نور الحسيني صاحب قرية سياحية تحت الإنشاء في الغردقة وهي " هابي كالار بيتش " وأرسل نور هذا الشخص ليعرض على أمجد رشوة قدرها مليون ونصف جنيها في المرة الاولى ثم 2 مليون جنيها في المرة الثانية ولكن أمجد رفض مطالبا ب5 ملايين جنيها وذلك في مقابل إنهاء أمجد لإجراءات صرف المستحقات المالية عن الأعمال المسندة من الباطن إلى الشركة المملوكة له بمشروع إنشاء قرية " هابي كالار بيتش ".
الأمر الذي أغضب نور حيث بدأ يعترق ويتمتم : هل جن جنونه ! لو تقطع إربا لن أعطيه هذا المبلغ .. أنظر سنجد صرفة "
بالتأكيد بعد ما سمعته لم أستطيع ان أحكم ذاتي قمت و جلست بينهما فرضا وتطفلا وبدأ الحوار ..
انا : لا تندهشوا أثارني حديثكما فشعرت أنني استطيع تقديم المساعدة ، أعرفكما بنفسي : مثنى الفادي ، رجل أعمال.
نور (غاضبا) : وكيف تجرأ على التصنت يا هاذا !؟
انا : إهدأ هدأ من روعك ، مصلحتنا واحدة والعقبة أمامها واحدة ( أمجد ) ، انا أيضا أود تخليص بعد الأعمال الخاصة بشركاتي ولكن هذا المخبول يطالب بأرقام مهولة ، لذلك دعونا نتكاتف للإيقاع به وعندئذ سيأتي بدلا منه من هو أقل طمعا في الرشاوي فسيتراضى بأقلها ، أنظروا أعلم أنكم تخافان ولكن سأعرض على مسامعكم شيئا ( قمت بتشغيل التسجيل الذي سجلته لهما أثناء الحوار ) إهدأوا أنا لا أريد أثير الفزع كما قلت فقط أريد المصلحة .. ولا شيء سواها ، اذا كنت مندس كنت سأذهب بهذا التسجيل الى الشرطه فورا ولكني لا أريدكما أريد أمجد عامر، وإثباتا لحسن نيتي ها انا أحذف التسجيل أمامكما .
نور : ولكن أمجد صديق لي لا استطيع أن افعل هذا به .
انا : أنظر بك أو بغيرك سأوقع به ، أمجد مصيره منتهي من الآن غصبا عن أنوف العالم ، كما أنه لو كان يقدر صداقتك لما طمع في كل هذه الأموال .
الشخص الذي مع نور : وكيف تريد الإيقاع به ؟
انا : كل شيء مرسوم ومخطط ، كل ما عليكما تجهيز شيكا بمبلغ ال5 ملايين جنيها وانا سأتولى الباقي سأقوم بالإتفاق مع أحد الظباط ليأتي في الموعد ويمسك به متلبسا وهو يأخذ الشيك ، كما سأتفق مع الأربع شهود.. اليوم الثلثاء .. ماذا عن الخميس ؟ مناسبا ؟
نور : حسنا ، ولكن انا من سأتفق مع ظابط من جهتي والشهود ، لا أريد أخطاء .
انا : الا زلت قلقا ! نعم عملنا يتطلب أن تشك في أصبع قدمك الصغير ولكن أعتقدت انني أثبت حسن نيتي ومع ذلك انا موافق ، هذا المسجل الصغير ستضعه في جيبك ولن أملي عليك ماذا تقول بالتأكيد تعلم كيف تجره في حديثه .
قبل أن أغادر أذكركما من سيقف في طريقي سيطحن ، صديقا كان أو عدو .. الى اللقاء .
جاء الخميس وحدث ما كان مرتبا وتم الإمساك بأمجد متلبسا بعد أن تم الإيقاع به في عملية محكمة ، توالت الأيام حتى قضت محكمة الجنايات بمعاقبة أمجد عامر الترمسي رئيس مجلس ادارة بنك القارة ، بالسجن ثمان سنوات وتغريمه ستمائة الف جنيه .
ولو كان الأمر قضية إعدام لكنت أوقعته بها ولكن لا الإعدام رحمة سيرى عذاب جهنم أولا ويذوق الحميم ، بعض مشرعي العالم يرون أن الإعدام عقوبة قاسية ، أريد أن أسمعهم صوتا بأنفي ، بل ان الإعدام أحيانا يكون رحمة وعقوبة تافهه كما لا تقيم مبدأ العين بالعين والسن بالسن ، يجب أن يعشر أمجد وأمثاله بذات المرارة ، يجب أن يجلسون كعاهره قذره، يجب أن لا يستطيعون أن ينظروا لأجسادهم من كثرة الإحتقار حتى يبدأون في البصق على أنفسهم تحقيرا وإذلالا .. وهذا ما نويت فعله وهذا ما أخبرته لمليكة عندما أتت الي في موعدنا .. إتفقنا أن نتقابل في مقهى على النيل ورويت لها ما حدث لأمجد وما أنوي في فعله معها و رويت أيضا لها قصة حياتي وما دار قبل ذلك ، لا اعلم اذا كانت خافت قليلا مني ولكنها بالتأكيد شعرت انني إنسان جيد ، إنتهينا من حديثنا ونظرنا في أعين بعضنا لوقت ليس بقليل دون حديث ولكن يبدو أن أرواحنا تلامست ، هذا التلامس لا يحدث كثير بل ربما مرة في العمر عندما تشعر أنك وجدت ما ينقصك ، التصقت بشيئا لا تعلم ماهو ولكنه يبنج عقلك ويوقفه وترقص دقات قلبك على نغمات إحساس الروح التي تعزفها فرحا بإيجاد شبيهتها ، رغم أننا شعرنا بأشياء متماثلة لم يكن الوقت مناسب حتى للتلميح ، وانا اعلم جيدا متى الوقت المناسب وما علمته حينها أيضا أنني لن أضيع مليكة من يدي أبدا لن أضيع تلك السعادة التي أشعر بها وانا أجاورها وأنظر في عينها الحنونه .
بعد أيام من دخول أمجد للسجن تنفيذا لعقوبته ذهبت الى زوجة قاسم مدام هدى مرة أخرى لأعطيها كمية من الدواء وتعطيني مبلغ العشرون ألف ولكن هذه المرة لن أعطي الأموال لأولياء أمور المرضى بل سنستخدمها في شيئا آخر ، إنطلقت بسيارتي إلى السجن العمومي الذي ينفذ فيه أمجد عقوبته ، وراقبت حارس السجن حتى ترك دوريته و أوقفته بالقرب من منزله.
- يا هذا انتظر !
= ماذا تريد ؟
-معلومة صغيرة مقابل الف جنيه .
=أكرر ماذا تريد ؟
- حسنا ، جميعا نعلم أن بداخل السجن عصابات منهم السارق والغني ومنهم الذي يهرب له وسائد ناعمة .. ومنهم الم***ب صحيح ؟
= نعم ، وماذا يخصك أنت .
- يخصني إسما لقائد مجموعة بالداخل يعرف عنه أنه من سلالة قوم لوط ، يغتصب المساجين الضعفاء .
= لماذا أتريد ليلة معه ؟
- سأكتم غيظي وأعتبر نفسي لم أسمع شيئا ، أنظر ستأخذ مالك وتخبرني عن إسمه ونفترق للأبد .
= نعم أعلم واحدا يدعى " العنتيل" ولكن لا أعلم إسمه الحقيقي .
-حسنا إنسى الأمر
= انتظر ، أعلم حارسا بالداخل ربما يعلم سأهاتفه انتظر دقيقة .... (بعد دقيقتين ) أعطيني المبلغ أولا .
-تفضل ،، هيا اخبرني نفذ صبري .
=اسمه علي محمد محمود .
صباح اليوم التالي ذهبت الى السجن وطلبت مقابلة علي محمد محمود ، ودار الحوار ..
العنتيل: ماذا تريد ؟ من أنت ؟
= انا من أحمل مالا مقابل مؤخرة أحدهم .
- ما رأيك أن نتحدث بشكل واضح ، حتى لا أ**ر رأسك في الحائط.
= حسنا . تقصيرا للحديث ، أريدك أن تغتصب شخصا جديدا في السجن يدعى أمجد عامر الترمسي ، وتقوم بتصويره بمقطع فيديو صوت وصورة . مقابل عشرين الف جنيها .
- هل تعرض علي المال مقابل شيئا أحبه ! (ضاحكا) لا بأس البحر يحب الزيادة ، ولكن ليس معي هاتف لتصويره وهذه الأشياء لا يسمح بها هنا .
= لا تتعامل معي أنني من كندا ، هناك الكثير مع أصحاب النفوذ ولن تجد صعوبة في ان تسرق أحدهم .
أنظر سأعطيك خمسة الاف الان وخمسة عشر بعد أن ترسل لي الفيديو على هذا الرقم الذي سأعطيه لك ، لا أريد اغتصابه برقه ولا أريده فاقد الوعي أريده أن يرى ويسمع ما يحدث .
- يبدو أنك لم تتحرى عني جيدا .
= ( ضاحكا ) حسنا إثبتلي أمامك اليوم و*دا .. سلاما .
لم ينتظر علي محمد محمود يومان في غضون اربعة وعشرين ساعة كان الفيديو معي ، ذهبت بعد يومين لمقابلته وأعطيته باقي المبلغ ، ثم طلبت زيارة أمجد عامر لنتقابل وجها لوجه لأول مرة، أردت أن آخذ مليكة معي لتشفي غليلها ولتراه كعاهره قذرة وتبصق على وجهه . ولكنها أبت أرادت ان لا ترى وجهه مرة اخرى ذهبت بمفردي وكان أمجد صامتا طوال جلسة المقابلة ،فعلت ما كانت مليكه ستفعله وبصقت في وجهه كما يبصق الرجال في ف*ج العاهرات .
خرجت وعدت الى مليكة في السيارة .. إحتضنتها مالت رأسها على كتفي وبكت .. مسحت دموعها و قالت لي أنني أفضل شيء حدث لها في حياتها ..
- مليكة ..
= نعم .
- تتزوجيني ؟!
إبتسمت خجلا وفرحا وجاوبتني بعناق آخر ، فكان أجمل عناق في البشرية برمتها ، وكأن السعادة التي في جميع بقاع العالم تركتها واجتمعت على أرضنا ، صمت العالم وتوقفت الأرض عن دورانها ، وكأن القدر يخبرها : " كي تقر عينها ولا تحزن" ، ويخبرني ب " إنا وجدناه صابرا "
سمعنا بعد يومين عن خبر إنتحار أمجد حيث وجدوه مشنوقا في زنزانته ، الحقيقة انني توقعت ذلك عندما رأيته عاجزا حتى عن الكلام في الزيارة ، فلتنم يا أمجد فلتنم مصطحبا بفسادك ليوم الدين .
----
جنتي..
تزوجت من مليكة وشفيت أمي من مرضها وها انا ومليكة على أعتاب مقابلة أول أولادنا والذي أتفقنا أن نسميه " مالك " تبدلت أحزاننا أفراح وعانقنا القدر ، ولامسنا رضاء السماء ، ليس هناك أفضل من تعيش عاما كمثل هذا وترى من تحبهم بجوارك ، حتى اني لاقيت نجاحا مبهرا في عملي فقد تردد أسمي في الأنحاء ووفقني الله في شفاء العديد من المرضى ، الأمور تسير كما كنت أحلم بها ، الم تخبر ذاتك يوما أريد أن أعيش عاما فقط كمثل ما أحلم به ، ها أنه أعيشه وأحيا لبعده أيضا .. الحقيقة التي تداركتها الآن اننا لم نسعى ونطوي الأرض طيا لأجل المال او السعادة بل لأجل تلك اللحظة التي يغمرك فيها الرضاء النفسي فتعود الحياة لتتلون بألوان الطفولة .. لا عناء لا شقاء فقط تلمس السلام والإنفراج، كما لو كنت ميموما فنجوت في آخر أنفاسك ، أخبرت نفسي كثيرا أن هناك شيئا ما يستحق كل هذا عناء .. ها أنا أراه بعيني والامسه بروحي ، جمعت عائلتي في حديقة منزلي لقضاء يوما مع بعضنا أمي واختي علا وخطيبها أحمد وزوجتي وولدنا في بطنها ووالدتها ووالدها وشقيقها الصغير مصطفى ، توليت أنا شوي اللحم على الفخم وبالتأكيد لن تنجو من ضحكات النساء المستهزأه عندما تحرق قليلا ولم أستطيع أن أقنعهم أن هذا الحرق البسيط في الطعام يجعل مذاقه ألذ ، كان يوما في غاية السعادة ، تناولنا الطعام وقمنا بلعب الأوراق وكان من يخسر فينا ، يحكم عليه ويصبح أضحوكة الجميع ، وأتذكر يومها أنني كنت أكثر الخاسرين ، وأنهينا اليوم بفيلم ل " بروس ويليس " على شاشة كبيرة وضعناها في الحديقة بعد تحضير الفشار والكراسي المتأرجحه .. أمي وعلا في الأمام وخلفهما والد ووالدة مليكة وشقيقها وبالطبع لن يجلس خطيب علا بجوارها من الآن .. لذلك جلس خلفهما مع مداعبه مني له وضعت يدي على كتفه وأخبرته في أذنه " هانت " وفي الأخير جلست انا ومليكة في حضني ونحن في أسعد لحظات حياتنا ، أخبرتها انني تمنيت أن يكون والدي معنا ، هذا ما ينقصنا .. أخبرتني أنه في قلوبنا يرانا ونراه إن لم يكن بعيننا فنراه بما هو أعمق بأرواحنا قبلتني وراضتني بكلماتها ، أنهينا اليوم بالتقاط الصور وودعناهم ، سيظل يوما في الذاكرة جميعنا كنا نحتاجه ، نحتاج جميعنا يوما نشعر فيه أن الحياة تكافؤنا أخيرا على كل ما مرينا به من عناء ، وكل إنسان يحتاج لكتفا يضع عليه رأسه حينما يزاد العالم سوء، تحتاج شخصا لأن يخبرك كم كنت وسيما ليلة أمس مهما كبرت عمرا ، يحزن عندما تضع عطرا غير الذي يفضله ، يشاركك تفاصيلك الصغيرة التي تصل لربطة عنقك ، يشرح ما يدور في عقلك قبل أن تفهمه أنت، يحاوطك حبا وسلاما.
توالت الأيام وجاء " مالك " عندما حملته لأول مره ارتعشت يداي وفاضت عيني ، هناك مشاعر عديدة تستطيع وصفها وأخرى لا تصف بل يجب أن تجربها بنفسك ، تجرب أن تحمل قطعة منك تتنفس وتتحرك ، تخبرك أنني جئت لأكملك في الحياة دعوت الله الا يحرم أحدا من لذة النظر لمولوده ، إنه أعظم نعمه وهبني الله إياها .
توالت السنين التي يكبر فيها مالك أمام عيني وهو يحبو ثم يمشي ثم يركض حتى جاء اليوم الذي أتم فيه ال5 سنوات ، وفي هذا اليوم عادت الكرة لملعبي مرة أخرى بعد أن نسيت كيف كانت تلعب ، ولكن كان لابد أن اعود من الإعتزال ، كما ذكرت سابقا عندما ترفض اللعب ستصفعك الحياة والحقيقة أنني لا أريد تكرار ما حدث لي عن أدرت وجههي ، بمجرد تذكر ما حدث أخبرت نفسي لا سأضحي حتى ولو بروحي مقابل أن تعيش عائلتي بسلام ، ولكن هذه المرة عادت لملعبي بطريقة غريبة وكأن السماء تتفنن في ذلك الأمر .