-وأنتِ صديقك يبلغك بكل ما هو جديد .. أقصد حبيبك
غضبت من حديثه وتركته وخرجت إلى الشرفة ، فنظر إليها من خلف الزجاج ، وعيناه تنطق بالعشق لتلك الصغيرة ، و يود أن يخرج ويضمها إلى ص*ره ولكن متردد ، شيء ما يمنعه بالتقرب منها او بالاعتراف لها بالحب ، أنه الكبرياء نعم الكبرياء ، رجل لا يعترف بالحب أبدا كيف يقع في حب فتاة صغيرة ، تلك الأفكار تحوم داخل عقلة ليؤمن بها ثم جلس وتابع تناول الطعام
***
وقف توماس أمام باب المطبخ لتنظر أديل إليه باشمئزاز ، ثم تقدم نحوها ليقف أمامها وجاء يتحدث تحدثت هي بحده :
-ماذا تريد مني توماس بك ؟!
جاء يمسك يده وضعتها خلف ظهرها وتراجعت للخلف ، فقال بوقاحة :
-اود أن أفعل معك مثلما يفعل جان
لتحدق به وشعرت بالتوتر فيما قبض توماس على ذراعيها بقوة وحاول تقبيلها ولكن منعته بتحريك رأسها وصرخت في وجه وتلعنه ، حتى استمع جان إلى صوتها وهو يهبط الدرج وعلى الفور دلف إلى المطبخ ، ليبعد ذاك اللعين عنها ودفعة بقوة للخلف ليسقط أرضا ، ثم وقف أمام أديل لتكون خلفه تبكي بقوة وجسدها ينتفض خوفا ، فيما نهض توماس وفي نفس اللحظة تناول جان سكين مما شعرت أديل بالخوف من أن يقتل توماس ، ولهذا وقفت بينهم ماسكه يد جان الذي يتطلع إلى ذاك اللعين بحده مفرطة ، حتى خيل إلى توماس أن نظراته موجه له **يف حاد سيقسمه إلى نصفين ، فيما قالت أديل بخوف :
-اعطيني السكين يا جان أرجوك
لم يعطي اهتماما إلى حديثها وقد أحمرت عيناه بلهيب الغيرة والخوف على فتاته الخاصة به ، فيما ابتسم توماس ببرود قائلا :
-يكفي جان بك كذب على تلك الفتاة المسكينة .. فتغزلت بها مثلك تماما
تذكرت أديل الكلمات التي أخبرها بها توماس وفي نفس اليوم أخبرها جان بنفس الكلمات ، فيما تعجب جان من حديث توماس ولم يفهم شيئا ، ثم قبض على ذراع أديل وجعلها خلفه ليواجه ذاك اللعين وتحدث بنبرة عنيفة متوعده :
-اذا اقتربت من فتاتي ثانية سأنتزع قلبك من مكانه بيدي .. ثم أنزع عيناك من مكانهما
وقفت أديل بجوار جان تحدق به بخوف ، للمرة الأولى ترى معصب بهذه الطريقة ، فيما ابتسم توماس ببرود وقال بقصد استفزازه :
-لن تكن فتاتك لوحدك لا جان بك ..
ليجز على أسنانه بكل ما فيه من قوة حتى استمع إلى صريرها ولم يكمل توماس حديثه ، بفضل تقدم جان نحوه وفي يده السكين كان سيطعنه بها ، ولكن وقفت أديل بينهم لتخترق السكين بطنها ، فاتسعت عيناها متأوه ، فيما اندهش توماس وخرج من المطبخ راكضا ، بينما سحب جان السكين على وجه السرعة ، لتسقط جان بين يديه والدماء تسيل منها ، ترك السكين تسقط أرضا ثم حملها على ذراعه وركض بها ، ثم وضعها داخل سيارته وجلس أمام المقود ، ليقود متجه إلى أقرب مستشفى وعقله لا يستوعب ما حدث معه للتو ، لا زالت الصدمة تؤثر عليه ، فيما كانت تلتوي أديل على المقعد وتبكي متأوه ، وكلما نطق بـ أه كان قلبه يؤلمه بشدة ويض*ب على المقود بعصبية مفرطة ..
وعقب وصوله إلى المشفى حملها على ذراعيه ودلف بها و وضعها على أقرب فراش متحرك ، ثم أخذتها الممرضة إلى غرفة العمليات واستدعت دكتورة ، و وقف جان في الخارج يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة ، ويتذكر ما حدث بيدي ، كان سيطعن توماس ولكن هي وقفت بينهم خوفا عليه ، ثم استند بجبينه على الحائط وترك العنان لدموعه تهبط على وجنتيه ويدعي ربه أن تكون حبيبته بخير ، وظل على ذاك الحال لمدة نصف ساعة تقريبا وخرجت الدكتورة لتخبره أن الجرح سطحي وهي بخير ، رفع رأسه مغمض عيناها متمتما بالحمد لله ، فيما خرجت الممرضة ودخل جان ثم وقف بجوار حبيبته النائمة ، وبمجرد أن أمسك بيدها فتحت عيناها لتنظر إليه بوهن ، فمسح على شعرها متمتما بالاعتذار في ثم قبلها على رأسها بحنان ، ثم قال بنبرة ألم :
-قطعي يدي عقابا لي يا حبيبة القلب
قالت بصوت منخفض ممزوج بالوهن :
-أنا بخير يا جان .. ولا تفعل شيئا مثل هذا ثانية
مسح على وجنتها وهو يومئ برأسها ثم عقد حاجبيه قليلا وهو يقول :
-أغار عليكِ كثيرا يا فتاتي .. لا أتحمل عليكِ كلمة
هبطت دموعها على وجنتيها وقالت بنبرة بكاء :
-لقد أخبرني بحديث ناعم مثل حديثك .. وقتها حسبتك تخدعني بالاتفاق معه
قبلها على أنفها برقة ثم همس بحب :
-لا احد يستطيع أن يحبك مثلي .. أو يحدثك مثل مشاعر الحب خاصتي .. أديل لكِ قلبي بأكمله
ثم حملها على ذراعيه وخرج بها من الغرفة و المستشفى بأكملها و وضعها داخل سيارته ، ثم دخل مجددا ودفع المبلغ المطلوب منه وجلب لها الدواء ايضا ، ثم عاد إلى المنزل على وجه السرعة ، وحملها على ذراعيه ودخل ، قا**ه والده الذي نظر إليهم متعجبا وشعرت أديل بالخجل منه ، وحاولت أن تهبط إلى الأرض ولكن جان لم يعطي لها فرصة ، وتسأل والده :
-لماذا تحمل أديل على ذراعيك
لتجيب اديل بدلا من جان :
-لقد جرحت بطني بسكين وأخذني إلى المستشفى
عقد حاجبيه وشعر بالقلق عليها فهي مثل ابنته تماما ويحبها كثيرا ، ثم طلب من جان أن يأخذها إلى غرفتها ، وعلى الفور اتجه نحو الغرفة ودخل ليضعها على الفراش برفق ، ثم نظر خلفه لم يجد أحد ثم قبلها على جبينها بقوة ، وقبله يؤلمه من أجلها ثم رفع راحة يدها إلى شفتيه يقبلها متمتما بالاعتذار ، لتبتسم له رغم ما تشعر به من ألم وأخبرته انها بخير ، ليضع يدها على قلبه الذي يؤلمه بل يتمزق وقال بنبرة مؤلمه :
-ولكن انا لست بخير يا أديل .. لقد جرحتك بيدي
اطرقت عيناها ولا زالت الابتسامة عالقة على ثغرها وقالت بصوت منخفض :
-عشقت ذاك الجرح كثيرا يا جان .. لأنه بيدك
-لكن انا لست بخير يا أديل .. لقد جرحتك بيدي
اطرقت عيناها ولا زالت الابتسامة عالقة على ثغرها وقالت بصوت منخفض :
-عشقت ذاك الجرح كثيرا يا جان .. لأنه بيدك
وجد نفسه يبتسم ثم اقترب منها وأخذ قبله من شفاها وبادلته بقبلتها الهادئة ، وعندما استمع إلى صوت والده ابتعد عنها و وقف مستقيما ، ثم دخل والده و معه السيدة مكفي التي دخلت بلهفة قلق على أديل ، فيما تركهم جان واطمئن دانييل بك عليها ثم خرج ، فيما شعرت أديل بألم وبدأت مكفي الحب عن مسكن بين العلاج حتى رأت حقنة وبدأت في تعبئتها ، ف فنظرت أديل إليها متعجبة وتساءلت :
-تستطيعي أن تعطيني ذاك المسكن ؟!
لتبتسم مكفي وهي تخرج القليل من الحلقة ثم ساعدت أديل على النهوض و وقفت تعطي لها الحقنه بشكل احترافي ويد خفيفة ، وشعرت أديل بالألم متأوه ثم جلست على الفرش واضعة يدها أسفل ظهرها ، ثم قالت مكفي وهي تضع الحقنة في القمامة :
-كنت أعمل ممرضة في مستشفى البلدة .. وعندما مرضت زوجة دانييل بك واتى بها إلى المشفى كنت انا المسؤولة عن حالتها .. وأخذني إلى القصر لأظل معها ..
ثم ساعدت أديل على أن تمدد على الفراش ثم جلست على حافة الفراش وتابعت :
-كانت تعاملني بحب و بود علي ع** السيدة لويز .. وتركتي شغلي وبقيت معها ومع أولادها .. و جاء اليوم اللعين الذي اخترق المرض جسدها بأكمله و توفيت .. وكان جان في السابعة من عمره .. بكى كثيرا هو و جوزيف .. رحيمها الله
تأثرت أديل من وحديثها من همست :
-رحمة الله عليها
*** يتبع