-حسنا يا ابنتي .. اتمنى لكي التوفيق دائما أديل
حركت رأسها وتلألأت الدموع داخل عيناها ثم اطرقت رأسها حتى لا يرى دموعها ، بينما فتح دانييل بك خزنة أمواله ، وتناول الكثير من المال وضعهن داخل ظرف ، وفي ظرف أخر وضع نصف ما وضعه في الظرف الثاني ، ثم كتب على الظرف الكبير أسم أديل والظرف الأخر أسم والدها ، ثم نهض و وقف أمامها واعطى لها الأظرف قائلا :
-ظرف خاص لكِ .. أكملي تعليمك حتى تسأمي منه وعيشي حياتك يا ابنتي .. والثاني إلى والدك ومكافئة لكِ
رفعت عيناها التي تدمع لتنظر إليه وتحدثت سرا :
-أحب جان كثيرا .. أحبه كثيرا
مسح دموعها بحنان ثم قبلها على جبينها وقال بنبرة حنان :
-اذا احتاجتكِ شيء .. أنا هنا من أجلك
اومأت برأسها موافقة ثم ودعته ، وكان يودعها وكأن قلبه انتزع من مكانه ، فهو يحب اديل كثيرا وتعود على وجودها في المنزل ، والأن جاء اليوم الذي ستذهب الفتاة الجميلة ..
غادرت أديل إلى غرفتها وبدأت في تعبئة حقيبتها ودموعها تهبط على وجنتيها بغزارة ، وقلبها يؤلمها كثيرا حقا يؤلمها ، بعد أن أغلقت الحقيبة وضعت رأسها عليها تبكي بصوت مستمع وبشهقات عالية ، والجرح يؤلمها فرفعت رأسها وقامت برفع البلوزة لتنظر إلى الجرح ، ثم توقفت عن البكاء تدريجيا ومسحت دموعها وهي تقول :
-ستكون بعيد .. ولكن جرحك لي سيكون قريب مني
ثم خرجت وصعدت إلى غرفة جان بحرص ثم دقت الباب ولم تستقبل اي رد ، فدخلت واضأت المصباح ثم تطلعت إلى الغرفة بأكملها وحسست على فراشة وطبعت قبلة على وسادته ، ثم فتحت باب الخزانة ودخلت لتأخذ ستره دائما يرتديها وضمتها إلى ص*رها بقوة ، ثم وضعت عليها الكثير من عطره المفضل ، ثم وقفت امام نافذة الغرفة ورأته يتجول في الجنينة برفقة صديقة الحصان ، وعلى الفور وجدت نفسها تبكي ، فهذه أخر مرة سترى عيناها ولن تودعه ، فقط من بعيد ، ولكن القلب يودع والعيون ستشتاق ، ثم وقفت امام مكتبه وتناولت قلم و ورقة وتركت له رسالة بدماء قلبها الذي يتمزق مع كل حرف تكتبه ..
ثم غادرت الغرفة و وضعت سترته داخل الحقيبة ثم ودعت السيدة مكفي بالعناق ، والذي بكت عندما علمت ان أديل ستترك القصر ، ثم غادرت أديل وعقب خروجها من بوابة القصر ، نظرت نظره أخيرة عليه ثم تابعت السير ، تاركه قلبها وذكرياتها وكل شيء جميل داخل القصر ، وأغلى ما تملك تركته في هذا القصر وهو جان ، جان حبها الذي لم ولن تنسى ولن تعشق غيره أبدا ..
عندما وصلت إلى الطريق وقفت قليلا تنظر حولها حتى رأت ابراهام ابن عمها متجه نحو طريق القصر ، فنادت عليه وهي تتقدم نحوه ليتوقف عن السير ونظر إليها متعجبا ، ثم قا**ها و وقف أمامها متسائلا :
-إلى أين ؟!
تركت يد الحقيبة لتمسح على وجهها ثم قالت بنبرة مؤلمه :
-لقد تركت شغلي في القصر .. والأن عائدة إلى المنزل
-ولكن كيفن يحضر كل شيء للزواج .. وجئت لأحظرك
اتسعت عيناها في دهشة قائلة :
-ماذا ؟! زواج ؟! .. وماذا افعل الأن
ليقول بجدية :
-سوف تهربين .. اتركي القرية يا أديل
تن*دت بتعب وكأن الحديث أرهق بدنها وتساءلت في حيرة :
-إلى أين أذهب يا ابراهام ؟!
-لا تقلقي يا ابنة عمي .. انا معك وسوف أساعدك على الهرب من ذاك الزواج بالاتفاق مع عمي ديفيد
***
بعد التجول في شوارع باريس ، اوصل جين إلى المنزل وذهب هو إلى الشركة وتابع الشغل الذي فاته مع صديقة ارنو ، وأخبره بالمشاجرة الذي حدثت بينه وبين فيليب ليلعن جوزيف اليوم الذي اشتغل فيليب معه ، ثم هدأه ارنو وغادر المكتب ، بينما اشعل جوزيف سيجاره و وقف أمام النافذة يسحب الدخان ثم يزفره في الهواء ..
دخلت تالة دون أن تدق الباب ومعها المجلة الجديدة ، و وقفت خلف جوزيف الذي التفت بمجرد أن شعر ان أحد ما وقف خلفه ، فاتسعت ابتسامتها ورفعت المجلة أمام عيناها قائلة :
-شكرا جوزيف لأنك لم تغير غلاف المجلة
زفر دخان السيجارة في الهواء مقطب جبينه ثم قال بحنق :
-ستتغير الشهر القادم يا تالة .. ولا تفعلي هذا ثانية .. جين هي بطلة غلاف المجلة دائما
تحولت ابتسامتها إلى الغضب وتحدثت بحده :
-ولكن مجلة هذا الشهر أكثر مبيعا
ليرد عليها بثقة :
-المجلة دائما أكثر مبيعا .. لا يوجد جديد
ثم اتجه نحو المكتب لتجلس على مقعده الخاص ، بينما ضغطت تالة على اسنانها ثم التفتت إليه متصنعة الهدوء وتساءلت :
-انت حزين لتغير صورة جين ؟!
-نعم .. وهي ايضا غاضبة
تعجبت من حديثه وتساءلت بعصبية بالغة :
-ومن أين عرفت انها غاضبة ؟! .. ولما انت مهتم بها ؟!
اطفأ السيجارة ورفع عيناه عن الأوراق لينظر إليها وقال بهدوء :
-لأنها زوجتي
ازدردت ل**بها بصدمة وجلست على المقعد تطلع إليه بعينين متسعتين قليلا ، وأذنيها لم تصدق ما هتف به للتو ، وجاء اليوم الذي تكذب سمعها وتوهم نفسها ان ما سمعته مجرد اوهام وليس حقيقة ، جوزيف لن يتزوج ، بينما اشعل جوزيف سيجارة أخرى وتابع عمله على الحاسوب ، وفاقت تالة من صدمتها وضحكت ضحكة خفيفة قائلة :
-أنت تكذب .. أنت لم تعترف بالحب بعد .. فكيف ستتزوج ؟!
أكد جوزيف على حديثه بحده :
-قلت لكل زوجتي .. تزوجت جين منذ ثلاثة أيام
وجدت نفسها تندفع بعصبية بالغة بفضل الغيرة الذي اقتحمت عقلها حتى قلبها الذي توقف عن النبض في هذه اللحظة :
-كيف تتزوج من تلك الفتاة ؟! .. انها لا زالت قاصر طفلة .. كيف تتزوج فتاة الفرق بينك وبينها أكثر من عشر سنوات ..
ثم ابتسمت بجنون وتابعت :
-لابد ان هذه الفتاة التي أجبرك والدك على الزواج بها
-لا .. لقد تزوجتها بموافقتي
رد عليها بكل ثقة ونغمة حب في نبرة صوته تتردد في أذنيها كأنها ضجيج ب*ع لا تتحمله أبدا ، واخذت تحرك رأسها عدة مرات ثم تركته وغادرت المكتب ، فتابع جوزيف الشغل ولم يعطي له اهتمام ..
اما هي فكل خطوة تخطو بها كانت تسقط دمعه على الأرض ، وشعرت بضيق في ص*رها حتى وصلت إلى المكتب والقت بالمجلة لتصطدم في الحائط ثم سقطت أرضا ، وجلست على المكتب واضعة رأسها بين يديها تحرك أصابعها بين خصل شعرها ، وتفكر وتعصر رأسها ثم رفعت عيناها الحزينة وحدثت نفسها :
-لا تستسلمي يا تالة .. ولا تتركي لهذه الطفلة اللعينة
***
عقب وصول أديل إلى المنزل استقبلت التهاني من الجميع واستمعت إلى صوت الأغاني العالية ، شعرت بالحيرة التي كادت أن تجن بفضلها ، كيف يحضر كيفن لزواجهما وتوماس طلب منها الزواج اليوم ؟! أليس الاثنان أصدقاء أم ماذا ؟! ، حركت رأسها لتخرج الافكار والاسئلة من رأسها ، ثم دلفت إلى المنزل لتجد العائلة والجيران فسلمت عليهم ثم دلفت إلى غرفتها ، وجلست على حافة الفراش تلتقط أنفاسها بصوت مستمع وخوف من أن ابراهام لا يستطيع ان يهربها من المنزل ولكن ما يشعرها بالأمان هو موافقة والدها على الهرب ..
بعد لحظات دخل كيفن الغرفة ينظر إليها بابتسامة انتصار ، فنظرت إليه برهبة شديدة وهمت واقفة في مواجهته دون أن تتفوه بكلمة ، بينما مسح كيفن على جانب رأسها وتحدث بثقة :
-قلت لكل في السابق .. ستكونين لي رغما عن الجميع
رفعت عيناها لتنظر إليه باشمئزاز وهي تومئ برأسها ، فتعجب من **تها وعدم رفضها كعادتها معه ، وقال بسخرية ليجعلها تنطق :
-هل تركك جان بك ؟! .. كنت اعلم انه سيخذلك
لاحت ابتسامة حزينة على شفتيها وهي تخبره بينها وبين نفسها :
-أنت حقا معتوه ولن تتعلم شيئا
*** يتبع