٢

1499 Words
الفصل الثاني نورا محمد علي نظرت لها سيلڤا كأنها تستيقظ من نوم عميق، وهي تنظر إلى السيجارة وألقتها من يدها قبل أن تحرقها، تتلفت حولها تبحث عن شيء لا وجود له، إلآ في خيالها.. فمن هذا الذي يتبعها كما تشعر؟ وهل هناك بالفعل أحد في الجوار ينظر لها؟ ويفكر فيها بهذه الطريقة، أن كل من تعرفهم لا يوقفهم شيء ليقتربوا منها، فهم يعلمون جيداً كم هي منفتحة او هكذا يظن البعض. هبت واقفة مرة واحدة وهي تنظر إلى روڤان وتقول: "هيا سوف أذهب هل ستأتي؟" "بالطبع سأتي لن أستطيع أن اسير كل هذه المسافة بمفردي، أنت تعلمين جيدا أن تلك الارداف المنتفخة تعيق حركتي" ضحكت سيلڤا بصوت مرتفع، ربما محاولة روڤان أن تخفيف عنها، بأن تسخر من نفسها جعلها بالفعل تضحك، لكنها اقتربت منها، وهي تربت عليها وتقول: " لا تقولي ذلك مرة أخرى انت جميلة" "قد أصدقك يوما يا صديقتي أنا سمينة" قالت روڤان كلمتها وضحكت بصوت مرتفع، وشاركتها سيلڤا الضحك، وهي تخرج احد سجائرها، وتقرب العلبة من روڤان، التي هزت رأسها بالنفي، وهي تقول: " انا لا استطيع ان اسير دون ان ادخن، فما بالك ان اصبحت شرها على التدخين مثلك؟ هل تطالبين من ابي ان يطردني خارج البيت؟" " لما كل ذلك؟" "هل انت من تسألين سيلڤا؟ أنت تعلمين جيدا أنه لا يريدني في البيت من الأساس؛ ولولا بكاء أمي ما كنت بقيت هناك، أتمنى أن يأتي اليوم الذي أصبح فيه نحيفة، أن افقد شهيتي، لا اتناول كل ذلك الكم من الطعام، أن أستطيع السير بضع خطوات دون ان الهث وكاني كلب " "سيحدث ربما في عيد مولدك القادم قد تتحقق الأمنيات " رحلة نظرت لها روفان بحاجب مرفوع، هي لا تصدق ما تقوله سيلڤا، فهي لم تولد بالأمس وتعرف جيدا أنا بضع شهور، لن تحولها إلى جسد اخر، غير هذا المتضخم الذي يجعلها تتحرك كأنها كرة! ربما ما تفكر فيه روفان يظهر على وجهها، لذا شعرت سيلڤا بالشفقة من أجلها، هي تعلم مقدار معاناتها، والدها بخيل إلى حد ا****ة، يتكلم في كل شيء تفعله، أمها تابعة له، لا تستطيع ان تعترض على شئ. روفان نفسها تحاول ان لا تأكل أمامه حتى انها تكتفي بتلك الكميات القليلة، التي يضعها أمامها متعمداً، وهو يردد الكلام السامج على مسامعها " كفى عن الأكل اصبحت مثل الفيل، سوف تهدين المكان فوق رؤوسنا، تحركي ببطء " كأنه ليس والدها، وهنا لمعت فكرة في عقل سيلڤا، هي تستطيع ان تساعد روڤان لما لا، ربما تسخر روڤان من أن الأمنيات قد تتحقق في عيد مولدها القادم، ولكن سيلڤا ستجعلها تتحقق، هي تأخذ الكثير من المال، وتستطيع أن تفعل به ما تريد.. روڤان حركت يدها أمام وجه صديقتها " لقد وصلنا إلى السيارة، وأنت واقفة أمامها منذ فترة، هل سنظل واقفين هنا؟ لقد تعبت من الوقوف، تعبت من الجلوس، تعبت من السير" " ما الذي لا تتعبين منه صديقتي؟ " "شيء واحد لا يتعبني" "ما هو؟" "الطعام" " هيا سوف أقوم بدعوتك لتناول الغداء في أحد المطاعم الفاخرة" " حقاً؟" " لما هذه الدهشة؟ وكأنها المرة الأولى التي اقوم بدعوتك لتناول الطعام" " هل تدركين سيلڤا أنه لولا أنت لكنت تضورت جوعاً" " لا تقولي هذا الكلام السخيف نحن أصدقاء " " أجل أصدقاء، أنا إلى الآن لا أعرف كيف اصبحنا أصدقاء؟ ربما أنا الوحيدة في المدرسة التي تعرف حقيقتك سيلڤا؛ تعرف مقدار طيبة قلبك وشفافية روحك" "لا تتملقيني من أجل وجبة الطعام أيتها الحمقاء هيا" "ساختار نوع الطعام، لن أقبل بأي شيء" " يمكن طلب ما يعجبك، ماذا تريدين؟" " نقانق الدم " "ايتها المقززة" "أنا أحبها كثيراً " " حسنا قد أخذ نقانق البط " "أنه ليس مجرد غداء أنه وليمة!" بعد وقت في ذلك المطعم الفاخر، كانت روڤان تجلس في ذلك المقعد. الوثير، تحرك يدها على بطنها المنتفخ، وهي تقول: " لقد امتلئ حتى نهايته، هل تدركين سيلڤا أنك اليلة قد اكون سبب في سعادة أبي، او تعكير مزاجه، سوف أخبره أنني لا قابلية لي للطعام، وقتها لن يستطيع أن يسمعني كلام كل يوم ان يفجر شحنة غضبه من الدنيا فيا" ضحكت سيلڤا بصوت مرتفع، وهي تدخن سيجارتها العاشرة، تخرج الدخان كضباب حول وجهها الجميل، وهي تنظر لصديقتها وتقول: " ربما يكون كلامك صحيح، سوف يشعر بالدهشة لما لم تتناول طعامها؟ لما لم ينغص عليكي حياتك ويمنعك من تناول المزيد" " هذا صحيح يبدو انك تشعرين بتلك الماساة التي أعيشها " "ولهذا اريد منك شيئا، اريدك ان تحاولي قدر الامكان ان تتحكمي في معدتك، ليس لأنك ق**حة ولكن من اجل صحتك، أنت تتنفسين بصوت مرتفع، اذا مشيت بضع خطوات روڤان! ماذا ستفعلين في الجامعة كيف ستكملين دراستك؟" " هل فقط تفكرين في الجامعة؟ لن أجد من يتزوجني! من الذي يتزوج فيل بهذا الحجم؟ " " لا تقولي كلام سخيف؛ أنت جميلة، يوما سوف يأتي من يحبك لنفسك، وعلى هذا الوضع لا تتغيري من أجل أحد بل من اجل نفسك وصحتك" "هل تظنين ذلك سيلڤا؟ هذا الكلام ترطبين به على قلبي، لكن في الحقيقة أنا أعرف جيدا انني ضخمة، إذا قرنت بك أو بمن معنا في المدرسة فانا اعتبر عمالقة، كرة منتفخة تتحرك على الأرض، الجميع يخشى مني" "لقد التزموا ال**ت هذه الايام ولم يعودوا يخب**كي شئ يضايقك" "حقاً هل تظني ذلك؟ اصبحوا طيبين معي لا ينعتوني بذات الأرداف الضخمة، لكني اسمع همسهم في الخفاء" "لا تركزي فيهم؛ هم يشعرون بالغضب لانك متفوقة عليهم، انت تستطيعين ان تفعلي الكثير" "من حقي أن أنجح في شيء ما على الاقل، أريد أن أصل إلى حلمي، أن أكون شيء ذو مكانة" " ستكونين صديقتي، ستكونين كما تريدين وسافاجئك بهديه ستشرح قلبك في عيد مولدك القادم" " حقا حبيبتي ماذا هل ستشترين لي سوارا؟ ام ربما ثوب من ت**يم حديث! ولكن أي م**م هذا الذي ي**م لفيل مثلي؟ " نظرت لها سيلڤا بغضب، وهي تحرك يدها على الطاولة تترك السيجار في المنفضة، وعينها تحاصر روڤان، وهي تقول: "عليك ان تثقي بنفسك، يوما ما سيأتي من يحبك لشخصك، وعلى نفس الحال ومن لا يحبك على هذا الوضع، فإن حبه مزيف" " لا تتكلمي عن الحب سيلفا انت اول من عانى منه" " أنا لم أمر بتجربة من قبل" " اعلم حبيبتي إنك عذراء؛ ولكنك عنايتي من مشاعر والدتك، تدركين جيدا ان الحب يجعلها ضعيفة أمام خوان، ولهذا اعلم جيدا انك لا تفكرين في الوقوع في الحب، رغم إنك جميلة والجميع ينظر لك بإعجاب " "أنه إعجاب زائف، ينظرون إلى تلك الغنية التي تتعامل معهم على أنهم أصدقاء، يدركون أنه من السهل أن أتكلم معهم، ولكنهم لا يدركون أن هناك حاجز قوي يمنعهم من الاقتراب أكثر" " هل تدركين؟ ان تلك النكبات التي مرت في حياتك جعلت عقلك أكبر" " ربما يكون كلامك صحيح " "أنه صحيح سيلڤا، هل ترين هذه الفتى؟" " اي فتى؟ " "ليس فتى أنه شاب، يبدو أكبر منا بعشر سنوات، لكنه ينظر لك وكأنه يعرفك" " حقا؟" " أجل عينه لم تنزل من عليك، ينظر لك باعجاب يشوبه بعض الغضب؛ هل تعرفيه؟" " يبدو وجهه مألوف! ولكني لا أعرف أين رايته من قبل؛ لكن لا بأس سنتعرف" تركت الماࢪدة وحملت سيجارتها، اتجهت إلى حيث يجلس بمفرده، وهي تقول: " هل اعرفك؟ " "ربما" " ماذا تعني كلمة ربما؟ هناك إجابة واحدة اعرفك ام لا " "ربما من كثرة ما مر عليك من رجال نسيتني" "تتكلم وكأنني.." **تت لم تكمل الكلمة فماذا تقول؟ تتكلم كأنني ع***ة، نظر لها وعينه تسال لما لم تكملي؟ ألست كما أفكر، لقد نسيته في غمرة ما مرت بها من أحداث، آخر مرة رأته فيها.. كانت قبل وفاة والدها، أنه ليس غريب وفي نفس الوقت ليس قريب، أبن السائق الذي كان يعمل لديهم هو وعائلته يعيشون في منزل صغير بحديقة الفيلا، انه أليخاندرو الذي طالما لعب معها، ولاعبها على الأرجوحة.. هو من كان يتحمل غضب أمها، إن حدث لها شيء، يذكر جيدا تلك المرة التي وقعت فيها وجرحت قدمها، وقتها رغم أنه كان في 15 وهي في السادسة، ركع على قدمه لينظف لها الجرح، مما علق فيه غسل قدمها وقاموا بتضميد الجرح، وهو ينظر لها بمحبة صادقة ويقول: " سيلڤا الجميلة، لما لا تحذرين حينما تتحركي؟ ملاك صغير مثلك يجب حمايته يا طفلتي" " هل أنا طفلتك أليخاندرو؟" " أنت أشياء كثيرة صغيرتي، أنت أجمل شئ في هذا البيت وهذه البلدة، لكن لا أعلم إن كان القدر سيرسم لنا طريق معا، أم أنه سيفرق بيننا كما يفرق بين الطبقات" " ما الذي تقوله أليخاندرو أنا لا أفهم معنى كلامك " كانت الأفكار التي اخذته من هذا اامكان الفاخر، الى زمن آخر 10 سنوات مضت، تحولت فيهم الطفلة إلى شابة، ليتها شابة جميلة فقط بل فاتنة، لكنها ايضا متهورة طائشة، لا تختلف كثيرا عن أمها، التي كان يعلم مقدار خيانتها لزوجها، يرى الكثير من الرجال يأتون بصحبتها، حينما يسافر العم إدواردو للعلاج، ولكنه عجز عن ان يبوح بالسر.. عجز ان يتكلم ويخبر الرجل الطيب، أنه يتعرض للخيانة، ربما أخطأ إدواردو في اختيار زوجته، ولكن أليخاندرو أخطأ في ال**ت. حينما ترى الشيطان يتجسد في صورة ملاك، عليك أن تتكلم، ولكنه لم يتكلم ربما يخشى على تلك الملاك التي لوستها يد امها، وافكارها المتهورة الطائشة، ربما لم تصبح سيلڤا كما كانت، تغيرت كما تغير كل شيء في المدينة.. لقد رجع بعد 10 سنوات من الدراسة في امريكا، حيث عمل وتعلم وحصل على الكثير من المال، ورجع الى مدينته «تيخوانا» ليفاجئ بأشياء كثيرة حدثت، زوجة العم إدواردو خطبت عدة مرات، وكل رجل يأخذ حصة من الكعكة ويهرب، بعد ان يقضي معها بضعة شهور، وهي لا تبالي.. فهي لم تتعب في ذلك المال، الذي تبده على الحثالة الذين يشبعون رغباتها، ابنتها التي بالكاد أكملت 17 من عمرها، تقود سيارة بثمن مبالغ فيه، بالنسبة لطفلة.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD