فى صباح اليوم التالى خرجت رغد من غرفتها وهى ترتدى ملابس الخروج ، وأخبرت والدتها حورية أنها ذاهبة لتتسلم شهادة إجتياز التدريب وستعود سريعآ ؛ فى الوقت نفسه كان كريم وحازم قد وصلا بالقرب من موقع الشركة وأشار له كريم على مكان وجودها ، ثم تركه وإنصرف لأنه تأخر على عمله، فمشي حازم صوب مكان الشركة ، فوقعت عيناه على رغد وهى تخرج من باب منزلها ، ففقد الشعور بالعالم من حوله أمام هاتان العينان الخضراوان والوجه الطفولى الملائكى على جسد أنثى مكتملة الأ***ة والجمال ، إنها حقآ لفاتنة أطلت عليه من جنة المنزل المقابل له ، وظل يفكر كيف لهذه أن تكون بشرية ، وما لا يعلمه حازم أنها نسخة مصغرة من والدتها حورية التى تحمل إسمآ يليق بجمالها الأخاذ ، فكانت فى شبابها جميلة الجميلات بحق.
وفجأة أفاق حازم من شروده حيث كانت رغد قد تخطته بعدة خطوات ماشية فى طريقها فأسرع إليها وإستوقفها.
حازم: لو سمحتى ممكن كلمة.
رغد: خير ، إتفضل.
حازم: أقسملك إنى عمرى ماعملت كده ، بس مش عارف بجد إنتى عملتى فيا إيه خلانى عايزك تدينى بس فرصة نتعرف على بعض ، يمكن يكون فيكى الصفات اللى بحلم بيها ، وابقى وصلت لفتاة أحلامى أخيرآ وبجمال ماكنتش أتوقعه.
رغد: وانت مين فهمك إنك تقدر توقف أى واحدة فى الشارع وتقولها الكلام الهايف ده وهى ماهتصدق وتصاحبك.
حازم: تصاحبنى إيه بس ، والله ماقصد كده ، إنتى فهمتينى غلط خالص.
رغد: لا غلط ولا صح ، إوعى من طريقى أحسنلك بدل ماعملك مشكلة.
مشت رغد وتركته من خلفها يشعر أنه فقد فرصة عظيمة ، ولكنه لن يستسلم بهذه السهولة ، ودخل مقر الشركة وهو غاية فى السعادة من تلك الفاتنة التى غيرت لون اليوم فى عينيه.
بعد مرور ساعتين من الزمن دق هاتف حازم.
حازم: أيوا ياكيمو حبيبى.
كريم: طالما بتدلعنى يبقى إتقبلت والشغل عجبك كمان.
حازم: أيوا حصل الحمدلله وانا دلوقتى مسافر البلد عشان أجيب هدومى ، م**مين إنى أبدأ بكرة ، وبكده هتعبك معايا تانى.
كريم: إيه التدبيسة دى ههههههه ، قول ياعم خير فى إيه.
حازم: إنت عارف إنى معرفش حاجة فالقاهرة ، فعايزك تساعدنى ألاقى مكان أقعد فيه.
كريم: ده كلام برضو ، انا قاعد فى شقة انا وإتنين أصحابى مغتربين زيي ، وفى أوضة فاضية عملت حسابى إنك هتقعد فيها.
حازم: كمان !! ، أنا بجد مش عارف أقولك إيه.
كريم: أيوا عد الجمايل ههههههههه ، يلا ياعم متتأخرش عشان تلحق تيجى تنام بدرى وتستعد لأول يوم شغل.
عادت رغد بعد إستلام الشهادة وجلست بجانب والدتها حورية.
حورية: ها ؟ ، إيه الخطوة الجاية ؟
رغد: لسه مش عارفة.
حورية: ممكن كفاية بقى وتخلى حياتك تستقر شوية.
رغد: يا ماما مفيش حاجة أجمل من العلم ، أنا والله بستفاد جدآ وكل يوم عقلى بيستفاد وبيتفتح أكتر من اليوم اللى قبله.
حورية: وكل ده فايدته إيه طالما مش بتشتغلى ولا بتتجوزى عشان تخلفى عيال تعلميهم اللى إتعلمتيه.
رغد: بالنسبة للشغل فأنا مستنية الفرصة اللى أبدأ فيها مشروع خاص بيا ، وبالنسبة للجواز فأنا مش هروح أخطب واحد عشان تبطلى كل شوية تتكلمى فى الموضوع ده.
حورية: تروحى تخطبى ده إيه ، على أساس مش بيجيلك عرسان!! ، ليكى حق ماهو يوسف ال دلعك.
رغد: لا يا ماما بابا مدلعنيش ، ولما بيوافق على رأيي ده مش معناه إنه بيدلعنى ولا معناه إنى بتمادى فى غلط ، بابا عارف كويس إن دى حياتى وانا حرة فى إختياراتى فيها ، وانا مالقتش لا شغل مناسب ولا عريس مناسب.
حورية: يعنى عايزة تقولى إن مفيش واحد إتقدملك ينفع يكون زوج !!! ، دول مايتعيبوش.
رغد: لا ينفعوا بس مش ليا ، كل واحد فيهم عايز يتجوز وخلاص ، بس أهو بيعمل زى الناس وخلاص.
حورية: والمفروض لما يتقدملك واحد نسأله إنت عايز تتجوز ليه ؟!!
رغد(تتصنع البرأة): أه المفروض طبعآ ، والمفروض يكون عنده هدف عظيم مش مجرد فلسفة وخلاص.
حورية: يخرب عقلك !!! إنتى مصدقة اللى بتقوليه ده ؟؟
رغد: أيوا مصدقة ومقتنعة كمان.
حورية: لاااا انا هقوم من جنبك قبل ماترفعيلى الضغط أكتر من كده.
وبهذه الطريقة إستطاعت رغد إنهاء النقاش فى هذا الأمر مع والدتها التى لا تكف عن التحدث فيه ، فهى لا تعلم أن رغد تريد أن تتحرك مشاعرها أولآ وتشعر بالحب تجاه شخص يكون نادرآ من نوعه فى مجتمع أصبحت فيه الرجال تتشابه فى الصفات السيئة ، ولكن لا تستطيع رغد أن تقول هذا الكلام لوالدتها لإنها من الممكن أن تسئ فهمها .
وصل حازم إلى منزله ونادى على والدته.
أحلام: حمدالله على سلامتك يابنى.
حازم: الله يسلمك يا أمى ، باركيلى إتقبلت ببركة دعواتك ليا.
أحلام: الحمدلله ، ألف مب**ك ياحبيبى.
حازم: الله يبارك فيكى ، بس فى حاجة حضرتك مش واخدة بالك منها.
أحلام: خير ياحازم فى إيه ؟
حازم: ماتقلقيش ياحجة كل الموضوع إن الشغل فى القاهرة وهضطر اعيش هناك واجى كفر الشيخ فى الأجازات بس.
أحلام(بصدمة): ياخبر ، انا مخدتش بالى من كده صحيح ، ده انت ال مونسنى فى وحدتى بعد جواز إخواتك ووفاة أبوك ياحازم.
حازم: إخواتى متجوزين معاكى فى نفس البيت يا أمى ، وبعدين مانا هشتغل أهو زى ماكنتى عايزة.
أحلام: أه بس مش بعيد عنى كده.
حازم: خلاص أنا هرفض الشغل ده.
أحلام: لا خلاص خلاص يابنى ، ده انا ماصدقت إنك لاقيت الشغل ال ترتاحله ، روح يابنى ربنا يوفقك.
حازم: طب الحق أقوم أحضر شنطتى.
أحلام: إنت هتروح من النهاردة ، كمان مش هتدينى فرصة أستعد لغيابك.
أحلام: هههههه أمال بس إشتغل ياحازم واتجوز ياحازم ، وساعة الجد شايفة بتقولى إيه.
أحلام: مانا عايزاك تشتغل هنا وتتجوز هنا ، مش تروح تشتغل وتعيش بعيد كده ، عالعموم روح حضر شنطتك وماتعطلش نفسك وربنا معاك فى أى مكان ، ويجعلك فى كل خطوة سلامة.
حورية: ممكن أقعد معاكى شوية ؟
رغد: طبعآ يا ماما إتفضلى.
حورية: انتى لسه زعلانة بسبب أخر كلام بيننا.
رغد: أكيد مش زعلانة أنا عارفة إنك خايفة على مصلحتى.
حورية:طب هسألك سؤال وتردى بصراحة ، إنتى فى حد فى حياتك مثلا؟ لو فيه قوليلى ، وانا هساعدكم واقف جنبكم لحد ماتتجوزوا.
رغد: إيه اللى بتقوليه ده ياماما !! إزاى تفكرى فيا كده.
حورية: هى جريمة ! ، إنتى من حقك تحبى وتتحبى زى كل البنات.
رغد: ماااااما ، بلاش أسلوب الجرجرة ده ، والله مافى أى حاجة ولو في إنتى أول واحدة هتعرف.
حورية: مانا نفسي أرتاح وافهم دماغك فيها إيه.
رغد: للدرجة دى زهقانة منى ، وعايزة تجوزينى بأى شكل؟
حورية: ده انتى مالية عليا حياتى ، بس ده مايمنعش إنى عايزة أفرح بيكى واشوف عيالك بيجروا حواليا.
رغد: كله بأوانه ياحبيبتى.
كريم: والله منور الدنيا ياباشا.
حازم: لولاك بعدربنا ماكنتش جيت هنا أبدآ ، أخدمك يوم فرحك إن شاء الله ياكيمو
كريم: هههههه للدرجة دى مش عايز تخدمنى .
حازم: ليه بتقول كده ؟ لسه مش لاقى بنت الحلال ولا إيه؟
كريم: ودى هلاقيها فين بحياتى المقلوبة دى.
حازم: فعلا الموضوع محتاج إستقرار برضو.
كريم: وانا مقتنع برضو ان النصيب فوق كل شئ ، لما يجى ميعاد جوازى هتجوز هتجوز.
سرح حازم بخياله حيث تسكن فاتنة هذا الصباح: فعلآ هو النصيب ومفيش غيره.