" الفصل الواحد عشر.."

1580 Words
-أسفه .. سمعت صوت الهاتف ولم تجيب تذكرت نائما حرك رأسه بخفه وتفقد المكالمات الفائتة ليجد اسم ارنو ، وكادت جين أن تمضي ولكن أحاط خسرها مما جعلها تشهق بخفة ونظرت إليه بعينين متسعتين من شدة الدهشة ، فيما اقترب جوزيف من أذنها متسائلا : -إلى أين يا صغيرة ؟! أخذ ص*رها يعلو ويهبط بفضل دقات قلبها التي تدق داخله ، وازدردت ل**بها بصوت مستمع ليخترق صوته مسامع جوزيف ، وهبط بعينيه إلى عنقها الذي ينبض بشدة ثم قال بهدوء : -أنتِ فتاة جميلة حقا .. لا تشبهين القمر فالقمر هو الذي يشبهك وتغار النجوم من عيونك وجدت نفسها تبتسم ولكن اختفت ابتسامتها مثل سرعة ظهورها على ثغرها ، عندما شعرت بأنفه يلامس وجنتها وببطء شديد طبع قبله على نهاية وجنتها ، فشعرت بأنفاسها تخرج منها بصعوبة وتص*ر صوتا عاليا برهبة شديدة ، مما استمع جوزيف إلى صوت انفاسها التي تتسارع في قلبه وليس في أذنيه ، فابتسم ابتسامة خفيفة وعلم انها مستسلمة له ، ثم طبع قبله بجوار أذنها ثم هبط بقبلاته إلى عنقها الذي ينبض برهبة شديدة ، ثم رفع رأسه لينظر إلى عيناها المضطربة و وجد نفسه يمسح على وجنتها باليد الأخرى ، وقال بهدوء : -لا تذهبي إلى أي مكان .. أريدك هنا دائما أغمضت عيناها بقوة وقالت سرا دون تردد : -وانا ايضا اود المكوث معك هنا .. أحبك فتحت عيناها بفزع على صوت هاتفه ، فنظر إليه وتحدث مع ارنو محررا تلك الفتاة من قبضة يده ، ليستمع إلى حديث ارنو الحاد لأنه لم يجيب عليه ثم أخبره بكل شيء ، فأنهى معه المكالمة على الفور وركض إلى خزانة ثيابه ودخل ليأخذ قميص أبيض يرتدي ، وأغلق ازراره على وجه السرعة ، ثم خرج وتناول يد جين ساحبا إياها خلفه ويسير بخطوات واسعة ، وهي حاولت أن تكوم بنفس سرعة سيره ولكن لن تستطيع ، وكادت تتعثر في الدرج عدة مرات ولكن كان يلحقها جوزيف ، ثم اتجه نحو الباب وهي تتسأل عن سبب تسرعه ولكن لم يجيب عليها ، وفتح الباب تفاجأ بوجود والده الذي كان يرفع ذراعه ليدق جرس الباب .. وعندما رأى ابنه تبسم له وأخبره انه اشتاق إليه كثيرا ، ثم لفت نظره الفتات التي تقف بجواره وعناق أيديهم ، فضيق عيناه قليلا وقد اختفت ابتسامة فجأة عندما تعرف على البنت ، نعم هي جين العروس المنتظر ، ليجد نفسه يضحك داخله وصدم من الذي رأى الأن ، ثم أشار إليها متسائلا : -هل هي حبيبتك ؟! لتحرر جين يدها من يده وهي تومئ بالنفي ، فيما قال جوزيف بهدوء : -كلا .. فتاة صدمتها بسيارتي دون قصد ثم نظر إليها وأخبرها أن تذهب الأن ، فجاءت تخرج قبض والده على مع**ها لتنظر إليه في دهشة وتعجب جوزيف ايضا ، فيما قال والده بحسم : -لن تذهبي إلى أي مكان .. ستأتي معنا ثم سلمها للحرس الذي معه وأخذوها إلى السيارة رغما عنها وحاولت التحرر منهم ولكن بلا جدوى ، واستنجدت بـ جوزيف الذي وقف في ذهول ولم يفهم شيئا من الذي يحدث حوله ، ثم اتجه نحوهم وحررها من أيديهم ، فأمر دانييل بك الحرص أن يضعون الاثنان في السيارة ، فاستقل جوزيف السيارة مع جين لينفذ رغبه والده فقط ، ثم استقل دانييل بك سيارته وغادر وسيارة الحرس خلفه ، كانت جين متشبثة في ذراع جوزيف بخوف واضح ، وهو لم يفهم لما أصر والده على أن يأخذ جين معهم *** وقف توماس ينظر إلى فتاة المزرعة وهي تطعم الطيور الصغيرة ، ويسحب دخان سيجارته إلى ص*ره ويزفره في الهواء عاليا ، حتى انتهى منها ثم القى بها أرضا ليلفت نظر عامل الجنينة ويغضب منه ، لأن الجنينة ليست صندوق قمامة ، فيما اتجه توماس إلى المزرعة الصغيرة التي تأخذ مكان في أخر الجنينة ، و وقف أمام الباب الخشبي الصغير لتنظر أديل إليه باستحقار ثم خرجت وأغلقت الباب جيدا وجاءت تسير قبض على مرفقها ، فتوقفت وهي تسحب يدها بحده .. فقال بهدوء : -أديل الذي حدث ليلة أمس ليس خطأي -لا تتحدث معي عن ليلة أمس توماس بك ثم التفتت وجاءت تسير وقف أمامها مانعا إياها من الذهاب ، لتتراجع هي للخلف وتطلع إليه متعجبة ، فيما مد توماس يده وهو يرى ذاك الواقف خلف أديل ولكن بخطوات بعيدة وينظر إليهم بحده ولكن لم يستطيع التقرب منهم ، بفضل عمه الواقف أمام باب الجنينة ، واذا تشاجر مع توماس فكل شيء سيكون واضح ، فيما قال توماس بنبرة حزينة مصطنعة : -أديل أقدم لكِ اعتذاري عن ما بدر مني .. نظرت إلى عيناه بعدم تصديق ليتابع بلؤم : -جان هو السبب في كل شيء حدث لترد عليه بنبرة بكاء ممزوجة بالعتاب : -كنت ستقتله ! لاحت ابتسامة على ثغرة وهو يقول بثقة : -وأنتِ أنقذتني من ارتكاب جريمة ب*عة اتسعت عيناها قليلا وهتفت بحده : -كنت أنقذ جان منك وليس أنت .. جان فقط لتختفي ابتسامته فجأة وشعر بالغيرة من جان إلى م أمسك بيد أديل وصافحها رغما عنها ، ليعصر جان قبضته بقوة ونظراته تتبادل بينهم وبين عمه الذي منعه من ارتكاب شيء مجنون ، فيما سحبت أديل يدها وتركته وذهبت ، فالتفت لينظر إليها حتى دلفت إلى القصر ، فيما تقدم جان نحو ذاك اللعين و وقف قائلا : -أنت لست محبوب يا توماس .. فلا تحاول أن تجعلهم يحبونك ابتسم ساخرا والتفت ليواجه ثم قال بوقاحة : -لا تجعل جمالها ورقتها تغريك يا ابن عمي .. فهي تخبئ قذرتها خلف رقتها جز أضراسه بقوة حتى استمع إلى صريرها وكاد أن يتشاجر معه ولكن رأى عمه يتقدم نحوهم ، فتركه جان وذهب بخطوات سريعة ، فيما وقف والد توماس أمامه وتسأل عن سبب غضب جان الواضح على وجهه ، ليخبره توماس بسبب ليس له علاقة بحوارهم .. دلف جان إلى المطبخ رآها تقلب الطعام وحدها ، فتقدم نحوها و وقف واضعا يده على خسرها لتشهق بفزع ، ليضحك جان ضحكة خفيفة ، فيما ض*بته أديل على ص*ره بغيظ ، فيما جاءت أوجين تدخل المطبخ توقفت على الباب عندما رأتهم وارتسمت الدهشة على ملامح وجهها ، واستمعت إليه وهو يخبر أديل انه يحبها كثيرا ثم قبلها على رأسها ، فهبطت دموعها على وجنتيها ثم ركضت إلى غرفتها باكيه ، فيما قبلها جان على عنقها ، فالتفتت وابتعدت عنه ثم وقفت أمام طاولة ، وأخذت ترتب أي شيء أمامها بتوتر فجلس جان على مقعد مجاور له وقال بجدية : -لا تتحدثي مع توماس مرة ثانية .. رأيتكم منذ قليل لتتوقف عن ما كانت تفعله ونظرت إليه للحظات ثم حركت رأسها موافقة ، فأمسك بيدها وضعها على شفتيه لتشعر بدفئهم وطبع على اناملها قبله رقيقة ثم وضع يدها على لحيته وقال بصوت عذب : -أحبك .. وأغار عليكِ كثيرا .. أغار من الطعام الذي تضعي داخل فمك .. والمل*قة التي تلامس شفتاكِ ثم نهض أمامها وأحاط وجنتيها بين يديه ثم اقترب منها وقبلها على جبينها بحنان ، ثم قبلها على انفها وهبط إلى شفاها قليلا وجاء يقبلها استمعت أديل أحد يناديها ، لتبتعد عنه بعدة خطوات مسرعة ، مما نظر جان إليها متعجبا ، فيما دخل واحدا من الأمن وأخبرها أن واحدا يدعى أبراهام ينتظرها في الخارج ، فهمت بالخروج مسرعة فخرج جان خلفها بخطوات بطيئة .. وعقب خروجها صافحته بابتسامة واسعة وأطمئن قلبها على عائلتها ، فيما وقف جان مستند بكتفه إلى الباب معقد حاجبيه يتطلع إليها بغيرة واضحة ، فيما قال أبراهام : -والدك يود رؤيتك اليوم شعرت أديل بالقلق وتساءلت عن السبب ليخبرها أبراهام بكل شيء ، وتحركت الدموع داخل عيناه وهبطت على وجنتيها ، ثم قالت بنبرة مؤلمه : -أخبر والدي انني بخير .. وما قاله كيفن كذب .. أنا لن استطيع اترك شغلي الأن ثم مسحت دموعها وطلبت منه أن ينتظرها للحظات ثم التفتت متجه نحو القصر ، ودلفت دون أن تتحدث مع جان فدخل خلفها وامسك بيدها لتسحب يدها على الفور ، ثم نظرت إليه ببكاء قائلة : -اتركني ولا تتحدث معي ثانية عقد حاجبيه متعجبا فكانت تتحدث معه منذ لحظات وكل شيء كان على ما يرام ، فيما تابت أديل السير إلى غرفتها ودخلت لتأخذ المال التي ترسله إلى والدها ، ثم خرجت و وقفت تبحث عن جان لم تجده فشعت بالبكاء ثانية ، ثم خرجت إلى أبراهام واعطت له المال ليعطي إلى والدها ، ثم ودعها وغادر ، لتعود هي إلى غرفته وجلست بها تبكي وحدها .. حديث أبراهام جعلها تفوق مما هي في ، هي الخادمة ولن تتزوج من جان ابدا ، فلا تعلق قلبها به أكثر من ذلك وتعلق نفسها بشغلها فقط ، حتى ترفع رأس والدها فيما بعد ، ويسير بين الناس بكل ثقة ، ولا تضعه في موقف محرج مع عائلة اورليان *** وصلت جين إلى منزلها واستلمها والدها من دانييل بك واستقل جوزيف سيارة والده ليعلم أن جين هي الفتاة التي سيتزوجها ، لينصدم في البداية وربط الأحداث ببعضها ، هي كانت تركض خائفة من شيء وصدمها بسيارته ، اذا كانت تهرب من والدها حتى لا تتزوج منه ، وهذا جعله يغضب كثيرا وبرغم شعوره بحبها ألا أنه سيرفض ذاك الزواج .. وضعها والدها في غرفتها وصاح بها و وبخها كثيرا على هروبها ، وهي في أحضان والدتها تبكي بشهقات عالية ، فهي لم تعلم أن جوزيف هو الرجل الذي سيتزوج بها ، واذا كانت تعلم لكانت هربت منه ولم تمكث معه مطلقا ، ولكن القدر كان لديه رأى أخر وهو أن يتقابلا دون أن يعرفن بعضهم البعض ، تشبثت في ذراع والدتها بقوة وقالت ببكاء مفرط : -أرجوكِ يا أمي اوقفي ذاك الزواج .. لا أود أن أتزوج الأن أخذت تمسح على شعرها بحنان وملئت وجنتيها بالدموع حزنا على ابنتها الوحيدة ثم قالت بهدوء : -والدك خائفا عليكِ يا ابنتي ابتعدت عنها وهي تمسح دموعها بكلت يديها واومأت برأسها ، وقد استسلمت لأمر واقع ، فنهضت والدتها وقبلتها على رأسها ثم وقفت أمام الباب تنظر إليها بتأثر ثم خرجت ، وبعد لحظات أغمضت جين عيناها و وضعت ظهرها على الفراش بهدوء تام ، تود أن ترخي جسدها الأن وتريح رأسها من كثرة التفكير ، وتذكرت عندما كانت فتاة في سن العاشرة ، كانت تركض في حديقة القصر بالضفائر العالية تتطاير خلفها .. ***يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD