أنتهى الكثير من فقرات الزفاف الطبيعية التى تحدث فى جميع الحفلات التى تكون من هذا النوع حتى وصلوا لتلك الفقرة التى تخص الشريكن المرتبطين لكى يرقصوا معا ، بدا "مالك" و "زينة" يرقصان معا عاملا على عدم إظهار شيئا أمام الجميع وأيضا مع الحرص فى الحركة بسبب وضع "زينة" وحملها ، وضم إليهم كلا من "إياد" و "ملك" و "عامر" و "ماجدة" مُتشاركان معهم تلك الرقصة الثنائية
ظل "جواد" بنظر إلى "ديانة" الواقفة بجانبة ويتمى لو يستطيع أن يطلب منها أن يُشاركوا الجميع تلك الرقصه لكى يكون قريبا منها بهذه الطريقة ، بينما كانت "ديانة" تلاحظ نظرات "جواد" تلك ومدركة ما يعنينه ولكنها لم تكن تُعيره أية إهتمام مُتنكمة بداخلها على تفكيره هذا
لاحظ "هاشم" تلك النظرات اللحوحة التى تندلع من زرقاوتى "جواد" نحو "ديانة" وعدم إنتاه "ديانة" له ، ليضحك "هاشم" بخفوت على مُعاناة أبنه على يد تلك الفتاة العنيدة ، لينحنى "هاشم" إلى أذن "لبنى" مُخبرا إياها بما يجب أن يفعلاه لتأوما له "لبنى" بالموافقة
تقدم كلا من "هاشم" و "لبنى" بخطوات ثابتة كى لا يلفتون الأنظار مُتجهون نحو "جواد" و "ديانة" ، وقف "هاشم" أمامهما وهو يُحاوط خسر "لبنى" بيده موجها حديثه نحو كلا من "جواد" و"ديانة" رادفا بهدوء :
_ يله عشان ترقصوا معانا عشان الصحافة أكيد هتصور الفقرة دى ومينفعش تكون نقصاكم
أقتضبت ملامح وجه "ديانة" من طلب عمها المُفاجئ ، بينما شعر "جواد" بكثيرا من الأمتنان تجاه والده الذى شعر وكانه كان يقرأ افكاره ، حاولت "ديانة" أن تجد عذرا تقوله ل عمها ولكن ضيق عليها "هاشم" نطاق التفكير مؤثرا عليها رادفا بإصرار :
_ عشان خاطرى أنا يا ديانة ، نعدى اليوم ده بس
شعرت "ديانة" بكثيرا من الحرج بسبب إلحاح وإصرار عمها ، لتضطر لأن توافق أخيرا على طلبه وهى تلعن بداخلها هذا اليوم الذى أجتمع فيه الجميع ليضغط عليها كى تكون قريبة من هذا الجواد ، بينما أمسك "جواد" يدها وقام بسحبها معه نحو ساحة الرقص وهو ينظر نحو والده بكثير من الشكر والأمتنان على مساعدة له
وضع "جواد" يده على خسر "ديانة" وقام بضمها كثير إلى ص*ره ، لتصبح قريبة جدا منه حتى أن عينيهما أصبحا مُتقابلا بشكل كامل ثم بدأ كلاهما فى الرقص معا ، شعر "جواد" أن هذا وقت مناسب لتحدث مع "ديانة" وأستعطافها كى تُخرج فكرة الطلاق تلك من راسها ، لين*د "جواد" بثقل وحزن مما فعله بها رادفا بأسي :
_ أنا عارف إنى ظلمتك وجيت عليكى من غير أى وجه حق ، بس والله أنا ندمان بجد وبتمنى منك فرصة تانية
زجرته "ديانة" بكثير من الحدة والغضب مُتذكرة كل شيء سئ فعله معها منذ أن رأته أول مرة ، لتقطع له ذلك الأمل فى إنها يمكن أن تسامحه وتعطى له فرصة أخرى رادفة بنهى :
_ لا تانيه ولا تالته ومتستغلش الظرف اللى أحنا فيه فى إنك تحاول تستعطفنى لإنى عمرى ما هسامحك ولا هسمحلك تقرب منى تانى
كانت كلماتها حادة وقاسية جدا بالنسبة له ، هى تريد أن تجعله يفقد الأمل فى أن يكونان معا مرة أخرى ، ولكنه لن يفقد الأمل مهما فعلت وسيعدها له مهما كلله الأمر ، ليحاول مرة أخرى مُحاولا التفسير لها :
_ يا ديانة صدقينى والله العظيم كان غصب عنى ، إنتى متعرفيش أنا مريت بأيه وعارف إن ده مش مبرر بس ...
قطعت "ديانة" حديثه خوفا من أن تضعف أمامه وأمام تبريراته التى تعلم أنه صادقا فيها وتعلم أيضا أن ما مر به ليس سهلا او هينا ، ولكن ما فعله بها أيضا لم يكن هينا ، هى أيضا ضُربت وحُبست وذُلت وأُهانت وذاقت العذاب وهذا لم يكن سهلا عليها أن تسامح به على الأقل ليس بتلك السهولة ، لتصيح به "ديانة" رادفة بحزم :
_ بس أنا مش عايزه أسمع حاجه وم**مة على الطلاق وزى ما قولتلك ، أحنا دلوقتى فى حكم المطلقين مش ناقصنا غير الورقة اللى هنمضى عليها بس وده أحتراما لقرار عمى مش أكتر ، غير كده لا جواد
أنهمت "ديانة" كلمتها مع إنتهاء تلك الرقصة وسريعا ما غادرت ساحة الرقص تاركة "جواد" خلفها وهو يُتابعها بزرقاوتيه وهى تبتعد عنه شيئا فشيء ، مُتمتما بينه وبين نفسه رادفا بإصرار :
_ ورحمة أبوكى ما هيكون فى حاجه أسمها طلاق يا ديانة ، عمرى ما هسيبك أبدا ولا هسمحلك تبعدى عنى غير بموتى
❈-❈-❈
صاح "مالك" بكثير من الأمتنان موجها حديثه نحو جمع أسرتهم الذى أصروا على أن يقوموا بتوصيلهم إلى المطار والأنتظار معها إلى أن يصعدوا الطائرة :
_ مكنش ليه لازمه يا جماعة تتعبوا نفسكوا وتيجوا كلكم توصلونا
ضحك "عامر" وقابل "مالك" بإبتسامة ود مُجيبا على حديثه رادفا بمرح :
_ يا أبنى عمرك ما هتعرف تهرب من العادات دى، حتى لو مكنتش هتسافر وهتطلع على شقتك كنت هتلاقى الكل جى يوصلك البيت ويمكن يطلعوا يقعدوا معاك كمان، مش كده ولا أيه يا هاشم؟!
قال جملته الأخيرة وهو ينظر نحو "هاشم" بمزيجا من السخرية والغيظ فى أنٍ واحد، ليضحك "هاشم" على ما توصل له من حديث "عامر" مُتذكرا ليلة زفافه هو وشقيقته وما فعله معه فى هذا اليوم، ليضحك "هاشم" بصوته كله مُجيبا على حديث "عامر" مُضيفا :
_ ده أنت قلبك أ**د بشكل يا عامر لسه فاكر!! ، وبعدين كنا بنطمن على أختنا يا جدع، ايه أنتا كنت فاكرنا هنرمهالك ولا ايه؟!
رفع "عامر" حاجبه بكثيرا من اللوم والأعتراد رادفا بقليل من الأنزعاج :
_ تقوموا تقعدوا معايا لحد الفجر يا عم أنت!! وأعدين توصونى عليها الوصايا العشرة كأنى هكلها؟!
تدخلت "ماجدة" مُدافعة عن شقيقيها ومتذكرة كم كان هذا اليوم رائع بالنسبة للجميع رادفة بصدق :
_ لا والله يا عامر دول كانوا منورنا والسهرة كانت حلوه معاهم
ضحك "عامر" بسخرية وهو ينظر نحو "هاشم" مرة أخرى رادفا بتوعد :
_ أه، ما عشان كده لينا سهرة النهارده كمان مع هاشم
قالها "عامر" وهو يغمز بعينيه بتفاخر وإصرار، ليأتيه صوت "محمود" الذى ضحك بصوته كله مُضيفا بمرح :
_ أخد الحق حرفة بردو
صاح "هاشم" بسرعة عندما لاحظ نظرة التوعد تلك فى أعين "عامر" لينهى عما يُفكر فيه رادفا بلهفة :
_ لا حق مين!!، أنا أصلا مينفعش أسهر أحنا كبرنا على الحاجات دى والسهر مُضر بالصحه
ضحك الجميع على ما تفوه به "هاشم"، بينما "لبنى" قد شعرت بكثير من الحرج والأرتباك مما يُحاول "هاشم" الإيحاء إليه، لينقذها من هذا الخجل وإنهاء تلك المناقشة ذلك الصوت المُعلن عن صعود الركاب المُسافرون فى رحله "مالك" و "زينة"
أبتسم "مالك" موجها حديثه نحو الجميع مُضيفا بمرح وحب :
_ طب يا جماعة أسمحولى بقى أخد مراتى وأهرب من السهرة دى
أبتسم الجميع له وأخذوا يسلمون عليهم ويودعونهم قبل أن يصعدوا السيارة، بعد أن أنتهى "مالك" من توديع عائلته، سحبه "هاشم" بعيدا قلبلا كى يُسلم عليه ويوصيه على أبنته :
_ خد بالك منها يا مالك وأبقى كلمنى طمنى أول بأول
قا**ه "مالك" بكثير من الحب والاحترام واعدا إيها بصدق :
_ متقلقش يا عمى دى فى عنيا والله
ربط "هاشم" على كتفه رادفا بثقة :
_ أنا عارف يا أبنى، هروح أسلم عليها
أوما له "مالك" بالموافقة وبمجرد أن أبتعد عنه "هاشم" حتى وجد "جواد" يقف أمامه رادفا بحدة وثبات وملامح جادة :
_ رغم إنى لسه مش طايق أبص فى وشك، بس لولا إنى عارفت اللى حصل بالظبط وإنك مكنتش فى وعيك وأنها بتحبك أنا كنت محيتك من على وش الدنيا، بس أنا بحذرك أهو يا مالك لو جيت فى مره جرحتها بكلمة أو زعلتها أو فكرت تأذى مشاعرها أنا هعمل فيك أوسخ من اللى كنت هعمله فى خالد اللى إياد قالك عليه وبعدها هدفنك حى وأنا ضميرى مرتاح، مب**ك يا عريس
قال "جواد" جملته الأخيرة وهو يربط على كتف "مالك"، وللحظة شعر "مالك" بقليل من الأرتباك من حديث "جواد"، ولكنه سريعا ما تذكر كم هو يُحب "زينة" وأنه لن يُحزنها أو يجرحها أبدا ، ليُقابل "جواد" بإبتسامة واثقة من نفسه رادفا بثبات :
_ أنا أتغ*يت مرة ومكنتش فى وعى، بس أوعدك المرة دى مش هتتكرر، مش خوفا منك لا ده حبا فى زينة، وبعدين أنا كمان عايز أوصيك على ديانة هى أه مش من أمى وأبويا بس عندى زيها زى ملك بالظبط ويمكن أكتر، أنا عارف إنها عنيده ودماغها ناشفه بس أنت قدها
غمزل "مالك" إلى "جواد" بمرح، ليبتسم "جواد" بخفوت على طريقة "مالك" رادفا بتمنى :
_ الله المُستعان
على الجانب الأخر كانت "ديانة" تقف بجانب "زينة" بعيدا عن الجميع مُحاوله جعلها تعطى نفسها "مالك" فرصة أخرى رادفة بحب وصدق :
_ أنا عارفه أيه موقفك من مالك وعارفه كمان إن ده حقك، بس دلوقتى مالك جوزك وأبو أبنك وأنتى عارفه إن كل اللى حصل كان غصب عنه وخارج إيرادته، حاولى تدى نفسك وتديله فرصه تانيه عشان الحب اللى بينكوا يستاهل منك ده
أبتسمت لها "زينة" بإن**ار وكم تود أن تُخبرها بما تشعر، فهى لتو ستحظى بأكثر شيء تتمناه أية فتاة، هى الأن ستُسافر مع عريسها الذى تعشقه ليقوما بقضاء شهر عسلهن بإحدى الدول الأوربيه وفقط بعد ساعات ستكون معه بمفردهم وسيبادأ حياتهم الزوجية، ولكن أين عى حياتها الزوجيه!! أين هو الزواج من الاساس؟!، هذا ليس بزواج هذا فقط عرض يقوما بتمثيله أمام الجميع ويُظهران أنهم علاقة طبيعية توجت بالزواج، هى تمثل الفرحة والسعادة بينما بداخلها تشعر وكأنها يتم الاشفاق عليها من قِبل مُغتصِبها، كم تود أن تخبرها بأنها لا تريد أن تذهب معه وينغلق عليهم باباً واحدا، ماذا ستعطى له!! كيف ستخجل منه كباقى الفتايات فى هذه الاوقات!!، كيف ستشعر بالخوف لممارستهن أول مرة؟!، أتطلب منها الان تسامحه وتعطيه فرصه!! لما هو لم يُعطيها فرصه لتشعر بتلك الأحاسيس فى ليلة كهذا؟! لما سرق منها كل تلك السعادة التى كانت تتمنى أن تعيشها ، أيطلب منها الرحمة السماح الأن فى أحلامك يا عزيزى
لم تريد "زينة" أن تُفسح عن كل ما بداخلها، ستلتزم ال**ت لانه لا فائدة من الكلام ولكن يُمكنها ان تستغل حديثها فى التأثير عليها هى نفسها، اصطنعت "زينة" البسمة السعيدة على وجهها موجهة حديثها نحو "ديانة" رادفة بحب :
_ وأنا هسمع بنصحتك وهفكر فيها بس ده مقابل إنك أنتى كمان تعملى بيها، جواد مش وحش يا ديانة وأنتوا كمان بينكوا طفل، أينعم معرفش فى من نحيتك حب ليه أو لا، بس أنا شوفت فى عين جواد كذا مره حب وخوف عليكى، أنتى كمان أديله فرصه يا ديانة
كادت "ديانة" أن تُجيبها موضحة لها عدم أستطاعتها فى إعطاء هذا ال "جواد" فرصة أخرى ولكنها فضلت ال**ت عندما لاحظت "هاشم" يتثدم نحوها لُتنهى هذا النقاش مُضسفة بإبتسامة مُقتضبة :
_ ربنا يسهل، أنا هروح أسلم على مالك
أبتعدت "ديانة" قبل ان يلاحظ عليها أحدا شيء مُتوجهة لتوديع "مالك" الذى لطالما شعرت أنه حقا شقيقها، بينما أقترب "هاشم" من "زينة" مُعانقا إياها ومقبلا رأسها رادفا بكثير من الحب والحنان وهو يُقبل رأيها بعاطفة أبوبة :
_ خلى بالك من نفسك ومن اللى فى بطنك ومتأسيش جامد على مالك، أنا أكتر واحد مقدر يعنى ايه مكنش فى وعيه والواد ده بيحبك بجد وإلا مكنش أعترف بغلطه وصلحوا
كان "هاشم" يتفوه بهذا الكلام وهو نادما على ما فعله مع "لبنى" دون وعيه وهو يربط على كتف أبنته، ليتدخل "جواد" مُضيفا على حديث والده رادفا بثقة وحزم :
_ بس لو زعلك ولو بحرف واحد بس عرفينى وأنا أقطعلك رقبته
خرجت "زينة" من عناق والدها لتنظر لمص*ر الصوت التى تعرفه جيدا، وبمجرد أن وقعت عينها بعين "جواد" حتى ألقت بنفسها داخل ص*ره وهى تبكى بشدة، ضمها "جواد" كثيرا إليه مُحاولا التخفيف عنها ولعن نفسه على كل تلك المدة التى لم يكن يُحدثها خلالها، هو لم يكُن يُعاقبها بل دان يُعاقب نفسه هو، لت**ر "زينة" هذا ال**ت مُتفوهة بصوت مشابه لنحيب رادفة بتأثر :
_ أنت مش زعلان منى صح؟!
شد "جواد" على عناقه لها نهيا إياها عما تتفوه به مُضيفا بلهفة وتوضيح :
_ عمرى ما أقدر أزعل منك أبدا يا زينة، أنتى اللى متزعليش منى على أى حاجه غ*يه عملتها فى يوم من الايام وخلى بالك من نفسك ولو عوزتى أى حاجه فى أى وقت كلمينى
شعرت "زينة" بكثير من الراحة وكانها كانت تحمل جبلا فوق كاتفيها ولتو تخلصت منه، لترفع بصرها مُقابلة زرقاوتيها بخصاتى أخيها رادفة بتمنى وأستعطاف :
_ عايزه منك حاجه واحده بس
رمقها بكثير من الحب والاهتمام مُستفسرا عن طلبها ذاك مُضيفا :
_ أومرى يا حبيبتى
أبتسمت له "زينة" بمتهى الحب والحنان مُحاولة توصيته على ابنة عمها وصديقتها المقربة الان مُضيفة برجاء :
_ خلى بالك من ديانة، أنا مش هكدب عليك وأقولك إنها بتحبك بس بردو مش بتكرهك ولسه فى أمل جوازكم ينجح، حاول تستغل الموضوع ده وحافظ عليها وطول بالك معاها شويه
أومأ لها "جواد" براسه موافقا عما تفوهت به مُضيفا بإبتسامة مارحة :
_ أنا عارف إنى داخل على أيام سوده مع بنت المجنونه دى
ض*به "هاشم" على رأسه بقليل من الغضب والإنزعاج زاجرا إياه بحدة :
_ لم نفسك يا أبن الكلب أنت، المجنونه دى تبقى مراتى
ضحك كلا من "جواد"و "زينة" على إنزعاج والدهم وحبه الظاهر ل "لبنى"، والأجمل أنهم لم ينزعجوا من علاقة والدهم ب "لبنى" ولا من حبه لها، فهم يعلموا أن والدهم ظل يُعانى مع "هناء" منذ وفاة والدتهم وكان يعيش حياة ياسة وغير إنسانية ولهذا رحبا لهذا الزواج كى يعيش والدهم حياة سعيدة ويُعوض كل تلك السنوات الماضية، ليصيح "جواد" مُضيفا بمرح :
_ ماشى يا عم العريس
أنتهى الجميع من توديع العروسين وصعد كلا من "مالك" و "زينة" الطائرة وعاد الجميع إلى منازلهم
❈ - ❈ - ❈
وصل الجميع إلى قصر الدمنهورى بعد أن أطمئنا على إنطلاق رحلة "مالك" و "زينة"، ليصيح "عامر" موجها حديثة نحو "هاشم" مُضيفا بمشا**ة :
_ يلا بقى يا هاشم عشان نسهر سهرتنا
وقبل أن يُجيبه "هاشم" تدخلت "ماجدة" مُجيبة على حديث زوجها رادفة بأستفسار :
_ سهرة مين يا عامر!! عندنا طيارة بكره يا حبيبى
أنتبهت "لبنى" لما تفوهت ب "ماجدة" لتتدخل مُستفسرة عن سبب رغبتها فى المغادرة بتلك السرعة رادفة بأنزعاج :
_ طيارة ليه يا ماجدة؟!
أجابتها "ماجدة" مُجيبة على استفسارها رادفة بتوضيح :
_ راجين أمريكا بقى يا لبنى
أعتلت وجه "لبنى" ملامح الحزن والاقتضاب رافة بأسئ :
_ ليه طيب بالسرعة دى
_ عشان شغل عامر ده متاخر بقاله كتير أهو، وكمان هنقعد عزول للعرايس نعمل أيه؟!
أثرت على أن تقول جملتها الأخيرة تلك بنبرة مليئة بالمرح كى لا تُشعر "لبنى" بالحرج، فهى لطالما تعلم إنها تخجل من أبسط الأشياء، لتُجيبها "لبنى" بسرعة بنبرة مُنزجعة مما قالته "ماجدة" مُضيفا بتوضيح :
_ أخص عليكى يا ماجدة عزول أيه وهبل أيه ده ياريتكم تقعدوا معانا العمر كله
تدخل "عامر" بسرعة ولهفة مُعبرا عن مدى أشتياقه وأحتياجه ل "ماجدة" رادفا بحماس :
_ لا عمر أيه بس يا لبنى الله يرضى عنك، سبونى بقى أتبسط بمراتى شوية ده أنا محروم منها بقالى عشرين سنة
شعر كلا من "لبنى" و "ماجدة" بكثيرا من الحزن مُتأثرين بما قاله "عامر" مُتذكرين تلك الفترة السيئة والطويلة التى عاشها فى أسئ ومُعاناة بسبب ما فعلته "هناء" بهم من أعمال شيطانية
بينما لاحظ "هاشم" تاثير ما تفوه به "عامر" على كلاهما وشعر بالغضب من عدم إدراكه لما يقوله، ليُسرع "هاشم" مُخاولا إصلا ما افسده "عامر" بغبائه مُعقبا بنبرة مرحة رادفا بحماس :
_ طب يله يا أخويا خد مراتك وتصبح على خير
قال "هاشم" جملته تلك موجها حديثه نحو "عامر"، وسريعا ما حول نظره نحو "جواد" مُجها له الحديث هو الأخر رادفا بأمر :
_ وأنت كمان يا أخويا خد مراتك وأتكل على الله
صُدمت "ديانة" مما فاحئها به "هاشم" أمام الجميع وكأنه يقصد إلجامها أمام الجميع ، بينما أبتسم "جواد" بكثيرا من الأمتنان والمكر مُستغلا ما طلبه منه والده رادفا بخبث وهو يتجه نحو "ديانة" :
_ من عنيا
أقترب "جواد" من "ديانة" وسريعا ما حاوط خسرها أمام الجميع مُتجها بها ناحية الدرج بإبتسامة ماكرة موجها حديثه نحو الجميع مُضيفا :
_ تصبحوا على خير
كانت صدمتها كبيرة جدا مما حدث فى أقل من الثانية الواحدة، ولكن بمجرد أن حاوط خسرها وتقدم بها ناجية الدرج فاقت من صدمتها على صوته، كم تمنت لو أن تستطيع أن تصفعه على وجهه وتدفعه بعيدنا عنها أمام اعين الجميع، ذلك المُحتال اللئيم الذى ينتهز الفرص لكى يتقرب منها فى كل مرة بالرغم من معرفته بإنها لا تُطيق أن تقترب منه ولكنه يتعامل كالأبله
أستطاعت "ديانة" أن تتحكم فى غضبها، على الأقل ليس أمام "ماجدة" و "عامر" فهى تراعى عدم معرفتهم لشيء عن هذا الامر، ولكى أيضا لا يُحاولون التأثير عليها بأن تظل مع هذا المخادع وتعطى له فرصه أخرى ، فهى بالكاد تستطيع أن تتحمل مُحاولات والدتها ووالده، لتضطر أن تتحمل ذلك الملعون إلى أن يبتعدا عن الجميع، وبالفعل سارت معه دون التفوه بأية حرف وصعدت معه السُلم فى هدوء تام
وصل كلا من "جواد" و "ديانة" إلى الطابق الموجود به غرفتيهم، كان "جواد" لا يصدق إنها تسير معه بهذا الهدوء ولا تُحاول أن تُبعده عنها، حتى إنهما أبتعدا جدا عن الجميع!! لماذا هى إذا مُتقبلة قربه هكذا!! هل يُمكن ان تكون سامحته وستعطى له فرصة كى يدخل معها الغرفة ويتحدث معها؟!
أفاقه من شروده "ديانة" التى لاكذته فى ص*ره باعدة إياه عن باب غرفتها بعد أن دلفت هى وكاد هو أن يدلف الغرفة معها، ولوهلة نسا نفسه وكان يظن إنها ستسمح له بالدخول معا!!، كم هو مسكين هذا الأ**ق الكبير :
_ أنت رايح فين؟!
خذها نصيحة من "جواد الدمنهورى" إذا وقعت فى موقف ما ولم تجد له حلا أو ردا مناسبا فعليك إذا أن تدعى البلاهة أو تُراوغ، لعلها أن تأتى بنتيجه ما :
_ مش بابا قالى خد مراتك وأطلعوا أوضتكوا
بالكاد أستطاعت ان تمنع نفسها عن الإنفجار ضحكا على تلك البرأءة والبلاهة التى أسطنعهما وهو يُحدثنا، بالضبط كطفل فى عمر الخامسة يُحاول التهرب من مشكلة ما، ولكنها سريعا ما أستعادت ثباتها وزجرة بطيف غضب مُصطنعة الإنزعاج :
_ بطل أستعباط ومتسقش فيها تانى، أنا سمحتلك تتمادى النهاردة بس عشان كنا قدام الناس ومحبتش أقل منك أو من نفسى قدام حد، وكويس أوى إن عمتو وعيلتها مسافرين بكره عشان متنساش نفسك هنا كمان، وياريت تلتزم حدود بعد كده ومتنساش إننا فى حكم المطلقين
تستحق أن تحصل على أوسكار فى تحطيم أمال الناس، فى كل مرة تنجح فى أن تُصيبة بخيبة الأمل من أن تعود له وتخرج فكرة الطلاق تلك من رأسها، ولكنه لن يستسلم لعلها هى من تستسلم فى مرة ما، ليُحاول "جواد" مُحادثتها مرة أخرى مُتمنيا أن تعطى له فرصة أخرى كى يتحدث معها عن كل ما حدث له :
_ يا ديانة حرام عليكى أدينى فرصة أتكلم معاكى حتى ولو مرة واحدة بس و...
لم تسمح له أن يُكمل حديثه مرة أخرى وسريعا ما قامت بإغلاق الباب فى وجهه مُقاطعة حديثه، ليض*ب "جواد" الأرض أسفل قدمية بكثير من الأنزعاج رادفا بحنق :
_ كان ربنا خادنى قبل ما أعمل فيكى حاجه يا شيخه
❈ - ❈ - ❈
بالأسفل أخذ "عامر" "ماجدة" وصعدوا غرفتهم وكذلك فعلت "أسما" وذهبت كى تنام فى غرفة "زينة" ليبقى فقط "هاشم" و "لبنى" بمفردهما، ظل "هاشم" يُطالع "لبنى" بتفحص شديد وكانه يريد أن يُخبرها بأشياء عدة وىكنها لا يُملك الجرأة على هذا الأمر ، بينما كانت "لبنى" تشعر بكثير من الحرج ولا تسطيع حتى أن ترفع وجهها لتتلاقى أعينهم لتقرر أن أفضل طريقه لتخلص من هذا الحرج هو الهروب
نهضت "لبنى" مُحاولة الهرب من أمام "هاشم" بطريقة مُهرجلة رادفة بسرعة :
_ تصبح على خير يا هاشم
أوقفها صوت "هاشم" التى أتاها بسرعة البرق، حتى أنه لم يُعطى لها فرصة لأخظ خطوة أخرى :
_ أستنى يا لبنى، رايحة فين!!
توترت "لبنى" كثير ولم تستطيع أن تُجيبه وكأن الكلام هرب من على ل**نها، ماذا يريد منها الان!! هل يظن إنهما حقا سيحدث شيئا بينهم!! هل جن هذا الرجل أم ماذا؟! ، حاولت "لبنى" مرارا أن تجد ما تتحدث به، لتستطيع أخيرا أن تجيبه على حديثه :
_ هطلع أنام
نهض هو الاخر وأخذ يتقدم منها ولكن بهدوء كى لا يُشعر بالقلق رادفا بأستفسار :
_ تنامى فين؟!
اجابته بتلقائية غير مُنتبه لما تفوهت به مُعقبة :
_ مع ديانة
ضيق "هاشم" ما بين حاجبيه مُلاحظا توترها، ليُحاول لفت نظرها لما قالته رادفا بأستفسار :
_ مع ديانة أزاى!!
لم تُدرك "لبنى" ما يُحاول "هاشم" أن يقوله لها وظنت أنه يريد منها شيئا أخر رغم أنه يعلم ما كان شرطها لأتمام هذا الزواج ، لتصيح "لبنى" لطيف إنزعاج موجهة حديثها نحو "هاشم" بنبرة مُهاجمة مُضيفة :
_ زى الناس يا هاشم، أنت نسيت إتفاقنا ولى أيه؟!
▪︎▪︎
_ أتجوزينى يا لبنى ، أتجوزينى وتعالى نعوض كل اللى راح من حياتنا ونرجع نلم ولادنا حولينا من تانى ، أتجوزينى عشان أحس إنى قدرت أكفر عن غلطتى فى حقك وفى حق نفسى وفى كل ولادنا ، أتجوزينى عشان أنا محتاجك جمبى ومحتاج أرجع ألم شمل العيلة دى من جديد
لم تستطيع "لبنى" أن تتفوه بكلمة واحدة وظلت تفكر فى طلب "هاشم" ولا تعرف هل توافق وتجمع معه شمل تلك العائلة من جديد ، أم ترفض خوفا من أن تندم على تلك الخطوة التى ستقبل عليها تلك ، شعرت "لبنى" بالحيرة الشديدة ، بينما لاحظ "هاشم" تلك الحيرة ليُحاول معها بطريقة أخرى مُتمنيا أن تنجح معها وتجلها توافق رادفا بتمنى :
_ ديانة طالبه الطلاق من جواد ، جواد بيحبها جدا ومش عايز يطلقها ، عايزك تساعدينى نرجعهم لبعض مرة تانيه حتى لو بأنك تخليها تقعد معانا هنا فى الفيلا وأحنا متجوزين ونحاول نصلح ما بينهم سوا
نظرت له "لبنى" فى عينيه بتفحص شديد وكأنها تُحاول أن تتفحص تلك المشاعر التى تندلع منهم ، بينما نظر "هاشم" إلى داخل عينيها بصدق وإحتياج رادفا بحب :
_ أرجوكى يا لبنى أنا محتاجك جمبى أوى
أومات له "لبنى" برأسها موعلنة عن موافقتها رادفة بإستسلام :
_ موافقة يا هاشم
أبتسم لها "هاشم" بكثير من السعادة والفرح مُلتقطا يدها مُقربا إياها نحو فمه طابعا عليه قبلة تعبر عما بداخله من حب وإمتنان لها متوعدا لها بداخله بكثير من السعادة والفرح ، لتفيقة من كل تلك الفرحة العارمة مُصدمة إيها بأرض الواقع رادفة بحدة :
_ بس على شرط.
شعر "هاشم" بخيبة الأمل مما تفوهت به "لبنى" لأنه توقع ذلك الشرط منها، فهو قام بتجربة هذا الامر من ، لعن حظه العزر ولكنه إضطر أن يُستدرجها فى الحديث ليجيبها على مضض :
_ أشرطى يا لبنى
حمحمت "لبنى" بكثير من الحرج هى تعلم أن مل ستطلبه منه الان غير إنسانى أو شرعى ولكن هذا رغما عنها، هى إلى الأن لا تستطيع أن تراه زوجا على الرغم من ذلك الشعور الذى تشعر به وهى بجانبه وتلك الربكه التى لا ترأف بها إلا أنها لا تستطيع أن تقترب منه كزوجة، على الأقل ليس الأن :
_ مش هتقرب منى، على الأقل مش فى البداية كده، سيبنى أدى نفسى فرصه أفكر فى الموضوع وأشوف هقدر أتقبله ولا لا، بس خلى الهدف الأكبر من جوازنا هو جواد وديانة بس
لعن حظه العسر لهو فى كل مرة يتزوج بها يُشرت عليه أن لا يقوم بلمسها، ولكن هذه المرة تختلف هو بالماضى لما يكن يحمل أية مشاعر نحو "هناء"، بينما الأن هو يشعر بكثير من الحب والأنجزاب تجاه "لبنى" كيف سيسطيع ان يتقبل شرطها، لماذا يحدث معه هذا الشيء دائما!! الرحمة يا عالم
أجابها "هاشم" ويبدو عليه المكثير من ملامح الضيق والأنزعاج موافقا على طلبها رادفا بإستسلام :
_ حاضر يا لبنى
نظرت له "لبنى" بتفحص وكانه تأخذ منه وعدا على هذا الكلام رادفة بتاكيد :
_ عشان الأولاد بس يا هاشم أرجوك
▪︎▪︎▪︎
أغمض "هاشم" عينيه بكثير من الاسئ مُتذكرا حديثهم معا فى تلك المرة وهذا الوعد الذى أخذته عليه بأن يترك لها الفرصة حتى تسمح له بالإقتراب منها، فتح "هاشم" عينيه ونظر نحو "لبنى" مُتن*دا بضيق من إنزعاجها منه وفهمها إياه بشكل خاطئ رادفا بتوضيح :
_ مهو عشان إتفاقنا ده بالذات مينفعش تطلعى تنامى مع ديانة يا لبنى، وإلا هتلاحظ اللى أحنا بنعمله وهتعرف إن جوازنا عشان يرجعوا هى وجواد لبعض وممكن تعاند
للحظة توقف "لبنى" عن الحديث لكى تُفكر فى حديث "هاشم"، كيف لم تُفكر فى هذا الامر من قبل!! كيف لم يأتى ببالها إنها ستضطر لأن تمكث مع "هاشم" فى نفس الغرفة!! فى أية ورطه وضعت نفسها الأن!! ا****ة على غبائها هذا، ظلت "لبنى" صامتة لا تعلم ماذا تفعل او ماذا تقول!! ، ليقترب منها "هاشم" مُحاولا أنتهاز الفرصة والضغط عليا كى توافق ولكن دون ان يكون بداخله أية نوايا سيئة، هو فقط يريدها أن تكون معه، ليأتى صوت "هاشم" الرخيم مُعقبا بصدق :
_ تعالى نامى فى أوضتى يا لبنى ومتخافيش أنا فضلت ٢٠ سنة محافظ على وعدى ل هناء اللى عمرى ما حبتها، هاجى على اللى بحبها وهخلف وعدى معاها؟!
التى يُحبها!! من يقصد بالتى يُحبها؟! هل يُحاول الأن التاثير عليها بهذه الكلامات!! هل يُحاول أن يُيقذ بداخلها تلك الأحاسيس التى ظنت إنها ماتت منذ سنوات عدة!! ، إلى ماذا يُحاول أن يصل ذلك الرجل؟! ولكن ليس أمامها خيارا أخر، لا يوجد أمامها سوا الأنصياغ لحديثه :
_ ماشى
يُتبع ...