ظل الأطفال بعدها يرددون له " أفق ، أفق ، تكلم ، تكلم ، أرجوك ، أرجوك "
رددوا هذه الكلمات كثيرا على المتسابق صاحب السيارة الخضراء .
لكنه كان جالس مغلق العينين و شاحبَ الوجه و يداه بجواره على الأرض .
فتح دانيال حقيبة كاميلا ف وجد بعض الشطائر و زجاجة مياه معدنية .
قال دانيال : يا رفاق امسكوا هذه الزجاجة ، يوجد بها مياه معدنية ، ضعوا البعض من المياه على وجه السائق ذو السيارة الخضراء ، لعله يفيق . و ألقي دانيال الزجاجة لهنري .
أمسك هنري الزجاجة و وضع بعض الماء علي وجهه و رقبته حتى يفيق .
كانت محطة القطار مظلمة للغاية ، و كان الوقت متأخر جدا من الليل .
قالت كاميلا : يا إلهي ، أرجوك أفق من أجلي ، أعتقد أنه قد مات .
قال دانيال : سوف أذهب إلى الغرفة التي بجوار محطة القطار ، التي يجلس بها الحارس . و أطلب منه مساعدة
قال هنري : حسنا يا دانيال ، نحن في انتظارك ، هيا أذهب .
أنطلق دانيال خارج محطة القطار و استدار على يمينه حتي وجد الغرفة التي بجوار محطة القطار .
أقترب دانيال من الغرفة و كان سوف يقول " مرحباً " لكنه عندما أقترب أكثر وجد أن لا يوجد أحد في الغرفة .
فأستعجب قائلا لنفسه : كيف يعقل هذا ! لا يوجد شخص يحرس محطة القطار ، ماذا سوف يحدث إذا وقعت مشكلة مثل التي نحن فيها الأن ، و أين المسؤول إذن إذا حدثت مشكلة ؟!
قرر دانيال الرجوع بسرعة لأنه يعلم ان كاميلا و هنري بانتظاره .
خرج من الغرفة التي بجوار محطة القطار و إتجه مسرعاً إلى كاميلا و هنري .
عندما رأوه قالت كاميلا : هل وجدته ؟ الحارس ؟
قال دانيال : لا ، لا يوجد أحد هناك .
قال هنري : كيف هذا ، ألا يجدر بالحارس أن يكون موجوداً 24 " أربعة و عشرون " ساعة متواصلة ؟ عندما يغادر شخص يأتي الآخر ، أليس كذلك ؟
قال دانيال : لا أعلم ، ما الحل الأن ؟
قالت كاميلا مجددا : أرجوك أفق ، من أجلي أرجوك . أعتقد أنه مات حقاً ، لقد فات الآوان .
لقد كانت عينا كاميلا تدمع قليلاً .
أمسك هنري الرجل و بدء يهز فيه قائلا : هيا انهض ! هيا أفق !
مرة واحدة فتح الرجل عيناه و هو يسعل ( يكح ) .
قال الرجل : توقف يا صبي ، انا بخير !
قالت كاميلا و هي مرتبكة : يا إلهي انه مازال حي و بدأت تبكي .
فتح دانيال حقيبة كاميلا بسرعة و أمسك بزجاجة حليب ، كانت مع كاميلا .
أعطي دانيال زجاجة الحليب للرجل و قال له : هيا أشرب هذا .
قال الرجل : ما هذا يا فتى ؟
رد دانيال قائلا : هذا حليب ، لا تخف فقط اشرب منه .
ثم أضاف دانيال قائلا : و كفي يا كاميلا عن البكاء في الحال .
كان الرجل ينظر إلى زجاجة الحليب لفترة و يتردد إذا كان يشربها أم لا .
قالت كاميلا للرجل : اشربها ، سوف تفيدك . انني لقد احضرت معي هذا الحليب لكي اشرب منه لانه يعطيني بعض الطاقة لكن لا مانع في شربك منه ايضا ، هيا !
نظر الرجل إلى كاميلا و وثق في كلامها و بدء في شرب الحليب .
وقف الأطفال بجواره منتظرينه حتى ينتهي من شرب الحليب من دون أي كلمة .
بعدها همس هنري في أُذن كاميلا و دانيال قائلا : اتركوه دقيقتين فقط و سوف يرتاح جسده و يبقي في حال أفضل و ايضا سوف يرتوي جسمه بسبب الحليب الذي شربه الأن .
قالت كاميلا و دانيال : حسنا ، دعه علي راحته .
بعد مرور خمس " 5 " دقائق ، أصبح الرجل على ما يرام و بحال أفضل من السابق و قال : أشعر بتحسن كبير الآن و أتذكر كل شيء حدث لي .
حاول الرجل أن ينهض و يتحرك لكنه عندما حاول الوقوف على قدمه سقط علي الأرض لكن لم يسقط بشدة . كان يزحف على الأرض باستخدام يداه .
قال الرجل لهنري : يا أخي ! أشعر أن هناك خطباً ما بقدمي اعتقد انها قد ان**رت . انها تؤلمني بشده .
قالت كاميلا : هل وقعت من مكان عالٍ ؟ أو وقعت على الأرض ؟
قال الرجل بصوت متغير : وقعت ! بالطبع لا ، انا لست طفلا صغيراً ، عندما كنت أصلح و أراي ما خطب سيارتي ، أمسكت قدمي ببعض الأسلاك النحاسية و اعتقد انها دخلت في قدمي ، لكنني كنت اشعر انها تؤلم لكنني اكلمت و لم اهتم ، و الان اعتقد انها تنزف او تورمت من شده الأسلاك النحاسية التي دخلت بها ، و انا الآن عاجز عن الحركة .
قال هنري : حسنا ، هذا يعني ان قدمك لم ت**ر ، أنه جرح في قدمك !
قال الرجل : لا أعلم .
و بعدها حاول الرجل مرة أخرى النهوض لكنه سقط على الأرض مرة أخري و لم يستطع الوقوف على قدمه .
جلس الرجل و قال : يا إلهي ، إنها تؤلم حقا . بالمناسبة كيف أتيتم إلى هنا ؟
قال دانيال : لقد رأينا سباق السيارات و هو يبدأ فاخذنا جوله فوق عند النفق و عندما تعبنا ذهبنا نستلقي تحت شجرة و كان هنري يتابع سباق السيارات و حينها لاحظ هنري ان السيارة الخضراء لم تلف في السباق و لقد مر لوقت طويل ، لذلك قررنا ان نذهب الى محطة القطار و نسأل عن هذا الأمر . عندما ذهبنا هناك و تمكنا من رؤيتك بالصدفة ! ، لذلك نحن الآن هنا لإنقاذك .
قال الرجل : أوه هذا رائع ، أرى أنكم تتحلون بالشجاعة . تذهبون لإنقاذ شخص و الوقت الأن متأخر جدا من الليل . هذا ما أراه انتم شجعان حقاً .
قال هنري بتواضع : حسنا ، أوه شكرا لك . حسنا إِذا هل تظن انك سوف تستطيع السير على قدمك هكذا ، يجب علينا مساعدتك .
قال الرجل لهنري : سوف أحاول السير عليها ، سوف أحاول قدر المستطاع .
حاول الرجل السير لكنه استطاع الوقوف علي قدم واحدة فقط ، و أما قدمه الثانية ف قد كان يجرها ، كان يجرها على الأرض وراءه و كان الأمر مرهقاً جدا و متعباً ايضا في نفس الوقت .
قال الرجل : أريد ان أجلس ، دعوني يا أطفال ، أُفضل أن استلقي و أموت ، هيا دعوني !
و مد الرجل يده لهنري و أعطاه شمعة كانت في جيبه و أعطاه الولاعه أيضاً ، ليشعل الشمعة و يضيئ المكان لهم ، ثم أعطي هنري الرجل الولاعه الخاصة به مجدداً .
ثم قال الرجل بصوت متعب : هيا أتركوني بسرعة الأن . . . . .
قال هنري : لن نتركك ، سوف نطلب المساعدة . و لكن من أين سوف نجد مساعدة في هذا الوقت المتأخر جدا ؟
قالت كاميلا : يجب أن يذهب أحد و يتجه الي اقرب منزل من محطة القطار و يقوم بطلب المساعدة منه !
قال دانيال : نعم ، صحيح . هذا هو الحل الوحيد أمامنا الآن ، سوف أذهب أنا !
قالت كاميلا : جيد ، سوف ننتظرك يا دانيال ، أتمني أن لا تتأخر .
قال هنري مسرعاً : توقفوا قليلاً !
نظر دانيال و كاميلا الي هنري و لم يقولوا شئ .
قال هنري : أعتقد ان الوقت تاخر جدا ، و هذا كافي . ألا تعتقدوا أن أمي قلقة علينا ؟
قالت كاميلا : انت علي حق لكن لا يمكننا أن نترك هذا الرجل هكذا .
قال هنري : حسنا ، دعونا نحمله إلى بداية المحطة حيث يمكننا بعد الانتهاء من كل هذا ركوب القطار و الرجوع الى محطة القطار القريبة من منزلنا .
و أضاف هنري قائلا : دانيال و كاميلا سوف تحملونه من قدميه بإحكام ، و انا سوف احمل راسه ، اتفقنا ؟
قال دانيال و كاميلا : حسنا ، اتفقنا .
حملوه حتى وصلوا الى بداية المحطة .
قالت كاميلا : حسنا الأن ، دانيال و هنري إذهبا و أحضرا مساعده و أنا سوف أبقى هنا .
و قطعت كاميلا الشمعه الي قطعتين و قالت : خد يا هنري الجزء الأكبر من الشمعة و أسرعا في جلب المساعدة .
قال هنري : إذا أمي كانت موجودة الآن لا أعتقد انها كانت سوف تذهب و تتركك بمفردك ، سوف أبقى أنا و أذهبي أنت و دانيال و سوف ننتظركم هناك .
قالت كاميلا : لا ، لا داعي لذلك يا هنري ، فقط أذهبا و انا سوف انتظركم لا تخف علي . أوه اذهبا بسرعة . . . . . لن تبقي الشمعة لفترة طويلة !
رأي هنري أن عليه الذهاب ، و بدأ دانيال و هنري بالتحرك لكن عندما كان هنري و دانيال علي أتم الاستعداد للذهاب قالت كاميلا مرة واحدة : انتظروا لحظة !
قال دانيال : ماذا ؟
قالت كاميلا : احتاج الى شيء حاد ؟
قال هنري : لكن لماذا ؟
قالت كاميلا : انا احتاج ان اخلع حذاء الرجل .
قال هنري : حسنا ، تفضلي هذه السكين ، كنت احتفظ بها في جيبي للاحتياط .
تعجب دانيال و كاميلا مما قاله .
أضاف هنري بعدها قائلا : ماذا ؟ ماذا هناك ؟ انا اقصد لكي نعد بها بعض الشطائر ، لقد احتفظت بها لأن كاميلا نست ان تضعها في حقيبتها .
ضحك دانيال و كاميلا من هذا ، لانهم اعتقدوا شيئا آخر غير ذلك .
قال دانيال : لكن يا كاميلا سوف تقطعين حذاء الرجل ، هل هذا صواب حقا ؟
قالت كاميلا بكل ثقه : نعم ، انه الصواب . هل لد*ك أي فكرة أخرى ؟ ، ماذا كنت سوف تفعل إذا ؟ هل تريدني ان اتركه لوحده في هذا الظلام أمام السكة الحديدية ؟
قال دانيال : حسنا اتمنى ان يكون هذا الصواب حقا .
بعدها انصرف دانيال و هنري و ظلت كاميلا واقفة مع الرجل سائق السيارة الخضراء الذي كان في سباق السيارات .
شاهدت كاميلا ظل دانيال و هنري و هم يتحركان حتى اختفيا من أمامها .
أمسكت كاميلا الشمعة الصغيرة الخاصة بها و بدءت بتحريكها ببطء خوفا من أن تنطفئ منها و سوف يصبح الظلام كاحلاً تماماً .
اقتربت كاميلا من الرجل بالشمعة و حاولت ان تقوم بتثبيتها في مكان لكنها لم تجد ف ظلت تبحث حتي وجدت صخرة صغيرة بجانب الرجل ، ف حاولت ان تقوم بتثبيت الشمعه علي الصخرة التي بجوار الرجل .
بعدما استطاعت من تثبيتها حاولت كاميلا ان تفتح سكينه هنري .
" لم تكن السكينه مثل السكاكين العادية بل يجب عليك ان تشدها من فتحة معينة لكي تُفتح . "
حاولت كاميلا ان تفتح السكينه لكنها لم تستطع ، حاولت مرة أخري لكن هذه المرة باستخدام ظفر إصبعها .
وضعت ظفر إصبعها و حاولت بأقصى قوة حتى كُسر ظفر إصبعها و فتحت السكينة .
أوقعت كاميلا السكين من يداها و أمسكت إصبعها من شده الألم بسبب **ر ظفرها .
كانت تفتح كاميلا السكينه عادة باستخدام نقود معدنية " عملة معدنية " .
بعدها نزلت كاميلا على الأرض لتحضر السكينة التي أوقعتها و أمسكت بها .
بدأت تقترب من الرجل و جلست على قدميها و قطعت رباط الحذاء الخاص بالرجل ، و خلعت الحذاء عنه .
أرادت كاميلا ان تنزع جورب الرجل لكنها شعرت ان هذا مقزز ، فقررت ان تقطع جوربه ايضا ، بدأت بقطعه من فوق ل تحت .
و عندها رأت قدمه متورمة و في حالة سيئه حقا .
يتبع . . . . . في الجزء التاسع " 9 " .