?الحلقة الثالثة ?

2297 Words
نجلس والحزن يملأ قلوبنا ، يطفئ جمال الدنيا و محاسنها ، فتجد آلامنا قد مَلئت حياتنا و **تها باللّون الأ**د ، غير قادرين على النسيان أوتجاوزكلّ ما مررنا به ، فالذكريات الحزينة منغرسة في قلوبنا تأبى النسيان ، تؤلمنا لحدّ الموت ، تشعرنا بالوحدة وتزيل كلّ شعاع نور قد يغير حالنا ? .•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸. كان أمير جالس بالأرض وسط أطفاله بمركز الرعايا الخاص بالأطفال المرضي . . . . . كانوا الأطفال يلعبون معه و يضحكون . . . كان يجلس بجانبه أل**بهم . . . كانوا الأطفال يتسابقون فيما بينهم كي يلعبوا معه بأل**بهم . . . . . و لكنه كان لا يحب أن ي**ر اي احد منهم فكان يلعب مع الجميع واحد تلو الاخر حتى سرقه الوقت ليكتشف ان الجميع قد نام بمكانه . . . . . و لم يتبقى سوي النائم بحضنه . . . . جاءت الممرضة و بهدوء أخذته من حضنه و هي تقول من الجيد انه نام الأن حتى لا يشعر بألم جرعه الدواء . . . . . وؤهو يدخل لجسده ? كان أمير يسألها " هل يوجد تحسن . . . " لترد عليه و هي تهز رأسها بحزن " علينا أن ندعو له الله . . " ? رد عليها و قال " آمين . . الله يكتب له الشفاء ? " ? أخذت الممرضة الطفل و تحركت نحو فراشه و وضعته لتأتي الطبيبة لبدء تركيب جرعه الدواء الكيمائي ? . . . . . كان المكان عباره عن طابق كبير قد اشتراه أمير و خصصه للأطفال لعلاج الأمراض الصعبة ? . . . . كانوا الأطفال بمركز الرعايا الطبي كل شيء بحياة أمير فهو لا يشعر بالسعادة إلا بجانبهم ? . . . . . . نظر أمير لساعة يده ليتذكر قائلاً " اوووووف كيف مر كل هذا الوقت ، دون أن أشعر . . " ليأتي ظافر من الخلف و يضع يده على كتف أمير و هو يضحك قائلاً " إلا تسئم من تكرار نفس الجملة كل مره هههههه . . . " ليبتسم أمير و يقول " حقاً انا بكل مره اندهش من مرور الوقت جانبهم بهذه السرعة . . . " قال له ظافر " هيا دعنا لا نتكلم بجانبهم ، لنذهب للمكتب " رد أمير و قال " لا نؤجلها ليوم اخر . . . لأني تأخرت كثيرا اليوم . . و لكن كما قلت لك عليك البدء بالمنحة الطبية الكاملة . . . اريد توفير العلاج بدون اي تكاليف لأصحاب الحالات الحرجة . . . أنت تعرف هذا النوع من العلاج و العمليات يكلف مبالغ تفوق قدرت معظم الناس . . . . . مؤسف عليهم قلوبهم تتقطع على ذويهم دون القدرة علي مساعدتهم . . و لكن لنتحدث عن الأمر موسعاً اكثر بيوم اخر . . " رد ظافر و قال " تمام حتى يمكنني أن أمر عليك غدا بالشركة . . . هناك بعض الأمور على انهائها بجانبك . . . سأنهيها و أمر عليك اشرب القهوة معك . . . " •*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸. . بالمشفى كانت ريحان نائمه على الكرسي بجانب فراش ابنتها دخلت الممرضة بهدوء للاطمئنان على الطفلة لتتفاجأ بارتفاع حرارتها مجددا ? . . . . اسرعت للخارج لتستدعي الطبيب المناوب بسرعه . . . . وقفت ريحان مقتربه من بنتها و هي تنظر لها بخوف . . وضعت يدها علي جبهتها لتتأكد من ارتفاع حرارتها . . . . جاء الطبيب و أمر بوضع كمادات سريعة و اعطاها حقنه لخفض الحرارة . . . . . . . و بعد وقت ليس بطويل كان عمر ببيت اهله سهران مع ابنه . . . يحاول اطعامه و تنويمه بعد ان هرب نومه خوفا على ابنته . . . دخلت امه عليه لتسأله بقلق " هل اتصلت بريحان و طمئنِت على ريحانتنا الصغيرة " ليرد عليها عمر ليطمئنها قائلاً " اتصلت الأن . . أصبحت افضل . لقد انخفضت حرارتها بعد الحقن و لكن الامر اثار قلقي ماذا سبب هذه الحراره المتكرره بدون سبب و لا اعراض مصاحبه لها " .•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸. .؛." على الجانب الاخر وصل أمير للقصر . . . كان ينظر لساعه يده وينظر للقصر و هو يقول لنفسه " من جديد لقد تأخرت من جديد " نزل من سيارته و اتجه نحو الباب الخلفي و اخد حقيبة ورقية ، و من ثم أغلق السيارة متجه نحو باب القصر للدخول . . . . كانت جميري بالصالون تجلس و هي تنظر لهاتفها فهي مدمنة مواقع التواصل الاجتماعي دخل أمير ليجدها أمامه نظر للإرجاء لا يوجد احد و الانوار مخفضة . . . . ابتسم و هو يتجه نحوها قائلا " اميرتي الجميلة . . . كانت جميري لا تنظر له كأنه لم يأتي . . . . جلس بجانبها و اقترب منها و هو يقول " اعتذر مجدد لا أشعر بمرور الوقت معهم . . . " . ردت عليه و قالت " أنت حر ان شيئت خصص لك غرفه هناك " ابتسم أمير و فتح الحقيبة الورقية و أخرج منها الايس كريم و هو يبتسم لها . . . . نظرت له مبتسمه و قالت عليك أن تدعو له . . و أخذته و هي تقول " هل أضع لك معي . . " هز أمير رأسه قائلاً " و هل لي أن لا اشاركك . . " و اقترب منها و هو يقول " سأسهر معكِ الليلة حتى الصباح . . أن شئيتِ أأخذ غدا اجازه و نخرج نتجول كما تحبين . . . " فكرت جميري قليلاً و قالت " جميل و لكن ليس الليله..." رد عليها أمير بسرعه و هو يقول بحنيه " أليس مؤسف على الايس كريم . . . " و ابتسم ، لترد عليه متهربة و هي تقف قائله " أنا متعبه اليوم . . و أيضا انت تعلم كلام الطبيب . . . . " اغمض أمير عينه و هو يحاول ان يتظاهر بالهدوء ( فلقد سبق و قال له الطبيب انها تعاني من مشاكل ? . . . لا يمكنها ان تمارس حياتها الزوجية بشكل طبيعي ? . . . مشاكل متعلقة بالرحم و أشياء من هذا القبيل ? و عليه الا يضغط عليها ? ) .•قام أمير و وقف بجانبها قائلاً " و لكن كما قلت لكِ علينا تغيير الطبيب . . . لقد سئمت منه . . إلا يوجد أحد غيره على هذا الكوكب " ارتبكت جميري و قالت بعصبيه " انت دائما تقف عند نفس النقطة . . . قلت لك لم أغيره . ٠ . علينا أن نتحمل واقعنا . . . كما انا رضيت بأمرك . . . . عليك انت ايضا أن ترضى بوضعي . . . " ? رد أمير و قال لها " انا لا اشتكي و لكن انا أحزن على أيامنا و أوقاتنا الجميلة التي تهدر دون الاستمتاع بها . . . يعني انا. . . " و بدأ أمير يقترب منها اكثر و هو يقول "على الاقل لنكن بجانب بعضنا دعينا نعالج أنفسنا بيدينا . . . . " ? و لكنها قاطعته قائله له " انا لم اقصر معك الشهر الماضي . . انا و انت . . . ليقاطعها أمير هذه المرة و قال " ما زالتُ لا اتذكر تلك الليله نهائيا . . . " و بدء يبتسم من جديد و هو يحرك يده على كتفها قائلاً " ولكني سأتذكر هذه الليلة اوعدك . . . حتى انتِ لا تنسيها ابدا . . " تحركت جميري سريعا قائله " سأضع الايس كريم بالثلاجة ذهب طعمه من حلقي . . " و توجهت نحو المطبخ . . . . استدار أمير وتحرك لينظر للنافذة الكبيرة . . . رفع رأسه و أخذ نفساً عميقاً و بدأ يخرجه بهدوء . . . . . . حرك راسه و نظر نحو المطبخ و هو يحاول ان يتذكر ما حدث بالليلة التي قالت عنها جميري . . فهو لا يتذكر منها سوي مفاجأة جميري بالعشاء الرومانسي و فستانها الوردي . . . . و لكن بعد العشاء لم يتذكر شيء . . . كان يحاول كثيراً ان يتذكر و لكنه عجز بهذا . . . . . كان يقول لنفسه " أمن الممكن ان اكون نمت لهذه الدرجة . . . ؟ أمن الممكن ان انام بهذا الشكل و ايضا لم اتذكر . . . . ؟ " و تحرك نحو المطبخ خلفها ليجدها جالسه تشرب الماء تحدث أمير و هو يقول لها " اعتذر منكِ . . انا لا اقصد أحزانك " **تت جميري امامه، همَ ليقترب منها ، لتسرع هي و تقف قائلة " دعنا لا نحزن بعض اكثر? . . . . . ان كنت تريد أن تكمل حياتك معي عليك تحمل هذا الوضع ? . . . انا تخليت عن حلم الأمومة لأجلك ? . . . و أنت تحمل ان لا يكون بيننا حياه زوجيه كامله ? . . . . " كان ينظر لها بحزن فمن جديد وجدت الفرصه لتقصفه بقوة و تضغط عليه بعدم استطاعته الانجاب و كان هو دائما يشعر بالنقص و التقصير اتجاهها ? . . و لهذا كان يتحمل اي شئ يأتي من اتجاهها . . . **ــت أمير أمام كلامها الحاد ? . . . . لتخرج هي من المطبخ متجهه نحو الصالون مره اخرى ? . . . . . . تحرك ببطء نحو غرفته ماراً بالصالون وهو ينظر لها بحزن كبير . . أما هي فكالعادتها لا تهتم حتى بالنظر إليه ?. . . . اهتمت فقط للنظر لهاتفها ، أكمل أمير سيره نحو غرفته دون ان يكمل فعندما وصل امام غرفة أمه توقف و فتح الباب ليدخل ببطء كي يطمئن عليها . . . . . وقف فوق رأسها ينظر لها بحزن . . . . يحدثها بداخله قائلاً . . " يا ليتني بقيت طفلاً يأمي . . . يا ليتني لم اكبر ابدا . . " انتهت الليلة ككل ليله أمير ينام بمفرده على فراشه ?. . . وهي تسهر مع اصدقائها على هاتفها و مواقع التواصل الاجتماعي حتى الصباح بجانبه ? . . . فهي علي هذه الحاله يوميا تقضي نصف ليلتها بالصالون و النصف الاخر بغرفتها . . . . . يستيقظ عليها من الحين للاخر وهو يستمع لصوت ضحكها و كلامها بفرح و سعادة على الهاتف طيلة الليل . . . . . اما ريحان فلقد قضت ليلتها بجانب ابنتها التي احتار الأطباء من حالتها الغريبة . . . . . . .•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸. بالصباح دخل عمر المطبخ ليحضر سندوتشات الفلافل و الشاي المظبوط لا ثقيل و لا خفيف كما تحبه زوجته دخلت امه المطبخ و هي تقول له " صباح الخير يأبني . . " كانت تنظر لحاله قائله " ماذا تفعل انت . . ؟ لماذا لم تقل لي و انا أحضر لك فطورك . . " رد عليها عمر قائلا " صباح الخير يا ست الكل . ." و قبل يدها ثم قال و هو مبتسم " لا يوجد شيء . . كل ما بالأمر بعض السندوتشات حضرتهم لريحان مع الشاي . . . انتِ تعلمين هي لا تحب الطعام الجاهز . . . و اكيد نسيت نفسها كالعادة بانشغالها مع أحدنا . . . " ابتسمت امه و قالت " رضي الله عنك يا حبيبي . . و لكني كنت مستيقظة كان عليك أن تخبرني و أنا احضر لك ما تشاء . . " رد عليها عمر و هو يكمل ما بيده قائلاً " نحن لا نستغني عنكِ . . " و بدء يُغلف سريعاً السندوتشات . . . و وضع ترمس الشاي ( حافظ الحرارة ) بالحقيبة . . . و قال لامه " دعواتك ننتظر اليوم دكتور مهم ان استقر الوضع . . . سنخرج على الفور . . . " دعت له امه بشفاء ابنته و حفظها لهم . . . . . . . و صل عمر للمشفى دخل غرفة ابنته بوجهه الضحوك الفرح قائلا " صباح الخير " نظرت ريحان له بسعاده " اين انت تأخرت كثيراً بالطريق " اقترب من فراش ابنته ريحانه النائمة و هو يرد عليها " لو ترين الازدحام ، و كأنه يوم الحشر السيارات فوق بعضها و الغضب و الصراخ خرج من داخلها لم يعد احد يتحمل احد بهذا الزمن ، فما ذنب المرور هل هم من افتعلوا حادث امس و خربوا الطرق " ردت ريحان بحزن " لما ذكرتني بهذا ، كان الله بعون اهلي الضحايا ، ما ذنب الصغار الذين توفوا اثناء عودتهم من المدرسة باي ذنب يستهدفوا و يذهبوا بهذا الشكل الدامي الخالي من الانسانية " فتح الحقيبه التي بيده و هو يقول لها " دعينا نغير مجرى حديثنا هيا لنتناول فطورنا قبل ان يبرد " و بدأ بأخراج السندوتشات من الحقيبه البلاستيكيه و هو يكمل " حضرتها لكِ بيدي كما تحبين " اقتربت منه و أخذت و احداً لتبدأ بالاكل قائلة " جاء بوقته فرغت معدتي سلمت يداك . . . " ضحك و قال " اتمني أن تعجبك و اخذ علاماتي كاملة ككل مرة . . " ردت عليه ريحان و قالت " رغم أني اشتم رائحة ثقة غير مبشرة الا إن الفلافل خاصتك . . لا يمكنك لاحد التفوقك عليك بتحضيرها . . . . .. " تبادلها الضحك و النظرات المحبه و هم يستمتعا بتناولهم فطورهم جنباً لجنب .•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸. ...... انتطرونا بحلقة جديدة لكم مني اطيب الامنيات قصة مشاعر بقلم ❤️ امل محمد لولو ❤️ .•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.•*´¨`*•.¸¸.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD