باقي الفصل الأول (٢)

1311 Words
بعدما انفض الجمع وعاد الحاج راشد لبيته قابلته رائحة الطعام الشهيه ليبتسم بحنان جارف لصغيرته المنهمكه في صنع طبخته المفضله تن*د بقلق يتملكه وقدماه تخطان البيت وتين ... قطعة القلب ... عبق الأرض ... ما زالت صغيره على تلك المسؤوليه .. ما زالت صغيره على حرب العائلات وحرب النفوس قبلها رغم تربيته المختلفه لها الا أن قلقه غير ... فهي مهما كانت مختلفه في داخلها ما زالت صغيره أيضا سمع صوتها المنعش يأتي ليندي قلبه " أتيت يا حجيجه ..." دوما تدلله هكذا ... لا تقل حاج كما أشقائها الرجال أحيانا ولكنها تحب مناداته هكذا ابتسم بحنان يمد يده لتقترب له ويقول لوجهها الحلو " أتيت يا عبق الأرض ... أشم رائحة شهيه منذ دخولي . يبدو أن مجهودك اليوم مثمر ..." ضحكت بمرح تقبل كتفه وتردف بحماس " نعم ... اليوم لم أجعل أم حسان تصنع الطعام بل أصريت أن أفعله دون مساعدتها .. فكم ( حِجيجه )لدينا ..." غامت عيناه بمحبه ليسير بها ويجلسها جواره على الأريكه الكبيره ويقول بمحبه " أسعدك الله يا ابنتي ... دوما يا وتين لا تخيبي ظني أبدا .. رغم اصرارك على بعض الأمور التي أكون غير مقتنع بها ولكن أحترم رغبتك ونيتك الصالحه ..." بادلته ابتسامته رغم حدسها بوجود شيء في الطريق لتقول بخفوت " أنت تعلم أنك أهم ما لدي في الحياه يا أبي وطبعا إخواني ولكنك تملك مكانه لا ينافسك فيها أحد ..." تنحنح الحاج راشد مره أخرى ليدخل في الموضوع دون مقدمات طويله " اليوم يا رائحة الأرض أتاك خاطب ..." قطبت جبينها للحظه لتسأل بجديه بعيدة عن خجل الفتيات المعتاد " من هذا يا أبي ...؟؟.." " صفوان المسلمي ..." أجابها بترقب فهو يعلم رأسها وتفكيرها جيدا لتعاود سؤاله بهدوء " وما رأيك أنت ...؟؟.." تن*د الحاج راشد .. فحتى لو هو موافق قلبه يقلقه على صغيرته خاصة أنها يتيمة الأم ولا تتحدث مع أحد باستفاضه ... كانت قريبه من ألماس ولكن بحكم دراسة ألماس ابتعدا قليلا عن بعضهما " هو عماد عائلته ... كلمته مسموعه وصوته حكيم وبغض النظر عن العداوه القديمه بين العائلتين هو شخص موثوق ومن عائله كبيره .." لم تظهر وتين مشاعرها بل ظل وجهها على ثباته لتقول برقه مبدده قلق والدها الظاهر الذي لم يخف عنها " حسنا يا ( حجيجه ) أترك الأمر لله هو خير مدبر وتعالى نتناول الطعام فيبدو أن الشباب سيتأخروا اليوم ..." وبالفعل أخذته تتناول معه الطعام تاركه تفكيرها وقلقها عندما تنفرد في غرفتها بعيدا عن الجميع ........... أمريكا ... العاشره صباحا " سيد روني كل شيء جاهز تماما .." اشتعلت عيناه بقوه حتى كادت تخرج لتصهر المكان بمن فيه أنفاسه خشنه كخشونة ملامحه المشتده وصوته يخرج بصلابه .. كلمة واحده " اتبعني ..." هي كلمة تخرج منه **يف قاطع لا جدال فيه ليتبعه الرجل ب**ت وترقب فيدخل المكان المنفرد بمكانه الغريب وجدرانه الغامقه ليقف في المنتصف بوجه مغلق تماما " من فعلها ...؟؟؟ .." انتفض الرجل ... يقاوم ما يحدث معه... يتوسل النجاه من وحش مفترس ليس في قلبه رحمه " أرجوك ... أرجوك سيد روني .. ليس لي ذنب .. أقسم لك .... لم أفعل ...." لتكون الجمله التاليه بنبره قاطعه واشتداد على عصاه التي يستند عليها " من ... فعلها ..؟؟؟؟؟؟.." " أرجووووك ... أتوسلك الرحمه ...ل..." لتمتد يده لعنقه يخنقه دون رحمه " سألتك مرتين .... إذا الثالثه ستكون بخروج أنفاسك .." اختنق الرجل بقوه حتى كادت روحه تزهق ولونه يشحب تماما ليصبح كاﻷموات ابتعد في لحظه معينه ليشهق الرجل بقوه وأنفاسه تتلاحق بجنون .. يسترد روحه التي كادت تتسرب أمامه بيد رجل لا يرحم ...! " من ؟؟؟؟؟ ..." خرجت لترج المكان من حولهم لينتفض الرجل بخوف مجنون ولكن كلمته سيكون معها موته وكذلك **ته سيكون معه نفس القابض ... الموت ...! هكذا كان شعوره تلك اللحظه ... فقد انحشر بين الوحوش وليس بقوته المقاومه أكثر " جون .. قدم استضافته وأرسله بعدها لألي** حتى ينهيه كما يريد هو ..." " أرجوك ... أرجوك سيدي لم أفعل شيء ... لو علم ألي**اندر باﻷمر سيقتلني .،. أقسم لك ..." رفع حاجبه ليردف بقسوه " حسنا لقد أجبت بنفسك ... ستكون هدية لطيفه لألي** أن يكتب نهايتك بمعرفته ... فاﻷمر بيني وبينه ..." أشار لجون غير آبه لتوسلات الرجل وصوته الذي يرن في المكان بخوف .. وخرج يستند على عصاه بكل هدوء .. فتلك نهاية العبث مع هارون الصواف ..! ............................ لامست أطراف شعرها بأناملها وهي تستمع لصوت زيد المتلهف كالعاده " رفيف ... لماذا لم تجيبي على الهاتف أمس ... لقد اتصلت مرارا ولا إجابه حتى قلقت عليك..." مدت يدها تأخذ ملعقه من كأس المثلجات تتلذذ بها في فمها لتجيبه بهدوء يناقض قلقه " لقد كنت منشغله جدا وماما كانت معي طوال الوقت ..." رغم إجابتها الفاتره وعدم إقتناعه بالأمر الا أن عينيه أبتا الانصياع لغيظه فسكنتا ملامح وجهها الفاتنه ... يتشربها رويدا رويدا ... لا يمل جمالها ولا دلالها المتأصل دوما رفيف تملك قوه جاذبه لكل من حولها ... تملك شيء خاص للغايه وكأنها ملكت جمال العالم بين ملامحها زفر بحراره ليردف بمشاعر جمه " رفيف .. لابد أن نرتبط .. لم أعد أتحمل بعدك عني أكثر من ذلك ... أريدك ملكي..." انتفضت في جلستها لتهمس من بين أسنانها " لن أكون ملك لأحد يا زيد .... تعلم كم تغضبني تلك الجمله ..." لامس يدها برقه " تعلمين أنني لا أقصد ذلك وكم أنا مشتاق لقربك ..." ابتسمت بدلال ويدها ترتفع لوجنته تلامسها بحميميه محاوله تخفيف الأمر " أنا أعلم يا زيد ... ولكن لا تتعجل فما زلت أدرس وأيضا لم نعرف رأي والدك للآن ..." تنحنح مغير الشق الثاني مما قالت ليردف " ولكن دراستك ستأخذ وقت طويل يا رفيف ..." رفعت حاجب شرير ويدها تترك الملعقه " ماذا تقصد يا زيد ... أشم رائحة سخريه فيما تقول ... كل ما هنالك أنني أحب الجامعه ولا أريد تركها سريعا ..." هز رأسه بتأكيد مضحك لتقول وهي تبعد كأس المثلجات " أطلب لنا شيء نأكله فلم تعد لي شهيه للمثلجات" ..... ........ " افففففففففففف ...." تأففت بضيق وهي تشعر بكعب حذاءها ين**ر تماما تحت قدمها بينما هي ما زالت في المدخل ولم تصل لوجهتها كل شيء ضدها اليوم حتى كعب حذاءها اجتمع هو الآخر عليها ولكن هل ستتراجع ...؟؟ لا والله لن تتراجع أبدا ... ستقا**ه وتعلم ما تريده ... تراه كيف أصبح الآن ستسير في مخططها للنهايه ولن يوقفها أحد فلم تعد تلك الصغيره التي ت**ت بصرخه أو دفعة يد انحنت تخلع ذلك الحذاء البائس لترى ماذا حدث له وخلعت الآخر حتى لا يتعبها الفرق وداخلها ما زال قلق لو علم حازم ما ستفعله ربما اقتربت من حازم في الفتره الأخيره رغم مشغولياته وسفره الكثير للعمل وتوسيع مكتبه الا أنه لم يهملها بل دوما يتحدث معها يدللها يشعرها بأهميتها الا أن هذا لم يجعلها تفتح قلبها له وكأنها اعتادت على ال**ت ... اعتادت أن تكتفي بنفسها لنفسها ...!! أفكارها شغلتها عن انحناءها وتنورتها القصيره وهي تتابع ما تفعل وتفكر في نفس الوقت بينما رائحه غريبه تتسلل لأنفها رائحة تبغ وصوت ساخر اخترق شرودها ليجعلها تحترق على صفيح ساخن " قدم عاريه مثيره ... ولكن السيقان .. امممم ... تأخذ خمسه على عشره" شهقت بقوه وهي تستقيم فجأة دون الاهتمام بوجع ظهرها من الانحناء لتلتفت لذلك المتحذلق الذي قطع تفكيرها بوقاحته الا أن غمزه جريئة منه جعلتها تهتف بغضب حارق “ أنت قليل التهذيب.." ونفث دخان تبغه ببطئ مستفز انحنت شفتاه بابتسامه صغيره “ من وقت لآخر أحب سماع رأي الآخرين بي ..." ثم تابع وعيناه تهبط لساقيها الظاهرتين من تنورتها القصيره “ خاصة لو كان الآخرون يرتدون تنوره طويله للغايه .." زمت شفتيها بحنق ولكن رغما عنها تعلقت بنظرة عينيه نظره غريبه للغايه وسيم .. ساخر .. له نظره لم ترها من قبل نظره وترتها وقلما ما يجعل رفيف تتوتر هكذا حافظت على حنقها وزفرت بغيظ لتنظر لحذائها مره أخرى وتلعن حظها السئ وبعدها اقتربت من الحائط تض*ب الكعب الآخر كي تساويه بأخيه بينما هو يتابع بتسليه شديده ومساعده ينتظره في الخارج ويتأفف من تأخيره .. ارتدته على عجل غير آبهه بشئ لتلتفت له مره أخرى رافعه حاجبها بغرور متأصل توضح له أنها لا تهتم لا بوجوده ولا بهيأته التي تسرق اﻷنفاس لتتمتم بحنق “ لست متفرغه لحماقتك تلك .." ثم توجهت بعيدا خطوتين ول**نها يكاد ينفلت تسأل هذا الغريب عن اسمه ولكنها حجمت تلك الرغبه بقوه فولاذيه ليقترب منها هو ينفث دخانه بالقرب منها ويميل مع همسه أخرى “ لا تتركي قدميك عاريتين بعد الآن ... فتعلمين كم يكون المشهد مثير " شهقه فلتت منها على قلة حيائه ... كيف يمكنه أن يكون هكذا أما هو فقد كذب ببراعه .. فهي كانت أنثى فاتنه كل شئ فيها جذاب وكأنها مرسومه حتى شعرها يتمايل معها في كل حركه عيناها تملك سحر العالم ... سبحان الخالق نظرة المكر والحذر تسكنها ... عينان دخانيتان بلمعه مميزه مرسومتان بدقه ..، ببساطه كانت مبهره للعين وكم أغاظه هذا ليتابع الهمس بإجابه لما كان يدور في عقلها “ مروان النعماني ..." ثم تركها وابتعد بكل بساطه ولم يكن مروان النعماني ليفعل ذلك لو ما كانت أثرت فيه بطريقه ما فقد رأى هذا الوجه من قبل ومن الصعب عليه نسيان وجه مرأه رآه من قبل وأعجبه ..!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD