٢

1029 Words
يعم البيت الهدوء التام فالسيدة ثريا والدة جيهان في مشفاها و جيهان نائمة في هدوء تام . ي**ر هذا الهدوء صوت رنين الهاتف في غرفة المعيشة . ردت الخادمة على الهاتف ثم نادت الانسة جيهان و قالت : سيدتي جيهان لد*ك اتصال قالت جيهان بصوت متقطع يغلبه النعاس : مِن مَن ؟ _ لا يريد الإفصاح عن هويته _ يا ترى من هذا المهم ، اعطيني الهاتف أمسكت جيهان الهاتف و قالت : من المتصل ؟ سكت المتصل قليلا ثم قال : أنا شخص لم تتحدثي إليه منذ فترة _ ابي . . . ابي _ نعم والدك _ ابي . . . لقد تحدثت معك البارحة _ لدي مفاجأة لكِ _ ماذا ؟ _ لقد كنتِ دائما منزعجة من عدم موافقتي على خطبتك من كريم . . . أنا موافق ضحكت جيهان و قالت : شكرا لك يا والدي ، يا له من خبر رائع ! و لكن ما سبب هذا التغيير ؟ _ في الحقيقة أنا لا أشعر بالراحة تجاهه و لكن سعادتك اولا يا ابنتي ، و لا يجب الاعتماد على الإحساس دائما ، ربما احساسي هذه المرة خاطئ _ اشكرك يا والدي ، لقد أسعدتني بالفعل . . من الجيد انك ايقظتني لدي موعد هام مع شاهيناز _ حسنا يا ابنتي العزيزة ، أرجو أن القاك قريبا _ إن شاء الله ، الى اللقاء يا والدي العزيز و هكذا أنهت المكالمة و همت إلى غرفتها لترتدي افضل ثيابها لكي تحضر عرض الأزياء . ارتدت جيهان الفستان الاحمر الذي اشتراه لها والدها ، و كانت تشبه الوردة بذلك الفستان كما وصفها والدها . أسرعت لكي لا تتأخر على الأرض ، و في طريقها اشترت مجموعة من الورود لكي تقدمها إلى شاهيناز . وصلت القاعه و تبادلت التحية مع شاهيناز و أعطتها باقة الورد و تمنت لها النجاح و التوفيق . اخذتها شاهيناز إلى مكان جلوسها ثم ذهبت لإستقبال باقي المدعوين . بدأ عرض الأزياء و تقدمت العارضات واحدة تلو الأخرى ليقدموا تشكيلة من الملابس و القطع الرائعة . بعد انتهاء العرض تم حجز الكثير من القطع و كانت شاهيناز مسرورة جدا لنجاح مشروعها الاول و تلقت الكثير من التهاني لنجاحها و كانت جيهان فخورة بها . ..... ذهب الحضور الى الحفلة المقامة بالقاعة المجاورة ، جلست جيهان و شاهيناز على طاولة و معهم بعض من المصريين . و كان منهم شخص أبدى اهتمامه بجيهان و هو الضابط شريف محسن و الذي بدأ معها الحوار قائلا : متى ستأتي الى مصر ؟ ردت عليه بإستغراب : عقب ظهور النتيجة إن شاء الله _ المايسترو فريد صبري شخص رائع _ اشكرك كثيرا ، و لكن انت ضابط فما سر اهتمامك بعرض ازياء ؟ تأتي من مصر خاصة لكي تحضره ؟ _ أنا صديق لشاهيناز ، كما أني أحب شراء الكثير من الملابس من مصنع والدها _ هذا شئ جيد _ هل لد*ك اهتمام بالموسيقى كوالدك ؟ _ نعم . . . كنت ادرس الموسيقى إلى جانب الطب _ أنا أيضا احب الموسيقى و اعزف على البيانو _ أنا أيضا اعزف على البيانو _ لدينا اهتمامات مشتركة يا آنسة جيهان ، بالمناسبة والدك هو من علمني العزف على البيانو _ كيف هذا ؟ _ إن والدك من اعز اصدقاء والدي رحمه الله ، و كان كثيرا ما يتردد على بيتنا لذا علمني الموسيقى و علمني حبها _ لكنه لم يخبرني بهذا من قبل _ ربما لأنه من يوم وفاة والدي و تغيير عنوان بيتنا منذ مدة طويلة لم يعد هناك فرصة لمقابلته ، اني أراه صدفة _ ربما لد*ك حق _ لكني ربما أقا**ه قريبا لأحدثه عن أمر ما _ عن ماذا ؟ _ بالتأكيد ستعلمي ذلك حينما أخبره ، فأنا ارغب بتجديد العلاقات بيننا كانت شاهيناز تسمع الحديث بينهما فأردفت قائلة : ما اخبار خطيبك كريم ؟ _ ما زال بمصر . . . سيعود قريبا ارتبك شريف قليلا ثم استأذن للذهاب لأن لديه عمل ما يريد قضاءه قبل أن يتأخر الوقت و انصرف . ضحكت شاهيناز بصوت خافت و قالت : أرأيت كيف هو مرتبك ؟ ردت جيهان بحسن نية : لم هو مرتبك ؟ _ الا تعرفين ؟ لقد كان يريد خطبتك لذا حين سمع اسم خطيبك صُدِم . . . يا له من مسكين ! _ من اين تأتين بهذه التكهنات ؟ _ الم تفهمي حين قال نريد تجديد العلاقات ، و إن كان كل هذا من خيالي فلماذا غادر حين جاءت سيرة كريم ؟ _ دعك من هذا الحديث ، سأذهب الان لقد تأخر الوقت . . . على العودة إلى البيت _ لا مانع ، اعلم أن والدتك تحب النظام كثيرا و ستغضب في حالة التأخير غادرت جيهان القاعة مسرعة حتى لا تتأخر في العودة إلى البيت . عندما وصلت إلى البيت ، كان كل شئ هادئ كعادته ، و حينما كانت تصعد الدرج طلبت منها الخادمة الذهاب إلى والدتها في غرفة المكتب في الطابق السفلي . . . بعد أن بدلت ملابسها ذهبت للقاء والدتها ، سألتها والدتها و على ثغرها ابتسامة : كيف كان يومك يا حبيبتي ؟ _ لقد كان رائعا يا امي ... لقد حققت شاهيناز نجاحا باهرا _ هذا جيد . . . سأتصل بها لتهنئتها لاحقا _ أنا متعبة جدا ارغب في الراحة . . . هل تريدين مني شيئا اخر ؟ _ نعم . . . كريم قابل والدك و بعث لك برسالة و صور لهما معا أيضا _ حقا يا امي . . . اريني هذا الظرف اخذت جيهان تقلب في الرسالة و على وجهها فرحة عارمة و كذلك الصور ثم قالت : يا لها من معجزة يا امي ، لقد تحقق حلمي ، والدي حتما يريد سعادتي _ أنا خائفة عليكِ يا إبنتي _ لم ؟ _ إن شخصية كريم تختلف إختلافا كليا عن شخصيتك كما أن حكايتك معه تشبه قصتي مع والدك ، أنتِ حساسة مثل والدك و كريم شخص عملي و واقعي مثلي انا لهذا أخشي عليكما من الفشل مثلما حدث معي و مع والدك _ أنا و كريم متحابين جدا و متفاهمين كثيرا لا تقلقي علينا . . . بالمناسبة احكي لي حكايتك مع والدي _ غدا إجازة اذهبي لترتاحي و سأحكيها لكِ بالغد إن شاء الله _ يا له من خبر رائع ! سأذهب للنوم لكي اكون اكثر تركيزا في الغد غادرت جيهان مسرعة لكي تنام و على وجهها إبتسامة و امل كبير في الغد ، ذلك اليوم الذي انتظرته كثيرا . . . بعد إنتظار طويل سينتهي الفضول الذي يلعب برأسها و ستجد إجابة السؤال الذي حيرها كثيرا .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD