متسابق السيارة الخضراء

1820 Words
ظل الأطفال بعدها يرددون له " أفق ، أفق ، تكلم ، تكلم ، أرجوك ، أرجوك " رددوا هذه الكلمات كثيرا على المتسابق صاحب السيارة الخضراء . لكنه كان جالس مغلق العينين و شاحبَ الوجه و يداه بجواره على الأرض . فتح دانيال حقيبة كاميلا ف وجد بعض الشطائر و زجاجة مياه معدنية . قال دانيال : يا رفاق امسكوا هذه الزجاجة ، يوجد بها مياه معدنية ، ضعوا البعض من المياه على وجه السائق ذو السيارة الخضراء ، لعله يفيق . و ألقي دانيال الزجاجة لهنري . أمسك هنري الزجاجة و وضع بعض الماء علي وجهه و رقبته حتى يفيق . كانت محطة القطار مظلمة للغاية ، و كان الوقت متأخر جدا من الليل . قالت كاميلا : يا إلهي ، أرجوك أفق من أجلي ، أعتقد أنه قد مات . قال دانيال : سوف أذهب إلى الغرفة التي بجوار محطة القطار ، التي يجلس بها الحارس . و أطلب منه مساعدة قال هنري : حسنا يا دانيال ، نحن في انتظارك ، هيا أذهب . أنطلق دانيال خارج محطة القطار و استدار على يمينه حتي وجد الغرفة التي بجوار محطة القطار . أقترب دانيال من الغرفة و كان سوف يقول " مرحباً " لكنه عندما أقترب أكثر وجد أن لا يوجد أحد في الغرفة . فأستعجب قائلا لنفسه : كيف يعقل هذا ! لا يوجد شخص يحرس محطة القطار ، ماذا سوف يحدث إذا وقعت مشكلة مثل التي نحن فيها الأن ، و أين المسؤول إذن إذا حدثت مشكلة ؟! قرر دانيال الرجوع بسرعة لأنه يعلم ان كاميلا و هنري بانتظاره . خرج من الغرفة التي بجوار محطة القطار و إتجه مسرعاً إلى كاميلا و هنري . عندما رأوه قالت كاميلا : هل وجدته ؟ الحارس ؟ قال دانيال : لا ، لا يوجد أحد هناك . قال هنري : كيف هذا ، ألا يجدر بالحارس أن يكون موجوداً 24 " أربعة و عشرون " ساعة متواصلة ؟ عندما يغادر شخص يأتي الآخر ، أليس كذلك ؟ قال دانيال : لا أعلم ، ما الحل الأن ؟ قالت كاميلا مجددا : أرجوك أفق ، من أجلي أرجوك . أعتقد أنه مات حقاً ، لقد فات الآوان . لقد كانت عينا كاميلا تدمع قليلاً . أمسك هنري الرجل و بدء يهز فيه قائلا : هيا انهض ! هيا أفق ! مرة واحدة فتح الرجل عيناه و هو يسعل ( يكح ) . قال الرجل : توقف يا صبي ، انا بخير ! قالت كاميلا و هي مرتبكة : يا إلهي انه مازال حي و بدأت تبكي . فتح دانيال حقيبة كاميلا بسرعة و أمسك بزجاجة حليب ، كانت مع كاميلا . أعطي دانيال زجاجة الحليب للرجل و قال له : هيا أشرب هذا . قال الرجل : ما هذا يا فتى ؟ رد دانيال قائلا : هذا حليب ، لا تخف فقط اشرب منه . ثم أضاف دانيال قائلا : و كفي يا كاميلا عن البكاء في الحال . كان الرجل ينظر إلى زجاجة الحليب لفترة و يتردد إذا كان يشربها أم لا . قالت كاميلا للرجل : اشربها ، سوف تفيدك . انني لقد احضرت معي هذا الحليب لكي اشرب منه لانه يعطيني بعض الطاقة لكن لا مانع في شربك منه ايضا ، هيا ! نظر الرجل إلى كاميلا و وثق في كلامها و بدء في شرب الحليب . وقف الأطفال بجواره منتظرينه حتى ينتهي من شرب الحليب من دون أي كلمة . بعدها همس هنري في أُذن كاميلا و دانيال قائلا : اتركوه دقيقتين فقط و سوف يرتاح جسده و يبقي في حال أفضل و ايضا سوف يرتوي جسمه بسبب الحليب الذي شربه الأن . قالت كاميلا و دانيال : حسنا ، دعه علي راحته . بعد مرور خمس " 5 " دقائق ، أصبح الرجل على ما يرام و بحال أفضل من السابق و قال : أشعر بتحسن كبير الآن و أتذكر كل شيء حدث لي . حاول الرجل أن ينهض و يتحرك لكنه عندما حاول الوقوف على قدمه سقط علي الأرض لكن لم يسقط بشدة . كان يزحف على الأرض باستخدام يداه . قال الرجل لهنري : يا أخي ! أشعر أن هناك خطباً ما بقدمي اعتقد انها قد ان**رت . انها تؤلمني بشده . قالت كاميلا : هل وقعت من مكان عالٍ ؟ أو وقعت على الأرض ؟ قال الرجل بصوت متغير : وقعت ! بالطبع لا ، انا لست طفلا صغيراً ، عندما كنت أصلح و أراي ما خطب سيارتي ، أمسكت قدمي ببعض الأسلاك النحاسية و اعتقد انها دخلت في قدمي ، لكنني كنت اشعر انها تؤلم لكنني اكلمت و لم اهتم ، و الان اعتقد انها تنزف او تورمت من شده الأسلاك النحاسية التي دخلت بها ، و انا الآن عاجز عن الحركة . قال هنري : حسنا ، هذا يعني ان قدمك لم ت**ر ، أنه جرح في قدمك ! قال الرجل : لا أعلم . و بعدها حاول الرجل مرة أخرى النهوض لكنه سقط على الأرض مرة أخري و لم يستطع الوقوف على قدمه . جلس الرجل و قال : يا إلهي ، إنها تؤلم حقا . بالمناسبة كيف أتيتم إلى هنا ؟ قال دانيال : لقد رأينا سباق السيارات و هو يبدأ فاخذنا جوله فوق عند النفق و عندما تعبنا ذهبنا نستلقي تحت شجرة و كان هنري يتابع سباق السيارات و حينها لاحظ هنري ان السيارة الخضراء لم تلف في السباق و لقد مر لوقت طويل ، لذلك قررنا ان نذهب الى محطة القطار و نسأل عن هذا الأمر . عندما ذهبنا هناك و تمكنا من رؤيتك بالصدفة ! ، لذلك نحن الآن هنا لإنقاذك . قال الرجل : أوه هذا رائع ، أرى أنكم تتحلون بالشجاعة . تذهبون لإنقاذ شخص و الوقت الأن متأخر جدا من الليل . هذا ما أراه انتم شجعان حقاً . قال هنري بتواضع : حسنا ، أوه شكرا لك . حسنا إِذا هل تظن انك سوف تستطيع السير على قدمك هكذا ، يجب علينا مساعدتك . قال الرجل لهنري : سوف أحاول السير عليها ، سوف أحاول قدر المستطاع . حاول الرجل السير لكنه استطاع الوقوف علي قدم واحدة فقط ، و أما قدمه الثانية ف قد كان يجرها ، كان يجرها على الأرض وراءه و كان الأمر مرهقاً جدا و متعباً ايضا في نفس الوقت . قال الرجل : أريد ان أجلس ، دعوني يا أطفال ، أُفضل أن استلقي و أموت ، هيا دعوني ! و مد الرجل يده لهنري و أعطاه شمعة كانت في جيبه و أعطاه الولاعه أيضاً ، ليشعل الشمعة و يضيئ المكان لهم ، ثم أعطي هنري الرجل الولاعه الخاصة به مجدداً . ثم قال الرجل بصوت متعب : هيا أتركوني بسرعة الأن . . . . . قال هنري : لن نتركك ، سوف نطلب المساعدة . و لكن من أين سوف نجد مساعدة في هذا الوقت المتأخر جدا ؟ قالت كاميلا : يجب أن يذهب أحد و يتجه الي اقرب منزل من محطة القطار و يقوم بطلب المساعدة منه ! قال دانيال : نعم ، صحيح . هذا هو الحل الوحيد أمامنا الآن ، سوف أذهب أنا ! قالت كاميلا : جيد ، سوف ننتظرك يا دانيال ، أتمني أن لا تتأخر . قال هنري مسرعاً : توقفوا قليلاً ! نظر دانيال و كاميلا الي هنري و لم يقولوا شئ . قال هنري : أعتقد ان الوقت تاخر جدا ، و هذا كافي . ألا تعتقدوا أن أمي قلقة علينا ؟ قالت كاميلا : انت علي حق لكن لا يمكننا أن نترك هذا الرجل هكذا . قال هنري : حسنا ، دعونا نحمله إلى بداية المحطة حيث يمكننا بعد الانتهاء من كل هذا ركوب القطار و الرجوع الى محطة القطار القريبة من منزلنا . و أضاف هنري قائلا : دانيال و كاميلا سوف تحملونه من قدميه بإحكام ، و انا سوف احمل راسه ، اتفقنا ؟ قال دانيال و كاميلا : حسنا ، اتفقنا . حملوه حتى وصلوا الى بداية المحطة . قالت كاميلا : حسنا الأن ، دانيال و هنري إذهبا و أحضرا مساعده و أنا سوف أبقى هنا . و قطعت كاميلا الشمعه الي قطعتين و قالت : خد يا هنري الجزء الأكبر من الشمعة و أسرعا في جلب المساعدة . قال هنري : إذا أمي كانت موجودة الآن لا أعتقد انها كانت سوف تذهب و تتركك بمفردك ، سوف أبقى أنا و أذهبي أنت و دانيال و سوف ننتظركم هناك . قالت كاميلا : لا ، لا داعي لذلك يا هنري ، فقط أذهبا و انا سوف انتظركم لا تخف علي . أوه اذهبا بسرعة . . . . . لن تبقي الشمعة لفترة طويلة ! رأي هنري أن عليه الذهاب ، و بدأ دانيال و هنري بالتحرك لكن عندما كان هنري و دانيال علي أتم الاستعداد للذهاب قالت كاميلا مرة واحدة : انتظروا لحظة ! قال دانيال : ماذا ؟ قالت كاميلا : احتاج الى شيء حاد ؟ قال هنري : لكن لماذا ؟ قالت كاميلا : انا احتاج ان اخلع حذاء الرجل . قال هنري : حسنا ، تفضلي هذه السكين ، كنت احتفظ بها في جيبي للاحتياط . تعجب دانيال و كاميلا مما قاله . أضاف هنري بعدها قائلا : ماذا ؟ ماذا هناك ؟ انا اقصد لكي نعد بها بعض الشطائر ، لقد احتفظت بها لأن كاميلا نست ان تضعها في حقيبتها . ضحك دانيال و كاميلا من هذا ، لانهم اعتقدوا شيئا آخر غير ذلك . قال دانيال : لكن يا كاميلا سوف تقطعين حذاء الرجل ، هل هذا صواب حقا ؟ قالت كاميلا بكل ثقه : نعم ، انه الصواب . هل لد*ك أي فكرة أخرى ؟ ، ماذا كنت سوف تفعل إذا ؟ هل تريدني ان اتركه لوحده في هذا الظلام أمام السكة الحديدية ؟ قال دانيال : حسنا اتمنى ان يكون هذا الصواب حقا . بعدها انصرف دانيال و هنري و ظلت كاميلا واقفة مع الرجل سائق السيارة الخضراء الذي كان في سباق السيارات . شاهدت كاميلا ظل دانيال و هنري و هم يتحركان حتى اختفيا من أمامها . أمسكت كاميلا الشمعة الصغيرة الخاصة بها و بدءت بتحريكها ببطء خوفا من أن تنطفئ منها و سوف يصبح الظلام كاحلاً تماماً . اقتربت كاميلا من الرجل بالشمعة و حاولت ان تقوم بتثبيتها في مكان لكنها لم تجد ف ظلت تبحث حتي وجدت صخرة صغيرة بجانب الرجل ، ف حاولت ان تقوم بتثبيت الشمعه علي الصخرة التي بجوار الرجل . بعدما استطاعت من تثبيتها حاولت كاميلا ان تفتح سكينه هنري . " لم تكن السكينه مثل السكاكين العادية بل يجب عليك ان تشدها من فتحة معينة لكي تُفتح . " حاولت كاميلا ان تفتح السكينه لكنها لم تستطع ، حاولت مرة أخري لكن هذه المرة باستخدام ظفر إصبعها . وضعت ظفر إصبعها و حاولت بأقصى قوة حتى كُسر ظفر إصبعها و فتحت السكينة . أوقعت كاميلا السكين من يداها و أمسكت إصبعها من شده الألم بسبب **ر ظفرها . كانت تفتح كاميلا السكينه عادة باستخدام نقود معدنية " عملة معدنية " . بعدها نزلت كاميلا على الأرض لتحضر السكينة التي أوقعتها و أمسكت بها . بدأت تقترب من الرجل و جلست على قدميها و قطعت رباط الحذاء الخاص بالرجل ، و خلعت الحذاء عنه . أرادت كاميلا ان تنزع جورب الرجل لكنها شعرت ان هذا مقزز ، فقررت ان تقطع جوربه ايضا ، بدأت بقطعه من فوق ل تحت . و عندها رأت قدمه متورمة و في حالة سيئه حقا . يتبع . . . . . في الجزء التاسع " 9 " .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD