الحاج بركات قاطعه :خلااص كَلت دجلة متطلع للغريب يعني متطلع للغريب...دجلة راح ياخذها مشتاق ابن عمها طالب.
(طالب سكت من الصدمة بينما مشتاق احمرّ وجهه من الغضب والتفت الى ابيه الذي أشار له بالسكوت لأن جده بركات في لحظة عصبية )
طارق رد بسرعة: بس يابة احتمال دجلة متوافق لأن تعرفها مـ....
الحاج بركات بعصبية: هو بس هذا الناقص بنتك ترفض ابن عمها؟
طارق الذي كان يعرف بأن مشتاق لا يفكر بدجلة ولا يهتمّ بها: يابة الله يخليك ..كلشي الا الغصب بالزواج.
الحاج بركات: ليش بنتك وين تلاقي احسن من ابن عمها..لو تريدها تروح للغريب والناس تلومنا.كافي علية شبعت ملامة من الناس وهي متربية ابيت رجّال غريب.
طارق التفت الى مشتاق الذي كان يستمع للحوار بين عمه وجده وكأنه يتوسله ان يرفض.
الحاج بركات: اسمع طارق اذا شف*ني سكتت من اول مرة لأن بنتك رفضت ابن عمتها عفاف..فهالمرة روح كَوللها اذا ترفض خلّي تنسى شي اسمه امها..واذا صبرت هالسنين وهي تتربى بعيد عن عيني فللصبر حدود.
الحاج بركات اكمل كلاامه بدون ان يلتفت لردود افعالهم:اسمعني طارق زين.. رد على بنتك وكَوللها زواج من غريب لااا,وبعدين خليها تجي عالعطلة الصيفية حتى نرتب خطوبتها هي وابن عمها.بس لا تفتح وياها الموضوع هسة اتفقنا؟يا الله.
.وانفض المجلس ورجع الكل لبيته..
في بيت ابو مشتاق دخل طالب وابنه مشتاق للبيت
مشتااق وهوعصبي: لييش باباا ؟ليش تخلي جدي يتحكم بحياتي ؟ شيريد مني ؟اشون يزوّجني وحدة عمري ما فكرت بيها ولا اريدها؟
الأب:والله يا ابني اني اتفاجئت مثلك,وما عرفت شأجاوب.
مشتاق التفت الى امه: يمة شبيج؟ متكَولين شي؟ موهو هذا جدي اللي طول عمرج تكوليلي إسمع كلامه وإرضيه؟هو هذا جدي نفسه اللي راح يدمر حياتي ومستقبلي.
الأم: صلي عالنبي إبني (عليه الصلاة والسلام),شبيك هيج تحجي؟بعد ما صار شي رسمي,وبعدين يمكن جدك هيج كَال حتى لا تتزوج دجلة من واحد مو عراقي.
مشتاق وبعصبية اكثر: ان شاء الله متزوجة من المريخ واني شعلية بيها ..بس خلصووني منهاا مااا اريدها يا ناس احنة بيا زمن بالله..هسة البنات محد يكَدر يجبرهم على الزواج تجون تجبرون الوَلَد.
الأب بعصبية: مشتاق بس إهدى إبني وخلينا نفكر زين.
طبعا طارق اتصل على دجلة وأبلغها بالرفض..دجلة التي توقعت الرفض كانت تتوقع ان يهتم ابوها بالموضوع اكثر لكن يبدو ان ليس على ل**نه الا كلمة (لآ).
أما بالنسبة لدنيا فتمت الموافقة على الخطوبة مبدئياً رغم إنه كانت تتمنى إن تشاركها اختها دجلة
بفرحتها.انتهت السنة الدراسية الثالثة وبقيت سنة وحدة على تخرُّج دجلة..وبالنسبة لمشتاق ودراسته
للماجستير لم يتبق له سوى السنة الاخيرة ومن ثم يناقش الرسالة..ويحقق حلمه وحلم جده بالسفر ودراسة
الدكتوراه خارج العراق.في فترة العطلة الصيفية تقضي دجلة تقريباً شهرا في بيت جدها وهو تأدية واجب لا
اكثر..لكن هذه المرة كانت دجلة تشعر إن هناك شي يُدبَر من خلف الكواليس ولم تحزرما هو مع الاسف.اليوم
طلب منها جدها بركات أن ترافقه الى بيت عمها طالب وفعلاً غيرت ملابسها ورافقته الى هناك.وهناك التقت
بابيها طارق وسلمت عليه وسلمت على عمها طالب وزوجة عمها التي استأذنتهم لدقائق.
جلس الكل في الصالة "دجلة وابوها وعمها وجدها"وهي بصراحة لا ترتاح بوجودها معهم و تعتبرهم غرباء عنها,,
لهذا سألت عمها عن البنات وأجابها ان البنات في غرفتهن بالطابق الثاني واستأذنت دجلة من الجميع وتوجهت
للطابق الثاني.وفي الحقيقة كانت علاقتها ببنات عمها طالب طيبة وكانوا يحبونها على اعتبارها صديقة اكثر من كونها ابنة عم.واثناء صعودها للطابق الثاني سمعت صوت مشتاق وهو يتكلم مع أمه.
مشتاق: اي افتهمت انزل اسلّم على عمي بس هيَّ شنو حتى اسلّم عليها بعد؟ اني اكرهها وما اطيقها..مو كافي علية راح اقابل خلقتها من تجي لبيت جدي؟
الأم:ابني هدّي اعصابك عيب ليسمعوك..وبعدين انتَ شكَد صارلك مو شايف دجلة ؟؟ادري ليش تكرهها لهالدرجة؟شمسويتلك البنية؟
مشتاق :وشتريديها تسوي اكثر,,مو كافي عليها راح تصير حاجز بيني وبين الانسانة اللي احلم بيها واريدها,,آآآخ لو تعرفين النار اللي بيّة جان عذرتيني .. والله يا ريت اكَدر احجي... بس اعرف جدي شنو راح يسوي اذا رفضتله طلب ..آني مشتاق هيج يصير بيه يمة....يعني ما لكَيتو غير دجلة حتى تبلوني بيها ؟لا اصل ولا فصل..شأكول لنسابتي ولأصدقائي منو هي زوجتي ؟منو اهلها؟ منو اخوانها ؟منو خوالها؟وين ساكنة ؟اشون متربية؟ لييييييييش يا أمي لييييش؟
ام مشتاق : ابني عيب عليك ..هي صحيح امها مو من عدنة بس تبقى بت عمك.وبعدين بصراحة البنية ما بيها قصور ..صحيح اريدك تاخذ اللي تتمناها بس انت بعدك ما شفت دجلة ..
مشتاق قاطعها : ولا اريد اشوفها ,,,والله يمة لو تغرقوها بالذهب راح تبقى بعيني دجلة اللي طول عمرها ما شافت خير..اريد افتهم ليش تريدون تفشّلوني كَدام العالم ليـــــش؟؟
الأم: اصبر يا ابني احتمال البنية ترفض مثل ما رفضت ابن عمتك.
مشتاق:يمة جدي كَالها مستحيل ترفض واذا رفضت الة تصرف ثاني وياها.
(وبغرور)وانتي تصدكَين وحدة مثلها ترفض هيج فرصة؟ على منو تطلع غير على أمها اللي اخذت عمي طارق من ابوه.
بعد ان سمعت ما سمعته وفهمت ما يجري من خلفها,,تحجرت الدموع في عينيها..ولأنها سمعت صوت باب غرفته يُفتَح..قررت المضي والتوجه لغرفة "رغد" ابنة عمها علّها تنسى او تتناسى ما سمعت.
خرج من غرفته لتكون"هي" في مواجهته حيث كانت قريبة من باب غرفة رغد.
التقت عيناهما.. فرمقته بنظرة كره..
هو لم يميزها فنظراتهما لبعض كانت سريعةبالإضافة الى انه لم يرها منذ سنين..تحركَ قليلا نحو الدرج..من تكون تلك الفتاة؟ولم تلك النظرة من عينيها؟
فكّر بأن يعود ليسأل رغد..لكنه تذكّر ان رغد مشغولة اليوم بإستقبال عدد من صديقاتها وربما تكون "تلك"إحداهن...
تأفف قليلا وهو ينزل من الدرج..التفت الى الممر ليجد ان تلك الفتاة قد اختفت..
عاتب نفسه بشده لإنشغاله بنظرات ربما أخطأ في تفسيرها..بينما عليه ان ينشغل بمن لا يود رؤيتها او القاء السلام عليها..
انشغلت دجلة مع رغد وحنان"بنات عمها"ومع صديقاتهن اللطيفات لكنها لم تنسَ كلام مشتاق ووعدت نفسها بالثأر منه..
ولأنها أحست بإحتقاره لها قررت أن تثأر لكرامتها وترفضه مقدما وت**ر شيئا من هذا الغرور.. ولأن افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم قررت ان تتصل به وتبلغه بقرارها قبل ان يكون هناك اي شي رسمي
مشتاق:الوو نعم.
دجلة بصوتها المبحوح:مشتاق؟
مشتاق استغرب للصوت الانثوي : تفضلي منو؟
دجلة : ويااك دجلة بت عمك.
مشتاق تأفف:خير ان شاء الله.
دجلة بثقة كبيرة:اكيد خير الي والك.
مشتاق: احجي شرايدة..مو فاضيلج.
دجلة :ما راح آخذ من وقتك,,بس سمعت انه اكو مشروع خطوبة راح يصير وحبيت اعرف الوقت اللي حددتوه.
مشتاق بإستهزاء: هااا مستعجلة تبينين حقج والله حتى تخلصين من....
قاطعته دجلة: اي والله مستعجلة حتى اخلص منك.
مشتاق تفاجأ: تخلصين مني ؟ شنو كالولج اعد الدقايق حتى اشوفج؟
دجلة بكل ثقة: ولا آني اللي ميتة على شوفتك..اسمع مشتاق بصراحة آني مو موافقة وأنت تعرف ليش,وإذا متعرف روح اسأل ليث ابن عمتك.. ولوتظل انتَ آخر واحد بالدنيا ما افكر بيك إنت بالذات.
مشتاق حاول أن يرد الصاع صاعين: لا يكون عبالج آني كاتل نفسي عليج مثل ليث!
دجلة: والله ميهمني انت شتفكر..المهم آني حبيت ابلغك حتى تكون على علم.يعني اتصور كرامتك متسمحلك تعيش وية وحدة تكرهك.
مشتاق:احترمي نفسج احسن.
دجلة:الحمد لله آني محترمة نفسي وما احجي على الناس وراهم..والدليل خابرتك وكلتلك انه آني ما اريدك...وما خليت احد يتحكم بقراري.
مشتاق:شنو قصدج؟؟
دجلة بتحدي اكبر: قصدي مو جدك يورطك بهالزواج وتجي تكول..دجلة تريد تاخذني من اهلي مثل ما سميحة اخذت عمي طارق.
مشتاق بعصبية: هاي انتي شتحجين؟
دجلة:احجي اللي سمعته بإذني واللي اسمعه منكم طول عمري ومو خايفة؟
مشتاق وهو يتنفس بسرعة:شنو جاية تتجسسين علينا ابيتنا؟
دجلة:ماكو داعي اتجسس عليكم,,انتو طول عمركم تكولوها بوجهي ووراية وحفظتها عن ظهر قلب.
مشتاق بسخرية:اي والظاهر التاريخ ديعيد نفسه.
دجلة:لا ميعيد نفسه لأن لا انت طارق ولا آني سميحة,,ومستحيل اخلي المصيبة نفسها تتكرر..يكفي"دجلة"وحدة بالدنيا.
مشتاق بعصبية:يعني زواجج مني تسميه مصيبة دجلة خاتون؟
دجلة :بكيفك تسميه مصيبة ,كارثة مو مهم المسميات المهم تخلصني وبأسرع وقت.
مشتاق:اييه والمطلوب؟
دجلة: اممم آني اعرف انه هالقرار التاريخي هو مو منك..يعني اكيد جدنا الة يد بالموضوع ..فالمطلوب منك تروح على جدك العزيز بركات وتكَوله ما اريد اتزوج بالوقت الحاضر .
مشتاق: يااا هيج بهالسهولة..ليش انتِ متعرفين جدي بركات من يحط براسه شي؟
دجلة بقهر:لااا اشون ما اعرفه..اصلا من يحط براسه بشر..ميعوفه الا يدمره.
مشتاق بعصبية: تعرفين مو هذا قصدي,, وبعدين جدي ما دمّرج..انتي اللي اختاريتي تعيشين بعيدة عنه.
دجلة :لعد شنو تريدوني اعيش وية مرة أب تكرهني وأمي عايشة؟
مشتاق:عالأقل تعيشين ابيت ابوج مو ابيت رجّال غريب.
دجلة:بابا مازن مو غريب.
مشتاق بعصبية: بلي غريب وستين غريب واريدج تعرفين انه جدي من يقرر فهو يقرر لمصلحة العائلة كلها.
دجلة ببرود:اي بالله وشنو مصلحة العائلة كلها من هالزيجة الفاشلة؟
يعني المعروف عنكم تناسبون ناس من ثوبكم وتربط بيناتكم مصالح مشتركة..وما اتصور يعني كلش تهتمون برابطة الدم حتى هيج تذ*حون نفسكم على دجلة.
أقفلت الخط بدون أن تسمع رده وانتهت المكالمة ومشتاق مذهول مما
سمعه
(تكرهيني هااا دجلة خاتون؟ وترفضيني بعد...ما بقى علية بس انتي يا ..
بسيطة الج..اذا ما خليتج تعتذرين عن كل كلمة ما اطلع آني مشتاق)
انتهى الشهر وعادت دجلة الى بيت امها وهي تتمنى ان تسمع كلمة من مشتاق بخصوص الموضوع وعينها تراقب جوالها,وكان مبدأها بالحياة (اللي ميريدني ربح ما اريده خسارة)
بعد فترة ..اتصل الحاج بركات بمشتاق وطلب منه الحضور الى مكتبه.
وفعلا حضر وكان واضحا عليه الضيق..
مشتاق قبّل يد جده :السلام عليكم اشونك جدي؟
الجد: وعليكم السلام..أكَعد مشتاق.
وجلس مشتاق غير بعيد عن الجد:نعم جدي أأمرني.
الجد بعد ان تن*د بإرتياح:مشتاق ابني اريدك تسمعني للاخر,,وتفهم ليش جدك هيج د يسوي.
مشتاق :تفضل جدي.
الجد:مشتاق ابني,,آني اعرف انه بنت طارق مو على مرامك ولا تفكر بيها وأعرف انتَ منو تريد.
مشتاق فتح عينيه.
الجد اكمل كلامه:اي ابني وآني مو معترض على شي..اذا تريد اخطبلك بت عمك واللي تريدها بيوم واحد واتكفل بكلشي هم ما عندي مانع.
مشتاق ابتسم بإستغراب:شنوو؟يعني اشون جدي؟
الجد وهو يوليه الثقة:اعرفك سبع ومتخيب ظني واعتمد عليك انه انتَ تصير السبب برجعة بت عمك لبيتنا.
مشتاق بلع ريقه: جدي بعد اذنك,,بس إنتَ تكَدر ترجعها للبيت بكلمة وحدة منك.
الجد:اي اعرف,,بس يا مشتاق آني هالبنية احس ظلمتها هواية.
مشتاق:وزواجها غصبا عنها مو ظلم؟
الجد بعصبية:اظلمها لو زوّجتها لواحد سكّير ميخاف الله ,,بس من اريدها تاخذ ابن عمها اللي آني ربيته على ايدي,,اتصور ما بيها ظلم.
سكت الجد قليلا :لو واحد غيرك يكَولها الا ازعل منه.
مشتاق نهض من مكانه وقبّل رأس جده:آسف جدي بس ...
الجد:صار خير..صار خير.
مشتاق:زين جدي ممكن هالمرة آني اطلب منك طلب؟
الجد: اي ابني احجي العندك.
مشتاق:جدي آني راح اخطب بت عمي وأعقد عليها مثل متريد إنتَ ..بس اريدها تبقى يمكم الى ان اسافر وارجع ان شاء الله.
الجد:متشوفها فترة طويلة مشتاق؟
مشتاق:جدي بصراحة آني اريدها تبقى فترة ابيتكم,,عالأقل تتعود على اطباعنا وعاداتنا لأنه آني ما اعرف هي اشون...
الجد قاطعه:مشتاق اسمعني زين ,,دير بالك تشكّ لحظة بتربية بت عمك,,دجلة صحيح بعيدة عن عيني بس آني مراقبها من بعيد لبعيد,,وكل الاخبار اللي توصلني عنها ترفع الراس حتى بالجامعة تروح بطريقها وتجي بطريقها.
مشتاق اقترب من جده وقبّل رأسه:جدي تصدكَ مرات احسد نفسي لأن عندي جد مثلك.وبصراحة كلمن يعيش بعيد عنك خسران.
هناك في احد الاماكن حيث التقى مشتاق بشيرين
شيرين وهي تبكي:شنووو؟؟تخطب بت عمك؟؟
مشتاق: شيرين كلتلج السبب وتعرفين جدي بعد.
شيرين: وآني ما فكّرت بية مشتاق؟
مشتاق :انتي الكل بالكل شيري..والكل يعرف بهالشي؟واذا تريدين نعلن خطوبتنا هسة آني ما عندي مانع؟