فى اليوم التالى ذهب حازم الى العمل فى اول أيامه , وكان باله منشغلآ برغد أكثر من إنشغاله بالعمل الجديد، وظل واقفآ عدة دقائق أمام منزلها لعلها تخرج وتطل عليه بوجهها فائق الجمال ، ولكنها لم تأتى ، فتوجه إلى الشركة ، وانقضى اول ايام عمله وهو لايفكر إلا بها ، ويتعجب جدآ كيف لها أن تشغل باله إلى هذا الحد ، جلس حازم فى غرفته ليكمل تفكيره الذى لا يجد له نهاية.
كريم: إيه يابنى إنت لسه مغيرتش هدومك! ، الغدا جاهز برا.
حازم: روح وانا جاى وراك.
كريم: فى إيه مالك الشغل معجبكش ولا حد ضايقك ؟
حازم: الشغل حلو والناس هناك كويسين جدآ.
كريم: امال مالك ؟
حازم: ولا حاجة شوية تفكير مش أكتر.
كريم: ياسيدى ياسيدى ، مين بقى اللى سبتها هناك وبالك مشغول بيها كده.
حازم: هنا مش هناك.
كريم: ده انت طلعت مشكلة ، مين دى ال لحقت توقعها من اول يوم كده ؟
حازم: أوقع مين بس ، ده هى ال وقعتنى وادتنى وش خشب كمان.
كريم: إنت كلمتها ؟
حازم: والله ياكريم عمرى ماعملت كده ، واللى يعرفنى كويس يعرف إنى مش بالسهل أعجب بحد.
كريم: طب فهمنى إيه اللى حصل يمكن اقدر أساعدك.
حازم: بعد ماسبتنى إمبارح لقتها خارجة من عمارة كإنها خارجة من الجنة وهى من الحور ، إتهورت وروحت كلمتها ، غسلتنى وادتنى كلمتين فى جنابى إفتكرتنى بعا**.
كريم: ههههه والله بنت ناس ومحترمة.
حازم: بنت ناس ومحترمة عشان هزقتنى ، شكرآ ياعم كريم
كريم: يابنى انا قصدى انها لو مش كويسة كانت فتحتلك سكة، لكن كده انت تطمن انها محترمة.
حازم: بس برضو كده قفلت الدنيا فى وشى.
كريم: كل حاجة وليها حل.
حازم: إيه الحل وانا صعب اتقدم دلوقتى مانت عارف ، وبرضو خايف ماطولهاش وانا حاسس ان هى دى اللى بتمناها.
كريم: طب حاول معاها مرة كمان وبعدها نشوف هنعمل إيه.
حازم: ربنا يسهل.
خرجت رغد من منزلها فهى بدأت دراسة اللغة الفرنسية منذ أسبوع ، وهى فى طريقها نحو سيارات الأجرة رأها حازم
حازم: ااااخيرآ شوفتك ، ده انا كنت فقدت الأمل .
رغد: إنت تانى ! ، هو حضرتك معندكش دم خالص.
حازم: انا عارف انى حاطط نفسي فى موقف مش حلو ، بس غصب عنى ماقداميش طريقة غير كده وماضمنش اشوفك تانى عشان كده بستغل كل فرصة تقربنى منك.
حازم: لااا ، إنت إنسان بجح فعلآ وفاكر نفسك ذكي بأسلوبك ده ، وبجد لو شوفتك تانى قدامى تصرفى مش هيعجبك.
تركته رغد مسرعة تمامآ كالمرة السابقة ، ثم أنهت محاضرة اليوم وعادت إلى منزلها ودخلت إالى غرفتها شاردة وبدأت فى الكتابة بدفتر مذكراتها:
ليه بفكر فيه كتير ! ماخلاص بقي زيه زى اى حد بيعا** وبيرخم على بنات الناس ، لآلآ قلبي بيقولى انه مش زيهم وفعلا مش لاقى طريقه غير كده يكلمنى بيها ، بس لو نيته خير كان طلب يتقدم مش يقول اتعرف ، بس انا عمرى ماكنت بالشكل ده ولا اهتميت بحد قبل كده ، ليه بقي مهتميه بيه !.
دقت حوريه باب غرفة رغد
رغد : ادخلى يا ماما .
حوريه : مالك بقى ؟ جيتى من بره على الاوضه ومسهمه ومتكلمتيش معايا .
رغد : اصل حصل حاجه الصبح مضيقانى .
حوريه : خير فى ايه يا حبيبتى ؟
روت رغد لوالدتها كل ما حدث فى المرتين اللتين إلتقت فيهما بحازم
حوريه : والله حاجه غريبه اوى , بس هو لو جد كان هيطلب يتقدم على طول .
رغد : انا قولت كده برده .
حوريه : بس ممكن خايف ياخد خطوه وبعد كده تطلعى غير اللى بيحلم بيها زى ما قالك يعنى .
رغد : بس انا فى كل الحالات مش مطلوب منى انى أديله فرصه لحاجه خالص .
حوريه : (بسعاده) صح كده حبيبتى ده اللى انا متوقعاه منك .
حازم : عجبك كده ؟ ، ادينى كلمتها وكان كلامها سخيف جدا معايا ، وانا عمرى ما حطيت نفسي فى موقف زى كده ابدا .
كريم : هههههه يابنى كده تتاكد انها محترمه ، انا مش فاهم انت زعلان ليه .
حازم : هوه ايه اللى مش فاهم زعلان ليه ؟ ، بقولك هزقتنى وماستفدتش حاجه من الكلام معاها .
كريم : طيب بص يا حازم كلامى ده ممكن ما يعجبكش بس ده اللى لازم تعرفه ، انت لازم تنساها خالص ، لا انت جاهز يابن الناس ولا هي مديالك ريق ، يبقي التفكير فيها تضييع وقت .
حازم : عندك حق وانا قررت كده فعلا ...
خرجت رغد من منزلها متوجهه الى عمل والدها حيث اتفقت معه بالامس ان تتقدم لوظيفه خاليه قد رشحها لها ، فبعد عناء وجهد استطاع يوسف اخيرا اقناعها بالعمل ، كانت رغد تعبر الطريق حين اتت سياره مسرعه اصطدمت برغد فوقعت على الارض متألمه بشدة وفقدت الوعي ، وكان حازم فى طريقه الى العمل عندما رأى جمع من الناس يلتفون فى حلقة حول شئ ما ، فدخل بينهم حتى يفهم ما حدث وصدم حين رأى رغد نائمه على الارض لا تشعر بمن حولها ، فصرخ فيهم أنه يعرفها ويجب أن تنقل إلى المستشفى ، فحملها ووضعها فى إحدى السيارات وطلب من صاحبها أن يتوجه بهم سريعا إلى أقرب مستشفى ، وحين وصلوا نزل مسرعآ وطلب من الأمن إحضار سرير متحرك لإدخالها ، وحينها استأذن صاحب السياره خوفآ من المسؤليه .
ظلت رغد حوالى الساعتين يفحصها الأطباء ثم خرج الطبيب فاستوقفه حازم ليسأل عن حالة رغد .
فأخبره الطبيب أن الحادث أدى إلى