الجزء الثانى

1957 Words
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم يوم جديد وامل جديد تشيده زهرة .... اليوم هو عرس ابنه صاحب المحل الاستاذ رؤوف .. تململت زهرة وهى تستيقظ من نومها وتنظر لسماء غرفتها بتفكير ... تفكر فى كلام زوج والدتها امس ... وتفكر فى حياتها الان والحياة التى تخطط لها مستقبلا ... قامت من تختها والتفتت الى دولاب الملابس تخرج منه شيئا بسيطا يناسب نهارها ...ثم اتجهت الى المرحاض تقضى حاجتها ومن ثم توضأت وصلت وارتدت الملابس وكادت ان تخرج فاستوقفتها دلال قائلة وهى تميل على احدى جانباها باعوجاج _ هه انتى مفكرة يعنى لما تلبسي كدة هتعرفي تشقطى عريس الغفلة . اخذت زهرة نفسا عميقا كى لا تتشاجر معها فوقتها لا يسمح بذلك ... اكملت طريقها ولكن استوقفتها ثانية قائلة باستفزاز _ طول مانتى ماشية كدة ومحدش عارف عنك حاجة مش هتلاقي حد يبصلك ولا حتى كلب من اللى فى الشارع . حسننا هى من نبشت عشها بنفسها ... فلتتحمل نتيجة افعالها ... اتجهت زهرة ناحيتها وعيناها لا تبشران بخير مطلقا حتى ان دلال ارتعبت من هيئتها وتراجعت للخلف حتى التصقت بالحائط المجاور وزهرة لم تتوقف بل ظلت تتقدم الى ان اقتربت حد الالتصاق منها قائلة بهدوء يسبق عاصفته _ هى مين دى اللى محدش يعرف عنها حاجة ؟ ... ومين دى يا فرس الترعة انتى اللى مش هيعبرها كلب ... انتى مفكرة كل الناس زيك يا زبالة انتى ...ولا علشان انا سكتلك هتسوقى فيها ... غورى يات بصي لنفسك فى مرايتك واسأليها ايه حكايتك وبلاش انا علشان انا عارفة عنك اللى انتى متعرفهوش .. كانت عينا دلال جاحظتان من كلام زهرة ... لم تتخيل ابدا ان يخرج كل هذا الكلام من جوفها ... دايما تحاول استفزازها ولكن زهرة لم تظهر اي ردة فعل ....ماذا حدث ... ولكن مؤكد ان ذلك فى مصلحتها ... اتقنت دور المظلومة جيدا وقالت بنحيب وصل الى مسامع والدها النائم _ انااااا .... انا يا زهرة تقولى عنى كدة .... الغلط مش منك فعلا ... الغلط من ابويا اللى سكتلك لحد دلوقتى .... استكملت تنادى والدها بصوت عالي نسبيا قائلة _يابااااا ... قوم شوف بنتك بيتقال عليها ايه ومن مين .... قوم يابا . قام من مكانه مسروعا متجها اليهما يقول بغضب _ ايييه فيه ايه . قالت دلال ببكاء وصوت سمعه الجيران _ بتسبنى فى شرفي يابا ... بتقول عنى زبالة وعارفة عنى ياما ... جن جنونه من كلام ابنته واتجه الى زهرة ومن ثم نزل عليها بكف يده الغليظ طابعا اصابعه فوق وجهها ولم يتركها تستوعب بعد فكان ممسكا ب*عرها يلفه حول يده ويسوقها منه الى الخارج وسط مرأى ومسمع من الجيران منهم الحزين على حالها ومنهم الشامت . تركها ارضا تصرخ من شدة الالم والصدمة قائلا بقوة _ بنتى انا ... بنت الحسب والنسب يتقالها كدة من واحدة زيك ... انتى ناسية يابت اللى عملتيه مع صاحب المحل ولا مفكرة ان محدش هياخد باله . بماذا يتفوه هذا المختل ...تحرك وجهها يمينا ويسارا ترفض هذا الكلام فل**نها عاجز عن اارد ... وجسدها يرتعش هى الان تشعر بتخدير اناملها وقلبها ينبض ببطء اشار عليها ثانيا وباتهام جديد قائلا _ اشتريت منك البيت ووصلتك الفلوس اللى معرفش كنتى بتصرفيها على ايه ... ومن طيبتى اعتبرتك بنتى وسيبتك عايشة معانا .... بس بعد سبك لبنتى ولا ثانية ... غورى فى اي داهية تاخدك يالا ... ماذا يقول هذا الرجل ... اي بيت واى شراء ... لا انا لم ابيع بيتى لاحد ...ما الذي يحدث معى ...هل ما زلت نائمة ارى كابوس ؟ .... كان هذا عقل زهرة الذي يتحدث ويعطيها الطاقة لكى تقف وتدافع عن حقها ... استندت على بعض الاشياء وتحدثت بضعف قائلة _ بيت مين اللى اشتريته ... ده بيت امى .... وانت وبنتك اللى قاعدين عندى .. كان هناك بعض الجيران الشاهدين على حديثها فتحدث قائلا _ ايوة زهرة معاها حق .. ده بيتها ومبعتوش لحد .. انت اللى قاعد عندها وكلنا عارفين كدة .... دخل وخرج معه بعض الاوراق التى تثبت ان زهرة تنازلت عن بيتها مقابل مبلغ مالى بسيط يناولها للجميع قائلا بانتصار_ ها صدقتونى دلوقتى .... ده بيتي انا وبنتى وانتى ملكيش مكان فيه ... غورى يالا روحى للى كنتى عنده . ظلت تنظر ببلاهة وعقل مسكور ثم وفجاة استعادت قوتها واتجهت اليه مختطفة منه الاوراق تنظر فيها وتفحصها جيدا ثم قالت بقوة _ الاوراق دى مزورة .... انا مستحيل امضى على بيع بيت امى لحد وخصوصا ليك انت ... انا اتبرع بيه للايتام لكن مستحيل اسيبه لواحد زيك ... اطلع برا بيتي انت وبنتك يالا .. ابتسم خليل بثقة قائلا _ ههه يبقى اللى بينا المحاكم هي اللى تثبت بقى ... ولحد ما تبان الحقيقة ملكيش قعاد فيها والا متلوميش غير نفسك ... ولو عايزة تجيبي الحكومة اتفضلي انا مستنى اهو وهنشوف ف الاخر مين اللى هيمشى بردو . كان البعض حزين على حال هذه اليتيمة ...حتى ان بعض الجيران ارادو اصطحابها عندهم ولكنها رفضت وكادت ان تدخل لتأخذ اشياؤها فوجدت الافعى دلال تلقى بحقيبة وسط الشارع تنظر لها بشماتة قائلة _ محبتش اتعبك وحضرتلك هدومك ... ههههه يالا بالسلامة . حاولت التحلى بالقوة واظهار الشجاعة قدر المستطاع ولاكن قد خارت قواها وظهر ضعفها ... ماذا تفعل واين تذهب ... لن ت**ت له ولكنها لا تستطيع فعل شئ الان ... تريد التخطيط والتفكير جيدا فى الامر ... ستلجأ للقضاء ولكن عليها الذهاب الى احد اصدقاؤها ... دخل هو وابنته البيت وعاد الجميع منازلهم وظلت هى وسط الشارع تبكي الى ان رن هاتفها وظهر اسم رفيقتها وصال .... تن*دت وضغطت زر الرد قائلة _ الو . سمعت صوت وصال تقول باستنجاد _ الحقيني يا زهرة ... تعالى فورا يا زهرة بالله عليكي . قد تناست تماما مشكلتها وما حدث معها منذ قليل ومسحت وجهها قائلة بقلق _ مالك يا وصال فيه ايه بس طمنيني ... قالت وصال بقلب ممزق مشتاق _ سمعت صوته يا زهرة ... سمعت صوت ابني ... _______________ كان التجهيز لحفل الزفاف قائم فى ابهى صوره ... حيث يتم تحضير كل ماهو ثمين استعدادا للحفل .... ولما لا والعريس من اغنى اغنياء القاهرة واسمه معروف لدى معظم المشاهير . الحفل مقام فى افخم فنادق العا**ة واكثرها ترفيها ... الكل يعمل بتدقيق ونظام وسوف تبدأ المداعي فى الحضور بعد قليل ... يبدو انه سيكون حفلا رائعا خاليا من العيوب ... ترى هل سيكون هكذا ام ماذا سيحدث .. ____________ عند وصال التى تجلس فى محل الملابس تنظر امامها بعيون يغلبها اللون الابيض من شدة اتساعهم ... هل حقا سمعت صوت طفلها ... كيف حدث ذلك ... ومن الذي ساعده فى هذا الاتصال ؟ دخلت زهرة اليها مسرعة تقول بلهفة _ وصال ... انتى كويسة ؟ ... طمنيني كلمك ازاى وقالك ايه . وقفت وصال على حالها وتمسكت بيد زهرة قائلة بعدم تصديق _ قالى مامي ... قالها وسكت يا زهرة .... انا سمعت صوت ابني بعد ٣ سنين يا زهرة ... يعنى ممكن يكون فيه امل انى اشوفه .... بس ازاى وهو اصلا فى اخر بلاد العالم . احتضنتها زهرة تهدأها قائلة بفرحة _ دى بداية حلوة اوى يا وصال ... بما انه عمل كدة يبقى اكيد بباه كان جنبه وقتها ... لان طفل عنده اربع سنين مستحيل يعرف يكلمك لوحده خصوصا بعد السنين دى كلها ... هو اصلا ميعرفش شكلك يا وصال يبقى اكيد ده بباه .... صرخت وصال فجأة قائلة بهستيربة _ لاااااا مستحيل ... مينفعش ... مينفعش .... اكيد مش هو ... لا مستحيل يكون هو مستحيييل . تعجبت زهرة من ت**يم وصال المششد هذا قائلة _طب اهدى خلاص ... انا بس بحاول اطمنك انك ممكن تشوفيه ... اهدى يا وصال خلاص ... نظرت لها وصال كأنها استردت وعيها ثم هدأت قليلا ومازالت تفكر فى صوت صغيرها حين ناداها .. لاحظت وجه زهرة ااذابل وملابسها المهلهلة فتسائلت بقلق _ زهرة ؟ ... ايه اللى حصل وهدومك عاملة كدة ليه .. تن*دت زهرة وجلست تقص عليها ما صار مع زوج والدتها وابنته حتى ان وصال من شدة غيظها كانت تريد الذهاب اليهم ولكن منعتها زهرة .. قالت وصال بغضب _ اااه يانارى منهم لو اطول راس الحية دى ... ياما قلتلك يا زهرة اطرديهم وعيشي لوحدك احسن ... اهم زوروا امضتك وخدوا البيت منك ... ويوم المحاكم بسنة وهو عارف كدة كويس ... دول طلعوا كلاب .... لاء كلاب ايه ... الكلب مش بيعض الايد اللى اتمدتله ... دول عقارب . ملست زهرة وجهها بكفيها تزيل الارهاق وتجدد نشاطها قائلة _ خلاص يا وصال سيبك منهم ... خليهم يفرحوا يومين كدة لحد ما اتصرف معاهم ... بس دلوقتى قومى نشوف ورانا ايه .. منعتها وصال قائلة _ لااا ... انا هشوف ورايا ايه ... انتى يادوب تجهزى علشان حفلة الزفاف ... تقوى هتعدى عليكي هنا . قالت زهرة بارهاق _ لا يا وصال مبقاش ليا رغبة اروح ... خلى تقوى تروح ... قالت وصال باصرار _ لاء طبعا هتروحى ... وانا اللى هضبطك والدريس جاهز اهو والشوز اللى عاجبك كمان جاهز ... يالا قومى يا زهرتى بلا هم . ابتسمت زهرة لها وقالت شاكرة _ مش عارفة من غيركوا انتى وتقوى كنت عملت ايه ... ربنا يخليكو ليا بجد .. قالت وصال بمرح _ ولسة اليوم فى اولة دانا لما ترجعى هاخدك معايا ونسهر فى البيت على فيلم من اللى قلبك يحبه وكمان هجيب معايا كل حاجة بتحبيها ... ثم تابعت بتباهي وهى تتمشى بغرور مصطنع _ ها عمرك شوفتى صاحبة جدعة زيي كدة ؟ حركت زهرة وجهها يمينا ويسارا مبتسمة قائلة بامتنان _ لا ابدا . _______________ عم المساء على ارجاء المدينة وانسحب ضوء الشمس من مهنته وحل محله ضوء المصابيح . بدأ الحفل الصاخب وتهافت الحضور وراء بعضهم ... كان يضم نخبة من اكبر رجال الاعمال والسينما وايضا بعض الشخصيات الحكومية والمحامين ومن بينهم بالطبع ومن غيره طارق الازهرى . وصلت سيارة الاجرة التى بها زهرة وتقوى ... نزلتا الفتاتان امام باب الفندق الخارجى تنظر كل منهما الى الفندق باعجاب . دخلتا الفتاتان ومنه الى القاعة التى انبهرتا بها وبالحضور ولكنهم ايضا اتقنوا الدور جيداا حتى ان البعض ظنهما من اقارب العروس . اتجهتا الفتاتان باتجاه الاستاذ رؤوف وزوجته يتبادلون السلام والمباركة ... ثم جلستا على احد المقاعد تتابعان الحفل وتنتظران حضور العروس .. بعد قليل بدات الموسيقى تتغير دليل على خروج العروس وعم التصفيق فى كل مكان وانتظر الجميع بفضول ومنهم زهرة التى كانت متحمسة كثيرا ترسم فى مخيلتها عرسها . جاءت العروس فى يد والدها الذي ذهب واحضرها ليسلمها الى عريسها ...لقد كانت جميلة حقا ... كانت بريئة وهادئة وساحرة سحرت عين حبيبها الذي امسك يدها وقبل راسها بحب ... بدأت فقرات الحفل برقصة slwo بين المحبين وزهرة مازالت ترسم فى مخيلتها عرسها . هزتها تقوى تميل عليها حتى يصل صوتها الى مسامع زهرة متسائلة _ بتفكرى فى ااااايه ؟ . تبدلت الادوار واقتربت زهرة من اذنها قائلة _ بتخيل يا تقوى ... بس العروسة عسسل . كادت ان تجيبها تقوى ولكن بدون قصدا منها انسكب كوب المشروب الموضوع على الطاولة على فستان زهرة .... شهقت زهرة عاليا واستخدمت منديلا ولكنه لم يمتص من المشروب الا القليل ... توترت تقوى واعتزرت كثيرا فقالت زهرة على مضدد _ عادى يا تقوى حصل خير ... انا هروح انظف الفستان فى التواليت واجى .. ذهبت زهرة مسرعة الى المرحاض وبالفعل بدأت فى تنظيف الفستان بهدوء حتى لا يفسد .. انتهت وخرجت من المرحاض ولكنها اثناء مرورها وسط الزحام احست بيد تتحسس اسفل ظهرها بطريقة مقززة وعندما بدأت تستوعب ما حدث وغلى الدم فى عروقها كان هذا القذر ابتعد عنها مسافة مبعدة .. لم تشعر بنفسها الا وهى متناولة حذاؤها من قدمها وبطول ذراعها كانت قد القته عليه ولكن لحسن حظه وسوء حظها لم تصيبه به بل اصابت من تتوقعوه ... نعم اصابت طارق الازهرى والتصق الحذاء فى وسط ملابسه مما اشعل بركان الغضب داخله خصوصا ان انظار الحضور التفتت اليه متسائلة .... اخذ الحذاء بيده ووقف يستعد للهجوم ... اما زهرة لم تهتم ولم تعتذر بل جرت مسرعة الى ذلك القذر الذي يقف بالقرب منه ... وامسكته من بذلته وسط انظار الجميع وطارق ايضا ونزلت بكفها على وجهه بصفعة قوية ثم بصقت عليه واخذت حذاؤها من يد طارق الذي لم يستوعب ما تفعله هذه الجانية على عمرها ... غادرت زهرة بشموخ ووراؤها تقوى حتى انها لم تنتظر تبرير موقفها للسيد رؤوف الذي كان شاهد على ما صار والذي يعتبر فسد فرح ابنته بسبب زهرة .. اما هو فكانت النار تتآكله لم ولن يتعرض لموقف مثل هذا طوال حياته ابدااا واقسم بداخله على الانتقام ... يتبع تصويت بقى ?
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD