انتحار

1188 Words
عدوتي الحبيبة .... ٣ كنت اشعر بالضياع و الحزن العميق لانه اصبح عليّ ترك الأشخاص الوحيدين الذين يهتمون لامري . و شعرت بالوحدة بالفعل حتى قبل ان اتركهم . لم اعلم بماذا كنت سأخبرهم في البداية لكن بعدها تشجعت صباحاً لأجلس بجوارهما على الافطار و أعلن عذري الذي اختلقته " هل تتذكرون منزل والدتي الذي في المدينة المجاورة ؟" حنان " نعم ، لقد أخبرتني انكِ أردتِ بيعه في اخر مرة تحدثتي عن الامر " انا " صحيح . لقد قررت ان اذهب و أتولى مسألة بيعه بنفسي" خالتي مريم " ماذا تقصدين بالذهاب ؟ ماذا عن عملكِ؟" انا بابتسامة مزيفة " لقد قدمت استقالتي بالامس .." خالتي مذعورة " لماذا؟ ماذا حدث ؟ هل فقدتي صوابكِ؟!" انا محاولة تهدأتها " انها ليست الوظيفة التي ستحقق احلامي .خالتي ارجوكِ لا تحزني، انا فقط اريد ان ابدأ صفحة جديدة في حياتي ،حيث أبيع المنزل و افتح شركتي الخاصة و ان كانت صغيرة" تجمعت الدموع في عينيّ خالتي و قالت بصوت متحشرج" هل تعتزمين تركنا يا رنا؟" نهضت لاحتضانها و انا اقول " ارجوكِ لا تبكي خالتي، انه فقط لفترة وجيزة تعلمين اني لا استطيع العيش بدونكِ. بالاضافة اني ساتصل بكِ كلما تسنى لي الامر اعدكِ" رحلتُ تاركة ورائي خالتي مريم و حنان حزينتين ما سبب لي ألماً لا يوصف . ذلك جعلني اشعر برغبة في تدمير أيمن . **** وصلت الى بيت والدتي بعد رحلة قصيرة و وقفت امامه اشعر بالاحباط . كان المنزل مهجوراً لسنين طويلة و أصبح كبيت مهجور و مكان مفضل للأشباح . لحسن الحظ لم اكن من النوع الذي يخاف من الجن و الأشباح او غيرها من المخلوقات الخفية . فقط كنت ارى مدى تدهور حالي بسبب أيمن . و شعرت وقتها بأنه لو كان موجوداً في تلك اللحظة لكان غضبي كفيلاً بجعله يحمل العكاز بعد خروجه من المشفى . بعد ساعات طويلة من تنظيف ما يمكن تنظيفه ، كان الوقت قد اصبح ليلاً لذا استلقيت على الأريكة في غرفة المعيشة و نمت مرهقة تماماً . **** انقضى بالكاد اسبوع واحد ،كانت حياتي قد تغيرت تماماً كما لو ان تلك المدينة هي ما حملت لي سوء الحظ عندما أقام فيها أيمن غيل المدلل الفاسد . تعرفت على الخالة إيمان و ابنتها سوزان و هي كانت جارة لي في منزلي الجديد ،كما انها كانت صديقة والدتي منذ الصغر، لذلك فقد عاملتني بطريقة لطيفة و طيبة جعلتني ارغب في عدة لحظات بالبكاء بينما افكر انها و لابد عوض الله لي . كانت هي من اوصت احد أقاربها لإعطائي فرصة في العمل لدى شركة برمجيات في المدينة و كنت اشعر اني اصبح قوية و سريعاً سأتمكن من الانتقام كما عاهدت نفسي . ***** اسبوع و اخر انقضى، و انا اعمل في الشركة الجديدة و كل شيء يسير على ما يرام . عندها جاء المدير إليَّ ليخبرني بأنه اختارني للذهاب الى عملاء مهمين للشركة و ان عليّ ان أوضح لهم مزايا برامج الشركة و أقنعهم للتعاقد معنا. حاولت بكل جهدي للتملص من المهمة فلم اكن جيدة في الاقناع و لا في المجاملات او حتى في المناسبات الاجتماعية حيث ان اللقاء كان سيتم في حفلة ما . لكن المدير لم يترك لي المجال و خيرني بين الذهاب او التوقف عن العمل و أخبرني ان لا اقلق بما انه كلّف شاهر و هو احد زملائي ليساعدني لإتمام المهمة. كان لا مجال للتراجع ، و ما زاد الامر سوءاً ان العملاء كانوا من شركة غيل ،نفسها التي يملكها والد أيمن .فكرت بالاستقالة ثم طمئنت نفسي و انا اقول ( اهدأي يا رنا ليس الامر و كأنكِ ستقابلين أيمن او والده ، لن يكون هناك سوى بضع ممثلين للشركة .. نعم استطيع فعلها) كانت الحفلة موعدها قريب و عوضاً عن التفكير بشراء ثوب سهرة انتهى بي الامر أن اقرر الذهاب مرتدية بزة عمل رسمية لا فرق كبير بينها و بين ما يلبسه الرجال .مبررة انني ذاهبة في لقاء عمل و ليس لاحتفل. وقفت طويلاً امام المرآة انظر الى انعكاسي و انا ارى شعري القصير الاسود لا يصل طوله الى نهاية وجهي الذي لم يكن ممتلئاً و ناعم الزوايا كمعظم السيدات ، و بتلك البزة الرسمية بالذات كنت أبدو رجلاً . تن*دت و قلت لنفسي انه افضل من الذهاب الى الحفل و انا أرتدي بنطالي الجينز و قميصي الفضفاض كبير المقاس . أوصلني شاهر الى الحفلة بسيارته و هو يسألني طوال الطريق ان كنت متأكدة من اني اريد الذهاب للحفل بتلك الملابس . وصلنا الى الفندق الذي كانت الحفلة مقامة فيه . و عندما دخلنا كان كل شيء براقاً و جميلاً و كأنني في حلم لا يصدق . عندها تسلل قليل من الندم اليّ و فكرت : ربما كان من الأفضل لو جربت ارتداء ثوب لطيف . كانت الخطة ان أتولى انا مسألة شرح منتجات الشركة و ادع باقي الامر على شاهر فهو كان بارعاً في المسائل التي تتطلب **ب رضا الناس. بعد دقائق وجدنا العملاء من شركة غيل و ذهبنا إليهم و كنت قد ارتحت عندما لم اعرف أحداً منهم . انتهى دوري في الكلام و كنت قد أضفت بعض الشرح لأحدهم الذي سألني المزيد عن الشركة .و بابتسامة ثقة اومأت لشاهر الذي فوراً بدأ كلامه المثير للاهتمام كما بدى لهم . اما انا فقد شربت عصيري بهدوء بينما تجولت عيناي حول الحفل . شد نظري احدهم يلبس ثياباً زاهية الالوان و غطته ثلاث فتيات كن كعارضات الازياء بجسدهن الطويل الممشوق، كن يتحدثن معه و بدأ فوراً قلبي بالنبض كنت خائفة و كان خوفي في محله . عندما توجه أيمن نحونا نحن الواقفين امام احدى الطاولات و انا حاولت دون جدوى ان اختبئ وراء شاهر . لكن شاهر ما ان رأى أيمن حتى ابتسم و قفز يسلم عليه ثم سلم عليّ ايمن و كأنه لا يعرفني و انا ارى في عينيه شراً مختبئاً . عرفت بأنه لن يظل ساكناً، بعد ان تركته في اخر مرة تحت رحمة رجل مليء بالعضلات و أناس تتصل بالشرطة لأخذه بتهمة التحرش ، لابد من انه كلف من يبحث عني و هو مستعد لاخراجي من تحت الارض ان اختبأت هناك. عندها ايمن قال " و من يكون هذا الصبي ؟ هل يعمل في شركتكم ؟" وجه خطابه لشاهر و انا كنت أفور غضباً لوصفه إياي بِالصَّبِي ! شاهر " انها الانسة رنا اجدد أعضاء شركتنا و هي .." قاطعه أيمن بفظاظة " و لماذا لا تخبريني آنسة رنا عن عرض شركتكم؟" ابتسم بخبث و عرفت ان عملي انتهى بتلك الشركة على أية حال لذلك تجرأت و قلت بكبرياء " بعد ان كنت تلهو مع بعض الفتيات السخيفات مثلك تماماً بينما كنت اشرح العرض لهؤلاء السادة . تريد مني الان ان أعيد حديثي؟ هل تعتقد بأني أسطوانة تسجيل ؟ انا. لن. أكرر. ما قلت. لذا اغرب عن وجهي " تفاجأ الجميع بردي بينما اصبح وجه أيمن احمراً من الاحراج و الغضب بنفس الوقت . قام شاهر بسحبي جانباً بقوة و هو يعرفني بأيمن معتقداً اني لم اعلم بأنه وريث مالك شركة غيل . تجاهلته و دفعته جانباً و انا افكر ( إن كنت سأسقط فلأجعل الامر يستحق) عدت الى حيث أيمن و جماعته كانوا واقفين و تكلمت " سيد أيمن لمٓ لا تتوقف عن الادعاء بأن امر الشركة يهمك كما لو ان لك عقلاً ، و اذهب للعب مع فتيات غ*يات كفاية ليتحملنك فقط من اجل مالك.. ألم تقل ان هناك الكثير منهن يتمنين فقط ان تقف أمامهن؟ إذاً لمٓ تضيع وقتك بالوقوف امام فتاة تشعر بالتقزز فور رؤيتك؟" كنت قد انهيت ما عندي و شعرت بالراحة لاني سأطرد بعدما قلته . ابتسمت و ادرت ظهري مغادرة . ©ManarMohammed
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD