إنتهى ساب من تناول طعامه سريعا مودعا والدته وإخوته ذاهبا إلى عمله...... وفى طريقه إلتقى ب
سام صديقه الذى كان ذاهبه له لرؤيته...... بعدما أخبرته شقيقته ماريا أنها إلتقت ب ساب بالصدفه وأنه يريد رؤيته.... وأكمل معه الطريق إلى ورشه الحداده الخاصه به وبوالده...
سام بإشتياق فهو لم يرى صديقه لما يقارب الشهر وأكثر :كيف حالك يارجل؟!.... لم أراك منذ زمن؟!... لم أصدق حين أخبرتنى ماريا أمس أنها قد رأتك صدفه....لهذا قررت أن أراك حين يأتى الصباح....
إبتسام ساب له بود قائلا : أعتذر منك يا صديقى...
ف هذا خطائى....ولكنى كنت مشغول بالاعمال المتراكمه التى أقوم بها وحدى......كما أنك تعلم جورج لا يقوم بتقديم أدنى مساعده..... فهو لايفعل شئ سوى الجلوس وإلقاء الأوامر فقط....
سام بتنهيده حزينه على حال صديقه الأحب إلى قلبه :أعلم يا صديقى أعلم... فمن منا لا يعلم طباع السيد جورج....ثم قام بتغيير حديثه متسائلا...متى سترحل مرة أخرى؟!...
أجابه ساب بهدوء وهو يسير جواره بخطوات بطيئه: لن أرحل فقد إنتهيت من هذا العمل.... فقد كانت أخر رحله لى بالإسبوع المنصرم..... لأننى قد أرسلت لهم الطلبيه الأخيره من الأدوات الزراعيه التى إحتاجوها.
كما أن جورج ساعدنى بهذا الأمر....ظهر التعجب على وجهه سام وكأنه يسأله أحقا ما تقوله... فأومأ له ساب مبتسما وهو يقول: أقسم لك.... كما أن التعجب تملكنى كما تمللك الأن.... حين وافق على هذا العمل....
فسأله سام مستفسرا: وكيف حدثت هذه المعجزه؟!... أجابه ساب بهدوء: هذا لا يحتاج للتفكير فعلها من أجل الأموال التى أتفق بها مع القائد...والذى وافق على ما طلبه جورج من أموال دون مجادلته... وحقا ما جعلنى أتمم هذا العمل له..... هو إحترام الرجل ونبله الذى لا يوجد بغيره من قاده الجيوش.... كما لا أستطيع أن أشكك بإبداع جورج بهذا العمل.... لقد قام بت**يم مجسم .... أقل ما يقال عنها أن من صنعها رجلا يتقن عمله بمهاره....
فسأله سام متعجبا: مجسم من أجل ماذا؟!...
أجابه ساب شارحا: لتساعد رجال القائد برى الأراضى التى يملكها بدون مشقه.... فعاد سام سائلا إياه: وهل هذا القائد من طلب منه صنعه؟!... نفى ساب برأسه وهو يقول: بل جورج من إقترح عليه الأمر.... وليس هذا فقط.... بل قام برسم المجسم أمام القائد ببراعه شديده.... ليشرح له الأمر الذى لم يفكر به القائد مرتان.... ووافق على تنفيذ ما رسمه جورج.... الذى أخذ أموالا جيده خلال يومين فقط.... وقد كانت أموالا أكثر من الأموال التى أخذتها أنا مقابل عملا لمده شهر..... أنهى ساب حديثه بإبتسامه.... ثم تن*د شاردا وهو يقول بخفوت: حقا هذا هو الشئ الوحيد الجيد الذى يستطيع جورج فعله بحياته.... وما دون ذلك فهو سوء محض....
أنهى ساب حديثه وظل شاردا بعالم بعيد عن الواقع الذى هو جزء منه..... فقام سام بإعادته لأرض الواقع حين تحدث وكأنه قد تذكر شئ ما فقال: الد*ك شئ هام تقوم به بعطله هذا الاسبوع!!.....
نظر له ساب بإهتمام :لا أعلم فقد يطرأ لى عملا ما... لماذا هل تحتاجنى بشئ ما؟!...
أومأ سام برأسه وعيونه قد إلتمعت وهناك إبتسامه واسعه إرتسمت على وجهه الرجولى الوسيم :أجل هناك حفل سيقام بباحه القصر الملكى... سيذهب له الجميع حيث الإحتفال الملكى والشراب المجانى.... والأهم من كل هذا هو وجود النساء الجميلات بهذا الحفل...
نظر إليه ساب رافعا إحدى حاجبيه بسخريه يخبره بنظراته أحقا هذا هو الامر الهام....
ف*نهد سام وقال: أعلم أنت تفضل مجالسه أشيائك المعدنيه على مجالسه النساء.... ولكن أنظر يا رجل جميعهم يحبونك وينجذبون إليك.... ولا أدرى كيف يحدث هذا.... سواء من تعرفك منهن ومن لم تعرفك يكفى أن تتحدث لهن فقط فتسلب لبهن بإبتسامتك... اللعنه على هذا... ستأتى أليس كذلك؟!... أنهى حديثه بمشا**ه ساب...
إبتسم ساب على حديث صديقه قائلا ببساطه:ليس ذنبى أن هناك نساء أشبه بالعلكه يا رجل.... ولكن هناك شئ أريد التحدث معك بشأنه.... بما أنك من قمت بفتح هذا الموضوع معى.... لأننى لا أريد أن يتحدث عنك أحد بالسوء الذى لن أتقبل سماعه بشأنك...... نظر له سام متسألا عما يريد ساب
التحدث بشأنه.... ف*نهد ساب مكملا..... لقد كثر الحديث عن كثرة جلوسك مع النساء سيئات السمعه سام...... كاد سام يجيبه إلا أن ساب أوقفه قائلا: أتركنى أكمل حديثى سام.... أنت تعلم أننى لا أحب أن يتدخل أحدا بشؤونى الخاصه..... لهذا لا أتدخل بشؤون الأخرين... ولكن حين يمس هذا الشئ سمعتك...... فواجبى كصديقك أن أقوم بنصيحتك... لهذا يجب أن تتوقف عن هذا سام... ف أنت تمتلك قلبا جيدا.... فلا تقوم بتق**ح هذا الشئ بأفعالك هذه....
نظر له سام ولم يجبه.... فتحدث ساب بثبات: لماذا تنظر لى هكذا.... وكأننى أحدثك عن شئ لا تفعله سام...... فرد عليه سام بحده: أنت تعلم لما أنظر لك بهذه الطريقه ساب..... لأننى أعلم أنها من أخبرتك بهذا الشئ..... ولكن فلتخبرنى أولا.... هل هى من أتت أليك لتشتكى من الصغير سام...... الذى لم يعد يطيعها أم أنك من ذهبت إليها؟!....
غلف وجه ساب البرود الشديد..... وقد توقف كلاهما عن السير وأصبح كلا منهم ينظر للأخر الأن.... تحدث ساب ببرود وثبات.... لأنه يعلم أن سام لا يصلح معه سوى هذا الإسلوب...... خاصه بهذه الأمور... قائلا: وهل يهمك كثيرا كيف إلتقينا؟!...... أم يهمك أكثر ما دار بيننا من حديث؟!.....
أجابه سام بذات الحده والإنفعال: كلاهما ساب واللعنه أريد أن أعرف كلاهما..... ألن تتوقف هذه ال...إلا أنه توقف حين رأى عينى ساب تحذره عن إكمال حديثه....... إلا أنه عاد قائلا.. لقد أخبرتها مرارا ألا تتدخل بما لا يعنيها...... ولكنى أظن أنها قد أصيبت بالخرف مبكرا......حتى لا تفعل ما أقوله لها.... ولكنى أعرف كيف أجعلها تتوقف عن هذا...... فقد ظنت أنها بكل مرة ستأتيك لتشتكى لك أفعالى...حتى توقفنى أنت عن فعلها..... ف أنا لم أعد طفلا.... أنهى حديثه بغضب وحده....
هنا إقترب منه ساب وهو يرفع وجهه نظرا لفارق الطول بينهم...... حتى أصبح كلاهما ينظر للأخر بتقارب..... وقال بغضب: أنها والدتك أليس كذلك؟!... ولكن فكر فقط..... مجرد التفكير بالإقتراب منها والمساس بها....عندها لا تلومن إلا نفسك بما سأفعله أنا بك..... كما إن أردت أن تراك ك رجل.... فقم بما يفعله الرجال حتى تراك رجلا...... وإجابة لسؤالك أنا من ذهبت إلى منزلك لأراك فلم تكن هناك أنذاك..... وحين سألتها عن مكانك..... أخبرتنى أنك مع أحد النساء سيئات السمعه....... كما أنك تعلم كيف تراك لهذا لا تقم بالإلتواء معى فى الحديث.... ها أنا قد قمت بالرد على أسألتك سيد سام..... فأخبرنى ماذا أنت فاعلا.....
إبتعد عنه سام وهو يلعن بصوتا هامس سمعه ساب جيدا...... يعلم سام أن ساب لن يتركه إلا عندما يخبره بعدم عودته لهذا الأماكن..... فحاول تهدأت أعصابه وأخذ أنفاسه بهدوء حتى يزول غضبه.... فقال ساب ببرود وعيناه مسلطه عليه: لم تخبرنى بعد ما الذى ستفعله سيد سام؟!.....
نظر له سام بزاويه عيناه قائلا ببرود هو الأخر: واللعنه ما الذى تريده منى؟!...... قلت لا تقترب منها فها أنا لن أفعل...... ماذا تريد غير هذا؟!.... رده جعل ساب يرفع إحدى حاجبيه... وعيناه الحاده لم تبتعد عنه..... وهو يقول ببرود: أنت تعلم ما الذى أريده سام..... كما أنك تعلم أننى لن أتحرك خطوه من هنا قبل أن أقوم بأخذ ما أريد.....
مسح سام على وجهه وعاد ينظر ل ساب قائلا: حسنا لن أقترب لهؤلاء النساء مرة أخرى..... قال ساب ببرود: هذا لا يكفى أريد وعدا بهذا.... حتى إذا قمت بمخالفته أقم أنا بقتلك حينها.....
إبتسم سام متذكرا أول مره قال له ساب هذه الجمله لهذا أجابه قائلا: أعدك يا صديقى أننى لن أذهب إلى هناك مرة أخرى.... هل شعرت بالراحه الأن.... هنا بادله ساب إبتسامته قائلا: أجل.... هذا جيد.... وعادوا للسير مره أخرى....
أعاد سام سؤاله مرة أخرى قائلا:أنتظر أنت لم تخبرنى بعد هل ستظل هنا لتحضر الإحتفال أم لا؟!...
أجابه ساب قائلا: لاا لن أستطيع....ف أنا ساسافر الى المقاطعه بنهايه هذا الاسبوع...
سام وقد حزن من عدم قدوم ساب معه قائلا :ما بالك يا رجل أراك تذهب لهذا العجوز بإستمرار.....
لن يضر إذا تغيبت عنه هذه المره فقط... أعلم أنك ستقول أنه أخر ما تبقى من عائلتك ولكن...
قاطعه ساب متن*دا وقال: ها أنت تعلم ما سأقوله لهذا لا تطل الحديث بهذا الأمر.... كما أننى لا أستيطع أن ينقضى شهرا ولا أذهب لرؤيته... ف أنا أحب هذا العجوز.... كماأحب ل**نه السليط كذلك ...
كان سام مازال متحيرا من هذا الأمر.....منذ معرفته ب ساب..... وهو يعلم أن ساب ليس إبن جورج....ف جورج لا ينجب سوى الفتيات..... كما لا يعرف لماذا يترك شخص عاقل طفل لدى شخص ك جورج.. ليس هذا فقط... بل وينسبه له كولده....
عاد سام من شروده وظل يحدث ساب عما سمعه بشأن الإحتفال.... إلى أن وصلوا امام ورشه الحداده فقال له ساب بإبتسامه: كان عرضك لحضور الحفل مغرى.... ولكن لمن يحب الإحتفال.... لهذا أراك مساء يااصديقى.... فأنت تعلم جورج وطول ل**نه حين أتأخر على العمل....
أومأ له ساام وهو يرى ساب يتجه لورشته.... وهو يفكر كيف ل شخص ك ساب مازال متواجد مع شخص ك جورج إلى يومنا هذا.... من المؤكد أن هناك أمورا خفيه خلف هذا الأمر...... ف ساب رجل يستطيع الأعتماد على نفسه...... فرغم صغر سنه إلا أن له شهرته بصناعه الأسلحه...كما أنه رجلا بما للكلمه من معنى...... وصديق وفى.... يساعد كل من يحتاج إليه.... فهو مختلف عن جورج المتسلط والمحب للمال.... كما أن أسلوبه فظ مع الجميع دون إستثناء....
ولكن أكثر ما يتعجب له ى تلك الهاله من الغموض التى تحيط ب ساب فلا أحد يعرف من هو وهل حقا إسمه ساب؟!... وكيف آتى وأستقر مع جورج؟!... كل هذه أشياء لا يعلمها عن ساب رغم أنه صديقه.. ولكنه لا يهتم بكل هذه الأمور... فهو يكتفى بما يعرفه عنه... كما أنه يحبه فهو صديقه المفضل... وعاد أدراجه وهو يتذكر ما حدث لهم فى أول لقاء بينهم....
"فلاش باك"
حين كان هو فى الخامسة عشر من عمره... وقام بعض الصبيا الاكبر منه عمرا بض*به كالعاده لكثرتهم...ولم يساعده أحد من أصدقائه..... خوفا من أن يصيبهم ما يصيبه من ألم.... ولكن فجأء تغير كل شئ.... حين قام صبى فى ال12 من عمره.... بأخذ قطعه خشبيه كبيره بيده..... وكانت أكبر منه حجما إلا أنه قام بالتلويح بها حتى يبتعدوا عن سام.. الذى أصيب بكدمات متفرقه بجسده..... كما تمزقت ملابسه بسبب جذبهم له....وبالفعل إبتعدوا عن سام حتى لا يصيبهم هذا الصبى الذى تدل ملامحه على الشراسه..
كان هؤلاء الصبيا متنمرون.... وكانوا يقومون بمضايقه سام..... لأنه قام بض*ب أحدهم فتجمع هو وأصدقائه ضده... وكلما التقوا به يض*بونه..... ومن يومها أصبح ساب وسام أصداقاء إلى يومنا هذا....
#يتبع