مشكلة مزدوجة

1159 Words
عدوتي الحبيبة ....٤ مشيت خارجة من القاعة ثم تركت الاستياء الذي خبأته داخلي يظهر و انا اهمهم بصوت مرتفع " ذلك الغ*ي لمٓ كان عليه ان يظهر الان و يقوم بتخريب حياتي مجدداً؟..لو انه فقط صرصور و ليس انسان لكنت دست عليه بقدمي مرة تلوى المرة حتى ..." كنت أدوس بقدمي الارض كما لو كان هنالك صرصور حقيقي عندما انتبهت ان احدهم يقف الى جواري فتوقفت عن الكلام . ألتفت إليه لأَجْدَه شاباً طويلاً و نحيل البنية ب*عر بني و يلبس كما لو انه عارض أزياء او فنان مشهور . تجمدت للحظة ثم عدت لصوابي و سألته بأحراج بينما هو لم يتوقف عن النظر الي ّ و لو للحظة، ذلك لم يساعدني بتاتاً. " كم مقدار ما سمعت ؟" ابتسم و هو يقول " كل شيء منذ البداية " تن*دت في داخلي و انا افكر هذا ما كان ينقصني لهذا المساء ، ان اتصرف بحماقة امام شاب وسيم اكثر من المسموح . مد يده مصافحاً و هو يقول " بالمناسبة انا يامن سعيد بلقاءكِ ِ آنسة؟" لم يكن يترك لي مجالاً كي ارفض التعرف اليه . فأجبته " رنا سعيدة بلقاءك انا أيضاً " عّم ال**ت للحظة فأستغليتها بأن ضحكت ضحكة مفتعلة و قلت " المعذرة يجب ان ارحل الان " انطلقت مهرولة لانقذ نفسي من اي احراجات اخرى عبر الهروب . لكني سمعت خطوات ورائي . نظرت الى الوراء لأجد ذلك الشاب الذي بدى مستمتعاً بالأمر اكثر من المفترض مبتسماً ابتسامة عريضة تخ*ف الانفاس . توقفت و واجهته عندها قال " لماذا تغادرين لا تزال السهرة في بدايتها !" انا " لست معتادة على البقاء طويلاً في مثل هذه الأماكن انها تخنقني " يامن" هل السبب هو ذلك الصرصور الذي أردتِ سحقه في الداخل ؟" شعرت بوجهي يحترق احراجاً بعد ان ذكر ما كنت اقوله قبلها بقليل ، هززت رأسي بنعم . مشينا ببطء في حديقة الفندق بعد ان كنت قد نسيت انه يفترض بي المغادرة . يامن " لا داعِ للحرج اتفهم موقفكِ . هناك أناس يستطيعون دفعك الى مرحلة يفيض بك الكيل و تريدين عمل شيء إجرامي للتخلص منهم " ابتسمت مرتاحة لمعرفة انه لم يظن بأني مجرمة غريبة الأطوار . نظرت نحوه و قلت " انت محق هناك الكثير من الناس المزعجة. لكن مهما بلغوا من السوء لن يكونوا بسوء أيمن ، لو انك صادفته ستفهم ما امر به. انه ثريعديم التربية ، فاسد و مدلل ذَو قلب قاسي و متعجرف للغاية" يامن " اعرف احدهم بنفس الاسم والصفات . صدفة غريبة!" ابتسمت بخجل لان مجرد النظر الى يامن كان يجعلني اشعر و كأنني جميلة فعلاً ، و الا كيف جذبت انتباه شخص بروعته ؟ انا و قد تذكرت ان عليّ الذهاب " يجب ان اذهب الان فقد انتهى عملي هنا على اي حال " يامن " لمَ العجلة فلتبقي معي لقليل من الوقت انا مثلكِ اكره الحفلات لكني مضطر للحضور " انا " هل انت هنا بسبب عملك أيضاً؟ " يامن " صحيح ، انا وددت ان أقوم بعملي الخاص لكن وجدت نفسي عالقاً في مكان اخر" قلت و انا اتفهم وضعه " انا أيضاً اتحمل العمل لدى الآخرين فقط لأتمكن يوماً من انشاء عملي الخاص . انه الكفاح يا رفيقي شيء لن يفهمه الأغنياء مثل أيمن الغ*ي" ساد ال**ت للحظة رغم اني شعرت بأن يامن موجه كل اهتمامه الي ينتظرني ان اتحدث . كنت لا ازال اشعر بحنق على ما حدث في الداخل لذلك تكلمت منفسة غضبي " كنت لاتحمل اي شيء لولا انه يلبس بطريقة مستفزة . انا لا اصدق كيف لأحد يلبس شيئاً ب*عاً يكلف آلاف الدولارات .. ! اتمنى لو ان بأمكاني جمع أولئك الأغنياء التافهين جميعاً و رميهم في الصحراء و بهذه الطريقة أسدي معروفاً للمجتمع " يامن " انتِ امرأة فريدة حقاً! الا يفترض بأن الرجل الثري هو حلم كل فتاة ؟" ضحكت بسخرية " انها خرافة صدقني . هو فقط لان هناك نوع من الفتيات السطحيات هدفهن الوحيد الحصول على زوج غني مهما كلفهن الامر ، ذلك النوع بطريقة ما يوحي للناس بأن جميع النساء مثلهن" هز رأسه يامن متفهماً . كان لطيفاً و ممتعاً البقاء مع ذلك الغريب . كنّا قد وصلنا الى اخر الحديقة عندها قال يامن " هل تودين الذهاب معي الى مكان اخر اقل مللاً من الحفلة هذه؟" عندها عرفت ان يامن يحاول التودد اليّ . و وبخت نفسي للحظة عندما ارتحت لرجل غريب بالحديث فهو على الأغلب سيعتقد بأني اردت التقرب منه و بأنني امرأة سهلة. اخذت نفساً عميقاً و قلت " هل انت الان تدعوني للخروج معك ؟ ! انت تعتقد اني من ذلك النوع؟؟" حاولت اخفاء غضبي لكن ذلك لم ينجح . رفع يامن يديه مستسلماً و بوجه خائف اخبرني " اعتذر منكِ ، لم اقصد جعلكِ تستائين " قفز امامي و أخذ يعود للوراء و يحرك يديه كما لو انه يجر شيئاً. انا باستغراب " مالذي تفعله الان ؟ " يامن " انا اسحب سؤالي كي تتوقفي عن كونكِ مستاءة " كان ذلك لطيفاً لذلك ضحكت بينما توقف يامن عن محاولاته الخيالية و ابتسم بطريقته الساحرة . عندها أتى صوت من ورائي بنبرة ساخطة " اتضح لي بأنكِ فتاة ذكية رغم كل شيء!" ألتفت لمص*ر الصوت و تأكد شكي بأنه أيمن . فكرت كم ان هذه الليلة طويلة و ترفض ان تمر بسلام، عندما تابع أيمن حديثه بعد ان وصل الى جانبي و توقف " تصطادين ابن خالتي لتضمني توقفي عن ملاحقتكِ و ايذائكِ! انا لم أتوقع ذلك " اخذ يصفق لي بينما كنت اهضم ما يقوله . نظرت الى يامن بعد ان ادركت انه ابن خالة أيمن و أردت قتل الاثنين معاً في تلك اللحظة .فرمقني بنظرة مذنبة. أيمن متابعاً حديثه " اخبرتِني انكِ لن تستسلمي لكن الا تعتقدين ان طريقتكِ الوضيعة هذه هي نوع من الاستسلام ؟!" انا بنبرة واثقة " ألن ت**ت لقد سئمت أحاديثك السخي..." قاطعني بحزم أيمن " لا لن ا**ت ! ماذا ستفعلين بشأن هذا؟ اتظنين انني بحثت عنكِ طوال هذه المدة و خططت لكل شيء كي اهينكِ فقط لتمشي بهذه البساطة !" كان مغتاظاً من فشله السابق، ابتسمت بلؤم لازيده غضباً و قلت " هل الفاسد المدلل سيّء في تقبل الخسارة؟" هربت صوت ضحكة يامن رغم انه حاول كتمها . و كان قد بدى اكثر من مستمتع بما يجري . نظرت نحوه بغضب فخاف و توقف عن الضحك. أيمن " لن اترككِ بعدما قلتيه الان حتى و ان كنتي حبيبة يامن .." قاطعته " انا لست حبيبته و لا اريد ان يكون لي في اي يوم علاقة مع اي منكما ، و انت سيد أيمن فلتفعل ما تريد لكن تأكد بأني سأرد بنفس قوة ض*باتك " حدقت فيه بتحدٍ بينما هو فعل المثل للحظات ثم افترقنا كل الى سبيله بعد ان صرخ أيمن من بعيد قبل ان اصعد سيارة الأجرة " سنرى إيتها الو**ة" **** مر اسبوع و نيف منذ تم طردي كما توقعت . كنت قد استسلمت من فكرة العمل لدى شركات ينتهي الامر بتدخل أيمن و طردي بطريقة او بأخرى . و بدلاً من ذلك بدأت العمل في مقهى و مكتبة بشكل مؤقت حتى انتهي من حربي مع أيمن المتغطرس. كنت اعمل لدى مديرة راقية و مثقفة كانت بالنسبة لي كمثل اعلى سعدت لصدفة لقاءها. و في احدى الليال عدت الى البيت لأرى منزلي مغطى باللاصقات الصفراء و قد كُتب على لائحة امامه ( محجوز من قبل البنك) !! ©ManarMohammed
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD