رائحة الدم الفصل الأخير

3660 Words
الجزء الثاني مذكرات جاك الحفيد.... بعد أن اخرجني جدي من تلك الغرفة المظلمة جذبني من يدي وكان يتمتم بكلمات لم أفهمها لصغر سني كان يقول انت ملكي، ساربيك كما أشاء، أنا الواصي على كل املاكك، كل شئ سيصبح ملكي؛ كلمات لا يفهمها طفل في سني ولكني شعرت أنني دمية ملك للجد!! لم يسعدني ذلك بل شعرت بالخوف والرهبة لنبرة جدي التي كانت تشبه فحيح الأفاعي.. ثم أجلسني أمامه وقال لم يعد لك أحد سوايا لقد مات ابواك حينما حاول اللصوص سرقة المنزل أنت فتى ذكي اختبات منهم فنجوت وقتها صدقته إلى أن وجدت المذكرات وعرفت منها خطته الخبيثة رباني جدي بطريقة قاسية كلها التزام كان قليل الكلام معي بل كان كلامه مجموعة أوامر لابد أن انفذها خطط لي حياتي ولم املك الصلاحية لأحيد عن الطريق المرسوم لي؛ دخلت المدرسة ولم يرض جدي أن يساعدني أحد في دراستي كان علي أن اغلق باب غرفتي علي واستذكر وحدي؛ حتى ذاد خجلي وتلعثمي في الكلام فلم يرض جدي أن اختلط بزملاء الدراسة وكان يحاول تعويض ذلك بعمل مكافئة لي يومية بعد اتمام وجباتي ساعة لتعلم حرفة تصنيع التحف من الخشب كنا نجلس بالحديقة نمارس هوايتنا لأن جدي لم يرضى أن أدخل حجرته الخاصة؛ وكان يدعي انها لا تصلح لطفل صغير لانها ليست جيدة التهوية؛ احببت تلك الحرفة جدا واعتبرتها هوايتي ولكن كان هناك شئ بداخلي يدفعني لدخول حجرة جدي لأعرف ما يخفيه.. تسللت خلفه دون أن يدري لاعتقاده أني بغرفتي عرفت أين يضع مفتاح الغرفة فقد حفر فجوة بالحائط يخفي فيها المفتاح انتظرت خروجه للسوق وأخذت المفتاح وفتحت الحجرة رأيت تحف حقيقية مصنوعة من الخشب باتقان ولكن هناك منضدة في زاوية من الغرفة عليها اباجورتان من الجلد الآدمي وبجوارها بعض من العظام الآدمية وجمجمتان!! شعرت بالخوف وارتعد جسدي وجدت دفتر المذكرات الخاص بجدي بجوارهم أخذته وجلست الق*فصاء على الأرض بزاوية الغرفة كنت اقرأ وقلبي يدق بسرعة خشية عودة جدي؛ لا ليس جدي عرفت ذلك من مذكراته وعرفت أنه كان السبب في موت أمي وأبي وتأكدت أنني لم اختبأ في البدروم بإرادتي كانت دموعي تسبق قراءتي المتعثرة للحروف وبداخلي خوف يكاد يقتلني مكاني وفجأة سمعت صوت سيارة جدي تقف أغلقت الدفتر وأعدته مكانه لكن لم يسعفني الوقت لأخرج من الغرفة فافتعلت بحثي عن جدي وبدأت أنادي عليه وكأنني دخلت توا للغرفة ،دخل جدي علياالغرفة و بدأ يصرخ في وينهرني لانني دخلتها دون أن يدري قلت له كنت أبحث عنك وأظن أنك نسيت المفتاح بالباب فدخلت ابحث عنك... لا أعلم هل صدقني أم أدعى تصديقي ليرد على أسألتني عن تلك العظام والجلود وتلك الرائحة التي تنبعث من كل شيء في المكان وكان رده أنها عظام غزال صاده وسلخه ليصنع من جلده وعظامه تحفه الفنية،أنا أيضا ادعيت تصديقه وذهبت لغرفتي وبداخلي رغبة في الإنتقام منه ولكنه طرق بابي بعد دقائق حاملا طبق من فاكهة التوت البري الذي اعشقه أحضره لي من السوق ،كان جدي شخصية متناقضة يبدو قاسي الطباع صارم في تعامله معي ولكنه لا ينسى ما أحبه ويساعدني في كل شئ بحياتي حتى أنه يفعل ما أريد دون أن أطلب وكأنه يحقق أحلامه في ،بدأت أشعر برغبة في التقيوء بعد تناول الطعام فرائحة البدروم التي تشبه رائحة القبر لم تفارق أنفي لأيام وذادت حالة التلعثم في الكلام كما باتت الكوابيس تتوسد وسادتي كلما وضعت رأسي عليها أحلم حلما واحدا أنني أطعن جدي بخنجر في ظهره وبعدها يقع على الأرض يبكي ويتوسل لي ألا امزق جسده واسلخه واستيقظ على كلماته لا تصنع من جلدي اباجورات فجلدي ردئ... ردئ جداااا لا يصلح لعمل التحف...أصرخ واستيقظ على صراخي ثم أشرب القليل من الماء وأعاود النوم ليظل هذا الكابوس رفيق نومي كل ليلة ولم استطع إخبار جدي به وفي إحدى الأيام ونحن جال**ن بالحديقة سألني جدي عن سبب حزني وعودة حالة التلعثم ولكني لم أجبه كنت اتمنى غرس" الأزميل"الذي أحفر به الخشب في ص*ره ولكني لا أستطع فبداخلي شئ يمنعني من ايذائه فسالني: هل تريدإكمال دراستك بالمدرسة الثانوية العليا بالعا**ة شعرت أنه يريد إبعادي أو ربما أراد ان يحسن من حالتي؛ أومأت بالإيجاب فقال:حسنا سأقدم أوراقك بها وبدار لإقامة الطلبة حتى تبقى هناك طوال أيام الدراسة وتعود في الأجازات بالرغم من أنني سافتقدك كثيرا ... ثم فتح يديه واحتضنني مما أثار تعجبي فلم يكن جدي بكل هذه الرقة والحنان من قبل ولكني ترجمت ما فعل في عقلي أنه يحاول ابعادي لأنه يخشاني ولكنه قدم أوراقي بالفعل ومع بداية الدراسة كنت في أفضل مدرسة ثانوية عليا بالعا**ة وسكنت في الدار الملحقة بها وكان لي شريك بالغرفة شاب ضخم يدعى سام كان يدرس بنفس الصف ويلعب بفريق الكرة بالمدرسة ولكنه كان حاد الطباع ومن أول يوم لم نتفق فكان يسخر من تلعثمي وتعثري في المشي كما أنه كان يأكل طعامي دون إذن مني حاولت دائما أن اتحاشاه واتصنع النوم قبل أن يعود للغرفة ولكنه كان يسخر من كوابيسي التي رافقتني في العا**ة ويصرخ في عندما أقوم فزعا بعدما أقتل جدي كل ليلة بمنامي ولكني لم أشاء إخباره بما يدور بداخل رأسي فلم نكن صديقان ولم أحظى بأي من الأصدقاء طوال فترة الدراسة فقد كنت اعلم اني مختلف عنهم وهم يشعرون أني أقل منهم ذكاء اجتماعي ولكني رغم ذلك كنت متفوق عليهم جميعا، ومع أول أجازة عدت للقرية وأنا سعيد لعودتي لا أعلم هل اشتقت لجدي ولهوايتي أم أنني مللت المدينة بصخبها الذي يزيد توتري أم لأني افتقدت رؤيتها نعم كنت أراها دائما تحت تلك الشجرة الكبيرة أنها ميليسا الفتاة الريفية الجميلة ذات العينان الزرقاويتان والشعر الأصفر الطويل كنت أعلم أنها لاتشعر بحبي لها فحبها لمارك كان واضح تمام الوضوح كنت أختلس النظرات عليهما واتمنى لو صرت مكان مارك كنت أكرهه كرها شديدا واتمنى موته حتى تراني وتشعر بحبي لها ثم أكمل طريقي لمنزل جدي الذي استقبلني بحفاوة بالغة وشوق وحب لم أعهده أما أنا فقد اختلطت المشاعر بداخلي حب وكره... شوق ورغبة بالإنتقام ولكن الأكيد هو شعوري بأن جدي هو الشخص الوحيد الباق لدي في كل الدنيا ، شعرت برغبة في الحديث معه ؛يمكن لأنني لم أجد شخص قريب مني بالعا**ة يمكن لأني لم أفتح قلبي واتحدث عما بداخلي لأحد من زملائي يمكن لشعوري بأن جدي أصبح اكثر حنانا من ذي قبل حتى أنه أعد لي الأطعمة التي أحبها وأحضر لي فاكهة التوت البري الذي أعشقه وفاجأني بجهاز كمبيوتر حديث وساعة ذهبية هدية لإقتراب عيد ميلادي وجدتني اتحدث معه بطلاقه حكيت له كل ما دار منذ فارقته وحتى يوم عودتي حكيت له عن رفيق حجرتي الذي يزعجني كثيرا ربت جدي على كتفي وقال:حتما ستجد أناسا أشرارا وأخرون أخيار سيمدون لك يدهم ولكن الأهم أن تعتمد على نفسك أولا ولا تنظر لهؤلاء المحبطين أنت ذكي ويجب أن تثق بنفسك وبذكائك ...لا أنكر أن كلمات جدي شجعتني كثيرا حتى أن الكابوس الذي يلازم منامي لم أحلم به هذه الليلة ولكن كان هناك كابوس آخر احتل مكانه بنومي فقد حلمت بأني أقتل سام رفيق حجرتي وبنفس الطريقة طعنته بظهره فوقع متوسلا لي أن لااقطع جثته أو اسلخه واصنع من جلده اباجورة لأن جلده ردئ لايصلح للتحف قمت من نومي فزعا وصراخي أيقظ جدي فحضر لغرفتي قلقا علي فاخبرته بالكابوس ولكنه طمئنني أنها مجرد أضغاث أحلام لكن حرارتي كانت مرتفعة وجسدي كله يرتعد وشعر جدي بحاجتي للراحه فعرض علي أن أتغيب عن الدراسة حتى اشفى ؛ مر يومان ،وقد تماثلت للشفاء وكان علي العودة لمدرستي ولأتلقى خبر موت سام بحجرتنا مشنوقا بسقف الغرفة وتعدد الأقاويل والأستنتاجات حول موته مقتول أو انتحاره وبدأت الشرطة في البحث عن الجاني وتم مثولي أمام النيابة إلا أنني أثبت تواجدي بالقرية ومشاهدة الجميع لي هناك ،لم أستطع البقاء بنفس الغرفة وطلبت من الإدارة الإنتقال لغرفة أخرى وبالفعل انتقلت لغرفة يقطن بها زميلان ولكنهما قليلي الكلام يهتمان بدراستهما أكثر من التدخل بشؤون الآخرين ولكن ذكرى سام لم تبرح خيالي حتى وأن قيدت الشرطه الحادث على أنه انتحار فأنا لم أصدق ذلك وبداخلي هاجس يؤكد لي أنه لم ينتحر فسام ليس بالشاب الحساس المرهف الذي يشعر باليأس والقهر فيقبل على الإنتحار أنه شاب سمج والجميع يمقته ولا سيما أنا أيضا أكرهه وتمنيت له الموت بل .. بل أنني حلمت أني أقتله نعم حلمت بذلك ولن اتحدث عن هذا الحلم بعد اليوم حتى لا أثير الشبهات حولي وضعت كل همي بالمذاكرة وبتحقيق أعلى الدرجات حتى اتممت دراستي العليا وكان حلمي بعدها دراسة الطب و...والزواج من ميليسا ولكني لا أستطيع الاقتراب منها ومصارحتها بحبي وهذا الماراك يقف حائل بيني وبينها ولكن سيأتي يوم وتراني أفضل منه حين أتخرج وأصبح الطبيب الوحيد بالقرية بينما سيظل مارك مجرد مزارع بسيط ؛وبالفعل التحقت بكلية الطب ،كنت كلما سنحت لي الفرصة للعودة للقرية أرى ميلسيا وبرفقتها مارك حتى حضرت ذات مرة ولم أرهما تحت الشجرة الكبيرة!! فدخلت منزلنا وأنا حزين شعرت بالاختناق واسرعت اجذب رابطة عنقي لأحلها بقوة بينما يقف جدي أمام حجرته وعيناه مصلوبتان علي ،ينظر بدهشة ولا يفهم ما ألم بي حتى سألني فلم أخبره بشئ سوى أنني مرهق من طول الطريق فالسفر بالقطار مرهق وأنني بحاجه للراحة صعدت الدرج وأنا اتعثر بين درجاته الكثيرة فصعد جدي خلفي ليلحقني قبل أن أغلق باب غرفتي ويعود ليسألني ما بك فاجدني أقص عليه قصة عشقي لمليسيا وكرهي وحنقي على غريمي مارك كنت اتحدث وأبكي كطفل تاه في الطريق عن أمه حتى جذبني جدي لص*ره وأحاطني بذراعيه ثم قال لي انساها يا بني لقد تزوجت من مارك لم أشعر بنفسي إلا وأنا أجهش بالبكاء على ص*ر جدي كطفل صغير ثم ..ثم فقدت الوعي وبعد حوالي ساعة استفقت على يد جدي وهو يضع كمادات الماء البارد على رأسي ومن يومها وتحولت كوابيسي كلها نحو مارك فأراني أحاول قتله وهو يتوسل إلي أن أرحمه فجلده ردئ لا يصلح لعمل اباجورة ثمينة كل يوم نفس الحلم حتى عندما عدت للمدينة كانت نفس الكابوس يراودني ولكني كنت اكمله بقتلي لمارك بلا شفقه وبمنتهى اللذة كنت أشم رائحة دمه بحلمي وأستمتع بلونه القاني على يدي ثم أصحو فاجدني مازلت على فراشي وأحيانا أشعر بارتفاع طفيف في درجة حرارة جسدي ولكنني لم أعد أزور طبيبي النفسي بالرغم من ازدياد تلعثمي في الكلام واصابتي احيانا بالهذيان فكنت أرى مارك يلوح لي من بعيد بعلامة النصر وميليسيا تحتضنه من الخلف ،عادت الكوابيس تراودني كل ليلة خاصة حينما أعود لقريتي وأراها معه ولا أجد سوى جدي لأحكي له ،العجيب أنه أصبح الصديق الوحيد لدي الذي أودعه أسراري وأوجاعي حتى عدت ذات مرة ليخبرني بمقتل مارك والعثور على جثته مسلوخة بالغابة ؛تضاربت الأفكار برأسي من الذي فعلها وحقق لي أمنيتي وفسر لي حلمي من الذي أعاد لي أمل الزواج من ميليسيا ؟وكان علي أن أقوم بخطوة تقربني منها نعم أنا الذي تسللت ليلا لأضع العقاقير بماء شرب المواشي ليصابوا بالمرض حتى يلجأ والد مارك لي لإعالج ح*****ته وبالفعل حدث ما أردته وبت أزور بيت ميليسيا كل يوم وتقربت منها واستطعت أن أجعلها تثق في وقدمت لها أول هدية أعجبتها وكانت أباجورة من جلد الغزال الذي اصطاده جدي وصنعها بنفسه ومرت الشهور وانجبت ميليسيا ابنتها وابنة مارك "كارلا"كانت طفلة جميلة دخلت قلبي من أول وهله بالرغم من الشبه الكبير بينها وبين مارك الأصهب إلا أنني لم أظهر كرهي لمارك أمام ميليسا حتى أنني تحاشيت ذكر أسمه أمامها وتجاهلت وجوده في يوم من الايام وكأنه لم يكن بالحياة حتى تذمر والد مارك من كثرة زياراتي وطلب مني أن أكف عن زيارة ميليسيا خاصة بعدماشفيت كل المواشي وكان علي الإبتعاد والعودة لعملي بالمدينة خاصة أنني حصلت على عمل كطبيب تشريح بالمشرحة التابعة لمستشفى السجن كان العمل مرهق ويأخذ الكثير من وقتي ولكن الكوابيس عادت تداهمني ولكن بطل هذا الكابوس كان مختلف كان والد مارك وكان يتوسل لي أن لا أقتله ويرجوني أن أرحمه ولكني قتلته في الحلم بلا شفقة ،عدت بعد شهر للقرية ووجدت جدي يعمل بحجرته ولأول مرة يسمح لي بالدخول لأرى متحفه وكم من التحف المصنوعة من جلود الح*****ت ولأول مرة يصارحني جدي بسره الذي أخافني قليلا ولكنه استهواني فاخبرني جدي أنه كلما اتقن حرفته تطلع لمزيد من الإتقان حتى بات يصنع تلك الاباجورات من جلود أدمية لتصبح أثمن وأجود حتى أنه نبش بعض القبور للحصول على الجثث وسلخها لتكون مادة لصنع تحفه ..... توقفت عن متابعة قراءة المذكرات لشعوري بالغثيان ورغبه في التقيوء ماذا يحدث هل هذا الرجل من البشر أم أنه من الح*****ت الضارية كيف يتسنى له سلخ إنسان اااه حمدا لله أنني لم أقا**ه ولكن يا ترى ما رد فعل جاك المسكين ؟سأقلب الصفحة لأعرف رد فعله كنت حريص على تعلم هذه الحرفة فلدي شغف ورغبة داخلية عارمة أن يكون لدي متحف خاص بي وبينما أتابع جدي كنت أقص عليه ما حدث من هذا الرجل العجوز والد مارك حتى أنني حكيت لجدي عن ذلك الكابوس الذي يراودني كل ليلة فطلب مني جدي أن أعاود الذهاب للطبيب النفسي ولكني رفضت فالمهدئات والعقاقير تزيد من هذياني ولم تعد لها فائدة ،ظللت مع جدي يومين وعدت لعملي من جديد قضيت بقية الأسبوع بين عملي ووحدتي وكابوسي إلى عدت للقرية لأعلم بمقتل والد مارك ب*روف غامضة ومن ثم لم يعد هناك عائق أمامي لأتقرب من جديد من ميليسا وبالفعل كنت أقرب صديق يمد لها ولإبنتها يد العون حتى بعد أن عادت لمنزل أهلها وبيعها لمزرعة مارك كنت بجوارها كل لحظة حتى عرضت عليها الزواج فلم تتردد في القبول وهنا شعرت لأول مرة بالإنتصار على مارك وبأن زراعي ميليسيا تحتضنني وتدفعني للأمام ولم يستغرق الأمر الكثير من الوقت حتى تزوجنا وسافرنا لقضاء أسبوع من العسل بالمدينة حيث تركنا كارلا مع أهل ميليسا لأتذوق الشهد من شفاه حبيبتي فيذوب التلعثم وتعود ثقتي بنفسي وأبدو كأي رجل طبيعي بلا هذيان بلا كوابيس بلا مخاوف وأحقاد عدناللقرية لرغبة ميليسيا بالعودة لرؤية ابنتها ولكن المفاجأة التي أحزنتني هي إختفاء جدي فمنذ سافرنا وهو مختفي حتى ظن أهل القرية أنه قد قتل فحوادث القتل بالقرية أصبحت كثيرة ولم تصل الشرطة لفاعل واحد وبالنسبة لقضية جدي لم يتم العثور على الجثة للآن انتابني حزن شديد وبالرغم من إحساس بالخوف والألم مما فعله جدي بوالدي إلا أنني لم أشعر نحوه بالكره الكامل بل أنني كنت أشعرأنه عصاي التي أتكأ عليها حتى لا أقع بالرغم من أن المفروض أن أكون أنا عصاه إلا أنه كان دائما نموذج الرجل القوي الواثق من نفسه وكم تمنيت أن أكون مثله ولكن أين أختفى ؟وهل مات حقا أم أنه سيعود؟؟؟؟..عشت مع ميليسيا أجمل أيام عمري وتوالت الشهور وأنا سعيد وشفيت من حالة التلعثم ومن الكوابيس بالرغم من حزن ينتابني كلما تذكرت ابتعاد جدي عني وشعوري أنه مات ولن يعود ثانية وبالرغم من الصوت الذي يخرج من تلافيف مخي ويذكرني بأن جدي هو قاتل والدي وأنني لم أشعر بحنانهما بسببه إلا انني أعود لاتذكر كل ما فعله لي فاحزن عليه وأدخل حجرة البدروم وأمارس هوايتنا باستمتاع حتى أنني قررت أن أحقق حلم جدي وأصنع تحف ثمينة من جلد وعظام البشر وساعدني على ذلك عملي كطبيب تشريح وخاصة أنني أعلم موعد دفن المساجين المعتقلين في السجون السياسية فكنت أذهب لنبش القبور واخرج تلك الجثث انا ومساعدي الذي اشتريت سكوته بالمال فكان يضع لي الجثث بعد تقطيعها وسلخها بجوال ويضعه بصندوق سيارتي لأعود به للقصر في ظلام الليل حتى لا يشعر بي أحد وتكون ميليسيا وكارلا في ثبات عميق فاضعه في البدروم واقضي اجازتي في ممارسة هوايتي المفضلة التي قد يعتقد البعض أنها جريمة في حق الاموات ولكني اعتبرها فن لتخليد الجسد البشري برؤية أخرى أكثر جمالا وفائدة من رجل مسجون داخل زنزانة بقضبان حديد أو رجل مسجون داخل مخاوفه أو رجل فاقد للأمل ولنور الحرية ............... إلى هنا لم يكمل مذكراته ولم يكتب كلمة منذ شهر لم يكتب عن اختفاء كارلا لماذا لم يقل أنه خ*فها وقتلها لينتقم من مارك كما أنه كتب في مذكراته أن جده كان موجود معه وعلى قيد الحياه حتى تزوجنا فأين كان؟ ولماذا لم أراه ولا مرة واحدة؟ ولماذا ذكر لي ولوالد مارك أن جده مختفي من مدة قبل أن يختفي بالفعل؟ ...ااااااه رأسي يؤلمني؛ الآن بت أعلم أنني تزوجت من مجرم أو أنه مريض نفسي اااه ماذا فعلت بنفسي؟ كيف صدقت أكاذيبه وكيف شعرت بالشفقه عليه وبالرغبة في مساعدته حتى يشفى من التلعثم والخجل ؟ ولماذا قتل ابنتي اه يا حبيبتي اشتقت لك كثيرا . القت ميليسيا بالمذكرات على الأرض وضمت ركبتيها لص*رها تحت ثوب النوم الأبيض ثم وضعت رأسها عليهما واجهشت بالبكاء فلم يعد هناك أحد تشكو له ولا سبيل للإنتقام إلا ان تقوم هي بذلك قضت ليلها في التفكير ووضع خطه؛ وفي الصباح أخذت حماما دافئا ومشطت شعرها وارتدت ثوبا جميلا ثم أعادت المذكرات مكانها بالقبو ودخلت المطبخ لتعد لجاك طعام العشاء المفضل له فاليوم موعد عودته ولابد أن تكون بانتظاره عاد جاك حاملا جوال به خامات آدمية لمتابعة عمله بالقبو فدخل متسللا وهو يعلم أن ميليسيا مريضة بغرفتها في الدور العلوي ولكنه تفاجأ بها أمامه مبتسمة تفيض جمالا وأنوثه بثوب شفاف مفتوح عن الص*ر يبرز مفاتنها فالقى بالجوال أرضا واحتضنها وهو يتمتم في أذنها :ما هذا الجمال حبيبتي؟اشتقت لك كثيرا أما هي وقد أرخت رأسها على كتفه مدعية فرط الاشتياق وبصوت رقيق وأ***ة بالغة همست في أذنه :أنا أيضا اشتقت لك ولكن عيناها لم تحمل تلك النظرات الأنثوية الحالمة بل كانت تحمل غل وكره وقسوة بالغة اخفتها في ثنايا عنقه ثم عادت لتنظر له وهي تحدثه متقمصه دور العاشقة وبصوت به غنج قالت :اعددت لك الطعام المفضل لك فهيا لتتناوله قبل أن يبرد يا حبيبي تعجب جاك من طريقة ميليسيا في الكلام فلم يتعود منها تلك المقابلة الرقيقة خاصة بعد فقدان الطفلة قكان من المتوقع أن يعود ليجدها كما تركها جثة تتحرك بلا وعي ولكنه استسلم لتلك الحالة التي راقت له وطلب من مليسيا بعض الوقت حتى يضع الجوال بالقبو ويأخذ حمام دافئ ولكنها اعترضت وقالت بمزيد من الدلال :ضع ما شئت بالقبو وعد سريعا فالطعام الساخن لا ينتظر وبعد العشاء سأعد لك الحمام الدافئ وسأساعدك على الإسترخاء بعمل مساج بأفضل الزيوت العطرية ابتسم جاك ابتسامة تعجب وسعادة بهذا التغير في حالة ميليسيا وهو مدرك بأنها ليست في حالتها الطبيعية ولكن لا بأس المهم أنها سعيدة جلسا معا لتناول الطعام فكانت ميليسيا تطعمه بيدها كطفل صغير وهو مبتسم وسعيد وفجأة شعر بألم في معدته وانحنى ممسكا بطنه وهو يصرخ والعرق يسيل على جبهته ووجهه؛ فقد انخفض ضغطه وشعر بالغثيان حتى سال ل**به وفجأة بدأ يتقيأ قسرا حتى سقط على الارض ناظرا لها وهو يمد يده نحوها طالبا النجدة وهي تنظر له بابتسامة تشفي وتقول له :،هذا هو انتقامي منك ستموت بعد دقائق :هل وضعتي لي السم بالطعام ؟ نعم وضعته لك لماذا ؟ماذا فعلت لك؟ قتلت طفلتي كما قتلت مارك ووالده من قبل مجنونه مجنونه لم أقتل أحدااا عاد يتقيأ وهو يحاول الأستناد للكرسي ليقف ولكن محاولته باءت بالفشل فسقط من جديد ولكن هذه المرة فارق الحياة وهي تنظر له وابتسامه المنتصرتملأ وجهها تأكدت من أنه فارق الحياة فجذبته بكل قوتها من بنطاله نحو القبو كانت جثته ثقيلة ولكنها لا تعلم من أين أتت بتلك القوة لتجذبه هل هي قوة الأنتقام والثأر لابنتها ولحبيبها مارك ؟ اغلقت باب القبو عليه وعادت لتجمع فضلات الطعام المسموم لتخفيها وكان عليها أولا تنظيف المكان من أثر القئ وبعد أن اتمت عملها ملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ والزيوت العطرية التي وعدت بها جاك لتريح جسدها المنهك وتستجم وكأنها لم تفعل شيئا وبعد أن انتهت من الحمام جففت جسدها وارتدت"روب'الاستحمام نزلت للقبو للإطمئنان على الجثة وكأنها أرادت التأكد أن كل ما حدث ليس حلما أو على الأرجح كابوس فتحت القبو فإذا بجثة جاك ملقاه على الأرض فاستلت سكين وبدأت تقطع الجثة وهي تغني الأغنية المفضلة لجاك كانت ميليسيا في حالة غريبة من اللاوعي فلم يعد بقلبها شفقة ولم تعد تحمل مشاعر حانية نحو جاك فكل ما تفكر به هو الإنتقام مرت ساعات وهي تغني بصوت هادئ والدماء تنزف من جسد جاك وهي تقطع جسده ودموعها تنهمر على وجنتيها حتى شعرت بالتعب فتركت أشلاء جاك على الأرض واغلقت القبو وعادت للحمام لتغتسل والغريب أنها خلدت لنوم عميق وفي الصباح استيقظت نشطه لتتناول فطورها وكأن شيئا لم يكن تصفحت الجريدة وشربت قهوتها وبمنتهى الهدوء فتحت النافذة لتستنشق هواء الصباح النقي وإذا برجل عجوز قادم نحو المنزل يحمل حقيبة صغيرة دق على الباب ففتحت له متفحصة وجهه بتعجب ثم سألته من أنت وماذا تريد؟ أنا جد جاك وأظن أنك ميليسيا زوجته نعم ولكن كيف عرفت أنني زوجته وانت غائب منذ فترة طويلة وأين كنت؟ لقد اعتقدنا أنك مت !! أنا لم أغب عن بيتي ولم أبارح القرية فأنا أراقب المنزل وأعلم ما يحدث فيه ولكنني قررت الإبتعاد قليلا حتى اتيح الفرصة لجاك ليتصرف في حياته بدوني فلقد اعتمد علي في تحقيق أحلامه طوال حياته وآن الأوان أن يصبح رجلا ويعتمد على نفسه ولكن..ولكن أين هو ؟لقد رأيت سيارته بالأمس تقف أمام المنزل ومازالت واقفه إذن هو بالداخل ولم يخرج بعد أخبريه أنني هنا فقد اشتقت إليه توترت ميليسيا من عودة الجد في هذا الوقت الغير مناسب كيف ستخبره بموت حفيده لا لن تخبره با ستطعمه من نفس الطعام ليخلد بجواره :سأعد لك الطعام يا جدي حتى يستيقظ جاك فقد عاد بالأمس متعب وطلب مني عدم إيقاظه حتى يستيقظ وحده :أشكرك يا ابنتي لا أريد أزعاجك :لا يوجد إزعاج فطعام العشاء بالبراد ساضعه على الموقد ليسخن ويكون جاهز بعد قليل استدارت نحو المطبخ فيما تسلل الجد للقبو ليبحث عن شئ ما من تحفه فإذا به يجد جثة جاك مقطعة على الأرض خرج مسرعا نحو المطبخ من هول المفاجأة ليجذب ميليسيا من شعرها وهو يصرخ فيها :قتلتيه قتلتيه لماذا لماذا تقتليه أيتها المجنونه ؟تعالت ضحكات ميليسيا رغم الألم برأسها وهي تقول :قتلته كما قتل ابنتي وقتل مارك وأبيه انتقمت لهم وخلصت العالم من ذئب ضاري ثم عادت تضحك ضحكات هستيرية مجنونة لم يوقفها سوى صوت العجوز وهو يصرخ فيها : لا جاك لم يكن قاتل ولا يقوى على القتل جاك برئ أنا القاتل **تت ميليسيا فجأة وحدقت بالرجل فاغرة فاها منصتة لكل ما يقول :نعم أنا كنت الأداة لتحقيق أحلامه فمن شدة حبي له كنت احاول تذليل كل الصعاب ليعيش كما أراد قتلت مارك وأبوه ليحظى بك ،وقتلت من قبل زميله حتى لا يسخر منه ويزعجه ووووو.... :وقتلت ابنتي !!! :نعم قتلت تلك الطفله الصهباء التي تشبه أباها فعندما كنت أتسلل ليلا كنت أسمع صوت جاك وهو يهذي بكرهه للفتاه التي تشبه أباها وأنا لا أحتمل أن يتألم حفيدي :ولكنه ليس بحفيدك أيها المجرم القاتل لقد قرأت مذكراتك وعلمت انه ليس حفيدك وانك قاتل أباه وأمه :نعم انا قتلتهما ليصبح ملكي وحدي :انت مجنون جعلت منه دمية بيدك تحركها كيفما تشاء :"مجنون" ههههههه ومن منا عاقل هو كان يحلم لأحقق أحلامه حتى جن بهوايته واصبح هو الآخر مجنون لا يقتل ولكن أدمن رائحة الدم في جثث الموتى وتعلم كيف يصنع من الجسد الفاني تحف للخلود قال كلماته الأخيرة بصوت هادئ وعينان لامعتان كمن يلقي تعويذة حاولت ميليسيا أن تهرب وتجري نحو باب المنزل لتفلت من قبضة العجوز المجنون ولكنه ركض خلفها وجذبها للخلف وقال لها بصوت حزين :الآن جاء وقت انتقامي منك بعد أن قتلتي ثروة عمري كله ااااه يا جاك ااااه يا صغيري بدأت ميليسيا في الصراخ والجد يمسكها بقبضته ويده الأخرى تتسلل لجيبه ليخرج منه سكين ويغرسه بقلبها حتى فارقت الحياة ثم جذبها نحو القبو وهو يبكي ووضع جثتها بجوار أشلاء جاك ثم مد يده فوق المنضدة ليأخذ المذكرات ويفر الأوراق ليصل لآخر كلماته التي كتبها منذ زمن وبعدهابعضا من الأوراق الخاوية من الكتابة وبدأيكتب "الآن يا صغيري وصلنا لنهاية المطاف تعبت في حياتي كثيرا وأنا أحاول إسعادك لتموت على يد إمرأة أحببتها ولم تحبك ولكن هذه هي الحياة ولكني أعدك أن أصنع من جلدها الأبيض أباجورة ثمينة لتكون الأخيرة وتنضم لباقي التحف التي ستعرض للعالم وسيكون أسم المعرض على أسمك أنت يا صغيري نام بسلام فجدك يحبك وسيحقق كل أحلامك" تمت دلال أحمد الدلال
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD