1

1386 Words
.... فى إحدى البيوت الكبيرة فى لندن يسمع صوت الجرس وصوت فتاة تنادى :ماما ..ماما تفتح الخادمة الباب ، تدخل الفتاة مسرعة إلى الطابق الثانى لتقابل والدتها وتقول الفرحة تعلو وجهها .. _ أمي الحبيبة وتقبل والدتها _ جيهان ابنتى .. ما اخبارك اليوم ؟ _ اخيرا انهيت اختباراتي وانهيت الدراسة بكلية الطب .. _ الحمدلله يا ابنتى ، كل شئ لابد له من نهاية _ أنا على عجلة من أمري يا امي لدى درس موسيقى _ دروس موسيقى حتى فى يوم الامتحان _ ولدى مكالمة مع والدى اليوم ..كم اشتاق اليه و اشتاق إلى قضاء بعض الوقت معه في القاهرة _ و تتركيني وحدى ..أليس كذلك؟ _ أنت لست وحدك يا امى ، حولك هنا الكثير من الخدم و تعملين بالمشفى لكن ابي يعيش وحده في المنزل بلا خدم لانه لا يحب أن يخدمه أحد. _ اعرف هذا جيدا فأنا اعرف والدك أكثر منك. _ كم اتمنى يا امي أن أعرف سبب انفصالك عن والدى ، الن تخبريني ؟ _ عليك المغادرة الآن كى لا تتأخري على درسك. _ حاضر ... اين كريم ؟ أنا أحاول الاتصال به منذ انتهى اختباري . _ فى طريقه إلى القاهرة ، لديه بعض الأعمال هناك . _ سأذهب أنا خرجت جيهان مسرعة إلى غرفتها بدلت ملابسها بسرعة وخرجت إلى سيارتها مسرعة، استقلت السيارة حتى وصلت مكان الدرس ، دخلت والبهجة تملأ وجهها فسألها مارك أحد زملائها : ما سر هذه الفرحة يا جيهان ؟( دار الحوار باللغة الإنجليزية) _ أنا حقا سعيدة . لقد انهيت اليوم اخر اختبار لى الحمدلله. _ كلنا نعرف انك دخلت كلية الطب رغما عنك إرضاء لوالدتك . _ نعم .. والآن لم يعد لها حجة سأكمل دراسة الموسيقى كما احب. حضر المايسترو واعطى كل واحد النوتة الخاصة به . تعزف ريم على آلة البيانو ، فهى تعشق البيانو لانه الآلة المفضلة لوالدها. عزف الجميع مقطوعة رائعة استمتعت خلالها جيهان جدا وكأن كل ضغطة منها على أصابع البيانو ترسل بها رسالة حب إلى والدها فهو مثلها الاعلى. فريد صبري اشهر مايسترو فى مصر معروف بجنونه وعشقه للموسيقى. ذلك العشق الذي انتقل بدوره إلى ابنته جيهان رغم بعد المسافات بينهما انتقل ذلك الجنون عبر الاتصال الروحى بينهما .زيارة ريم لوالدها كل عام كانت بمثابة جرعة سنوية تكفيها لتكمل حياتها وتعيش عليها حتى عطلة العام التالى . أنهت جيهان درس الموسيقى ثم ارتادت سيارتها وفى منتصف الطريق جاء اتصال من صديقتها شاهيناز هى أيضا مصرية مقيمة بلندن تعمل م**مة أزياء .. _ كيف حالك يا جيهان ؟و كيف كان اختبارك؟ _ الحمدلله ، أدائي كان جيدا ، اشكرك على سؤالك _ اريد رؤيتك الآن _ اعتذر منك لدى مكالمة مع والدى اليوم فلنتقابل غدا _ اتفقنا وصلت جيهان البيت ودخلت مسرعة إلى غرفتها كانت على الموعد حيث شغلت الحاسوب وجدت والدها بإنتظارها وقالت بإبتسامة مشرقة : والدى العزيز اشتقت اليك كثيراااا _ اشتقت اليك كثيراااا يا ابنتى ، أنا بحاجة إلى وجودك بجانبي. _ وانا ايضا يا ابي .. بعد ظهور النتيجة سأحضر اليك _ بالتوفيق يا ابنتى ..كيف حال والدتك؟ _ انها بخير ..تقرأ المجلات الطبية ، الم تفكر فى القدوم الى هنا والعيش معنا ؟ _ لا استطيع . حياتى كلها هنا و ذكرياتي . ان جئت اليكم سأكون بلا روح _ ابي انت فنان رائع ليس فقط في موسيقاك فى كلماتك أيضا وإحساسك . الغريب أن والدتى طلبت منك الطلاق .. لماذا ؟ _ اسأليها وخلال هذه المحادثة اللطيفة بين الأب وابنته تنادى والدة جيهان عليها لتجيب مكالمة من كريم ابن خالها وخطيبها . _ سأذهب لدى مكالمة من كريم _ سأنتظرك غدا في نفس الميعاد _ اتفقنا اخذت جيهان الهاتف من والدتها ثم قالت بغضب : اخيرااا تذكرتني _ أنا آسف ، لدى عمل طارئ لذا سافرت دون اخبارك _ أخبرني ولو برسالة _ لم يكن لدي وقت ، صدقيني . كيف كان الاختبار ؟ _ كان جيدا ،هل ستقابل والدى بما انك فى القاهرة ؟ _ لا .. أنت تعرفين أنه لا يحبني وغير موافق على خطبتنا. كيف حال درس الموسيقى ؟ _ لقد تقدمت فيها كثيرا _ جيد بالرغم من كونى كاره لهذا الأمر _ أنت هكذا تقلقني . أنت تعلم حبي للموسيقى _ لا تقلقي لن افعل شئ يضايقك على الاطلاق. _ حسنا سأذهب للنوم _ حسنا اراك قريبا أغلقت جيهان الهاتف وخلدت للنوم . ... جيهان و والدها فريد صبري على متن سفينة فى عرض البحر . تجلس جيهان على كرسي وتحيط بها مجموعة من الاكاليل المزخرفة التى تزين السفينة و كأنه عرس حقيقي. لقد كانت سعيدة بالفعل، حولها الكثير من الناس الذين يتخذون مقاعدهم على السفينة وكأنهم فى حفلة فاخرة يحييها المايسترو فريد صبري. كلما نظرت إليه جيهان شعرت بالفخر وتتمنى لو كانت ملتحقة بالأور**ترا التى يقودها والدها. و في خضم هذه اللحظة يتقدم والدها بوردة جميلة ويطلب منها أن تأتى لتعزف لحنا جميلا معهم. عزفت الأور**ترا لحنا راقصا ،تقدم كل الجلوس للرقص على هذه النغمات المغردة كأزواج من العصافير المتراقصة فى السماء. و من بعيد يأتى كريم يقترب من جيهان ويطلبها للرقص. يرقص الاثنان رقصة تشق الصفوف ويتوقف الآخرون عن الرقص ويكتفون بالمشاهدة مكونين حلقة حولهما . استمر الرقص مدة لا بأس بها. بعد انتهاء الرقصة صفق الحضور، وأخذت تنظر جيهان حولها وتبحث عن والدها الذي لا تجده في اي مكان. التفتت إلى كريم لتسأله إن رآه في اى مكان لكنه لا يجيب . فى وسط هذه اللحظة الكئيبة سمع الجميع شئ يرتطم بماء البحر ويحدث صوتا عاليا . ذهب الجميع إلى حافة السفينة لرؤية هذا الشئ فوجدوا شخص يغرق.اقتربت جيهان مسرعة وكانت الصدمة إنه والدها صرخت: أنقذوا والدى ..ابي .. ابي مع كل صرخة يختفى الناس من حولها تدريجيا ومع صرختها الأخيرة اختفى كريم أيضا وهكذا صارت وحدها على متن السفينة ، نظرت حولها شعرت بغرابة ثم نظرت إلى البحر وجدت جثة والدها تطفو على سطح البحر. صرخت جيهان صرخات عالية أيقظت كل من فى البيت . أسرعت ثريا ( والدة جيهان ) إلى غرفة ريم و احتضنتها ثم قالت : ماذا حدث ؟ جيهان فى حالة من الهلع والبكاء : كابوس ..كابوس مرير _ ماذا رأيتى يا قلبي ؟ _ لا اريد تذكره ، ارجوك يا امى اريد الخروج من هنا اخذتها والدتها خارج الغرفة . عم الهدوء والموسيقى الهادئة حتى غردت العصافير معلنة قدوم النهار. ذهبت جيهان إلى غرفتها واتصلت بوالدها لتطمأن عليه وبالفعل اطمأنت ثم غلبها النعاس. استيقظت بعد فترة طويلة من النوم ، وجدت رسالة من شاهيناز والعديد من المكالمات الفائتة منها، اتصلت بها جيهان : اعتذر عن التأخير ، سأحضر اليك بعد درس الموسيقى شاهيناز : هل انت بخير ؟ _ نعم أنا بخير ، سأخبرك حين القاك _ اتفقنا أنهت جيهان المكالمة وبدلت ملابسها حتى لا تتأخر على الدرس. وصلت وجهتها وتحدثت إلى زملائها حديث مبهج لأن هذا الدرس كان الاخير وربما لا يلتقون مجددا . دخل المعلم ثم قال : هذا الدرس هو الاخير وسيحصل الجميع على شهادة كبداية للاحتراف . ثم انطلقوا ليعزفوا لحنا رائعا كان بمثابة لحن الوداع بالنسبة إلى ريم .استمتعت جيهان كثيرا بالنقلات الموسيقية وسرحت بخاطرها بعيدا تعدت حدود المكان .تخيلت نفسها جالسة على القمر وهو فى طور الهلال تعزف و تشاركها الطبيعة والعصافير تغرد والسحب تتراقص حولها **يمفونية الصفاء والامل ثم يحدث البرق والرعد معلنا نوبات الغضب ثم يحدث المطر كحالة من الانتقال من الضيق والعسر إلى يسر وامل ثم تعود السماء صافية فتختم باحلى نهاية وافضل عزف هادئ .ترقص على نغماته البلابل و يدندن خلفهم صوت خرير الماء ، بعد هذا التحليق عادت جيهان إلى أرض الواقع بعد تلقيها اخر إشارة بإنتهاء المقطوعة الموسيقية. ودعت جيهان زملائها وحصلت علي شهادتها وغادرت . .... وصلت جيهان بيت شاهيناز شاهيناز بقلق : كيف حالك ؟ جيهان : كان كابوسا اقلق منامي _ كابوس !! _ نعم .. لا اريد التحدث بشأنه _ لماذا ؟ _ اعتقد ان اخبار أحد ربما يجعله يتحقق _ كما تريدين _ أنا سعيدة جدا أتممت دراستي وحصلت على شهادة _ خبر رائع .. أنا مسرورة لسماع هذا ، لد*ك الآن فراغ كبير _ نعم .. _ لدى غدا عرض ازياء ، أنه أول عرض لي ، هذه دعوة للحضور ، اتفضلي _ سأحضر بالتأكيد ، موفقة إن شاء الله ، سأذهب الآن لأنى لم أخبر امى انى سأحضر اليك ، بالتأكيد قلقة على الآن . _ اتفضلي ، سأنتظرك غدا _ بالتأكيد غادرت جيهان مسرعة . وصلت البيت ووجدت والدتها بإنتظارها قالت ثريا فى قلق : اين كنت ؟ جيهان : اعتذر .. كنت مع شاهيناز _ كيف حالها ؟ _ لديها عرض ازياء غدا و سأذهب غدا إن شاء الله _ جيد .. موفقة إن شاء الله _ اريد منك اخباري سبب انفصالك عن والدى _ سأخبرك لاحقا _ وعد _ وعد لكن فى الوقت الذى احدده أنا _ اتفقنا ذهبت جيهان إلى غرفتها وخلدت للنوم . .......
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD