الفصل الثاني

3440 Words
ارتديت ثوب نوم أمينة القيت جسدي المرهق على الفراش وتسلقت عيناي السقف لاقطف كلمات نقشت بذاكرتي ورسمت على جدار وسقف الغرفة ،فأنا أراه وأسمع كلماته ،أطمئن تارة وأقلق تارة أخرى ،ولكن مما لا شك فيه أنني أخيرا وجدت رجلي، هذا الرجل الذي يستطيع تحمل مسؤوليتي والدفاع عني ،لا أعلم كيف رحت في سبات عميق بينما ،قرر "سمير" أن يتجه مباشرة للنيابة لأن معه الدليل على إدانة المدير، وفعلا ما إن وصل حتى منع من الدخول إلى مكتب وكيل النيابة ولكنه أصر لأنه يحمل دليل سيغير مسار القضية تعالى صوته وهو يردد معي الدليل ..معي الدليل وتحت إلحاحه أمر وكيل النيابة بدخوله،دخل المكتب وهو يلهثوينتفص ألقى "كارت ميموري"ثم أخرج من" جيب" سترته "كاميرا ديجيتال"وقال هذا هو الدليل ،طلب منه الوكيل أن يهدأ ويجلس حتى يفهم منه ماذا يريد ،فبدا سمير يقص عليه ما حدث بينه وبين المدير بداية من تكليفه بالأعمال المشبوهه دون علمه وتوقيعه على المستندات والأوراق ،إلى أن وصل لمساومته على إعطائه الأوراق في مقابل خ*ف "سلمى" وهو لايعلم سبب الخ*ف، وكيف أنه حاول كثيرا أن يتملص من تلك المهمة لأنه ليس مجرم ،ولا دخل له بهذا ولا ذاك، لذلك قرر تأمين نفسه عندما طلب منه تصوير "سلمى" بالفيديو وهي ترجوا زوجها أن ينصاع لأوامره فقام بتصوير المدير خفية وهو يدلي بكل شيئ أجبر به "سمير" على فعله، ثم استطرد كلماته بعد أن ارتشف رشفة ماء : أخفيت هذا "الميموري" وجئت اليوم لأبرأ سلمى ،فحديث المدير يوضح سبب خ*فها وهو أن زوج "سلمى" هو الآخر يحتفظ بمستندات تدينه وأنه سيقتله ويقتلها إن لم يعيد تلك المستندات وضع الوكيل" الميموري " في "الكاميرا"وشاهد اعترفات المدير كما شاهد سلمى وهي ترجوا زوجها أن ينصاع لطلباتهم ،**ت الوكيل قليلا و"سمير" يتفحص ملامح وجهه وينتظر كلماته في قلق مما جعله يتكلم ويقول له : أليس هذا دليل يا سيادة الوكيل على أن" سلمى" كانت مخطوفة أثناء قتل زوجها وليس لها يد بذلك : بلى دليل ولكنك مدان أيضا لذلك، أمرنا بحبسك أربعة أيام والقبض على عبد الحفيظ متولي مدير الشركة ، مازلت بمنزل 'أمينة "،شعرت أنها إنسانة طيبة وصديقة صدوقة ،اهتمت بي كثيرا ،جلسنا معا نتحدث فحكت لي الكثير عن حياتها وظللت أنا حريصة على عدم التفوه بالسر ،ولكن طالت غيبة "سمير ''وبدأت أقلق حتى اتصل 'سمير" وأخبرنا بما فعل وطلب من "أمينة" أن تحضر معها محامي للنيابة ،شعرت بالخوف والقلق على "سمير" والقلق على نفسي أيضا ؛شعرت أني اقتربت من السجن وربما حبل المشنقة وطبعا لم يكن أمامي سوى إخبار امينة بكل ما حدث ،وجدت منها تفهم ورغبة في مساعدتي وفعلا كان عليها توفير محامي والذهاب معه للنيابة فيما ظللت وحدي بالمنزل اترقب عودتها بأخبار اتمنى أن تكون لصالح سمير، بدأت الشرطة في البحث عن المدير إلى أن وجدوه مختبأ بمنزل في الصعيد لدى أقارب له وتم عرضه على النيابة وسؤاله ومواجهته بالفيديو ،أنكر التهمه، فباغته المحقق بأن صورته ظهرت على الكاميرا حين دخوله شقة المجني عليه فأصر على الإنكار بينما كانت الحقيقة أن الكاميرا المثبتهعلى باب شقة المدير أظهر أنا بها بنفس ملابسي وبنفس شكلي وتسريحة شعري ،ولكن الجريمة حدثت اثناء هروبي عند جدتي،بدأت التساؤلات وأصابع الإتهام تشير إلي من جديد ولم يبرأني سمير بل زج بنفسه في السجن بسببي !!ماذا أفعل؟كيف اثبت برأتي؟ساعدني يارب. جلس المحامي مع سمير يتحدث وبدأ يوجه له بعض الاسئلة : بعد أن تركت سلمى تركب القطار لتصل لجدتها، مر يومان ولم تعرف عنها شيئ اليس كذلك؟:بلى ذهبت لمنزلي فوجدت أمي ملقاة على الأرض ،وقد فارقت الحياة وانشغلت لمدة يومين عن سلمى وكان هاتفي مغلق:في نفس هذا الوقت تمت الجريمة وظهرت صورة سلمى على الكاميرا المثبته بباب الشقة ،فهل ممكن ان تكون عادت لمقابلة طليقها ،ونشب بينهما شجار انتهى بأن قتلته وعادت لجدتها من جديد :لا لا يمكن أن يحدث ذلك سلمى لا تستطيع أن تقتل أحد، أنا متاكد خاصة أنها أحبتني ولم تعد بحاجه لطليقها بعد ان نالت حريتها استبعد ذلك :إذا يجب أن اقابل سلمى وأتحدث معها:لكنني لن أخبر أحدا بمكانها:لا تخشِ شيئ، أنا اريد البراءة لك ولسلمى ،طلب سمير من أمينه تدبير لقاء آمن بين المحامي وسلمى ،وعاد لمحبسه وهناك ألف سؤال يدور برأسه ،والشيطان يلوك أفكاره ويوسوس له بإمكانية عودة سلمى لقتل زوجها ،ولم لا ربما أرادت الانتقام منه أو أرادت أخذ مال منه كتعويض عن كل ما حدث لها وقتلته قتلته!!!!لا لا أستبعد ذلك سلمى إنسانة رقيقة ،و خطيبتي السابقة كانت رقيقة ولكنه الفقر والاحتياج ،لا لا سلمى لا تفعلها لا سلمى لا يمكن أن تفعل ذلكوكيف لي أن أعرف وأنا لم أعرفها إلا من أيام قليلة ؟؟؟ عاد الشك يساوره وبدأ يربط الأحداث، وأنا هنا اتقطع من خوفي عليه ويعتصرني الالم لعدم قدرتي عن الدفاع عنه، في حين أنه قدم حياته ثمنا لحياتي ،هذا هو الفرق بينه وبين ذلك الحقير فعلا أستحق الموت، رماني عند اول منعطف وصلنا اليه سويا كنتلعبة في يديه مل منها ف**رها ورماها ،ما فعلته هو الصواب حبي لسمير كان دواء لي أو لعله ترياق أزال تلك السموم التي كادت تقضي علي .وفيما أنا افكر وأنا ممدده على الاريكة ارتشف قهوتي وضوء الحجرة الخافت يشعرني بالرهبه، دق الباب فانتفضت وأسقط القهوة على ثوبي ،ما عدت اشعر إلا بالخوف وكأن الشرطه تقف بالباب لتقيدني وتأخذني لنهايتي ،لكن الطارق كان "أمنيه "التي بدأت تهدئ من روعي وتحكي لي كل ما حدث بين" سمير" والمحامي وكيف ان "سمير" متأكد تماما من براءتي ،لكن المحامي يود أن يقابلني ليعرف مني بعض المعلومات المهمة في القضية ،رفضت في البداية المقابلة لأنني أخشى ان أزج في السجن بعدها ،وأخشي أسئلة المحامي، فهو لا يعرف ما عانيته في حياتي خاصة وأن أدلة الإتهام كلها تشير إليّ ،ولكن أمنيه طمأنتني وقالت : انها ستدبر مقابلة آمنه ، تركتني وأنا افكر كنت ،أخشى المقابلة في حين شعرت بالسعادة لموقف سمير وثقته بي ،ولكن ما الأسئلة التي سيطرحها عليّ المحامي؟ أخذت الأفكار تلعب برأسي حتى روحت في النوم ولكنه نوم مؤرق لا يخلو من الكوابيس فأراني تارة الى جانب سمير بثوب الزفاف الأبيض وتارة أرتدي ملابس الإعدام الحمراء ووجهي مغطى بغطاء اسود وصراخ بدون صوت ،دموع لا تخرج من العيون تحجرت كقسوة أيامي ،يا ترى ماذا تخبئ لي الأيام هذا ما أخشاه.في اليوم التالي وجدت أمنيه تدخل عليّ ومعها حقيبة بها عباءة سوداء ونقاب وقالت لي ألبسي هذه الملابس فموعدنا مع المحامي في التاسعة مساء في مكان عام ،وفي الوقت المحدد ارتدت هي الاخرى عباءة سوداء ونقاب وأستقلينا تا**ي للمكان المتفق عليه وكان مطعم كبير في حي راقي ممتلئ بصفوة المجتمع ،وهناك بأخر المطعم كان يجلس المحامي على منضدة وحده ينظر من خلف نظارته الطبية في بعض الأوراق التي أمامه ،ما إن رأنا حتى وقف مادا يده للسلام والترحاب بنا ،جلست قريبة منه وكل ما فيّّ يرتجف خاصة بعد أن قال لي: احكي لي كل شيء من يوم ما عرفت المجني عليه زوجك السابق "شكري " حتى اليوم ،شعر بتلعثمي وارتباكي فهدأ من روعي وقال :لا تخشي شيئا كل ما تقوليه هنا هو حديث خاص الغرض منه محاولة إيجاد اي دليل على برأتك خاصة وأن الكاميرا المثبته على باب المنزل صورتك قبل موت المجني عليه بنصف ساعة والسلاح المستخدم في القتل وهو سكين مطبخ لا توجد عليه اية ب**ات، قاطعته بتهكم أنا لم أذهب لمنزل طليقي منذ خ*في وهروبي ،كيف اذهب إليه بعد أن حصلت على حريتي؟ والله لم أقتله لم أقتله ولا أعرف شيء عما تقول ،وبدأ صوتي يرتفع قليلا لأنني خرجت عن شعوري ،فأشار اليّ بيده ان أخفض صوتي وقال: جئت لأستمع لك لا لأتهامك بشئ أرجوك اهدئي قليلا وارتشفي رشفة ماء وبهدوء احكي لي وأرجوك لا تنسي او تغفلي أي شئحتى لو كان صغيرا أو غير مهم بنظرك ،ربما يكون دليل نبدأ منه طريقنا لبرأتك،بدأت أسرد له حكايتي وكيف تعرفت على زوجي كما حكيتها "لسمير "من قبل وحكيت له كيف خ*فت وكيف هربت مع "سمير'' قبل موت زوجي بيومين وأين كنت وكيف عرفت بموت زوجي وكيف تركت بيت جدتي وذهبت مع "سمير" للاختباء عند "امنية" ،سألني عن زواجي العرفي ومتى قرر زوجي الانفصال عني ،هل قبل خ*في ؟أم بعد إرسال الفيديو له :أجبته أنه ملّ مني كعادته وقرر الانفصال عني ،ولكن خ*في أوقف ذلك ؛مع العلم أنه تزوج سكرتيرته الجديدة عرفي أيضا قبل خ*في باسبوع واحد ، بدأ يسألني اسئلة فيها لمحة شك فبادرته بقولي هل تشك أنني القاتلة؟ بالع** أنا أحاول إيجاد دليل لبراءتك ،ممكن تقفي أمامي دقيقة واحدة،فهرت فاهي وأنا متعجبه من طلبه ولكنه أصر وقال لدي شك في أمر ما وأريد أن أتأكد من شكوكي،أمتثلت لطلبه ووقفت فقال استديري قليلا فقطبت جبهتي وزممت شفتاه ونظرت له بتعجب وحيره قال أرجوك لا تتسرعي في تقيم طلبي أنا أريد دليل براتك ؛استدرت وأنا اتن*د بضجر ،طلب مني ان اقف هكذا وسألني عن حذائي فقلت انه حذاء رياضي بدون "كعب"فضحك بصوت عال وبدأ يسعل من كثرة الضحك وتناول جرعة ماء ثم بدأ يحدث نفسه ويقول انا على حق انا على حق :قلت ماذا تقصد أرجوك افصح لي يا أستاذ عما تيقنت منه،قال أنت لست القاتلة فعلا؛وهل كان لد*ك شك ؟قلتها متعجبة عابسة قال بلى لم يكن لدي شك ولكن ليطمئن قلبي ،الفتاة التي ظهرت بالكاميرا المثبتة أمام باب المنزل اقصر منك واسمن لذلك كانت الملابس تبدو ضيقة وقصيرة عليها والتصوير لم يظهر وجهها فبدت من الخلف مختلفه عنك كثيرا هذا شئأما الشئ الآخر الذي سأبني عليه دفاعي هو .....**ت قليلا وأنا اتفحص قسمات وجهه وأتلهف لسماع المزيد من كلماته التي ستنجيني..طال **ته وتفكيره ثم أردف قائلا: لابد أن تسلمي نفسك للنيابة حتى أستطيع اثبات براتك فأنا لدي اكثر من دليل سأقدمهم امام النيابة ، كان وقع كلماته عليّ صادم لأقصى حد ،هل سأذهب بقدمي نحو حبل المشنقة؟ واعلق بها رقبتي بيدي ،ماذا لو لم يصدق وكيل النيابة ولا القاضي شكوك ودلائل المحامي سأموت فأنا تعيسة الحظ منذ مولدي ،رفضت وبإصرار لولا أنني بدأت اشعر أن ملامح النجاة بدت أمامه ومسك خيوط اللعبة ولم يتبق سوى خيط واحد سينضم لباقي الخيوط حينما اسلم نفسي . في اليوم التالي ذهبت لتسليم نفسي بعد إن اتصلت بالمحامي ليقف بجواري أثناء التحقيق ،وفعلا جلسنا أمام وكيل النيابة الذي طلب مني سرد كل ما حدث وحين وصلت لنهاية كلامي قال :طبعا كان قتلك للمجني عليه رد فعل طبيعي ناتج عن حقدك وكرهك له خاصة بعد أن رفض أن يفد*ك ويرسل الاوراق المطلوبة للمدير وأرسل مكانها ورقة العرفي الممزقة وكأنك لا تعنين له شئ -: لا والله لم افعلها أنا كنت سعيدة لأنني نلت حريتي أخيرا ؛علما بأني كنت أعلم أنه سيطلقني إن آجلا أو عاجلا لأنه تزوج سكرتيرته الجديدة وهذا ليس بشئ غير متوقع فأنا لم أكن زوجته الأولى ولم اتوقع أن اكون الأخيرة، -: من لديه مفاتيح للشقة غيرك وغير زوجك؟ -: حتى خ*فت لم يكن لدى أحد غيري وغيره ولكني فقدت حقيبتي أثناء خ*في وركوبي السيارة ولم اهتم لانها لا يوجد بها سوى مفاتيح المنزل ، مفتاح الباب الخارجي ،مفتاح باب الشقة ومفتاح باب حجرة مكتب زوجي لأنه يحتفظ به بمقتنيات ثمينة و بعض الأوراق المهمة التي يخشى ضياعها من مكتبه بالشركة ومفتاح سيارتي ، طلب المحامي من وكيل النيابة إعادة مشاهدة الفيديو ليتمكن من إثبات أن الفتاة ليست أنا ،اقتنع الوكيل بكلامه ولكنه فاجأنا بدليل آخر وهو ان المدير مقتنع أنني مت بالحريق وللآن لم يعرف أنني على قيد الحياة فالأكيد أنه الفاعل بطريقة او بآخرى ،وكان هذا الخيط أول خيط يتمسك به وكيل النيابة ولكنه أمر بحجزي أربعة ايام على ذمة التحقيق ،رغم طلب المحامي أن اخرج بكفالة ، وأمر بإحضار سمير لسؤاله عن الحقيبة والمفاتيح وأصر سمير أنه أعطاها للمدير حين حضر لرؤيتي بالكوخ أثناء خ*في ،وأنه يعلم محتوياتها فكان بها هاتف محمول وبعض النقود القليلة التي لا تليق بسيدة ثرية زوجة رجل كهذا وادوات زينة ومرآه وسلسلة مفاتيح، سأله الوكيل عن الفتاة التي بالفيديو فقال أنه لا يعرفها ثم سأله هل المدير يعلم ان "سلمى'' لازالت على قيد الحياة قال لا هو متيقن بموتها بعد حرق الكوخ وهي به طلب الوكيل إعادته لمحبسه وأمر بإحضار المدير ليواجهه بالدلائل الجديده تم استدعاء المدير ومثل أمام وكيل النيابة وكان منهك ويسعل بشده - فهو مريض حساسية الص*ر- ناوله الوكيل كوبا من الماء حتى يهدأ، ثم بدأ بسؤاله عن الأوراق التي بينه وبين المتهم ؛التي من أجلها خ*فني لمساومة المجني عليه ليعيدها له فكانت إجابته أنه لم ير الأوراق منذ وقع عليها أمام المجني عليه ،وعند سؤاله عن خ*في قال إنه تركني مع سمير ليعيدني للمنزل، تغيرت لهجة الوكيل وقطب حاجبيه وقال :أنت حرَّضت 'سمير "على قتل "سلمى" ؛إذن أنت شريكه بالقتل -:لا ؛لا لم أقتلها ولم أحرضه ولماذا اقتلها؟ -:بعد أن رفض زوجها إعادة الأوراق لك شعرت أنها أصبحت بلا فائدة ،ولكنها رأت وجهك ووجه مساعدك وكان لابد من قتلها - :لا؛ لا أنا لم أقتلها ،ولا أعلم عن قتلها شيء،وعاد يسعل من جديد -:لقد اعترف سمير أنك من حرضته على القتل ،والكاميرا صورتك وأنت تدخل شقة المجني عليه قبل القتل مباشرة؛إذن أنت مدان بجريمتي قتل -:لاأنا لم أقتله ولم أذهب لبيته أبدا !!فكيف تصورني الكاميرا؟ أنا..أنا لا أعرف شيئا عما تتحدث: اعترف بالحقيقة فلد*ك تهمتين بالقتل المتعمد وسرقة الأوراق من بيت المجني عليه بعدما أخذت المفاتيح من حقيبة "سلمى" وذهبت للسرقة فوجدت المجني عليه بالبيت وقتلته ثم سرقت الأوراق وهربت ،:لا لا لم أقتله ،وعاد يسعل من جديد ثم ارتشف رشفة ماء من جديد ثم قال إنها هي؛ إنها هي ثم سقط على الأرض مغشي عليه وتم نقله للمشفى ،وعاد الاتهام يلاحقني رغم الأدلة، مرت أيام وهو بالمشفى، فقد راح بغيبوبة فاقد الوعي ،ثم بدأ يعود لوعيه ويهذي بعدة كلمات بسيطة مثل لست القاتل ،سامحيني يا "سلمى"،نجوى"، نجوى" ،وأخذ يردد أسم "نجوى" كثيرا ،طلب الوكيل معرفة حالته الصحية حتى يكمل معه التحقيق ،لكن الطبيب طلب منه تأجيل الاستجواب حتى استعادته لوعيه كاملا؛لكنه ذكر له الكلمات التي يهذي بها المتهم مما جعل الوكيل يفكر ويحاول الربط بين تلك الكلمات ولكن من هي "نجوى" التي لم يرد اسمها بالتحقيق؟ يجب البحث عنها ربما تكون خيط يرشدنا الى الفاعل بدأ البحث عن المدعوه "نجوى" من هي؟وما هي علاقتها بالقضية؟أسفر البحث عن معلومة مهمة وهي أن "نجوى" هي زوجة القتيل الجديدة وبالتحري عنها ظهر وجود علاقة بين المتهم وبينها منذ فترة وجيزة قبل مقتل المجني عليه بأيام ،ولكن لم تتضح معالم العلاقة بعد ما هي إلا عدة لقاءات بأماكن عامة عدة مرات ،لذلك تم استدعاء "نجوى" للمثول أمام النيابة للتحقيق معها ؛سألها المحقق عن علاقتها بالمتهم فأنكرت معرفتها به ،لكن بدا عليها حالة من الارتباك والتلعثم حين قال لها :لقد اعترف المتهم أنك شريكته بالقتل ولكنها قالت انا لا أعرفه ولا أعرف شيء عما تتحدث، وبدأت تحكي عن زواجها بالمجني عليه وأنها كانت مجرد سكرتيرة لديه ،وأنه راودها عن نفسها فأبت فعرض عليها الزواج العرفي فأبت وطلبت منه ان يكون الزواج رسمي فهي لا تقبل بالعرفي ،ولكنه عرض عليها مهر وشبكة لم تكن لتحلم بهما فوافقت خاصة أنها تنفق كل مرتبها على عائلتها الفقيرة، وما أن استلمت منه المهر حتى أخذه والدها منها ليصلح المنزل الآيل للسقوط؛ تن*دت وقالت حتى الشبكة لم أتوانى عن بيعها من أجل أبي وأمي وإخوتي الصغار ،واحتملت منه الإهانة والقسوة من أجل المال الذي يلقيه لي على الأرض لاجثو لجمعه بدموعي ،وانهارت باكية ثم تناولت منديلا ومسحت دموعها ثم قالت: حمدت الله ان زوجته الاولى خلصتني منه وقتلته - : أين كنت وقت مقتل المجني عليه؟ -:كنت بشقتي التي أجرها لي زوجي لاقيم معه بعد زواجنا العرفي -:ومتى علمت بمقتل زوجك؟ -علمت في اليوم التالي لموته بعدما اتصلت به كثيرا دون جدوى فذهبت مع أبي لمنزله بعد ان علمنا من مدير مكتبه أنه ذهب بالأمس لإحضار بعض الأوراق المهمة من هناك -:وماذا حدث بعد وصولكما؟ -:طرقنا الباب عدة مرات ثم اتصلت به فسمعت صوت هاتفه المحمول إذن هو موجود بالداخل لذلك طلبنا من البواب **ر الباب لمعرفة ما يحدث بالداخل... ثم انهارت من جديد وقالت بصوت يملؤه النحيب كان غارقا في دمائه ،منظره لا يفارق عيني حتى وإن كان ظالما إلا أنه زوجي الذي اعتمد عليه في حياتي -:وكيف عرفت أن زوجته هي القاتله ؟ -: من الجريدة،أكمل الوكيل باقي الاستجواب ثم تركها تعود لمنزلها وأمر بمراقبتها، بدا المتهم وكأنه غارق في بحر من الندم يهذي أحيانا ويصرخ أحيانا والطبيب مانع استجوابه ،وعندما بدأ يسترد وعيه كان كالمخمور يرى خيالات للأطباء والممرضات وكأنهم أشباح لا يلمسوا الارض ويخترقوا الحوائط ،كان يشعر بإرهاق شديد حتى أنه لا يقوى على رفع كتفه عن الوسادة ،أعتقد ان تلك الحاله بسبب الدواء الذي يتناوله وفجأة عاد يصرخ من جديد والواضح أنه يراني أمامه بشكل يخيفه فيقول ابتعدي ارجوك يا سلمى ابتعدي عني ارجوك ابتعدي بوجهك المش*ه ،أنا لم احرقك سامحيني لم يكن بيدي شيء ثم ي**ت قليلا وكأنه يستمع لحديث يدور أمامه فيرفع يده وكأنه يبعد شخص عنه ويعود لهذيانه :سلمى سامحيني انا طلبت من سمير قتلك ولكني ندمت على ذلك ابعدي عني وجهك المحروق لا تلمسيني ،وأنت أيضا ابتعد عنها ولا تقترب مني أنا لم اقتلك ،وبدا كأنه يحدث زوجي القتيل يصرخ ، ابتعد يا "شكري" هي من قتلك هي "نجوى "نجوى" قتلتك انا لم اطلب منها قتلك لم أطلب سوى الأوراق ثم **ت قليلا وإذا بصرخة مدوية، ابتعد عني أنا لم اقتلك اتركني ارجوك اتركني أعيش ، دخل الطبيب وأعطاه حقنة مهدئة فيما كان وكيل النيابة يشاهد ما حدث ويسجل له اعترافه من الحجرة المجاورة المزودة بشاشة وأجهزة تصوير وتسجيل ،خرجت من الحجرة ومعي الممثل الذي أدى دور زوجي أمامه ،وبدأت أزيل المساحيق التي جعلتني مش*هه في عينه وكان الممثل بارع لنبدو كشبحين ،عدنا لقتله فارتعد وحكى ما حدث ، وهنا عرف الوكيل أنه برئ من قتل زوجي ،وأن "نجوى" هي القاتلة الحقيقية ،شكرني على أدائي المميز ومازحني حين قال ممثلة بارعة لك مستقبل بعالم التمثيل ، وبشرني بقرب انتهاء القضية وكانت هذه الحيلة، فكرة المحامي الذي اتفق مع الوكيل على تنفذها فتذكرت كلماته المبهمة التي تمتم بها أثناء لقائي به في المطعم ، طلب الوكيل استدعاء المتهم بعد أن عاد لوعيه واسترد عافيته لسؤاله عن علاقته بنجوى،باغته المدير باتهام غير متوقع، أنت القاتل، اعترفت نجوى عليك ؛ نجوى قالها بتعجب وكأنه يستمع لهذا الاسم لأول مرة ثم بدأ يهدأ ويقول من نجوى -:نجوى شريكتك بالجريمة اعترفت أنك دبرت قتل زوجها وقتلته كما قتلت سلمى،عاد يسعل من جديد ودمعت عيناه من كثرة السعال والشعور بالاختناق أمر الوكيل بإدخال سلمى وعندما رآها المتهم صرخ وقال :لا ؛لا من أنت؟ سلمى ماتت محروقة وجاء شبحها بالأمس يريد قتلي ،قال الوكيل اهدأ قليلا وبدأ يعيد له الشريط المصور له بالمشفى وهو شبه مذهول فاغر فاه محدق بالشاشة، ثم اطرق رأسه وهو يبكي ويقول : لم أعد أعي ما يحدث ،سلمى مازالت على قيد الحياة وزوجها ايضا،قال الوكيل: لا؛ زوجها قتل ،أنت قتلته بالاشتراك مع زوجته نجوى، اعترف ،فكل الدلائل تؤكد ذلك -:لا ؛لا لم أقتله وبدأ يتصبب عرقا ثم قال:هي؛ هي القاتلة ؛ وهنا اعتدل الوكيل في جلسته واقترب من حافة المكتب وهو منصت لكلماته ويشجعه على مواصلة الكلام ،:تكلم برّئ نفسك ،فحبل المشنقة يقترب منك -:أنا لم اقتله هي من قتلته وسأروي لك كل ما حدث ،منذ بعث المجني عليه ورقة العرفي الممزقة إليّ فأثار غضبي وقررت أن أقتلها وأقتله، ولكني طلبت من سمير أن يقتلها لأنها تعرفت علينا وستخبر الشرطة بكل شيء، خرجت بعدها وأنا كلي رغبة في قتله لكنني لست بقاتل ولا أملك تلك الجرأة ،جلست مع نفسي وقلت لها :ماذا أريد من هذا الرجل ؟أريد أوراقي ،ولكن كيف السبيل للحصول عليها؟فكرت قليلا الرجل تزوج من سكرتيرته الفقيرة ،وكأنه يقتني السكرتيرات ليتزوجهن أو على الأرجح يشتريهن لمتعته ثم يرميهن لذلك كلهن من عائلات فقيرة ،قررت مراقبة زوجته ومعرفة كل شيء عنها فوجدتها تربة خصبة من أسرة فقيرة ،تحتاج دوما للمال والزوج يقسو عليها ويعاملها بغلظة وكأنها جارية لديه، ودخلت لها من هذا المدخل ،طلبت مقابلتها في مكان عام وفعلا حضرت لأنني قلت لها لدي معلومات أن زوجك سيتزوج غيرك ،وبدأت أبدي تعاطفي معها وحكيت لها قصص زيجاته السابقة وأنني أريد تأمين مستقبلها بمبلغ كبير حتى إذا تركها وطلقها استغلت المبلغ في عمل مشروع صغير ،شعرتُ أنها تنصت بنظرات يملؤها الجشع ،أو ربما هي نظرات غريق لقشة وجدها أخيرا ،وفجأة انتبهت وقالت وما الثمن؟ قلت: مجموعة أوراق يحتفظ بها في منزله القديم ولدي مفاتيح الشقة والمكتب ،ولكني أريد منك الدخول للشقة على أنك سلمى ،فجأة اتسعت حدقة عينيها واعتدلت في جلستها وقالت : كم المبلغ الذي ستدفعه ؟قلت مبلغ يؤمن مستقبلك ولن نختلف ،أخرجت دفتر الشيكات وكتبت لها مبلغ ،وقلت لها لك مثله عندما تحضري الأوراق،قالت: لدي فكرة أنا أعيش بشقة المصيف ولسلمى ملابس هناك سارتدي ما يجعلني أبدو شبيهه لها حتى تسريحة شعرها ساقلدها لأكون نسخة منها فإذا رآني احد ظن انني هي وحتى أبدوا بالكاميرا المثبته أمام الباب وكأنني سلمى ،ولكن يجب أن أختار وقت تكون فيه سلمى خارج المنزل،بادرتها بتأكيدي أن سلمى مسافرة لفترة ولن تعود قريبا لأنني أعلم أنها ماتت ،وفعلا حددت موعد وذهبت ولكن حدث ما لم يحمد عقباه، فزوجها كان بالمنزل وتفاجأ بدخولها حاولت أن تبرر دخولها المنزل أنها كانت تراقبه خشية أن يكون خائن لها ودار بينهما شجار فض*بها ض*با مبرحا مما جعلها تجري منه نحو المطبخ ،فاستلت سكين طعنته بها عدة طعنات ،وكأنها تثأر لكل الم شعرت به منه فسقط قتيل وغرق في دمه ،اتصلت بي ويديها ترتعد وصوتها مخنوق :قتلته قتلته ماذا أفعل،:رددت عليها لماذا قتلتيه ؟قالت لم أتوقع وجوده في غياب سلمى ض*بني واهانني لم اجد سوى سكين يدافع عني ويبعده عني لآخر العمر، :اهدئي قليلا اغسلي السكين وامحي اي آثار لك وحاولي ان تفتحي غرفة المكتب وأنت ممسكة بمنديل ،واحصلي على الأوراق ، امسحي اي آثار لب**اتك وحاولي ان تخرجي كما دخلت دون أن يشعر أحد بك أو تظهر ملامح وجهك ،وأنا ساحضر أسفل العمارة لاقلك بالسيارة ،وفعلا ذهبت وأخذت منها الأووراق وأعطيتها شيك بباقي المبلغ مع وعد منها ان تذهب لمنزل والدها ولا يبدو عليها شيء، ومهما حدث لا تذكر اسمي وتحاول ان تكون طبيعية أمام الجميع ،....ولم أتوقع أن أكون متهم بقتله وأطرق رأسه وكأنه ينتظر حكم القاضي ،القاضي ؛الذي مثل أمامه هو و"نجوى" و"سمير "كل ينتظر مصيره وأنا مازلت هنا أنتظر "سمير" كما وعدته ،حتى وإن غاب سنوات وسنوات لن يدخل قلبي غيره لأنني اصبحت سجينة قلبه النهاية دلال أحمد الدلال
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD