One
كوري pov
اقف في غرفتي الصغيرة بينما أوجه الضوء نحو السرير والذي توجد به بعض الاشياء التي امضيت جزءا كبيرا من عمري في جمعها .
"فستان نظيف.. تشيك" نظرت للفستان ذي اللون الرمادي الباهت والذي يحتوي علي بضعة اجزاء قديمة لكنه غير ممزق اذ انني قمت بترقيعه قبل مدة في انتظار هذا اليوم...
"حذاء جيد.... تشيك" رفعت الحذاء الأ**د من علي الارض وابصرته بعد ان نظفته ولمعته فبدا شكله أجمل قليلا مما يبدو..
" ربطة شعر... تشيك" واخيرا طويت ربطة شعري ذات اللون الأبيض وانا اضعها فوق الفستان قبل ان ان اطويه هو الاخر ثم احمله واضعه برفق داخل درج ملابسي..
تمددت علي فراشي بعد ان جهزت كل ما سأرتديه في يوم غد.
اليوم المنتظر...
اليوم الذي ستتغير فيه كل حياتي..
لا اعلم ان كانت ستتغير للافضل ام للأسوأ ولكن مجددا لا اظن ان هناك اسوأ مما اعيشه هنا كل يوم..
بدءا من العمل الكثير والذي لا ينتهي الا لوقت قصير مرورا بالاشخاص والذين لا يطيقون البقاء بقربي او حتي الحديث معي سوى لإلقاء الاوامر علي..
تقلبت في فراشي احاول طرد هذه الأفكار التي تغزو رأسي.. من المفترض انني سأترك الماضي خلفي.. ومن اليوم.. لا بل من غد سأطوي كل ما حدث سابقا وسأفتح صفحة جديدة..
صفحة نظيفة خالية من اي شيئ سوى من السعادة.
سوف افعل المستحيل لاجعل حياتنا سعيدة.
رفعت يدي الي السماء ورسمت شكل قلب في الهواء. شكل القلب الذي سأرميه لرفيقي في اول لقاء لنا بعد ان اقول له ذلك الحديث..
آآآآآآه كم اتشوق لأنطق تلك الكلمات التي تجعلني أحمر خجلا..
" انا كورسيا بويل... اقبل بك يا حب قلبي كرفيقي وزوجي.. بأخذي للقمر كشاهد علي... اتمني ان تبارك سيلين رابطتنا وتقويها وتمنع تلاشيها وأعد بأن ابذل حياتي فداء لك في السراء والضراء. " رددتها للمرة المئة هذا اليوم..
اكاد اجزم انها سبب سعادتي منذ الصباح.. فقد تراكمت علي الاعمال اليوم لأن بقية الاوميغا لم يكملنها لذا وجب علي انهاؤها وحدي.
تن*دت بتعب فأنا حقا ارغب في النوم ولكني ببساطة لا أستطيع..
الحماس يسيطر علي بشدة ولا اجد اي طريقة لأفرغه كالصراخ مثلا او حتي القفز والا فسأطرد من بيت القطيع إلا اذا...!!
يمكنني الذهاب لجنتي واستنشاق بعض الهواء لعل نفسي تهدأ واستطيع ان انعم بقليل من الراحة قبل ان يحين وقت التقائي به..
نهضت بهدوء من سريري وانا ادعو ان يكون الجميع غارقا بنومه..
فتحت النافذة بهدوء لتض*بني نسمات الهواء الباردة قبل ان اسارع برفع قدمي فوق الحافة لانزل برقة وقدماي تلامس العشب..
بدأت بالركض الخفيف قبل ان اصل الي الغابة.. سرت بهدوء وانا التفت حولي لأتاكد من عدم وجود اي شخص او شيئ يمكنه مهاجمتي فانا ضعيفة للغاية..
هكذا هم نحن الاوميغا.. عاجزين حتي عن حماية انفسنا. أضعف افراد القطيع والمسؤلون عن اطعام وراحة بقية المستذئبين..
وقفت قليلا لاريح ساقاي من السير قبل ان استأنفه وانا اتجه الي مكان يشبه الغار..
ابعدت الاشجار المتسلقة والتي تغطي مدخله قبل ان ادلف داخله بهدوء..
اسير في الظلام معتمدة تماما علي حاسة بصري الليلية قبل ان اجد المخرج الاخر له وابعد الاشجار مرة أخرى ليظهر امامي المنظر البديع..
بركة صغيرة وصافية من الماء النقي والذي يلمع بروعة تضيئ معظم المكان.. لتتولي الازهار الملونة واليراعات اضافة الي السماء التي تشبه المجوهرات اضاءة ما تبقي جاعلة المكان يبدو كلوحة فنية غنية بالسحر..
تقدمت حتي جلست علي طرف البركة وانا ارمي بقدماي داخلها واتن*د بثقل لهذا الشعور الذي يغزو اطرافي...
كم كان سيكون رائعا لو كان لي أنيس معي في هذا المكان الجميل كنا إستمتعنا حقا.. ولكن لا اظن ان احدهم سيرضي بالقدوم معي..
سيقولون بأنني دنست جماله ونقائه.. هذا او انهم سيحتكرونه عليهم وسيمنعونني من ان آتي اليه مجددا.
كيف لا وهم من قاموا بحبس ذئبتي..
لم يسمحوا لها بالخروج ابدا من داخلي ولم يكتفوا بهذا بل قاموا بقطع الاتصال بيننا..
ولكن هذا افضل من ان اموت علي ايديهم..
مع ان الامر جعلني اصبح أضعف الاوميغا واقرب للبشر منه الي المستذئبين.. فأنا املك اضعف سمع اضعف رؤية اضعف دفاع وهجوم وايضا انا وحيدة... لا احد يهتم لي لا احد يهتم بي كل ما افعله هو العمل والعمل والعمل ثم النوم.. واحيانا اهرب الي هذه الحديقة وعند عودتي يتم معاقبتي ثم يليه العمل ومن ثم العمل..
ومع هذا املك فرصة العودة الي حياتي الطبيعية عندما اجد رفيقي..
فسوف يرفعون الختم الذي يمنع ظهور ذئبتي وسوف استعيد طاقتي وأعيش معه بسعادة.
لمست العلامة على عنقي وانا احاول تخيل **ر الختم حالما يقوم رفيقي بوسمي.. حينها سأستطيع رؤيتها والتحدث إليها وكل ذلك..
كم ان الامر مشوق بمجرد التفكير فيه!!
اخرجت قدماي من الماء قبل ان انهض وانزع القميص الممزق من علي جسدي تبعته ملابسي الداخلية وبعدها غطست داخل الماء ليغمرني ذلك الشعور مجددا..
شعور الحرية الذي جعلني اقهقه داخل الماء لاختنق ثم اخرج بسرعة كي احصل علي بعض الهواء..
ما ان رفعت وجهي وتنشقت البعض حتي عدت للضحك مجددا ومجددا لتدمع عيناي بسعادة..
" احبك رفيقي" صرخت بهذه الجملة وانا ارفع كلتا ذراعاي للأعلى ومن ثم غطست مجددا وللمرة الاخيرة قبل ان أخرج من هناك.. مبللة ومنتعشة.
اخذت ملابسي لألبسها بهدوء قبل ان استلقي علي الحشائش واحدق بالسماء..
النجوم تزين كل انش منها كأنها تحتفل معي بليلتي الاخيرة في حياتي البائسة..
رفعت كفاي الي السماء وانا اركز علي نجمتين محددتين..
"اهلا امي.. اهلا ابي.. " انزلتهما بعد القاء التحية..
" كما تعلمان غدا سأبلغ الثامنة عشرة.." تكلمت وانا ارمق النجمتين بحب..
"وقد نسيتما كالعادة ان تقولا لي كل عام وانتي بخير.. ولكن مع ذلك انا افعل..اعيش كل عام بخيره القليل والذي احيانا يكون معدوما تماما.. ولكنني لا اترك ابتسامتي تختفي واحاول دائما ان اكون بخير" مسحت الدموع التي بدأت تتكون علي خداي قبل ان اواصل..
" غدا سأجد رفيقي المقدر.. والذي اختارته لي سيلين.." لقد تلون خداي باللون الأحمر.. واظن ان هذا من أثار وجودهما حولي..
"لذا اريد ان تطلبا منها ان تخبره بشوقي له مقدما..." اردفت بهمس وصوت خجول.. ادرك انهما يسمعانني من السماء لذا اكملت...
" وتمنيا لي الحظ الجيد... كالعادة.. "
اغمضت عيناي لأخبرهما بقلبي ان يبقيا بخير..
نهضت بعدها كي اعود الي مهجعي وانا أشعر بجسدي قد اصبح اكثر حماسا من ذي قبل..
يبدو ان الذهاب الي جنتي اليوم كان له تأثيرات ع**ية..
توجهت بهدوء الي منزل القطيع وانا اتمني ألا يلاحظ احدهم غيابي.. وببطء صعدت الي غرفتي مستخدمة طرف الشرفة حتي دلفت لها بهدوء..
نظرت للساعة القديمة المعلقة علي الجدار لأجد انها قد أصبحت تشير الي الثالثة صباحا.. ما يعني انه بعد ثلاث ساعات ونصف سوف يحين موعد استيقاظي..
توجهت الي سريري واستلقيت عليه..
"تصبحين علي خير بلاك"
اخبرت ذئبتي قبل ان اغمض عيناي بنعاس وانا اتمني ان ينتشلني النوم في اي لحظة.. فغدا يحمل الكثير بين طياته..
وانا اضع عليه امالا كبيرة.
________
هووووولا ?♀️?♀️?♀️
الجزء الاول من الرواية قد انتهي
ولا احتاج ان اقول انه لم يتم التدقيق في الاخطاء..
البداية عادية جدا واتمني كما اخبرتكم في رفيقة الهجين الا تحكموا عليها من بدايتها...
رأيكم في البطلة.. كورسيا بويل
اتمني ان تدعموني لأنزل البارت القادم بسرعة قبل ان يخبو حماسي من الرواية..
رأيكم في الأحداث الي الأن..
وسي يو في الجزء القادم..
????