زمن الضيــــــــــــاع - 3 - بقلم الكاتب :- قدوري الدوري

1818 Words
من كُبَرت وصار عمري 12 سنة .. وربما اكثر بقليل .. ما عاد يسمح لي ابوي اطلع من البيت وروح احضر له ادوات الچاي . .. گال لي:- بنيتي نجمة . ما ترهم بعد .. كبرتي وصرتي مره . عيب تطلعين بره البيت . وعيب تگعدين بباب الحوش . والرايح والجاي يباوع عليچ .. الناس بيت بلاء .. واحنا ناس مستورين . ما اريد احد يجيبنا بكلمة مو زينه . فبدت الخانم اكثر الايام توصّل له لابوي نجانة الچاي والقواري . قبل لا تروح لشغلها . فعلا حسسوني بتغير ملامحي وسلوكي, على اثرها بديت اشوف حالي اكبر من البنات اللي بعمري .. صرت اطول منهن .. وجهي احلوّ, واحمر, وص*ري تدور .. وصرت اكثر نشاط وحيوية, من امشي احس بروحي اريد اطير من الگاع .. كل يومين او ثلاثة,اوگف بصف باب الغرفة و**يس طولي .. واخلي اختي هضيمة تخط خط بقلم الرصاص على زوية الباب فوگ راسي .. حتى اعرف شگد طال جسمي .. وبديت من اسمع كلام يطلقونه.. اولاد الجيران, اللي يلعبون بالدربونه .. او من الناس المستطرقة بالشارع ..و اللي مرات يفشرون على بعضهم وخصوصا من يتشاقون او يتعاركون .. ويستخدمون كلمات معيبة, يصعد الدم لوجهي وارتبك وما اعرف شيصير بيَّ .. ومن يمر رجال قريب مني ويباوع علي, يجتاحني شعور غريب. خليط بين الزهو والخجل . ومن اشوف ام وهاب رايحه لعند برهوم للدكان . وي نفسي أوجه لها الف انتقاد .. عندها عرفت السبب اللي كان يخلي خالتي سميعة تعيب عليها گعدتها بالدكان واختلائها بعمو برهوم ابو الجلود بوقت الظهر .. حتى تصرفاتي مع هضيمة اختلفت .. من وعيت على الدنيا, كنت اخليها بحضني واهششها ولولي لها من تريد تنام .. اسوي وياها مثل ما يسوّون الامهات . لكن ما كنت اعرف معنى الامومة . فقط كنت اقلد دور الأمهات . تعلمت اگمطها واطعمها واشرّبها واداريها .. كنت مهتمة بيها وبأمي اكثر من اهتمامي بروحي .. ما كنت اكلف نفسي اباوع على وجهي بالمرايا الم**ورة اللي كانت حكر لابوي, وكان محتفظ بيها بعلبة حديد مدورة ومذهبة مع بقية ادوات حلاقته .. لسه اذكر كان مكتوب على غطاع العلبة وعلى جوانبها كلمات إنكليزية, احترت بوقتها بفك رموزها, لان ما كنت اعرف اقرا انكليزي . ومرسوم على العلبة چكليت .. ما كنت واعيه من جايبها ابوي للعلبة . اكثر ظني منطيها له صاحب دكان قريب .. او لاگيها بالشارع .. ولو ما اعتقد بذاك الوقت ممككن ان يشمرون علبة حلويات حلوة بالشارع ..!! ايامها كنا نحتفط حتى بغلاف الچكليته, نعدله ونصفطه ونظمه ونتف*ج على الصور والرسومات اللي بي .. من بدا ابوي وامي والخانم وخالتي سميعه ينبهوني, على نمو جسمي .. تركت الوكفة اباب الحوش .. من اكون لوحدي بالبيت, وتلتهي هضيمة باللعب, او بالاوقات اللي تكون بيها بالمدرسة, ويكون بيها عباس ينام . استغل غياب ابوي والخانم وادخل لغرفتهم . اطلع المرايا من علبة حلاقة ابوي, وباوع على روحي .. وتمثل بعيوني, و بخدودي وبشفايفي, واعدّل شعري .. ومن اشوف خدودي لون خدودي اصف اگرصهن باصابعي, حتى يحمرن . الى ان فد يوم رجعت الخانم من الشغل قبل اوانها .. وكانت جايبتلي وياها دشداشة جديدة مشجرة . شفتها كلش حلوة . بس كانت هوايه گصيرة . كنت مستغربة لتصرفات الخانم واعتنائها ومداراتها لي بالفترة الأخيرة, وظنيت بان السبب وراء اعتنائها بيَّ يعود لاهتمامي ورعايتي لعباس بغيابها . مع هذا ورغم اهتمامها بي بقيت متخذه منها موقف, وما تمكنت رغم تغيير سلوكها, من تحسين صورتها گدامي . من جابت الدشداشة طلبت من عندي البسها گدامها, حتى تحكم عليها فيما اذا كانت لايقة لي , ام لا .!! بعد ان لحت علي لبست الدشداشة, واتضح لي كانت جدا گصيرة . نزعتها بسرعة قبل لا يحضر ابوي ويشوفني بيها .. گلت لها:- يااا .. هاي شنو خانم .؟ تريديني اطلع بهيچ دشداشه مشگطمة ( قصيرة ) .. هاي حتى على هضيمة ما ترهم .. لا لا .. خانم .. لا . ما اريدها .. هاي اذا شافني ابوي لابستها يخلص عليَّ .. لا لا ..لا گالت :- لچ مجنون انته .. شنو لا لا لا .. هاي مو حتى يلبسها هنا بالبيت .. هاي يلبسها غير مكان .. گلت لها:- يعني شنو يلبسها غير مكان .. ؟ يعني تريدني اطلع بيها بالشارع .. ههههه .. شلون تقبلين خانم ..؟؟!! كنت من احچي وياها اسايرها بالكلام واقلد حچيها .. ا**ر بالكلمات مثل ما هي ت**رها .. حتى تفهمني اكثر . گالت:- ماما .. هاي انته راح يسير خانم .. كبر انتي .. انتي يسويك خانم .. يخلس من هاد فگر .. من جوع .. يسير عندك ذهب .. يسير فلوس زياده .. يسير خدم هشم .. گلت لها:- ما دا افتهم شتقصدين .. گالت:- مو مهم يفهم .. بعدين راح يعرف .. خلي يجي ابوك هو يفهمك .. كانت تتكلم وكانها متفقه وي ابوي على امر معين .. قبل لا انهي حديثي وياها سمعت صوت ابوي دخل للمجاز .. على السريع لبست دشداشتي القديمة وتسترت بيها .. من دخل ابوي استلمته الخانم قبل لا ترد على سلامه :- تعال فهم هازا هيوان , نجومه .. انتي يفهمها شنو يسير بي .. هاي دماغ ماكو .. فستان يخاف يلبس .. قتل عام .. چاقو .. فافتهمت تريد تگول لابوي بنتك ما تفتهم تخاف من تلبس هذا الفستان القصير تعاقبها و تذ*حها بالسچين .. ضحك ابوي رغم عصبية الخانم .. وگال لها:- على كيفچ وياها خانم .. بعدها زعطوطه ( زغيرة ) .. هسه اني احچي وي امها وامها تفهمها .. . كنت بس افر باذاناتي . مثل الأ**ش بالزفة . بديت اسأل نفسي .. ليش ابوي ما زعل من الخانم .. من عرف بيها تريد تلبسني الفستان القصير .. ؟ وشنو الموضوع اللي يريدون يفهمونيا وما افتهمته ..؟ وشيريد يگول لامي حتى تفهمني اياه ..؟ طلع ابوي من غرفة الخانم ودخل لغرفة امي .. وبقت الخانم تحچي وياي .. اكثر من نص ساعة بقى ابوي مختلي بامي بغرف*نا .. كنت مخليه اذن يم الخانم واذن يم غرفة امي .. بس ما سمعت لاصوت ابوي , ولا صوت امي .. ما افتهمت أي شي من الخانم , نص كلامها بالعجمي, ونص بالعربي . طلع ابوي من عند امي وطلب مني اروح لها حتى تفهمني باللي راح يحصل لي .. تلگتني امي بوجه عابس . تقريب منها . جرتني من ايدي وگعدتني بصفها . قبل لا تحچي ابتسمت وباستني من گصتي . گالت :- شوفي يمَّه نجمة .. اني مو راعية طويلة وياكم .. قاطعتها قبل لا تكمل جملتها :- اسم الله عليچ يمّه .. بعيد الشر عنچ . لا تمردين گلبي .!! گالت:- بنتي ما اريد اطول عليچ . اسمعيني زين .. هاي العجمية تشتغل خادمة ابيت واحد افندي زنگين هوايه .. وحسب ما ذكر لي ابوچ هذا الرجال ما متزوج . يدور على بنت حلال فقيرة وزغيرة بالعمر . يربيها على ايده ويتزوجها . والعجمية . حسب ما گال لي ابوچ . رايده فايدتنا .. صحيح اني ما احچي وي ابوچ واكره هاي العجمية . بس شفت حچي ابوچ بمكانه .. احسن لچ تروحين عند ذاك الرجال . بلكت الله يطلع خوش آدمي ويستتچ ويدللچ, وتخلصين نفسچ وتخلصينا من هذا الفگر الاگشر .. قبل لا تكمل امي حچيها اختنگت ونزلت الدموع على خدودي . حضنتني وبدت تبچي وياي . گالت:- يا امي, عليش تبچين . هاي بمكان ما تفرحين .. اول وتالي راح تعوفينا وتتزوجين . فاحسن ما ياخذچ رجال فقير وتبقين طول عمرچ عايشة بالفگر .. روحي لهذا وجربي حظچ .. گلت لها :- يمَّه يعني بعتوني لرجال غريب ..؟ گالت:- لا يا امي .. شنو بعناچ .؟ كل البنات من يكبرن يجيهن رجال, وياخذهن من اهلهن .. ويصيرن امهات ابيوت ويخلفن وينسن اهلهن ويلتهن برجولتهن واطفالهن .. گلت لها:- بس اني بعدني زغيرة .. شو هوايه بنات بالدربونه اكبر مني بعدهن ببيوت اهلهن .. ولا جا احد اخذهن . گالت:- مالچ شغلة بغيرچ يا بنتي .. وبعدين منو من بنات الدربونه بحلاتچ ..؟ انتي حلوة .. والحلوة بساع يجوها يخطبوها .. ما كان گدامي حل غير الموافقة على اللي يريدونه .. كل اللي افتهمته من امي, بان البنية من تروح عند الرجال الغريب لازم تكون مطيعة, وشيطلب منها تنفذ له .. وتنساهم لاهلها . لان رجلها يصير بمكان أمها وابوها . بقت امي اكثر من ساعة توجهني وتعلمني . بلا ما تذكر لي أي شي عن طبيعة العلاقة الحقيقية بين الرجل والمرأة . ذكرت لي فقط الأشياء الحلوة اللي ممكن احصل عليها من أكون مطيعة للرجال . ما كانت عندي أي فكرة عن الأشياء اللي تجرى بين الرجال والمره بليلة الزفة او بغيرها . وعرفت بيومها, لازم اترك بيت ابوي واروح بنفس اليوم, لبيت الرجال .. من طلعت من الغرفة لگيت ابوي والخانم ينتظروني بالحوش . عافنا أبوي ودخل لغرفة امي .. حتى يفتهم منها شحچت وياي . اخذتني الخانم لغرفتها . وبقت تتشاقى وياي وتمازحني . بلا ما افهم على مزاحها . وبالنهاية طلبت من عندي احمي مي واحضره بالحمام . بين ما تروح لراس الشارع وترجع . طلعت هي وابوي وعاف*ني بلا ما افتهم أي شي من التفاصيل . شعلت البريمز وخليت جدر المي فوگا , وكل ظني الخانم تريد المي حتى تغسل جسمها . من رجعت الخانم, من برا, گعدتني بالطشت وغسلت لي ورتبتني . ومن خلصت غسل, لبستني الفستان .. وكحلتني وخلت صبغ بخدودي وبشفايفي .. وطلبت مني اشوف روحي بالمرايا .. من تمريت ما عرفت روحي .. كانت مخليه دائرتين حمر على خدودي ومطلعتني مثل القرقوز .. وملغمطة شفايفي تلغمط بالحمرة .. الشي الوحيد اللي عجبني من كل شغله هو طريقة تكحيلها لعيوني . من شفت نفسي بالمرايا, ردت امسح الصبغ عن خدودي, وعن شفايفي و ما سمحت لي الخانم .. بعدها دخلتني على امي .. امي .. ما اعرف شگول لكم عنها .. من اشوف حالها انقهر عليها واتكأب . كنت اتمنى ترفض اللي سوو بيَّ .. من دخلتني الخانم عليها ما حچت شي .. گالت :- تعالي يمَّه نجمة .. خل ابوسچ قبل لا تروحين, اخاف لا ما اشوفچ بعد .. خنگتني العبرة , وحضنت امي وبقيت ابچي بحرگة . جرتني الخانم من حضنها, ورزلتني .. طلعتني من عند امي . غسلت وجهي مرة ثانية, ومسحته باذيال دشداشتها الوصخة.. ورجعت من جديد لغمطتني بالحمرة وكحلتني .. وخلتني بغرفتها وطلبت مني ان لا اغادر الغرفة ولا اروح لامي مرة ثانية . من خلال حچيها افتهمت بان الرجال ساكن بالصوب الثاني لبغداد . قبل المغرب, رجع ابوي للبيت وصاح بالخانم :- خانم .. يا خانم . وينچ .. ؟ الربل واگف بالباب .. برگشي البينة بسرعة .. حتى نلحگ نوصل قبل لا تظلم الدنيا .. دخل ابوي للغرفة . ومن شافني امكيجه دار وجهه عني . وطلع من الغرفة وسد الباب ورا وصاح مرة ثانية :- خانم .. يا خانم .. هاي ما صايره يا خانم .. ما يرهم تطلعين البنية بهذا الشكل .. خاف لا احد من الجوارين يشوفنا وننفضح .. لبسيها دشداشه طويلة فوگ الفستان .. ومن نوصل لبيت الرجال .يحلها مية حلال .. الخانم ما كذبت خبر, لبستني دشداشتي القديمة فوگ الفستان الگصير, وغطت وجهي بوصلة بيضه مخرمة ما اعرف منين جابتها .. وقبل لا نطلع من البت شالت عباس ودخلته لغرفة امي, وعافته يصرخ, يريدني ابقي بحضني.. وانطت لهضيمة عانة, حتى لا تلحگ الربل, وگادتني لباب الحوش .. بقيت اتلفت وراي .. گلبي مگطوع عند امي وعباس وهضيمه .. وبالرغم من تحذيرات الخانم لي بعدم البكاء؟, حتى لا تتلف كحلتي . لكني اجهشت بالبكاء ولم اتمكن من السيطرة على دموعي . فتحملت بذاك سيلا من الشتائم غير المفهومة انطلق ل**ن الخانم السليط . .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD