كرة القدر .
لا نستطيع تغيير الماضي نعم يزعجنا أشياء نود تغييرها ، ولكن هل اذا عاد بنا الزمن للوراء سنغيرها ! لا أعتقد سنسير على النحو السابق مرة أخرى .. ولكني إعتدت على إستخدام النار التي تحرقني رغبة في تغيير ما فات ، على نحو يساعدني على فعل شيء للمستقبل.
هل أصبح من الضروري أن نبني قبورا بداخلنا ، هل حان الوقت لتشييع جنازة شخصا لن يعود .. حلما لن يتحقق .. رغبة لن تشبع .. ماضي لن يتغير ، ألم يحن الوقت لتجهيز عرس أشياء أخرى؟ كم نحتاج من الوقت للإستعداد نفسيا وماديا للمستقبل ؟ .
الكرة في ملعب القدر والمشاهدين بالملايين ينتظرون دخولها في الشباك كم منا نزل ملعبه وقرر المساهمة؟ كم منا له رأي آخر ، نظرة أخرى؟! . رغم ان الكرة في ملعب القدر الا انني لا زلت أؤمن بالمساهمة والتغيير ، اذا كانت المشاهدة أمر حتمي فلماذا صنعت الكرة! ، إذا لم يكن للمساهمة دور فلماذا خلقت الشباكين المتقابلين "فجورها وتقواها" ؟!
استفهامات عديدة أمم عاشت قرونا تبحث عن إجابة ، وآخرون تركوا الجدل وقرروا فعل شيئا ما ؟ لن يحركنا الجدل خطوة وإن كان الجدل خلق في أنفسنا ، ولكن هل سنظل عالقين في هذا البئر أم حان الوقت لفعل شيئا ما .
نشعر أحيانا بالضعف والعجز ، النفس ترهق كالجسد ، تميل للجلوس كالجسد .. ونتساءل هل من إستفاقه .. ؟
أمورا كثيرة أستشعرها ، وأخرى أتيقنها كمثل أننا خلقنا بأدوار محددة وإن تبينت العبثية وفرضت نفسها ، تظهر اجنحة الترتيب والجدولة مرة أخرى ، تظهر الخطوات مستقيمه وفي طياتها تحمل إنعا**ا لمدى الإطراد واللافوضوية ، بدءا من النظام الذي يسير به الكون نجوما وكواكبا في مدارات جاذبة بالدرجة المثاليه التي اذا زادت او نقصت قليلا ينقلب الكون رأسا على عقب ، لذلك انا على يقين تام وعلى إعتقاد يصل الى درجة الايمان أن من ترك دوره أو تجاهله ستنقلب عليه الحياه رأسا على عقب وحده دون غيره ، اذا أدرت وجهك ستصفعك الحياة حتى تغضب وتواجهها ، إن غضبت لن تصفعك وإن استسلمت فلتتحمل يا عزيزي.
بعد غلق ملف قاسم أشعر انني أرغب في عدم لعب الكرة مرة أخرى وأتركها في ملعب القدر ، ولكن ماذا اذا كان القدر يعطيها لي ويخبرني : هيا العبها .. أصبحت لك الآن . رفضت اللعب مرة أخرى ولكن طوال الفترة التي رفضت فيها أن العب كان كل شيئا يعا**ني بدءا من مرض أمي اللعين حتى إقترابي من الإفلاس .. حتى جاء اليوم الذي قررت ان العب فيه .
بعد تركي لمستشفى قاسم بحثت كثيرا عن مكان آخر ولم أجد ، قررت أن أضع أموالي في عيادة صغيرة بإسمي في حي الكروان ، استخرجت تراخيص العمل وأفتتحتها بالفعل في غضون شهرا مر شهرا آخر ولا يأتي لزيارتي سوى هذا القط الأ**د الذي يتشارك معي فطوري والغداء والعشاء منذ العاشرة صباحا حتى الحادية عشر مساءا ، أجلس لا يأتيني أحد، حتى جاءت لي مليكة شابه في منتصف العشرينات رأيت براءة العالم في عينها ، جذبتني من نظرات .. عشقت خجلها وتنهيدها .. سحرت بتلقائيتها وطفولتها ونظرتها للأعلى كل خمسة دقائق وكأنها تنتظر شيئا من السماء ، بيضاء كلون قلبها ، شفتيها مرسومتين أنفها الصغير يظهرها بسنا أصغر عندما لا يفعل ذلك طولها القصير .
لم أعلم لماذا لماذا أختارت مليكة طبيبا نفسيا غير مشهورا ، ولكني توصلت للإجابة لاحقا ، لم أتقن سر إرسال القدر مليكة لي ، هل كان المغزى في إعطائها الكرة لي مرة أخرى ، أم لأعشق مجددا .
- حسنا يا مليكة من أين نبدأ ؟
= لقد كانت الحياة وردية تسير بشكل أحسد عليه ، أبي وأمي لم يخلق مثلهما .. متفوقة وسعيدة في حياتي ، جميلة كما يقولون.. أحب شخصا لا يغمض جفنا حتى يطمئن علي ، صديقاتي كأن السماء أفرزتهن لي .. لا أتذكر حتى اني عانيت إكتئابا في يوم ما ، كانت الأمور مثالية نعم لا أبالغ بوصفها هكذا ، حتى جاء اليوم الملعون الذي حطمني وحطم حياتي ساقني ذليلة من سابع سماء خسفيا بيا الأرض ، تخرجت من كلية الفنون الجميلة وبدأت في تكوين عملي الخاص الذي كنت محظوظة أيضا بنجاحه يوم تلو الاخر ، كانت جميع فئات الناس تأتي لي لأصمم منازلهم ود*كوراتها .
في يوم ما جاء لي شخصا هو وخطيبته .. مدحا كثيرا في عملي وسمعته الرنانة وأخبراني أن أستلم مفاتيح شقتهم لأبدء بتصميما بعد اختيارهما له ، كالعادة انا من أعين العمال لذلك يتوجب علي من حين لآخر أتابعهم وأنزل لمواقع العمل ، لن أكذب أنني لم أرى نظرات غريبة من هذا الشخص صاحب الشقة ولكن كنت اخبر نفسي لا عليك ضعي تركيزك في عملك .. منذ إسبوعين ذهبت الى الشقه لأتابع ما وصل اليه العمال لم أجد أحدا منهم إتصلت على قائدهم وقبل أن يكمل جملته : " أستاذ أمجد أخبرنا أن ننصرف اليوم مبكرا .. " وجدته يدخل الى الشقه ويغلق الباب بالمفتاح مرتين ويرميه بعيدا ! سالت أعصابي وصرخت في وجهه : ماذا تفعل ؟ هل جننت ؟ كيف تغلق الباب وانا موجودة ! لم يجيبني ، خلع سترته وربطة عنقه ، ركضت وحاولت أن اتصل بأي احد ركض ورائي وأوقع الهاتف وحدث ما حدث إغتصبني بعد أن انهال عليا ضربا فقدت وعيي من جراؤه ، إستيقظت ومنذ تلك اللحظة التي استيقظت فيها ماتت حياتي وتدمر كل شيء ، لم أخبر أحدا بذلك سوى خطيبي الذي اعتقدت أنه أول من سيقف بجانبي ولم أشك للحظة كباقي الفتيات أن هذا سيؤثر على حبه لي ، ولكن كانت طعنته هي التالية أخبرني أن لا أقلق وسنجد حلا وبعد يوم أغلق هاتفه وأختفى تماما تاركا لي دبلته مع صديقتي .. إنهارت حياتي لم أستطيع ان أخبر أبي وأمي ولن أستطيع أن أرى نظرة الفخر والاعتزاز التي لازمتها في عينهم طوال سنوات تتحول لنظرة عار و إن**ار ، من ذلك اليوم حتى الان أبكي فقط لا أفعل شيئا سوى البكاء ، حتى أن أفكار الانتحار تملكتني وقبل أن أنتحر بدقائق قررت أن أمر على أقرب طبيب نفسي لا أعلم ماذا كان سيفعل لي شيئا ولكن أريد ان أخبر الله أنني فعلت كل شيء حتى لا أنتحر ولكن نفسي أبت . حسنا أطلت عليك هذا كل شيء
.
- أنظري .. أعلم ما تمرين به لا يتحمله أحد ، ولكن في أوقات ما لا يتطلب مننا سوى الصبر فقط ، أن نرضى بقضاء الله ونصبر وأن نعلم أن في أسوء الأوقات وأحلكها هناك نورا ، الله لا يريد أن نشقى بل يريد أن نصبر ونقتص ، لذلك أريد منك كل المعلومات عن هذا الشخص وأعدك أن غليلك سيشفى حتى الرضاء .
=لا ليس لك ذنب في أن تتورط في هذا ، لم أئتي لأطلب مساعدة كهذه ، خاصة انه أخبرني أنه صورني واذا تكلمت سينشر هذا ، أرجوك لا أريد فضائح .
- انا شخصا حياته أكبر مما ترييه ، إقتصصت كثيرا لمظلومين دون أن يعلموا وبطرق لا تترك خطئا صغيرا ، لذلك أعدك ان حقك سيعود دون أن تتضرري بشيء لا أعلم كيف أخبرك أن تثقي بي وترمي همك على اكتافي وانتي لا تعلميني ، ولكن فلتعتبريني شخصا ارسله القدر ليحمل معك الحزن ويساعدك ، وستعلمين يوما ما لماذا افعل ذلك ، ولكن كل ما أطلبه الان منك أن تخبريني بكل المعلومات حول هذا القذر وألا تخبري أحدا مهما كان عما حدث
..
= حسنا إسمه أمجد عامر يعمل رئيس مجلس إدارة بنك القارة شقته في عمارة المنارة خلف البنك الذي يعمل به الدور الخامس شقه واحد وعشرين ، ولكن أخبرني ماذا تنوي ؟
-لا تقلقي سأوقع به بعيدا عنك نهائيا ولكن أريدك أن تثقي تمام الثقه أنه من الآن بدأ حقك في الرجوع وخلال إسبوعين بالكثير ستعود حياتك لمجراها ..
أمانة عليك الا تفعلي شيئا في نفسك حتى لا أن**ر انا الاخر .. فلتعديني .
=لا أعلم ماذا اقول لك ، ربما كما قلت أرسلك القدر لي حسنا أعدك ولكن أرجوك لا تتسبب لي في اذى آخر لم أعد أحتمل .
- لا تقلقي ، ستسير الأمور كما ينبغي . سأكتب لك دواءا تأخذيه مرتين في اليوم وسيتجدد لقاؤنا بعد اسبوعين في نفس الميعاد .
= الى اللقاء شكرا لك .
لا تشكريني ، أشكري الله يا مليكة .. الى اللقاء .
من اللحظة التي خرجت فيها مليكة من عيادتي شعرت بأنها جزءا مني رغم أننا لم نتقابل الا الآن ولكن أشعر أن طريقنا سيصبح واحدا ، ولكن الآن دعنا نفكر في أمجد عامر ..
وصلت الى منزلي في السابعة مساءا على غير عاداتي المنظمة خلعت حذائي و جوربي و ملابسي وألقيتهم على الأرض ودخلت غرفة لا أضع بها شيئا وقمت بطباعة صورة أمجد عامر من على الإنترنت وجميع الأخبار المتداولة عنه وقمت بتعليقهم على حوائط غرفتي البيضاء وبدأت أفكر ولكن يبدو أن سمعته في الوسط أنظف من حوائط غرفتي ، توالت الساعات ولازلت أنظر الى ما علقته ولا أجد مخرجا ، صنعت بدل كوب القهوة أكوابا ولا نتيجه لا أصل لشيء ولا أجد حيلة ، كعادتي أنني لا أقدر على النوم وانا أريد الوصول لشيء ، أشرقت الشمس بنورها وارتديت ملابسي علمت يومها أنني لن أصل لشيء هنا يجب أن أذهب لمسرح الأحداث بالفعل أخذت سيارتي متوجها الى بنك القارة جلست بجوار مكتب أمجد عامر وكل شخص يخرج ويدخل أقوم بتصويره مرت الساعات على هذا الحال حتى أوشكت ساعة إغلاق البنك على الأقتراب .. ها هو أمجد يخرج من مكتبه ويغلق بابه بالمفتاح ذهبت وراؤه حتى وصل الى منزله ، إنتظرته لساعات بعد ذلك اخرى ولم يخرج ، يبدو أنه يلتزم الطريق من البنك الى المنزل هذه الأيام ويحاول البعد عن الأضواء ، شعرت بالإعياء الشديد وحاجتي للنوم أخبرت نفسي يجب أن أعود لأنام و*دا لناظره قريب ..
إستيقظت في اليوم التالي لم أتنازل حتى فطورا فقط كوب الشاي لا غير واكتشفت انني نمت بملابسي ليلة أمس أخذت مفاتيح سيارتي وتوجهت نحو البنك ، كالأمس قمت بتصوير كل من يأتي ويذهب ، وجميعهم مختلفين عن من أتوا وغادروا أمس الا شخصا واحدا كان هنا بالأمس ، ذهبت وراؤه سريعا لأراقبه أسوق وراؤه سيارتي بحرص حتى لا يشك في أمر ما حتى وصل الى مطعم في الجوار صعدت وراؤه وأخذت الطاولة التي خلفه مباشرة ، قام بمهاتفة شخصا يدعى نور الحسيني وأخبره أن يأتي ..
كانت فرصة جيدة لأسمع مايدور طلبت غدائي من النادل حتى رضت معدتي عني وتناولت الشاي وقمت بتدخين سيجارة حتى وصل نور الحسيني أخيرا هيا فلنعلم ماذا بينكم وبين امجد عامر ، ما دار بينهم كان أول الخيط ..