كان قلب " سلمى " يرتجف من الرعب وأزداد فزعها عندما توقف " خالد " عن الصراخ ، لتُخمن أنه تم تجريده من رجولته أو ربما يكون قد مات ، شرعت " سلمى " فى البكاء وأخذت تلعنه بداخلها ، فهو من أوصل كلا منهما إلى هذا الحال ، هو من فعل بنفسه وبها هذا الشيء
توقفت عن البكاء عندما رأت " جواد " يخرج من الغرفة وكل من كانوا معه ومعهم ذلك الطبيب ، لتبتلع فى رعب فيبدو أن الدور عليها وحان وقت أن يُنزل ذلك الطفل ، ليقطع تفكيرها صوت " جواد " زافرا بحنق :
" المأذون أتاً فى الطريق ، أدخلى وتحدثى معه ، وشاورى عقلك إن كنتى لاتزالى ترغ*ين فى أن يُعقد قيرانك عليه أم لا ، وفى كلتا الحالتين سأحميى جيدا "
شعرت " سلمى " بالسعادة العارمة بأنها سوف تتزوج حبيبها ولكنها تذكرت ما فعله " جواد " لتشعر بالحزن مرة أخرى ، ولكن يكفيفها أنه سيسترها ويعترف بذلك الطفل
كادت " سلمى " أن تدخُل الغرفة ليوقفها صوت " جواد " مستهزا :
" بالمناسبة ، أنا لم أقوم بفعل شيء له ، هو كامل مثلما كان ولكن هذا الشيء يمكن أن لا يدوم وهذا يعتمد على قرارك أنتى !! "
أبتسمت له " سلمى " براحة وأمتنان ثم دلفت إلى الغرفة لتُصعق مما تراه ، فهو جالسا على الفراش مرتديا سرواله الدخلى فقط ولا يتوقف عن البكاء كالأطفال
ألتقطت ملابسه من على الارض وأقتربت لتجلس بجانبه على الفراش ، لكى تُهدى من روعته وبمجرد ان جلست بجانبه أرتمى فى ص*رها وأخذا يبكى ويعتذر بندم :
" أنا أسف جدا يا سلمى ، أقسم لكى إنها لن تتكرر مرة أخرى ، سامحبنى يا سلمى أرجوكى ، أنا أحبك ، أقسم لكى إننى أحبك ولكنكى تعلمين ظروقى ، لهذا أنا فعلت ما فعلته معكى ولكننى أقسم إننى أحبك "
أخذت " سلمى " تربط على كتفيه مُهدى اياه مُتحدثه بحب وتسامح :
" أنا أسامحك يا خالد ولكن أهدى قليلا ، هيا أنهض وأرتدى ملابسك الان فالمأذون بالطريق "
قطع حديثهم صوت طرقات إحدى رجال " جواد " على الباب معلنا عن وصول الماذون ، أرتجف جسد " خالد " عند سماع طرقات الباب لتردف " سلمى " مُحاولة تطمئنه :
" حسنا نحن أتيان "
¤¤¤¤¤¤¤¤
" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى مودة ورحمة "
صاح " الماذون " بتلك الجملة مُعلنا عن إتمام عقد القيران
لتملئ الفرحة قلب كلا من " سلملى " و " خالد " ، لي**ر " جواد " تلك الفرحة رادفة بحزم :
" عذرا يا حضرة المأذون ولكنك ستنتظر معنا قليلا كى نتمم الطلاق "
تفاجئ " الماذون " من هذا الطلب وكاد أن يتحدث ، ليقاطعه " خالد " بخفوت وإن**ار مُوجها حديثه نحو " جواد " رادفا بحرج :
" من فضلك يا سيد جواد ، أريد التحدث معك فى شيئا ما بمفردنا ؟! "
رفع " جواد " حاجباه فى أستنكار وعقب مستهزئا :
" هل الم**ر الذى أعطاه إليك الطبيب أثر عليك تأثيرا ما !! ولكن الطبيب لم يفعلها إذا لماذا تطلب منى أن أكون معك لمفردنا ؟! "
شعر " خالد " بالحرج الشديد من كلمات " جواد " المستهزئة به ، ليُعقب على أستحياء :
" أريد أن أتحدث مع حضرتك فى أمرا ما ، إذا سمحت !! "
زفر " جواد " فى حنق مُعقبا بإستسلام :
" أتبعنى إذا "
دلف " جواد " إلى إحدى الغرف بصحبة " خالد " مُغلقا الباب خلفه مُعقبا باسهزاء :
" ماذا تريد يا زينة الرجال !! "
شعر " خالد " بالحرج من كل هذا الاستهزاء الذى يتلقى من قبل " جواد " ، ليستجمع شجاعته ويعقب بان**ار :
" انا لا أريد أن أطلق سلمى يا سيد جواد "
ألتفت إليه " جواد " مبتسما بسخريه رادفا بأيتفسار :
" هل أصبحت رجل فجاة هكذا ؟! "
أردف " خالد " بان**ار والدموع متحجرة فى عيناه :
" لا تظن إننى سئ إلى تلك الدرجة ، أنا لم أكن أريد أن أفعل هذا الشيء ب سلمى ، أنا حقا أحبها وأكثر مما تتخيل ولكن الأمر ليس بيدى ، ماذا كنت تنتظر منى !! أنا متعلم خريج كلية التجارة بتقدير جيدا جدا ، نعم تخرجت ولكننى لم أجد وظيفة ، بحثت وبحثت إلى أن تشققت قدماى ولم أجد وظيفة ، أضطررات أن أشتغل على تلك الحافلة الصغيرة (توكتوك) لكى أوفر مصريفى الشخصية من ملبس ومأكل ومشرب حتى إنها لا تكفى ، كيف لى أن أذهب لأطلبها من والدتها !! كيف سأجلب لها شبكة أو أثاث أو شقة !! كيف سأوفر مصاريف حفل الخطبة او الزفاف ؟! من أين أأتى بمصاريف كل هذا !! من السبعين جنيها التى أتقاضهم طوال يومى ؟! "
ليبتسم بسخرية على حالهِ ويكمل باستهزاء :
" وماذا أيضا !! أتزوج وأنجب أطفال إلى هذا العالم وأحرمهم من أقل حقوقهم ، تكون الناس تأكل أطيب الأطعمة وأنا حتى لا أملك نقود اأشترى لهم رغيف خبز وقطعة جبن ولا أستطيع أن أأتى بغيره لأن هذا هو دخلى ، يمكن أن أطعمهم اللحم مرة واحدة فى الشهر ولكنى لا أستطيع أن أوفرها كل أسبوع ، أخبرنى أنت لو كنت مكانى ماذا كنت لتفعل ؟! "
أخذ " جواد " نفسا عميقا مُتحدث ببردو وعدم تاثر رادفا :
" وما هو الشيء الذى جعلك تغير رائيك هكذا وأصبحت تريد أن لا تطلقها ؟! "
مرر " خالد " يده على وجهه مُزيحا تلك الدموع التى خانتة وتهاوت من عيناه مضيفا بحسرة :
" لاننى لست ضامنا أن أقابل فى يوما من الأيام فتاة تحبنى وأحبها مثل سلمى ، لأننى لست ضامننا أن توفر لى الحياة فتاة أخرى أحبها وأمارس معها علاقة وتحمل فى طفل منى مرة أخرى أم لا ، لاننى لا أريد أن أخسرها هى والجنين لاننى أحبها حقا "
ليغمض " خالد" عينه فى ألم مضيفا :
" نعم ظروفى سيئة ، ولكن ماذا أفعل وما حدث حدث بالفعل ولا يمكن تغيره ، وأنا لا أريد أن أضيع تلك الفرصة الجميلة من يدى ، سأخذها وأعيش فى بيت أمى وأبى وما أرزق بيه سيكون كفيلا بالنسبة لنا ، هذا هو نصيبنا وأنا موافق ومرحب به للغاية "
أومأ له " جواد " بالموافقة لينهض مُتوجها ناحية الباب ، ليضيف مُعقبا وهو يلتف إليه مره أخره رادفا بحدة :
" لن يحدث طلاق ، وسأنتظرك غدا فى المكتب الخاص بى فى شريكتى ، سأرسل لك سيارة تُحضرك كما فعلت اليوم ولكن أحذر أن تلعب معى ، لانك ستدفع الثمن غالى جدا وأظن أنك تعرف ما أقدر أن أفعله "
¤¤¤¤¤¤¤¤
فى إحدى الشليهات الخاصة بالطبقه العُليا بمحافظة الأسكندرية ، كانت تجلس فى هدوء تام وعزله لا تُحاول الأختلاط بأحد أو الهروب من ذلك المكان ، كيف لها أن تهرب من كل هؤلاء الرجال الذين يُحاوطونها وتلك الفتاة التى تجلس معها ؟! ، حتى إن تلك الفتاة لا تسطيع القراءة والكتابة ، كيف لها أن تطلب منها المساعدة وهى غير قادره على الكلام ؟! ، ولكنها لو كانت قادرة على الكلام ما كانت لتكون هنا ابدا ..
دلف إليها بغروره وغطرسته المعتاده ينظر إليها بأستحقار مثل كل مرة يراها بها ، ليلتفت إلى تلك الفتاه أمرا إياها أن تتركهما بمفردهما لبعض الوقت ، بالفعل خرجت تلك الفتاة من الغرفة ليتوجه هو إليه رامقا إياها بكثير من الحقد والغل رادفا :
" وأخيرا يا لبنى ، بعد أكثر من عشرون عاما فى هذا العذاب والحيرة ووجع القلب وقلة الراحة لكثيرا من الناس أحياء واموات ، أخيرا الجميع سيرتاح ويرقض بسلام "
أعتلت وجه " لبنى " ملامح الأستغراب لتنظر له بأهتمام تحاول ان تستنتج ما يحاول الوصول اليه ، بينما أكمل " هاشم " متحدثا باستهزاء :
" فى الحقيقة أنا لدى خبران والأثنان أحلى من بعضهما ، الخبر الأول هو أن جواد أستطاع أن يجد ديانة وسيحضرها عما قريب "
شعرت " لبنى " بالزعر والفزع مما أستمعت إليه توسعت عيناها بصدمة كبيرة ، ليرتجف قلبها من شدة الرعب والفزع لترمقه بنظرة توسل مُستعطفه إياه ، بينما أدرك الاخر ما تحاول الوصول إاية بتلك النظره ، أبتسم " هاشم " فى مكر وشر وأكمل حديثه رادفا :
" والخبر التانى هو أنكم انتم الاثنان ستموتان معا فى نفس هذا اليوم الذى سيُحضرها فيه جواد ، أرأيتى كم أن أنا عادل يا لبنى !! مثل ما هما الأثنان ماتان مع بعضهما ، أنتما الأثنان ستموتان مع بعضكما أيضا ، وهذا طبعا بعد أن أريكم أبشع أنواع العذاب الموجود فى هذا العالم "
ظلت تبكى بقهر تُحاول أن تتحدث ولكن دون فائدة ، لتلعن حظها على تلك الصدمة التى حدثت لها بهذا اليوم حينما فقدت النطق
شعرت بالعجز الشديد لتُسرع فى التوجه إليه ورمت بنفسها تحت قدميه مُترجيه إياه بإن**ار وضعف ، ليركلها بقدميه بعيدا عنه بمنتهى القسوه والجحود صائحا بغضب :
" أبتعدى عنى أبتها الع***ة ، لا تفكرى أن تقتربى من مرة أخرى أيتها الساقطة ، لا أريد أن توسخنى نجاستك "
ذهب وتركها تبكى وتصرخ بألم ورعب
¤¤¤¤¤¤¤¤
دلفت المساعدة الى مكتب " جواد " مُعلنة عن وصول " خالد " رادفة :
" سيد جواد ، الشاب الذى أمرت بحضوره قد جاء وينتظر حضرتك فى الخارج "
رمقة " إياد " باستفسار موجها الحديث نحو " جواد " رادفا :
: من هذا الشاب !! :
رمقها " جواد " بهدوء مُضيفا :
" حسنا أتركيه يجلس عندك إلى أن أطلب منكِ أن تدخليه "
أومأت له مساعدته بالموافقة وشرعت فى التوجه نحو الباب مرة أخرى رادفة :
" تحت أمرك سيد جواد "
رمقه " إياد " بنظرات أستفسار منتظرا أن يُجيبه " جواد " ، ليغمض عيناه وعزم على أن يخبره رادفا بأستسلام :
" حسنا سأخبرك لأنى أريد منك بعض الأشياء الذى ستفعلها له "
قص عليه " جواد " كل ما حدث وحديثه مع " سلمى " وما فعله ب " خالد " وحديثن معه
صُعق " إياد " مما أستمع إليه من " جواد " ، هو لم يندهش لما فعله " خالد " فهذا يحدث كل يوم بين الشباب القذر والفتيات الساذجة ، ولكن ما صدمه رد فعل صديقه ليردف مستنكرا :
" بالطبع لم تكن تريد تفعل فى الشاب هذا الشيء !! "
لانت شفتاى " جواد " بابتسامة جانبيه مُسهزءاً بحديث صديقة مُضيفا :
" أقسم لك إننى لم أكن أريد أن أفعل شيء سوا هذا ، ولم أكتفى بذلك بل كنت لأحضر له عريس وأزوجه أيضا قبل أن أنزوجها "
أنفجر " إياد " ضاحكا على حديث " جواد " وطريقته الفظة فى التعامل مع تلك الامور الحساسه رادفا :
" أنت شخصا جاحد يا جواد ، يعنى تأخذ من الرجل أعز ما يملك وتجرده من رجولته وتقوم بتزوجيه لرجل أخر أيضا ؟! "
" أقسم لك إننى كنت سأجله مثلها تماما ، هو شخصا حقير وهى فتاة رخيصة ولكن من منعنى هو ذلك الطفل الذى لا ذنب له فى كل هذا الأمر "
قال جملته تلك وهو لايزال ثابت لا يتاثر بأى شئ ، بينما " إياد " قد تاثر بحديثه رادفا :
" نعم معك حق ، ولكن يا أخى حراما عليك ، بالطبع كان هذا الشاب قلبة يرتجف من كثرة الخوف والفزع "
أردف " جواد " وهو ينظر فى حاسوبه بهدوء :
" المهم الأن ، ذلك الشاب خريج كلية التجارة ، أريدك أن تجد له وظيفة مناسبة عندنا وأيضا أريدك أن تجد له شقة ويفضل أن تكون مفروش وتخصم نصف إيجارها من مرتبه كل شهر "
رفع " إياد " حاجبيه باندهاش من حديث " جواد " فهو لم يراه لطيفا مع أحدا من قبل !! ، من أين أتى بكل هذا العطف ؟! ، ليقطع تفكيرة صوت " جواد " مُتحدثا إلى مساعدته امرا اياه بان تسمح ل " خالد " بالدخول :
دلف " خالد " مكتب " جواد " رادفا بحرج :
" صباح الخير يا سيد جواد "
" اهلا بك يا زينة الرجال "
قال " جواد " جملة وهو لايزال ينظر إلى ذلك الحاسوب ، ليشعر " خالد " بالحرج من كلمات " جواد " ، ثم سمح له بالجلوس وشرع فى الحديث معه رادفا بتحذير :
" أسمع يا خالد أنا لا أحب أن أقرر كلامى مرتين لذا استمع إلى جيدا ، أنت ستتعين فى هذه الشركة " أشار بيده تجاه إياد واكمل " وسيد إياد هو من سيكون المسؤل عنك ، سيكون لد*ك شقة مفروشة بالكامل وسيتم خصم إيجارها من مرتبك كل شهر ، هكذا لم يكن هنا شيء ينقصك سوا أن تتزوج ، ستذهب إلى والدة سلمى وتطلب منها الجواز مأى عريس ولكنك ستطلب أن يكون فى أسرع وقت وهى ستوافق ، اهلك وولدة سلمى لا يجب أن يعلمان شيء عما حدث ولا حتى بالصدفة ، الفرح يتم وينتهى هذا الأمر ، أظن إنك يمكن أن تحل مشكله مشكله دماء عذريتها أم نريد أحد أن يحلها لك " رمقة باستهذاء ثم أكمل " ، المهم بعد الجواز بسبعة أشهر ستكون سلمى أنجبت الطفل وستقول للحميع أن هذا الطفل أبن سبعة أشهر وهكذا يكون أغلق هذا الموضوع للابد "
لم يستطيع " خالد " التفوه بكلمة ، لا يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل ؟! ليرمق " جواد " بامتنان والدموع تملئ عينيه رادفا :
" شكرا لك سيد جواد "
يتبع ...