الصدفة العجيبة

1869 Words
ذهب هنري و دانيال الي الشارع المجاور حيث أخبرهم الشرطي . عندما ذهبوا اخذوا يلتفتوا و ينظروا حتى وجدوا غرفة مكتوب عليها " تنظيم حركة مرور القطارات " . قال دانيال : ها هي ! أليست كذلك ؟ هي الغرفة . قال هنري : لا أعلم لكن لا يوجد غيرها هنا ، هيا فل ندخل . دخل هنري و دانيال الى الغرفة . كان الجو في الخارج حارا جدا تحت أشعة الشمس الساطعة في الصباح ، و لكن عندما دخلوا كان الجو رطب . نظر دانيال و هنري إلى المكان ف وجدوا طرقه طويلة و يوجد ابواب علي اليمين و علي اليسار . قال دانيال : ماذا نفعل الأن ؟ قال هنري : حسناً ، سوف اقوم بقراءة الكلام المكتوب على كل باب قبل ان ندخل . قال دانيال : هل ممنوع ان نتواجد في هذا المكان . قال هنري : لا أعلم لأكون صريحا معك ، لكن سوف أقرأ فحسب للتأكد . سَار يسير هنري و ينظر الي كل باب و يرى ماذا مكتوب عليه حتي وجد باب مكتوب عليه " غرفة المراقبة " . قال هنري : أعتقد أن هذا هو الباب ! قال دانيال : حسنا ، دعنا ندخله . طرق هنري الباب اولا قبل دخولهما لكن لم يرد أحد . نظر هنري إلى دانيال ثم طرق هنري الباب مرة ثانية و لم يرد أحد أيضاً . قال دانيال : لكن كيف ؟ ألا يجدر بشخص ان يكون متواجد هنا دائماً حتي ينظم حركة القطارات ولا تحدث حادثة ما ؟ قال هنري : نعم ، هذا من المفترض أن يكون ، لكن لا أعلم ماذا سوف نفعل الأن إذا ؟ و أضاف هنري قائلا : هل ندخل فحسب ؟ أعتقد ان لا احد في الداخل . قال دانيال : و إذا لم يكن هناك أحد في الداخل ، لماذا سوف ندخل من الأساس ؟ نحن نحتاج طلب المساعدة هل نسيت ام ماذا ؟ قال هنري : أعلم ، أعلم . لكن يجب علي أن أرى إن كان هناك أحدا أم لا . قال دانيال : اوه معك حق ، حسنا دعنا ندخل الغرفة . فتح هنري الباب ببطء جدا و قال : مرحباً ! . و كان لم ينظر بعد من في الداخل . عندما فتح الباب بأكمله شاهد هنري و دانيال رجلاً جالساً على كرسيه و واضع رأسه على المكتب و بجانبه كوب من القهوة . كانت كاميرات المراقبة و الإشارات و الاتجاهات لا يتحكم فيها أحد و لا تُرسل إلى القطارات الاتجاهات حتى لا يحدث حادث مروع بين قطارين . صاح هنري بشكل رهيب و هو يقول : أستيقظ يا رجل ، هل تمزح معي ؟ ض*ب دانيال هنري علي كتفه و قال له : انت غ*ي يا هنري ألا تعلم انه إذا علم أحد مَن مِن في المكان ان عامل المراقبة و الإشارات قد نام ماذا سوف يحدث ؟ قال هنري : نعم ، أعلم أنه . . . . . قاطعه دانيال قائلا : سوف تحدث له مشكلة و سوف يفقد وظيفته . لا نريد أن نفعل مشاكل للآخرين . نظر هنري إلى دانيال و لم يقل شيئا . أقترب دانيال من الرجل العامل النائم و اخذ يهز فيه بهدوء قائلا : يا أنت ، يا صاح ، أستيقظ ! أستيقظ الرجل و هو مفزوع و مرعوب . قال العامل : كم . . . . . كم الساعة الأن ؟ رد هنري قائلا : الساعة 30 : 7 " السابعة والنصف " صباحا . شعر هنري و دانيال بأن الرجل مرتبك جدا . بعدها أخذ الرجل كوب القهوة الخاص به و بدأ بشرب القليل منه و نظر إلى شاشة المراقبة ف وجد أن هناك قطاران سوف يتقابلان بسبب أنه لم يعط لواحد منهما الإشارة بالتوجه إلى المنعطف الآخر . أخرج العامل القهوة من فمه و نظر إلى شاشة المراقبة في دهشة و حيرة . نظر دانيال و هنري إلى الرجل و كاميرات المراقبة أيضا لكنهم لم يفهموا شيئا منها . قال العامل : يا إلهي ماذا أفعل الأن سوف يموت المئات من الناس بسبب نومي ! نظر هنري إلى دانيال و قال هنري : ماذا ؟ ماذا سوف يحدث ؟ قال دانيال : لا ، أنت تمزح معي ؟ أعتقد أنني سمعت خطأً ! قال العامل : انا لا امزح مع احد ، سوف تحدث كارثة الأن ، لم أعطي إشارة لقطار من القطارين و سوف يمشون على نفس خط السكة الحديد و سوف يصطدمان ببعضهم البعض و يموت مئات الناس ! أقترب دانيال و هنري من شاشات كاميرات المراقبة و فهما ما يحدث . جلس العامل يفكر و نظر بقرب الى شاشات المراقبة و قال فجأة : اوه يا إلهي ، مازال لدي بعض الدقائق لإرسال الإشارة للقطار ! قال له هنري بصوت مرتفع : حسنا ، هيا أسرع ماذا تنتظر إذا ! كان يجلس العامل على كرسي متحرك ذو عجل في الأسفل ف تحرك به الي الحاسوب و بدء بإرسال الإشارات للقطارات مجددا ، كان لديه بعض الدقائق فقط ، و سوف يتقابل القطاران أمام بعضهم البعض . أرسل العامل الإشارة للقطار القادم من جهة اليمين حتى ينعطف إلى يسار السكة الحديدية ! قال العامل : أتمنى أن يرى سائق القطار هذه الإشارة قبل أن يلتقيان قبل فوات الآوان . أخذ يراقب هنري و دانيال و عامل المراقبة شاشات المراقبة بتركيز شديد جدا . حتى وجدوا أن القطاران سوف يقتربان من بعض ، لكن انعطف القطار الذي على جهة اليمين الى اليسار . لقد كان القطار الذي على اليسار يسير بسرعة عالية جدا . ف تحرك القطار الذي على جهة اليمين إلى يسار السكة الحديد في الوقت المناسب . كان سوف يلمس القطار الذي على جهة اليسار نهاية القطار الأخرى في أثناء انعطافه إلى اليسار ! عندما شعروا بأنه سوف يلمس القطار الآخر ، قلوبهم كادت ان تقع من مكانها و لكن لم يحدث شيء و ذهب كل قطار في سلام من دون أي ضحايا او موتا . قال العامل و هو يأخذ انفاسه و ترتعش يداه : لا أعرف ما هذه الصدفة العجيبة ، إذا لم تأتوا إلى هنا و أيقظتموني لم يكن هؤلاء الناس الآن على قيد الحياة و كنت سوف اخسر وظيفتي و كانت سوف تتغير الأمور تماما في لحظة . شكرا لكم حقا على هذا ، لا أعرف ماذا أقول لكم . قال هنري : عفوا ، لا داعي لذلك . قال العامل : هل يمكنكم عدم قول هذا لأي احد ، أنني كنت نائم و ما حدث الآن ، لأن هذا سوف يتسبب لي في مشكلة . قال دانيال : لا تقلق يا رجل ، نحن لن نخبر احد بأي شيء علي اي حال ، لكن لا تنم مرة ثانية أثناء العمل لان هذا خطر ، خطر على أرواح البشر و خطر على وظيفتك ايضا ! قال العامل : نعم ، معك حق . بالمناسبة لماذا اتيتم الى هنا ؟ ألا تعلمون ان هذه المنطقة او الغرفة ممنوع دخولها إلا لغير العاملين هنا ؟ ! قال هنري : إن لم نأتي الي هنا ، لما كنت استيقظت و مازالت تمتلك عمل . قال العامل : انت لا تعرف شيئا ، حتما انت لا تعرف ماذا يحدث لي . اخي مريض بالسكر و لم استطع النوم لمدة أسبوع تقريباً لان اخي يحتاج الي شخص ليعتني به و يعطيه علاجه في وقته المحدد اما سوف يذهب في غيبوبة ، و أمي و أبي متوفيين منذ حوالي سنتين تقريبا ، لا يوجد سوى أنا و أختي و نعتني بأخي المريض . على أي حال إذا كنتم تريدون إخبار الآخرين عن ما حدث اليوم ، اذهبا و اخبرا الناس عن كل شيء . شعر دانيال أن العامل لا يتصرف على طبيعته . قال هنري بصوت متغير قليلاً للعامل : لقد قلت لك لم أخبر أحداً ، ما بك ؟ ! قال دانيال : على أي حال يا رفاق ، لقد اتينا الى هنا يا رجل لكي نخبرك أننا بحاجة إلى المساعدة لأن الرجل المتسابق صاحب السيارة الخضراء في سباق السيارات قد **رت قدمه و هو الان في محطة القطار على بداية المحطة في السكة الحديدية . قال الرجل بنبرة غاضبة : و لكن لماذا دخل الى هذا النفق إذا ؟ قال هنري و هو يشعر بالغضب من طريقة كلامه : نحن فقط اردنا أن . . . . . قاطعه دانيال قائلا للعامل : يا صاح ما بك ؟ ! لماذا تشعر بالغضب هكذا لم نفعل شيء سوي إيقاظك و كان شيئا جيدا ايضا في نفس الوقت . قال هنري ل دانيال : لا يهمني هذا الهراء ، كنت أريد ان اقول اننا اتينا لأننا نحتاج الى مساعدة في حمل هذا الرجل و التوجه إلي أقرب مستشفى أو أي شيء ! قال العامل : امم . . . . . لا أعتقد أنني أقدر أن أساعدكما في هذا ، لن استطيع حتى ترك غرفة مراقبة القطارات و الذهاب معكم ! قال هنري و هو يشعر بالغضب من هذا الرجل : اممم . . . . . حسنا ! ، هل يمكن أن تقول لنا إلى من يمكننا الذهاب إذا ؟ و أضاف هنري قائلا : أنت تعرف هذا المكان بالتأكيد ! قال العامل : يمكنكم الذهاب الى " ما** " ، ما** يعمل في مزرعة صغيرة بالقرب من هنا . قال هنري : حسنا اخبرني عن المكان بالتحديد . قال العامل : هل ترى هذه الأشجار هناك ؟ عندما تمشي بهذا الاتجاه من الشارع " و أشار العامل بإصبعه من النافذة علي المكان بالتحديد " سوف ترى دخان متصاعد إلى السماء ، سوف تتبع هذا الدخان حتي تصل الي مزرعة ما** . قال هنري : حسنا لقد فهمت ، وداعا ! قال العامل لهم فجأة : انتظرا هنا . قال هنري بنبرة صوت غاضبة : ماذا هناك إذا ؟ ما خطبك يا رجل ؟ وقف العامل أمامهم و بدء يقترب ببطء منهم ثم وضع يديه في جيبه و أخرج محفظته و أخرج منها نقودا ، حوالي 25 دولارا . و قال العامل : تفضلا هذا و لا تخبرا احدا مما حدث اليوم ، حسنا ؟ كان هنري لقد وصل الى اقصى مراحل الغضب ، لقد كانت ملامح وجهه و نظراته مليئة بالغضب . اقترب هنري من يد العامل الممدودة التي يضع فيها النقود و قام بخبط يد العامل بقوة شديدة حتى سقطت النقود من يده " كان يحمل نقود ورق و اخري معدنية " ثم قال هنري بكل غضب و بصوت مرتفع أيضاً : ما الذي تفعله يا رجل ؟ ، إذا كنت سوف اقول لأحد شيئاً ف سوف اقول له بسبب ما فعلته الأن . قال العامل : و لكن . . . . . لم يترك هنري فرصة للعامل أن ينطق بكلمة اخري ثم قال : هيا بنا يا دانيال ف لنذهب من هنا . نظر دانيال الى الرجل و شعر أنه لا يتصرف بطبيعته حقا . ثم أقترب منه دانيال و قال له : نحن لا نأخذ المال مقابل شيء مثل هذا ، ما فعلته الآن هو شيء خاطئ حقا ! و أضاف دانيال قائلا : و أنا أعلم أيضا أنك لا تتصرف على طبيعتك . انت فقط لد*ك ضغوطات في حياتك كما قلت لنا قبل قليل ، و لم تنم منذ فترة أيضاً ! قال هنري بصوت مرتفع و غاضب : هيا بنا يا دانيال ، لا تضيع الوقت ، نريد ان نرجع الى كاميلا و سائق السيارة الخضراء بسرعة . قال دانيال للعامل : و ايضا اتمني ان يشفي اخوك و يصبح بأفضل حال ، علي الذهاب الأن . قال العامل و هو محرج : نعم ، عليك الذهاب الأن ، هيا أذهب مع اخوك الأن و شكرا لك على كلامك هذا . و انصرف هنري من غرفة مراقبة القطارات و تبعه دانيال و خرجاً خارجاً المكان تماماً . يتبع . . . . . في الجزء الحادي عشر " 11 " .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD