بئر الحنان الجزء الثاني

2251 Words
بقلم/دلال أحمد الدلال الجزء الثاني ***************** بئر الحنان *********** بدأت السيدة تحكي وتتن*د ثم تسترسل في الحكي تمسح بمنديلها دموعها ثم تعود لترتشف العصير بينما الأطفال يفترشون الرصيف ويشربون العصير وعيونهم مصلوبة على أمهم بينما نام الصغير على حجر أمه وهي تحكي عن سرقة حقيبتها وعن الفتي الذي مر بجوارها كالبرق وسرق الحقيبة وبها (فلوس الجمعية) التي انتظرتها بفارغ الصبر لتحضر للأولاد ملابس المدارس ، كانت تخشى عودتها لزوجها وحكيها له عن السرقة أكثر من حزنها على عدم شراء ملابس المدارس هدأها المعلم (سيد) وهب واقفا فقال (استعنا ع الشقا بالله)، ثم أخرج منديله وفرده على يده ومر على كل دكاكين الحارة يطلب منهم مساعدة السيدة فإذا به يجمع ضعف المال المسروق ،عاد للسيدة وكأنه فارس مظفر يحمل الغنيمة بين يديه وهي تنظر له بفرحة وسعادة لا توصف ولا تعرف كيف تشكره وعيون أهل الحارة تبارك أعماله الصالحة وتدعوا له بثواب الدال على الخير كفاعله ، وقفت السيدة أمامه بعد أن وضعت الصغير على كتفها فمد المعلم (سيد ) يده لها بالمال وقال : خذيه ببركته فأنا لا أعلم كم ولكن ليملؤه الله لك بركة ،انحنت لتقبل يده بعد أن أخذت المال فشد يده مستغفرا ربه بينما انهالت عليه بالدعاء بالستر والصحة والدعوات لكل من ساهم بماله في إنقاذها هي وأولادها ، غادرت مبتسمة ومن خلفها يتراقص الأولاد في سعادة في طريقهم لشراء ملابس المدارس،عاد المعلم (سيد ) لكرسيه ونرجيلته ونادى على حنفي (القهوجي) ليغير (الحجر) وعيناه تلمع مفتخرا بعمله ناظرا لأعلى ليرى سيدات الحارة من خلف الشبابيك تتابعن المشهد البطولي له ليعود لينفث الدخان فهو لم يضع جنيه واحد من جيبه بالمنديل ولكنه فاعل الخير دائما بكل مشكلة يتص*ر الموقف ويحلها، كانت نظرات الجميع له أنه الإنسان الخير صاحب المرؤة والشهامة ؛ ومن خلف مشربية "أرابيسك" تختلس (أم حنان ) النظرات لترى ذلك السبع المنتشي بأعماله البطولية ، فتص*ر "سعلة" عالية ليرفع رأسه ناظرا نحو شباكها فتفتح تلك الطاقة الصغيرة به وتطل عليه بابتسامتها بعد ان تغير شكلها بعدما تجملت بالكحل ولونت وجنتيها بلون الورود الزاهية وعلى رأسها وضعت منديلا مزينا بالخرز وخرج النجف مما جعل المعلم (سيد ) يمعن النظر إليها غير مصدق للتحول العجيب في مظهر هذه السيدة التي يبدو عليها أنها تريد إيقاعه في شباكها ، ولكنه لم يعبأ بشيء سوى بنظرة الأعجاب التي ينالها من الجميع ، أومأ برأسه لها ثم عاد لنرجيلته ليسحب منها نفسا عميقا وينفثه لأعلى فتبتسم له ثم تغلق الطاقة وتنزل من فوق الاريكة التي تقف عليها لتصل للنافذة العتيقة ، تناولت عباءة سوداء مفتوحة من الأمام والتحفت بها ، انحنت لتجذب حذاء حنان المزين بالورود الحمراء من تحت الأريكة لتلبسه هي، وبينما ترفع جسدها وتضع قدميها به تلاصق ظهرها بجسد (حنان) التي تقف خلفها وبصوت مرتفع سألتها - إلى أين أنت ذاهبة ارتبكت وتلعثمت ودون أن تنظر لها أجابت - اتركيني الأن لدي موضوع مهم سأعود في الحال، ضعي الطعام لأخوتك ولك فأنا انتهيت من إعداده منذ قليل ولا تنتظروني.. قالتها ولم تنتظرالإجابة بل فتحت الباب ونزلت السلم في سرعة بالغة وكأنها شابة في العشرين ، بينما (حنان ) تقف مشدوه فاغره فاها ثم مدت رأسها من خلف الباب لتتابع قفزات أمها على السلم مندهشة لما أصاب الأرملة الحسناء ومع انتهاء صوت الحذاء على السلم اغلقت الباب وهي تبتسم ابتسامة ساخرة وتردد لقد جنت أمي ؛حقا جنت ، نزلت الست (نبوية ) السلم وقبل أن تخرج من باب البيت وقفت لتهندم نفسها وتقرص وجنتيها وخرجت تمشي في دلال نحو المعلم (سيد ) ، ألقت السلام بصوت ناعم فرد عليها السلام وجذب كرسي ودعاها للجلوس إلى جواره ودار الحديث - (منورة يا ست الستات ) اطرقت رأسها مدعية الخجل ثم رفعت عيناها مسبلة النظرات وقالت - (أنت عارف يا معلم سيد حالتنا المادية السيئة بعد موت أبو حنان) واحتياجنا لرجل يقف إلى جوارنا ويساعدنا على استكمال الحياة قاطعها متعمدا إيقاف الحديث حتى لا يتورط ؛ فهو رجل يجيد التملص وقتما يريد فقال لها - أخذت الكلام من فوق شفتي فقد كنت أنوي زيارتكم للحديث بهذا الشأن انف*جت أساريرها وشعرت أنها أصابت الهدف دون الحديث ولكنه تدارك الموقف حينما شعر أنها فهمت الموقف خطأ وأنه بدأ يتورط بالفعل فقال - نعم كنت سأزوركم لأعرض عليك عملا ليكون مورد رزق لك ولأولادك نزل الكلام على رأسها كالماء البارد في الشتاء فلا هي استطاعت النطق ولا استطاعت إخفاء دهشتها ولكنها زمت شفتيها و **تت مصغية لباقي الحديث فيما استطرد هو حديثه بالدخول في الموضوع مباشرة منعا للبس - لماذا لا تعيدي فتح دكان زوجك وتعملي به ؟ ، فبعد أن تركه المستأجر من السهل أن نملؤه بالبضاعة ونغير الاسم باسم أحد أبناؤك وليكن (علي) ؛ أو نسميه مثلا بقالة (أبو علي ) **ت منتظرا رد فعلها فابتسمت وهي تضم طرف العباءة ليخفي الثوب الملون تحتها وكأن أسم زوجها ذكرها به فاستحت من نفسها وتغيرت نبرة صوتها فأصبحت أكثر جدية وقالت : ولكن من أين لي بالمال الذي يكفي لفتح دكان البقالة من جديد؟ - لا تحملي هم المال فأنا كفيل بتوفيره وملأ الدكان بالبضاعة . انف*جت أساريرها من جديد وانطلقت الدعوات على ل**نها له بدوام الصحة وتحقيق كل ما يحلم به وأن يعطيه الله بما في نيته فابتسم ابتسامة خبيثة تبعها بالاستغفار لله وأخرج مسبحته من جيبه وأخذ يردد أنما الأعمال بالنيات والله يعلم أني لا أنوي سوى الخير ، في هذا الوقت أذن لصلاة العصر فتركته (نبوية) وصعدت لمنزلها سعيدة بمص*ر الرزق الجديد وواثقة أن المعلم (سيد ) سينفذ كلامه بينما ذهب المعلم (سيد ) ليطلب من كل معلم في الحارة المساعدة المادية لفتح دكان لأبناء الحاجة (نبوية ) ليقتاتوا منه ، وبالفعل أخرج كل منهم مبلغ مساعدة أخذه (سيد) واتجه لتاجر بقاله جملة ودفعه له كمقدم للبضاعة وتعهد له بدفع باقي الثمن على دفعات ثم عاد يدق باب الحاجة ( نبوية ) بعد أذان العشاء - ( أهلا بالمعلم سيد نوارة الحارة) - أهلا بك يا أختي الفاضلة ثم تنحنح وقال (....يا ساتر) تفضل بالجلوس فأنت لم تعد غريبا عنا وأنا استخرت الله لتذهب بـ(حنان ) للطبيب النفسي وعلى الله الشفاء ولكن ..اطرقت راسها ثم عاودت الكلام متلعثمة من أين لنا بالمال لعلاج البنت فانا أعرف أن العلاج النفسي يأخذ من المال والوقت الكثير نظر لها بوجه مشرق بالأمل ثم قال_لا تحملي هما ، المهم نبدأ بالعلاج وبعدها سيتحسن الحال وتستطيعين رد ما سأنفقه على علاج (حنان) - كيف سيتحسن الحال ؟ قالتها بنبرة بها بعضا من الذل والقهر وقلة الحيلة - ابشري يا (أم حنان) لقد اتفقت مع تاجر جملة لملء المحل بالبضاعة وستصل ثلاجة المثلجات فور خروج المستأجر الموجود بالمحل وسيأتي رجلا من عند التاجر لرص البضاعة بالأرفف وتسعيرها ولم يتبق شيئا سوى أن تأتي معي غدا لتوقعي له على إيصالات لتسديد ثمن البضاعة على دفعات (وربنا يرزقك) كلمة إيصالات أصابت السيدة برهبة ، ماذا لو تأخرت في التسديد ماذا لو كانت عتبة المحل "محنية "كما قال المستأجر القديم وأن المحل كان شؤما عليه، لم تخفي أم حنان مخاوفها وتساؤلاتها عن المعلم (سيد) الذي طمأنها أنه اختار البضاعة الصالحة للمكان والأسعار المناسبة لأهل الحارة ثم اعتدل في جلسته مسندا ظهره على الأريكة المتهالكة وبثقة ذائدة قال : أنت معي لن تخسري ابدا توكلي على الله وسأحضر غدا بعد الظهر لأرافقك ونذهب للتاجر (وربنا يقدم الخير) ثم وقف فجأة ومد يده للسلام بينما الحاجة ( نبوية) مازالت مرتابة من الدخول لعالم جديد عليها فهي لم تعمل من قبل وكان (أبو علي مكفي بيته) ولم تشعر يوما بحوجة لأحد نزل المعلم (سيد) وهي مازالت واقفة مكانها، بينما ترقد ( حنان) على فراشها مدمعة العينين تتذكر كيف باعتها أمها لأبي (نواف ) الخليجي؛ الرجل الذي دفع الثمن مقدما ثم قضى معها شهرا كرجل يلهو مع ع***ة لم يعطها وقتا لتتفهم طبيعة الزواج والعشرة ، كل ما عرفته هو كيف ترضي زوجها وتشبع شهواته وبعد مضي شهر قرر الرحيل لبلده ، رمى لها بضع ورقات نقدية فوق وسادتها وطبع قبلة على جبينها مع وعد بالعودة بعد فترة وجيزة يرتب فيها حاله وحياته ويمهد لزوجاته بحضور زوجة جديدة ليكتمل العدد وتصبح الرابعة بقصره ، لم يكن بيدها شيء سوى الرضوخ للأمر وتوديعه بابتسامة باهته تخفي خلفها مخاوف مالبثت أن تحولت حقائق فقد اختفى الزوج وتركها معلقة ولكنه لم يتركها كما كانت فتاة عذراء بل تركها امراءة لها متطلبات مفتقدة لشعور الزوجة باحثة عن الحنان يقتلها التفكير فتلقي بهمومها على وسادتها التي احتضنتها محاولة كبت تلك المشاعر والنوم للصباح بعد ظهر اليوم التالي ذهبت أم (حنان) بصحبة المعلم (سيد) للتاجر ووقعت على الأوراق وشاهدت البضاعة وبدأت تشعر بالاطمئنان ، وفي طريق العودة أخبرها (سيد ) أنه حجز عند طبيب نفسي كبير وسيحضر مساءً ليأخذ (حنان ) إليه ، شكرته أم (حنان) على معروفه معها وعلى مساعدته التي لم تأتِ من أخ ، وعادت لمنزلها لتبشر (حنان ) بموضوع الطبيب فتهلل وجهها ولم تنطق بكلمة واحدة ، وفي الميعاد المحدد ارتدت (حنان ) ملابسها وانتظرت إلى أن صعد (سيد ) واصطحبها للطبيب وأخبر أم (حنان) أن جلسات الأطباء النفسيين تتأخر فلا داعي للقلق إن تأخرنا ، ذهب المعلم (سيد ) مع (حنان) للطبيب بينما جلست أم (حنان ) مع أولادها الخمسة تحكي لهم عن البضاعة وعن دور كل واحد في مساعدتها .تأخر الوقت ولم يعودا بعد ، شعرت أم ( حنان ) بالقلق ولكن طرقات الباب آمنت خوفها بعودة ( حنان ) مع المعلم (سيد) الذي آثر الدخول والانفراد بالحاجة ( نبوية ) لإخبارها بما قال الطبيب عن حالة ( حنان) وأنها ستحتاج كل أسبوع جلستين لأنها تعاني من مرض نفسي اسمه الانفصام وهو ما يجعلها ترتدي الملابس الخليعة وتخرج ليلا لتتقمص دور فتاة ليل ولا نعلم ماذا تفعل بعد ذلك ؛خبطت أم (حنان ) على ص*رها بهلع وهي تردد تقصد أن البنت تفعل الحرام بنتي تقوم بأفعال فتيات الليل ..قاطعها المعلم (سيد)؛ لا؛ لا نحن لا ندري إلى أي مدى وصلت حالتها وهذا ما قاله الطبيب وأن علينا متابعتها ومراقبتها ولا نتاخر في الجلسات وهذا واجبي أنا فسأكون رفيقها للطبيب في كل مرة فلا تحملي هما وتفرغي لعملك بدكان البقالة ولن أترك (حنان)إلا بعد أن تشفى وتعود طبيعية...اطمأنت(أم حنان ) لكلام المعلم( سيد) وبعد أن ودعته فتحت باب الغرفة فإذا بحنان راقدة كملاك صغير رقدت إلى جوارها محتضنة إياها بعد أن أوصدت الباب بالمفتاح حتى لا تغافلها وتخرج ....في اليوم التالي ترك المستأجر الدكان واتصل (سيد) بالتاجر فأتت سيارة نقل تحمل البضائع والثلاجة ورجل لترتيب المحل، انشغلت (أم حنان ) بالمحل وجندت أولادها الخمسة للعمل معها حتى لا تغلق الدكان طوال الاربعة والعشرون ساعة حتى تستطيع تسديد الإيصالات قبل الميعاد وفعلا بدأت الأحوال تنشط وأصبح الدكان (سوبر ماركت) كبير يتوافد إليه سكان الحارات المجاورة ،وتعلمت (أم حنان ) أصول الشغل ؛ ما هي البضائع المرغوبة وكيفية معاملة العميل كما أنها عرفت كيف تدخر للزمن بالرغم من تحسن حالتهم المادية ، فغيرت فرش الشقة وطلت الجدران ولم تبخل على أي من أولادها بالمال للدراسة والملابس والطعام حتى أنها عرضت المال على المعلم (سيد ) نظير ما يدفعه للطبيب ، لكنه رفض وقال بعدما تشفى حنان سنحتفل وأقدم لك ( فاتورة) بكل ما صرفته في تلك الفترة . حقا لقد حمل المعلم (سيد) عبء من فوق كاهلها ، يكفي أنه لا يخلف موعد الطبيب مهما حدث ،بدأت حالة (حنان ) تتحسن عادت للضحك والحديث حتى أنها بدأت تنزل (للسوبر ماركت ) مع أمها وتفتحت الورود بوجنتيها مما جعل أمها تطلب من المعلم (سيد ) التوقف عن الذهاب للطبيب فالبنت أصبحت بخير حال..حاول (سيد ) إثنائها عن طلبها لأنها لم تكمل العلاج ، **مت الأم أن تكتفي بهذا القدر من العلاج ؛ فالتحسن يبدو واضحا على البنت ، رضخ المعلم (سيد ) لكلامها ورفض أخذ المال منها مدعيا أنه قدم خدمة لأخته وبنت أخته وأنه في أتم الاستعداد لتقديم أي خدمة في المستقبل ...لكن في نفس الليلة حدث شيء غريب ، استيقظت الأم على ابنتها تجلس أمام "التسريحة" لتلون وجهها بالألوان الصارخة مرتدية نفس الثياب الخليعة وعندما حاولت منعها صرخت في وجهها وأصرت على الخروج فما كان من الأم إلا أن ض*بتها وربطتها في السرير للصباح وهي تصرخ وتتفوه بكلمات غير مفهومه ، وما إن انبلج الصباح حتى وقفت (أم حنان ) من خلف المشربية تنتظر قدوم المعلم (سيد ) لدكانه ،وما أن رأته قادم حتى نادت عليه ولوحت له بيدها أن اصعد بسرعة وفعلا في ثوانٍ كان يطرق الباب ،حكت له كل ما حدث فعاتبها قائلا - ألم أقل لك أنها لم تشف بعد ولم ينتهي العلاج ،علينا بمعاودة الذهاب للجلسات - لن أتدخل بعد اليوم اعذرني فقد اثقلت عليك وحملتك الكثير - لا تقولي هذا ألم أقل لك أنك بمثابة أختي الكبيرة وما يهمك يهمني تفرغي لعملك واتركي لي (حنان ) وعلى الله الشفاء،اسمحي لي أن انزل لأفتح الدكان فقد اقترب موعد صلاة الظهر والدكان مغلق - لا أعرف كيف أكافئك يا أخي ولكن ( الله يعطيك على اد نيتك) ابتسم( سيد ) ابتسامة رضا ثم نزل الدرج مسرعا لمحل عمله وفي المساء عاد لاصطحاب (حنان) للطبيب ، نزلت السلم الى جواره صامتة وذهبت الأم لعملها .عادت الأم من عملها متوقعة أن (حنان ) سبقتها في العودة للمنزل ولكن الغريب انها لم تعد، ساور القلق الحاجه ( نبوية ) فهذه أول مرة يتاخرا الى هذا الوقت ،خرجت للنظر بالمشربية وبعد قليل ظهرا بأول الحارة اطمأن قلبها وفتحت الباب في انتظار صعودهما ولكنهما تأخرا بالصعود مما جعل أم (حنان) تتسلل بخفة وتنظر على السلم لتعرف سبب التأخير ولكنهما لم يصعدا مازالا في (بير السلم ) ، نزلت بخفة حافية القدمين لتعرف ماذا يحدث، استرقت السمع لتسمع ما لم يكن في الحسبان -لا تخافي شيئا لن تمنعك أمك مرة ثانية من الخروج معي فلقد اقتنعت أن جلسات الطبيب مهمه جدا،ضحكت (حنان ) ضحكة ساخرة مرددة جلسات الطبيب آه لو تعلم أمي أنه ليس هناك أي طبيب آه لو تعلم بخطتنا - لا يا حبيبتي انها خطتك أنت الم تخبريني بها بعد أن شاهدت فيلم" بئرالحرمان " - نعم يا (سيد ) لم أجد طريقة لنتقابل معا غير تلك الطريقة والآن نخرج معا ونتقابل ببيتك ونقضي ساعات من الحب والحنان بمعرفة أمي ولن يمنعنا أحد أبداااا - نعم هذه أوامر الطبيب يا حبيبتي .. قالها مبتسما ثم ضمها لص*ره وكاد أن يقبلها لولا صراخ الحاجة( نبوية ) ونزولها باقي السلم لتجذب بنتها من شعرها فيما فر (سيد) مسرعا نحو الشارع المظلم الهادئ لتعود الشبابيك وتفتح وتنصت الأذان لسيل من الشتائم والأهانات من سيدة خمسينية لابنتها الساقطة في بئر الحرمان، ولا زالت حالة حنان تحير الجميع ومسار الأقاويل"ملبوسة"،"انحرفت"،" تحتاج علاج نفسي" النهاية
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD