عرفت كاميلا عن السر الذي كانت تخبئه عنه أمها عن طريق الصدفة ، فقط أرادت أن ترح يداها و هي كانت تحمل القصص المصورة و أخذت تنظر بشكل عشوائي حتى وقع نظرها على هذا الخبر العجيب .
في صباح اليوم التالي ،
أستيقظت كاميلا من على الفراش و اتجهت الى الحمام لتغسل وجهها و لكن مازال وجهها لونه احمر و عيناها تملئها الحزن و الدموع بسبب بكائها ليلة أمس كثيراً .
جلست كاميلا علي الفطور مع هنري و دانيال و إميلي .
نظرت إميلي الي كاميلا ف لاحظت ملامح وجهها الحزينة و عيونها المرهقة .
قالت إميلي : كاميلا ! هل انت بخير ؟
قالت كاميلا : لا شي ، اشعر فقط ببعض التعب في جسدي ، و هي فعلا كانت تشعر بهذا .
شعرت إميلي ان هناك شيئاً ما ف قررت أن تسألها نفس السؤال .
قالت إميلي : هل أنتِ علي ما يرام يا كاميلا ؟ ، إذا كان هناك شيئاً ما يمكنك أن تخبريني !
قالت كاميلا : لا يا أمي أنا حقاً بخير . و أضافت قائلة : ليس الآن ، ليس . . . . . ليس أمام الآخرين !
لم يكن دانيال مبتئساً لانه يعلم ان لا يوجد شيء مروع حدث لكاميلا ، لقد كان سعيداً لان حالت وجهه بدأت تتحسن بشكل ملحوظ و كبير .
و هنري كان متعجب لكن شعر نفس شعور دانيال أن لا شيء خطر حدث لكاميلا . لكن لم يكن سعيداً ، حتى يراعي مشاعر كاميلا .
في اثناء تناولهم وجبة الإفطار أسقط دانيال بعض الطعام على الطاولة .
ذهبت كاميلا لتحضر المنشفة لتنظف الطاولة .
أمسكت كاميلا المنشفة بقوة و بدأت في مسح الطاولة بقوة شديدة .
شعروا كلهم بكمية الغضب التي بداخلها ولكن لم يتكلم احد .
عندما انتهوا من تناول وجبة الإفطار ذهبت إميلي تحمل الصحون الي المطبخ .
ذهبت كاميلا لتساعد أمها و تحمل الصحون معها و عندما التقيا في المطبخ .
و ظَل هنري و دانيال جالسين في غرفة المعيشة .
قال هنري : أعتقد أنها ذهبت لتعترف بشئ ما لأمي ، هل فعلت خطأً ما ؟
قال دانيال : من المؤكد انها **رت شيئاً ما في المطبخ او شيء مثل هذا !
و أضاف قائلا : لا يجب عليها التصرف بكل هذه السخافة انها حساسة جدا و ضحك دانيال بصوت منخفض .
شعر هنري ان الموضوع اكبر من ان تكون **رت كاميلا طبق او ما شابه ، إذا فعلت شيئاً مثل هذا لماذا سوف تغضب كل هذا الغضب الفظيع .
عندما كانت إميلي و كاميلا في المطبخ ،
تركت كاميلا تنظيف الأطباق و امسكت بيد إميلي .
قالت إميلي : ما الأمر يا كاميلا ؟
قالت كاميلا : هل يمكن أن ندخل الغرفة لكي لا يتمكن أحد من سماعنا ، هيا بنا يا أمي .
أمسكت بيدي إميلي و ذهبوا الي الغرفة و أغلقت باب الغرفة و تأكدت ان هنري و دانيال جال**ن .
عندما كانوا في الغرفة بمفردهم ظلت كاميلا واقفة و لا تنطق بكلمة واحدة .
كانت كاميلا جالسه تفكر في ما ينبغي أن تقوله لإميلي مثل ( لقد عرفت السر ) او ( لم يكن أبي في رحلة عمل ) او ( لقد كُشف الأمر ) لكن لم تستطع كاميلا ان تفتح فمها و جلست بجوار أمها تبكي .
وضعت إميلي يداها على رأس كاميلا و ضمتها اليها ، و انتظرت حتى تهدأ قليلاً .
فجأة تركتها كاميلا و ذهبت تفتح دُرج المكتب الخاص بها و اخرجت ورقة الخبر التي أخذتها من محطة القطار و كانت تخبئها هنا ، ثم أَرَتها لإميلي و هي تشير بإصبعها على اسم أبيها " جاك " و هي تبكي بشدة .
نظرت إميلي لكاميلا و هي تشعر بالحزن العميق و كانت سوف تبكي .
قالت إميلي : أنتِ يا كاميلا لا تصدقين هذا الخبر ، أليس كذلك ؟ لن يفعل أبوك شئ مثل هذا !
قالت كاميلا : نعم ، انا لا أصدق و بدأت تهدأ و تتوقف عن البكاء .
قالت إميلي : إنه لم يرتكب اي خطأ في الحقيقة ، لقد تم سجنه ظلماً .
و أضافت قائلة : إن ابيك رجل صالح و شريف و لم يفعل أي شي يجب ان نفتخر به و نصبر على ما حدث له .
بعدها ظل كاميلا و إميلي في حاله **ت لبعض الوقت .
ثم سألت كاميلا إميلي قائله : لما لم تخبريني يا أمي عن ما حدث من البداية ؟
قالت إميلي : هل كنتِ سوف تخبري الآخرين ؟
قالت كاميلا : لا لماذا افعل هذا !؟
قالت إميلي : لقد كنت اخشي ان تقولي لأحد ، لانني لحظت جلوسك مع دانيال و هنري كثيراً في الآونة الأخيرة .
قالت كاميلا : حسنا يا أمي ، هل سوف تزدادي حزناً إذا اخبرتيني بكل شي عن ما حدث ؟ أريد أن أفهم أكثر !
جلست كاميلا و إميلي بجانب بعضهم البعض على الفراش .
و اخذت إميلي تحكي لكاميلا ان هذان الرجلان اللذان آتيا كانا يريدان القبض علي جاك بسبب انه مُدان لشخص ما في الشركة و لقد مضى معه عقد انه سوف يرجع له المال العام القادم ، لكن هذا الرجل قام بتزوير الأوراق حتى يجعل المدة أقل من عام و هكذا أصبح يريد نقوده الأن و نحن لا نملك هذا المبلغ المطلوب الأن .
و أضافت قائله : لقد حاولنا تسديد البعض منه ولكن لم نستطع و في الناحية الأخرى كان يوجد ضرائب لم يتم دفعها ف لم نستطع دفع الاثنين .
و في هذا اليوم الذي كان يوم عيد ميلادك ، كانت الشركة تجدد عقود الموظفين و في أثناء ما كانوا يراجعون الأوراق رأوا أن جاك مُدان و عليه ضرائب متأخرة لذلك لم يتم تجديد العقد الخاص بجاك في الشركة و تم تحويله إلى المحكمة .
قالت كاميلا و هي مرتبكة : و لكن . . . . . ولكن كيف صدقوا هذه الورقة المزورة ؟ هذا ليس عدلا !
ردت إميلي : صدقتها المحكمة و لقد كانت الأدلة كلها ضد أبيك . لذلك لم نستطع فعل شي .
قالت كاميلا : لكن لماذا يريد إيذاء أبي ؟ لقد اعتقدت ان لا احد يتعمد إيذاء أبي .
ردت إميلي : لا اعرف ، لا اعرف . لقد كان أباك ذو منصب في الشركة و كان ماهراً في أداء العمل أيضاً ف اعتقد ان هذا الرجل كان يغار من أبيك و لكن أبيك قد كان طيباً و لا يعرف ذلك و عندما استلف منه و مضي معه العقد لإرجاع المبلغ لم يفي بوعده !
قالت كاميلا : هل يمكنني ان اعرف كم كان المبلغ الذي أخذه أبي ؟
قالت إميلي : لقد كان 10,000 £ " عشرة ألاف جنيه استرليني " .
قالت كاميلا في دهشة : لكن لماذا استلف أبي هذا المبلغ الكبير !؟
قالت إميلي : أنتِ لا تعرفين شئ ، انت الان في الجامعة و تحتاجين الى متطلبات كثيرة و أخويكي هنري و دانيال ايضا ، و الطعام ، و أمور المعيشة ، و المتطلبات الترفيهية الكثيرة . كما ان انا و جاك كنا نخطط لفتح مشروع تجاري و نبدأ بالعمل ب شكل مستقل فيه .
قالت كاميلا : اممم ، حسنا لقد فهمت الأمر .
أضافت قائلة : هل يمكننا أن نقول لشخص ما عن كل هذا ؟
قالت إميلي : هل تعتقدين ان هناك احد سوف يستمع إلينا ، هل تعتقدين انني لم اجرب ؟ يجب أن يكون معك اوراق و شهود عيان علي الاقل ، كل ما علينا فعله الآن هو الصبر .
و أضافت قائلة بصوت منخفض : و ان ندعو ايضا يا كاميلا .
نظرت كاميلا إلى إميلي ثم عانقتها .
قالت إميلي : لن نتكلم في هذا الامر بعد الان ، عديني بذلك ؟
قالت كاميلا : أعدكِ يا أمي .
قالت إميلي : يجب ان لا نفكر في هذا الامر مجددا ، عليكِ ان تكوني سعيدة يا كاميلا و ان تبتهجي ، و ان تسعدي الآخرين ايضا .
و أضافت قائلة : أنا أشعر بالسعادة عندما أراكم سعداء ايضا ، هيا اذهبي و اغسلي وجهه البائس و لنذهب إلى الحديقة قليلاً .
عندما خرجا من الغرفة و ذهبوا الي الحديقة كان هنري و دانيال قد ذهبوا معهم .
كانوا يمشون معهم و لم يسألوهم أي سؤال ، لكن شعر هنري ان دانيال يريد ان يسأل أسئلة ف ض*به على كتفه الأيمن حتى لا يتفوه بكلمة و ظلوا يستمتعون بالمشي في الحديقة .
بعد مرور بضعة أيام ،
كانت كاميلا لوحدها جالسة في المنزل و فكرت مرة ثانية في موضوع أباها المحكوم عليه و ما الذي يمكنها أن تفعله .
قالت لنفسها : لماذا لا ارسل رسالة لمدير محطة القطار ، يمكن أن يستطيع مساعدتنا في هذه المشكلة .
حملت كاميلا قلمها و أخذت ورقة من أوراقها الوردية و بدأت تكتب .
اخذت تفكر كاميلا في ماذا يجب ان تكتب ؟ و ما هو مصطلح الرسالة الذي يجب أن يكون ؟
انتهت بعد 20 " عشرين " دقيقة تقريباً .
كان مكتوب في الرسالة :
" أهلا بك يا مدير محطة القطار ، اتمني ان تكون بخير .
هل ترى ما كان مكتوب في هذه الجريدة الإخبارية التي كانت في محطة القطار ؟ ، ان كل هذا غير صحيح و كذب !
لم يتأخر أبي في تسديد المبلغ المطلوب تسديده ، لقد كان يجب عليه أن يسدده خلال سنة ولكن لقد قالت أمي ان هناك شخصاً قام بتزوير الورق و العقود التي بينهم .
و عندما اصبح أبي في السجن الأن لقد أخذ مكانه في العمل ، لقد كان هذا الرجل يغار من أبي في العمل لأنه كان ذو منصب عالي في الشركة و كان يحترمه الناس .
لقد حاولنا ان نقول كل هذا الكلام و لكن لم يستمع احد إلينا ، و كانت كل التهم الموجهة ضد أبي !
هل يمكنك ان تثبت لهم أن هناك تزويراً في الأوراق ؟ ، لا اعلم كيف سوف تفعل ذلك لكنك بارع و انا اثق بك !
لأنه ليس أبي ، أبي رجل صالح . أمي الآن في منتهي الحزن ، لا احد يعرف عن هذا الموضوع سوا أنا و أمي .
أرجوك . أرجوك ، أتمنى أن تساعدنا . . . . . "
مع أطيب التحيات : كاميلا
ملحوظة : ( أمي لا تعلم انني ارسلت لك تلك الرسالة ولا اريدها ان تعلم إذا لم يتم حل المشكلة لكنني اعلم أنك سوف تستطيع ! )
و بعدها اخذت كاميلا الظرف و وضعت فيه الورقة و وضعت ورقة الخبر التي كانت موجودة في جريدة اخبار محطة القطار ايضا .
و انطلقت متوجها الى محطة القطار و لكن لقد ذهبت من خلف المنزل حتي لا يراها دانيال و هنري لانهم كانوا يلعبون في الحديقة التي أمام المنزل .
إذا رأى دانيال او هنري كاميلا كانا سوف يريدان ان يأتيان ايضا و هي لا تريد احدا ان ياتي او يعرف بهذا السر .
ذهبت إلى محطة القطار و أعطت الرجل الذي يجلس في الغرفة التي بجوار محطة القطار الظرف الخاص بها و طلبت منه ان يعطيه ل مدير محطة القطار عندما يأتي ، و رجعت .
و عندما رجعت كانت قد رجعت من الجهة الأمامية من المنزل أي من فوق التلة .
فقد رآها دانيال و هنري ، انهم كانوا يلعبون كرة القدم في الحديقة التي أمام المنزل .
قال دانيال لكاميلا : أين كنتِ يا كاميلا ؟
قالت كاميلا : لقد كنت في محطة القطار ، لماذا ملابسكم متسخة هكذا ؟
قال هنري : كنا نلعب ب كرة القدم و كنا نسقط على الأرض في بعض الأحيان .
قالت كاميلا : أليس هذا خطراً بعض الشي ؟!
قال هنري : لا تخافي علينا نحن بخير .
قالت كاميلا : حسنا ، تعاليا نجلس قليلا .
جلست كاميلا علي الأرض علي الأعشاب الطبيعية و جلس بجانبها هنري و دانيال .
قالت كاميلا : انا اشعر بالملل الشديد .
قال هنري : ماذا يمكن أن نفعل إذا ؟
قالت كاميلا : أريد ان اسلي وقتي ، ما رأيكم أن نفعل سَلات .
قال هنري : من اين سوف نحضر الخشب ؟ و ماذا سوف نضع في السلة ؟
قال دانيال : يمكننا ان نحضر الخشب من الغابة او الأشجار الموجودة ، و يمكننا استخدامها في جمع محصول الحديقة الخاص بنا .
• كان قد تم زرع قطعة الأرض الخاصة ب دانيال التي كان يلعب فيها بواسطة إميلي عندما كان وجهه مصاب .
قالت كاميلا : حسنا ، هيا بنا ، ماذا ننتظر !؟
ذهب هنري و دانيال ليبحثا عن الخشب ف نزلا من على تلة الجبل و ذهبا يستكشفا .
اخذت كاميلا تنزع فروع و اغصان الشجر حتى يستطيع كل واحد منهم كتابة اسمهم على السلة الخاصة به .
رجع دانيال و هو يحمل معه الكثير من الخشب ، و بدء دانيال بمساعدة كاميلا في صنع السلة .
كانت تريد كاميلا أن تصنع السلة صغيرة حيث يمكنها أن تحمل القليل من الخضراوات والفواكه و يكون شكلها لطيف في نفس الوقت .
لكن قال دانيال : ماذا تفعلين يا كاميلا ؟
قالت كاميلا : أصنع سلتي .
قال دانيال : لماذا تصنعين سلتك صغيرة بهذا الشكل ؟ هكذا لن تستطيع حمل الكثير !
قالت كاميلا : نعم أعرف ذلك .
قال دانيال : انت حمقاء !
ردت كاميلا : أنظر إلى سلتك كيف تبدو ! ، أنت لا تستطيع فعل شيء فقط اسكت .
أكملت كاميلا و انتهت من صنع السلة و وصلت الى المرحلة الاخيرة و هي وضع أول حرف من اسمها على السلة .
نظر دانيال إلى كاميلا و هي تنفذ فكرتها و أعجبته ف كرر أن يفعل مثلها .
وضعت كاميلا حرف " الكاف ( ك ) " أول حرف من أسمها " كاميلا "
وضعته في منتصف السلة من الوسط بشكل صغير و أنيق .
بينما وضع دانيال " الدال ( د ) " أول حرف من أسمه " دانيال "
كانت سلة كاميلا صغيرة و جميلة في نفس الوقت ، و كانت سلة دانيال كبيرة و غير مُرتَبه بتنظيم مثل سلة كاميلا .
قالت كاميلا : رأيت يا دانيال لقد طلعت سلتي افضل من سلتك .
قال دانيال : ما هذا الهراء ، سلتك عادية .
قالت كاميلا بصوت مرتفع : حتماً سلتي افضل من سلتك !
جاء هنري من بعيد و هو ينهج قائلا : سوف يقام سباق سيارات بجوار محطة القطار غدا ! ، هل تريدون ان تشاهدوه معي ؟
قالت كاميلا و دانيال : نعم ، سوف نأتي معك .
في صباح اليوم التالي ،
أستيقظ هنري قبل كاميلا و دانيال ، و أكل الفطور و حضر ملابسه التي سوف يذهب بها إلى هناك .
أستيقظ بعدها كاميلا و هنري .
قال هنري : هيا يا **لانين سوف يبدأ سباق السيارات بعد قليل ، هيا اسرعوا !
قالت كاميلا : حسنا يا هنري ، و تناولت الفطور بسرعة ، و ذهبت تحضر ملابسها .
قال دانيال : يا رفاق انتظروني ، و اخذ ياكل فطوره و هو يرتدي ملابسه في غرفته في نفس الوقت .
بعدما انتهوا جميعاً من تجهيز انفسهم خرجوا متجهين نحو محطة القطار .
ذهبوا و رأوا السيارات تتجهز و يستعد المتسابقون .
قال هنري : ما رأيكم أن نطلع فوق ، فوق عند السكة الحديد و نشاهد السباق من فوق ؟
قال دانيال و كاميلا : حسنا ، موافقان !
عندما صعدوا الي الاعلي وجدوا المكان واضح لرواية السباق من أعلى .
نظرت كاميلا إلي جانبها فرأت العمال يعملون من بعيد .
قالت كاميلا : أنظروا إلى العمال ، هناك ! .
قال هنري : نعم ، انهم يعملون في تنظيف خط السكة الحديد .
قال دانيال : ينظفون خط السكة الحديد من الصخور و الأتربة و الأشجار التي سقطت عليه يوم وقوع حادث الإنهيار الأرضي .
قالت كاميلا : أعتقد أن الأمر استغرق منهم وقتاً ، لأنه ليس عملاً سهلاً الى حد ما .
و استمتعوا بمشاهدة العمال و هم يعملون و تركوا مشاهدة سباق السيارات .
كان العمال يعملون باستخدام أشياء مثيرة للاهتمام كالجواريف و الألواح الخشبية و عربات اليد .
عندما بدأت الشمس بالغياب ، أمسك العمال المصابيح الحمراء و أخذوا يعلقونها في مكان العمل حتى يروا في الليل و الظلام .
كان الأطفال لم يخرجوا من المنزل في الليل لفترة طويلة ، ف كانوا مستمتعين في هذا اليوم و كانوا يتحدثون عن العمال و كيف يعملون بأستخدام الجواريف و الألواح الخشبية و عربات اليد و نسوا أمر سباق السيارات تماماً .
مشي الأطفال على خط السكة الحديد و كانوا يرأون العمال ، نظر هنري إلى جانبه ، ثم قال : سباق السيارات ! مازالوا يتسابقون !
قال دانيال : اوه ، هذا جيد . دعنا نستريح قليلا بجوار هذه الشجرة و نشاهد السباق من أعلى .
جلسوا و اسندوا رؤوسهم على الشجرة و أراحوا اجسامهم قليلا .
قال دانيال : انا اشعر بالجوع الشديد !
ناولته كاميلا شطيرة ، كانت في الحقيبة الخاصة بها . لقد كان معها أيضا الكثير من الشطائر الأخري .
أعطت كاميلا شطيرة ايضا لهنري و هو كان جالس يتف*ج علي سباق السيارات .
قال هنري : يا جماعة !!
ردت كاميلا و دانيال : ماذا ؟
قال هنري : لم أري السيارة الخضراء تمر من هنا ، لقد مضى وقت كثير ! أليس من المفترض أن تمر مجددا في كل لفة ؟
ردت كاميلا قائله : يمكن أن تكون لقد مرت و انت لم تلاحظ يا هنري .
قال هنري : لكن كيف ؟ انا اشاهد و أراقب منذ وقت طويل ، و الان هم في اللفه الثانية في نهاية اللفة الثانية و لم تظهر السيارة الخضراء بعد .
قرر الاطفال الذهاب الى محطة القطار ليعرفوا ماذا حدث لصاحب السيارة الخضراء بالتحديد و لكن يجب عليهم السير اولا علي خط السكة الحديد .
كانوا يسيرون على خط السكة الحديد . و كان قد جاء الليل عليهم ! الظلام كان كاحلاً جدا .
في اثناء سيرهم ، كان يسير دانيال مع كاميلا و هنري لكنه تقدم عنهم قليلاً و سار هو يمشي في الأمام .
لقد كانت هناك بالوعة مفتوح نصفها في الأرض و كانت باتجاه دانيال ، ظَل دانيال يسير حتى وقع في البالوعة المفتوح نصفها ، و لكن لم يقع في داخل البالوعة لأنها لم تكن مفتوحة بالكامل .
صرخ دانيال قائلا : يا كاميلا ، يا هنري ، لقد وقعت في البالوعة .
اتجه هنري و كاميلا بسرعة باتجاه صوت دانيال ليروا أين هو .
قال هنري : تعالِ يا كاميلا لقد وجدت دانيال .
حاول هنري سحب دانيال لكنه لم يستطيع ، و جاءت كاميلا تدفع مع هنري دانيال إلى الخارج لكنه كان عالق من عند بطنه في نصف البالوعة و لا يعرفون كيف سوف يدفعونه إلى الأعلى .
شاهدوا من بعيد قطاراً قادم .
قال دانيال و هو يصرخ : تصرفا بسرعة ، سوف اموت !
قالت كاميلا : ما رأيكم أن نلوح للقطار حتى يقف مجدداً مثلما فعلنا سابقاً .
قال هنري : لا يمكن ، انه يسير بسرعة عالية جدا ، و لن يرانا في هذا الظلام الكاحل حتى .
لم يكن هناك خيار آخر أمامهم سوا ان يحاولوا ان يدفعوه بأقصى قوتهم .
كان قلب هنري و كاميلا يهتز خوفاً من أن يفشلاً من إخراج دانيال و سوف يشاهدونه و هو يموت امامهم بشكل ب*ع !
بدء القطار بالاقتراب منهم أكثر ف أكثر .
و بدأ عينًا كاميلا و هنري بالتدميع ، لقد شعروا أنه لقد فات الآوان .
شدوا دانيال باقصي قوتهم حتي صعد من البالوعة و كان القطار يسير بسرعة عالية و قريب منهم ، دفع هنري دانيال و كاميلا بعيدا عن القطار و اندفع معهم أيضاً .
سَار القطار ، نظر الأطفال إليه و هم في دهشة و يلتقطون أنفاسهم .
قال هنري هيا ، فل نكمل !
قال دانيال : لا سوف اعود الى المنزل ، الآن !
قال هنري : بحقق يا دانيال .
قال دانيال : هل أنت أبله يا هنري ؟ ، كنت سوف أموت الآن ، هذا يكفي .
ذهب دانيال يسير إلى الوراء ليعود إلى المنزل ، أمسك هنري يده و قال له : ما مشكلتك يا دانيال .
قال دانيال في دهشة : مشكلتي ؟ كنت سوف أموت .
قال هنري : لا تقلق ، أنت الآن في أمان ، هيا بنا .
و أضاف قائلا : هل تَود ان تُضَيع كل هذه المسير علينا و في النهاية الذهاب الي المنزل ؟! ، هيا تعال معنا ، اعلم انك شجاع كفاية و سوف تأتي معنا .
نظر دانيال الي هنري و لم يقل شيئا ، لكنه قرر انه سوف يكمل معهم إلى النهاية و ألتفت إلى الأمام و اخذ يسير .
عندما وصلوا إلى محطة القطار ، لقد كانت محطة قطار أخرى غير التي عندهم ( غير التي قريبة من بيتهم ) ، حيث انه يوجد أناس مختلفة و القطارات تصل الى أماكن مختلفة ، لا توصل إلى لندن لكنها توصل إلى محافظات أخرى في البلد .
في أثناء سيرهم في محطة القطار رأوا خلف الغرفة التي بجوار محطة القطار التي يجلس فيها الحارس ، الذي يكون يراقب الوضع في محطة القطار ليلاً ، رأوا رجلاً علي الأرض و كان يرتدي ملابس خضراء في سوداء .
قالت كاميلا و هي تهمس من الخوف : يا رفاق أليس هذا هو الرجل الذي يجدر به أن يكون في سباق السيارات ، صاحب السيارة الخضراء ؟!
قال هنري : اوه يا إلهي ، نعم هو !
قال دانيال : هل هو مغطى بالدماء ام ماذا ؟
بسبب الظلام الكاحل كانوا يعتقدوا أن عليه بعض الدماء بسبب ملابسه التي يلبسها يوجد بها بعض القماش باللون الاسود و كان هناك ضوء خفيف في محطة القطار ، لذلك كان يبدوا عليه هكذا .
قال هنري : لا أعلم إذا كانت دماءاً أم لا ، لكنني لا اعتقد ذلك .
كانت الساعة 4 صباحا ، شعرت إميلي بالقلق لأن الأطفال تأخروا كثيراً ، لقد اصبح الوقت متأخراً و هم لم يقولوا لها انهم سوف يتأخرون كل هذا الوقت .
اقترب الأطفال ببطء شديد من الرجل الذي كان على الأرض .
وضع هنري يده علي ملابسه ليعرف إذا كان هذا دماءاً أم لا .
قال هنري : يا رفاق انها ليست دماء انها سترته فقط ، لونها هكذا .
ظل الأطفال بعدها يرددون له " أفق ، أفق ، تكلم ، تكلم "
يتبع . . . . في الجزء الثامن " 8 " .