في صباح يوم جديد ، تلقي الأطفال رسالة .
كانوا لم يتلقوا رسائل منذ وقت طويل لذلك كانوا متحمسين ليروا ما بداخلها .
أمسكت كاميلا الرسالة و أخذت تقرأها للجميع
مضمون الرسالة :
" سيدي العزيز و سيداتي الاعزاء
اكتب لكم هذا لأشكركم على ما فعلتموه الأسبوع الماضي ، بسبب شجاعتكم لقد انقذنا أرواح كثيرة .
نريد ان نعطيكم مكافأة صغيرة .
ارجوكم هل يمكنكم الذهاب عند محطة القطار الساعة 4 " الرابعة " مساءاً ؟
تحياتي : مدير محطة القطار . "
شعر الأطفال بالفخر ، و اسرعت كاميلا لترى الأم هذه الرسالة .
قالت الأم : ما هذه الأخبار الجيدة ، حقاً انا فخورة بكم ، سوف احضر لكم أنظف الثياب لترتدوها هناك .
أمضي الأطفال بداية الصباح في المطبخ ، يغسلون و ينظفون الأطباق .
قال دانيال : انا اتطلع ماذا سوف تكون هذه الهدية !
ذهب دانيال و حمل سلة الغسيل و اتجه الى الحديقة ليقوم بتعليق الغسيل على الحبل .
قالت كاميلا : يمكن أن يكون أي شيء .
و أضافت و هي تضحك : لطالما أردت طفلاً صغيرًا .
قال هنري : لا تكوني سخيفة يا كاميلا ، ربما سيكون نموذجًا لمحرك بخاري .
قال دانيال : او ربما سوف يعطونا وسام الشجاعة !
قالت كاميلا : على أي حال ، يجب أن نرد على هذه الرسالة الأن .
و أضافت قائلة : يمكننا استخدام أوراق مفكرتي ، انها باللون الوردي .
جلسوا يتناقشون لوقت طويل ، و استغرق الأمر وقتًا طويلاً لكتابة الرسالة أيضا ، ولكن في النهاية تم الانتهاء منها .
مضمون الرسالة :
" عزيزي مدير محطة القطار
نشكرك جدا علي هذه الرسالة و الدعوة اللطيفة هذه ، لكننا لا نريد هدية ، أردنا فقط إنقاذ الناس في القطار من الموت ، و لكن سوف نكون هناك الساعة 4 " الرابعة " مساءاً كما قلت لنا .
تحياتي : كاميلا ، هنري و دانيال . "
عندما جاءت 3:30 " الثالثة و نصف " بدء الأطفال ف ارتداء ثياب جميلة و اتجهوا عند المحطة .
عندما وصلوا كان مدير المحطة في مكتبه ، عندما رآهم خرج من مكتبه و قال : تفضلوا هنا في غرفة الانتظار .
عندما دخلوا وجدوا المكان يلمع و يوجد طعاماً كثيراً جداً ، و كان يوجد ورود باللون الزهري و المكان مرتب جدا ، و كان هناك بعض الرجال و السيدات يجلسون في نفس الغرفة بملابس راقية .
أثناء ما كان الأطفال جالسين ، جاء رجل عجوز يرتدي قبعة مضحكة يلقي التحية عليهم و امسك يد كل واحد منهم و سَلَم عليهم جميعا .
و قال بصوت مرتفع أمام جميع الجالسين في غرفة الانتظار في القطار : بسبب شجاعت هؤلاء الأطفال تم إنقاذ أرواح كثيرة ، و عندما انتهى جلس
صفق الجميع لهم .
جاء مدير محطة القطار و هو يحمل 3 " ثلاثه " علب صغيرة و فخمة و اعطي كل واحد فيهم علبة .
كانت العلبة باللون الاحمر اللامع .
فتحوا العلب بعناية ليروا ماذا يوجد بداخلها .
قال دانيال لهنري و كاميلا بصوت منخفض : واو انها ساعات ذهبية .
أضافت كاميلا قائلة : إنها على سلاسل ذهبية طويلة ، يا لها من هدية رائعة حقا !
قال هنري : و مكتوب في خلف الساعة " سوار الشجاعة " و بخط صغير مكتوب " من مدير محطة القطار "
قال هنري لدانيال و هو يضحك : يجب الآن أن تلقي خطاب .
قال له دانيال : لا انا خجول !
دفعه هنري الى الامام قليلا .
نظر دانيال الي جميع الجالسين و هو في شده الخجل و قال : أوه ، اعزائي الرجال و السيدات ، و وقف قليلا و سمع قلبه ينبض بسرعة كبيرة .
ضحك هنري و كاميلا بصوت منخفض حتى لا يسمعهم دانيال فيتوتر أكثر .
اَكمل دانيال قائلا : الرجال و السيدات ، انا و هنري و كاميلا نريد أن نشكركم علي معاملتكم الطيبه و كلامكم الجميل معنا و الساعات الذهبية ايضا ، سنحافظ على هذه الهدايا طوال حياتنا. لكننا لم نفعل شيئا يستحق كل هذا التقدير و التعب منكم ، على الرغم من أنها كانت خطيرة و ممتعة للغاية ، و . . . و شكرا لكم جميعا .
صفق له الجميع بصوت عالٍ .
عندما رجع دانيال الي مقعده ، ض*به هنري علي كتفه .
جلسوا قليلا و احضروا لهم الطعام و الشراب .
عندما بدء الجميع بالرحيل ، ذهبت كاميلا عند مدير محطة القطار و قالت له : هل سوف تأتي عندنا في البيت يوماً ما ؟ ، انا اعرف ان امي سوف تحب هذا !
رد مدير محطة القطار و هو مبتسم قائلا : سوف أحب هذا أيضاً !
ذهب الأطفال إلى المنزل و هم يحملون الساعات الذهبية بإحكام .
عندما دخلوا المنزل اروا الساعات الذهبية لإميلي .
نظرت إميلي الي الأطفال بكل سعادة و هي فخورة بأولادها الشجعان .
بَعد بضعة أيام ، خرج الأولاد من المنزل و ذهبوا فوق التلة التي بجوار منزلهم و جلسوا علي الحجارة قليلا .
كانوا يشاهدون السكة الحديد من فوق ، كانوا يعرفون مواعيد القطارات فوجدوا القطار الخاص بالساعة 6 " السادسة " يغادر .
و شاهدوا الكثير من الناس خرجوا منه لكن لاحظوا ان هناك شخصاً منهم متجه فوق التلة .
قال دانيال : هل هو متجه الى منزلنا ؟ من يمكن أن يكون هذا الشخص ؟
قالت كاميلا : لا أعرف ، أنه بعيد جدا . لا يمكنني أن أراه بوضوح .
قال هنري : هيا بنا لنذهب و نري من يكون هذا الشخص .
جري الأطفال و نزلوا من على التلة ليروا من يتجه نحوا منزلهم .
قال دانيال في دهشة : أوه انه مدير محطة القطار .
قال هنري : نعم ، انا اراه ! ، انه يرتدي بدلة سوداء لامعة و بنظارته الشمسية .
عندما اقتربوا منه قالوا : مرحباً ، شكرا لقدومك !
قال مدير محطة القطار : مرحباً ، من الجيد رؤيتكم جميعا .
أخذ الأطفال و مدير محطة القطار يمشون قليلا متجهين إلى المنزل و في اثناء سيرهم كانوا يتحدثون قليلاً .
عندما وصلوا ، فتحت كاميلا باب المنزل لمدير محطة القطار .
قالت إميلي : اوه هذا هو مدير محطة القطار الذي كان يعاملنا بلطف .
و أضافت قائلة : انه من الجيد مقابلتك حقا ، انا لا اعلم كيف اشكرك لكونك لطيفاً تجاه أطفالي .
قال مدير محطة القطار : من بعد اذنكِ ، هل يمكنني أن أعطي هدية للأطفال ؟
قالت الأم و هي تضحك : نعم ، بالتأكيد .
أعطي مدير محطة القطار كل واحد منهم صندوق كبير باللون الوردي و الأبيض .
فرح الأطفال قبل أن يفتحوا الصناديق ، عندما فتحوها الصناديق رأوا الكثير من الحلوى الملونة و الشوكولاته .
قالوا جميعا و هم في منتهي السعادة : شكرا جدا لك ، هذا لطف منك حقاً !
ذهبت إميلي لتعد الشاي لهم جميعاً .
قال مدير محطة القطار : اخبروني الأن عن أنفسكم أكثر !
قال الأطفال أسماءهم و أعمارهم و كم من الوقت عاشوا هنا في الريف .
قالت كاميلا : نحن الآن نتطلع للذهاب مجدداً الي لندن في بيتنا القديم هناك ، أبونا غادر لفترة طويلة و لا نعلم لماذا لحد الآن ! و الأن نحن شبه فقراء تقريباً ، أمي تكتب القصص لتبيعها لنجني بعض المال لشراء الطعام و ما إلى ذلك .
بعد شرب الشاي ، أمضي مدير محطة القطار وقتاً قليلاً معهم ثم قال لهم وداعا !
قال الأطفال : أنتظر سوف نأتي معك حتى تركب القطار لتعود .
ألتفت الأطفال إلى الجهة الثانية و قالوا إلى أمهم : هل يمكننا أن نرافق مدير محطة القطار حتى يركب القطار و سوف نعود سريعاً .
قالت إميلي : حسنا ، لا مشكلة .
قال مدير محطة القطار : حسناً ، وداعا يا إميلي ، و ذهب معه الأطفال .
أثناء سيرهم أخذ الأطفال يتحدثون مع مدير محطة القطار .
حتي وصلوا الي المحطة و لَوح لهم مدير محطة القطار و ركب القطار ليرجع إلى منزله .
رجع الأطفال إلى البيت ، كان دانيال يشعر بالتعب ف دخل إلى غرفته لينام .
نظر هنري و كاميلا الي إميلي ف وجدوها متعبه ، عيناها تملئها التعب و الإرهاق الشديد .
قالت كاميلا : يا أمي انتِ تبدين متعبة قليلا ، لماذا لا تذهبي لتستريحي على الفراش قليلاً !
قالت إميلي : حسنا ، لا أُمانع .
أمسكا هنري و كاميلا يدي إميلي ليأخذاها إلى الفراش .
دخلوا الغرفة و جلست إميلي علي الفراش .
قال هنري : كان سوف يحب أبي مدير محطة القطار ، أليس كذلك ؟ ، لقد مضى وقت طويل منذ أن رأيناه ، هل يعلم انني لقد كبرت ؟ . لقد صرت في 16 " السادسة عشر " من عمري .
قالت إميلي : نعم ، كان سوف يحب مدير محطة القطار .
خبطت كاميلا كتف هنري و ارجعت راسها للوراء و همست في اذن هنري قائله : لا تتكلم عن أبي أمام أمي !
قال هنري بصوت منخفض : لما لا ؟
درت كاميلا : سوف أقول لك لاحقا .
و قالت كاميلا بصوت عالٍ : هيا بنا يا هنري فلنلعب في الخارج .
خرج هنري و كاميلا من المنزل و لعبوا أمام حديقة المنزل .
بعد مرور بضعة أيام ،
كانت تكتب الأم القصص في غرفتها ، ف دخلت عليها كاميلا و هي تحمل كوب من الشاي .
كانت غرفة إميلي غرفة بسيطة للغاية ، كان يوجد طاولة ، كرسي و سجادة صغير على الأرضية ، لكن كان هناك الكثير من الورود في الغرفة . كانوا يحضرون الأطفال دائماً الورود و يضعوه لإميلي حتى تجعل شكل الغرفة أكثر جمالاً .
قالت كاميلا : تفضلي يا أمي الشاي و وضعت الشاي على المكتب .
وضعت إميلي قلمها و التفتت الى وجه كاميلا و نظرت إليها و قالت : هل يمكنني أن اسألك سؤال و تجاوبيني عليه بصراحة ؟
قالت كاميلا و هي تشعر بالقلق الشديد : نعم ، بالتأكيد .
قالت إميلي : هل تعتقدين ان هنري و دانيال نسوا أبوهم ؟
ردت كاميلا قائله : بالطبع لا ، ما هذا الكلام !
ردت إميلي : أنهم لا يتحدثون عنه .
جلست كاميلا علي كرسي و قالت : نحن . . . . . نحن نتحدث عنه !
قالت إميلي : لكن لماذا لا تتحدثون عنه امامي او لماذا لا تتحدثون معي عنه ؟
قامت كاميلا من علي الكرسي و نظرت الى الجهة الأخرى و لا تعلم ماذا تقول لأمها .
نهضت إميلي أيضا و وقفت بجانب كاميلا و وضعت يداها حول كتف كاميلا و قالت بصوت حنون : حاولي ان تخبريني لماذا ؟
ردت كاميلا قائله : حسناً ، انتِ حزينه جدا بسبب عدم وجود أبي ف إذا تكلمنا عنه أمامك سوف تكوني اكثر حزناً ، لذلك توقفنا .
ردت إميلي قائله : نعم ، هذا صحيح انا حزينه جدا بسبب فقدان أبوكم لكن هناك شي أخر ، سر فظيع ! . لا يمكنني إخبارك به لكن إذا نسيتم أبوكم بهذا سوف يكون أفظع بكثير .
قالت كاميلا : سر فظيع ؟! هل لن يعود أبي مجدداً ؟ ، هل سوف يستمر هكذا لفترة أطول ؟
قالت إميلي : لا ، سوف يعود أبوك ، و عندما يعود سوف يكون كل شي علي ما يرام ، سوف ينتهي كل شي !
قالت كاميلا بصوت يائس : انا اتمنى ان اتمكن في مساعدتكم في أي شي .
ردت إميلي : انتِ تساعدينني دائماً ، أنتِ لا تفعلي مشكلات كثيرة بقدر ما كنتِ معتاده .
انتِ وضعتِ الكثير من الزهور و الورود الجميلة في غرفتي ، تنظفين ملابسي و حذائي .
عندما استيقظ تقومين بتنظيم الفراش لي ، كل هذا يساعدني حقاً .
الأن يجب علي أن أعود إلى العمل ، أرجوكي لا تقولي شيئاً ل هنري و دانيال .
في هذه الليلة ، جلست إميلي مع هنري ، دانيال و كاميلا تتحدث معهم عن نفسها هي و جاك لما كانوا صغاراً ، قالت لهم علي القصص المضحكة التي حدثت معهم عندما كانوا صغاراً .
ضحك الأطفال كثيراً .
أخذت كاميلا تكلم نفسها قائله : كان شعوري صحيح في البداية ، يوجد مشكلة فظيعة حدثت مع أبي !
يتبع . . . . . في الجزء السادس " 6 " .