يعم البيت الهدوء التام فالسيدة ثريا والدة جيهان في مشفاها و جيهان نائمة في هدوء تام . ي**ر هذا الهدوء صوت رنين الهاتف في غرفة المعيشة . ردت الخادمة على الهاتف ثم نادت الانسة جيهان
و قالت : سيدتي جيهان لد*ك اتصال
قالت جيهان بصوت متقطع يغلبه النعاس : مِن مَن ؟
_ لا يريد الإفصاح عن هويته
_ يا ترى من هذا المهم ، اعطيني الهاتف
أمسكت جيهان الهاتف و قالت : من المتصل ؟
سكت المتصل قليلا ثم قال : أنا شخص لم تتحدثي إليه منذ فترة
_ ابي . . . ابي
_ نعم والدك
_ ابي . . . لقد تحدثت معك البارحة
_ لدي مفاجأة لكِ
_ ماذا ؟
_ لقد كنتِ دائما منزعجة من عدم موافقتي على خطبتك من كريم . . . أنا موافق
ضحكت جيهان و قالت : شكرا لك يا والدي ، يا له من خبر رائع ! و لكن ما سبب هذا التغيير ؟
_ في الحقيقة أنا لا أشعر بالراحة تجاهه و لكن سعادتك اولا يا ابنتي ، و لا يجب الاعتماد على الإحساس دائما ، ربما احساسي هذه المرة خاطئ
_ اشكرك يا والدي ، لقد أسعدتني بالفعل . . من الجيد انك ايقظتني لدي موعد هام مع شاهيناز
_ حسنا يا ابنتي العزيزة ، أرجو أن القاك قريبا
_ إن شاء الله ، الى اللقاء يا والدي العزيز
و هكذا أنهت المكالمة و همت إلى غرفتها لترتدي افضل ثيابها لكي تحضر عرض الأزياء .
ارتدت جيهان الفستان الاحمر الذي اشتراه لها والدها ، و كانت تشبه الوردة بذلك الفستان كما وصفها والدها .
أسرعت لكي لا تتأخر على الأرض ، و في طريقها اشترت مجموعة من الورود لكي تقدمها إلى شاهيناز .
وصلت القاعه و تبادلت التحية مع شاهيناز و أعطتها باقة الورد و تمنت لها النجاح و التوفيق .
اخذتها شاهيناز إلى مكان جلوسها ثم ذهبت لإستقبال باقي المدعوين .
بدأ عرض الأزياء و تقدمت العارضات واحدة تلو الأخرى ليقدموا تشكيلة من الملابس و القطع الرائعة .
بعد انتهاء العرض تم حجز الكثير من القطع و كانت شاهيناز مسرورة جدا لنجاح مشروعها الاول و تلقت الكثير من التهاني لنجاحها و كانت جيهان فخورة بها .
.....
ذهب الحضور الى الحفلة المقامة بالقاعة المجاورة ، جلست جيهان و شاهيناز على طاولة و معهم بعض من المصريين . و كان منهم شخص أبدى اهتمامه بجيهان و هو الضابط شريف محسن و الذي بدأ معها الحوار قائلا : متى ستأتي الى مصر ؟
ردت عليه بإستغراب : عقب ظهور النتيجة إن شاء الله
_ المايسترو فريد صبري شخص رائع
_ اشكرك كثيرا ، و لكن انت ضابط فما سر اهتمامك بعرض ازياء ؟ تأتي من مصر خاصة لكي تحضره ؟
_ أنا صديق لشاهيناز ، كما أني أحب شراء الكثير من الملابس من مصنع والدها
_ هذا شئ جيد
_ هل لد*ك اهتمام بالموسيقى كوالدك ؟
_ نعم . . . كنت ادرس الموسيقى إلى جانب الطب
_ أنا أيضا احب الموسيقى و اعزف على البيانو
_ أنا أيضا اعزف على البيانو
_ لدينا اهتمامات مشتركة يا آنسة جيهان ، بالمناسبة والدك هو من علمني العزف على البيانو
_ كيف هذا ؟
_ إن والدك من اعز اصدقاء والدي رحمه الله ، و كان كثيرا ما يتردد على بيتنا لذا علمني الموسيقى و علمني حبها
_ لكنه لم يخبرني بهذا من قبل
_ ربما لأنه من يوم وفاة والدي و تغيير عنوان بيتنا منذ مدة طويلة لم يعد هناك فرصة لمقابلته ، اني أراه صدفة
_ ربما لد*ك حق
_ لكني ربما أقا**ه قريبا لأحدثه عن أمر ما
_ عن ماذا ؟
_ بالتأكيد ستعلمي ذلك حينما أخبره ، فأنا ارغب بتجديد العلاقات بيننا
كانت شاهيناز تسمع الحديث بينهما فأردفت قائلة : ما اخبار خطيبك كريم ؟
_ ما زال بمصر . . . سيعود قريبا
ارتبك شريف قليلا ثم استأذن للذهاب لأن لديه عمل ما يريد قضاءه قبل أن يتأخر الوقت و انصرف .
ضحكت شاهيناز بصوت خافت و قالت : أرأيت كيف هو مرتبك ؟
ردت جيهان بحسن نية : لم هو مرتبك ؟
_ الا تعرفين ؟ لقد كان يريد خطبتك لذا حين سمع اسم خطيبك صُدِم . . . يا له من مسكين !
_ من اين تأتين بهذه التكهنات ؟
_ الم تفهمي حين قال نريد تجديد العلاقات ، و إن كان كل هذا من خيالي فلماذا غادر حين جاءت سيرة كريم ؟
_ دعك من هذا الحديث ، سأذهب الان لقد تأخر الوقت . . . على العودة إلى البيت
_ لا مانع ، اعلم أن والدتك تحب النظام كثيرا و ستغضب في حالة التأخير
غادرت جيهان القاعة مسرعة حتى لا تتأخر في العودة إلى البيت .
عندما وصلت إلى البيت ، كان كل شئ هادئ كعادته ، و حينما كانت تصعد الدرج طلبت منها الخادمة الذهاب إلى والدتها في غرفة المكتب في الطابق السفلي . . . بعد أن بدلت ملابسها ذهبت للقاء والدتها ، سألتها والدتها و على ثغرها ابتسامة : كيف كان يومك يا حبيبتي ؟
_ لقد كان رائعا يا امي ... لقد حققت شاهيناز نجاحا باهرا
_ هذا جيد . . . سأتصل بها لتهنئتها لاحقا
_ أنا متعبة جدا ارغب في الراحة . . . هل تريدين مني شيئا اخر ؟
_ نعم . . . كريم قابل والدك و بعث لك برسالة و صور لهما معا أيضا
_ حقا يا امي . . . اريني هذا الظرف
اخذت جيهان تقلب في الرسالة و على وجهها فرحة عارمة و كذلك الصور ثم قالت : يا لها من معجزة يا امي ، لقد تحقق حلمي ، والدي حتما يريد سعادتي
_ أنا خائفة عليكِ يا إبنتي
_ لم ؟
_ إن شخصية كريم تختلف إختلافا كليا عن شخصيتك كما أن حكايتك معه تشبه قصتي مع والدك ، أنتِ حساسة مثل والدك و كريم شخص عملي و واقعي مثلي انا لهذا أخشي عليكما من الفشل مثلما حدث معي و مع والدك
_ أنا و كريم متحابين جدا و متفاهمين كثيرا لا تقلقي علينا . . . بالمناسبة احكي لي حكايتك مع والدي
_ غدا إجازة اذهبي لترتاحي و سأحكيها لكِ بالغد إن شاء الله
_ يا له من خبر رائع ! سأذهب للنوم لكي اكون اكثر تركيزا في الغد
غادرت جيهان مسرعة لكي تنام و على وجهها إبتسامة و امل كبير في الغد ، ذلك اليوم الذي انتظرته كثيرا . . . بعد إنتظار طويل سينتهي الفضول الذي يلعب برأسها و ستجد إجابة السؤال الذي حيرها كثيرا .