chapter 4

4882 Words
رائيكم??????????????? استسلمت دجلة للأمر الواقع وعادت الى بيت امها لتقضي معهم الاسبوع وتجمع حاجياتها من غرفتها المشتركة مع اختها,, وبعد نصف ساعة دجلة وأختها دنيا وامهما بالغرفة ودجلة لا زالت تبكي . الأم وهي تمسح دموعها: يا بنتي بيكفّي وحياة الله. دجلة وهي تحتضن اختها: ماما والله ما اريد اعوفكم. سميحة:ولا احنا بدنا نسيبك..بس يا بنتي كل بنت مصيرا تتجوز وتسيب اهلا,,وتبدي تفكر بحياة جديدة مع جوزا واولادا. دجلة :يعني مو خايفة علية ماما يصير بية اللي صار بيج؟ سميحة اقتربت منها وابتسمت : إنتي بالزات ما بينخاف عليكي.. بتعرفي ليش؟لأنك مش سميحة.ولأنك ما انفرضتي عليهن..هني يلي طلبوكي.وأنا متأكدة أنن ما راح يظلموكي. دجلة حاولت أن تصارح امها بالحقيقة لكن خانها ل**نها وربما أدركت ان الوقت لا يزال مبكرا لإستباق الاحداث. دجلة:يعني انتي مسامحتهم رغم كل اللي سووه؟ الأم:آآآ..مسامحتن وبدي اياكي انتي تسامحي كمان وبلاش تشيلي بقلبك.إَنتي ما فيكي تغَيري حدا يا بنتي,,بس فيكي انتي تتغيري وتحبي الكِل منشان الله يرضى عنك ويوفئك. وفعلا انتقلت ب*رف اسبوع الى بيت الجد بركات ..في بداية الاسبوع الاول أحست بالغربة لكن شيئا فشيئا بدأت تتعود ..وبعض الاحيان كانت تقضي وقتها مع اخوات مشتاق حيث تتصل بهم و تقضي اوقاتها برفقتهم او تزورهم في بيت عمها طالب,,,أما مشتاق فكان مشغول بالتحضير للرسالة ويقضي وقته في غرفته او على الانترنت. اليوم دجلة مع بنات عمها واخوهم مؤيد في غرفتهم يتابعون احدى المسرحيات وبعد ان انتهت المسرحية. حنان : بنات شنو رأيكم نحط فلم(سيد الخواتم)؟؟ دجلة : لاااااا حبابة آني كلش اخاف منه وما انام الليل من اشوفه. مؤيد بضحك: لا صحيح جوجو..يعني تخافين من كل عقلج. دجلة بغرور: شسوي اذا الله خالقني رقيقة ..مو بيدي بسرعة انق*ف. مؤيد : اووي عيني سندريلا على كيفج ويانة. دجلة شهقت: ايي صحيح ..خلونا نشوف فلم سندريلا والله يجنن. حنان وهي تضحك:اتخيلج سندريلا والأمير يجي ينقذج من مرة الأب الشريرة. رغد وهي تتغزل بأخيها مشتاق غمزت لدجلة:بس اشون أمير لئطة. دجلة رفعت حاجبها:لئطة شنو؟؟؟ كافي كافي عاد...شنو تورطت وكَلت نشوف سندريلا. مو احسن من قصص الرعب والأشكال المخيفة . حنان : ايباااه اليسمعج يكول انتي من جيل الطيبين . دجلة : طبعا آني من جيل الرقة واللطافة. البنات : يلا ولا تزعلين نسوي قرعة ونشوف. دجلة : لا حبيبتي اصلا انتو كلكم متفقين ..على شنو القرعة؟ اكَول تعالوا نرتاح شوية ونشرب قهوة واقريلكم الفنجان وعوفوا الافلام هسة . حنان : صحيح جوجو تعرفين تقرين الفنجان ؟ دجلة وهي تضحك منهم : طبعا حبيبتي وهسة تشوفون. مؤيد: جوجو عيني اقريلي الفنجان وبشريني دراسيا . رغد:اوووه مؤيد هاي سوالف نسوان انتَ شعليك. دجلة : عناد بيكم الا اشوفله فنجانه اول واحد..كم مؤيد عدنة. مؤيد:تسلميلي يا وردة والله انتي احسنهم. وفعلا شرب الجميع القهوة واجتمعوا حول دجلة . دجلة بجدية : يلا هسة اريد هدوء حتى اركز على فنجان مؤيد. وفعلا ساد الهدوء الغرفة . دجلة اخذت الفنجان وبدأت تقرا مؤيد:يلا دجلة اهم شي شوفيلي نتيجة الامتحانات دجلة وهي تضحك:اوكي بس اصبر شوي..(وفتحت عينيها وركزت في الفنجان)ما شاء الله عليك ..نتيجتك ناجح ودرجاتك كلها عالية. مؤيد بعدم تصديق:طبعا ناجح اذا بعد هالدروس الخصوصية وتريديني ارسب . دجلة:يعني شنو استاذ مؤيد مو مصدقني؟؟بكيفك ..العتب علية آني اللي دا ابشّرك. مؤيد:لا لا جوجو,,اذا تكوليلي الدرجات بالتفصيل راح اصدكَج. دجلة وهي تض*به بأقرب وسادة:هو فنجان قهوة!شنو كَالولك عندي وزارة التربية . وتعالت ضحكات البنات مع دجلة ومؤيد. مؤيد:يلا اتركونا من الفنجان ..سمعتوا آخر نكتة؟ دجلة وهي تضحك:لا شنو هيَّ؟ مؤيد: وانتَ ليش تضحكين قبل متسمعين النكتة؟ دجلة:يلا مؤيد احجي. مؤيد:اكو فد واحد... وقبل ان يكمل جملته..سكت الجميع دجلة التي كانت تجلس على الارض وظهرها للباب استغربت : شكوووو شبيكم ؟كمّل مؤيد. ثمَّ التفتت لجهة الباب وبلعت ضحكتها. مشتاق ببرود: دجلة انتظرج بالغرفة. وعاد لغرفته بسرعة حنان تنفست بعمق: اووف الحمد لله ما ترزلنا . دجلة :وليش يرزلنا عيني ؟؟شمسوين؟؟ رغد: ليش انتي مو تعرفيه يحب الهدوء وخصوصا هو عندة دراسة وكتابة بحوث فما يحب الصوت العالي ابدا. دجلة: يووه الله يعينكم عليه,,شكَد مُعقّد. رغد تغمز لدجلة:الله يعينج انتي حبيبتي. مؤيد يضحك: صحيح و الله دجلة من كَعدت ليهسة وهي بالعة مسجّل تحجي وتضحك..يلا روحي استلئي وعدك . دجلة بقلق : وآني شمدريني اخوكم هنا! مؤيد حباب تعال وياية . مؤيد: لا عيني شكرا للدعوة اللطيفة ..روحي لوحدج . دجلة التفتت الى رغد . رغد ابتسمت : لج امشي هسة يجي يكَلب الدنيا . وبهذه الاثناء سمعوا صوت مشتاق : ويـــن صرتـــــــي؟؟ ذهبت دجلة بسرعة .. طرقت الباب مرتين ودخلت للغرفة وتركت الباب مفتوحاً. مشتاق الذي كان مشغولاً بتصفح أحد الكتب,, رفع عينه لتلتقي بعينيها الجريئة الخجولة..القى نظرة سريعة على ملابسها المكونة من جينز ضيق..وبلوزة صيفية ضيقة,,ونظرة اخرى الى شعرها الذي تركته منسابا على كتفيها.. تنفّسَ بعمق فهو لم يكن ممن يركزّون كثيرا فيما يخص ملابس الإناث,,لكن"تلك"كأنها توجه له دعوة مفتوحة لتفحصّها.. اخجلتها نظراته..فوجّهت نظراتها للفراغ ثم اردفت: خير ابن عمي اكو شي؟ مشتاق بصوت جاف : ساعة انتظرج خاتون؟؟ دجلة :لاا بس..... قاطعها مشتاق: اقفلي الباب وكَعدي اريد احجي وياج. دجلة : ماكو داعي اقفل الباب ..احجي شتريد؟؟ مشتاق نهض من مكانه بهدوء وتوجه لجهة الباب وأغلقهُ بقوة أجفلت دجلة. مشتاق اقترب منها اكثر: من اكَول تقفلين الباب..يعني تقفليه. ومن ثم سحب يدها وأجلسها على الكرسي المقابل له: ومن اكَول تكَعدين يعني تكَعدين افتهمتي لو لا؟ شنو اريد آكلج يعني؟ وعاد ليجلس في مكانه. دجلة رفعت رأسها : آني مو طفلة هيج تعاملني.وبعدين يلا كَولي شتريد وخلصني. مشتاق بسخرية : ليش شكو مستعجلة حتى تروحين تقرين الفنجان؟ دجلة التفتت للجهة الثانية : شي ما يخصك. مشتاق:اسمعي ولج... قاطعته دجلة : لا تكَول ولج..عندي اسم واتصور تعرفه. مشتاق نهض من مكانه بعصبية وسحبها بقوة :اسمعيني ولج(وشدّد عالكلمة)آني احجي بكيفي وانتي عليج تسمعين وتنفذين افتهمتي لو لا؟وديري بالج تردين كلمة بكلمة. دجلة بخوف من قربه الشديد: افتهمت بس نزّل ايدك. تتابعت انفاسه..فهو لم يقترب من أنثى بهذا الشكل..ولم يشعر يوما بأنه سيكون مص*ر خوف لإحداهن..فهو متميز بتعامله الدبلوماسي مع قريباته وزميلاته..لكنه أحس برجفة جسدها القريب منه. ترك يدها ومن ثم أشار لها لتجلس مرة أخرى.. راقبها وهي تجلس بهدوء. مشتاق :اسمعيني دجلة ..بما انه احنة صرنا مرتبطين عالأقل كَدام الناس فأريدج تديرين بالج أكثر على تصرفاتج. بصراحة ما اريد تجيني حجاية مو حلوة بسببج. دجلة قطبت حواجبها: نعـــــم؟؟ليش شبيهة تصرفاتي؟ مشتاق: مو عاجبتني . دجلة نهضت بعصبية من مكانها : وان شاء الله متعجبك...آني اصلا شمسوية؟؟وإنتَ منو حتى تحاسبني؟وبعدين يعني من كل عقلك تعالي وتعالي احجي وياج وتالي تكَول تصرفاتي مو عاجبتك. مشتاق انتفض من مكانه وأمسك فكيها بقوة : اي تصرفاتج مو عاجبتني واول شي مو عاجبني هذا ل**نج الطويل اللي راح اكَصة بيدي. دجلة وهي تتنفس بسرعة :نزّل ايدك راح ت**ر وجهي. مشتاق أبعدَ يده نادما, بينما دجلة مسحت على وجهها بألم. دجلة : هو هذا اسلوب تحجي بيه وية بت عمك؟؟ مشتاق : والله اذا بت عمي مينفع وياها بس هالاسلوب شسوي يعني؟ ومن ثم تمتم مستغفراً: استغفر الله يا ربي,,, يا بت الناس والله عمري مو متعامل بهالاسلوب وية اي احد,,بس انتي عنادية ومتسمعين الكلام. دجلة بملل: يلا تفضل إحجي,,اسمعك. مشتاق ابتعد عن مرمى نظراتها : دجلة اسمعيني زين ..آني قصدي أكو تصرفات انتي تسويها يمكن بحُسُن نية بس احنة الشباب نفسرها غير تفسير. دجلة تكتفت وهي تسمعه: اي مثل شنو ابن عمي ؟فهّمني؟ مشتاق:مثلا الميانة الزايدة وية اخوية مؤيد ... قاطعته دجلة: بس مؤيد طول عمره مثل اخوية وكلكم تعرفون هالشي و... عاد فقاطعها والتفت اليها لتلتقي عينه بعينيها الغاضبة : بس هو مو اخوج دجلة..ولا تتصورين مؤيد بعده صغير وكلشي ميفتهم.. مؤيد هسة بمرحلة مراهقة ...تراه يوديج للبحر ويرجعج عطشانة.. مشتاق أكمل كلامه وهو يتفحصها بعينيه من اعلى راسها الى اخمص قدميها: وبعدين هذا لبسج (وهو يشير بيده)اللي مفصّل جسمج اشون تلبسيه كَدام الرايح والجاي,لو بس عاجبج تلفتين الانتباه؟ دجلة جف ريقها وهي تسحب البلوزة الضيقة على جسدها. مشتاق بسخرية:لا اتعّبين نفسج خاتون..شنو تغطّين حتى تغطين. دجلة تحاول الدفاع عن نفسها: آني متعودة البس هيج ابيتنا. مشتاق اقترب منها: اي تلبسين هيج ابيت ابــوو....(سكت قليلا) قصدي ابيت اهلج مو هنا,واتصور بيت اهلج ماكو بس انتي وأختج..بينما هنا اكو مؤيد ومرات يجون ولد عماتي وكلهم شباب ..وإذا انتي ترضيها على نفسج آني ما ارضاها. دجلة اختنقت من قربه وحاولت ان تبدو طبيعية وأعادت خصلة من شعرها خلف اذنها . مشتاق وهو يتأمل ملامحها المرتبكة:وهذا شعرج(وغمر اصابعه بين خصلات شعرها) ليش ما ترفعيه لفوكَ..شنو المناسبة منزلته وتتباهين بيه؟؟ دجلة حبست انفاسها و دفعت يده بقوة من على شعرها. مشتاق لم يبارح مكانه و قال بعصبية: ولا تحاولين تقلدين خواتي لأنه هذا بيت ابوهن وبكيفهن يتصرفن..من تروحين لبيت ابوج البسي براحتج ..افتهمتي؟ شعرت دجلة بالإهانة فها هو يُذكّرها بأنها ليست في بيت ابيها,,ولن تكون يوما.. ردّت بغضب: إنتَ واحد حقـــ.... مشتاق امسك فكها بين يديه مرة اخرى :واذا هسة كَصيت ل**نج منو يلومني؟؟ دجلة:أكرهك. مشتاق أجاب بسخرية: شعور متبادل وداعتج. دجلة: كملت كلامك؟؟ مشتاق: اي كمّلت.. ويا ريت تبقين متذكرته. دجلة حاولت الخروج لكن مشتاق اعترض طريقها: أكَول بت عمي يا ريت تنزلين للمطبخ وتخليهم يسوولي شاي لأن بصراحة دوختيني . دجلة: شنووو؟وآني شعليّة؟تريد شاي, انتَ روح اخدم نفسك بنفسك؟. مشتاق اقترب منها وابتسم بسخرية: لاااا اشون يصير؟ مرتي بت عمي هنا ومتخدمني...أكَول غيرت رأيي يا ريت انتي اللي تسويلي شاي وتجيبيه لغرفتي. دجلة : ما اعرف اسوي شاي. مشتاق بطريقة مهينة :شعجب؟؟شنو عدكم خدم بالبيت وآني ما اعرف دجلة خاتون. دجلة تنفست بسرعة وض*بت ص*ره بقوة: انتَ شكَد ما عندك احساس. مشتاق الذي استغرب ردة فعلها امسك يدها بقوة هو الآخر : مو كل مرّة تسلم الجرّة بت عمي..وهالمرّة مو بس اكَص ل**نج..الا ا**ر ايدج بعد. وبهذه الاثناء طُرِق باب الغرفة . مشتاق ابتعد عن دجلة و فتح الباب وكانت رغد. مشتاق: خير اكو شي؟؟ رغد: لا ..بـس عمي طارق هنا و يريد يشوف دجلة. دجلة بصوت ساخر: والله وبيه الخير. مشتاق بعصبية : دجلة احترمي نفسج. رغد ابتعدت عن المكان المشحون بسرعة مشتاق موجهاً كلامه لدجلة : انتي شبيج؟ وليش ل**نج متبري منج؟. دجلة : صارلي يومين هنا وما فكّر يسأل علية..جرّبت ابوك ميسأل عنك يوم واحد استاذ مشتاق ؟؟ مشتاق: وانتي ليش متسألين عنه لو تحبين تعيشين دور الضحية ؟؟ دجلة ابتعدت عن طريقه وبتأفف : منين الاقي القهر منك لو منهم؟ وعادت لغرفة بنات عمها لتستعد للقاء ابيها.. لبست قميصاَ واسعاً ورفعت شعرها. وهناك في غرفة الضيوف...حيث دخلت دجلة وكان والدها بصحبة اشقائها "نجلاء وزيدون" دجلة :السلام عليكم,,اشونك بابا طارق. طارق فاتحا ذراعه:وعليكم السلام, هلا باباتي اشونج. دجلة: الحمد لله. والتفتت الى اخوانها. دجلة بلهفة: هلاااااوووو حبايبي تعالوا شكد مشتاقتلكم..اشونكم. وإحتضنتهم بقوة. طارق الذي يشتكي دائما من تعامل ابنته البارد معه: اشونج باباتي؟؟مرتاحة ؟؟ دجلة: الحمد لله عايشة(ومن ثم تلومه) صارلي يومين هنا. طارق: اي اعرف وآني صارلي 3 ايام فلاونزا ونايم بالفراش تدرين لو لا؟؟ دجلة أخفضت رأسها : لا ما ادري,,واشونك هسة ؟ طارق: دجلة الى متى نبقى هيج بنتي؟؟ وكان ال**ت جوابها. طارق: يعني عمرج ما فكّرتي تسألين عني..لو آني اللي اتصل لو ما يهمج.متكَوليلي ليش؟ وبعدين ما سألتي نفسج كم سنة صارلج مو جاية لبيتي . دجلة : انتَ تعرف ليش ما اجي.. طارق: دجلة بنتي هذا بيتي مو بيت خالتج سعاد يعني من تجين تسألين عني محّد راح يطردج منه.ودائما اكَولج انه بيتي مفتوح الج بأي وقت بس انتي متردين علية. دجلة:بيتك وخالتي سعاد على عيني وراسي,,بس آني ما اريد اسبّب مشاكل..كافي علية محمّليني كل مصايب آل بركات. طارق:آآه لو بس اعرف هالحقد منين تعلمتيه,,آني متأكد مو من سميحة,,لأن لو حاقدة مثلج ما جان.... دجلة فتحت عينيها بإستغراب. ألا زال طارق يذكر سميحة وصفاتها السمحة. طارق نهض من مكانه بعد أن شعر انه لا فائدة من الكلام مع تلك الع**دة: دجلة حبيبتي آني هسة رايح وأيّ شي تحتاجين بس خابريني بأيّ وقت. دجلة: اشكرك ما تقصر. طارق التفت الى ابنه زيدون: يلا زيدون. زيدون: بابا خليني ابقى وية دجلة؟ دجلة بلهفة: اي والله بابا خلّيه اليوم هنا. طارق: لا وين يبقى هنا ؟بس اوعدج من تروحين لبيت جدج راح اجيبه ويبقى وياج كم يوم. زيدون التفت الى دجلة: صحيح جوجو انتي هسة راح تظلين ابيت جدي؟ دجلة : اي حبيبي صحيح. زيدون وهو يصفق بيديه: الله الله ..يعني يومية اشوفج. دجلة بضحكة : يا عيني شنو هالمحبة هاي. طارق ابتسم: بصراحة اخوانج كلش يحبوج ودايما يسألون عنج بس انتي متسألين عن احد. دجلة: اخواني يعرفوني احبهم حتى لو ما سألت عنهم . ورافقت ابوها واخوانها الى الباب وقبل أن يخرج,, طارق أخرج رزمة من النقود و التفت الى ابنته: دجلة بنتي اخذي هاي الفلوس اخاف تحتاجين شي. دجلة : اشكرك بس آني مو محتاجة فلوس. طارق بقلة صبر:دجلة خليهن مصرف يمج. دجلة بعناد اكبر: ما اريد عندي اللي يكفيني. طارق بعصبية: يعني اشون بيج انتي..اذا حتى العيدية متاخذيها مني . دجلة دمعت عينها: بابا كَلتلك مو محتاجة. طارق استغفر: بنتي حبيبتي آني ابوج..ومو شرط انتظرج لما تحتاجين شي. دجلة: خلاص آني من احتاج راح اطلب منك. طارق هز راسه بقلة حيلة وترك النقود على الارجوحة القريبة من الباب وخرج مودعا لها. (الموقف الأخير بين دجلة وابوها حول النقود,, كان تحت مراقبة مشتاق الذي كان واقفا عند شباك غرفته وكان مستغرب لعناد دجلة حتى في تعاملها مع ابيها) أقفلت دجلة الباب الخارجي وإتجهت للارجوحة ,,جلست وأغمضت عينيها وسمحت لدموعها أن تنزل.. مشتاق كان يراقبها وهي تمسح دموعها وفجأة رنّ جوالها . دجلة مسحت دموعها وانتبهت للإسم ,قبّلت شاشة الجوّال بسرعة ومن ثم فتحت الخط وابتسمت. مشتاق استغرب لتصرفها وشعر بالفضول وتذكّر كلام شيرين. (يعني تتصور وحدة لا اب ولا اخ اللي يراقبها اكيد ماشية على حل شعرها) وتذكّر دجلة وهي تردد على مسامعه"أكرهك" مشتاق ض*ب الجدار بيده بقوة وهو يتمتم (تكرهيني موو دجلة ؟؟بسيطة اذا ما خليتج تكرهين نفسج) ونزل بسرعة من غرفته . دجلة كانت تمشي ببطئ في الممر ومندمجة بالحديث والضحك مع الطرف الآخر. دجلة وهي تضحك بصوت عالي: كافي كافي راح اموت من الضحك,, والله راحت الضوجة خلاص ..يلا حياتي باااي. مشتاق مستغرب ويسأل نفسه:مع من تراها تتحدث؟وكيف تغيّر مزاجها بهذه السرعة؟عشرات الاسئلة مرت برأسه وهو يقترب منها والتفتت دجلة ليكون مشتاق مواجها لها. مشتاق بعصبية: ويامن د تحجين وشدعوة هالضحك هذا عيني ؟؟ إذا اكو شي ضحكينا وياج. دجلة حاولت ان تتجاوزه لتعود لداخل البيت : شي ما يخصك, ومو ناقص بعد بس تمنعني اضحك. مشتاق سحب يدها فأصبحت قريبة من ص*ره,,حاول أن ياخذ منها الجوّال: انطيني التلفون احسنلج. دجلة بحركة عناد اعادت الجوال خلف ظهرها وأقفلته بسرعة: متاخذه مني لو تموت . مشتاق ضغط على يدها للمرة الثانية واخذ الجوال رغما عنها وحاول أن يفتحه لكن كانت تقفله برقم سري. دجلة ابتسمت بإنتصار وهي تتنفس بسرعة بسبب هذي المعركة. مشتاق ناولها الجوّال بغضب: افتحي القفل قبل ما ا**ره . دجلة:ت**ره شنو؟مشتاق شبيك تخبلت. مشتاق رفع جوالها بعصبية وحاول ان يض*به بالجدار. دجلة:لاااا انتظر.. اخذته منه وفتحت الرقم السري. مشتاق بسرعة إتصل بالرقم الأخير وكان مخزون بإسم (دنيتي كلها) وضغط على السبيكر. دنيا(اخت دجلة):خير يا ست جوجو لتكوني بعدك مدايئة؟ مشتاق ودجلة تبادلوا النظرات السريعة والانفاس المتلاحقة . دنيا: الووو جوجو وَينك؟ دجلة اخذت الجوّال وردّت على اختها:آسفة دندون بس اتصلت بالغلط.. دنيا بضحك: اللي واخد عئلك... دجلة أكملت: الله ياخذه. ومن ثم أغلقت الخط ومشت بخطوات سريعة لكن مشتاق اعترضها. مشتاق:دجلة انتي جبرتيني..يعني لو مجاوبة مثل البشر شراح يصير؟؟ دجلة فتحت عينيها :هذا بدل متعتذر عن تصرفك السخيف؟؟ مشتاق بعصبية: من حقي اعرف كلشي عنج. دجلة بإصرار: لا مو من حقك.. وإنتَ بنفسك كَلتلي انه كلمن يعيش حياته بكيفه..و يا ريت تتذكر ابن عمي اللي بيناتنا مجرد ورقة . قالت كلماتها ودخلت للبيت . مشتاق كان قلبه ينتفض وانفاسه تتسارع لانه لم يسبق ان اقترب من انثى او تجادل معها بهذا الشكل... إنها تجبره ان يتصرف بهذا الجنون..تلك الثائرة دوماً. جلس على الارجوحة ولاحظ ان النقود لا زالت في مكانها. مشتاق: افففف هاي منين طلعتلي عنادية وراسها يابس ويرادلها واحد فاضي. وأغمض عينيه قليلا وابتسم: طبعا من بركات بيت بركات على منو تطلع يعني؟بس بسيطة دجلة آني وياج والزمن طويل ..دخلتي مزاجي وراح أرجع أربيج مثل ما اريد. دجلة عادت لغرفة بنات عمها واخذت حقيبتها الصغيرة وجمعت ملابسها رغد مستغربة : هاي وين جوجو حبي ؟؟ دجلة وهي ترتب ملابسها : اريد ارجع لبيت جدي. رغد: شنووو؟؟وهسة ؟؟حبي جوجو هسة راح يصير المغرب شيكَولون عنا بيت جدي؟شنو مطرودة؟ دجلة بقلة صبر:يكَولون اللي يكَولوه شعليّة بيهم. رغد اقتربت منها: دجلة صاير شي بينج وبين مشتاق؟؟ دجلة عضت شفتيها. رغد:جوجو حبي تحمليه شوية ..تعرفين هو شوية عصبي وميحب احد يرد عليه ..وآني سمعتكم قبل شوية . دجلة بقهر: اي طبعا تدافعين عنه مو اخوج؟؟ رغد: اي هو اخوية وانتي بت عمي وصديقتي واريد اشوفكم متفاهمين ما بيها شي يعني.. زين اتركينا من مشتاق..انتي ليش تعاقبينا احنة؟؟ ابقي هنا شوية توّنسي وتسلّي ويانة(وبضحك)واذا تريدين نتف*ج على فلم سندريلا مو مشكلة. دجلة ابتسمت :رغودة والله تعبانة واريد اكَعد لوحدي شوية..الله يخليج صيحيلي مؤيد يجي يوصلني. خرجت دجلة مع مؤيد الذي كان يحمل حقيبتها بيده .. انتبه لهما مشتاق ونهض من الارجوحة غاضبا. مشتاق : وين رايحة بهالوكت؟؟ أجابه مؤيد: دجلة تريد... مشتاق بعصبية اكبر: وآني ما سألتك إنتَ... سألتها هيَّ ؟؟شنو متعرف تجاوب؟؟ دجلة حاولت ان تنقذ مؤيد من غضب اخيه أجابت بسرعة: رايحة لبيت جدي. مشتاق:وهيج بكيفج تقررين ؟؟ ومن ثمَّ اشار مشتاق براسه لمؤيد:مؤيد ارجع جوة ..آني راح اوصلها. (وأخذ منه الحقيبة) انسحب مؤيد بكل هدوء وعاد لداخل البيت بينما مشتاق ودجلة في مكانهما. مشتاق:آني مو كَلت ما تطلعين لمكان بدون إذني. دجلة بـتأفف : يا ربي على هاليوم الما يريد يخلص.. كل شوية ومستلمني تحقيق؟؟ مشتاق: إحجي عدل دجلة. دجلة :آني وين رايحة يعني ؟؟هو لبيت جدي..(وبسخرية) وتحديدا بالطابق الثاني بغرفتي على ايدك اليمنة راح اقفل بابها وأكَعد بوحدي .. مشتاق تنفس بهدوء:دجلة صدكَيني بعنادج هذا تحطين نفسج بمواقف سخيفة وتخليني اتعصب عليج. دجلة : خلاص لا أحط نفسي ولا تحط نفسك...هسة راجعة لبيت جدي وبعد متشوفني الى ان يبدي دوامي بالكلية ...وحتى لبيت اهلك بعد ما أجي بس اهم شي ترتاح وتلتفتت لدراستك. مشتاق:اليسمعج يكَول خايفة على دراستي؟ دجلة : لا طبعا ..بس انتظرك تسافر وأخلص منك. مشتاق صك على اسنانه: دجلة حسّني الفاظج احسنلج. دجلة: وتاليها مشتاق تريدني احلف ما اطب بيت عمي بعد وارتاح من شوفتك. مشتاق: والله اذا تريدين تقطعين علاقتج بأهلي ف*جاءا لا تذبّيها براسي ..يعني هذا بيت عمج وبأي وقت تريدين تجين محّد يمنعج ..وعالعموم انتي بيت ابوج متروحيله فما اتصور بيت عمج راح يهمج بشي. دجلة أغمضت عينيها بقهر وابتعدت عنه متجهة لداخل البيت. مشتاق امسك يدها : وين رايحة؟؟ دجلة وهي تتنفس بسرعة: رايحة اصيح مؤيد يجي يوصلني لبيت جدي. مشتاق: وآني شنو صارلي ساعة منتظرج هنا..شنو هو لعب جهال؟ دجلة :مشتاق والله سممّت بدني مو كافي عاد؟ مشتاق : دجلة امشي كَدامي . دجلة رفعت اصبعها بتهديد:راح امشي بس.. مشتاق ضغط على اصبعها بيده : آني ما اتهدد يلا امشي كدامي وما راح احجي. خرجا سويا وكان ال**ت هو سيد المسافة بين بيت العم طالب وبيت الجد بركات..وصلا بسلام الى البيت. مشتاق فتح الباب بالمفتاح الذي يحمله. دجلة استغربت: شعجب عندك مفتاح لبيت جدي؟؟ مشتاق بغرور: طبعا عندي مفتاح وعندي غرفة ابيت جدي(واقترب من إذنها)قريبة من غرفتج . دجلة بسخرية: اي والله يسويها البخت وأكَعد الصبح والاقيك بوجهي, ساعتها بسرعة اذب نفسي من البلكونة واخلص. مشتاق وهو مستمتع بمشا**تها: لا اطمني ..اصلا آني جنت اجي لبيت جدي من اريد الهدوء..بس اتصور ما دام انتي هنا يعني ماكو هدوء بعد. دجلة رفعت حاجبها: ليش عيني كاَلولك عندي فرقة موسيقية؟؟ مشتاق بضحك: لا والله كالولي عندج ل**ن طويـــل. وقبل ان تدخل البيت . مشتاق أخرجَ رزمة النقود من جيبه: دجلة هذي الفلوس الج؟؟ دجلة : لااا. مشتاق: لااا شنووو؟اتصور هذي الفلوس من عمي طارق وآني لقيتهن بمكانج عالمرجوحة . دجلة : اي هي فلوس عمك طارق مو فلوسي. مشتاق وهو يضغط على اسنانه: اي وليش متاخذيهن؟؟ دجلة: آني ما اخذتهن من ابوية آخذهن منك يعني؟؟ مشتاق :دجلة هذا مصروفج . دجلة : وآني مو محتاجتهن . مشتاق بعصبية: حتى لو متحتاجيهن فهي حقج..وإحسبي حسابج كل اسبوع راح انطيج مصرف.ويا ويلج اذا تسويلي هالحركات كل اسبوع ..مو فاضيلج آني. دجلة : بس آني... مشتاق ترك النقود بين ملابسها في حقيبتها التي يحملها . دجلة حاولت ان تمنعه لكن مشتاق قاطعها. مشتاق: دجلة مو معقولة احنة كلما نوقف بمكان لازم نتعارك ونتصايح..والله مو وضعية هاي. دجلة : ومنو اللي يصيّح ويتعارك ..آني لو إنتَ؟؟ مشتاق: ومنو اللي تعاند وراسها يابس آني لو إنتي؟؟ دجلة :بس أنتة تحاول تفرض علية شغلات ما اريدها. مشتاق :شغلات شنو؟؟؟ دجلة هذا مصرفج وكافي حساسية زايدة والله خبلتيني دجلة :آآ.... مشتاق قاطعها: دجلة اسكتي لأنه جدي جاي هسة واذا يشوفنا راح يشك بينا فالله يخليج خلينا طبيعيين . الجد : هااا حياكم الله..ليش واقفين برة.دجلة ليش متعزمين ابن عمج يطب للبيت ؟. دجلة التفتت الى جدها: حياك الله جدي ..(والتفتت الى مشتاق) صارلي ساعة اتوسل بيه بس هو مستعجل. مشتاق فتح عيونه مستغرباً كذبتها البيضاء حول توسلاتها التي لم يسمعها..ابتسمت دجلة لردة فعله. الجد: ليش وين تريد تروح مشتاق ؟ مشتاق ارتبك:آآآ.... الجد قاطعه: صحيح مشتاق كمّلت نقل بت عمك للكلية ؟؟ مشتاق: اي جدي الحمد لله كملت كلشي بس باقي تداوم بعد اسبوعين. الجد: بارك الله بيك وليدي..هسة المغرب راح يأذن ..يلا امشي وياية للمسجد. مشتاق التفت الى دجلة: محتاجة شي؟ دجلة ابتسمت بتلقائية : سلامتك. مشتاق خفق قلبه بسرعة وضغط على يده بقوة ورافق جده للمسجد بينما افكاره منشغلة بتلك الدخيلة التي اقتحمت عالمه الهادئ. لم يتقابلا خلال هذين الاسبوعين..مشتاق انشغل بكتابة فصول البحث...ولم تحدث بينهما اي مصادمات. اليوم وتحديدا قبل بداية الدوام بثلاثة ايام مشتاق كالعادة في غرفته مشغول بالكتابة ...رن تلفونه وسحبه بلامبالاة ...ابتسم وهو يقرأ اسمها(الع**دة) مشتاق في سره(من كل عقلي اشتاقيت لصوتها و ل**نها الطويل) فتح الخط وبادرها بمشا**ة: يــا هلا بت عمي .. معقولة اشتاقيتيلي ؟؟ دجلة : لا طبعا ولا بالحلم راح اشتاقلك..بس تعرف ما اتذكرك الا بالمصالح. مشتاق ابتسم لجرأتها:اي خير ان شاء الله. دجلة:إنتَ تعرف الدوام راح يبدي واريد استأذن منك حتى اطلع اشتري ملابس. مشتاق بسخرية: سبحان الله ..شنو هالبنية المطيعة ..أكَول بس لحظة خليني اتأكد انتي دجلة لو لا ؟؟ دجلة ابتسمت :لا والله آني اللي لازم اتأكد انتَ مشتاق لو لا؟؟ مشتاق : وليش يابة؟؟ دجلة : لأنه مو عوايدك تصير لطيف هيج وياية. مشتاق: ايباااه وشتعرفين انتي عن اللطافة ست دجلة؟؟ دجلة بغرور:وشـتعرف انتَ عن دجلة بركات استاذ مشتاق؟؟ مشتاق بكلمة واحدة:مغرورة . دجلة : يحقلي ..جدي بركات وإبن عمي مشتاق. مشتاق:وتاليها وياج. دجلة غيرت الموضوع: ها شـــكَلت اروح لو لا؟؟ مشتاق: ويـــن؟ دجلة بعصبية : مشتــاق. مشتاق ابتسم: نعم. دجلةبإختصار: اروح لو لا؟؟ مشتاق: لااا. دجلة: اوكي شكرا. مشتاق: بس إذا تتوسلين شوية يمكن اخليج تروحين ؟؟ دجلة:وعلى شنو اتوسل عيني؟؟مو دجلة اللي تتوسل. مشتاق: اي صحيح وباجر يبدي الدوام تجين تتتوسلين تريدين واسطات حتى تنجحين بالكلية . دجلة :لا طبعا ويجي الدوام ونتواجه. مشتاق: دجلة. دجلة: نعم. مشتاق: ويا من تروحين للسوق؟ دجلة ابتسمت :وية خواتك والسايق. مشتاق: اوكي روحي وياهم واشتري اللي يعجبج..بس ديري بالج على نفسج. دجلة: ان شاء الله..يلا... قاطعها مشتاق: وباجر اجي انطيج فلوس حتى... قاطعته دجلة: ما اريد فلوس عندي اللي يكفيني وزايد. مشتاق: مو هسة كَلنا انعدلتي شبيج لخاطر الله؟؟ دجلة بعصبية : يعني شنو انعدلت ليش شبيّة آني؟؟ مشتاق بعصبية اكبر: لا ما بيج شي بس ترفعين الضغط..اففف معقدة. وقفل الخط بوجهها. ( دجلة كانت انسانة حسّاسة وخصوصا فيما يتعلق بالمصروف لكونها عاشت في بيئة فقيرة...كانت تتصور ان كل ما يصل من بيت الحاج بركات هو مجرد صدَقات لكونهم فقراء...وكانت في كل زيارة تقضيها في بيت جدها تفرح لما كانوا يجودون به عليها وهي صغيرة...لكن لما كبرت ولاحظت الفرق بين حياتهم وحياتها..قررت ان تعيش بحسب المصروف الذي تستلمه من زوج امها من راتبه والمصرف الذي تستلمه من شغل امها في الخياطة) (مشتاق هو الثاني أحسّ بخطأه وبأن دجلة عزيزة نفس وتحرجها مسألة المصروف لهذا قرر انه اعتبارا من اليوم سيصلها المصروف لكن بطريقة لا تجرحها) في اليوم الثاني ..مشتاق ذهب الى بيت جده وبدون ان يواجه دجلة..اعطى النقود للجدة وتفاهم معها ان توصلها بطريقتها لدجلة دون ان تحرجها. ذهبت دجلة والبنات للسوق واشتروا كل ما يحتاجوه ولما انتهوا من مشترياتهم .. قررت أخوات مشتاق الذهاب للصالون لترتيب شعرهم استعدادا الدوام أما دجلة فقررت في نفس اللحظة إن تفاجئ الجميع بنيو لوك مع بداية الدوام ..وفعلا دجلة قررت أن تقص شعرها(كاريه )وتجعله قصيراً يصل لأذنيها.حاولت اخوات مشتاق اقناعها أن مشتاق يحب الشعر الطويل ..لكن هي اقنعتهم أنه لن يمانع وحذرتهم مرة ثانية من ذكر الموضوع لمشتاق لأنه(حسب كلامها)تريد مفاجئته بنفسها. اليوم بدأت دجلة الدوام في الكلية.. شعرت باختلاف الوضع لانها كانت قد تعودت على جامعتها وصديقاتها لكن كالعادة يجب أن تتأقلم مع كل جديد. مشتاق وبإعتباره طالب ماجستير كان يحضر 3 ايام بالاسبوع وكان مشغول جدا لدرجة انه نسي أن يسأل عن دجلة واكتفى بنقلها للقسم .. وعادةً عندما يكون مشغولاً لا يلتقي بجده بركات الا في المسجد وكان الجد يعذره ويعرف ان مشتاق لا يتأخر عنه الا لسبب. اليوم بعد الصلاة.. ابو مشتاق وابو دجلة ومشتاق والجد وهم خارج المسجد . مشتاق اخذ يد جده وقبّلها:جدي والله مشتاقلك بس اعذرني كلش ضغط علينا هالفترة. الجد الواثق من حفيده: الله يعينك ابني ويوفقك ..ادري بيك وعاذرك واعرفك راح ترفع راسي بشهادتك. مشتاق ابتسم: والله جدي بصراحة احنة اللي رافعين راسنا بيك..يكفينا انت جدنا وعايشين بحسّك. الجد : الله يبارك بيك وليدي..بس تعال كَولّي..شخبار بت عمك؟؟ مشتاق أغمض عينيه: دجلة؟؟ليش مو داومت بالكلية؟؟ الجد: اي ادري بيها داومت ..بس اريدك تروح تسأل عنها..تعرفها غريبة هنا وآني اعرفها ضايجة ومو متعودة..وادري خواتك كل وحدة بكلية يعني بعيدات عنها..فأريدك كل يومين تروح تشوفها اذا محتاجة شي..خليها تحس انتَ قريب منها وحتى اريدك توصّي عليها الاساتذة... مشتاق في سرّه(تعالي دجلة خاتون وشوفي جدي اشون يفكّر بيج؟ وإنتَ مو عاجبج أحد؟) وبعد يومين تقريبا ذهبَ مشتاق للقسم وقرر ان يذهب مباشرة لغرفة المعيدين ليسأل عنها كأبنة عم فقط, خصوصا انه لا يريد أن يعرف احد بالإرتباط القائم بينهم . وصل مشتاق لغرفة المعيدين و تفاجئ بخروج دجلة من الباب وهي تحمل كتاباً بيدها . التقوا عند الباب..مشتاق انتظرها لتلقي السلام عليه..ودجلة انتظرته لكي يفسح لها طريقا للمرور والتقت عيونهم بنظرات تحدي. طالت اللحظات بعدها استسلم مشتاق وسمح لها ومرّت بدون حتى كلمة شُكُر. مشتاق انتبه لـ(اللوك الجديد),وانتبه اكثر أنّ دجلة اصلا غير محجبة. مشتاق عض على شفته بعصبية (شكَد آني غبي..اشون ما انتبهت عليها من البداية..يعني دجلة مو محجبة..يا ربــي اشون اسمحلها تطلع هيج؟وبعدين منو سمحلها تقص شعرها هيج؟ متدري بنفسها طالعة(وتن*د بصدق )تجــــنن... يا ربـــي تريد تخبلني هالبنية.. آآآه الله يسامحك جدي عالبلوة البليتني بيها) هيثم (المعيد والذي كان صديقاً لمشتاق)انتبه ان مشتاق لم يبارح مكانه عند الباب ,اقترب منه. هيثم بإستغراب:هاي وين رحت ..لازم عجبتك. مشتاق فتح عيونه: نـــعـــم؟؟ هيثم ابتسم: هذي الطالبة الجديدة.. ما اعرف احسّك شوية وتاكلها. مشتاق بغرور : ومن ايمته آني اهتم بالطالبات يعني؟ هيثم : بصراحة رغم هذي الطالبة جديدة ورغم بعدنا بداية الدوام بس احسها كلش ذكية وفعلا مهتمة بالمادة (وبجدّية)تدري مشتاق اذا بقت على نفس وضعها لنهاية السنة اتوقعها تطلع من الاوائل. مشتاق بعدم تصديق: منو قصدك؟؟دجلة ؟؟ لااا مستحيل. هيثم استغرب اكثر:وانتَ منين عرفت اسمها؟؟وبعدين منين تعرفها حتى تحكم عليها؟؟ مشتاق ابتسم بسخرية : لأنه دجلة تصير...بت عمي. هيثم بلع ريقه:معقولة ؟ مشتاق: اي ليش يعني؟؟شنو غريبة واحد عندة بت عم بالكُلية؟؟ هيثم: لا مو غريبة ..بس يعني ما شفتك سلّمت عليها ولا هي... قاطعه مشتاق: بكيفي اسلّم عليها لو لا..شنو اجباري؟؟ هيثم ابتسم: شبيك مشتاق ليش عصبي..كل ما في الموضوع انه آني مستغرب..يعني عندي بنات خوالي وعمامي كل شوية وجايين يسألون ويسلّمون. مشتاقوضع نهاية للموضوع: آني اصلا علاقتي بكل بنات اقاربي بهالشكل يعني لا تستغرب عادي. هيثم ابتسم: بصراحة لو عندي بت عم مثل دجلة اتحجج واجي اسلّم عليها كل شوية . مشتاق بغيرة :هيثـــم . هيثم بلع ريقه: آسف والله بس دا اتشاقة تعرفني..كلشي الا طالباتي دائما بيني وبينهم حدود ما اتجاوزها وكلهم اعتبرهم خواتي مو اكثر والله شاهد. شنو نسيت آني خاطب؟؟ مشتاق في سرّه(لا والله بس الظاهر آني اللي نسيت انه آني متزوج ومو متزوج ) مشتاق يوجه كلامه لهيثم: اسمع هيثم تعرف انه دجلة جديدة بالكلية وبما انه انت معيد هنا ودرجات الطالبات يمكم ..فأريد اعرف درجاتها ونشاطها اليومي أول بأول لأنه جدي هو اللي موصيني عليها وما اريد افشل كَدامه. هيثم ابتسم:ليش هي تريد تضم عليكم درجاتها؟؟ مشتاق: لا مو قصدي ..بس إنتَ تعرف جدي..يريد كلشي يكون جوة ايدة قبل الكل, واتصور جدي يستاهل. هيثم: والنعم والله,, طبعا حجّي بركات يؤمرنا أمر. مشتاق ضغط على يد هيثم: والنعم منك هيثم..ما اوصيك اعتبرها اختك. وقبل ان يغادر الغرفة,,التفت مشتاق الى هيثم:ويا ريت دجلة متعرف انه آني...(وارتبك)آآ...قصدي انه احنة وصّينا علينا. وبنفس اليوم عادت دجلة من الكلية دخلت غرفتها غيرت ملابسها وأخذت حماماً سريعا. مشتاق هو الثاني وصل لبيت جده سلّم على الجدة وطلب من الخادمة أن تحضر له طعام الغداء بينما ينادي دجلة لتشاركه ..وبسرعة صعد للطابق الثاني وجلس في الصالة التي تتوسط الطابق الثاني في انتظار دجلة..وقد هيأ نفسه أن يحاسبها على ما فعلته ب*عرها وفي نفس الوقت سيطلب منها ان ترتدي الحجاب. بعد تقريبا نصف ساعة,,خرجت دجلة من غرفتها تسبقها رائحة الشامبو والزيوت العطرية . دجلة تفاجئت بمشتاق وهو يتأملها كانت تبدو كــطفلة وهي ترتدي بيجامة البيت ابتسم لرؤيتها : نعيماً. (كلمة عامية عراقية معناها حمّام العافية) دجلة بلعت ريقها وأعادت خصلات من شعرها القصير خلف اذنها بحركة لا ارادية:اشكرك. مشتاق لا زال في مكانه..بل أنا سأشكركِ لو بقيتِ هادئة هكذا. رفعت عينيها متسائلة:راح تبقى هنا؟ مشتاق اقترب منها:ليش متضايقة مني؟ دجلة بلعت ريقها:لا وليش اتضايق؟شعلية بيك آني. مشتاق: ممكن اعرف اللي سويتيه شيسمّوه؟ دجلة: ليش شسويت؟ مشتاق: لا سلامتج..بس طالعة من البيت بدون اذني ورايحة للصالون . دجلة بإرتباك: آآني استأذنت منك وانت سمحتلي. مشتاق بعصبية: دجلة لا تكذبين..هي مرة وحدة خابرتيني وكلتيلي اريد اروح للسوق اشتري ملابس. دجلة : اي وبنفس اليوم رحت للصالون وحتى وياية خواتك. مشتاق بلع ريقه: إي ونفرض صحيح..منو سمحلج تقصّين شعرج؟؟ دجلة بثقة: إنتَ. مشتاق فتح عيونه وأشار لـ نفسه: آنـــي؟؟ ايمتة؟؟ دجلة : بلي إنتَ كَلتلي ارفعي شعرج. مشتاق: اي كلتلج ارفعيه مو تروحين تقصّيه وتبتريه بهالشكل.(واشار لشعرها القصير) دجلة : نفس الشي. مشتاق: لا مو نفس الشي..آني ما احب الشعر القصير. دجلة بسخرية : ياااه ..اليسمعك يكَول جنت ميّت علية وآني شعري طويل..وبعدين اذا مو عاجبك شكو راكض وراية. مشتاق سحب يدها : آني مو راكض وراج بس جيت دا اسألج شعندج اليوم بغرفة هيثم؟ دجلة فتحت عيونها: هيثم منو؟؟هااا قصدك استاذ هيثم؟؟ مشتاق:اي هو استاذ هيثم؟شعندج هناك رايحة؟ دجلة:يعني استاذي ورايحة اسأله عن المادة..شكو بيها؟؟ مشتاق: ما بيها شي..بس لا تروحين لوحدج مرة ثانية افتهمتي؟ دجلة:والله آني مو صغيرة حتى كلما اروح على استاذ آخذلي وياية حارس شخصي...وبعدين استاذ هيثم مؤدب وحباب ويتعامل وية الكل بإحترام؟ مشتاق ضغط على يدها:ادري بيه حباب ومؤدب بس هو شاب وميصير تروحين لوحدج؟ شيكَولون عنج؟ دجلة : والله ما يهمني. مشتاق بسرعة: بس آني يهمني.. ويا ريت من أكَول شي يتنفذ بلا متناقشين؟ واثناء الكلام رن تلفون مشتاق وكان المتصل"ام مشتاق" دجلة ابتعدت عنه وتوجهت للمرآة القريبة وهي معجبة بنفسها وشكلها الجديد المثير لغضب إبن عمها. مشتاق وبيده التلفون:هلا حبيبتي ام مشتاق. ام مشتاق: هلا حبيبي..ليش تأخرت عالغدا يمة ؟ما كَلت راح تتأخر؟مو عوايدك.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD