chapter 5

4621 Words
مشتاق:انا قادم امي اغلق الموبايل وانتبه ع دجله وهي امام المرآه وتنضر الى شعرها وتبتسم صرخ بوجهها فادمعت عينها ثم اقترب منها وقال انا اسف وسحب خطواته الى خارج بيت الجد..هل هو حقا اسف..أم ضعفه أمام دموعها هو ما أجرى كلمة الاسف على ل**نه فقط.. مرت الايام وإنقطع هو عن زيارة بيت الجد متحججاً بإنشغاله المستمر,, وإن حصل وزارهم..تقا**ه بنظرات باردة تثير اعصابه. لا لن يكرر الاعتذار,,هو أخطأ فإعتذر وعليها أن تقبل اعتذاره سواءاً كان مص*ره قلبه او ل**نه. مرّ اسبوعان والحال متوتر كما هو..لكن التغيير الذي حصل ان مشتاق صار مدمناً على مراقبة دجلة وسماع اخبارها ومتابعة درجاتها ونشاطها اليومي ويبرر لنفسه بأنه مسؤول عنها. في تلك الليلة الماطرة,,اشتد صوت الريح وكان قويا وكانت قطرات المطر تض*ب بقوة على الشبابيك.. دجلة بعد ان انهت عشائها,,توجهت لغرفتها,,لكنها مع كل صوت رعد او برق او ريح عالية كانت تغمض عينيها وت**ّ اذنيها بشدة.. نعم هي تخشى البقاء بمفردها عند هبوب الريح,او هطول المطر والجدة الحنون تعرف ذلك,,لذا اخبرتها أنها تنتظرها إن شعرت بالخوف والقلق .. هناك حيث هو في غرفته,,,انتهى من قراءة فصول البحث الذي يستعد لكتابته.. بحثَ عن بعض المسودات التي كتبها قبل قرابة شهرين من الآن,,لكنه لم يجدها... تذكّر أنها ربما تكون في غرفته في بيت الجد. بسرعة التقط مفتاح سيارته وحمل المظلة,,,ونزل من غرفته حيث استوقفته والدته:وين رايح بهالمطر ابني؟ مشتاق ابتسم: لا يمة,,بس اروح اجيب اوراقي اللي ابيت جدي كلش محتاجها. ام مشتاق: انتظر يا عيني خلي المطر يوقف وروح جيب اوراقك,,,والله تتمرض بهالجو . مشتاق:لا تخافين علية ما أ تأخر,يلا السلام عليكم. وصل الى بيت الجد,,توجه لغرفته,,بحث عن الاوراق ووجدها وقام بترتيب بعض الاشياء وجَمَع الكتب التي ربما يحتاجها في الفصول الأخرى...وانشغل اكثر بترتيب مكتبته الصغيرة,,اتصل بوالدته وأخبرها بأنه سيبقى هنا هذه الليلة,,فقد وجد ما يحتاجه. كان الهدوء يعمّ المكان,,الا من تصفحه لبعض الاوراق المهمة.. ومرّ الوقت ليجد ان الساعة قد قاربت الواحدة والنصف بعد منتصف الليل.. اشتد صوت المطر والرعد وفجأة انقطع التيار الكهربائي عن المنزل..تحرّكَ بحذر وأنار المصباح المشحون..وتمدد بملل على سريره.. سمِعَ باب غرفتها يُفتَح..وتناهى الى سمعه صوت خطواتها البطيئة.. شعر بالقلق..ففتح باب غرفته بهدوء كي لا يُخيفها لأنها لا تعرف بوجوده اصلا.. كانت قريبة من الدرج المؤدي للطابق الأرضي. مشتاق سعل قليلا ليُطمنئها: دجلة وين رايحة؟ دجلة تنفست بإرتياح لكنها لم تجب. اقترب منها وهو يحمل المصباح اليدوي:دجلة..أكو شي؟ دجلة هزت رأسها نفيا مشتاق:لعد وين رايحة بهالليل؟ دجلة بخجل: أريد اروح لغرفة بيبي. مشتاق بإستغراب:ليــش؟ وقبل أن تجيب,تتابعت اصوات الرعد لتغمض عينيها وتلتصق به حيث يقف هوَ أمامها. موجة من المشاعر الغريبة اجتاحته وهي تضع رأسها على ص*ره,يكاد يسمع دقّات قلبيهما لكن اسبابهما بالتأكيد مختلفة..فمن ينبض قلبها خوفا ليس كمن ينبض قلبه رغبةً مجنونة بحمايتها مما يخيفها. حسناَ إذن تلك الجريئة,,تخاف من اصوات الرعد وتريد الاحتماء به. ربتَ على شعرها بدلال كطفلة وهمس بصوت هادئ:بسم الله,بسم الله,ماكو شي دجلة شبيج؟ ابتعدت عنه بخجل وعادت لتنزل ببطئ لكنه استوقفها: دجلة وين رايحة؟انتي تعرفين بيبي هسة نايمة. دجلة: لا هي كَالتلي,,تعالي بأي وقت. مشتاق اقترب:بس هسة الساعة راح تصير بالثنتين بالليل ,,ليش تقلقيها لبيبي خطية؟ دجلة بصراحة:اذا يبقى المطر قوي هيج ما اعرف انام. مشتاق اقترب منها:اذا تحبين آني ابقى وياج. دجلة بإستنكار:تبقى وياية وين؟لا طبعا ..هسة اروح لـ..... مشتاق صحّح قصده:دجلة افهميني قصدي تعالي نكَعد بالصالة الى ان.... دجلة:دا اكَولك نعسانة وأريد انام. مشتاق ابتسم وهي تدافع عن حقها في النوم:اوكي تعالي نامي بالصالة؟ استغربت اهتمامه.. لم يسخر منها كعادته..تسائلت في سرّها ,,هل يحمل ذلك الــ"مشتاق" قلبا رؤوفا؟ التفتت الى الصالة ..حسناَ ربما فكرته لا بأس بها. دجلة بقلق:وإنتَ؟ مشتاق:آني مو نعسان,,راح اكعد اراقبج الى ان تنامين. ها شتكَولين؟ دجلة هزت رأسها:اوكي بس اجيب المخدة والبطانية من غرفتي. راقبها وتبعها الى حيث غرفتها المظلمة..حملت مخدتها والغطاء ورتبتهم على الكنبة التي تتوسط الصالة.. تمددت بإرتياح..وتمدد هو على الكنبة المقابلة لها..وانشغل بالمراسلة مع احد اصدقائه خارج القطر. وبعد قليل دجلة بغضب: تؤ تؤ تؤ. مشتاق :شكووو؟ دجلة بدلال:صوت موبايلك مزعج ما دا اكَدر انام. مشتاق:دجلة بلا دلع,,اصلا مسويه عالصامت. دجلة :اعرف بس صوت الفايبريشن مالة الرسايل يضوّجني. مشتاق: والمطلوب عيني؟ دجلة تقترح:اترك المراسلات هسة وروح تصفّح الانترنت احسنلك. مشتاق: شكرا لاقتراحاتج ست دجلة,,يلا نامي وتصبحين على خير. دجلة بتهديد:راح انام بس اذا سمعت صوت الموبايل... مشتاق:اي شسوين مثلا؟ دجلة: اروح انام بغرفة بيبي. مشتاق فتح عينيه وفمه..هل تهدده تلك الش*ية؟وكأنها تمنّ عليه بالسماح له بمراقبتها و السهر على راحتها. أذعن باستسلام لما قالت وارسل الى صديقه أنه ســيراسله في وقت آخر. كان يتصفح الانترنت وهو يراقب حركة اصابعها وهي تحمل المسبحة بيدها...وفجأة سقطت المسبحة من يدها بعد ان اشتدّ صوت الرعد.. نهض من مكانه بسرعة وجلس على الأرض ليكون قريباً منها..أمسك بيدها المرتجفة بلطف . هدأت قليلا فسحبت يديها من بين يديه بأدب.. ربتَ على شعرها وسألها:قريتي أذكار النوم؟ خفق قلبها وابتسمت وأجابت:الحمد لله. ابتعد عنها رغماً عنه وعاد الى مكانه. وبعد دقائق. دجلة بصوت ناعس:مشتاق نمت لو بعد؟ مشتاق خفق قلبه لصوتها الخالي من الغضب:لا بعدني ما نمت.دجلة:راح تنام هيج بدون بطانية؟بارد الجو؟ مشتاق استند على كوعه مقابلاً لها وابتسم:ليــش خايفة علية؟ دجلة اجابته بتفسير منطقي: ما اريدك تتمرض وبعدين تكَول دجلة السبب. ابتسم وهو يسمعها,, كم هي مشا**ة حتى وهي تصارع النوم. دجلة ابتسمت بلطف:تصبح على خير ولا تنسى تتغطى. مشتاق:وانتِ من اهل الخير. استيقظت في اليوم التالي,,انتبهت لمكانه الخالي..نظرت الى الساعة وقد قاربت السادسة والربع صباحا..عليها ان تنهض من فراشها لتؤدي صلاة الفجر قبل شروق الشمس.. القت نظرة الى باب غرفته ولمحته وهو يصلّي.. في غرفتها ..وبعد أن انهت صلاتها وقرأت الاذكار,,أرادت أن تشكره بطريقتها فتوجهت لغرفته .. وقفت عند الباب..دفعته بيديها.. تقابلت عيناهما..ابتسما لبعض. بادرها: صباح الخير..نمتي زين ؟ دجلة: صباح النور..اي الحمد لله. نهض وطوى سجادة الصلاة وتوجه لها حيث تقف. دجلة:بس ممكن اطلب منك طلب؟ مشتاق:تفضلي. دجلة بلعت ريقها: ما اريد احد يعرف,,قصدي.... مشتاق اقترب اكثر:وآني هم ما اريد احد يعرف.. دجلة فتحت عينيها.. هل هو فعلا يخاف على مشاعرها؟ أرادَ **ر الحاجز بينهما فإقترب وأكمل جملته وهويعيد خصلة من من شعرها خلف أُذُنها:يكَولون الاسبوع الجاي كله امطار وعواصف. دجلة ابتسمت: ومنو يكَول؟ اقترب اكثر: آني أكَول,,قصدي آني اتمنى. دجلة بخبث:الحمد لله كلتلي حتى اروح بغرفة بيبي. مشتاق:وليش اتعّبين بيبي وآني موجود؟ دجلة:اشكرك. مشتاق: زين وعن البارحة مو ناوية تشكريني؟ دجلة:بلي. أصلا جيت مخصوص حتى اشكرك. مشتاق:وآني انتظر. اقترب منها فإبتعدت عنه.. مشتاق:شنو غيّرتي رأيج؟ دجلة:لا طبعا,,بس حبيت اشكرك بوجبة ريوكَ(وسألته بلطف)تقبل لو لا؟ مشتاق:أيّ شي منج اقبله..بس بشرط تاكلين وياية. دجلة هزّت رأسها بموافقة,,وتحركت بخطوات خفيفة نحو الطابق الارضي. نزلت بخفة لتقابل الجدة وهي تقرأ القران في الصالة .. نزلت دجلة فقبّلت رأس الجدة ويديها: صباح الخير بيبي. الجدة:صباح النور يمة..اشون نمتي كوليلي؟ دجلة بخجل:الحمد لله نمت زين.. بيبي آني راح اسوي ريوكَ الي ولمشتاق..تاكلين ويانا؟ الجدة:لا يمة أكلو انتو بالعافية..آني تريكَت وية جدج من الفجر. استأذنت دجلة وتوجهت الى المطبخ فيما نزل مشتاق وتوجه ناحية الجدة. مشتاق: صباح الخير على احلى بيبي بالدنيا. الجدة مبتسمة: الله يرضى عليك ابني ..صباح النور. مشتاق: اشونها حبيبة قلبي اليوم؟ الجدة تشير للمطبخ:حبيبة قلبك هناك..روح ساعدها. مشتاق بإرتباك:بيبي وين جدي؟طلع لو بعده؟أريد اسلّم عليه.. ونهض من مكانه متوجها للسلام على جده,, انشغلت الجدة بقراءة القرآن مرة أخرى ولم ينتبه أحد لجوّاله الذي سقط من جيبه عند نهوضه. انتهت الجدة من قراءة القرآن,,اغلقت المصحف,,ولاحظت الجوّال العائد لــ"مشتاق". وفي هذه الاثناء دخلت دجلة الى الصالة. دجلة: بيبي وين مشتاق..سويتله الريوكَ؟ الجدة: اي يمة عاشت ايدج,,هو بس راح يسلّم على جدّه...أُخذي هذا تلفونه وكَع من جيبه بدون ميدري.آني رايحة اصلّي الضُحى. دجلة أخذت الجوّال ببراءة وتوجهت للمطبخ وجلست بإنتظار مشتاق.. دخل مشتاق الى المطبخ وهو يبحث في جيوبه عن جوّاله ليتفاجأ به بين يدَي"دجلة". إتجه ناحيتها بغضب وأخذ الجوال من بين يديها: آني كم مرة كَلتلج بطّلي حركاتج السخيفة هاي؟ دجلة بلعت ريقها بخوف:والله ماأخذته بس... مشتاق بعدم تصديق: سبحان الله..لعد شجابه بيدج؟ دجلة دمعت عينها: بيبي هي .... مشتاق: لا تكذبين من الصبح دجلة..التلفون شيسوي بيدج واشون أخذتيه مني؟ قاطعته الجدة بدخولها: تلفونك انتَ نسيته ورحت, وآني انطيته للبنية حتى ترجّعه الك. هو نظر اليها مرتبكاً بندم بينما هي انسحبت لغرفتها باكية ب**ت. الجدة وهي تلومه: مو عيب عليك اللي تسويه بيها,,هذا بدال ما تشكرها. مشتاق بتوسل: بيبي الله يخليج. الجدة وهي تغادر المطبخ: هي هالبنية مسكينة ما عدها حظ. مشتاق...بل أنا المسكين أيتها الجدة الحنون,,فدائما أُفسد اللحظات الجميلة بيننا بتصرفاتي الهوجاء... أرادت أن تشكرني فكافئتها بإتهام هي بريئة منه. نظرَ الى الفطور المُعَد على الطاولة..كان مرتباَ بطريقة انيقة..لكن خذله الحظ للمرة الثانية ..فقبل اسابيع أفسدَ غدائهما,, ومن ثم اعتذر وبالكاد قبلت اعتذاره,,وها هو اليوم يُفسد فطورهما...والله أعلم ماذا ســيُفسد بعد. هي في غرفتها مسحت دموعها...لا لن تعتكف في غرفتها كما فعلت في المرة الأولى,,نهضت فغسلت وجهها وارتدت ملابسها وتوجهت للطابق الأرضي,,,سمعت صوت القرآن الكريم ينبعث من الصالة الكبيرة,,ارتاحت نفسيا وتوجهت لتجد الجدة تجلس بوقار وتنصت بخشوع. اقتربت من الجدة وهي تبتسم وكأن شيئا لم يكن:أكَول بيبي آني رايحة للكلية,,ادعيلي. الجدة بإهتمام:يمة لتزعلين من ابن عمج,,هو شوية... دجلة:لا بيبي مو زعلانة. الجدة:لعد روحي أكلي لقمة,,ميصير تطلعين بلا ريوكَ. دجلة :بيبي والله ما اشتهي,,هسة آكل وية صديقاتي لتخافين. قبّلت رأس الجدة والتفتت لتجده واقفاً عند الباب. تقدمت في خطواتها لتواجهه:يلا مع السلامة. استوقفها بسؤال:تحبين اوصلّج؟ اجابته بإمتنان:اشكرك...على كل شي. مرّت أيام..وهما لا يتقابلان ,,وإن لمحته في الجامعة صدفة,,سلكت طريقا آخر,, اليوم في الجامعة..مشتاق في احد القاعات في الطابق الثاني يراقب الساحة الخارجية وانتبه لدجلة وهي تنسحب من بين صديقاتها وبيدها الجوّال..تنفس بعمق وأحسَ بالفضول والقليل من الغيرة. لا ..هو لا يغار..هو فقط مهتّمٌ بها..هذا ما يقنع به نفسه. دجلة تجلس لوحدها على المصطبة..أقفلت الخط لتتفاجئ بمشتاق: ليش كَاعدة بوحدج؟ وقفت دجلة: لأنه جنت احجي بالتلفون. مشتاق:اي ادري ..وممكن اعرف ويامن د تحجين؟ دجلة بعصبية:لا مو ممكن..شنو ناوي تتعارك وتاخذ التلفون مثل ما سويت ابيتكم؟ مشتاق:لا طبعا اذا كَلتيلي ويا من دتحجين؟ دجلة بتحدي: واذا ما كَلتلك شراح تسوي؟ مشتاق بشكّ: يعني ما اتصور امج لو اختج اللي عالتلفون وهمّ يعرفون عندج دوام؟؟ دجلة صكّت على اسنانها: شنو قصدك مشتاق؟ مشتاق بإصرار: اتصور اللي مخابر بهالوقت ملهوف يسمع اخبارج؟ دجلة بسخرية:اي طبعا تعرف ما يخابر بس اللي يحب. (وبهذه الاثناء رنّ جوّال مشتاق وكان المتصل "شيرين") رد مشتاق بسرعة وأقفل الخط. دجلة مشت بجانبه وبسخرية:وهذا الدليل..يلا روح عاللي يحبوك وآني هم اروح عاللي يحبوني. واثناء مرورها القريب منه داعب عطرها انفاسه ولامس شعرها القصير ذراعه مشتاق أغمض عيونه :دجلة انتظري. صار وقوفهما معا**ين لبعضهما. دجلة ثبتت في مكانها مشتاق: دجلة ممكن سؤال؟ دجلة بعصبية: مشتاق اذا تعيد سالفة منو عالتلفون فــ... مشتاق قاطعها: انتي ليش مو محجبة؟؟ دجلة فتحت عينيها: شنوو؟ مشتاق تقدّم خطوتين وصار مقابلاً لدجلة:سؤالي واضح..انتي ليش متتحجبين؟اللي اعرفه امج واختج مُحجبات..انتي شـتنتظرين؟ دجلة سكتت. مشتاق أكمل: لو عاجبج تلفتين انتباه كالعادة؟ دجلة:شكو مشتاق؟سامع عني شي مثلا؟؟اشو من اجيت لحدّ الان وانتَ تسألني..ليش كَاعدة بوحدج؟ويامن تحجين؟واخير شي ليش متتحجبين؟ شنو انتو جايبيني هنا حتى تخلوني تحت المجهر وتراقبوني على كيفكم؟؟ مشتاق: دجلة احترمي نفسج. دجلة: والله الحمد لله آني محترمة نفسي ومتربية احسن تربية..بس انتو دائما تحسسوني انه كل تصرفاتي غلط بغلط (سكتت قليلا ثم أكملت كلامها) مشتاق شنو انتو عبالكم لأن ما عندي أب لو اخ اللي يراقبني راح اتصرف مثل بنات الشوارع..لااا عيني لاا..آني دجلة تربية سميحة ومازن اعرف الصح من الغلط,,وأعرف اميّز بين اللي يحبني واللي يكرهني. مشتاق ببرود:وهسة شـتريدين مني اصفق لج لو آخذج بالأحضان على سيرة حياتج المستقيمة ست دجلة؟ دجلة : لا هذا ولا ذاك..بس عوفني شوية..يا أخي وين ما اروح اشوفك(وأحاطت رقبتها بيديها) خنكَتني خليني اتنفس شوية..مو كافي كاتم على انفاسي بالبيت. مشتاق: كل هالدلال العايشة بيه وتكَولين كاتم على انفاسج ..صدكَ انتي مثل البزونة تاكل وتـــ... دجلة قاطعته ورفعت يدها بحركة مثل القطة: اي صحيح آكل وأخرمش بس اللي يأذيني. مشتاق ابتسم بعفوية لحركتها:اسمعي دجلة..لو تحجين منا للصبح..شي واحد اريده منج..فكّري بالحجاب زين لأنه ما اريد اضغط عليج. دجلة : وإذا ما اقتنعت شتسوّي يعني؟ مشتاق اقترب منها: راح اجبرج تلبسيه ..فأحسن شي تلبسيه عن قناعة. (رنّ جوّاله للمرة الثانية) مشتاق رد: اوكي شيري دقايق وآني بالمكتبة . وتجاوزها بدون اي كلمة . عادت دجلة الى البيت وفكرت في كلام مشتاق وحاولت أن تجد تفسيراً لتصرفه. تغمض عينيها وهي تتذكر صوته..تهديده..عصبيته معها بالمقارنة مع حالة الهدوء في رده على شيرين وللحظات حسدت شيرين على لحظات الهدوء والتفاهم اللي تقضيها مع مشتاق. بعد هذه المواجهة انشغلت دجلة بإمتحانات الكورس الأول ومشتاق هو الثاني ابتعد عن مواجهتها. اليوم مشتاق وشيرين في المكتبة مشغولين بكتابة احد البحوث.. مشتاق رفع راسه ودلكَ رقبته بتعب انتبه لمجموعة بنات يدخلون المكتبة وكانت دجــلة من ضمنهم . مشتاق تن*د بقلق وهو منتبه ان دجلة لا تزال غير محجبة..بدا يراقبها بعينيه وانشغل عن الكتابة .. دجـلة لم تنتبه لمشتاق لأنه كان في الجهة البعيدة من المكتبة .. دجلة تستشير صديقاتها: بنات ما لكَيت مصادر كافية عن موضوع البحث مالتي..اشون وين اروح؟؟ مينا:جوجو حبي روحي على استاذ احمد المسؤول عن الاستعارة..هسة تلاكَيه يعرف اذا اكو مصادر لو لا. وفعلا توجهت دجلة لمسؤول المكتبة وسألته وطلبت منه ان يتأكد من وجود مصادر معينة عن كاتب معين . وبعد دقائق عادَ استاذ احمد مع مجموعة من الكتب . بدأت دجلة بتقليب الكتب وتفاجئت أن .....الكتب مختلفة عما تريده..وتذكرت أنها قد كتبت اسم الكاتب بالغلط. مشتاق انصبّ تفكيره على دجلة وحركاتها.. دجلة انتبهت للكتب ثم أعادتهم..تكلمت مع الأستاذ احمد..ابتسمت بخجل وأعادت خصلة من شعرها . شيرين كانت مشغولة بالكتابة هي الأخرى ..أكملت كتابة الفصل ورفعت راسها وابتسمت لمشتاق شيرين: ها حبيبي كمّلت؟ مشتاق انتبه انه ومنذ ساعة دخول دجلة للمكتبة وهو لا زال بنفس السطر.. مشتاق ارتبك: آآ...لا لسة دا اكتب! شيرين فتحت عيونها: لااا مستحيل...مشتاق شعجب؟ انتَ بديت قبلي بالكتابة . مشتاق ابتسم: بصراحة راح فكري لبعيد. شيرين ابتسمت بخجل:دير بالك تروح لوحدك. مشتاق مستغرب للتناقض الذي بدأ يعيشه .. مع شيرين هو انسان هادئ..متفاهم ..ربما لأن ما يجمعه مع شيرين أنهما عمليين ,,يجمعهم الحسب والنسب واسم العائلة والطموح. اما مع دجلة فهو انسان عصبي متسلط ع**د يحسب حساباً لكل تصرفاتها. شيرين جمعت الاوراق: اكَول حبي آني راح اروح اطبع الفصل وانتظرك اوكي؟؟ مشتاق هز راسه بالموافقة : ماشي. تابعها الى ان خرجت من المكتبة وابتعدت . نهض من مكانه وتوجه ناحية دجلة واستاذ احمد . مشتاق: السلام عليكم . استاذ احمد ودجلة: وعليكم السلام. مشتاق يوجه كلامه لـ دجلة: خير اكو شي؟ ثمّ التفت الى استاذ احمد وبتوضيح: دجلة تصير بت عمي. ابتسمَ استاذ احمد: اهلا وسهلا بيك وبت عمك..بس بصراحة بت عمك اليوم تعبتني. مشتاق بغيرة: ليش صار شي؟ استاذ احمد:لا والله بس انطتني اسم الكاتب بالغلط ..يعني كل الكتب اللي جبتهن متفيدها.ٍِ دجلة ابتسمت: آسفة والله استاذ تعبتك وياية. ثم قامت بتصحيح اسم الكاتب ودخل الأستاذ احمد للغرفة الثانية يبحث عن مصادر . مشتاق بعصبية: آني مو كَلتلج بطلي هالحركات؟ دجلة: أيّ حركات يعني؟ مشتاق بدا بتقليدها : اشكرك وتعبتك وياية... على شنو تشكريه وتعبتيه؟؟ ..هو هذا شغله ويستلم راتب من الدولة عليه.. لو عبالج فاتحين المكتبة لسواد عيونج؟؟ دجلة : مشتاق ليش كلما تشوفني تتعارك؟؟وليش كلما اكَول حجاية تفسرها 100تفسير..وبعدين هو الولد حباب و.. قاطعها مشتاق: اي اعرف حباب ومؤدب والله افتهمت..بس لا تمونين حيل وياه...وبعدين ممكن اعرف انتي ليش ما تحجبتي؟ دجلة: والحجاب شعليه هسة..تتصور هذا المكان المناسب للمواعظ مالتك؟ والتقت عيونهم بنظرات نارية.. قاطعهم الأستاذ احمد وهو يحمل كتاباَ ثقيلاَ من الواضح انه مص*ر مهم استاذ احمد: العفو بس لكَيت هذا المص*ر عن الكاتب وتقريبا مثل الموسوعة الكاملة لكل مؤلفاته. ثمّ التفت الى مشتاق: بس تعرف استاذ مشتاق قوانين المكتبة..انه المصادر والموسوعات فقط لطلبة الماجستير والدكتوراه لأنه مصادر مهمة وقيمتها عالية . مشتاق هز راسه بتفهّم : اي اعرف. دجلة بـِـحيرة: يعني ماكو بس هالمص*ر؟ استاذ احمد: والله حاليا هذا اللي لكَيته..بس ممكن تصبريلي هالاسبوع ارجع اسأل. مشتاق قاطعه: زين ممكن آني استعير المص*ر وعلى مسؤوليتي؟ استاذ احمد : اي ممكن طبعا. دجلة ابتسمت لمشتاق بإمتنان. مشتاق وقّع على الاستعارة بينما استاذ احمد انشغل مع طلبة آخرين يبحثون عن مصادر. مشتاق ودجلة في نفس المكان ..دجلة تقدمت خطوتين لتأخذ الكتاب. مشتاق وضع يده على الكتاب وبعتب: يعني ماكو كلمة شكراً..لو بس الكلام الطيب للغربا. دجلة بنبرة سخرية: اشكرك ابن عمي على كل شي والحمد لله انه عندي ابن عم شهم مثلك..ها رضيت؟؟ مشتاق صك على اسنانه: أكو أحد يشكر بهالطريقة مشتاق رفع حاجبه: شعجب..بس آني سمعت غير شكل وية استاذ احمد؟ دجلة بملل حاولت أن تسحب الكتاب مشتاق ضغط بيده على ايدها: اتركي الكتاب لأن ثقيل عليج..آني اخذه وياية ومن اكمل محاضرات اوديه لبيت جدي. دجلة:لا ماكو داعي تتعب نفسك. مشتاق: كَلتلج آني اجيبه..لا تعاندين. وبينما هم يتراشقون النظرات الع**دة ..قاطعتهم شيرين .. .شيرين اقتربت من مشتاق وعينها على دجلة . شيرين بإستغراب: خير حبيبي اكو شي؟ دجلة بغيرة التفتت لــ مشتاق. مشتاق بعصبية: دجلة روحي هسة. شيرين ضيّقت عيونها على دجلة: انتي دجلة؟ دجلة بإبتسامة عرّفت عن نفسها: دجلة طارق بركات.بنت عم مشتاق وخطيبته. ثم التفتت الى مشتاق: اوكي ابن عمي لا تنسى الكتاب. شيرين ومشتاق تابعوا دجلة بعيونهم التفتت شيرين الى مشتاق وبنظرات مليئة بالغيرة: هيّ هاي دجلة؟ مشتاق هزّ رأسه بالايجاب. شيرين بلعت ريقها: بس ما كَلتلي انه هي... مشتاق قرأ نظرات الغيرة: انهُ هي شنو؟ شيرين استدركت كلامها: لا ماكو شي..بس شنو سالفة الكتاب؟؟ مشتاق: لا ماكو سالفة ..بس هي اخذت كتاب من المكتبة ..وآني كلتلها لا تشيليه وياج لأن ثقيل عليها. شيرين بإستغراب:وشــدعوة عيني هيج خايف عليها؟..وحدة مثلها تلاقيها تشيل قنينة الغاز بإيد وحدة..وتجي هنا تسوّي نفسها ناعمة ورقيقة. مشتاق شعرَ بنبرة الغيرة بكلامها .ابتسم:والله ما اعرف بس شوفي هذا الكتاب (وأشار بيده الى الكتاب) وبعدين اني اخذته على مسؤوليتي وما اريده يضيع لو يصير بي شي. شيرين : براحتك حبيبي بس ما اريدك تتعب نفسك لخاطر هيج وحدة .. كان هذا الكلام يوم الاربعاء..عاد مشتاق الى بيته ومعه الكتاب وانتظر ان تتصل دجلة لتطلب منه أحضارالكتاب..انتظر وانتظر لكن دون جدوى. يوم الخميس عصرا بينما الجدة في الصالة تتابع حلقات المسلسل الذي تتابعه.رن تلفونها وكان المتصل مشتاق. مشتاق: السلام عليكم اشونج بيبي. الجدة: هلا يمة اشونك..شخبارك؟ مشتاق: الحمد لله بخير.. بس بيبي ردت اسأل عن دجلة..صارلي ساعة اخابر ومترد عالتلفون . الجدة: ياااا يمكن ناسيته بغرفتها وتلاقيها هسة ملتهية وية صديقاتها. مشتاق بغضب: صديقاتها منو؟؟واشون تطلع بدون اذني..آني كم مرة..... الجدة: على كيفك ابني ..آني ما كَلتلك طلعت لمكان,بس صديقاتها اليوم جايين ضيوف عدها وهي وياهم بغرفة الضيوف..يعني ما بيها شي. مشتاق بلع ريقه: أي احسنلها متطلع لمكان. الجدة بهدوء وحنان: ابني على كيفك وياها خطية..يعني وين تروح ؟؟هي من البيت للكلية ومن الكلية للبيت وتعرفها اصلا ما تروح لبيت ابوها ..ولبيت اهلك صارلها فترة مو جاية ما اعرف ليش. مشتاق: ليش بيبي آني شمسويلها؟؟ الجدة: مو مسوي شي ابني بس مرات تتعصب عليها..وهي البنية هنا وحيدة خطية.. مشتاق تن*د : زين بيبي اريد احجي وياها شوية. الجدة ابتسمت : ما اوصيك عليها. وبسرعة حضرت دجلة من غرفة الضيوف: خير بيبي اكو شي. الجدة بعتاب: ليش ناسية تلفونج؟؟ابن عمج يخابر وظل باله يمج. دجلة بهدوء: اسفة بيبي..هسة احجي وياه واعتذر منه. مشتاق ابتسم وهو يستمع لصوتها ويستبعد ان تعتذر هذه الع**دة عن اي تصرف يبدر منها فكل شيء له مبرر بنظرها. واخذت التلفون من الجدة وابتعدت عن مجالها. دجلة : الوو. مشتاق بعصبية: مرة ثانية تاخذين تلفونج لكل مكان افتهمتي؟؟شمعنى بالكلية ما يفارق ايدج؟؟ دجلة بعناد: يعني وحدة نست تلفونها ..شــصار؟؟تصير بكل العوائل. مشتاق: هذا بدل متعتذرين؟ دجلة:والله ما سويت غلط..سبحان اللي ما ينسى. مشتاق بهدوء وقد الزمته الحجة: سبحانك ربي.. بس افرضي احد اتصل عليج. دجلة بثقة: والله آني مو متعودة احد يتصل بس ماما ودنيا اختي وقبل شوية خابرتهم وكلتلهم عندي ضيوف واخابركم بعد ما يطلعون. مشتاق بعصبية : يعني امج واختج يعرفون بضيوفج وآني آخر من يعلم؟؟ دجلة:وانتَ شعليك؟؟صديقاتي وجايين يشوفوني. مشتاق: حتى صديقاتج لازم اعرف اصلهم من فصلهم..شــمعرفني ويامن تمشين انتي؟؟ دجلة : والله اني استأذنت من بيبي وهي وافقت. مشتاق: ليش منو زوجج هنا.آني لو بيبي؟ دجلة صكت على اسنانها: مشتاق شتريد؟ مشتاق: صديقاتج منين ..منو عوائلهم؟ دجلة بسخرية: ليش تريد تناسبهم؟؟ مشتاق : ليش لا؟اذا عوائل وأصل وفصل ..احتمال كلشي يصير بالمستقبل. دجلة سكتت وأغمضت عيونها بألم. مشتاق أحسّ بخطأه وعض على شفته بندم. مشتاق في محاولة لتغيير الموضوع:كتبتي البحث لو بعد؟ دجلة بهدوء: لاا بعد..انتظرك تجيب الكتاب. مشتاق: وليش ما خابرتيني تذكّريني؟ دجلة : ماكو داعي اخابرك..انتَ اخذته من المكتبة وانت لازم تجيبه. مشتاق:ماكو شي اسمه لازم.بكيفي اجيبه لو لا؟ دجلة: يعني شنو بكيفك؟..مشتاق عندي بحث عليه درجات ولازم اكمله مو فاضية لعنادك. مشتاق ابتسم لعصبيتها: والبحث لمنو ؟الي لو الج؟ دجلة : الي طبعا. مشتاق: خلاص انتي تعالي اخذي الكتاب. دجلة ابتسمت لدعوته الص**حة الثانية لزيارتهم: لا ماكو داعي اجي..باجر ان شاء الله الجمعة(يوم الغدا الاسبوعي )..واكيد انت اول واحد تحضر. مشتاق ابتسم لتهربها :اي اجي للغدا..بس احتمال انسى الا اذا خابرتيني الصبح. دجلة بخبث:وماكو داعي اخابر..اعرفك مو ناسي..اصلا متكَدر تنساني..أحد ينسى مرته مو عيب؟؟ مشتاق دق قلبه بسرعة لأنها واجهته بحقيقة طالما انكرها:واذا نسيت شسوين ؟ دجلة : اجي لبيتكم. مشتاق ابتسم وبلا وعي: وهو المطلوب. دجلة :صحيح تريدني اجي لبيتكم؟ مشتاق: وليش متجين؟بيت عمج ومن حقج؟ دجلة :اي صحيح بس قبل يوم جنت يمكم؟يعني مو يومية؟ مشتاق بإستغراب:ليش ايمتة جيتي لبيتنا؟ دجلة:اجيت بيوم الأثنين,,وظليت تقريبا ساعتين يم البنات,,بس شنوو كللش تونست وياهم. مشتاق وهو يضغط على يده بقوة:وليش ما خابرتيني تستأذنين؟ دجلة بسؤال:ليش انتَ تريد تمنعني اجي لبيت عمي؟ مشتاق:اذا آني مو موجود,,اي م***ع توصلين لبيتنا. دجلة: وآني شمعرفني انتَ مو موجود؟ مشتاق بغضب : يعني حضرتج رحتي وجيتي وما سألتي عني..شنو هالبرود عليج؟ دجلة: بلي سألت عنك رغد وكَالتلي معزوم بعرس صديقك. مشتاق: اسمعي دجلة ,,مرة ثانية من تريدين تجين لبيت اهلي تخابريني افتهمتي لو لا؟ دجلة:اي افتهمت بس ما كَلتلي لييش؟ مشتاق اغتاظ وهو يسمع سؤالها الغ*ي,, الا تدرك أنه يريد رؤيتها,,والاشتباك معها في مناوشات كلامية. طال ال**ت فقام مشتاق بتغير الموضوع لئلا يعترف بما في ص*ره: صديقاتج راحو لو بعد؟ دجلة : اوووه والله نسيتهم. مشتاق:يلا روحيلهم ميصير تتأخرين عليهم. دجلة :مشتاق لا تنسى الكتاب باجر الله يخليك والله محتاجته. مشتاق:افكّر. دجلة بعفوية : مشـتــــاااق..عفية عيني حباب لا تنسى. مشتاق بصوت هادئ:يلا روحي لصديقاتج,,محتاجة شي. دجلة: سلامتك بس... مشتاق قاطعها:والله افتهمت. مشتاق أقفل الخط وضغط بقوة على جواله..واستغرب دغدغة مشاعره عندما لفظت اسمه بتوسل لأول مرة بدون عصبية او سخرية..حتى وان كان هدفها المصلحة الشخصية. اليوم هو الجمعة.. وبعد صلاة الجمعة المباركة يكون موعد الغداء الاسبوعي في بيت الحاج بركات حيث يتجمع الابناء والبنات والاحفاد.. بعد وجبة الغداء الشهية وما تبعها من شاي بالهيل..يتفرق المجتمعون حيث الرجال ينشغلون باحاديث العمل وال*قود..بينما الشباب يتجهون احيانا الى الساحة الخلفية لبيت الجد للعب كرة القدم او كرة السلة..البنات في الصالة الكبيرة وكالعادة يجتمعن امام التلفزيون ومع كل قناة يبدأ النقد والكلام في الموضة وقصات الشعر وووو..... والنساء في الصالة كذلك يجتمعن للحديث في كل شيء.. وبينما البنات والنساء في الصالة..دخل ابناء العمة عفاف وابناء العمة خلود والقوا التحية على الجميع و من بينهم كان (ليث)ابن العمة عفاف (والذي كان قد خطب دجلة مسبقا)(وهو متزوج حاليا ولديه بنت واحدة) تفاجئ باللوك الجديد لدجلة.. ليث اشار بيده مبتسما :دجلة؟ تصدكَين ما عرفتج؟ دجلة ابتسمت بخجل ليث المعروف بهدوئه تكلم بجرأة:اتصور هالتسريحة ما تناسب ايّ وحدة من البنات..بس انتي غير شكل. دجلة بإحراج: اشكرك هذا من ذوقك. .. دخل مشتاق للصالة ووجّه نظرات غاضبة الى ليث ودجلة التي بلعت ريقها بدخوله المفاجئ. دجلة كانت تجلس في مقعد مخصص لشخص واحد .. وفي محاولة منه لإغاظة ليث,,توجه مشتاق بإتجاه دجلة وجلس بقربها مضايقا لها وأحاط كتفها بذراعه. دجلة همست بإذن مشتاق بعصبية: يعني ما لقيت بس هالمكان؟تدري بنفسك مضايقني. مشتاق ابتسم:جاوبي بصراحة ضايقتج لأن كعدت يمج..لو لأن قطعت عليج فَقرة الغزل؟. دجلة:شنو قصدك؟ مشتاق بعتب:قصدي عيب عليج تسمعين احد غريب يتغزل بيج وما توقفيه عد حده. دجلة:اذا قصدك على كلام ليث..فإنت تعرف انه ما عندي شي وياه..وبعدين ليث مو غريب هو ابن عمتنا لو نسيت؟ وانت تعرف انه هوَ مؤدب وحباب و... مشتاق اكمل جملتها:اي مؤدب وحباب (وقرّب من اذنها)ومتزوج وعنده بنية.. دجلة: وآني شعليّة بيه؟ مشتاق:المفروض تردين عليه وتخليه يسكت. دجلة بعصبية:مشتاق ليش تريد تسويلي مشكلة؟..اشون ارد عليه والناس كلها هنا وأولهم عمة عفاف اللي متحبني ولا تطيقني وتريد اي حجّة حتى تنتقم مني ومن امي (ودمعت عيونها والتفتت للجهة الثانية) مشتاق ندم لأستفزازها بهذه الطريقة وكعادته غيّر الموضوع وهمس في اذنها:تريدين الكتاب لو لا؟ دجلة التفتت لجهته وابتسمت: ها يعني ما نسيته؟ مشتاق بلطف بالغ:مو عيب انسى شي مرتي وصتني عليه. دجلة ضحكت:الله يديم المعروف. مشتاق نهض من مكانه فجأة ومد يده لدجلة وسحبها اليه أمام انظار الكل. دجلة احمرّ وجهها وهمست في اذنه:مشتاق عيب هالحركات احنة مو لوحدنا. مشتاق: تريدين الكتاب لو اغير رأيي وارجعه وياية للبيت؟؟ دجلة تمسكت بذراعه: يلا امشي وامري لله. واستأذن مشتاق من الجميع وانصرف هو ودجلة لغرفة الضيوف حيث ترك الكتاب. دخلا الغرفة سوية..اغلق مشتاق الباب واقترب من دجلة. دجلة بإرتباك: وين الكتاب؟ مشتاق:موجود..بس قبل الكتاب مو ناوية تشكريني؟ دجلة بتوسل: مشتاق ليش متصير حباب وتنطيني الكتاب وتخليني اروح؟ مشتاق اقترب ورفع ذقنها بيده :والله اني حباب ومؤدب مثل بعض الناس.. بس انتي مو فاهمتني. دجلة دعكت راحتيها بقلق:يعني شنو؟ مشتاق اقترب اكثر:يعني نفتح صفحة جديدة نتعامل بيها مثل اي اثنين...مخطوبين. دجلة ابتعدت عنه بخفة:ما ادري احس اكو حواجز بيناتنا. مشتاق تبعها بنظراته:ليش دجلة؟ دجلة بلعت ريقها بصعوبة: لأنه إنت اصلا متعاملني على اساس آني بت عمك... مشتاق وقبل ان يفهم قصدها سحب ذراعها بلطف:صح لأنه انتي مو بس بت عمي..انتي..مرتي. دجلة محاولةً تصحيح سوء الفهم: لا مشتاق قصدي انه... مشتاق ابتسم واقترب ولأول مرة يطبع على جبينها قبلة دافئة ارتعشت لها اطرافها واحمرّ وجهها. دجلة ابعدته بكل أدب. مشتاق :هسة تريدين الكتاب لو لا؟ دجلة هزت رأسها ب(نعم) مشتاق احضر لها الكتاب وكان معه كيس آخر وسلمها إياه. دجلة مستغربة:هاي شنو؟ مشتاق:هدية بسيطة. دجلة :وشنو المناسبة؟ مشتاق : احنة مو اتفقنا نفتح صفحة جديدة؟ دجلة وضعت ذراعيها على ص*رها: بس آني مو محتاجة هدايا. مشتاق صكّ على اسنانه:دجلة الهدايا مو معناها انتي محتاجة.. بس معناها انه المقابل..(وسكت) دجلة انتظرت ان يكمل جملته. لكن غيّر الجملة بقوله: وبعدين حتى الرسول عليه الصلاة والسلام قبل الهدية. وقبل ان تجيب دجلة بكلمة مشتاق وبضيق صبر اخرج كيس آخر من الكيس الأول: يعني ساعة اتوسل بيج تاخذين الهدية ويمكن ساعتين اتوسل حتى تفتحيها(وناولها مجموعة من الحجابات ) دجلة فتحت عينها وبإستغراب:هاي شنوو؟ مشتاق ابتسم: هذي حجابات؟ دجلة : وشسوي بيها؟ مشتاق بإستهزاء: تتف*جين عليها وتكوليلي رأيج. دجلة فهمت قصده: مشتاق انتَ كَلتلي فكري بالموضوع. مشتاق وبخفة يد.. حمل احد الحجابات ووضعه على شعرها وتأملها بإعجاب:والله تجننين بالحجاب. دجلة بغرور: اجنن بحجاب او بدونه. مشتاق:والله ادري بس شوفي نفسج اللي يشوفج بالحجاب يكول عنج عاقلة. دجلة بعصبية حاولت ان تسحب الحجاب: يعني شنو عاقلة؟شنو كَالولك عني مخبلة؟ منعها مشتاق من نزع الحجاب بوضع يده على يدها مع ابتسامة ساحرة:وهذا تصرف وحدة عاقلة!. وأحاط وجهها بيديه وتأمل ملامحها للمرة الثانية وبصوت هامس:الله يساعدني عليج. خفق قلبيهما بشدة وفُتح الباب فجأة وإذا بالجدة تتفاجئ بوجود مشتاق مع فتاة محجبةالجدة بإستغراب: مشتاق هاي منو وياك؟ ارتبك الاثنان من دخول الجدة المفاجئ.. الجدة فتحت عينيها بينما دجلة احاطت وجهها بكفيها. الجدة بعدم تصديق:دجلة؟؟ارفعي راسج خليني اشوفج بالحجاب. دجلة : لا بيبي بس هذا مشتاق... قاطعتها الجدة والتفتت لمشتاق: عفية عليك ابني..والله صارلي سنين كلما تجي اكَوللها تحجّبي احسن ومتسمع الكلام وهسة انتَ بأقل من شهر خليتها تتحجب. مشتاق ابتسم بغرور ممزوج بثقة بالنفس:مرتي حبابة وتسمع الكلام. دجلة فتحت عينها بإستغراب و حاولت نزع الحجاب لكن الجدة نادت على حفيداتها المتواجدات بالصالة حيث تفاجئ الجميع بدجلة وهي مرتدية الحجاب دجلة غرست اظافرها في ذراع مشتاق القريب منها: ها رضيت هسة؟ مشتاق وهو يحك ذراعه متظاهرا بالألم: آآي,,ولج لتظلين متوحشة..اعقلي شوية. وفعلا دجلة اخذت الكيس واخذت الكتاب وصعدت به الى غرفتها ومن ثم نزلت متوجهة للمطبخ حيث كان هناك ليث ابن العمة عفاف. دجلة دخلت المطبخ وكانت لا تزال مرتدية الحجاب تفاجئت بوجود ليث. دجلة ابتسمت ببراءة ليث:لهالدرجة مسيطر عليج مشتاق؟ دجلة بعصبية:اتصور مو من حقك تسأل لأنه اصلا ما راح اجاوبك. ليث: دجلة شبيج؟اشون توافقين على مشتاق وانتي تعرفيه اصلا ميحبج. دجلة استمرت ب**تها. ليث اقترب اكثر:تعرفين انه مشتاق يحب وحدة وياه بالكلية. دجلة ببرود: اي اعرف..شنو نسيت انه اني اداوم بنفس الكلية؟ ليث فتح عينيه: معقولة؟وتعرفيه يحب غيرج ومتغارين؟؟شنو انتي؟ دجلة: طبعا ما اغار لأنه آني اصلا ما احبه. ليث: كذابة..انتي طول عمرج تحبيه وتفضليه عالكل..كلشي واضح بت خالي. دجلة بعصبية: ليث ما اسمحلك تتدخل بحياتي وبعدين اذا مرة لو مرتين سمعتني اسأل عنه فهذا مو معناه انه آني احبه لو ميتة عليه. ليث: زين ممكن تكَولين ليش وافقتي عالخطوبة؟اذا انتو الاثنين واحد ميحب الثاني. دجلة بلعت ريقها:شي ما يخصك. ليث بنفاذ صبر: دجلة انتي تعرفين انه آني ردت اتقدملج وانتي اللي رفضتي وكلتيلي انه ابد متفكرين بواحد جده يكون بركات ...هسة شمعنى وافقتي على مشتاق..وانتي تعرفيه اقرب واحد لجدي؟ دجلة أغمضت عينيها وسكتت. ليث بتوسل: دجلة صدكَيني آني هسة مستعد.. دجلة قاطعته: ولا كلمة ليث..عيب عليك هالحجي..وبعدين مو دجلة اللي تخرب بيوت عمرانة ولا دجلة اللي تخون ابن عمها. ليث: حتى لو ابن عمها ما يحبها؟ دجلة سكتت. ليث: شنو انتي ما عندج كرامة؟ دجلة صكّت على اسنانها: ليث وتاليها وياك؟ ليث: اسمعي دجلة ولا تقاطعيني الله يخليج ..آني صحيح متزوج وعندي بنية ..بس صدكيني انتي دائما على بالي ولو بعد عشرين سنة..مستعد ارجع اطلب ايدج وبوقتها راح تصيرين الثانية والاخيرة بحياتي..وسهى وبنتي حقهم محفوظ. دجلة بغرور: ومنو يكول اني اقبل اصير الثانية..آني اما اصير الاولى او الاولى..وبعدين حتى لو صار شي بيني وبين ابن عمي وطلعت من بيت بركات فــراح اطلع نهائي وما راح اكون سبب بقطيعة رحم بينك وبين بيت عمي طالب. ليث بيأس: يعني شنو؟ دجلة
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD