#قصة_جديدة
#رائحة_الدم
#الجزء_الأول
جلست بحجرتي والخوف يتملكني ،لا أعرف لماذا؟هل لأن الكهرباء قد قطعت عن تلك المنطقة النائية التي أسكنها !!أم لأن الرياح تصرخ من حولي كالأشباح تطرق النوافذ والأبواب بإلحاح!!أم أن شعوري بالوحدة وبرفقتي صغيرتي الوحيدة ذات الثلاث سنوات التي تنام إلى جواري كالملاك هو ما يخيفني عليها!!لا املك شيئا لأفعله ليبدد خوفي سوى كتابة مذكراتي على ضوء تلك الشمعه التي ينع** ضؤها على الجدران فيتمايل ويتراقص ليخيفني أكثر،وكعادة ليالي الشتاء الطويلة تجذب العشاق والخائفين من المجهول وتصور لهم أحلامهم وكأنها حقائق فتسعدهم أو تذيد من خوفهم وقلقهم من المستقبل ،وتتحرك الذكريات أمامهم وكأنها شريط سينمائي لفيلم يعاد كل يوم بلا ملل ولا أمل في فقدان ذاكرة ولو مؤقت ؛فلن أستطيع نسيان زواجي من جاك..لا ..لا هناك ذكريات أبعد من ذلك اه أيام الدراسة الثانوية أنا ومارك نعم حب المراهقة ؛كان مارك شاب يافع وسيم كان حلم كل فتيات الضيعة ولكنه لم يختار سواي ،كان يعمل بحقل والده بعد ان ترك الدراسة ،ربطنا الحب منذ الصغر فكنا نلتقي تحت الشجرة الكبيرة كل يوم في طريق عودتي من مدرستي كنا نجلس تحتها ونحلم بزواجنا ولكن كانت هناك عينان تترصدنا ونظرات تلاحقنا لشخص كان دوما يتبعنا؛ أنه جاك ذلك الفتى الغامض ساكن المنزل الكبير بأخر الضيعة ،كان وقتها يدرس الطب وفي طريق عودته لمنزله يرمقنا بنظراته الغريبة من خلف تلك العدسات السميكة وكأن بينه وبين مارك ثأر في حين كان ينظر لي نظرات متفحصة كلها إعجاب لم يشعر مارك بالغيرة او الكره له لأنه يعتبره إنسان مسكين غير سوي لعدم اختلاطه بأحد من الشباب وظهوره القليل خارج بيته ؛مرت السنوات وتخرج جاك من كلية الطب وعمل بالتشريح وتزوجت مارك وعشنا ببيته الصغير مع والده العجوز ؛كان علي أن أساعده في حلب الأبقار وتربية الدواجن ،كنت سعيدة جدا لمشاركة زوجي بالعمل إلي جانب أعمال المنزل حتى حملت بابنتي كارلا فبدأ الجميع يدللوني أبي وأمي وأخواتي من ناحية ووالد مارك من ناحية أما مارك نفسه فقد طار عقله بالخبر فكان يأخذني كل يوم لنجلس سويا تحت شجرتنا لنختار اسم الطفل وفي هذه الأثناء كان جاك يمر علينا بنفس نظراته القاسية وكأنه يحسدنا على سعادتنا وفي يوم وأنا بشهري الثالث خرج مارك للحقل ولم يعد وكان عليه حلب الأبقار وإطعام المواشي والدواجن بدلا مني لتعبي في الحمل؛انتظرناه كثيرا ولكنه لم يعد سألنا عنه الجميع الأصدقاء والأقارب حتى انتصف الليل فخرجنا جميعا نحمل المصابيح للبحث عنه دون جدوى ؛لم نجده ولكننا وجدنا آثار دماء بحظيرة الأغنام وعندما أبلغنا الشرطةتفحصت الحظيرة وتتبعت آثار الدم فوجدت نقاط على شباك الحظيرةالمطلة على الحقل وأثار عجلات سيارة ضخمة ينتهي عندها أثر الدم فبدا الأمر أن من قتل مارك سحبه لداخل صندوق السيارة الضخمة وبتحليل الدم تأكد للشرطة أنه دم مارك ولكن أين الجثة ؟انهرت باكية فلم يكن هناك من يهتم بي ويحبني مثل مارك وذلك الجنين القابع بداخلي لمن سيقول أبي ومن سيربيه ويحميه أظلمت الحياة من حولي بالرغم من موساة اهلي واصرار والد مارك أن أبقى معه وبأنه سيتكفل بي وبالمولود؛قررت أن أكمل حياتي وأنا أتابع سير قضية قتل زوجي واختفاء جثته وبعد مرور شهر تمكنت الشرطة من العثور على الجثة بالغابة حينما نبشتها كلاب الصيادين واخرجتها من تحت التراب ولكن العجيب في الأمر أن الجثة كانت مسلوخة الجلد تم سلخها باحترافية بالغة مما جعل الجريمة تبدو غريبة وجعلت من موت مارك قصة تتداولها الصحف وفي هذا الوقت أصبحت أرملة، ظهر مرض غريب على ح*****ت المزرعة جعلها تنفق الواحد تلو الآخر ولم يجد والد مارك طبيب يستشيره سوى جاك ولم يتردد جاك في مد يد المعونه لنا وبدأجاك يزورنا يوميا لعلاج المواشي والحقيقة أنه كان بارع في هذا المجال ولذلك دعاه والد مارك للعشاء معنا وفي هذا اليوم تعرفت عليه عن قرب فلم يعد ذلك الشاب الغامض بل ظهر لي خجله وتلعثمه حينما ينظر إلي فيطرق وجهه ويتحاشى النظر إلي مما جعلني أتعجب فقد كان يتفرسني بنظراته وأنا جالسة مع مارك تحت الشجرة ،حكى لنا عن طفولته البائسة حكى عن موت أبيه وأمه أمام عينه حينما اقتحم اللصوص منزلهم واختفى هو في الحجرة السرية التي يعتكف بها جده لممارسة هوايته في صنع التحف اليدوية والأباجورات الفاخرة وبعض الأثاث البسيط من الخشب ..لم يكمل حكاية موت والديه بل كان كل حديثه عن جده الذي رباه وعلمه تلك الحرفة إلي جانب دراسته فقد كان الجد قاسي الطباع قليل الكلام فلم يجد جاك أحدا يحدثه عن طموحه وأحلامه سوى تلك الأدوات التي صنع منها الكثير من التحف الفنية وعندما كبر لم يجد جده اختفى الجد فلا يعلم هل سافر وتركه وحيدا أم مات خارج البلاد هو لا يعلم وعندما وصل لموت جده ذاد التلعثم وخرجت الكلمات مبعثرة رطبة من فمه وكأنه يلقي برذاذ الألم من فمه على فقده جده ؛بدا لي إنسان ضعيف ملئ بالألام والعقد النفسية ولا أعلم كيف تفوق بدراسته حتى أصبح طبيب !!تردد جاك على منزلنا كثيرا حتى أنه اهداني اباجورة غاية في الجمال والروعة لم أر لها مثيل كانت شفافة لها ملمس ناعم يخرج الضوء منها كضوء القمر في ليلة اكتماله أحببت تلك الأباجورة جدا وارتبط بها كثيرا كنت اجلس أكلم طفلي الذي لايزال ببطني على نورها وأنا هادئة ولا أشعر بالوحدة حتى فاجاتني ألالام المخاض اجتمع الجميع بمنزلنا امي وأبي ووالد مارك وووو....جاك؛لقد أصبح جاك فرد مهم من أفراد العائلة حتى أنه أخذنا لمشفىخاص يعمل به طبيب نساء وتوليد صديقا له،كان قلقا حتى ظن الجميع أنه والد الطفل ،وخرجت كارلا للدنيا وكان جاك اسعد شخص بها كان يزورنا كل يوم ويغدق علينا بالهدايا حتى شعر والد مارك بالضيق وطلب منه أن يقلل الزيارات فلم يعد هناك سبب لزياراته بعد شفاء المواشي ؛شعر جاك بالإحراج وعاد يتلعثم أمامه وطلب منه طلب أخير ان يرى كارلا لآخر مرة وفي هذا اليوم اهداني سلسال ذهبي به اول حرف من اسمي و أول حرف من اسم كارلا احتضنها وتساقطت دموعه على ملابس الطفله وخرج مطرق الرأس يجر أقدامه مما جعلني أشفق عليه كثيرا وألوم والد مارك فلم يقدم لنا جاك إلا كل معونة وخير ،مرت الأيام وأنا أرى جاك يطل على نافذتنا من بعيد عله يراني أو يرى الطفلة معي حينها شعرت ببعض المشاعر تجاهه لا أعلم ماهيتها هل هو حب أم شفقة ؟وبعد عدة أيام سافر والد مارك للمدينه لإحضار بعض السماد وطلبات للبيت ولم يعد انتظرته حتى وقت متأخر ثم اتصلت بجاك فحضر على الفور ،حاولنا الإتصال به ولكن هاتفه كان مغلق ذهبنا للشرطة واخبرناها انه مفقود منذ الصباح وبدأت رحلة البحث عنه أهلي من ناحية وأنا وجاك من ناحية أخرى والشرطة من ناحية ثالثة وبعد مرور عدة أيام عثرت عليه الشرطة جثة هامدة ولم يصلوا للقاتل والبحث لايزال مستمر فلم نعتاد بضيعتنا على جرائم للقتل سوى جريمة قتل مارك ووالده ولم يبق لي أحد وأصر والدي على عودتي معه لمنزلنا وبيع منزل مارك والمزرعة والمواشي ولم يكن لدي إختيار فخوفي على ابنتي جعلني ارضخ للأمر ومرت الأسابيع ولم أر جاك حتى علمت من والدي أنه تقدم لخطبتي وكانت كارلا في شهرها الرابع فرح أهلي بهذا الزواج خاصة أنه صرح لهم بأنه
سيربي ابنتي ويتكفل بها
ولن يأخذ شئ من مال ميراثناوطلب مني أن أودعه ببنك باسم كارلا حتى تكبر وتتزوج؛ وفعلا تم الزواج وانتقلنا لبيت جاك البيت الكبير ذو الطابقين بالأسفل غرفة للضيوف ،غرفة مكتب ،غرفة للمائدة ،غرفة استقبال ومطبخ كبير وبالدور العلوي ثلاث حجرات للنوم حجرة الجد وهي مغلقه منذ رحيله وحجرة والده ووالدته وهي أيضا مغلقة والحجرة الثالثة حجرة جاك التي غير محتواياتها لتليق بعروسه وحياته الجديدة....اااااه نسيت أن أذكر كان هناك حجرة بالأسفل ننزل لها بسلم خشبي من المطبخ قال جاك هي غرفة البدروم التي كان يستعملها الجد في ممارسة هوايته وحرفه اليدوية وواضح أنها لا تفتح أبدا فكان عليها قفل كبير وتفوح منها رائحة نتنه،كانت أول ليلة لي ببيتي الجديدبعدما تركت كارلا لتظل ببيت أبي لمدة يومين وبعد ان تفقدنا كل الحجرات دخلنا حجرتنا؛ في هذا الوقت عرفت شخصا آخر غير جاك الضعيف شخص عنيف قاسي الطباع حتى في معاشرته الزوجية لم يتورع عن ض*بي وإلامي حتى أنه كان يجذبني من شعري فاصرخ وكأنه يتلذذ بألمي خاصة بعد أن أخطأت في أسمه وناديته مارك فاستشاط غضبا وصرخ بي: لقد مات مات انسيه؛ كان يهددني ويتوعدني إن أخطأت ثانية في أسمه حتى أنه كان يقول كلمات تبدو أنها كلمات لمعتوه ..كأن يقول :خ*فك مارك مني ولن أجعله يخ*فك مرة ثانية كان يجب أن أكون اول رجل بحياتك ولكنك لن تكونين لرجل آخر بعد اليوم كان يتكلم وجبينه يتصبب عرقا ونحن بالشتاء لن أنسى تلك النظرات الغريبة التي كانت تخيفني منه وجعلتني أ**ت ولا أتحدث معه واناقشه فيما قاله لليوم ،لم أخبر أهلي بما حدث خاصة أنه نسى كل شئ في الصباح وعاد يعاملني برقة وهدوء وكأن شيئا لم يكن واستمر الحال هكذا يتحول لوحش يلتهم جسدي في الليل وفي النهار يعود لكونه حمل وديع حتى تعودت ذلك ومما ساعدني على الصبر والتحمل أن عمل جاك بالمدينة كان يتطلب منه السفر والإقامة بها أربعة أيام بالأسبوع فكان يقضي معنا الخميس والجمعه ويسافر مساء السبت وكان أغلب وقته يقضيه بالقبو لصنع التحف التي يحضر لها الخامات والأدوات من المدينة ويعد نفسه للمشاركة بأكبر معرض للتحف بالعا**ة وعندما يدخل البدروم يطلب منا أن لا يزعجه أحد وتمر ساعات وساعات وهو قابع به ؛لم اهتم كثيرا رغم مرور سنوات ولم ينتهي من تحفه ولم أراها ولا أعلم متى سيكون موعد المعرض كان كل اهتمامي بكارلا خاصة أنني لم أنجب من جاك وحتى بعد أن أجرينا الفحوصات وعلم أنه لن يستطيع الإنجاب لم أهتم كثيرا لوجود كارلا التي كبرت بيننا وظننت أنه أيضا لم يهتم خاصة ان أول ما تلفظت به هو بابا قالتها لجاك مما جعله يطير فرحا بها ولكن بعد مرور ثلاث سنوات بدأت ملامح كارلا تتضح فهي صهباء كوالدها مجعدة الشعر ذات عينان زرقاويتان كانت تشبه مارك إلى حد كبير كلما حملها جاك تمتم بكلمات غريبة كقوله "لولا أنك تشبهين أباك !!!"
لم يتقبل جاك بسهولةفكرة عدم الإنجاب رغم أنه حاول إخفاء ذلك وأنا التي ظننت أنه سيحب كارلا أكثر لشعوره بعاطفة الأبوة نحوها ولكنه بات ينفر منها كلما تأكد استحالة انجابه طفل مني مما جعلني أخفي البنت من أمامه في الأوقات التي يقضيها معي واستعنت في ذلك بخادمة كبيرة بالسن **اء خرساء وكان هذا شرط جاك ليوافق على تواجدها بالبيت فهو يحب الخصوصية ولا يحب أن يتنصت عليه أحد أو يعلم ما يدور بيننا ولأنها كانت سيدة وحيدة وفقيرة وافقت على العمل مقابل مبلغ مادي زهيد وسرعان ما تعلقت بها كارلا ...
ااااه تعبت من الكتابة وقاربت الشمعة على الذوبان سأخلد للنوم
دق جرس المنبه الساعة السابعة ولم تستيقظ كارلاولم توقظني كعادتها واليوم أجازة المربية فلم تبت معنا ليلا ..يا إلاهي أين كارلا!!!أين ابنتي؟بحثت عنها في كل أرجاء المنزل وأنا أصرخ كارلا ..كارلا...أين أنت يا ابنتي خرجت أبحث عنها خارج المنزل بالحديقة وحول المنزل ولكن عبثا كنت اجري في كل مكان بلا جدوى ثم دخلت للمنزل واتصلت بوالدي ووالدتي لمساعدتي في البحث عن الصغيرة ثم اتصلت بجاك في مشفى السجن الذي يعمل به انفعل كثيرا وسألني أين كنت حينما خ*فت البنت؟ صرخ في أين ابنتي ؟سأتي حالا سأخبر الشرطة سأفعل أي شئ من أجل ابنتنا..أغلقت السماعة وأنا أكاد أجن من أين جاءت هذه العواطف الجياشة والأبوة المزيفة فجأة ولكن كل هذا لا يهم أنا أحتاج كل قشة لاتعلق بها حتى أجد ابنتي واتصلنا بالشرطة وظلت الشرطة تبحث عنها دون جدوى و بلا انقطاع وكلما سألنا قالوا مازال البحث جاريا وأنا في حالة إنهيار تام لا أنام إلا بالحقن المهدئة؛حرص جاك على أن يجعلني نائمة أكبر وقت ممكن ولكني كنت أبكي حتى في نومي ومن يومها وأنا اعيش كتمثال حجري أهذي بإسم كارلا أنام بمنوم وأعيش على المهدئات ولا أرغب في الحياة أو تناول الطعام حتى وإن حاول جاك إطعامي بشتى الطرق لم تعد لي رغبة بأي شئ حتى أنني لم أدعه يلمسني منذ فراق حبيبتي فكان يقضي معظم الوقت في البدروم يعمل لوقت متأخر كنت أراها بمنامي وأمد لها يدي لكنها تجري بعيدا عني... وفي أحدى الليالي كنت بغرفتي وحدي بعد أن تركتنا المربية ال**اء بلا عودة وجاك بعمله بالمشفى فجأة انقطع التيار الكهربائي ولم أستطع القيام لإشعال المصباح الزيتي أو حتى إشعال شمعه لشدة الوهن والإحباط بداخلي فاستسلمت للظلام الخارجي كما استسلمت من قبل للظلام بداخلي وإذا بيد تربت على كتفي برفق فتحت عيني ونظرت جيدا نعم أنها كارلا تقف أمامي بثوب نومها الأبيض وابتسامتها الجميلة تحمل شمعة صغيرة لكن ضوءها ينير الغرفة كلها ابتسمت لها وقلت كارلا أين كنت يا ابنتي كل هذا الوقت اشتقت لك وبحثت عنك كثيرا لكنها لم ترد ومشت بهدوء لخارج الغرفة وكأنها منومه استجمعت قوايا ووقفت اترنح حتى مسكت بظهر الكرسي ثم خرجت خلفها وأنا اناديها كارلا ...كارلا إلى أين أنت ذاهبة ؟انتظري ولكنها لم تلتفت ولم تقف بل سارت حتى نزلت الدرج لتصل في النهاية لغرفة البدروم وأخرجت مفتاح كان مخبأ بفجوة في الحائط لم أره من قبل، فتحت الباب ثم اعطتني الشمعه مسكت الشمعه ونظرت لها وصعقت وبت أصرخ صرخات مدوية لم تكن شمعه بل كانت أصبع آدمي لطفل ألقيت بالأصبع على الأرض وفجأة عاد التيار الكهربي فاختفت كارلا واختفى الأصبع ناديتها ولكنها اختفت ولم تظهر مرة ثانية وهنا ايقنت أن ابنتي ماتت وهذا شبحها يريد مني القصاص من القاتل ويرشدني لدليل إدانته؛ لم يكن أمامي سوى الدخول للحجرة التي تفوح منها الروائح النتنه من أول وهله شعرت أني بداخل مقبرة كيف يتسنى له البقاء هنا بالساعات كل يوم ؟لا ..لا أنه متحف للموتى هناك الكثير من الأباجورات المتقنة الصنع كالتي اهداني إياها قبل زواجنا ولكن يا الهي!!!!ما هذا؟ أنها مصنوعة من جلد آدمي ياربي وما هذا لوحات كثيرة اطارها عظام آدمية !!!وبعض من قطع الأثاث البسيطة يدوية الصنع من عظام بشرية !!!حتى أواني الأزهار صنعت من جماجم آدمية!!! وبعض من قصاصات الأوراق لجرائد قديمة تتحدث عن جرائم قتل لم تصل الشرطة لمرتكبيها واختفاء جثث لقتلى في ظروف مريبة حتى خبر موت مارك واختفاء والده كان ضمن تلك القصاصات......كنت أصرخ وأبكي وسط تلك المقبرة ا****عية المخيفة التي تصرخ بها أرواح القتلى وتناشدني بالقصاص لها منه من رجل يبدو ضعيف ولا يملك بقلبه ذرة من رحمة ؛شعرت بالغثيان وكدت أفقد وعيي فتمسكت بطرف منضدة عليها أدوات التشريح فوقع من فوقها دفتر قديم انحنيت ومسكته، قبضت عليه بقوة واستقمت لأقرأ ما كتب على غلافه "مذكرات الجد"كانت هذه الجملة مكتوبة بالخط الأحمر وتحتها كتبت جملة أخرى باللون الأزرق"مذكرات الحفيد جاك"
اغلقت باب الغرفة واعدت المفتاح مكانه وسرت محتضنة دفتر المذكرات واتجهت لغرفتي أجر قدمي ودموعي تنساب بلا توقف ممزوجة بعويل وصراخ مكتوم ،دخلت غرفتي واستلقيت على فراشي لأقرأ ما كتب بالدفتر: أنا جورج مهندس ميكانيكي كنت اعمل لدى صاحب المزرعة الكبيرة وبعد أن مات تزوجت ابنته كريستين كانت فتاة جميلة ،ذكية وثرية كانت تملك هذا القصر ومساحة كبيرة من الأرض تحيطه، عشنا حياة سعيدة معا حتى اكتشفنا عدم مقدرتنا على الإنجاب ولأن المشكلة كانت لدى كريستين لذلك اقترحت علي تبني طفل صغير وقمنا بتبني توم والد جاك أحبته كريستين كثيرا حتى أنها اهملتني من أجله وكانت تقضي كل وقتها معه شعرت بالغيرة من الطفل ولكنني كتمت كرهي له لحبي لكريستين ورغبتي ان تكون دوما سعيدة مرت السنوات وكبر توم وأصبح رجلا مدللا فقد دللته كثيرا لم ترفض له طلبا ولم تعاقبه على خطأ حتى صار وقحا مع الجميع وخاصة معي مرضت كريستين بالسرطان وأصرت ان تكتب لتوم نصف ثروتها قبل أن تموت ، وبعد موتها بقليل تزوج توم وهو مازال بسن صغير كان مسرف للغاية ، وقح يعاملني معاملة سيئة ويقلل من شأني أمام زوجته وبعد شهور قليلة حملت زوجته وبعدها انجبت جاك ،بدأ توم يشعر بالمسؤولية ويدير أعماله بنفسه ولكنه كان يزداد وقاحه في معاملتي وكأنني خادم عنده حتى أنه كان يهينني أمام كبراء القرية والكل يعلم أنني لست والده فكان الجميع يشفق على أما أنافكنت أضمر كره ونار بداخلي تنتظر الخروج لتحرق توم وأسرته حتى أنني فكرت في قتلهم جميعا ولكني قلت لنفسي :لا ذنب للطفل الصغير أربيه أنا كما أشاء ليكون سندي في آخر أيامي وتؤول لي تلك الثروة التي ليست من حقهم أنها تعب السنين كان علي أن أضع خطه محبوكة خدرت الطفل ثم حملته وأخفيته بحجرة البدروم تلك الحجرة التي أصنع بها بعض الأثاث اليدوي البسيط من خشب الشجر ،ثم أذهب إلى السوق وأثناء ذلك تقتحم عصابة المنزل وتسرق بعض التحف من المنزل ليبدو الأمر وكأنه حادث سرقة ثم يقتلوا توم وزوجته لكونهما شعرا باللصوص ؛خطة محكمه صدقها الجميع وانطلت على الشرطة وعندما عدت للبيت أخرجت الطفل الذي استيقظ قبلها بقليل ووجد نفسه وحيدا وهو مازال في الرابعة من عمره فاصابه الهلع وبات يصرخ ولكن لم يسمعه أحد وحينما عرف ما حدث لوالديه وسمع مني ما قلته للشرطة أن الطفل من خوفه من اللصوص اختبأ بالبدروم **ت وأصابه الخرس لم يعد يتكلم وبمرور الوقت صدق حكايتي وتأكد أنه اختبأ من اللصوص وكان على أن ألجأ لطبيب نفسي لعلاجه من حالة الخرس المؤقت..مرت سنوات إلى أن بدأ ينطق بمساعدة أطباء التخاطب وكان وقتها لابد وأن يدخل المدرسة فكان منطوي قليل الكلام يتلعثم كثيرا تحسنت حالته قليلا إلى أن وصل لسن الخامسة عشر ودخل البدروم في غفلة مني ورأى شئ افزعه كانت هذه أول مرة أصنع تحفي من بقايا آدمية بقايا عظام توم وزوجته، صور لي حقدي وكرهي لهما صور كثيرةللإنتقام منهما بعد موتهما وكان هذا هوسبيلي لأنتقم لم يعرف جاك لمن تلك العظام او من أين اتيت بهذا الجلد الذي أغلف به الاباجورات لأنني اوهمته أنه جلد غزال صدته منذ مدة راقت للطفل الحرفه وطلب مني تعلمها وعلمته أياها ، ........كم أحب هذا الفتى وأرى فيه إبني الذي لم أنجبه....
إلي هنا وانتهت مذكرات الجد يالها من عائلة حقيرة س***ة وبالرغم من حالة الرعب التي انتابتني إلا أنني تصفحت باقي المذكرات ؛صفحتين خاويتين من الكلام ثم تبدأ مذكرات جاك الحفيد....
يتبع