ذهب هنري و دانيال الي الشارع المجاور حيث أخبرهم الشرطي .
عندما ذهبوا اخذوا يلتفتوا و ينظروا حتى وجدوا غرفة مكتوب عليها " تنظيم حركة مرور القطارات " .
قال دانيال : ها هي ! أليست كذلك ؟ هي الغرفة .
قال هنري : لا أعلم لكن لا يوجد غيرها هنا ، هيا فل ندخل .
دخل هنري و دانيال الى الغرفة . كان الجو في الخارج حارا جدا تحت أشعة الشمس الساطعة في الصباح ، و لكن عندما دخلوا كان الجو رطب .
نظر دانيال و هنري إلى المكان ف وجدوا طرقه طويلة و يوجد ابواب علي اليمين و علي اليسار .
قال دانيال : ماذا نفعل الأن ؟
قال هنري : حسناً ، سوف اقوم بقراءة الكلام المكتوب على كل باب قبل ان ندخل .
قال دانيال : هل ممنوع ان نتواجد في هذا المكان .
قال هنري : لا أعلم لأكون صريحا معك ، لكن سوف أقرأ فحسب للتأكد .
سَار يسير هنري و ينظر الي كل باب و يرى ماذا مكتوب عليه حتي وجد باب مكتوب عليه " غرفة المراقبة " .
قال هنري : أعتقد أن هذا هو الباب !
قال دانيال : حسنا ، دعنا ندخله .
طرق هنري الباب اولا قبل دخولهما لكن لم يرد أحد .
نظر هنري إلى دانيال ثم طرق هنري الباب مرة ثانية و لم يرد أحد أيضاً .
قال دانيال : لكن كيف ؟ ألا يجدر بشخص ان يكون متواجد هنا دائماً حتي ينظم حركة القطارات ولا تحدث حادثة ما ؟
قال هنري : نعم ، هذا من المفترض أن يكون ، لكن لا أعلم ماذا سوف نفعل الأن إذا ؟
و أضاف هنري قائلا : هل ندخل فحسب ؟ أعتقد ان لا احد في الداخل .
قال دانيال : و إذا لم يكن هناك أحد في الداخل ، لماذا سوف ندخل من الأساس ؟ نحن نحتاج طلب المساعدة هل نسيت ام ماذا ؟
قال هنري : أعلم ، أعلم . لكن يجب علي أن أرى إن كان هناك أحدا أم لا .
قال دانيال : اوه معك حق ، حسنا دعنا ندخل الغرفة .
فتح هنري الباب ببطء جدا و قال : مرحباً ! . و كان لم ينظر بعد من في الداخل .
عندما فتح الباب بأكمله شاهد هنري و دانيال رجلاً جالساً على كرسيه و واضع رأسه على المكتب و بجانبه كوب من القهوة .
كانت كاميرات المراقبة و الإشارات و الاتجاهات لا يتحكم فيها أحد و لا تُرسل إلى القطارات الاتجاهات حتى لا يحدث حادث مروع بين قطارين .
صاح هنري بشكل رهيب و هو يقول : أستيقظ يا رجل ، هل تمزح معي ؟
ض*ب دانيال هنري علي كتفه و قال له : انت غ*ي يا هنري ألا تعلم انه إذا علم أحد مَن مِن في المكان ان عامل المراقبة و الإشارات قد نام ماذا سوف يحدث ؟
قال هنري : نعم ، أعلم أنه . . . . .
قاطعه دانيال قائلا : سوف تحدث له مشكلة و سوف يفقد وظيفته . لا نريد أن نفعل مشاكل للآخرين .
نظر هنري إلى دانيال و لم يقل شيئا .
أقترب دانيال من الرجل العامل النائم و اخذ يهز فيه بهدوء قائلا : يا أنت ، يا صاح ، أستيقظ !
أستيقظ الرجل و هو مفزوع و مرعوب .
قال العامل : كم . . . . . كم الساعة الأن ؟
رد هنري قائلا : الساعة 30 : 7 " السابعة والنصف " صباحا .
شعر هنري و دانيال بأن الرجل مرتبك جدا .
بعدها أخذ الرجل كوب القهوة الخاص به و بدأ بشرب القليل منه و نظر إلى شاشة المراقبة ف وجد أن هناك قطاران سوف يتقابلان بسبب أنه لم يعط لواحد منهما الإشارة بالتوجه إلى المنعطف الآخر .
أخرج العامل القهوة من فمه و نظر إلى شاشة المراقبة في دهشة و حيرة .
نظر دانيال و هنري إلى الرجل و كاميرات المراقبة أيضا لكنهم لم يفهموا شيئا منها .
قال العامل : يا إلهي ماذا أفعل الأن سوف يموت المئات من الناس بسبب نومي !
نظر هنري إلى دانيال و قال هنري : ماذا ؟ ماذا سوف يحدث ؟
قال دانيال : لا ، أنت تمزح معي ؟ أعتقد أنني سمعت خطأً !
قال العامل : انا لا امزح مع احد ، سوف تحدث كارثة الأن ، لم أعطي إشارة لقطار من القطارين و سوف يمشون على نفس خط السكة الحديد و سوف يصطدمان ببعضهم البعض و يموت مئات الناس !
أقترب دانيال و هنري من شاشات كاميرات المراقبة و فهما ما يحدث .
جلس العامل يفكر و نظر بقرب الى شاشات المراقبة و قال فجأة : اوه يا إلهي ، مازال لدي بعض الدقائق لإرسال الإشارة للقطار !
قال له هنري بصوت مرتفع : حسنا ، هيا أسرع ماذا تنتظر إذا !
كان يجلس العامل على كرسي متحرك ذو عجل في الأسفل ف تحرك به الي الحاسوب و بدء بإرسال الإشارات للقطارات مجددا ، كان لديه بعض الدقائق فقط ، و سوف يتقابل القطاران أمام بعضهم البعض .
أرسل العامل الإشارة للقطار القادم من جهة اليمين حتى ينعطف إلى يسار السكة الحديدية !
قال العامل : أتمنى أن يرى سائق القطار هذه الإشارة قبل أن يلتقيان قبل فوات الآوان .
أخذ يراقب هنري و دانيال و عامل المراقبة شاشات المراقبة بتركيز شديد جدا .
حتى وجدوا أن القطاران سوف يقتربان من بعض ، لكن انعطف القطار الذي على جهة اليمين الى اليسار .
لقد كان القطار الذي على اليسار يسير بسرعة عالية جدا . ف تحرك القطار الذي على جهة اليمين إلى يسار السكة الحديد في الوقت المناسب .
كان سوف يلمس القطار الذي على جهة اليسار نهاية القطار الأخرى في أثناء انعطافه إلى اليسار !
عندما شعروا بأنه سوف يلمس القطار الآخر ، قلوبهم كادت ان تقع من مكانها و لكن لم يحدث شيء و ذهب كل قطار في سلام من دون أي ضحايا او موتا .
قال العامل و هو يأخذ انفاسه و ترتعش يداه : لا أعرف ما هذه الصدفة العجيبة ، إذا لم تأتوا إلى هنا و أيقظتموني لم يكن هؤلاء الناس الآن على قيد الحياة و كنت سوف اخسر وظيفتي و كانت سوف تتغير الأمور تماما في لحظة . شكرا لكم حقا على هذا ، لا أعرف ماذا أقول لكم .
قال هنري : عفوا ، لا داعي لذلك .
قال العامل : هل يمكنكم عدم قول هذا لأي احد ، أنني كنت نائم و ما حدث الآن ، لأن هذا سوف يتسبب لي في مشكلة .
قال دانيال : لا تقلق يا رجل ، نحن لن نخبر احد بأي شيء علي اي حال ، لكن لا تنم مرة ثانية أثناء العمل لان هذا خطر ، خطر على أرواح البشر و خطر على وظيفتك ايضا !
قال العامل : نعم ، معك حق . بالمناسبة لماذا اتيتم الى هنا ؟ ألا تعلمون ان هذه المنطقة او الغرفة ممنوع دخولها إلا لغير العاملين هنا ؟ !
قال هنري : إن لم نأتي الي هنا ، لما كنت استيقظت و مازالت تمتلك عمل .
قال العامل : انت لا تعرف شيئا ، حتما انت لا تعرف ماذا يحدث لي . اخي مريض بالسكر و لم استطع النوم لمدة أسبوع تقريباً لان اخي يحتاج الي شخص ليعتني به و يعطيه علاجه في وقته المحدد اما سوف يذهب في غيبوبة ، و أمي و أبي متوفيين منذ حوالي سنتين تقريبا ، لا يوجد سوى أنا و أختي و نعتني بأخي المريض . على أي حال إذا كنتم تريدون إخبار الآخرين عن ما حدث اليوم ، اذهبا و اخبرا الناس عن كل شيء .
شعر دانيال أن العامل لا يتصرف على طبيعته .
قال هنري بصوت متغير قليلاً للعامل : لقد قلت لك لم أخبر أحداً ، ما بك ؟ !
قال دانيال : على أي حال يا رفاق ، لقد اتينا الى هنا يا رجل لكي نخبرك أننا بحاجة إلى المساعدة لأن الرجل المتسابق صاحب السيارة الخضراء في سباق السيارات قد **رت قدمه و هو الان في محطة القطار على بداية المحطة في السكة الحديدية .
قال الرجل بنبرة غاضبة : و لكن لماذا دخل الى هذا النفق إذا ؟
قال هنري و هو يشعر بالغضب من طريقة كلامه : نحن فقط اردنا أن . . . . .
قاطعه دانيال قائلا للعامل : يا صاح ما بك ؟ ! لماذا تشعر بالغضب هكذا لم نفعل شيء سوي إيقاظك و كان شيئا جيدا ايضا في نفس الوقت .
قال هنري ل دانيال : لا يهمني هذا الهراء ، كنت أريد ان اقول اننا اتينا لأننا نحتاج الى مساعدة في حمل هذا الرجل و التوجه إلي أقرب مستشفى أو أي شيء !
قال العامل : امم . . . . . لا أعتقد أنني أقدر أن أساعدكما في هذا ، لن استطيع حتى ترك غرفة مراقبة القطارات و الذهاب معكم !
قال هنري و هو يشعر بالغضب من هذا الرجل : اممم . . . . . حسنا ! ، هل يمكن أن تقول لنا إلى من يمكننا الذهاب إذا ؟
و أضاف هنري قائلا : أنت تعرف هذا المكان بالتأكيد !
قال العامل : يمكنكم الذهاب الى " ما** " ، ما** يعمل في مزرعة صغيرة بالقرب من هنا .
قال هنري : حسنا اخبرني عن المكان بالتحديد .
قال العامل : هل ترى هذه الأشجار هناك ؟ عندما تمشي بهذا الاتجاه من الشارع " و أشار العامل بإصبعه من النافذة علي المكان بالتحديد " سوف ترى دخان متصاعد إلى السماء ، سوف تتبع هذا الدخان حتي تصل الي مزرعة ما** .
قال هنري : حسنا لقد فهمت ، وداعا !
قال العامل لهم فجأة : انتظرا هنا .
قال هنري بنبرة صوت غاضبة : ماذا هناك إذا ؟ ما خطبك يا رجل ؟
وقف العامل أمامهم و بدء يقترب ببطء منهم ثم وضع يديه في جيبه و أخرج محفظته و أخرج منها نقودا ، حوالي 25 دولارا .
و قال العامل : تفضلا هذا و لا تخبرا احدا مما حدث اليوم ، حسنا ؟
كان هنري لقد وصل الى اقصى مراحل الغضب ، لقد كانت ملامح وجهه و نظراته مليئة بالغضب .
اقترب هنري من يد العامل الممدودة التي يضع فيها النقود و قام بخبط يد العامل بقوة شديدة حتى سقطت النقود من يده " كان يحمل نقود ورق و اخري معدنية "
ثم قال هنري بكل غضب و بصوت مرتفع أيضاً : ما الذي تفعله يا رجل ؟ ، إذا كنت سوف اقول لأحد شيئاً ف سوف اقول له بسبب ما فعلته الأن .
قال العامل : و لكن . . . . .
لم يترك هنري فرصة للعامل أن ينطق بكلمة اخري ثم قال : هيا بنا يا دانيال ف لنذهب من هنا .
نظر دانيال الى الرجل و شعر أنه لا يتصرف بطبيعته حقا .
ثم أقترب منه دانيال و قال له : نحن لا نأخذ المال مقابل شيء مثل هذا ، ما فعلته الآن هو شيء خاطئ حقا !
و أضاف دانيال قائلا : و أنا أعلم أيضا أنك لا تتصرف على طبيعتك . انت فقط لد*ك ضغوطات في حياتك كما قلت لنا قبل قليل ، و لم تنم منذ فترة أيضاً !
قال هنري بصوت مرتفع و غاضب : هيا بنا يا دانيال ، لا تضيع الوقت ، نريد ان نرجع الى كاميلا و سائق السيارة الخضراء بسرعة .
قال دانيال للعامل : و ايضا اتمني ان يشفي اخوك و يصبح بأفضل حال ، علي الذهاب الأن .
قال العامل و هو محرج : نعم ، عليك الذهاب الأن ، هيا أذهب مع اخوك الأن و شكرا لك على كلامك هذا .
و انصرف هنري من غرفة مراقبة القطارات و تبعه دانيال و خرجاً خارجاً المكان تماماً .
يتبع . . . . . في الجزء الحادي عشر " 11 " .