9- الفصل التاسع

1827 Words
حيلة الخيل .. دعاني صديقا لي أنا وأسرتي لحضور سباقا للخيل والمراهنة وأخبرني أن هذه التجربة يجب أن أخوضها ، راهنات سباق الخيل تعتبر من أقدم الرهانات التي عرفتها البشرية . بمجرد تحديد نوع الرهان ثم وضع الرهان ويبدأ السباق، يشعر المراهنون بالمنافسة الشديدة. وكلما تقدمت الخيول في المضمار كلما ازدادت حماسة وإثارة المراهنين في إنتظار النتيجة النهائية. إنه موقف مثير يشعر به كل مراهن على مدى فترة السباق. وكلما ازدادت الإثارة كلما ازدادت الحماسه كما أنه يجب استخدام المهارة وأنه سيساعدني بخبرته إلى جانب الحظ. صحيح أن أكثر الرهانات تعتمد على الحظ وإلا لما كان هناك رهان في الأساس. لكن مراهنات سباق الخيل تعتمد على كل من الحظ والمهارة وخبرة المراهن أو معرفته بقواعد اللعبة. فعلى المراهن قبل أن يضع رهانه أن يبحث عن تاريخ الحصان الذي سيراهن عليه. وعليه أن يبحث عن حالته الصحية وتاريخه في الاشتراك في المسابقات المختلفة وهكذا. وهذا الأمر يزيد من التحدي بالنسبة للمراهن. أخبرني الا أقلق سأجعلك تراهن رهانا صغيرا مباشرا في البداية .. كل ما عليك ستراهن بعشرين دولارا فقط على الحصان الذي سيحصد المركز الأول أي أنك في حالة الخسارة لن تخسر كثيرًا. وإجراء الرهان بسيط جدا . الحقيقة انه حمسني للغاية فقلت حسنا سنذهب معك غدا كتغيير . وصلنا صباحا لمكان مضمار السباق وجلسنا في الصف الثاني في المدرجات ، السماء صافية .. الخيول أشكالا وألوانا .. الأجواء مثيرة للغاية ، الجميع هنا سعداء ومتحمسون عائلات كثيرة يأتون كل حين وآخر لتجربة حظهم والاستمتاع بغض النظر عن الخسارة او الفوز ، الأعلام في كل مكان ، الحقيقة أن مباريات كرة القدم لا تكون بهذا القدر من الحماس . الجميع يشعر أيضًا بالمتعة والسعادة عند مشاهدة مجريات السباق وتزداد ال ***ة عند إعلان فوزه بالرهان .. أخبرني صديقي هيثم أنه سيراهن على الحصان رقم سبعة و من خبرته يعتقد انه الحصان الذي سوف يفوز ، بالطبع لا أعلم ما يعلمه هيثم فقمت بالرهان معه على ذات الحصان وراهنا بعشرين دولار أنا وهو ، وبدأ السباق .. بدأ السباق وكان حصاننا متأخر جدا نظرت الى هيثم وقلت له ضاحكا " يبدو أنك خبير فعلا " ولكن كانت عليه نظرات الثقه ، وهذا ما يقلقني أكثر ولكن خاب ظني بالفعل خلال دقائق أصبح حصاننا في المقدمة وتخطى جميع الأحصنة ، بل يقترب شيئا فشيئا من الفوز ، الحقيقة اننا تحمسنا جدا وبدأنا في التشجيع حتى فقدنا وقارنا وبالفعل حصد الحصان رقم سبعة المركز الأول ، إنفجرنا من السعادة ، نعم يصبح الفوز له طعم خاصا بغض النظر عن الاموال ، - كيف علمت ؟ هيثم : هذا العادي من صديقك انا لست بقليل . - أيها اللئيم القذر ( ضاحكا . = حسنا ما رأيك أن نعقد الأمور قليلا ويصبح الرهان أكبر ولا لا تقلق طالما انا معك ؟ - لا هذا يكفي خاصة أن زوجتي تشعر بالتعب قليلا ويجب أن تعود لتستريح . = هيا لا تكون كئيبا يا عمر لا زلنا في بداية اليوم ، قم بتوصيل زوجتك وعد مرة أخرى سأنتظرك . - امممم = لا تفكر يارجل كثيرا هيا ! - حسنا سأعود سريعا . بالفعل قمت بتوصيل مليكة للمنزل وعدت مرة أخرى هذه الايام لا تعوض ، الأجواء جيدة للغاية . - حسنا كيف نعقد الأمور يا صديقي الخبير ؟ = أنظر .. هذا النوع من الرهانات معقد ، فهو يشتمل على عدة مراهنات مشتركة أو معقدة. ولذلك لا ينصح به إلا للمراهنين المخضرمين أو ذوي الخبرة الكافية في مجال مراهنات سباق الخيل مثلي طبعا . كما أن مبالغ المراهنات فيه مرتفعة ومكلفة جدًا. وبالتالي فإن الأرباح هنا مرتفعة هي الأخرى. سنراهن الآن على الفين دولار هل انت مستعد ؟ - لا هذا كثير جدا لا أجرأ على المراهنة بألفي دولار . = لا تكون جبانا يا رجل ألم تثق في بعد ! - أخبرني كيف يتم الأمر أولا ؟ = رهان المركزين الأول والثاني بحصانين (كوينيلا) Quinella .. يحدد المراهن حصانين يحققان المركزين الأول والثاني. ولكن لا يشترط أن يحدد أيهما سيحقق المركز الأول وأيهما سيحقق المركز الثاني. إذا حقق الحصانان المركزين الأول والثاني فعلاً يفوز المراهن. مثًلا ستراهن على الحصان رقم أربعة والحصان رقم خمسة ليحققا المركزين الأول والثاني. فإذا حقق أحدهما المركز الأول وحقق الآخر المركز الثاني تفوز . - يفوز باللذات كل مغامر .. حسنا ، ولكن اذا خسرنا لن أراهن مجددا . =اتفقنا هيا بنا . ● راهنا على الحصان رقم إثنان والحصان رقم تسعة ، وبدأ السباق وكالعادة يكون الحصان رقم تسعة في الأخير والحصان رقم إثنان في موقع متأخر قليل ، نظرت الى هيثم ولازالت نظرة الثقة على وجهه وكأنه ينتصر قبل أن يراهن .. بعد دقائق أصبح الحصانان في المقدمة إزددنا حماسة و ***ة وبالفعل يفوزا بالسباق إحتضنا بعضنا وأصواتنا تملأ المدرجات ، صفعته على رأسه وأخبرته ماذا تحمل في عقلك الذري هذا ؟! بداخلي اذا بقيت هنا مع هيثم هنا لآخر اليوم سأحصل على ضعف ثروتي . - هل سنعقد الأمور قليلا مرة أخرى ، أم لازلت جبانا ؟ = لا إذا قلقت مرة أخرى سأكون غ*يا ، معك للأبد يارجل . - حسنا ، الآن نحن بصدد البيك ستة .. حيث يتم الرهان على ستة فائزين في ستة سباقات متتالية. من المؤكد أن عامل الحظ في مثل هذا النوع من الرهان يلعب دورًا كبيرًا ، ولكن أيضا يظل لخبرتي مجال ، ولكن يا عزيزي الرهان هنا لن يكون قليلا . الأمر في غاية التعقيد . = لن أخفي عليك صعب جدا وأنا قلق بعض الشيئ ولكن مهما كان انا معك . - حسنا سنراهن بستين الف دولار . ا● و بالفعل راهنا على الأحصنة : الحصان رقم ثلاثة : في السباق الاول الحصان رقم تسعة : في السباق الثاني الحصان رقم واحد : في السباق الثالث الحصان رقم خمسة في السباق الرابع والسادس الحصان رقم ثمانية في السباق الخامس - ولكن هذه المرة اذا فزنا لا نظهر ذلك فلنظهر للجميع أننا خسرنا ، فقد إنتبه الجميع لصرخاتنا ، العيون حاسدة ياصديقي. = نعم نعم أوافقك الرأي . بدأ السباق الأول وفزنا وبدأ الثاني وأيضا فزنا فالثالث فالرابع فالخامس فالسادس ، فزنا بجميعهم ، إندهشت لدرجة أن فمي ظل مفتوحا طوال السباقات الستة ! كيف يحدث هذا ! وان كان هيثم ساحرا لا يقدر على هذا ! يا الهي على الجنون لا اصدق . ولكن لحظة لم يعلن عن اسماؤنا من الفائزين هذه المرة ، ربما أخطأوا . = هيثم لا أصدقك ! كيف تفعل هذا ؟ - إهدأ سأخبرك بكل شيء ونحن نتقاسم أرباحنا . علمت حينها أن هيثم يخفي شيئا ما هذا ليس طبيعيا أبدا . خرجنا وذهبنا الى منزله وبحوزتنا أرباحا وصلت الى مائة وأربعة وعشرون الف دولار ، أي ما يقرب من مليونين ونصف جنيه في يوما واحدا .. لو أن اموالنا باضت لن تأتي بضعفها هكذا ! هيثم : حسنا ياصديقي دعنا من العشرون دولار الأولى راهنت في المرة الثانية بألفي دولار ثم بستين الفا ، أي أن أرباحهم إثنان وستون الف دولار وانا مثلهم صحيح ؟ انا : نعم حسنا نصيبنا لن يكون إثنان وستون الف بل ستة الاف دولار ومئتين فقط أي فقط نسبة عشرة % منها أي حوالي مئة الف جنيه مصري. انا : ولماذا عشرة بالمائة هل يشترك معنا آخرون . هيثم يعجبني ذكاؤك ولكن ليس أشخاص بل شخصا واحدا وهو مستر " ريتشارد روبيرتسون " وهو المسؤول الأول عن تنظيم هذا السباق . انا : إهدأ قليلا .. وأشرح لي الأمر أكثر . هيثم : حسنا .. بالتأكيد انني لست منجم ولو كنت لن أعلم ما الأحصنه الفائزة في كل مرة ، ولكن من يعلم هو السيد ريتشارد ، لا اعلم حقيقة كيف يعلم ولكن ربما يتم حقن هذه الخيول بمواد تجعلها تفوق غيرها ، أي منشطات . المهم يقوم ريتشارد بتجنيد بعض الاشخص انا وغيري ، حتى يكون هناك فائزين يشجعون البقية على المراهنة عندما يتم الإعلان عن أسماؤنا يتم الإعلان في المذياع بطريقة مدروسه ليس جميعا في نفس المرة ، لذلك أخبر أن لا نظهر فرحا في المرة الثالثة ، ومن ثم يراهن الجميع على أحصنة وبالطبع يخسرون الا نحن . يحصل ريتشارد على ملايين من الخاسرين ويعطينا هذه الملاليم ولكن ملاليمه الاف ياصديقي الافا من الهواء دون أي مجهود . انا : لا أصدق حقا ، أتتبع أمريكي ينصب على مصريين مثلك بل وتعاونه ؟ هيثم : لا تضخم الأمور ، هؤلاء القوم عالم فارغة يأتون ليراهنوا لم يأتون ليقرأوا القرآن في الجامع . انا : وما دخلك أنت ؟ على الأقل ما يفعلوه أشرف من النصب ! هيثم : أنظر ! لن أجادلك ، كنت ستحقق كل سباق مبلغا كهذا ، أنت حرا . انا : تبا لك ولأموالك فلتحترق بها . غادرت منزل هيثم وانا غاضب جدا ، كيف يرانا هذا الأمريكي وغيره ، أغناما يحلبوها أموالا ! الهذه الدرجة نحن قوما ساذجين ، بالطبع لا يقتصر الأمر فقط على مصر بل أثق ان هذه السياسة الأمريكية تطبق في جميع الدول العربية وعلى نطاق أوسع من مراهنات الخيول . عادت الرغبة وبعد أن هدأت وفكرت علمت أن هيثم هو الخيط الذي سيوصلني الى ريتشارد ، عدت مرة أخرى لغرفتي الفارغة ، قمت بطباعة صورة ريتشارد وكل المعلومات المتداولة عنه من على الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي وأكثرها صدمة لي عندما علمت أنه يهوديا ، الآن أصبحت الصورة واضحة .. الآن ايضا حان دورك يا إيمان ، هاتفتها لنجتمع في شقتي القديمة غدا في السادسه مساءا، ولكن الأهم أحتاج لتجنيد هيثم لصالحي يجب إقناعه، ذهبت اليه فورا وصعدت لمنزله كان نائما ولكنه استفاق على صوت قرع الباب وفتح لي .. هيثم : ماذا أتى بك ؟ تعالى للداخل... هل عدت لصوابك ؟ انا : إحضر لنا الشاي أولا . هيثم : حسنا .. دقيقة واحدة . انا : هل تعلمأن ريتشارد يهوديا ؟ هيثم : هل أيقظتني من النوم لستألني عن ديانة ريتشارد !؟ انا : فقط أجبني . عيثم : نعم أعلم . انا : هل فكرت للحظة أين تذهب هذه الأموال ؟ هل تساءلت كم من ريتشارد في الوطن العربي ! هيثم : ماذا تريد ؟ أخبرتني انك لن تشترك وانتهى الأمر . انا : لا لن أشترك فحسب ، بل أخطط لخسارة ريتشارد لثروته ، وستساعدني انت في ذلك . لن أقدر على شيء بدونك. هيثم : يبدو أن الأفلام الهندية لعبت بعقلك يا صديقي . انا : لا ليست أفلاما انا أعلم ماذا أقوم وأعلم من أين أبدأ فقط أريدك ان تضع يدك في يدي للتخلص منه ! فلنفعل شيء واحد صحيح يا رجل ، هل أنت راض عن هذه الأموال التي تدخل جيبك ! لا تدير وجهك أجبني هل انت راض ؟ هيثم : نعم ! هذا افضل من أن أعود للطبقة الفقيرة . انا : على الأقل تحيا بكرامة وشرف . هيثم : ها هي الشعارات التي لا ننجح الا فيها ترديدها ! هل اذا أتيت لك صباح يوم ما وأخبرتك انني جائع ستطعمني كرامة ، دعك من هذا الهراء لن يفيد معي . انا : لا لن تطعمك الكرامة ولكنها ستجعلك تحيا برضا وسلام وراحة بال ، إخبرني لماذا انت لست متزوج الى الآن ! اذا كنت تظن ان حياتك تسير بشكل صحيح فأعد النظر . هيثم : نعم هي كذلك ، إذا نظرت داخل هذه الخزانة .. ستعلم انها كذلك . انا : حسنا قد خاب ظني ع** ما توقعت، اذا كان الجميع باعني لن يبيعني صديقي ! شكرا لك يا .. يا صديقي. هيثم : (قبل أن أغادر) إنتظر ، ماذا تريد ؟ انا : غدا في السادسة مساءا في شقتي القديمة . هيثم : حسنا ، ولكن هذه آخر مرة سأقدم تنازل لك . انا : هذا هو هيثم الذي أعرفه ، القاك غدا.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD