تخبرها انهُ يعنيها بكل كلِمة نطق بها، حركت رأسها بخفة وكأنها تحاول ان تفيق من هذا التفكير كي لا تتأمل كثيرًا ثم تُجرح فتكلمت بمرح لتخفي ارتباكها في وجوده: شكلي ظلمتك انا وعمتو لما قولنا الله يعين بناتك في المستقبل بس شكلك هتبقي اب متفتح ضحك وهو يرفع احدي حاجبيه بتحدي قائلاً: عندك شك اني هبقي اب قمر شاركته الضحك قبل ان تقول بحماس: بس لا بجد يا مراد يعني انت لو بنتك مستقبلاً جات قالتلك انها بتحب هيكون ايه رد فعلك تجهمت ملامح وجهه وهو يقول بخشونه وكأنه يتخيل الموقف: ده انا ادبحها ض*بت يدها علي جبينها بسأم قبل ان تقول بفقدان امل: مفيش فايدة فيك حقيقي رفع لها كلتا حاجبيه: والنبي يختي وهو لازما اكون اب نايتي ومختوم علي قفايا عشان يبقي فيا فايدة ده انتوا نسوان عايزة الحرق شهقت بأستنكار قبل ان تنهض من مكانها قائلة بأشمئزاز: ده انت بيئة انت وكلامك جذب يدها لتجلس بجانبه مرة اخري ووضع يده خلف ظهرها ضامًا اياها كي لا تبتعد مرة اخري: ياست ما انتِ اللي بتسبقي الأحداث شيفاني متجوز ومخلف دلوقتي عشان الخناق والمناهدة دي اوعدك يا ستي اول خلفة ليا هتكون بنت وهشغلها رقاصة ولا تزعلي نفسك! ابتسمت بدون وعي علي مزحته بعدما فكت تقطيبتها ثم لكذته في ص*ره بقوة فتأوه هو مصتنعًا الألم وهو يجذبها لص*ره معانقًا اياها رغمًا عنها.. **************** في العا**ة باريس وقفت تنظر لذلك المنبي الشاهق بتوتر ستخطلت بالناس وستبدأ من جديد ستثبت لهم جمبعا انها تستطيع ان تنجح وتتفوق كادت ان تفر دمعة من عينيها عندما تذكرت ان هذة الكلمات لمراد دائما ما كان يخربها انها موهوبة وناجحة ويجب عليها استغلال موهبتها والعمل عليها وتطويرها هو السبب في ارتيادها كلية الفنون الجميلة وهو من دفعها لأخذ كورسات في الت**يم كان يعدها شقيقته بينما هي كانت تبني احلامها وامالها عليه لم ترى غيره فارسٍ لِأحلامها الوردية كادت دمعة خائنة علي وشك الهبوط فأغمضت عينيها بقوة مانعة اياها وهي تشُد علي كف يدها بعنف كي لا تستسلم -اثبتي يا جيداء اثبتيلهم انك قوية ومش محتاجة لحد حدثت نفسها بصوت هامس ثم تحركت لداخل الشركة بخطوات مهزوزة تسأل عن مكتب المدير الذي هو صديق والدها الي ان وصلت لباب المكتب منتظرة الأذن بالدخول سمحت لها السكيرتيرة ذات الملامح الفرنسية الجميلة بالدخول فدخلت بقلب مرتجف ورفعت عينيها ناظرة للمدير وما ان وقعت عينيها علي الجالس وراء المكتب حتي توسعت عينيها قائلة بدهشة: انت؟! يتبع♥️
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD